مقالات

حديثة

ما بين سوق البورص.. وبورصة دمشق.. سبعة عقود..!!  (3 من 3)   بورصة دمشق.. هل بدأت حيث انتهى الآخرون؟!

المحامية :  منيرة مسعود
سنة النشر :2011

 

يروى لك وتدوّن شيء جميل ,وعندما تقرأ وتؤرّخ في الأمر متعة ,وعندما تعيش التاريخ وتسطّره في الأمر إثارة.!أما ان تساهم بصنع هذا التاريخ ولو بطريقة من الطرق !!عندها يستحق الأمر المعاناة ...!!! قد استعرضا في المرات السابقة وفيما يتعلق بسوق المال السوري حقبتين , لم أعايش الأولى لكنها رويت لي , وفي الثانية قرأت عنها ولم أتفاعل معها لأنها لم تكن خطوة في المنظور القريب آنذاك ...,أما في هذه الحقبة الثالثة من عمر السوق وهي بداية الألفية الثالثة التي أعايشها وأرقب نبضها ,لاأبالغ إن قلت أنني ومن اهتم بهذه الفعالية كنا كمن يصنع أبجدية للتخاطب مع الأخرين ....لغة جديدة ,عصر جديد, فجر جديد ,وأفاق جديدة فتحت الطريق أمام الجميع ليساهم كل من موقعه وليدلو كل بدلوه ..

بهذه المعاني بدأ الدكتور بشار الأسد فترته الرئاسية الأولى ليكون سيد الوطن وحاميه وراعياً لمصالحه داعياً جميع أبناء الوطن لرسم الخارطة الاقتصادية الجديدة لوطنهم ...أولاً....ولتحديد ملامحها بلغة عصرية, لأن الاقتصاد عصب الحياة وأساس البنيان في الدولة ,فكيف إذا كان  في زمن يرفض الانطوائية والاحتماء وراء أسوار لم تجدي نفعاً في دولة العالم الواحد أوفي عالم الدولة الواحدة أوسمها ماشئت ,في القرية الصغيرة أو بيت العنكبوت ؟؟....ولا تقصد هنا إلا أن العالم أصبح في متناول يديك وتخاطب الحضارات رغم  اختلاف لغاتها أصبح واقعاً . واتحاد الأزمنة رغم تفاوتها أصبح ممكناً ,كشعار هذه المجلة.

لن أستطيع بهذه المساحة من المفردات أن أسطر كل اللحظات ولا الأحداث التي تزامنت مع عودة الروح إلى سوق المال السوري ,ولا المواقف ولا الآراء ولا اللهفة التي سبقت البعض من العقول السورية المهاجرة التي صدرتها سوريا يوماً وتمتعت بالخبرات الاقتصادية والمالية والمصرفية, عادت  لتساهم ببناء السوق المنتظرة ,رغم  اختلاف غاياتهم ومقاصدهم ,بل سأرسم ربما أو إن صح التعبير سأصور رسماً تضاربت ألوانه حيناً وتناغمت أخرى وهو الحدث الأهم حينها على الساحة الاقتصادية بين أن تلد السوق أم لا تلد, أن نضع الحصان أمام العربة أم العربة أمام الحصان ,بل السؤال الذي كان حينها  متداولاً كثيراً وبصيغ مختلفة  من وجد أولا ؟البيضة أم الدجاجة  ,,؟؟؟ كناية عن تنظيم السوق تشريعياً أولاً  أم تركها تعمل بحرية أولاً ثم التنظيم فيما بعد؟ والحالة الثانية انتهجتها سائر الأسواق الناشئة والمتطورة , وكان من أهم الاقتراحات التي قدمت من ذوي الخبرات والذي تم تجاهله حينها والتعامل معه بكثير من التحفظ اللامبرر , استقدام شركة ذات خبرة في صناعة الكوادر وتأهيلها بحيث تدير السوق بإشراف محلي وتنقل الخبرة لكوادرنا وهذا ماتعارفت عليه الأسواق الحديثة في بداياتها حيث تحل الخبرة المحلية المدرّبة تدريجياً في حدود زمنية وسطية حوالي خمس سنوات مكان الخبرة المستقدمة المحلية بعد أن تكون قد اكتسبت التأهيل والإعداد اللازمين لمسك زمام الأمور بدراية ومعرفة ,وهذا ماتم رفضه شكلاً ومضموناً  .وهذا ماتم حينها إذا ماعدنا  بالذاكرة واستذكرنا الأحداث , بينما الواقع أنه تم تفويت هذه الفرصة  وبرأي أصحاب التجارب في هذا المجال وخاصة إذا كانت السوق حديثة الولادة لابد من خبرة وتقنية وإمكانية ليس فقط للبدء إنما للاستمرار واحتواء كل المفاجئات التي قد تحدث مستقبلاً وهي من الأمور التي يجب توقعها كالتجاوزات غير مألوفة في كل الأسواق والتي حدثت في سوقنا من بيع أسهم مدرجة خارج قاعة التداول وهذه مخالفة تخلق عدم عدالة في التسعير وتؤدي إلى عدم توازن في السوق بينما المتعارف عليه أن تباع الأسهم غير المدرجة خارج قاعة التداول وهناك أسواق ضخمة في العالم تتم بها هذه العمليات وقد نصت القوانين عليها وتسمى   over the countersومن أشهرها بورصة نازداك الأمريكية،

من الضروري أن نقلب الأمور لصالحنا ومواجهتها وليس التغاضي عنها وأن نقلع عن عادة إضاعة الفرص بامتياز وأن تكون الآذان بصاغية 

وألا نركب موجة الشعارات البالية التي خرجت من قاموس الزمن المتحضر, وحتى لانغرد خارج السرب ولا نسير  بعكس عقارب الساعة وبعكس اتجاه العالم, لأن النتيجة ستكون ألا نقارن أنفسنا إلا بأنفسنا ولا نتمكن من قراءة الآخر ولا نسمح لأحد بقراءتنا ولا نسمع أي من الأصوات القادمة إلينا من البعيد ونضرب بذلك طوقاً من العزلة الافتراضية, ويكون الكل متقدم علينا.. لكن يبقى شعارنا في الساحة الاقتصادية المالية ...لنبدأ حيث انتهى الآخرون  ...!!؟؟؟؟ والسؤال المشروع والذي يثير الجدل  والتساؤل ما المقصود ب ..لنبدأ حيث انتهى الآخرون ؟هل  هي النهاية والتي تعني الزّوال ؟؟؟,أم النهاية وهي أعلى درجات التطور والمعرفة والخبرة وهذا مانصبو إليه ..!! وهنا نستذكر ماقيل منذ عقد من الزّمن ستبدأ بورصتنا حيث انتهى الآخرون ,فهل بدأت ..بورصة دمشق كما انتهى الآخرون .....!!؟؟؟؟؟ هل الانتقال إلى مقر للسوق وفق مقاييس عالمية وإن كان تقدمة من أحد أبناء البلد, سينقلنا إلى مرحلة العالمية بالأداء والرقابة وحماية حقوق المساهمين ؟ وهل الآلية التي يتم التعامل بها ستجعل من السوق نتيجة طبيعية في وضع صحي بكل المقاييس  أم ستبقي عليه هدفاً, ربما, أورمزا وطنياً  ,جاء نتيجة لقرار سياسي ؟؟وهو مالا يتفق مع مفهوم الأسواق المالية ...

سؤال في بحر الأيام التي دائماً ما يلقى إليها بكل الأوزار ....


---------------------------------

عن الأزمنة http://www.alazmenah.com
2011-01-17

المحامية :  منيرة مسعود
باحثة في الشؤون المالية و المصرفية