فيروس الناقل العجيب !
أخبرني صديق لي مشرف على بعض المنتديات العلمية قصة طريفة , تدور حول فيلسوف بدأ يدخل منتداهم ..
ظهر هذا العبقري بحلة عجيبة , ومواضيع مريبة , بعضها لفت الأنظار ..
لكن المدهش أن الرجل كان يضع الموضوع ثم يغيب عنه فلا يكاد يلتفت إليه , وإن وجه له سؤال أو نقاش لم يكن يحاول – مجرد محاولة – أن يتدخل برد أو إجابة !
قال صديقي : مما لفت انتباهي وانتباه آخرين , بالإضافة إلى ذلك , أن النوعية بين مقال وآخر متفاوتة بشكل غريب !
فاللغة كانت تختلف من موضوع إلى موضوع , بعضها سليم لطيف , وأخرى ركيكة مبتذلة !
والأغرب من ذلك كله أن الرجل لم يكن يعرف له توجه , ففي مقال يكون ماركسياً , وفي آخر إسلامياً , وفي ثالث يهودياً !!
بل إن التناقض بدا واضحاً في آخر ما أضاف فكان يطرح فكرة , ثم يلغيها بعد حين , يطرح مثالاً ثم يسفهه ويهين !
قلت المهم يا صديقي ! وافني بالمهم ! هل كان فيلسوفكم مصاباً بانفصام في الشخصية , لا قدر الله !
قال : بل يا حبيبي الأمر أخطر من ذلك .. كان مصاباً بفيروس جديد يشبه إلى حد كبير إنفلونزا الخنازير يسمى فيروس الناقل العجيب !
فإن أصيب به أحد – لا قدر الله – يعاني فترة من حالة قراءة المقالات , ثم يتملكه حالة أخرى وشعور غريب , بالحقد والحسد على صاحب المقال , ثم تتلبسه حالة أخيرة من انفصام الذات فيظن أن المقال له , ويضع عليه اسمه ويضيفه إلى المنتديات , والعياذ بالله !
وإن الفيروس يضيف إلى العقل - إن بقي موجوداً - نوعاً من الحماقة , بحيث يورط الناقل نفسه فيما لا يحمد عقباه ..
والمشكلة أن الحماقة حين حلت لا دواء لها ..
لأنه على رأي الناقل ..أقصد الشاعر :
لكل داء دواء يستطب به إلا الحماقة أعيت من يداويها
قلت ابتعد.. قبح الله عداك , أحمد الله العلي في سماه .. أن منتدانا ملقح بكافة اللقاحات ومحمي من مثل هذه الفيروسات ..
أعاذنا الله وإياكم من فيروس الناقل العجيب !
( نحن من غير فيروس ما عم نترك المنتدى !!)