نلتمس الرحمة والشفقة..

[المحامية ديمة حمو سندس]

في هذه الأزمة الرهيبة التي تجتاح سوريا الحبيبة, والتي تعتصرنا حتى آخر رمق.. وبعيدآ عن السياسة .. وبعيدآ عن أي رأي سياسي كائنآ ما كان..معارضآ أم مواليآ..أتساءل كيف نطلب الرحمة من الله تعالى ونحن ممتنعون جزءآ أو كلآ عن رحمة بعضنا البعض..!!!!الوضع لم يعد خافيآ على أحد, وليس لنا أن نحجب الحقيقة الساطعة كالشمس بأي تجاهل أو تعامي عن واقع مؤسف يسحقنا.. بغض النظر عمن السبب.. فأنا لا أريد الدخول بأي نقاش سياسي مهما كان.. تعددت الأسباب والمصيبة واحدة.. مامن عائلة إلا ونكبت بل وفجعت بأب توفي , أو أم ثكلت ضناها, أو طفل صار بلا أسرة..الغلاء اكتسحنا والناس شردت من منازلها.. والمصائب تنهال..
فهل يا سادة يا مالكي البيوت التي تقومون بتأجيرها والمتاجرة بها من لحظة صدق مع الذات ليصحى ضميرنا .. فهو إن لم يستيقظ الآن!!! متى سيصحو!!!
المنزل الذي كان صاحبه يؤجره بمبلغ ما زاد أجرته عشرون ضعفآ.....!!!!!مستغلآ الأزمة .. مستغلآ ماذا!!!تشرد الناس !! ضياعهم!!عذابهم!! مستغلآ مصائبهم .. كوارثهم .. الجحيم الذي يعيشون فيه..؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!
أعرف أن هناك غلاءآ بالأسعار فاحشآ فأنا بنت هذه البلد ولم أهبط من المريخ..لكن كل شئ ينبغي أن يكون بنور الله..
يا من تتاجر بعقاراتك ارحمنا نحن الذين تشردنا من بيوتنا وتركناها مكرهين..استفد بحدود المعقول.. اربح الربح الذي يبارك الله لك به.. لكن لاتربح الربح الفاحش بزيادة أجرة المأجور أضعافآ وأضعافآ.. ضع نفسك مكان من هدم بيته.. مكان من كان غنيآ وافتقر نتيجة الأحداث..الكل يمر بضائقة مالية.. لكن ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء...هل من أحد ينكر أن الغني أصبحت حالته وسط.. وأن من كان من الطبقة الوسطى صار فقيرآ.. وأن الفقير سحق...
أكرر وأقول.. انا أطرح مشكلة اجتماعية بحتة دون أي تطرق لاي رأي سياسي فيا اصحاب البيوت الذين تستغلون ضعفنا وتشرذمنا ارجوكم ارحمونا واسمحوا لي أن أذكركم بحديث النبي محمد صلى الله عليه وسلممن نفس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة, ومن يسر على معسر في الدنيا يسر الله عليه في الدنيا والآخرة..ومن ستر على مسلم في الدنيا ستر الله عليه في الدنيا والأخرة والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه)
بامكانكم بنية صالحة بلحظة صدق مع الله أن تجعلوا بيوتكم التي تأجرونها طريقآ مفروشآ وردآ لدخول جنة الله تعالى.. ان عشتم كم ستعيشون.. مئة قرن !!!! طيب وبعدين مصيرنا القبر بالذات بهذه الإيام فالقذائف والاشتباكات والقنص والتفجيرات لا توفر أحدآ ولا تفرق بيني وبينك كلنا بالهوى سوا..
اذن ماذا ننتظر لنبادر بصالح الأعمال ؟؟ لا أطلب منكم فتح بيوتكم ببلاش(رغم علمي بأن كثيرآ من الناس فتحت بيوتها ببلاش امام المحتاجين) ولكن التمس الشفقة والرحمة والمهاودة بأسعار الإيجارات.. تذكروا حديث النبي عليه الصلاة والسلام(صنائع المعروف تقي مصارع السوء)
أحبكم وأريد أن تأمنوا عذاب الله أما سمعتم قول المصطفى صلى الله عليه وسلمإن لله خلقآ خلقهم لحوائج الناس يفزع الناس إليهم في حوائجهم آولئك الآمنون من عذاب الله)اسأل الله أن نكون جميعآ أمنين عذاب الله..
والله تعالى بمحكم تنزيله وعدنا أن إحساننا للآخرين لن يضيع سدى.. يقول عز من قائل(وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان) تعالوا نعتق رقابنا من النار,, ونستمطر رحمة الله سبحانه بقضاء حوائج الناس الذين شردتهم الاحداث من بيوتهم وقراهم ومدنهم ..ليفترشوا الارض ويلتحفوا السماء..