رغم أن الأسواق المالية في
المجتمعات الغربية موغلة في القدم ومن أشهرها الأسواق الأمريكية ورغم
انتشار عادة الاستثمار أو التعامل في البورصة بين المواطنين في تلك
المجتمعات وتوسع قاعدة المتعاملين في البورصات؛ إلا أن هذه الثقافة في نظر
أصحاب الشأن لازالت ضعيفة لم تصل بعد إلى كافة شرائح هذه المجتمعات بالرغم
من قيام الحكومات بدورها التثقيفي والتوعوي على كافة المستويات إلا أن
المتعامل في الأسواق المالية غالباً ما يكون في قلب الأزمة المالية وقت
حدوثها ويكون في مهب الريح وما يمتلكه ليكون ضرره مباشراً ومضاعفاً, وذلك
إن لم يكن على دراية بأحوال السوق وتقلباته وإن لم يكن يمتلك من الثقافة
المالية الحد الأدنى لحماية خياراته الاستثمارية ,وهنا يتجلى دور الحكومات
التي تأخذ على عاتقها نشر ثقافة البورصة والثقافة المالية بشكل عام وهذا
الأمر ينطبق على الأسواق المالية المنفتحة والتي تتعدد فيها الخيارات
وآليات التعامل في البورصة وغالباً ما تعاود الحكومات والجهات المعنية في
هذه المجتمعات المالية المعنية بحماية أسواقها ومواطنيها تحديث أساليبها
بنشر الثقافة المالية لدى مواطنيها وتعزيزها بما يتناسب مع التطورات
المتسارعة في الأسواق المالية.
ففي الولايات المتحدة الأميركية
قامت الحكومة في العام 2003 إثر انهيار كبريات الشركات العملاقة بتنفيذ
حملة لتزويد الجمهور الأميركي بالثقافة المالية, تشارك فيها كل الوزارات
المعنية,، كوزارات الخزانة, والتجارة, والتعليم, والعمل, وأيضاً إدارات
المصارف وغرف الصناعة والتجارة! لتعليم جميع الفئات العمرية.. وتم إنشاء
دائرة خاصة في وزارة الخزانة الأميركية تحت اسم: (دائرة التثقيف والتوعية
المالية)..
وفي بريطانيا تم إنشاء (هيئة
الخدمات المالية) بهدف تثقيف المستثمرين أيضاً.. كما أصدرت هذه الهيئة
(إستراتيجية قومية للقدرة المالية), حددت هدفها بالوصول إلى عشرة ملايين
شخص وخصوصاً بين الشباب خلال خمس سنوات,،
كما قامت الحكومة الأمريكية بتشجيع
بعض الشركات الضخمة على عقد دورات تدريبية لموظفيها حول نوعية الاستثمارات
الأقل خطراً وكيف يمكن الاستفادة من الخدمات المقدمة من قبل البنوك
والشركات المالية بالصورة الصحيحة، وانتهجت هذا الأمر العديد من حكومات
العالم بتوفير عدة برامج توعوية لنشر الثقافة المالية بين أفراد المجتمع
ومحاولة في نفس الوقت أن تحقق توازناً اقتصادياً ينعكس إيجابياً على نمو
الاقتصاد الوطني. كما قامت بعض الحكومات ومؤسسات غير ربحية ببعض المبادرات
كتلك التي قامت بها جمعية الموظفين في أستراليا بالتعاون مع غرفة التجارة
والصناعة الأسترالية عام 2003 عندما أصدرت كتيبات وزعت على الموظفين في
القطاعين الحكومي والخاص تعنى بتوعيتهم بأنواع الاستثمارات التي يمكنهم وضع
أموالهم فيها وجمعية حماية المستهلك نشرت كتيبات عن الأساليب القانونية
للاستثمار وما هي حقوق المستثمر وكيف يمكنه أن يتجنب الوقوع في مخالفات
قانونية.
وأطلقت كل من الحكومة الإيطالية والحكومية الإسبانية مواقع على شبكة
الإنترنت تعنى بنشر الوعي الاستثماري.
إن قيام الأفراد بالاستثمار في الأسواق المالية يوجب توفير المعلومات
الأساسية اللازمة ومصادر الحصول عليها والتي يحتاجونها ,وفي الدول المتقدمة
كما أسلفنا ولو أخذنا السوق الأمريكي مقياساً لا يجد المستثمر صعوبة في
الحصول على هذه المعلومات من مصادر مختلفة بالمجان أو بتكلفة زهيدة ويأتي
في مقدمة هذه المصادر الصحف المتخصصة في شؤون المال والأعمال أو حتى الصحف
العامة التي تخصص قسماً من أقسامها لهذه الشؤون، وقد اكتظَّت السوق
الأميركية بهذه المصادر ومن أهم الصحف هذا المجال:
1 ـ صحيفة نيويورك تايمز (New York
Times NYT).
وهي صحيفة يومية لها مكانتها في الصحف الأميركية لتوخيها الدقة ونقل الجديد
وأهم الأخبار عن الشؤون الاقتصادية والسياسية ويوجد فيها قسم خاص للأخبار
المالية والعالمية ومعلومات حول أسواق المال في العديد من الدول...
2 ـ صحيفة وول ستريت Wall Street
Journal WSJ)) تصدر خمسة أيام عدا السبت والأحد، أوسع الصحف انتشاراً داخل
وخارج أميركا.
3 ـ صحيفة يوميات المستثمر
Investor’s Dealy وهي متخصصة في شؤون الاستثمار.
كذلك توجد المجلات الشهرية ونصف
الشهرية والأسبوعية وتلك التي تصدر مرتين في الأسبوع وأهمها:
ـ Financial Weekly Brron’s &
Barron’s National Business وهي تختص بشؤون المال والأعمال تصدر عن شركة
(DWJ).
ـ Commercial & Financial Chromicle تصدر يومين في الأسبوع الاثنين
والخميس.
ـ Fortune تصدر مرة كل أسبوعين Biweekly وإلى جانب هذا النوع من المجلات
هناك العشرات من المجلات الأخرى كمجلة المحللين الماليين (Financial
Analysts Journal) ومجلة التحليل المالي والكمي (Journal Financial &
Quantitative Analysis ومجلة إدارة المحفظة Journal of Profolio
Management، وغيرها. من أجل تزويد المستثمرين الذين يعتقدون بأهميتها
لاتخاذ القرار الاستثماري. كذلك هناك مطبوعات استشاري الاستثمار التي تصدر
عن المؤسسات المتخصصة في أسواق المال والأعمال ومن أشهرها: مؤسسة ستاندرد
أند بور, ومؤسسة مودي مؤسسة مسح مستوى قيمة الاستثمار هذا ما قامت به
الحكومات في المجتمعات المتقدمة لحماية مستثمريها، ولنرى ما قامت به
حكوماتنا العربية والمحلية والجهات المعنية في هذا الشأن.
يتبع .....
---------------------------------
عن الأزمنة http://www.alazmenah.com
2011-01-22
