![]() |
|
مرافعات لا تنسى من المحامين رجال عظام قدموا للتاريخ أروع المرافعات في هذا القسم نماذج من أهم هذه المرافعات. |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | |||
|
![]() صدر في بيروت العام الماضي 2009 عن المنشورات الحقوقية صار كتاب من ثلاثة اجراء للمحامي الاستاذ بدوي ابو ديب بعنوان "مرافعات في قضايا شغلت الناس" والمحامي الاستاذ بدوي ابو ديب هو من كبار المحامين اللبنانيين الذين ترافعوا في اكبر واهم القضايا الجزائية. يسرني ان انقل لكم بالتصرف مقدمة وخاتمة إحدى مرافعاته الشيقة في الدعو ى المتكونة ما بين علي ع. والامير (العربي) اقف امامكم عن علي وقد اقعدته الطعنة الغادرة فلن يستطيع وقوفا في الثلاثين ومطامح الشباب وسع الدنيا و الدنيا ىمال رحاب في الثلاثين والكون عالم مسحور يزدهي بكل لون ويضج بالمشاعر والاماني في الثلاثين والابواب مشرعة للعمل والاخصاب والابداع والشباب تحفز لركوب الصعاب والبذل وجني المنى في الثلاثين وكل الاحلام جائزة والتحقيق مكتوب للجميل الجميل منها وفي الثلاثين إستكمل علي عدته للإنطلاق تخصص في الكيمياء فنال الشهادة العالية في هذا العلم ثم وجد ان مطامحه تضيق بها دائرة المختبر وقد ناداه بنوا قومه لقيادتهم في ميدان العمل الوطني فدرس علوم السياسة والادارة واحرز الاجازة فيها . وإذ هو يستعد للوثوب سقط من تلك الاجواء العالية بطعنة اثيمة وسقطت معه مطامحه واحلامه وامانيه حطاماً عند قدميه ثم استفاق وكأن شبابه حكاية في المنام. في 16 كانون الاول سنة 1970 في بار توماتش جلس علي الى طاولة يشرب الكاس طافحة بالحياة ، ويقص على نديمه مشاريعه للمستقبل وإذ بشخص يأخذ مكانا على الطاولة عينها ولا غرابة في الامر فالطاولات في ذلك المشرب مشتركة. لم يلفت هذا الشخص انتباه علي ولا اثار اهتمامه فواصل حديثه كما تجري مياه النهر دون التفات الى ما حولها، فإنتهره الشخص بقوله: إخرس! فقال علي لماذا تتكلم هكذا؟ ما الذي ضايقك؟ فتدخل رفيقه قائلا لعلي " طول بالك هيدا أمير (عربي) فقال علي : على راسي واراد ان ينهي الامر عند هذا الحد فطلب من الساقي كأسي وسكي و عندما احضرا رفع علي كأسه ليشرب نخب الامير طالباً منه ان يفعل مثله فكان جواب الامير: كؤوسكم قذرة... انتم قوادون.... وراح يكيل الشتائم للبنان وارزه وجميع اللبنانيين... وكان رد علي : الامير امير باخلاقه" ثم لم ير افضل من الانصراف من ذلك المكان فتوجه الى مدخل البار ليدفع الحساب لكنه ما كاد يهم بالخروج حتى سقط ارضا بــ " طعنة الامراء" طعنه الامير بظهره! وما ابشعها جريمة! وهل ابشع من الغدر! ابشع منه البرودة التي اقترفت فيها الجريمة وذلك الاستهتار بحياة الانسان كأن الجاني يذبح شاة، او يحطم اناء او يقذف كرسيا. ما الذي استفزك يا سمو الامير؟ ما الذي اثار غيظك؟ ما الذي ايقظ فيك غريزة اهل الغاب؟ فقصدت قتل هذا الشاب الذي لا تعرفه ولم يسىء اليك بشيء شتمته فرفع الكأس يشرب نخبك تلافيا لاي صدام معك، تماديت في إستفزازه فغادر المكان فلحقت به، وهو لا يدري ما تنوي، ودون ان تترك له مجال الدفاع عن نفسه ، اغمت خنجرك الاثيم في ظهره فسال دمه وماء رأسه ولو لم يسعفه الاطباء على عجل لالتهب دماغه وقضى نحبه. لماذا؟ تقول الان انك كنت في حالة السكر الشديد ولم تكن واعياً. ليت هذا صحيحا كي لا يخشى احدنا في المستقبل ان يصادفه ما صادف علياً. وكي لا نفقد ثقتنا بميزات الانسان ولا نردد مع القائل: عوى الذئب فإستأنست بالذئب إذ عوى وصوت انسان فكدت اطير!" لكنك لم تكن سكرانا. كنت في تمام وعيك تعلم جيداً ما تقول وتعمل، كنت في حالتك الطبيعية كنت انت على حقيقتك. (...) المتهم ينتسب الى دوحة نبيلة تربطها بهذا البلد اوثق الصلات ويكن لها الشعب اللبناني المحبة والتقدير كلهما. وهي بما عرفت به من شيم ونبل اصيلين لا تنصر المتهم الذي خرج عن تقاليدها في الجريمة التي ارتكبها. ثم انكم ايها السادة خلال المدة الطويلة التي حكمتم فيها بين الناس من على هذه المنصة كرستم القاعدة الخالدة التي كتبتها الشعوب بدماء ثوارها الا وهي ان الجميع متساوون امام القانون الغني والفقير القوي والضعيف والامير وابن الشعب فلن تشذوا عن هذه القاعدة وقد بلغتم نهاية الطريق. الكلام الاخير للدفاع وهذا امتيازه وهو ممثل في هذه القضية بكفاءات تشهد لها ساحات قصر العدل ولكننا لا نخشى بلاغته، لانه ابلغ من الكلام الخير في هذه القضية المشهد الاخير: ساعة ترفعون الجلسة ويخرج جميع من في القاعة سيرا على اقدامهم الا واحداً. وتلتفتون لتشاهدوا علياً يدفع العربة بيديه ولولا العربة لاضطر ان يمشي عليهما! يدير ظهره لهذا القوس الذي شهد الفصل الاخير من مأساة بار توماتش وإذ ينصرف كل منا لمشاغله، وكأنه خارج من تمثيلية، تبدأ بالنسبة لعلي مأساة حقيقية مأساة ليل طويل لن يعرف فجرا. وسوف يكون وحيداً في ذلك الليل مع الامه، لا سمير له. ولكن قد يؤنسه في وحشته نور من عدالتكم ، هذا كل ما بقي له، وهو كل من ينتظره. |
|||
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |