منتدى محامي سوريا

العودة   منتدى محامي سوريا > المنتدى الفقهي > أبحاث قانونية مختارة > أبحاث في القانون الدولي

إضافة رد
المشاهدات 6474 التعليقات 4
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-11-2006, 01:34 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
المحامي ناهل المصري
عضو أساسي ركن

الصورة الرمزية المحامي ناهل المصري

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


المحامي ناهل المصري غير متواجد حالياً


افتراضي تأملات وشذرات في حقوق اللاجئين

شخصيتان رمزيتان، المنفي واللاجئ، باتتان لا تفارقان نشرات الأخبار وتلوحان في وعينا وتفكيرنا كل يوم.
شهد القرن العشرين تدفق أعداد هائلة من اللاجئين.

ولا ننسى في سوريا تدفق آلاف اللاجئين اللبنانيين خلال أيام وقبلهم العراقيين وقبلهم الفلسطينيين، وما رافق ذلك كله من تداعيات قانونية واجتماعية واقتصادية وسياسية.

دأب الناس دائماً على الانتقال بعيداً عن مناطق الخطر. وهم اليوم، مهما كانت المخاطر، يملكون وسائل ذلك.

إن اللاجئين من الكوارث الطبيعية لا يشكلون إلا نسبة ضئيلة من مجموع اللاجئين والمرحلين في العالم الذين يبلغ عددهم أكثر من خمسين مليون لاجئ.

عندما يفكر معظم الناس في اللاجئين فإنهم عادة ما يفكرون بضحايا القمع السياسي، أو الاضطهاد الديني، أو بالمدنيين الهاربين من منطقة حرب أصبحوا فيها الأهداف رغم الادعاء باستخدام ما يسمى القنابل أو الصواريخ الذكية والتي يبدو أنها فقدت ذكاءها بيد الإجرام الصهيوني والأمريكي وتحولت إلى صواريخ غبية تقتل الأطفال والمدنيين العزل ولا تعثر على المقاتلين والمحاربين.

وطبعاً، لا يوجد شيء جديد حول القمع، ويظل سؤال ما إذا أصبحت الحرب أكثر بربرية في هذا العصر.

ويبدو أن الذين وضعوا القانون الإنساني الدولي حول اللاجئين، بعد الحرب العالمية الثانية، اعتقدوا أو توقعوا أن الحروب القادمة ستكون أكثر وحشية وبربرية وأن المدنيين سيكونون الأهداف المفضلة للمتحاربين، وأي شخص موجود في مناطق تلك الاضطرابات يمكن أن يعتبر من منظور معين، لاجئاً محتملاً. لذلك وضعت اتفاقيات ومعاهدات منذ منتصف القرن الماضي تعالج حقوق اللاجئين.

وربما لهذا السبب، لاحظ ساداكو أوغاتا، مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين، ذات مرة أن "اللاجئين أعراض أمراض عصر" عصرنا. فتقريباً في كل أزمة بلينا بها أو أربكتنا منذ نهاية الحرب الباردة، كانت مسألة اللاجئين في القلب منها. لم يكن بالإمكان أبداً تجنبها، ويبدو أنها لن تحل.

ليس هذا لغياب القوانين، بل على الأصح لغياب التطبيق. وبالفعل لو التزمت الدول وخصوصاً الكبرى التزاماً سياسياً مع الحماية القانونية للاجئين الموجودة فعلاً، فلربما تقلصت كثيراً أكثر كوارث الجزء الأخير من القرن العشرين قسوة.

إن مجموعة كبيرة من المعاهدات التي ووفق عليها بعد الحرب العالمية الثانية، وبعد نصف قرن، والأعراف الدولية ومبادئ العدالة والعهود الدولية، تضمن حقوق اللاجئين. فاللاجئون يتمتعون بمدى واسع من الحقوق والحماية بما فيها حقهم بأنواع معينة من المساعدة القانونية والعون المادي.

وأكثر القوانين أهمية في مجال اللاجئين، اتفاقية جينيف الرابعة لسنة 1949 والبروتوكول الإضافي الأول لسنة 1977 الملحق باتفاقيات جينيف، واتفاقية الأمم المتحدة الخاصة بوضع اللاجئين لسنة 1951.

اشترطت اتفاقيات جينيف معياراً إنسانياً معيناً لمعاملة المدنيين الذين لا يتمتعون بوضع دبلوماسي.

وتضمنت اتفاقية جينيف الرابعة حق اللاجئين بعدم إجبارهم على العودة إلى البلد الذي يواجهون فيه خطراً أو إذا ادعوا بشكل مشروع أنهم سيكونون عرضة لاضطهاد ديني أو سياسي.

ووسع البروتوكول الأول معيار الحماية المدنية المقرر في اتفاقيات جينيف لسنة 1949 ليشمل جميع المدنيين بغض النظر عن جنسيتهم.

تُعرِّف اتفاقية الأمم المتحدة الخاصة بوضع اللاجئين من هم اللاجئون وكيف تجب معاملتهم.
إن الضمانات التي تمنحها الاتفاقيات الدولية عموماً هي حقوق الإنسان الأساسية المفصلة في أدوات قانونية دولية أخرى.

فلا يجب إعادة اللاجئين إلى مكان يواجهون فيه اضطهاداً، ولا يجب إلا لأسباب تتعلق بالأمن القومي، طردهم دون إجراءات قانونية متبعة. ولا يجب أن يعاملوا كأجانب غير شرعيين (وهذا حق أساسي، بخاصة في أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية). وحقهم بالتحرك بحرية في بلد الملجاً لا يجب تقييده دون ضرورة، ويجب أن يعطوا أوراق هوية إن لم يكونوا يملكونها.

وفي عالم غارق باللاجئين، حيث يشعر أناس في البلدان الغنية بضغط المهاجرين الاقتصاديين، الشرعيين وغير الشرعيين، وحيث لا يملك أناس في بلدان فقيرة ويعيشون قرب مناطق النزاع المصادر أو الخبرة للتعامل مع تدفق اللاجئين (عبر مليونا راوندي الحدود إلى زائير في أقل من أسبوع في صيف 1994)، غدا الوضع في المناطق التي جاء إليها اللاجئون أصعب فأصعب.

لقد أصبحت الأعباء الملقاة على عاتق المنظمة الدولية الأساسية المكلفة بحماية اللاجئين، المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، مؤلمة.

وبشكل أعم أصبحت الفجوة بين القانون والوقائع على الأرض أعظم في مجال حقوق اللاجئ منها في أي مجال آخر تقريباً.

ربما كانت تلك الفجوة رمزاً للإخفاق، إلا إن عدداً من المدافعين عن اللاجئين يقولون أن ذاك الرمز يمنحنا الوسيلة التي تمكننا من تحويل مثاليات حماية اللاجئين إلى وقائع، فلو لم توجد مجموعة القوانين هذه، ولو لم تدخر معها فكرة الحماية، فلربما كان الوضع أقسى وأفظع أرهب مما هو عليه الآن.







التوقيع


يعجبني الصدق في القول والإخلاص في العمل وأن تقوم المحبة بين الناس مقام القانون
آخر تعديل المحامي ناهل المصري يوم 18-09-2011 في 07:03 PM.
رد مع اقتباس
قديم 13-11-2006, 05:10 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
المحامي بهاء الدين باره
عضو مميز
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


المحامي بهاء الدين باره غير متواجد حالياً


افتراضي

ان معايير المنظمة العالمية .... اصبحت في موقع كل الشكوك لانها معايير انتقائية لاتتوافق مع العدالة الانسانية .... وان كل هذه المعاناة التي يعيشها اللاجيء وامنفي والانسان العربي والمسلم اصبح يحكمها فكر عنصري ولد في لندن وتل ابيب وواشنطن على ايدي مجموعة غايتها البطش العنصري ...
اشكرك استاذ ناهل على هذا الطرح الرائع
وتحياتي للجميع







رد مع اقتباس
قديم 13-11-2006, 05:27 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
الفرزدق
إحصائية العضو






آخر مواضيعي



افتراضي

استاذ بهاء الغالي
ليس معايير المنظمه اصبحت بمعاير الشكوك كما زكرت .مع احترامي الشديد لرايك .وانما زاد الاضهاد والقمع بعد ما بات ما يسمى الحرب على الارهاب حتى باتت جميع الدول واخص العربيه منها بالتحديد بالتسابق لزيادة جرعة القمع والاضهاد ضد مواطنيها تحت زرائع محاربة الارهاب وما شابه ..حتى بتنا لا نعرف من هو الارهابي ومن هو الضحبه ..هذا الواقع الحالي الذي نعيشه الان بعض الحومات اصبحت اشد ارهابا من الارهابيين انفسهم والتهم جاهزه وويل لمن يحتج فالتهمه جاهزه دائما وهي نؤيد للارهاب .وفهمك كفايه







رد مع اقتباس
قديم 19-09-2011, 12:11 AM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
المحامي محمد فوزي
عضو أساسي

الصورة الرمزية المحامي محمد فوزي

إحصائية العضو







آخر مواضيعي


المحامي محمد فوزي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: تأملات وشذرات في حقوق اللاجئين

ماأقسى وأذل ان يكون الانسان
لاجىء في وطنه






التوقيع


تصادق مع الذئاب ..... على أن يكون فأسك مستعداً

يـــوجــــد دائــــماً مـــن هـــو أشـــقى منك ، فابتسم

أغــلى مــن المـــال وأمضى مــن السيف - المعرفة

كن فردا بجماعةالاسود خيرا من قائدا لقطيع النعام

المـــوت مع قول الحق خير من أن تحيى مع الكـذب

رد مع اقتباس
قديم 19-09-2011, 10:30 AM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
ميس الريم
عضو مساهم نشيط

الصورة الرمزية ميس الريم

إحصائية العضو







آخر مواضيعي


ميس الريم غير متواجد حالياً


افتراضي رد: تأملات وشذرات في حقوق اللاجئين

هل صحيح أن الدول التي تتغنى بالديمقراطية يمكنها أن تكون حيادية في موضوع اللجوء أو أنها ذات قرارات مسيسة فكثير من القصص التي نسمعها من اللاجئين في الدول الغربية والتي تؤكد السياسة التي تتبعها الدول المانحة للجوء وطرق الاثبات في الاضطهاد أو الظلم الواقع على طالبي اللجوء ونسمع كثيرا" عن الترحيل القسري لطالبي اللجوء الى الدول الام التي ربما تعرضوا في عودتهم لها للخطر ويبقى هنا السؤال هل صحيح أن الاتفاقيات الدولية الانسانية خصوصا" تبتعد عن السياسة الخارجية أم أنها اتفاقيات انسانية صرفة تؤمن الحماية والعدالة للإنسان







التوقيع

المحامية رولا محمد

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
القيود الاحتياطية في السجل العقاري المحامي نضال الفشتكي رسائل المحامين المتمرنين 1 05-10-2009 12:30 AM
الاتفاقية الخاصة بوضع اللاجئين المحامي ناهل المصري الاتفاقيات والعهود والمواثيق الدولية 0 30-05-2006 06:40 PM
إعلان حماية المدافعين عن حقوق الإنسان المحامي ناهل المصري الاتفاقيات والعهود والمواثيق الدولية 0 25-05-2006 01:54 PM
إعلان وبرنامج عمل فيينا المتعلق بحقوق الانسان المحامي ناهل المصري الاتفاقيات والعهود والمواثيق الدولية 0 25-05-2006 01:52 PM
حماية برامج الحاسب بتشريعات حقوق المؤلف المحامي ناهل المصري أبحاث في الملكية الفكرية 0 26-04-2006 09:44 PM


الساعة الآن 01:07 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2023, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Nahel
يسمح بالاقتباس مع ذكر المصدر>>>جميع المواضيع والردود والتعليقات تعبر عن رأي كاتيبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى أو الموقع