12-11-2011, 02:43 PM
|
رقم المشاركة : 1
|
معلومات
العضو |
|
إحصائية
العضو |
|
آخر
مواضيعي |
|
|
القضاء أولا ثم أولا
يعتبر القضاء في كل زمان ومكان المرجعية الأساسية للمتنازعين من أجل المطالبة بالحقوق وتثبيتها ومن ثم تحصليها , ويخضع ذلك لمجموعة من الأسس والقواعد القانونية التي تعتمدها الدولة والتي تتبع لها الجهة القضائية الناظرة بدعوى الحق المتنازع عليه, ولذلك فقد كان مرفق القضاء دائماً مرفقاً مفصلياً في سلطات الدولة,ويعتبر رائزاً أساسياً من الروائز التي يقاس بها صلاح أو فساد باقي اجهزة الدولة ,وعندما يقتنع المواطن أن القضاء صالحاً وهو محطة عدل وإنصاف يشعر بالإرتياح والأمان ,ويكون له دافعاً للإبتعاد عن المظالم وحافزاً للإنصاف,وتتحقق مقولة (لو أنصف الناس لاستراح القاضي) ,و هذا ينعكس على كافة المرافق الأخرى بالدولة ,وعندها يطمئن الحاكم ويبدع في قيادة الرعية ويرقى بها إلى أعلى درجات التقدم والإزدهار وفي تاريخنا القديم أروع الأمثلة عن العدالة وعن آثارها ,وكلنا يعرف العبارة الشهيرة التي قيلت لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب(عدلت فأمنت فنمت) وما قاله الشاعر فيه :
(أمنت لما أقمت العدل بينهم فنمت فيهم قرير العين هانيها) .
هذه المقدمة تقودنا إلى نتيجة واقعية تضعنا أمام حقائق لا بد من الإقرار بها من كافة المهتمين والعاملين في مرفق القضاء ,ولأن الإقرار بالتقصير هو الخطوة الأولى بالتطوير والإصلاح ,ولأن وزارة العدل هي المعنية و هي الأكثر مسؤولية عن تطوير مرفق القضاء ,ويجب أن تكون الأقدر على إقناع الحكومة بأنه لا يمكن النهوض بأية عملية إصلاحية في الدولة إذا لم يسبق ذلك إصلاحاً وتطويراً مفصلياً ,في مرفق القضاء, وحتى يتمكن القضاء من حيث النتيجة من إيصال الحقوق لأصحابها و من ممارسة دور المحاسبة وفرض العقاب على أي شخص مهما كانت صفته ومرتبته ,عندما يخالف القوانين والأنظمة المرعية.
ولذلك لا عجب أن نرى أكثر الدول تطوراً(روسيا مثلاً) تعطي وزارة العدل صلاحية واسعة للتدخل في صياغة كافة القوانين التي تصدرها الدولة بل وتشرف ويكون لها صلاحيات خاصة في تعيين الأشخاص في المناصب الهامة والمفصلية في مرافق الدولة,معتمدة في ذلك على منهج الشفافية والتشاور مع كافة أطياف المجتمع.
ومع كبير الاحترام لجميع السادة القضاة و اللذين لانريد أن ننتقص من الجهد الذي يبذله الكثير منهم ,دون أن يظهر ذلك جلياً ,نتيجة كثرة الدعاوي ,والإجراءات القانونية المطولة بدءاً من تسجيل الدعوى وإجراءات التبليغ وانتهاءً بالتنفيذ.
وقد يقول قائل إن إمكانية التنظير والإنشاء سهلة ولكن تكاليف التطوير والتحديث باهظة وكبيرة ويتطلب إمكانيات مادية لا تتوفر بيد الوزارة المعنية ’وأعتقد أن الإجابة على ذلك يتعلق في مدى إمكانية إقناع وزارة العدل للحكومة في وضع منهجية لإصلاح مرفق القضاء أولاً ثم أولاً. وأعتقد أن هناك الكثير من الدراسات العملية التي أعدها بعض السادة القضاة وبعض الزملاء المحامين وأساتذة الجامعات و الذين لهم خبرة واسعة و تجارب في مرفق القضاء.,وإنني أرجو من جميع المهتمين والعاملين في منهجية الإصلاح والتطوير ,العمل على مبدأ القضاء أولاً ثم أولاً.
المحامي :أحمد الرجوب 30/10/2011
|
|
|