منتدى محامي سوريا

العودة   منتدى محامي سوريا > المنتدى المفتوح > حوار مفتوح

حوار مفتوح إذا كان لديك موضوع ترى أهمية طرحه في منتدانا ولا يدخل ضمن الأقسام الأخرى فلا تردد بإرساله إلينا ولنناقشه بكل موضوعية وشفافية.

إضافة رد
المشاهدات 9033 التعليقات 10
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-12-2006, 05:15 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ماهر المعاني
عضو مساهم

الصورة الرمزية ماهر المعاني

إحصائية العضو







آخر مواضيعي


ماهر المعاني غير متواجد حالياً


افتراضي حقيقة صلب المسيح عليه السلام

"دعوا عيسى عليه السلام يَمُتْ ليحيا الإسلام"
"أَلِرسولِنا الموتُ والحياةُ لِعيسى؟"
بعض الأدلة على وفاة عيسى عليه السلام من القرآن الكريم
بعض الأدلة على وفاة عيسى عليه السلام من الحديث الشريف
وما قتلوه وما صلبوه وما رفع حيا بجسده إلى السماء.. بل هاجر كما هي سنة الأنبياء
أقوال السلف من العلماء
أقوال بعض العلماء المعاصرين
المراد من نـزول عيسى ابن مريم عليه السلام
انتظروا.. إنا معكم منتظرون


"دعوا عيسى عليه السلام يَمُتْ ليحيا الإسلام"
من أغرب العقائد التي راجت بين عامة المسلمين، وأكثرها إساءة للإسلام ولرسوله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هي عقيدة حياة عيسى بن مريم عليه السلام في السماء. فلقد تسربت هذه العقيدة من المسيحية إلى الإسلام ولاقت رواجا، بسبب خطأ استنتاجي آخر وقع فيه بعض العلماء.

إن ثبوت نـزول عيسى في آخر الزمان من الأحاديث الشريفة سوغ هذه العقيدة وبررها. فكان تصورهم صعودَه إلى السماء وحياته فيها فرعًا لتصورهم معنى خاطئًا للنـزول. وبخلاف ثبوت مسألة النـزول، فإن الصعود واستمرار الحياة في السماء لا دليل عليهما لا من القرآن الكريم ولا من الحديث الشريف مطلقا. وقد ظن بعض العلماء أنهم بتمسكهم بحياة المسيح عليه السلام في السماء يدافعون عن الإسلام وعن الحديث الشريف ومصداقيته، ويفتحون المجال لنـزول المسيح عليه السلام في آخر الزمان. ولكنهم في حقيقة الأمر قد نحتوا هذا الفهم من عند أنفسهم، وأدى هذا الفهم إلى نتيجة عكسية أصبحت خطرا على الإسلام.

ولقد بقي تأثير هذا الخطأ على المسلمين محدودا، حتى جاء وقت غلبة النصارى وانتشار المسيحية تحت ظل الاستعمار الغربي. فكانت حياة عيسى عليه السلام ورفعه إلى السماء هما السلاح الأقوى بيد هؤلاء القساوسة الذين بدأوا بنشر المسيحية. وقد نجحوا في بداية الأمر في استقطاب عدد كبير من الجهلة من المسلمين في الهند خاصة وفي غيرها من البلاد، بإثارة شبهات بالادعاء بأفضلية عيسى عليه السلام على النبي صلى الله عليه وسلم وكونه إلها حيًّا في السماء، لأنه ليس للبشر أن يعيش في السماء أو أن يخلق أو أن يحيي الموتى! وعندها تحول هذا الخطأ إلى أفعى تريد التهام الإسلام. يقول حضرة المؤسس عليه السلام في هذا الأمر ما تعريبه:
"إن قضية حياة عيسى كانت في الأوائل بمثابة خطأ فحسب، أما اليوم فقد تحول هذا الخطأ إلى أفعى تريد ابتلاع الإسلام... فمنذ أن تمَّ خروج المسيحية واعتبرالمسيحيون حياة المسيح دليلاً كبيرًا وقويًّا على ألوهيته، قد أصبح الأمر خطيرا. إنهم يقدمون هذا الأمر بكل شدة وتكرار محتجين بأنه لو لم يكن المسيح إلهًا فكيف صعد وجلس على العرش، وإذا كان بإمكان بشر أن يصعد إلى السماء حيًّا فلماذا لم يصعد إلى السماء أحد من البشر منذ آدم إلى اليوم...

إن الإسلام اليوم في ضعف وانحطاط،، وإن قضية حياة المسيح هي السلاح الذي حملته المسيحية للهجوم على الإسلام، وبسببها أصبحت ذرية المسلمين صيدًا للمسيحية ... فأراد الله تعالى الآن تنبيه المسلمين لذلك."






لقد أوحى الله تعالى إلى حضرة المؤسس عليه السلام أن عيسى عليه السلام ليس بحيّ، بل مات كغيره من الرسل. فألف عددا من الكتب تناول فيها هذا الموضوع بشكل مفصّل، وساق عشرات الأدلة على وفاة المسيح من القرآن الكريم والحديث الشريف. كما دعا الأمة إلى التخلي عن هذه العقيدة الباطلة دفاعا عن الإسلام ومقام النبي صلى الله عليه وسلم ولكي لا يجعلوا للنصارى عليهم سبيلا. وكثيرا ما كان يقول حضرته مخاطبا المسلمين:
"دعوا المسيح عليه السلام يمت ليحيا الإسلام"، كما كان يقول أيضا "والله لا يجتمع حياة هذا الدين وحياة المسيح بن مريم عليه السلام".

حيث لخص بهاتين الجملتين الخطر المحدق بالإسلام من جراء تلك العقيدة الفاسدة.

"أَلِرسولِنا الموتُ والحياةُ لِعيسى؟"
وكما قلنا، فإن مبعث هذه العقيدة ومردَّها هو الفهم الخاطئ لمسألة نـزول عيسى عليه السلام في آخر الزمان. فتمسَّك البعض بعقيدة الصعود والحياة لأنه يظن أنها السبيل الوحيدة التي من خلالها سيصبح النـزول ممكنا. وكثيرا ما بين حضرته عليه السلام بطلان هذا التصور، كما بيّن المقصودمن هذا النـزول وكيفية تحققه. يقول حضرته عليه السلام في هذا الشأن ما نصّه:
"أيها الناسُ! اذْكُروا شأنَ المصطفى.. عليه سلامُ ربِّ السماواتِ العُلى.. واقرأوا كُتبَ المتنصّرين، وانظُروا صَولتَهم على عِرْضِ سيدِ الوَرى.

فلا تُطرُوا ابنَ مريمَ، ولا تُعينوا النصارى يا وُلْدَ المسلمين. أَلِرسولِنا الموتُ والحياةُ لِعيسى؟ تلك إذًا قِسمةٌ ضِيزَى! ما لكم لا تَرجُون وَقارًا لسيّدِ السيّـدِين؟

أتجادِلونني بأحاديثَ ورَد فيها أن المسيحَ سينـزل، وتنسَون أحاديثَ أُخرى، وتأخُذون شِقًّا وتترُكون شِقًّا آخَر، وتـذَرون طريقَ المحقِّقين؟ ولا يغُـرَّنّكم اسمُ "ابن مريم" في أقوالِ خيرِ الوَرى، إنْ هو إلا فتنةٌ من الله ليعلَمَ المصيبين منكم وليعلَمَ المخطِئين، ولِيجزِيَ اللهُ الصابرين الظانّين بأنفسهم ظنَّ الخيرِ، ويجعَلَ الرجسَ على المعتدين. وقد خَلَتْ سُنَـنُه كمثلِ هذا، فَلْيتفتَّشْ مَن كان من المتفتشين.

لقد كان في إيليا وقصةِ نـزولِه نظيرٌ شافٍ للطالبين. فاقْرَؤوا الإنجيلَ وتَدبَّروا في آياته بنظرٍ عميقٍ أمينٍ. إذ قالت اليهودُ: يا عيسى.. كيف تزعُـم أنك أنت المسيحُ.. وقد وجَب أن يأتيَ إيليا قبلَه كما ورد في صُحُفِ النبيّين؟ قال: قد جاءكم إيليا فلم تَعرِفوه، وأشارَ إلى يحيى وقال: هذا هو إيليا إن كنتم موقِنين. قالوا: إنك أنت مفتَرٍ.. أَتَنحِتُ معنىً منكَرًا؟ ما سمِعنا بهذا في آبائنا الأولين. قال: يا قوم.. ما افْترَيتُ على الله، لكنكم لا تفقَهون أسرارَ كُتُبِ المرسَلين.

تلك قضيةٌ قضاها عيسى نبيُّ الله، وفي ذلك عبرةٌ للمسلمين. ما كان نـزولُ بَشَرٍ من السماء مِن سُـنَنِ الله، وإنْ كان فَأْتُوا بنظيرٍ مِن قرونٍ خالية إن كنتم من المهتدين."



ما المسيح بن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل ومن الملفت للنظر أن تشكل وفاة المسيح عيسى بن مريم عليه السلام أول إجماع للصحابة رضوان الله عليهم بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم. فإن حادثة وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم تبين أن الصحابة قد ذهلوا لوفاته صلى الله عليه وسلم واضطربوا اضطرابًا شديدًا، فوقف سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه وخطب فيهم معلنا وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم مستدلا بالآية الكريمة:


(آل عمران 145)


فأقر جميع الصحابة بوفاة الرسول صلى الله عليه وسلم كما أقروا بوفاة كل من كان قبله من الأنبياء دون استثناء.

وليس هذا فحسب، بل إنهم من خلال هذا الإعلان قد أقروا ضمنيًّا بوفاة المسيح عليه السلام خاصة. فقد فسّروا الآية السابقة على أنها إعلان وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، والحق أن لا فرق بينها وبين الآية الكريمة التالية في الألفاظ والكلمات، حيث يقول تعالى:


(المائدة 76)


فأنّى لأحد أن يفهم الآية بشكل مخالف! فهل هنالك ما هو أكثر بيانا من هذا؟

ولم يقتصر إعلان وفاة عيسى عليه السلام على هاتين الآيتين، بل كرره الله تعالى في عدة مواضع. إن القرآن الكريم لم يتكلم عن وفاة نبي أكثر مما تكلم عن وفاة عيسى عليه السلام درءًا للمخاطر التي سيتعرض لها المسلمون جراء عقيدة استمرار حياته في السماء حتى نـزوله آخر الزمان.

بعض الأدلة على وفاة عيسى عليه السلام من القرآن الكريم

أولا: إن القرآن الكريم يصرّح بكل وضوح أن المسيح قد ترك قومه بالوفاة، وأنه منذ ذلك الوقت لم يعلم ماذا حل بقومه، ولم يعلم بأنهم قد اتخذوه إلها.

سيسأل اللـه تعالى عيسى عليه السلام يوم القيامة، عنْ سبب اتخاذ الناس إياه إلـهًا. فيجيب بأنه أمرهم بأنْ يعبدوا اللـه، ثم يقول:



(المائدة 118)


أي لا علم لـه بما حصل بعد موته منْ تأليههم لـه. ولو فرضنا أن عيسى عليه السلام سيُبعث من جديد فستكون إجابتـه غير صحيحة؛ إذ إنـه سيعلم لدى عودته إلى الدنيا ما أحدث قومه بعده، وسيكون عليهم رقيبًا فترة من الزمن. فكيف يمكن أن يجيب ربه عز وجل بهذا الجواب يوم القيامة؟

وقد استدل رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم بـهذه الآية على الموضوع نفسه، في سياق أخبار يوم القيامة، فقال:

"... يؤخذ بـرجال منْ أصحابي ذات اليمين وذات الشمال، فأقول أصحابي؟ فيقال: إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابـهم منذ فارقتـهم، فأقول كما قال العبد الصالح عيسى ابن مريم:
( وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ.. إلى قوله: العزيز الحكيم).

قال محمد بن يوسف: ذُكر عن أبي عبد الله عن قبيصة قال: هم المرتدون الذين ارتدوا على عهد أبي بكر فقاتلـهم أبو بكر رضي الله عنه."

(صحيح البخاري، كتاب بدء الخلق، باب واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذتْ من أهلها)


كذلك فإن التوفي إذا كان من باب التفعل وكان المتوفِّي هو الله تعالى أو ملائكته، والمتوفَّى هو من ذوي الأرواح، ولم يكن هنالك من قرينة تصرف المعنى من الحقيقة إلى المجاز-كالليل والنوم مثلا، حيث يشبه خلالهما النوم بالموت على وجه المجاز- فلا يكون المعنى سوى الموت وقبض الروح. ونجد هذا هو المعنى الوارد في قواميس اللغة بكل وضوح. علاوة على ذلك فقد ورد التوفي بهذه الصورة في القرآن الكريم كثيرا، ولم يكن معناه إلا الموت.

ومن العجيب أن التوفي أيضا دارج على ألسنة العامة في وصف الموت، بحيث إن العامة لا يفهمون من التوفي غير الموت مطلقا.


ثانيا: إن القرآن الكريم يبين بأن اليهود قد مكروا بالمسيح كي يُقتل ويُصلب، ولكن الله تعالى قد أراد أن يفشل خطتهم وأن يُمضي خطته هو، حيث يقول تعالى:



(آل عمران 55-56)


إن هذه الآية الكريمة تبين الخطة التي قرر الله تعالى بها أن ينصر نبيه عيسى عليه السلام ويمنع عنه الأذى في حياته وبعد مماته. فقد توعّد اليهودُ المسيح بالقتل والصلب، ومكروا من أجل ذلك، وذهبوا إلى الحاكم الروماني يحضّونه على أن يحاكمه بتهمة التمرد والعصيان على الدولة. وأرادوا أيضا من هذه الخطة أن يصموه بالكذب واللعنة لأن التوراة تصف من يُصلب على خشبة بأنه ملعون.

(التثنيه 23:21)


فتضمنت هذه الآية البشارة من الله تعالى للمسيح عليه السلام بأنهم لن يقتلوك ولن يصلبوك، وإنما أعدك بأني سأتوفاك وفاة طبيعية كسائر البشر، وأنني من خلال ذلك سأبطل كيدهم، وسأرفعك وأُبعد عنك اللعنة التي تصوروها والتي أرادوا أن يصموك بها. كما أنني سأجعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة. ومَن أوفى بعهده من الله تعالى؟

لقد تحقق هذا النبأ، وبيّن القرآن الكريم ذلك، حيث قال الله تعالى:


(النساء: 158-159)


أي أن اليهود يدّعون بأنهم قد قتلوا المسيح صلبا، ولكن ما قتلوه وما صلبوه وإنما خُيّل لهم ذلك. وهذا لأن الظروف التي حصل فيها تعليقه على الصليب لم يتسنَّ لهم فيها أن يعلموا إن كان قد قُتل حقيقة على الصليب أم لا. والذي حدث أنه لم يقتل ولم يمت مصلوبا في ذلك الوقت، ولكن الله تعالى قد هيأله الخطة التي تضمنتها الآية السابقة. وأنه بعد ذلك بوقت طويل قد تُوفي وتَحققَ رفعه مكانة أو قربا من الله على عكس ما أراد اليهود، وتحققت باقي الأنباء المتعلقة بغلبة أتباعه على اليهود.


ثالثًا: إن القرآن الكريم يعلن بكل وضوح أن كل من دُعوا آلهة من دون الله تعالى هم أموات غير أحياء ولا يعلمون أيان يبعثون، حيث يقول تعالى:



(النحل 21-22)


ولا شك أن أكثر مَن دُعي إلها من دون الله كان المسيح عليه السلام. كما أن هذه الدعوى هي التي ما زالت حية وما زال من يحملونها يحاولون نشرها ونشر الشرك من خلالها. فهذه الآية تعلن إعلانا صريحا عن موت المسيح وغيره ممن دُعوا آلهة من دون الله دون استثناء، فكيف بأهمهم وأكثرهم شهرة؟


رابعا: إن القرآن الكريم يذكر صراحةً المفاصل الرئيسة في مسيرة المسيح عليه السلام حيث يقول تعالى على لسان المسيح:



(مريم: 34)


فلو كان هنالك حدث آخر، كالرفع إلى السماء مثلا، لكان أولى أن يذكر هنا بكل وضوح لأنه يوم سلام خاص تفرّد به المسيح عن غيره من الأنبياء، بل عن البشر أجمعين.

علاوة على ذلك يذكر القرآن الكريم في نفس السورة كلاما مماثلا عن يحيى عليه السلام، حيث يقول الله تعالى:



(مريم: 16)


فلو كان هنالك فرق في المفاصل الرئيسة لحياتهما عليهما السلام، فهل يذكرهما القرآن الكريم بنفس الصيغة؟

بعض الأدلة على وفاة عيسى عليه السلام من الحديث الشريف
من الأدلة على وفاة عيسى عليه السلام من الحديث الشريف نورد ما يلي:


الأول: عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ……ألا وإنه يجاء (يوم الحشر) برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات اليمين وذات الشمال فأقول يارب أصحابي فيقال إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك فأقول كما قال العبد الصالح (وكنت عليهم شهيداً ما دمت فيهم فلماتوفيتني كنت أنت الرقيب عليهم) فيقال إن هؤلاء لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم ".

(البخاري - كتاب التفسير - باب وكنتُ عليهم شهيداً ما دمتُ فيهم)


كما هو معلوم، فإن الارتداد في الإسلام حدث بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وليس في حياته. وقد فارق الرسول صلى الله عليه وسلم قومه بالوفاة، فكان استدلاله بالآية دليلا على تشابه ما سيحدث معه وما حدث لعيسى عليه السلام الذي ترك قومه بالوفاة أيضا ولم يعلم ما الذي حدث معهم.

فلو قلنا بحياة عيسى عليه السلام إلى هذا الوقت فإن جوابه بأن ارتداد قومه حصل بعد وفاته يتنافى مع الحقيقة الراهنة، ولا يمكن للنبي أن يكذب. إن هذه الرواية تدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم وابن عباس رضي الله عنه والإمام البخاري قد فسّروا "فلما توفيتني" بمعنى فلما أَمَتَّني.


الثاني: هناك حديث آخر يؤكد وفاة المسيح عليه السلام إذ يخبر عن وفاته صراحة وهو ما أورده ابن كثير في تفسيره :
"لو كان موسى وعيسى حيين لما وسعهما إلا اتباعي."

(تفسير القرآن العظيم لابن كثير الجزء الثاني ص65 دار الأندلس بيروت 1996م)



الثالث: وفي حديث وفد نجران الذين قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكلمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعاهم إلى الإسلام، خاصموه جميعا في عيسى عليه السلام، قائلين: إن لم يكن عيسى ولد الله فمن أبوه؟ فأفحمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك، وقال:
ألستم تعلمون أنه لا يكون ولد إلا ويشبه أباه؟ قالوا: بلى. قال: ألستم تعلمون أن ربنا حي لا يموت وأن عيسى أتى عليه الفناء؟
قالوا: بلى. وهكذا سألهم عدة أسئلة حتى سكتوا.

(أسباب النـزول للواحدي سورة آل عمران ص 68 عالم الكتب بيروت 1983م )

وما قتلوه وما صلبوه وما رفع حيا بجسده إلى السماء.. بل هاجر كما هي سنة الأنبياء
وأما القول بأن عيسى عليه السلام رُفع إلى السماء حيًّا، وسينـزل من السماء بجسده المادي في آخر الزمان مع الملائكة بكل قوة، ويغلب الناس، فهو في الحقيقة تصور باطل مأخوذ من عقيدة النصارى وليس بثابت من القرآن المجيد. فما رُفع عيسى ابن مريم إلى السماء حيًّا بجسده، وماأُلقِيَ شَبَهُه على أحد. بل علِّق على الصليب ولكنه لم يمت عليه، وأُوذِي كما أُوذي جميع الأنبياء. وقد تحمَّل عيسى ابن مريم عليه السلام الأذى لبضع ساعات لما عُلق على الصليب، ولما أُنـزل عنه كان في حالة الإغماء الشديد حتى خُيّل لهم أنه مات كما جاء في القرآن المجيد:
... ولكن شُبّه لهم...(النساء 158).. أي شُبِّه الأمر بالقتل والصلب أو شُبِّه المسيح المغمى عليه بالقتيل، ولكنه في الحقيقة كان في حالة إغماء كما أقر سبحانه وتعالى ذلك في قوله: (... وما قتلوه وما صلبوه...)

لقد رُفِع عيسى ابن مريم عليه السلام بنفس الطريقة التي رُفع بها الأنبياء الآخرون. فقد قال الله عز وجل في شأن إدريس عليه السلام
(ورفعناه مكانًا عليا )(مريم: 58) ونفس المعنى لرفع عيسى عليه السلام في الآية الكريمة:

... إني متوفيك ورافعك إلي...(آل عمران: 56) إذ لا يمكن أن يكون الله محدودًا في السماء حتى يُعتقد بأنه رَفَعَ عيسى إليه في السماء. فليس هنالك ذكر للفظ السماء في الآية. وما تدل عليه هذه العبارة هو أن الله سوف يُفشل خطة اليهود بقتل عيسى عليه السلام على الصليب ليثبتوا أنه (والعياذ بالله) ملعون من الله، وسوف يَرفع درجته ويجعله من المقربين. وقد رُفعت روحه كما رُفعت أرواح الأنبياء الآخرين. وقد رآه النبي صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج في الموتى مع يحيى عليه السلام.


(انظر صحيح البخاري، كتاب الأنبياء)


وبعد واقعة الصليب هاجر عيسى ابن مريم عليه السلام من فلسطين إلى البلاد الشرقية (في العراق، إيران، أفغانستان، وكشمير) حيث كانت تسكن معظم القبائل الإسرائيلية المشرّدة التي قال عنها المسيح:

"ولي خِرافٌ أُخر ليست من هذه الحظيرة ينبغي أن آتي بتلك أيضًا، فتسمع صوتي، وتكون رعيةٌ واحدة وراعٍ واحد."

(يوحنا 10: 16)


وبما أنه كان رسولاً إلى بني إسرائيل حسب نص القرآن الكريم فقد صدَّقه قومه حين وصل إليهم مهاجرًا، وأعطاه الله العزة في الدنيا أيضًا طِبق وعده في القرآن المجيد:



(آل عمران: 46)


وعاش وِفق القانون العام لجميع بني آدم كما قال الله تعالى:



(البقرة: 37)




(المؤمنون:51)


وقد ذكر لنا سيدنا محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم عمر عيسى ابن مريم عليه السلام فقال: "إن عيسى ابن مريم عاش عشرين ومائة، وإني لا أراني إلا ذاهباً على رأس الستين."

(كنـز العمال للمتقي الهندي رقم الحديث 32262)


كذلك فإن القرآن المجيد لا يسمح لأحد أن يصعد إلى السماوات بجسده ثم ينـزل منها. فمن المعلوم أن الكفار طالبوا النبي صلى الله عليه وسلم أن يرقى في السماء وينـزل عليهم كتاباً يقرؤونه دليلا على أنه صعد إلى السماء. ورد قولهم في القرآن:




(الإسراء: 94)


فلو كان الصعود إلى السماء بالجسد ممكناً لبشر، لكان النبي صلى الله عليه وسلم أولى وأجدر بأن يصعد إليها أمام أعين الكفار ليؤمنوا به. فالأمر الذي لم يُعتبر جائزًا لأفضل الرسل محمد صلى الله عليه وسلم، كيف جاز لعيسى ابن مريم عليه السلام الذي كان رسولا إلى بني إسرائيل فقط؟ فسيدنا عيسى ابن مريم عليه السلام أيضاً بَشَر ورسول، وقال الله تعالى مخاطباً سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم:



(الأنبياء: 35)


فكيف يستثني الله عيسى ويخلده دون سيد الخلق أجمعين؟!

أقوال السلف من العلماء
نستعرض فيما يلي أقوال عدد من العلماء في وفاة المسيح عيسى عليه السلام:


الأول: قال الإمام الرازي في تفسير الآية .. يا عيسى إني مُتَوفِّيك ورافِعُكَ إلَيَّ.. (آل عمران:56): "واْعلَمْ أن هذه الآية تدل على أن (رفعه) في قولـه تعالى: (ورافِعُكَ إلَيَّ) هو الرفعة بالدرجة والمنقبة لا بالمكان والجِهة، كما أن الفوقية في هذه الآية ليست بالمكان بل بالدرجة والرفعة."

(التفسير الكبير للإمام فخر الدين الرازي)


الثاني: ويرى ابن حزم.. وهو من فقهاء الظاهر.. أن الوفاة في الآيات تعني الموت الحقيقي، وأن صرف الظاهر عن حقيقته لا معنى لـه، وإن عيسى بناء على هذا قد مات.

(الفصل في الأهواء والمِلَل والنِّحَل، عند الكلام عن المسيحية)


الثالث: يقول الإمام الألوسي في تفسير آية "وما محمدٌ إلا رسولٌ قد خلت من قبله الرسل":
"حكمُ النبي صلى الله عليه وسلم حكمُ من سبق من الأنبياء - صلوات الله تعالى وسلامه عليهم أجمعين - في أنّهم ماتوا … كأنّه قيل قد خلت من قبله أمثاله فسيخلو كما خلوا… وجملة (قد خلت) مستأنفة لبيان أنّه صلى الله عليه وسلم ليس بعيداً عن عدم البقاء كسائر الرسل."

(روح المعاني، المجلد الثالث، الجزء الرابع ص 114- 115)


الرابع: ويقول صاحب فتح البيان في تفسير الآية المذكورة آنفاً:
"والحاصل أن موته صلى الله عليه وسلم أو قتله لا يوجب ضعفاً في دينه ولا الرجوع عنه بدليل موت سائر الأنبياء قبله."
ثم يضيف:
"ففي زاد المعاد للحافظ ابن القيم رحمه الله تعالى: ما يُذكر أنّ عيسى رُفع وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة لا يُعرف به أثر متصل يجب المصير إليه. قال الشامي: وهو كما قال، فإنّ ذلك إنما يروى عن النصارى."

(فتح البيان في مقاصد القرآن لأبي الطيب البخاري، الجزء الثاني ص 346 - 347 المكتبة العصرية بيروت 1992م)


الخامس: وكتب الإمام الشيخ إسماعيل حقي البروسوي في تفسير روح البيان كما يلي:
"(ورافعك إليّ): وجعل ذلك رفعاً إليه للتعظيم ومثله قوله (إني ذاهب إلى ربي) وإنما ذهب إبراهيم عليه السلام من العراق إلى الشام. وقد يُسمّى الحجاج زوّار الله، والمجاورون جيران الله، وكل ذلك للتعظيم فإنه يمتنع كونه في مكان."

(تفسير روح البيان الجزء الثالث ص41 دار الفكر بيروت 1980م)

أقوال بعض العلماء المعاصرين

أولا: قد تعرض الأستاذ محمد عبده إلى آيات الرفع وأحاديث النـزول، فقرر أن الآية على ظاهرها, وأن التوفي هو الإماتة العادية، وأن الرفع الذي يكون بعد ذلك وهو رفع الروح.

(تفسير المنار عند تفسير الآيات السابقة مطبعة المنار مصر 1324هـ)


ثانيا: وقال الأستاذ محمد الغزالي:
"أميل إلى أن عيسى مات، وأنه كسائر الأنبياء ماتَ ورُفِع بروحه فقط، وأن جسمه في مصيره كأجساد الأنبياء كلها، وتنطبق عليه الآية:
(إنك مَيِّتٌ وإنَّهُم مَيتُونَ)، والآية (وما محمدٌ إلا رسولٌ قد خَلَت من قبله الرُسل).. وبهذا يتحقق أن عيسى مات."

(لواء الإسلام عدد ذي الحجة 1380هـ - إبريل 1963م / ص 263)


ثالثًا: سُئل الشيخ محمود شلتوت مفتي الجامع الأزهر سابقاً: هل عيسى حي أو ميت بحسب القرآن الكريم والسنة المطهرة، فأجاب ناقلا آية سورة المائدة
(… وكنت عليهم شهيداً ما دمت فيهم فلمّا توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيءٍ شهيد …) بأنّ عيسى عليه السلام كان شهيداً عليهم مدة إقامته بينهم وأنه لا يعلم ما حدث منهم بعد أن توفاه الله.

ويتابع قائلا:
"وقد وردت كلمة (توفي) في القرآن الكريم كثيراً بمعنى الموت حتى صار هذا المعنى هو الغالب عليها المتبادر منها، ولم تستعمل في غير هذا المعنى إلا وبجانبها ما يصرفها عن هذا المعنى المتبادر. ومن حق كلمة (توفيتني) في الآية أن تُحمَل على هذا المعنى المتبادر وهو الإماتة العادية التي يعرفها
الناس ويدركها من اللفظ والسياق الناطقون بالضاد. ولا سبيل إلى القول بأن الوفاة هنا مراد بها وفاة عيسى بعد نـزوله من السماء بناءً على زعم من يرى أنه حي في السماء، وأنه سينـزل منها آخر الزمان، لأنّ الآية ظاهرة في تحديد علاقته بقومه هو، لا بالقوم الذين يكونون في آخر الزمان وهم قوم محمد باتفاق لا قوم عيسى.

ثم يقول:
"ليس في القرآن الكريم ولا في السنة المطهرة مستند يصلح لتكوين عقيدة يطمئن إليها القلب بأن عيسى رفع بجسمه إلى السماء، وأنّه حي إلى الآن فيها، وأنه سينـزل منها آخر الزمان إلى الأرض."

(مجلة "الرسالة"، العدد 462 – 11 مايو 1942 م)


رابعا: كتب الشيخ أحمد مصطفى المراغي فيما يفسّر آية (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإنْ مات أو قُتل انقلبتم على أعقابكم): "أي أن محمداً ليس إلا بشرا قد مضت الرسل قبله فماتوا وقُتل بعضهم كزكريا ويحيى ولم يكتب لأحد من قبلهم الخلد، (أفإن مات) كما مات موسى وعيسى وغيرهما من النبيين (أو قُتل) كما قُتل زكريا ويحي، تنقلبوا على أعقابكم راجعين عمّا كنتم عليه … والخلاصة إنّ محمداً بشر كسائر الأنبياء وهؤلاء قد ماتوا أو قُتلوا."

(تفسير المراغي، الجزء الرابع ص87- 88 شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي وأولاده مصر 1962م)


خامسا: وقال الأستاذ عبد الوهاب النجّار بعد أن ذكر العديد من الآراء حول هذه المسألة:
"والذي أختاره أن عيسى عليه السلام قد أنجاه الله من اليهود، فلم يقبضوا عليه ولم يقتل ولم يصلب، وأن الوجه الثاني وهو أن المراد من الآية (يا عيسى إني متوفيك… الخ) أني مستوفي أجلك ومميتك حتف أنفك ولا أسلط عليك من يقتلك، وأن الآية كناية عن عصمته من الأعداء هو الوجه الوجيه الذي يجب أن يصار إليه لأنه المتبادر من المقام والذي يحقق إحباط الله لتدبير أعدائه كما قال (ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين)."

(قصص الأنبياء ص 568 دار الكتب العلمية " بيروت 1986م)


سادسا: يقول الدكتور محمد محمود الحجازي في تفسيره ما يلي:
"مكر الله بهم إذ قال الله يا عيسى إني متوّفيك أجلك كاملاً ولن يعتدي عليك معتدٍ أبداً. فهذه بشارة له بنجاته من مكرهم وتدبيرهم. ورافعك في مكان أعلى، والرفع رفع مكانة لا مكان كما قال الله في شأن إدريس عليه السلام (ورفعناه مكاناً عليا) وكقوله في المؤمنين في (مقعد صدق عند مليك مقتدر). فليس المعنى -والله أعلم به- أن عيسى رُفع إلى الله وأنه سينـزل آخر الدنيا ثم يموت."

(التفسير الواضح للدكتور الحجازي، الجزء الأوّل ص 108 دار الكتاب العربي بيروت 1982م)



المراد من نـزول عيسى ابن مريم عليه السلام
ما دام القرآن الكريم والحديث يؤكدان أن المسيح الناصري عيسى بن مريم عليه السلام قد مات كما مات جميع الأنبياء وأن الموتى لا
يرجعون إلى هذه الدنيا أبدًا، فلا يجوز أن يُفسر لفظ النـزول الذي قد ورد في الأحاديث عن عيسى ابن مريم بمعنى نـزوله بجسده
المادي من السماء.

ذلك أن أكثر الأحاديث الواردة في شأن الدجال ونـزول المسيح ابن مريم وعلامات ظهوره إنما هي من قبيل الاستعارة والمجاز، ولا يمكن أن تُحمَل على ظاهرها وأكثرها تتطلب التأويل. وإنما المراد من نـزول عيسى ابن مريم هو بعثة رجل آخر من أمة المصطفى صلى الله عليه وسلم يُشبِه عيسى ابن مريم في صفاته وأعماله وحالاته. وقد ظهر هذا الموعود في قاديان في الهند باسم ميرزا غلام أحمد عليه السلام. فكان هو المسيح الموعود والإمام المهدي للأمة المحمدية الذي وَعَدَ رسول الله صلى الله عليه وسلم ببعثته قائلاً: "لا المهدي إلا عيسى".


(ابن ماجه، كتاب الفتن)


لقد انتظر اليهود أيضًا نـزول إيلياء (إلياس) عليه السلام من السماء ثانية، ليكون نـزوله علامة على اقتراب مجيء المسيح عليه السلام فيهم. ولما جاء المسيح دون أن ينـزل إيليا من السماء، أنكروه محتجين بعدم مجيء إيلياء ثانية من السماء، فقال لهم مشيرا إلى يوحنا (يحيى عليه السلام): هذا هو إيلياء الموعود لكم قبل نـزول المسيح، لأنه يشبه إيلياء في صفاته وحالاته وأعماله. وتكرر ذلك مع المسيح الموعود والإمام المهدي الذي جاء مثيلا لعيسى ابن مريم عليه السلام.وقد ظن كثير من المسلمين أن المسيح نفسه لا بدّ أن ينـزل من السماء، فقد وقعوا في الخطأ ذاته.

انتظروا.. إنا معكم منتظرون
لقد ألّف حضرة المؤسس عليه السلام كتابا أسماه "المسيح الناصري في الهند" بيّن فيه كل ما يتعلق بعيسى بن مريم عليه السلام ودلائل نجاته من الموت على الصليب وهجرته إلى بلاد المشرق وإلقائه عصا التسيار في كشمير وموته ودفنه هناك. وقد قدم دلائل على هذا الأمر من القرآن الكريم، والحديث الشريف، والكتاب المقدس بعهديه، وكتب التاريخ والطب وغيرها من الكتب والآثار.

كما أن وفاة المسيح عليه السلام ودلائلها كانت من المواضيع الهامة التي ناقشها حضرته في العديد من كتبه. وبعد أن قدم كل هذه الجهود في سبيل القضاء على عقيدة حياة المسيح في السماء، بين بأن من ينتظرون المسيح عليه السلام لينـزل من السماء سيطول انتظارهم، فقال حضرته عليه السلام ما تعريبه:

"إن فكرة نـزول المسيح الموعود من السماء لفكرة باطلة تماما. اعلموا جيدًا أنه لن ينـزل من السماء أحدٌ. إن جميع معارضينا الموجودين اليوم سوف يموتون، ولكن لن يرى أحد منهم عيسى بن مريم نازلاً من السماء أبدًا، ثم يموت أولادهم الذين يخلفونهم، ولكن لن يرى أحد منهم أيضًا عيسى بن مريم نازلاً من السماء، ثم يموت أولاد أولادهم، ولكنهم أيضًا لن يروا ابن مريم نازلاً من السماء. وعندئذ سوف يُلقي الله في قلوبهم القلقَ، فيفكرون أن أيام غلبة الصليب قد انقضت، وأن العالم قد تغيَّر تمامًا، ولكن عيسى بن مريم لم ينـزل بعد؛ فحينئذ سوف يتنفّر العقلاء من هذه العقيدة دفعةً واحدة، ولن ينتهي القرن الثالث من هذا اليوم إلا ويستولي اليأسُ والقنوط الشديدان على كل من ينتظر عيسى، سواء كان مسلمًا أو مسيحيًّا، فيرفضون هذه العقيدة الباطلة؛ وسيكون في العالم دين واحد وسيد واحد.

وإنني ما جئت إلا لزرع البذرة، وقد زُرعتْ هذه البذرة بيدي، والآن سوف تنمو وتزدهر، ولن يقدر أحد على أن يعرقل طريقها".







التوقيع

بسم الله الرحمن الرحيم
وعد الله الذين آمنو منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما إستخلف الذين من قبلهم

رد مع اقتباس
قديم 18-12-2006, 09:45 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
الفرزدق
إحصائية العضو






آخر مواضيعي



افتراضي

الاستاذ ماهر الموقر ...موضوع قيم جدا جدا اشكرك عليه جزيل الشكر مع احترامي وتقديري الكبير لجهدك بهدا البحث
السؤال ..هل سيدنا عيسى بن مريم صلب ام لا ...انا فهمت ما اردت ان تقوله من خلال هدا البحثالقيم ولكن اقول لك بكل صراحه ان هدا الموضوع قد يشكك الكثيرين منا بعفوية الدين ...ارجو ان تجاوبنيبصريح العباره هل السيد المسيح صلب ام لا .وما هو تفسيرك للايه الكريمه التي معناها انه رفع الى السماء وانما شبه لهم لمن صلبه ..علما انك قد شرحت ما معنى رفعه الى السماءروحيا ..انا اتكلم عن الجسد .وتقبل كامل احترامي







رد مع اقتباس
قديم 19-12-2006, 12:22 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
ماهر المعاني
عضو مساهم

الصورة الرمزية ماهر المعاني

إحصائية العضو







آخر مواضيعي


ماهر المعاني غير متواجد حالياً


افتراضي المسيح صلب ولكنه لم يمت على الصليب

عزيزي الفرزدق شكرا لك على الإهتمام بالموضوع بهذه السرعة وهذا يدل أنك متابع متيقظ ونشيط
اما عن هل المسيح صلب أم لا وهل مات على الصليب وعن الرفع الى السماء وعن نزوله في آخر الزمان فإليك البيان المبسط
قال تعلى {ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين (54) إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك الي ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا الى يوم القيامة ثم الى مرجعكم فأكم بينكم فيما كمتم فيه تختلفون (55)}
لقد دبر اليهود تدبير السوء لقتل المسيح عليه السلام قتلة ملعونة كالمجرمين والكاذبين على صليب اللعنة لكي يثبتوا أنه ليس نبي من عند الله وأنه أبن زنى لأنه مكتوب عندهم في التوراة (ملعون من قتل على خشبة ) و(أما النبي الكاذب فليقتل ذلك النبي وليعلق على خشبة) اي يصلب على صليب
وفعلا حاولوا قتله على الصليب ولكن كما نقرأ في الإنجيل أن المسيح عليه السلام بعد أن أوحى الله له ان اليهود سيحاولون قتله وأن النبوؤة التي ذكرت في التوراة التي تقول( وفي جيلة من كان يظن بأنه قطع من أرض الاحياء) أشعياء , قد حان وقت تحققها وقد أخبر المسيح تلاميذه ان اليهود سيحاولون قتله وان أحد تلاميذه سيخونه ويسلمه للموت (تحقيقا لنبوءة في التوراة تتحدث عن أن أحد اتباعه سيبيعه على ثلاثين من فضة)وفعلا هذا ما حدث قال المسيح (جيل شرير فاسد يطلب آية ولن تعطى لهم الا آيه يونان النبي )وآية يونان النبي وهو النبي يونس عليه السلام كما نعرفها ان الحوت قد إبتلعه وأنه قد دخل في بطن الحوت حيا ومكث فيه حيا وخرج منه حيا ,وكذلك المسيح عليه السلام ستعطى له نفس الآية وسأبين ذلك في سياق الحديث
- قبل حادثة الصلب بيوم ولان الله قد أوحى لنبيه بدنوها في تلك الليلة تهجد المسيح ودعا الله كثيرا وأجهش في البكاء راجيا من الله أن يتلطف به ويثبت صدق رسوله وينجيه من هكذا ميتة ملعونة وقد (إستجيب له لتقواه ) كما نقرا في الإنجيل اي ان الله تعالى وعده بالنجاة من القتل
وهذا يوافق الآية الكريمة(ومكروا ومكر الله)اي دبروا تدبير السوء ودبر الله تدبير الخير وهو خير الماكرين اي خير المدبرين فقد وعد الله المسيح عليه السلام بالموت الطبيعي اي الوفاة وليس القتل الملعون على الصليب فقال تعالى (اني متوفيك) متوفيك باللغة العربية تعني مميتك أقرأ تفسير ابن عباس وغالبية آيات القرآن تقول ان الوفاة هي الموت
أمثلة(قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم (السجدة12)
- حتى إذا جاءتهم رسلنا يتوفونهم(الأعراف38)
-ولكن أعبدوا الله الذي يتوفاكم(يونس105)
-حتى يتوفاهن الموت(النساء16)
-توفته رسلنا(الأنعام 62)
فالوفاة لغة هي قبض الروح وقد ورد معنى التوفي في القرآن الكريم ثلاثة وعشرون مرة بمعنى الإماتة وقبض الروح وكذلك في الحديث الشريف ففي الصحاح السته لم ترد كلمة التوفي إلا بهذا المعنى وتكمل الآية بعد اني متوفيك (ورافعك الي) ما معنى كلمة رافعك؟وإلي تعني الى الله تعالى فأين الله تعالى هل هو في السماء فقط؟
-معنى كلمة رافعك هي رفع المكانة والمنزلة وليس رفع الجسد
أمثلة قال تعالى عن إدريس عليه السلام :ورفعناه مكانا عليا (مريم56) لم يقل احد من اصحاب الأديان الثلاث برفع إدريس حيا بجسده الى السماءفلمذا يقولون ذلك على المسيح عيهالسلام
- يقول المسلم في كل صلاة بين السجدتين رب ارزقني وأهدني وارحنيواغفرلي وارفعني
فهلمعناها ربي إرفعني للسماء كما رفعت عيسى عليه السلام ام ارفع منزلتي عندك وأعزني
-ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات (الزخرف32) وهناك الكثير
فالرفع هو رفع المنزلة والمكانة اي الرفع بالعز
اما عن فهم الآية رافعك الي ان الله رفع عيسى عليه السلام الى الاسماء فهل الله تعالى موجود في السماء؟طبعا لا من أسماء الله الحسنى المحيط اي المحيط بعباده ومخلوقاته فهو تعالى موجود في كل مكان قال تعالى: ونحن أقرب اليه من حبل الوريد (ق16)
فالله تعالى ليس موجودفقط كما يتصور عامة الناس وفق تخيلاتهم ان الله في السماء فقط
بل هو في كل مكانفيكون معنى الآية الكريمة متوفيك أي مميتك ومعزك من هذه القتلة اللعينة
فكيف دبر الله تعالى لنجاة المسيح عليه السلام؟
-يقول اليهود اننا تمكنا من قتل المسيح على الصليب فهو ليس رسول بل ملعون وكاذب!!
-يقول المسيحيون ان المسيح علق فعلا على الصليب وقتل عليه ليصبح لعنة من أجلنا ليكفر عنا خطايانا وأنه قام من بين الأموات بقوته الإلهية وصعد الى الآب وهو جزء من الله الذي يتكون من ثلاثة أقانيم اي هو إبن الله!!!!!!
يقول بعض المسلمين ان المسيح لم يعلق على الصليب بل ألقى الله شبه وصورة وجه المسيح عليه السلام على التلميذ الذي خانه وأسلمه للقتل فعلق هذا التلميذ الخائن وصلب حتى الموت
وهذه الرواية تخالف القرءان تماما وكذلك تخالف العقل
أيعجز الله ان ينجي المسيح عليه السلام بغير هذه الطريقة لو شاء تعالى لخسف الارض بهم او صعقهم بصاعقة من السماء أو أماتهم بالطاعون وغيره
ولكن حكمة الله وإختباره للمؤمنين إقتضت ان تكون عملية الصلب فيها إشتباه لكي ينجي الله المسيح ضمن سننه وقوانينه الأرضية
حادثة الصلب بكل بساطه
عندما طلب رؤساء الكهنة من الحاكم الروماني آنذاك بيلاطيوس قتل المسيح فسألهم لمذا تريدون قتل هذا التقي فقالوا انه يدعي أنه الملك الموعود على اليهود ونحن لا غير الإمبراطور ملكا علينا فإما أن تقتله أو نشكوك الى الإمبراطور فخاف الحاكم على منصبه شاهدت زوجة بيلاطيوس رؤيا من الله تعالى فقالت إياك وهذا البار فقد تألمت بسببه البارحة قال بيلاطيوس لليهود لقد عودتكم كل سنة أن أطلق لكم سجينا فما رأيكم لو أطلقت المسيح فرفضوا وقالوا اطلق لنا بارباس(وهو قاتل شرير) فعندما وجدهم بيلاطيوس مصرين على صلب المسيح أخضر إناء فيه ماء وغسل يديه وقال :إني بريئ من دم هذا البار وتركه ليعلقوه على الصليب ولكنه أخر موعد صلبه ليكون في عصر يوم الجمعة وذلك لأن اليهود عندما تغيب الشمس يبدأعندهم يوم جديد فيقومون بإنزال جميع الجثث من على الصليب ومن لم يمت بعد فيكسرون له عظام ساقيه ليصفي دمع ثم يموت
علق المسيح بعد جلده بشدة ودقت كفاه ورجلاه بمسامير على الصليب ووضع تاج من شوك على راسه فلقد علق المسيح على الصليب بالفعل قال المسيح عندها الهي الهي لما شبقتني اي لما تركتني الى الآن (فهو يعلم ان الله سوف ينجيه) ويطهره من الميتة اللعينة ولكن إشتد عليه الألم فقام أحد تلاميذه وقدم له خلا ومرا على خربة ليستنشق منها عندها أغمي عليه (كون المر والخل إذا مزجا فيكونان مادة مخدره حسب رأي الأطباء) فظنه الناس ميتا (النبوأة في التوراه وفي جيله من كان يظن بأنه قطع من أرض الأحياء) وتوافقها مع القرآن الكريم في سورة النساء(وقولهم انا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وان الذين اختلفوا فيه لفي شك منه مالهم به من علم الااتباع الضن وما قتلوه يقينا(157) بل رفعه الله اليه وكان الله عزيزا حكيما(158) فهذا دليل واضح على ان المسيح قد نجى من الموت على الصليب بعد أن أغمي على المسيح إستغرب الجنود من موته هكذا سريعا فطعنه الجندي بحربة بخاصرته فخرج ماء ودم كما ذكر في الأنجيل فخروج والدم السائل دليل علمي مؤكد على ان المسيح عندما طعن كان مايزال حيا فالدورة الدموية مازالت تعمل والقلب كذلك فكيف يضخ الدم اذا كان ميت طلب أحد تلاميذ المسيح من بيلاطيوس ان يسلمه جسد المسيح فوافق على ذلك قام هذا التلميذ(سمعان) بإستلام الجسد ووضعه في ضريح ومن المعلون ان أضرحة اليهود تتكون من غرفة نصفها تحت الأرص لها مدخل وشباك ومايزال اليهود يستخدمون ذات الطرقه في الدفن فيضعون الميت على سرير حجري ويلفونه بالكتان مع وضع بعض الموادالتي تخفي الرائحة وبعض الكلس ولما كان هذا التلميذ يعلم ان المسيح مغمى عليه فقد وضعه في هذه الغرفة ودحرج حجرا كبيرا على بابها كي لا يدخل اليها أحد وهكذا تتحقق النبوءة ان المسيح سيدخل بطن الأرض حيا ويخرج حيا في صباح اليوم التالي كما يذكر الأنجيل جاءت اليه مريم المجدلية وتحدثت اليه وارادت ان تلمس جروحه ولكنه عليه السلام قد رفض لكون جروحه مازالت طرية وحديثة يقول المسيحيون عن هذه الحادثة ان المسيح وقتها كان رحا وليس جسدا ظهر لها بعد ان مات ونرد عليهم هل الروح تتألم من جروح الجسد!!!!!
بعد ان ترك المسيح الضريح شاهده بعض الناس متخفيا بزي مزارع كما ذكر في الإنجيل فإذا كان روحا لمذا يخشى على نفسه من أن يراه الناس ولمذا يتخفى بزي بستاني طبعا كيلا يعرف الناس انه مازال على قيد الحياة فيمسكونه ويحاولون قتله مرة أخرى سافر المسيح عليه السلام الى جبال الجليل شمال فلسطين ومكث هناك أربعين ليلة عالج فيها جروحه يذكر الأنجيل ان المسيح إلتقى تلاميذه عند بحيرة طبريا وانه طلب منهم الطعام لأنه جائع واكل معهم عسلا وسمكا فهل الروح تجوع وتأكل !! قال المسيح لتلاميذه عندما إستغربوا انه مازال على قيد الحياة
هاكم إلمسوا جروحي فقاموا بذلك لان الجروح عندها قد جفت وهذا يثبت ان المسيح كان جسدا بشريا وليس روحا فهو يأكل ويشرب ويمكن لمسه بعدها سافر المسيح مع أمه وأحد تلاميذه وهو توما الى الشام(دمشق) موطن ابن خالته يحيى عليه السلام ومن هناك أكمل هجرته كما هي سنة جميع الأنبياء الى قباءل بني إسرائيل الضالهة(التي سبيت على يد نبوخذ نصر كما نعلم في السبي البابلي الثاني وإنتشرت حتى شمال الهند ويؤيد الرآن هذا الموضوع اذ يقول تعالى وآويناه وأمه الى ربوة ذات قرار ومعين اي حفضناه وآويناه من القتل فهو في مأمن من وصول أعداءه اليه فقد أصبح بعيد جدا عنهمفقد هاجر من فلسطين الى دمشق ثم الى القامشلي ثم الى الموصل ثم الى شمال إيران هكذا حتى انهى عليه السلام حياته بعد ان بلغ جمع القبائل اليهودية في تلك البلاد كما قال لتلاميذه من قبل ان لي خراف خارج الحظيرة اني ذاهب لآتي بهم
يقول تعالى (ويكلم الناس في المهد وكهلا ) اي يبلغ الرسالة منذ البعثة الى مرحلة الكهولة
ونتذكر هنا حديث الرسول صالى الله عليه وسلم لقد عش عيسى ابن مريم عشرون ومئة وما أراني الا ذاهب على رأس الستين الذي يدل صراحة على ان المسيح بقي على قيد الحياة وعاش يبلغ دعوة ربه الى بني إسراءيلكلهم وليس الى القبيلتين المتواجدتين في فلسطين فقط لأن هناك اثنتي عشر قبيلة يهودية منتشره في كافة البلاد التي ذكرتها حتى الهند وهناك منطقة ربوه التي كانت آخر مدينة وصلها المسيح وبقي فيها حتى توفي حسب وعد الله تعالى وكان مطهرا من يهود فلسطين الذين حاولوا قتله بالمناسبه هناك رواية في أحد الكتب الهندوسية تروي ان أحد الراجات جمع راجا وهو بمعنى السيد الحاكم الثري كان يقوم بجولة فوجد اناس لهم عادات في دفن الميت تختلف عن العادات الهنديه التي توصي بحرق جسد الميت ورميه فيالنهر فسأل شخصا يبدوا عليه انه قديس (المسيح عليه السلام)وقالله منأنت ما إسمك من اين أتيت فأجابه هذا الشخص اسمي مسيحو (المسيح باللغة الهنديه لقد جئت من الغرب لقد حاول قومي قتلى ولكني قد نجوت منهم بأعجوبة
وفي النهاية أقول قبر المسيح وأمه موجودان الآن في منطقة سري نكر في الهند ومعرف اس هذا النبي عندهم بأسم راحولا اي روح الله أو بودا إستا اي بوذا الأبيض لأن المسيح كان ابيض البشرة
اما عن نزول المسيح في آخر الزمان فسأ شرحه بالتفصيل المرة القادمة انشاء الله كي لا نطيل على الأحباء والسلام عليكم ورحمة الله







التوقيع

بسم الله الرحمن الرحيم
وعد الله الذين آمنو منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما إستخلف الذين من قبلهم

رد مع اقتباس
قديم 19-12-2006, 07:25 PM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
سلطان
عضو مساهم نشيط جدا

الصورة الرمزية سلطان

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


سلطان غير متواجد حالياً


افتراضي

السادة الكرام موضوع قتل وصلب المسيح بالمفهوم الاسلامي وبالنص القرآني واضح وبسيط وصريح فمن شاء فليؤمن ومن شاء فلا يؤمن

الاية القرآنية واضحة وبسيطة ولا تحتاج لتؤيل ودراسات واجتهادات ما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم

في اوضح من هيك نص؟؟؟؟!!!!!!!

بالنسبة لقبور الانبياء هناك بعض الانبياء لهم اكثر من قبر في عدة اماكن من العالم او على الاقل هكذا يدعي بعض الدول لاسباب ربما سياحية او تاريخية ولكن كلها غير دقيقة وغير موثقة

فمثلا قبر المسيح المزعوم بالهند لو كان صحيح وموثق لصار محجا ومزارا لكل المسيحيين في العالم







التوقيع

من أحب الله رأى كل شيء جميلا .... إن من أعظم أنواع التحدي أن تضحك والدموع تذرف من عينيك

رد مع اقتباس
قديم 19-12-2006, 07:30 PM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
الليث السعودي
إحصائية العضو






آخر مواضيعي



افتراضي

جزاك الله خير على هذا البحث القيم .







رد مع اقتباس
قديم 20-12-2006, 01:24 AM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
المحامي حازم زهور عدي
عضو أساسي ركن
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


المحامي حازم زهور عدي غير متواجد حالياً


افتراضي

[align=justify]التوضيح لإفك الأحمدية القاديانية في زعمهم وفاة المسيح


الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ولي الصالحين، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله إمام المتقين، وعلى آله وصحبه الطيبين، ومن سار على نهجهم إلى يوم الدين ، أما بعد :
فقد ابتليت بالاطلاع على رسالة صغيرة الحجم عظيمة الضرر عنوانها : ( وفاة المسيح بن مريم والمراد من نزوله ) ، وعلى غلافها صورة مزعومة لقبر عيسى عليه السلام في سري نغر بكشمير الهند ، من نشر الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية ( القاديانية ) .
والحق أنه لم يكن بي حاجة إلى الرد على شيء من مؤلفات هذه الفرقة المارقة لانكشاف أمرها، وسقوط شبهها ؛ لولا أن كتبها ورسائلها تنتشر في بعض البلاد، ويخشى أن يتأثر بها أحدٌ ممن ضعفت صلتهم بالعلم الشرعي.
وقد رغب بعض الأحبة في إجراء القلم ببيان ضلالهم وإفكهم في هذه الرسالة .
فاستعنت بالله تعالى على ذلك، وهو المسئول أن يرفع منار الحق وينصر أهله وأن ينكس أعلام أهل الضلال ويخمد نيرانهم ويقي المسلمين شرهم .

وقبل افتتاح الرد يجدر التنبيه على أن هذه الفرقة الأحمدية ( القاديانية ) فرقة ضالة كافرة بإجماع علماء المسلمين، وقد صدرت بذلك فتاوى متعددة من عدد من المجامع والهيئات الشرعية في العالم الإسلامي، ومنها : المجمع الفقهي التابع لرابطة العالم الإسلامي، ومجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي، وهيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية، هذا عدا ما صدر من فتاوى علماء مصر والشام والمغرب والهند وغيرها .
وإذا كان الأمر كذلك فإن من الواجب عدم الالتفات إلى شيء من مؤلفاتهم أو الاشتغال بها، بل الواجب إتلافها والتحذير منها ومن أهلها؛ حماية لحياض الدين ، وقياما بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

تمهيد :
إن مما يسعى إليه الأحمدية جهدهم إثبات أن النبي الكريم عيسى عليه الصلاة والسلام قد مات، ولهم في ذلك غرض سيء؛ وهو أنه إذا تم إيهام ذلك فإنه سيسهل عليهم ادعاء أن الأحاديث التي وردت بنزوله عليه السلام المقصود بها بعثة المتنبىء القادياني الكذاب، كما أن المهدي المنتظر إنما هو عيسى بن مريم، فيتحصل من هذا وذاك أن القادياني هو عيسى بن مريم والمهدي المنتظر أيضاً .
وقد صرحت الرسالة المشار إليها بذلك إذ جاء فيها ص6: ( فالمراد من نزول عيسى بن مريم بعثة رجل آخر من أمة المصطفى صلى الله عليه وسلم يشبه عيسى بن مريم في صفاته وأعماله وحالاته، وقد ظهر هذا الموعود في قاديان الهند باسم: ميرزا غلام أحمد ... إماماً مهدياً وجعله الله مثيل المسيح عيسى بن مريم عليه السلام ، فكان هو المسيح الموعود والإمام المهدي للأمة المحمدية الذي وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ببعثته قائلا: ( لا المهدي [كذا، والصواب : مهدي] إلا عيسى ) ابن ماجه، كتاب الفتن ) اهـ .
قلت: إن من الضلال البيِّن والخطأ الواضح اعتقاد أن عيسى عليه السلام هو المهدي المنتظر، والحديث المذكور لا يصح، بل هو حديث منكر، حكم بنكارته جمع من الأئمة، منهم النسائي والذهبي والألباني، وضعفه الحاكم والبيهقي والقرطبي وابن تيمية، بل حكم بوضعه الصغاني. انظر: منهاج السنة 8/256، والصواعق المحرقة للهيتمي 2/476، والسلسلة الضعيفة (77)
ويحسن قبل مناقشة القاديانية في هذا الموضوع التقديم بذكر شيء من عقيدة المسلمين قاطبة فيما يتعلق برفع عيسى عليه السلام ونزوله .
فأقول : يعتقد المسلمون بما تضمنته الآيات والأحاديث المتواترة بأن المسيح عيسى عليه السلام رفعه الله تعالى إلى السماء، وأنه باقٍ حياً فيها إلى قرب قيام الساعة، إذ سينزل إلى الأرض فيقتل الدجال ويكسر الصليب ويقتل الخنزير، ويحكم بالشريعة المحمدية، ثم يموت – عليه السلام – كسائر البشر .
وممن نقل الإجماع على ذلك ابن عطية رحمه الله (ت542هـ) إذ قال في تفسيره المحرر الوجيز3/143: ( أجمعت الأمة على ما تضمنه الحديث المتواتر من أن عيسى في السماء حي، وأنه سينزل في آخر الزمان فيقتل الخنزير ويكسر الصليب ويقتل الدجال ويفيض العدل وتظهر به الملة – ملة محمد صلى الله عليه وسلم – ويحج البيت ويبقى في الأرض أربعا وعشرين سنة وقيل أربعين سنة ).
ويقول السفاريني (ت 1188هـ) في كتابه لوامع الأنوار 2/94-95 : ( فقد أجمعت الأمة على نزوله، ولم يخالف فيه أحد من أهل الشريعة، وإنما أنكر ذلك الفلاسفة والملاحدة ممن لا يعتد بخلافه، وقد انعقد إجماع الأمة على أنه ينزل ويحكم بهذه الشريعة المحمدية، وليس ينزل بشريعة مستقلة عند نزوله من السماء ).
ويقول العظيم أبادي في كتابه عون المعبود 11/457 : ( تواترت الأخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم في نزول عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم من السماء بجسده العنصري إلى الأرض عند قرب الساعة، وهذا هو مذهب أهل السنة والجماعة ) .
وكلام أهل العلم في هذا مستفيض، ولولا خشية الإطالة ورغبتي أن تكون هذه الرسالة وجيزة المحتوى لحشدت من تلك النقولات الشيء الكثير .
ويراجع للأهمية كتابا: التوضيح في تواتر ما جاء في المهدي المنتظر والدجال والمسيح للشوكاني، و: التصريح بما تواتر في نزول المسيح، لمحمد أنور شاه الكشميري .

أما عن إفك القاديانية في هذه الرسالة؛ فإن خلاصتها: مقدمتان ونتيجة.
أما المقدمة الأولى: فهي أن عيسى عليه السلام قد مات، وأن رفعه بجسده حياً خرافةً لا حقيقة لها.
وأما المقدمة الثانية: فهي أن الأحاديث الواردة في نزوله عليه السلام ليست على ظاهرها، بل هي مؤولة.
أما النتيجة: فهي أن المراد من نزوله: خروج مثيله وشبيهه، وذلك هو ميرزا غلام أحمد القادياني.
وقد حشدوا لكلا المقدمتين جملة من الشبه التي يكفي أدنى تأمل فيها في كشف زيفها وبطلانها.
وسوف أعرض – بحول الله – بإيجاز شديد لما تضمنته تلك الرسالة من ضلال وتلبيس، وعلى الله التكلان .

الرد التفصيلي

جاء في الرسالة ص1: ( إن سنة الله العامة الشاملة لجميع بني آدم أن يعيشوا في الأرض، فكيف خرج عيسى بن مريم من هذه السنة المستمرة كما يزعم البعض ).
والجواب: إن الذي شاء هذه السنة وأوجدها قادرٌ على أن يستثنى منها من شاء، ولا معقب لحكمه ولا راد لقضائه.
وهل بقاء عيسى عليه السلام حيا في السماء بأعجب من ولادته من أم بلا أب؟ أليس في هذا مخالفة للسنة الكونية كما تزعمون؟ وكل جواب تجيبون به على هذا الإيراد هو جوابنا عليكم في قولكم .

جاء في الرسالة ص1-2 : الاستدلال بقوله تعالى وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل ) على أن جميع الأنبياء قد توفوا؛ باعتبار أن معنى (خلا): مات، وأن أبا بكر رضي الله عنه استدل بهذه الآية على موت نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لأن جميع الأنبياء قبله قد ماتوا , وأجمع الصحابة على موته وعلى موت جميع الأنبياء قبله .
والجواب: لو سُلِّم بأن معنى (خلا) في الآية : مات، فقد دلت الأدلة على تخصيص عيسى عليه السلام من هذا الحكم، بمعنى أنهم قد ماتوا إلا عيسى عليه السلام، والتخصيص بدليل منفصل مقبول عند أهل العلم، خاصة وأن كلمة الرسل في هذا السياق ليست نصاً في العموم، هذا إن كانوا يفهمون معنى العموم أو التخصيص.
ثم من نقل إجماع الصحابة على موت جميع الأنبياء بمن فيهم عيسى عليه السلام؟ وهل هذا إلا محض الافتراء والكذب؟

جاء في الرسالة ص1: ( وأما القول بأن عيسى بن مريم عليه السلام رُفع إلى السماء حياً، وجلس عن يمين الله، وسينزل من السماء بجسده المادي في آخر الزمان مع الملائكة بكل قوة ويغلب الناس فهو في الحقيقة تصور باطل مأخوذ من عقيدة النصارى وليس بثابت من القرآن الكريم ) .
والجواب: إن القول برفع عيسى عليه السلام حيا ونزوله من السماء بجسده في آخر الزمان حقٌ نطق به القرآن والسنة، وسيأتي بيان ذلك فيما يأتي إن شاء الله .
وأما قولهم: وجلس عن يمين الله ... إلخ فهذا ليس من قول المسلمين، فلا يلزمون به .

جاء في الرسالة ص1 : ( ولقد أبطل الله هذه العقيدة في قوله عز وجل: ( ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنهم إليهم لا يرجعون ) أي الموتى لا يرجعون إلى هذه الدنيا أبدا، فكيف يرجع عيسى بن مريم خلافا لما قال الله؟).
والجواب: أولا: إن هذه الآية تخاطب الكفار بالاتعاظ بمن أهلك الله قبلهم من المكذبين للرسل كيف لم يكن لهم إلى الدنيا كرة ولا رجعة، هذا معنى الآية.
ثانيا: الآية تتحدث عن الموتى، والمسلمون يقولون إن عيسى عليه السلام حي لم يمت، فالدليل ليس في محل النزاع؛ فسقط الاستدلال.
ثالثا: أن الله تعالى إذا شاء إرجاع من مات إلى الحياة مرة أخرى فإنه يكون، ولا يعجزه شيء سبحانه.
ألم يسمع هؤلاء ما أخبر الله به في كتابه من إحياء عيسى عليه السلام الموتى بإذن الله ( وأحيي الموتى بإذن الله ) ؟ بل أعظم من ذلك أنه كان يخلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله؟ أو أنهم لا يؤمنون بذلك؟
وفي قصة البقرة في سورة البقرة: ( فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحيي الله الموتى ويريكم آياته لعلكم تعقلون )، وقصة إبراهيم عليه السلام: ( وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى ) الآيات، وغير ذلك كثير .
وهذا الجواب على سبيل التنزل في الجدال، وإلا فعيسى عليه السلام لم يمت كما تقرر آنفا .

جاء في الرسالة ص1 : ( لو كان من الممكن رجوع نبي من الأنبياء إلى هذه الدنيا لكان نبينا محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم أولى وأجدر بأن يرسل مرة ثانية؛ لكماله وفضائله وتفوقه على سائر الأنبياء عليهم السلام ).
والجواب: أولا: هذه الشبهة مغالطة مكشوفة؛ لأن الكلام ليس في رجوع نبي بعد موته، وإنما في نزوله وهو حي إلى الأرض؛ فسقطت الشبهة من أصلها.
ثانيا: لا يلزم من أفضلية نبينا محمد صلى الله عليه وسلم على سائر الأنبياء أن يثبت له جميع ما يقع لإخوانه من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام من الدلائل والبراهين – التي تسمى: المعجزات - وإلا فطرد كلامهم يلزم منه عدم صحة ما جاء في القرآن من أن عيسى عليه السلام كان يُبرئ الأكمه والأبرص ويحيي الموتى بإذن الله؛ لأن ذلك لم يقع لنبينا عليه الصلاة والسلام، ومثل ذلك يقال عن عصا موسى عليه السلام وغيرها من آيات الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وكل جواب لهم على هذا الإيراد هو جوابنا عليهم في شبهتهم .
ثالثا: أن فيما قدره الله سبحانه من رفع عيسى حيا ثم نزوله في آخر الزمان حكما عظيمة، منها: الرد على اليهود في زعمهم أنهم قتلوه عليه الصلاة والسلام، وأنه هو الذي يقتلهم ويقتل الدجال معهم .

جاء في الرسالة ص2 إيراد شبهة لإنكار رفع عيسى عليه السلام، وهي قولهم: ( لقد رُفع عيسى بنفس الطريقة التي رُفع بها الأنبياء الآخرون، فقد قال الله عز وجل في شأن إدريس عليه السلام : ( ورفعناه مكانا عليا )، ونفس المعنى لرفع عيسى عليه السلام في الآية الكريمة: ( إني متوفيك ورافعك إلي )، فليس هنالك ذكر للفظ السماء، وكلما تدل عليه هذه العبارة أن الله سوف يفشل خطة اليهود بقتل عيسى عليه السلام على الصليب ليثبتوا أنه - والعياذ بالله – ملعون من الله، وسوف يرفع درجته ويجعله من المقربين، ورفعت روحه كما رفعت أرواح الأنبياء الآخرين ) .
والجواب: أولا : أن لأهل العلم بالتفسير أقوالا عدة في تفسير قوله تعالى عن إدريس: ( ورفعناه مكانا عليا )، فمن أهل العلم من قال: إن الله عز وجل رفعه حيا إلى السماء ومات بها، وهو مروي عن ابن عباس ومجاهد وغيرهما من السلف، فعلى هذا تكون الآية دليلا عليهم لا لهم.
وقيل: المقصود رفعه في الجنة، والجنة – ولا شك – سيدخلها بجسده وروحه، وذكر الفعل الماضي لا يشكل على هذا؛ إذ هو من باب تأكيد الوقوع، كقوله تعالى: ( وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمراً )، وقوله: ( وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون ).
وعلى هذا فلا يستقيم الاستدلال .
ثانيا: لو سُلِّم بأن المراد من الآية رفع الدرجات والمنزلة في حق إدريس عليه السلام فلا يلزم أن يكون ذلك مدلول الآيات الواردة في عيسى عليه السلام؛ لأنها صريحة في رفع الجسد والروح معا، لما يأتي:
أ- أن الله تعالى قيد هذا الرفع بأنه إليه حيث قال: ( ورافعك إلي )، وقال: ( بل رفعه الله إليه )، ومن المتقرر في الكتاب والسنة وإجماع المسلمين أن الله تعالى في العلو، فيكون رفعه عليه السلام إلى السماء، بخلاف الرفع في حق إدريس عليه السلام فإنه مطلق: ( ورفعناه مكانا عليا )، ويدرك الفرق بين الأسلوبين كل من شم للغة العربية رائحة.
ب- أنه لو سُلِّم بأن الآية تحتمل معنى رفع المنزلة والمكانة؛ فإن الأحاديث الواردة في هذا الموضوع صريحة المعنى وقاطعة الدلالة على أن الرفع كان للروح والجسد معا، وكذا النزول آخر الزمان.
ففي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما عدلا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير) البخاري 4/134 ومسلم 1/135 .
وفي صحيح مسلم 4/2253 أنه عليه الصلاة والسلام قال: ( ... إذ بعث الله المسيح بن مريم فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين [ أي ثوبين مصبوغين ] واضعا كفيه على أجنحة ملكين، إذا طأطأ رأسه قطر وإذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ، فلا يحل لكافر يجد ريح نَفَسه إلا مات، ونَفَسه ينتهي حيث ينتهي طرفه، فيطلبه [ أي يطلب الدجال ] حتى يدركه بباب لد فيقتله، ثم يأتي عيسى بن مريم قومٌ قد عصمهم الله منه فيمسح وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة ).
والأحاديث في هذا بالعشرات، فهل يُقال بعد ذلك إن هذا الرفع كان للروح فقط؟
ولو كان المقصود برفع عيسى رفع روحه كما جاء في الرسالة فما هي الميزة لعيسى عليه السلام؟ إذ سائر المؤمنين إذا قُبضت أرواحهم عُرج بها إلا السماء !
ج- أن قوله تعالى: ( وما قتلوه وما صلبوه ولكن شُبه لهم، وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقينا بل رفعه الله إليه ) دليل واضح كالشمس على ما تقرر آنفا مما يؤمن به المؤمنون قاطبة؛ فقوله تعالى: ( بل رفعه الله إليه ) يدل على أن رفعه كان للبدن والروح ؛ إذ لو أريد موته لقيل: وما قتلوه وما صلبوه بل مات، وهذا واضح تمام الوضوح لمن تأمل، وكان ذا بصيرة وحسن قصد .

جاء في الرسالة ص2: ( كما أن النبي صلى الله عليه وسلم رآه ليلة المعراج في الموتى مع يحي عليه السلام ).
والجواب: كون النبي صلى الله عليه وسلم رآه في السماء مع يحي على أي شيء يدل؟
وما المانع أن يكون حيا بجسده وروحه في السماء وسائر الأنبياء بأرواحهم؟ وهل تقاس هذه الأمور الغيبية على الأمور المشاهدة؟
إن على المؤمن الذي آمن بالله ربا وبالنبي صلى الله عليه وسلم نبيا وبالإسلام دينا أن يؤمن ويُسلِّم بكل ما جاء في الوحي الشريف دون الدخول بعقله فيما لا يدرك.
وإلا فيلزم القاديانيين أن يكذبوا بالمعراج من أصله؛ إذ كيف عُرج بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء وسلّم على الأنبياء وخاطبهم وهو حي وهم أموات؟ فكما يقولون في هذا فليقولوا في ذاك .

جاء في الرسالة ص2: ذكر ما حصل في واقعة الصلب، وخلاصة ماذُكر: أن عيسى عليه السلام لم يُرفع حيا، ولم يُلق شبهه على أحد، وإنما عُلق على الصليب بضع ساعات، ولما أُنزل كان في حالة إغماء شديد حتى خُيل إليهم أنه قد مات، ثم بعد واقعة الصلب هاجر من فلسطين إلى البلاد الشرقية: العراق وإيران وأفغانستان وكشمير والهند، وعاش عشرين ومائة سنة.
هكذا ذكرت الرسالة ! وكأن كاتب هذه القصة قد حضرها، أو بُعث إليه من قبره من حضرها ففصَّل له خبرها !
ولا يخفى على العقلاء أن الدعاوى أمرها سهل، وأن كلا يستطيع أن يدعي ما يشاء، لكن الشأن في ثبوت هذه الدعوى بدليل مقنع، وإلا فإنه لا قيمة لها عند من يحترم عقله.
وهذه القصة المزعومة، وتلك التفاصيل التي أوردوها ليس من طريق للعلم بها إلا الوحي .
وإنني أدعوا القاديانيين جميعا أن يبحثوا في كتب السنة جميعها عشر سنين، وإن شاؤوا معها أخرى وثالثة ورابعة حتى يأتوا بنص صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو عن أحد من أصحابه يسرد القصة مثل سردهم.
وإن كان خيرا لهم وأقوم أن يعودوا إلى جادة الحق والرشد، ويعلموا أنه لن ينجيهم من عذاب الله إلا صدق الإيمان وصحة الاتباع، والبراءة من هذا الدين المعوج الساقط، الذي تمجه العقول وتأباه الفِطر، والله الهادي.

جاء في الرسالة ص3-4: ( واعلموا أن القرآن المجيد لا يسمح لأحد أن يصعد إلى السماء بجسده ثم ينزل منها، ألا تعلمون أن الكفار طالبوا النبي صلى الله عليه وسلم أن يرقى في السماء وينزل عليهم كتابا يقرؤنه دليلا على أنه صعد إلى السماء، فرد الله عليهم: ( قل سبحان ربي هل كنت إلا بشرا رسولا )، فلو كان الصعود إلى السماء بالجسد ممكنا لبشر لكان النبي صلى الله عليه وسلم أولى وأجدر أن يصعد إلى السماء أمام أعين الكفار ليؤمنوا به، فالأمر الذي لم يجز لأفضل الرسل محمد صلى الله عليه وسلم كيف جاز لعيسى بن مريم عليه السلام ...).
والجواب: أقول وبالله التوفيق: إن هذه الفئة المارقة لا تفتأ تتشبث بأي شبهة استدلال حتى ولو كانت في الوهن كبيت العنكبوت، لكنها في الواقع شاهدة على ضلالهم وانحرافهم، ومن ذلك هذا الاستدلال الساقط الذي يظهر ضعفه ووهاؤه لكل ذي عينين، وسوف أذكر شيئا من ذلك فيما يأتي:
أولا: لقد ادعوا أن القرآن لا يسمح لأحد أن يصعد إلى السماء بجسده ثم ينزل منها؛ فيقال لهم:
ماذا تقولون في معراج النبي صلى الله عليه وسلم، أليس صعودا إلى السماء ثم نزولا منه؟ وجماهير المسلمين على أن ذلك كان بجسده وروحه. هل سيسلمون بذلك كحال المسلمين فتنقطع حجتهم؟ أم سيبادرون بالإنكار والتأويل – كعادتهم – فينكشف أمرهم للمسلمين أكثر؟!
ثانيا: أن الدعوى أعم من الدليل فلا يستقيم الاستدلال؛ بمعنى أنه إذا سُلم أن الآية تدل على الامتناع فإنها واردة في شأن أمرين: صعود إلى السماء مع تنزيل كتاب يُقرأ، والبحث ههنا في قضية واحدة، وهي الصعود، فلا يلزم أن يكون ذلك ممتنعا.
ثالثا: هل عدم الاستجابة يدل على امتناع تحقق المطلوب؟ لا شك أن كل مسلم سيجيب بالنفي؛ فإن الله تعالى لا يعجزه شيء، وهو على كل شيء قدير من الموجودات والمعدومات.
يوضح ذلك أن النبي قال: ( سبحان ربي هل كنت إلا بشرا رسولا )، ولم يقل: وهل يمكن أن يقع ذلك؟ أو نحوه، بل إن قوله ذلك يدل على أن المطلوب أمر لا يمتنع وقوعه، وإنما الأمر لله سبحانه الفعال لما يريد، إن شاء أجاب إلى ما سألوا، وإن شاء لم يجب، وما هو إلا رسول يبلغ رسالات الله وينصح لهم.
رابعا: إن كان يمتنع – كما يزعمون – الصعود إلى السماء فليمتنع أيضا ما ورد في السياق نفسه: ( وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا، أو تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الأنهار خلالها تفجيرا ) إلى أن قال: ( أو ترقى في السماء ) الآيات، فليقولوا باستحالة تفجير الينابيع من الأرض، وأن القرآن يمنع من ذلك، وليكونوا ضحكة العقلاء.
أولا يعلمون أن موسى عليه السلام ضرب بعصاه الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا، وأعظم من ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم نبع الماء من بين أصابعه عليه الصلاة والسلام، فإذا أمكن ذلك فلماذا لا يمكن الصعود إلى السماء؟!

جاء في الرسالة ص4: أن عقيدة وفاة عيسى تمسك بها صلحاء الأمة وكبراء علمائها.
وعددوا منهم أربعة عشر اسما فقط، ولا أدري عن بقية علماء الأمة، ما موقفهم من هذه القضية في نظر القاديانيين؟ وما موقفهم من العلماء الكثر الذين نقلوا إجماع العلماء على رفع عيسى ونزوله من السماء؟
وهؤلاء المذكورون سأورد ما يتعلق بهم فيما يأتي:
أولا: لقد نسبوا هذه العقيدة لابن عباس رضي الله عنهما؛ استنادا لتفسيره قوله تعالى: ( متوفيك ) أي: مميتك .
والجواب عن هذه الشبهة باختصار: أن مراده رضي الله عنه: وفاته آخر الزمان بعد نزوله، يؤكد هذا ما أخرجه إسحاق بن بشر وابن عساكر عن ابن عباس في هذه الآية : ( رافعك ثم متوفيك في آخر الزمان )، انظر: الدر المنثور 2/36.
وابن عباس رضي الله عنهما هو الذي يفسر كلامه، وليس بحاجة إلى القاديانيين ليحملوا كلامه حسب أهوائهم .
وعلى هذا فإن في الآية تقديما وتأخيرا؛ أي: رافعك إلي ومتوفيك بعد ذلك.
وتقديم التوفي على الرفع في الذكر لا يقتضي التقدم في الزمن؛ لأن الصحيح أن العطف بالواو لا يقتضي الترتيب.
وتتميما للفائدة أذكر أن لأهل العلم في تفسير الآية أقوالا أخرى، منها:
أن التوفي بمعنى القبض، وليس الوفاة المعروفة.
ومنها أن الوفاة هنا بمعنى النوم، أي رفعه الله وهو في حالة النوم، والنوم يسمى وفاة، كما قال تعالى: ( الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها )، وقال: ( وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ) .

ثانيا: جاء في الرسالة ص4 أن الإمام مالكا رحمه الله قال: ( مات عيسى )، وأحالوا إلى الشيخ علامة طاهر، بحار الأنوار . هكذا! وهذا من أسمج الكذب وأقبحه، ينقلون عن هذا الإمام الجليل هذه الكلمة في هذا الموضوع الخطير من كتاب لا يعرف لدى المالكية ولا غيرهم، فأين كلامه في الموطأ والمدونة؟ وأين كلامه في مصنفات تلاميذه وأتباع مذهبه؟
ثم إنني قلت: لعلهم يقصدون كتاب: مجمع بحار الأنوار لمحمد بن طاهر الفتني، وبعد بحث في مظان الموضوع فيه تبين أنه ليس فيه نقل عن الإمام مالك بن أنس في هذا الموضوع، وإنما فيه تقرير مؤلفه عقيدة المسلمين في رفع عيسى ونزوله، وإجابة عما يُتوهم من معارضة ذلك لقوله تعالى: ( إني متوفيك ورافعك إلي )، انظر 5/91 من الكتاب المشار إليه .

ثالثا: زعمت الرسالة ص4 أن الفخر الرازي يرى هذا الرأي أيضا، ونقلوا عنه ما يأتي: ( قال الإمام الرازي في تفسير الآية: ( يا عيسى إني متوفيك: أي إني مُنهٍ أجلك، ورافعك أي رافع مرتبتك ورافع روحك إلي ... ثم يقول: ( واعلم أن هذه الآية تدل على أن رفعه في قوله تعالى: ( ورافعك إلي ) هو رفع الدرجة والمنقبة لا المكان والجهة، كما أن الفوقية في هذه الآية ليست بالمكان بل بالدرجة والمكانة ) تفسير الفخر الرازي ) .
والجواب عن ذلك ما يأتي:
أ- أن العبارة الأولى المنقولة هي من جملة كذبهم الكثير؛ إذ لا وجود لها البتة ! والتفسير موجود ونسخه منتشرة.
وإذا كان كثير من المشركين والكفار يأنفون من الكذب لأنه في معيار القيم والأخلاق غايةُ السفول؛ فإن القاديانيين لا يزالون يرتكسون في حمأته المرة تلو الأخرى، والحمد لله الذي فضحهم بأقلامهم، وسيأتي ما يفضحهم أكثر .
ب- أن الرازي أورد في تفسير الآية أوجها عديدة فيها التصريح بأن عيسى عليه السلام رُفع إلى السماء بجسده، وأنه حي فيها حتى ينزل إلى الأرض.
بل إنه في أحد تلك الأوجه نقل الآتي: ( ولما علم أن من الناس من يخطر بباله أن الذي رفعه الله هو روحه لا جسده ذكر هذا الكلام ليدل على أنه عليه السلام رُفع بتمامه إلى السماء بروحه وبجسده ) فماذا سيقول القاديانيون بعد هذا الكلام؟!
أما العبارة الثانية التي نقلوها فإنها موجودة في آخر ذاك الموضع، وهذه عادة أهل الانحراف والهوى يأخذون من الكلام ما يوافق أهواءهم ويغطون ما سواه.
إن الناظر في كلام الرازي يلحظ أنه قرر عقيدة المسلمين المعروفة بكلام طويل، ثم عقب بهذه العبارة، وتوجيه ذلك عندي أن له محملين:
الأول: أن كلامه هنا عن علو الله تعالى، إذ الرازي ينفي علو الله تعالى على طريقة الجهمية، فيكون تعليقه على كلمة ( إلي ) في الآية، وليس مقصوده ما يتعلق بعيسى عليه السلام لأنه قد مضى الحديث عنه، وقد قرر عقيدته في ذلك بكل وضوح، ومن ذلك قوله: ( وقد ثبت الدليل أنه حي، وورد الخبرعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سينزل ويقتل الدجال، ثم إنه تعالى يتوفاه بعد ذلك ) 8/60 .
الثاني: أن يقال: إنه لا يرى أن هذه الآية تدل على رفع عيسى إلى السماء – فرارا من الإلزام بإثبات علو الله سبحانه – وإن كان يرى أن أدلة أخرى تدل على ذلك، وعدم الدليل المعين لا يعني عدم المدلول، إذ قد يثبت بدليل آخر، ويشهد لصحة هذا التوجيه كلامه المنقول آنفا. والنتيجة أن الرازي يعتقد رفع عيسى ونزوله، فليس في كلامه للقاديانيين مستمسك .

رابعا: جاء في ص4-5 نسبة هذه العقيدة لابن حزم يرحمه الله، وأنه يرى أن عيسى قد مات، وأحالوا إلى كتابه الفِصَل عند كلامه عن المسيحية.
ولا أدري هل هؤلاء يكتبون لأناس لا عقول لهم ولا أبصار، أو أنهم لا يفهمون ما يقرؤن؟ فالكتاب مشهور، ولم يذكر فيه مؤلفه كلمة واحدة مما نسبوه إليه، بل على العكس من ذلك فإنه يقرر رفع عيسى عليه السلام شأنه في ذلك شأن سائر المسلمين، انظر: الفصل 2/206-228.
ألا فليتفضلوا ببيان هذا الكلام المزعوم عنه نصا، مع الإحالة إلى الجزء والصفحة، وإلا فليشهدوا على أنفسهم – وليشهد المسلمون أيضا – أنهم من الكاذبين، ولعنة الله على الكاذبين.

خامسا: أحالوا في ص5 هذا الهراء إلى الألوسي رحمه الله، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال: ( إذا لم تستح فاصنع ما شئت )، وإن العجب لا ينقضي من تمادي هؤلاء الضالين في الكذب دون حياء، فالألوسي رحمه الله يقرر عقيدة المسلمين في هذه القضية، واسمع كلامه في تفسيره روح المعاني3/179: ( والصحيح كما قاله القرطبي أن الله تعالى رفعه من غير وفاة ولا نوم، وهو اختيار الطبري والرواية الصحيحة عن ابن عباس ).

هذا وقد أحالوا إلى آخرين من مفكري العصر الحديث، أشك في نسبة ما ذكروا إليهم، وقد جُرب على القاديانيين الكذب الكثير، ولا حاجة إلى بذل الجهد في تتبع ذلك؛ لأنه لو ثبتت صحة ما نسبوا إليهم فإنهم ليسوا من الأئمة الذين يُرجع إليهم في مثل هذه القضايا، وهكذا طريقة أهل الأهواء إذا أعيتهم الحيل ذهبوا يبحثون في ركام الزلات وعند خاملي الذِّكر لعلهم يجدون عندهم ما يسند بناءهم المتهدم.
وإني سائل سؤالا أدع إجابته للقاديانيين وحدهم: إن بعض من سميتم وزعمتم أنهم قائلون بموت المسيح عليه السلام قد أدركوا زمن القادياني المتنبئ الكذاب، فماذا كان رأيهم فيه؟ هل كانوا يرونه المسيح والمهدي كما تزعمون؟ أم كانوا يرونه كذابا ضالا كافرا؟ وليتذكروا أنهم وصفوهم بأنهم من علماء الأمة ! أجزم أنهم يعلمون الجواب علم اليقين.

جاء في الرسالة ص6 : ( واعلموا أن أكثر الأحاديث الواردة في شأن الدجال ونزول المسيح ابن مريم وعلامات ظهوره إنما هي كشوف ورؤى للنبي صلى الله عليه وسلم، ولا يمكن أن تحمل على ظاهرها، وأكثرها تتطلب التأويل، ولفظ ( ابن مريم ) الوارد في الحديث إنما هو اسم وصفي أُطلق على رجل تقي مؤمن، كما استعمل اسم ( امرأة فرعون ) و( مريم بنت عمران ) وصفا لكل مؤمن في القرآن المجيد ) .
أقول: إنني لا أرى أن اجتراء هؤلاء على افتراء الكذب على الله أمرا غريبا؛ فالشيء من معدنه لا يُستغرب، وإنما العجب من عقول القطعان الجاهلة التي أسلست قيادها لهؤلاء الضالين، وتلقت هذا الإفك بالقبول، وصدق الله: ( ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا ) .
إن مجرد نقل هذا الكلام كاف في إفساده.
لو سُلم جدلا أن أكثر الأحاديث الواردة في هذا الموضوع إنما هي كشوف ورؤى؛ أليست رؤى الأنبياء وحي؟ أو أنهم لا يؤمنون بذلك؟! وماذا عن القليل - الذي هو سوى الأكثر - ما حاله عندهم؟
وإذا كان أكثر الأحاديث يتطلب التأويل، فكيف سيصنعون بأقلها؟
لقد اتضح لأهل الإيمان أن النصوص الشرعية أصبحت نهبا عند هؤلاء النوكى؛ فيحورون ويؤولون، ويصرفون ويبدلون كما يشاؤون؛ فابن مريم في الحديث ليس النبي المعروف، وامرأة فرعون ومريم بنت عمران وصف لكل مؤمن !
وعلى هذه القاعدة التي يُصرف بها عن معناه كل ما لا يوافق الأهواء يمكن أن يقال: إن النصوص الواردة في الصلاة ليس المقصود بها الصلاة المعروفة وإنما شيء آخر، وكذا نصوص الزكاة والصوم، أما الحج فليس على ظاهره، ونصوص المعاد لا يراد بها حقيقتها، بل النبي محمد صلى الله عليه وسلم لا يُراد بكل النصوص التي ورد فيها ذكر اسمه ذاته الشريفة، وإنما يراد ببعضها رجل صالح من أمته ! .. وهكذا أصبح الإسلام وأدلته ألعوبة بأيدي القاديانية الأحمدية، فقاتلهم الله أنى يؤفكون .

ثم جاء في خلاصة تلك الرسالة المتهافتة ص6: ) فالمراد من نزول عيسى بن مريم بعثة رجل آخر من أمة المصطفى صلى الله عليه وسلم يشبه عيسى بن مريم في صفاته وأعماله وحالاته، وقد ظهر هذا الموعود في قاديان الهند باسم ميرزا غلام أحمد إماما مهديا، وجعله الله مثيل المسيح عيسى بن مريم عليه السلام، فكان هو المسيح الموعود والإمام المهدي للأمة المحمدية ... ) إلى آخر ذاك الهراء .
ولا أظن أني بحاجة إلى رد هذا الكلام الساقط، وقد بين كثير من العلماء كذب هذا الأفاك الأثيم في دعواه، وكذب أتباعه من بعده، ومن تلك المؤلفات الحسنة كتاب: القاديانية للشيخ إحسان إلهي ظهير رحمه الله .
لكني سأذكر باختصار لمن هو مرتاب في أمره: لقد أخبر الصادق المصدوق صلى الله علي وسلم بأوصاف عيسى عليه السلام عند نزوله، فهل انطبق منها حرف واحد على كذاب قاديان؟ هل نزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين ملَكين؟ هل مات كل كافر وَجد ريح نَفَسه؟ هل قتل الدجال؟ هل كسر الصليب؟ هل كان حاكما عادلا؟ هل قتل الخنزير؟ هل جمع الناس على دين واحد هو دين الإسلام؟ هل كثر المال في عهده؟ هل وقعت الأمنة في الأرض؟ هل حج بعد نزوله؟ هل هل ... أسئلة كثيرة أطرحها لمن كان فيه أدنى مسكة من عقل أو جذوة من إيمان.

وإلى هنا انتهى ما أردت التعليق عليه باختصار، وإن كان التتبع التام لما في الرسالة يحتاج إلى بسط أكثر، ولعل في هذه العجالة ما تحصل به الكفاية.

اللهم إنا نسألك الهداية والسداد، والثبات في الأمر، وأن تنور بصائرنا وتشرح صدورنا، كما نسألك أن تعجل بهلاك أعداء الدين، الضالين المضلين، وتريح المسلمين من شرهم، وأن تجعل دائرة السوء عليهم، إنك على كل شيء قدير، وإني ربي على صراط المستقيم.
والحمد لله رب العالمين .

وكتبه
أبو محمد صالح بن عبد العزيز السندي
المحاضر بقسم العقيدة بالجامعة الإسلامية
بالمدينة النبوية
[/align]
http://saaid.net/Minute/20.htm







آخر تعديل المحامي عارف الشعَّال يوم 03-11-2009 في 07:53 PM.
رد مع اقتباس
قديم 20-12-2006, 11:01 AM رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
ماهر المعاني
عضو مساهم

الصورة الرمزية ماهر المعاني

إحصائية العضو







آخر مواضيعي


ماهر المعاني غير متواجد حالياً


افتراضي سامحك الله أخي حازم

لا حول ولا قوة الأ بالله
الى متى سيبقى المسلمين متمسكين بهذه العقائد التي ثبت من القرآن والأحاديث الشريفة
بطلانها
سبحان الله اي حديث يخالف رأيهم إما أن يضعفوه او يكذبوه وليس دأبهم الى السب والشتم والتكفير
لا أدري أكان كل هذا السباب من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ماعاذ الله
اشهد ان لا اله الا الله وأن محمد رسول الله
إن الذي تعمى بصيرته عن رؤية الحق ويتمسك برأيه بتقليد أعمى (هذا ما وجدنا عليه آباءنا الأولين)
ويتعنت ولا يعمل عقله في فهم القرآن لهو في ضلال مبين
وندعوا الله لهم بالهداية ورؤية الحق عسى ان يجعل الله لهم من أمرهم مرفقا
يشاهدون بأم أعينهم حال المسلمين من ضعف ووهن وتكالب للأمم عليهم ويكابرون انهم على الحق وأن أي رأي يخالف رأيهم هو كذب ودجل الم يقرءوا قول الله تعالى {ولن يجد الكافرون على المؤمنين سبيلا} فمادمنا مسلمين حقا ومؤمنين بالله ومطبقين للشريعة فلماذا يجد الكافرون علينا الف الف سبيل ويحتلون بلادنا ويشردون أطفالنا ويسبون نساءنا ويسرقون ثرواتنا؟؟؟؟!!!!
اني لا أتحدث في مشاركاتي الى أناس عمي البصيرة يقولون يجب أن لا ندخل العقل في فهم ديننا
ولا أكترث لقول كهذا بل حسبي كلام ربي جل وعلا أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها
لعلكم تعقلون أفلا تتفكرون فالعقل هبة من الله وإلغاؤه والتقليد الأعمى هو الضلال بعينه
ولو كان غالبية المسلمين كما أخبر حضرة الأخ العزيز حازم يكفرون وينكرون الحق الواضح وضوح الشمس فليس ذلك الا تحقيقا لكلام الله تعالى ولو إتبعت أكثر أهل الأرض لأضلوك السبيل فالإيما ن الحق ليس بالأكثرية وإن أكثر الناس عن الحق معرضون وكذلك حديث الرسول صلى الله عيه وسلم وأرجوا أن لا يكذبه أخي حازم أو يضعفه!!!!! ......وتفرق أمتي على بضع وسبعون شعبة واحدة في الجنة والباقي في النار
اي ان أكثرية طوائف المسلمين في هذا الزمن إبتعدوا عن الإسلام الحقيقي وإتبعوا التقاليد والعادات فكما يأمرهم شيخهم أو سيدهم أو مفتيهم يعملون ويتركون كتاب الله وسنة نبيهم
الم يقرأ أخي المحترم حازم قول الرسول صلى الله عيه وسلم
سيأتي زمان على أمتي لن يبقى فيه من الإسلام الا إسمه ومن القرءان إلا رسمه جوامعهم عامرة وهي خراب من الهدى علماؤهم شر من تحت أديم السماء منهم تخرج الفتنة وفيهم تعود و
الحديث الذي أخبر فيه رسولنا الكريم صلى الله عيه وسلم تكالب عليكم الأمم كما تكالب الأكلة على قصعتها قيل ام قلة يومئذ ٍ يارسول الله قال لا ولكنكم غثاء كغثاء السيل وهذه حالة الامة الإسلامية في هذه الأيام
يا أخي لا تكفر دون علم هل قرأت كتابا واحدا لهذه الجماعة الا تعلم حديث الرسول صلى الله عليه وسلم من كفر مسلما فقد كفر
ألا تقراقول الله تعالى يا أيه الذين آمنوا إذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ......
فتبين يرعاك الله ويهديك قربه ورحمته ان اي عاقل مؤمن بالله ما عليه إذا كان فعلا يحب الله ورسوله ويدعي انه مستعد للجهاد في سبيله الا ان يقوم ببحث جاد وتخصيص وقت لا بأس به ليدرس ويتحقق من ما تطرحه الجماعة الإسلامية الأحمدية اليس من الممكن ولو بنسبة قليلة
ان يكونوا على حق فهل من مجاهد يتقي الله ويقرا ام إنطبق على مثقفي هذه الأمة التقليد الأعمى وإنطبق عليهم الحديث { لتتبعن سنن من قبلكم حذو النعل بالنعل.......}
أرجوا من الله تعالى ان يبدأ كل مخلص مؤمن بالله ورسوله بالإطلاع ويعمل عقله ويترك دعوى من يقول لا تقرأوا لهم ولا تستمعوا لحديثهم ولنكن مثال المؤمنين الصادقين
وإني على ثقة تامة ان من يعمل فطرته السليمة وعقله الواعي ويتخلص من الجمود والتقليد سيصل إنشاء الله تعالى للحق قال رسول الله صلى الله عيه وسلم الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها التقطها
وعنوان الجماعة الإسلامية الإحمدة هوwww.islamahmadiyya.net
وفي الموقع وهو باللغة العربية بيان كامل عن جميع مفاهيم وعقائد الجماعة الإسلامية الأحمدية من كتب ومقالات ومقاطع فيديوا وغيره
ونسأل الله العلي القدير ان يجلب لهذه الأمة الإسلامية الخير ويهديها الصلاح والتقوى والحمد لله رب العالمين على نعمة الإسلام والسلا م على من إتبع الهدى







التوقيع

بسم الله الرحمن الرحيم
وعد الله الذين آمنو منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما إستخلف الذين من قبلهم

رد مع اقتباس
قديم 20-12-2006, 11:15 AM رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
ماهر المعاني
عضو مساهم

الصورة الرمزية ماهر المعاني

إحصائية العضو







آخر مواضيعي


ماهر المعاني غير متواجد حالياً


افتراضي الى الاخ العزيز سلطان

طيعا كلامك صحيح ان صلب المسيح في الرآن واضح وضوح الشمس ولكن يجبان لا يخالف المفهوم الدارج الذي سوق له بعض المسلمين غما دون قصد لجهل أو لكي يعينوا النصارى في إثبات ان المسيح ليس ببشر بل هو يتمتع بصفات مميزه ويشترك من الله تعالى في الخلق والخلود وإحياء الموتى
ما عن يخلق لكم من الطين كهيأة الطير فتعني ان اتباع المسيح عليه السلام كالطين اي الإنسان ذا الخلق اللين كالطين فينفخ المسيح فيهم تعاليم الدين الحق ويصبحون محلقين في السماء الروحانية كالطيور المحلقة في السماء
اما عن بقاء الميح حيا في السماء فلا أحد من البشر يشترك مع الله بصفة الخلول {قل لله الخلد}
اما عن إحياء الموتى فهو أحياء موتى الروح الا نقرأ في القرءن الكريم{ إستجيبوا لله ورسوله إذا دعاكم لما يحيكم} إستغفروا الله ايه المسلمون على هذا الإشراك وتوبوا الى الله يغفر لكم
اما عن قبر المسيح في الهند فإعلموا ان أول من يهمه إخفاء الحقيقة عن هم النصارى أنفسهم
فعقيدنهم مبنية على صعود عيسى عليه السلام للسماء فكيف يعترفون بموته ونسأل الله الهداية
والقول السديد وهو الناصر والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته أدعو جميع الأخوة المثقفين الى متابعة والمشاركة في برنامج الحوار المباشر على القناة الإسلامية الأحمدية على الهوت بيرد mtaالساعة الثامنة والنصف مساء الخميس والجمعة والسبت والله ولي التوفيق







التوقيع

بسم الله الرحمن الرحيم
وعد الله الذين آمنو منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما إستخلف الذين من قبلهم

رد مع اقتباس
قديم 20-12-2006, 04:08 PM رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
المحامي حازم زهور عدي
عضو أساسي ركن
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


المحامي حازم زهور عدي غير متواجد حالياً


افتراضي

لو قرأ السيد صاحب المقال ردي قراءة سريعة لرأى أن الرد منسوب إلى
أبو محمد صالح بن عبد العزيز السندي
المحاضر بقسم العقيدة بالجامعة الإسلامية
بالمدينة النبوية
http://saaid.net/Minute/20.htm
و إني أشير أن أبو محمد صالح بن عبد العزيز السندي قد رد على كل النقاط التي أوردها صاحب المقال و لم يرد صاحب المقال على ذلك و إنما اكتفى بالقول
اقتباس:
ولو كان غالبية المسلمين كما أخبر حضرة الأخ العزيز حازم يكفرون وينكرون الحق الواضح وضوح الشمس فليس ذلك الا تحقيقا لكلام الله تعالى ولو إتبعت أكثر أهل الأرض لأضلوك السبيل فالإيما ن الحق ليس بالأكثرية وإن أكثر الناس عن الحق معرضون وكذلك حديث الرسول صلى الله عيه وسلم وأرجوا أن لا يكذبه أخي حازم أو يضعفه!!!!! ......وتفرق أمتي على بضع وسبعون شعبة واحدة في الجنة والباقي في النار

اقتباس:
...............
الم يقرأ أخي المحترم حازم قول الرسول صلى الله عيه وسلم
سيأتي زمان على أمتي لن يبقى فيه من الإسلام الا إسمه ومن القرءان إلا رسمه جوامعهم عامرة وهي خراب من الهدى علماؤهم شر من تحت أديم السماء منهم تخرج الفتنة وفيهم تعود و
الحديث الذي أخبر فيه رسولنا الكريم صلى الله عيه وسلم تكالب عليكم الأمم كما تكالب الأكلة على قصعتها قيل ام قلة يومئذ ٍ يارسول الله قال لا ولكنكم غثاء كغثاء السيل وهذه حالة الامة الإسلامية في هذه الأيام
يا أخي لا تكفر دون علم هل قرأت كتابا واحدا لهذه الجماعة الا تعلم حديث الرسول صلى الله عليه وسلم من كفر مسلما فقد كفر
ألا تقراقول الله تعالى يا أيه الذين آمنوا إذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ......




و أقول ردا على ذلك ورد في كتاب الله العزيز في سورة البقرة
بسم الله الرحمن الرحيم
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ{6} خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ{7} وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ{8} يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ{9} فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ{10} وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ{11} أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ{12} وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُواْ أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء وَلَـكِن لاَّ يَعْلَمُونَ{13} وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ{14}







آخر تعديل المحامي عارف الشعَّال يوم 03-11-2009 في 07:51 PM.
رد مع اقتباس
قديم 20-12-2006, 08:13 PM رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
ماهر المعاني
عضو مساهم

الصورة الرمزية ماهر المعاني

إحصائية العضو







آخر مواضيعي


ماهر المعاني غير متواجد حالياً


افتراضي

سبحان الله دائما يهربون من النقاش الجاد
أن الذين كفروا الجماعة الإسلامية الأحمدية تشهد ان لا اله الا الله وأن محمد رسول الله وتؤمن باله والملاءكة الكتب والرسل والقضاء والقدر يره وشره فهل يتحمل الأخ العزيز حازم زمن يناصره من المكفرين وزر تكفير إنسان يؤمن باله ورسوله بل ويؤمن بأحاديث الرسول ولا يترك ما لم يفهمه منها هروبا من الحقيقه نحن من ننذركم يا أخي الى قدوم المسيح الموعود عليه السلام وانتمن مهن تقولون لا تناقشوهم ولا تستمعوا لأقوالهم فالمؤمن الحق من يؤمن بجميع ما جاء به الرسول الكريم صلى الله عيه وسلم يا أخي الا تعتقد ان الزمان يدعوا مصلحا تفكر ولا تكن من الذي على قلوبهم غشاوة وبدلا من الإفتراء إقرأ ولو كتاب واحدا من موقع الجماعة
التي تبشر بالإسلام في جميع أنحاء العالم من أوربا وافريقيا وأمريكا فقد كان وقت طلوع الشمس من مغربها فإفتح عينك وأنظر من الذي يرد على أباطيل النصارى ويفند أدعاء البابا بأن الأسلام خلي من العقل تفكر هداك الله سأرد عليك فيما بعد فوقتي ضيق عسى أن يهدينا ربنا من أمرنا رشدا والسلام عليكم ورمحمة الله وبركاته







التوقيع

بسم الله الرحمن الرحيم
وعد الله الذين آمنو منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما إستخلف الذين من قبلهم

رد مع اقتباس
قديم 23-12-2006, 12:35 PM رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
ماهر المعاني
عضو مساهم

الصورة الرمزية ماهر المعاني

إحصائية العضو







آخر مواضيعي


ماهر المعاني غير متواجد حالياً


افتراضي

بسم الله الرحم الرحيم
الرد المفصل ما بين قوسين لكل النقاط
الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين (كان على الكاتب الجليل بدلا من ان يشن العدوان على المسلمين الاحمدين ان يقتدي بسنة الرسول صلى الله عيه وسلم بعدما آذاه أهل الطائف أشد الأذى {الهم إدي قومي فإنهم لا يعلمون ...} فهل شن العدوان سير على نهج آل الرسول صلى الله عليه وسلم وصحبه الطيبين، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ولي الصالحين، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله إمام المتقين، وعلى آله وصحبه الطيبين، ومن سار على نهجهم إلى يوم الدين ، أما بعد :
فقد ابتليت (يسمي الدفاع عن الإسلام إبتلاء!!؟؟)بالاطلاع على رسالة صغيرة الحجم عظيمة الضرر عنوانها : ( وفاة المسيح بن مريم والمراد من نزوله ) ، وعلى غلافها صورة مزعومة (يقدم النتيجة قبل تبيان الدليل)لقبر عيسى عليه السلام في سري نغر بكشمير الهند ، من نشر الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية (وقد صدق في ذلك إذ ان الجماعة الإسلامية الأحمديةالعالمية تنتشر في أكثر من 150 دولة في العالم ويربوا عدد المسلمين الاحمديين الى ما يزيد عن 100 مليون مسلم أحمدي في جميع قارات العالم ولهم آلاف المساجد التي بنيت من تبرعات أفراد الجماعه) القاديانية
والحق أنه لم يكن بي حاجة إلى الرد على شيء من مؤلفات هذه الفرقة (اي لا يهمه الدفاع عن الإسلام فهو متمسك بأفكاره سلفا) المارقة (كالعادة السب هو طرقتهم وخلقهم)لانكشاف أمرها، وسقوط شبهها (لو أن أمرها مكشوف على جميع اصحاب العقول والفطرة السليمة والحب الخالص لله تعالى لما بقي أحد يستمع الى سبابك وإستفتاحك وإتهاماتك بغير حجة أو دليل ) لولا أن كتبها ورسائلها تنتشر في بعض البلاد،(أخطأت تنتشر في شتى بقاع العالم ويدخل بسببها أمم في الأسلام من أفريقيا واوروبا ) ويخشى (ما شاء الله كم هو خائف على تأثر الناس بها وحريص على الدفاع عن الإسلام)أن يتأثر بها أحدٌ ممن ضعفت صلتهم بالعلم الشرعي. (انتم تدعون ان علماؤكم فقط هم ممن لديهم العلم الشرعي وتكفرون أغلب المسلمين فمن يا هل ترى الذين لهم صلة بالعلم الشرعي بنظركم)
وقد رغب بعض الأحبة في إجراء القلم ببيان ضلالهم وإفكهم في هذه الرسالة .(أنظروا التكبر هو ليست لديه الغيرة للدفاع علن الإسلام بل لأن بعض الأحبة ولا أدري من هؤلاء الأحبة الذين يزعم رغب في الدفاع عن الحق وتبان الدلائل على ما يدعي الاحمديون)
فاستعنت بالله تعالى على ذلك، وهو المسئول أن يرفع منار الحق وينصر أهله وأن ينكس أعلام أهل الضلال ويخمد نيرانهم ويقي المسلمين شرهم . (هذه صدقت بها وندعوا الله معك فيها وهو أحكم الحاكمين)

وقبل افتتاح الرد يجدر التنبيه على أن هذه الفرقة الأحمدية ( القاديانية ) فرقة ضالة كافرة (يفتتح الكاتب هداه الله رده القيم بمقدمة تكفيرية لتهيئة القراء نفسيا بأن اي طرح يقدمة الأحمديين غير صحيح سلفاما كونها فرقة ضالة كافرة على حد زعمه )بإجماع علماء المسلمين، وقد صدرت بذلك فتاوى متعددة من عدد من المجامع والهيئات الشرعية في العالم الإسلامي، ومنها : المجمع الفقهي التابع لرابطة العالم الإسلامي، ومجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي، وهيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية، هذا عدا ما صدر من فتاوى علماء مصر والشام والمغرب والهند وغيرها .(اي هو يقول على ان الحكم على إيمان الناس هومن إختصاص البشر وليس الله تعالى الذي يعلم ما تخفي الصدور وهو احكم الحاكمين وهو مالك يوم الدين اليس له عبرة من ان ما من نبي الا وكفر هو واتباعه فهي سنة الله دائما والله وحده الذي يحكم على إيمان الناس الا يقرأ الكاتب الفاضل القرءان ويرى ان الله هو الذي يحكم بين الناس)
وإذا كان الأمر كذلك فإن من الواجب عدم الالتفات إلى شيء من مؤلفاتهم أو الاشتغال بها (أنظروا حالة الذعر والعجز التي ترتابه كي لا يسمع الناس الى لكلامه ولا يقرءوا الا له ولامثاله من التكفيريين )، بل الواجب إتلافها والتحذير منها ومن أهلها(ولكن الحمد لله الله معين هذه الجماعة المباركة ومؤلفاتها تدخل بعون الله كل البيوت بكل يسر عبر موقع الجماعة الإسلامية الأحمدية وهوwww.islamahmadiyya.net ؛) حماية لحياض الدين ، وقياما بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.(يقصد الكاتب حفاظا على التقاليد والعادات والأفهام الموروثة التقليدية دون إعمال العقل والفهم الصحيح لكلام الله ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم

تمهيد :
إن مما يسعى إليه الأحمدية جهدهم إثبات أن النبي الكريم عيسى عليه الصلاة والسلام قد مات، (وهذا يظهر من الفهم الصحيص للآيات الدالة على وفاة المسيح عليه السلام من القرآن والدلائل من الحديث وهي أكثر من ثلاثين آية تدل صراحة على وفاة المسيح )ولهم في ذلك غرض سيء(بل غرض سامي ونبيل وهو إثبات ان المسيح هو رول صادق وبشر كسائر الرسل وليس إلاها كما يدعى النصارى ذلك)؛ وهو أنه إذا تم إيهام(عفوا الإقناع بذلك لأن لا وهم في كلام الله ورسوله) ذلك فإنه سيسهل عليهم ادعاء أن الأحاديث التي وردت بنزوله عليه السلام المقصود بها بعثة المتنبىء القادياني الكذاب(هل السب خلق من أخلاق الإسلام وحتى على غير المسلمين فما بالك بالسب على المسلمين ومن ينعته الكاتب الخلوق!!؟؟بالكذاب لهو المهدي عليه السلام شاء المنكرون أم أبو وإن صدقه ليظهر في العالم يوم بعد يوم وجماعته لتظهر على الحق دائما فمن غيرهم رد على القمص زكريا بطرس وعلى إفتراءاته على الرسول الكريم وعلى الإسلام في برنامج أجوبة على الإيمان التي ألقاها العلامة الإسلامي الباحثالإستاذ مصطفى ثابت وهو أحد افراد الجماعة الإسلامية الأحمدية،وكذلك خطاب البابا بيندكس الذي ردت عليه الجماعة وغيره من الدفاع الحق عن الإسلام ضد المعارضين) كما أن المهدي المنتظر إنما هو عيسى بن مريم، فيتحصل من هذا وذاك أن القادياني هو عيسى بن مريم والمهدي المنتظر أيضاً .(الصواب هو مسيح في الأمة المحمدية كما بعث الله عيسى بي مريم مسيح للأمة اليهودية)
وقد صرحت الرسالة المشار إليها بذلك إذ جاء فيها ص6: ( فالمراد من نزول عيسى بن مريم بعثة رجل آخر من أمة المصطفى صلى الله عليه وسلم يشبه عيسى بن مريم في صفاته وأعماله وحالاته، وقد ظهر هذا الموعود في قاديان الهند باسم: ميرزا غلام أحمد ... إماماً مهدياً وجعله الله مثيل المسيح عيسى بن مريم عليه السلام ، فكان هو المسيح الموعود والإمام المهدي للأمة المحمدية الذي وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ببعثته قائلا: ( لا مهدي إلا عيسى ) ابن ماجه، كتاب الفتن ) اهـ .
قلت: إن من الضلال البيِّن والخطأ الواضح اعتقاد أن عيسى عليه السلام هو المهدي المنتظر، (ذلك قولك انت أما قول الرسول صلى الله عليه وسلم اعلى شأنا وأولى بالإتباع والأحاديث في هذا الخصوص كثيرة ليس فقط حديث واحد )والحديث المذكور لا يصح، بل هو حديث منكر، حكم بنكارته جمع من الأئمة، منهم النسائي والذهبي والألباني، وضعفه الحاكم والبيهقي والقرطبي وابن تيمية، بل حكم بوضعه الصغاني. انظر: منهاج السنة 8/256، والصواعق المحرقة للهيتمي 2/476، والسلسلة الضعيفة (77) (عادتهم دائما إذا عجزوا عن مناقشة حديث ورد عن الرسول صلى الله عيه وسلم إما ضعفوه أو كذبوه)
ويحسن قبل مناقشة القاديانية في هذا الموضوع التقديم بذكر شيء من عقيدة المسلمين قاطبة فيما يتعلق برفع عيسى عليه السلام ونزوله .
فأقول : يعتقد المسلمون بما تضمنته الآيات والأحاديث المتواترة بأن المسيح عيسى عليه السلام رفعه الله تعالى إلى السماء(يا عيسى إني متوفيك ورافعك الى. فهل الله في السماء ام هم في كل مكان الا يقرءون ونحن أقرب اليه من حبل الوريد اليس من أسماء الله الحسنى المحيط؟؟)، وأنه باقٍ حياً فيها إلى قرب قيام الساعة،(الا يعرفون ان الخلد لله وحده) إذ سينزل(كلمة النزول في الحديث تعني الحلول كما نقول نزلت ضيفا عند فلان وهي بلاغة الأولى بالقرآن ان يأتي بها ) إلى الأرض فيقتل الدجال (اي يبطل عقيده المسيحيين واليهود بالحجة الإسلامية من القرءان نذكر هنا حديث الرسول صلى الله عليه وسلم :إذا ظهر فيكم الدجال وأنا بينكم فأنا حجيجه دونكم وإذا ظهر فيكم وأنا لست بينكم فامرؤ حجيج نفسه كقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إقرءوا فواتح صورة الكهف تقيكم فتنة المسيح الدجال وتنبه السورة من الذين إتخذوا لله ولدا وهم اليهود والنصارى فهم قوم الدجال الذي قال عنه الرسول صلى الله عيه وسلم تقاتلون الدجال انتم شرقي النهر وهم غربية فكلمة هم تعني قوم النصاري واليهود الذين نقاتلهم شرقي نهر الأردن)ويكسر الصليب ويقتل الخنزير، ويحكم بالشريعة المحمدية، ثم يموت – عليه السلام – كسائر البشر .(إنظروا التناقض يقول ثم يموت كسائر البشر وهل أحد من الشر صعد الى السماء بجسده العنصري اي بعدما خالف سنة الله يعود ليكون بشر عادي)
وممن نقل الإجماع على ذلك ابن عطية رحمه الله (ت542هـ) إذ قال في تفسيره المحرر الوجيز3/143: ( أجمعت الأمة على ما تضمنه الحديث المتواتر من أن عيسى في السماء حي، وأنه سينزل في آخر الزمان فيقتل الخنزير ويكسر الصليب ويقتل الدجال ويفيض العدل وتظهر به الملة – ملة محمد صلى الله عليه وسلم – ويحج البيت ويبقى في الأرض أربعا وعشرين سنة وقيل أربعين سنة ).
ويقول السفاريني (ت 1188هـ) في كتابه لوامع الأنوار 2/94-95 : ( فقد أجمعت الأمة على نزوله، ولم يخالف فيه أحد من أهل الشريعة، وإنما أنكر ذلك الفلاسفة والملاحدة ممن لا يعتد بخلافه، وقد انعقد إجماع الأمة على أنه ينزل ويحكم بهذه الشريعة المحمدية، وليس ينزل بشريعة مستقلة عند نزوله من السماء ).
ويقول العظيم أبادي في كتابه عون المعبود 11/457 : ( تواترت الأخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم في نزول عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم من السماء بجسده العنصري إلى الأرض عند قرب الساعة، وهذا هو مذهب أهل السنة والجماعة ) .(ولكنه ليس كلام الله بل فهمهم فقط)
وكلام أهل العلم في هذا مستفيض، ولولا خشية الإطالة ورغبتي أن تكون هذه الرسالة وجيزة المحتوى لحشدت من تلك النقولات الشيء الكثير .
ويراجع للأهمية كتابا: التوضيح في تواتر ما جاء في المهدي المنتظر والدجال والمسيح للشوكاني، و: التصريح بما تواتر في نزول المسيح، لمحمد أنور شاه الكشميري . (ولفهم الحقيقة نرجوا الرجوه الى موقع الجماعة لفهم الموضوع بكل شفافية ووضوح دون تكلف أو تدخل في آيات الله وأحاديث الرسول الصحيحة فالكتب في الموقع في أرشيف الكتبة وهناك مقاطع فيديوا تشرح الأمر بكل سلاسة وواقعية وعقل فأدعوا جميع المسلمين المخلصين لله ورسوله والمدافعين عن الإسلام الى زيارة الموقعوهوwww.islamahmadiyya.net)

أما عن إفك القاديانية في هذه الرسالة؛ فإن خلاصتها: مقدمتان ونتيجة.
أما المقدمة الأولى: فهي أن عيسى عليه السلام قد مات، وأن رفعه بجسده حياً خرافةً لا حقيقة لها.
وأما المقدمة الثانية: فهي أن الأحاديث الواردة في نزوله عليه السلام ليست على ظاهرها، بل هي مؤولة.
أما النتيجة: فهي أن المراد من نزوله: خروج مثيله وشبيهه، وذلك هو ميرزا غلام أحمد القادياني.
وقد حشدوا لكلا المقدمتين جملة من الشبه التي يكفي أدنى تأمل فيها في كشف زيفها وبطلانها. (أخطأت أيه العزيز ان أي إستماع واع لهذه الأفكار كاف لفهم الحقيقة التي يخاف منها أمثالك من علماء هذه الأمة التي ذكرهم الرسول الكريم في حديه الشريف )
وسوف أعرض – بحول الله – بإيجاز شديد لما تضمنته تلك الرسالة من ضلال وتلبيس(انتضر قليلا وإترك للقراء الحكم على الأدله ولا تتدخل في آرائهم قبل أن يقرءوا)، وعلى الله التكلان .

الرد التفصيلي

جاء في الرسالة ص1: ( إن سنة الله العامة الشاملة لجميع بني آدم أن يعيشوا في الأرض، فكيف خرج عيسى بن مريم من هذه السنة المستمرة كما يزعم البعض ).
والجواب: إن الذي شاء هذه السنة وأوجدها قادرٌ على أن يستثنى منها من شاء، ولا معقب لحكمه ولا راد لقضائه. (قال تعالى ولن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا فالله عندما يضع سنة لا يخرقها ولكن الإتسان قد يعتقد لعدم فهمه لسنن الله كلها الذي مازال منذ بدأ وعيه يحاول إدراكها ودراستها يعتقد ان لا تفسير علمي لها وهذا خطأ فادح)
وهل بقاء عيسى عليه السلام حيا في السماء بأعجب من ولادته من أم بلا أب(أثبت العلم الحديث في دراسات متعدده انه يمكن حدوث تلقيح ذاتي للبويضة في رحم المرأة دون الإتصال الجنسي مع الذكر وذلك يتم بأن يتزامن نوع من الإلتهابات الناتجة عن زيادة إفراز الكلس في الرحم مما يؤدي الى إنفجار كيس الإلتهاب وتلقيح البويضة بالكروموزومات ال23 المتبقية لتلقيح البويضة فمادة الإلتهاب تحتوي على هرمونات ذكرية تخصب البويضة وهو حقا سنة نادرة الحدةث وهناك الكثي من الحالات حول العالم ولدي الملف العلمي في هذا البحث أرجو من المهتمين طلبه مني)؟ أليس في هذا مخالفة للسنة الكونية كما تزعمون(لا ليس فيه اية مخالفه ياسيدي العالم)؟ وكل جواب تجيبون به على هذا الإيراد هو جوابنا عليكم في قولكم .(تنميق للكلام ليس له معنى)

جاء في الرسالة ص1-2 : الاستدلال بقوله تعالى وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل ) على أن جميع الأنبياء قد توفوا؛ باعتبار أن معنى (خلا): مات، وأن أبا بكر رضي الله عنه استدل بهذه الآية على موت نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لأن جميع الأنبياء قبله قد ماتوا , وأجمع الصحابة على موته وعلى موت جميع الأنبياء قبله .
والجواب: لو سُلِّم بأن معنى (خلا) في الآية : مات، فقد دلت الأدلة على تخصيص عيسى عليه السلام من هذا الحكم، بمعنى أنهم قد ماتوا إلا عيسى عليه السلام، والتخصيص بدليل منفصل مقبول عند أهل العلم، خاصة وأن كلمة الرسل في هذا السياق ليست نصاً في العموم، هذا إن كانوا يفهمون معنى العموم أو التخصيص. (ما شاء الله الاتفهم من أن الميح قد بعث قبل الرسول صلى الله عيه وسلم فكيف تستثنيه من الموث بهذا الإسلوب اللغوي الخاطئ فقط لعدم علم أكثرية الناس بقواعد اللغة العربية الصحيحة الصواب ان عيسى ابن مريم رسول قد خلت من قبلة الرسل اي ماتت وكذلك هو ميت وكذلك الرسول الكريم الرسل قبلة ماتوا بما فيهم علسى عليه السلام وهو ايضا سيموت جسدا فهي سنة الله فلا تعينوا النصارى على الإسلام)
ثم من نقل إجماع الصحابة على موت جميع الأنبياء بمن فيهم عيسى عليه السلام؟(وهذا هو الصواب مثال ما قاله إبن عباس من متوفيك اي مميتك فلماذا لا يعرض ما عرضتة الجماعة من حجج فقط كيلا يقرأها النس ويفهموها إنظروا التلبيس والإخفاء وعدم الأمانه في النقل ) وهل هذا إلا محض الافتراء والكذب؟ (اكلام علماء المسلمين من السلف الصالح إفتراء وكذب سامحك الله وهداك الى الحق

جاء في الرسالة ص1: ( وأما القول بأن عيسى بن مريم عليه السلام رُفع إلى السماء حياً، وجلس عن يمين الله، وسينزل من السماء بجسده المادي في آخر الزمان مع الملائكة بكل قوة ويغلب الناس فهو في الحقيقة تصور باطل مأخوذ من عقيدة النصارى وليس بثابت من القرآن الكريم ) .
والجواب: إن القول برفع عيسى عليه السلام حيا ونزوله من السماء بجسده في آخر الزمان حقٌ نطق به القرآن والسنة،(خطا نطق به تفسير بعض من أخطا وفهم الأمر على ظاهره) وسيأتي بيان ذلك فيما يأتي إن شاء الله .
وأما قولهم: وجلس عن يمين الله ... إلخ فهذا ليس من قول المسلمين، فلا يلزمون به .

جاء في الرسالة ص1 : ( ولقد أبطل الله هذه العقيدة في قوله عز وجل: ( ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنهم إليهم لا يرجعون ) أي الموتى لا يرجعون إلى هذه الدنيا أبدا، فكيف يرجع عيسى بن مريم خلافا لما قال الله؟).
والجواب: أولا: إن هذه الآية تخاطب الكفار بالاتعاظ بمن أهلك الله قبلهم من المكذبين للرسل كيف لم يكن لهم إلى الدنيا كرة ولا رجعة، هذا معنى الآية.
ثانيا: الآية تتحدث عن الموتى، والمسلمون يقولون إن عيسى عليه السلام حي لم يمت، فالدليل ليس في محل النزاع؛ فسقط الاستدلال.
ثالثا: أن الله تعالى إذا شاء إرجاع من مات إلى الحياة مرة أخرى فإنه يكون، ولا يعجزه شيء سبحانه. (ولكن الله قال في كتابه الكريم لقد سبق مني القول انهم اليها لا يرجعون)
ألم يسمع هؤلاء ما أخبر الله به في كتابه من إحياء عيسى عليه السلام الموتى(موتى القلوب وليس موتى الجسد قال تعالى إستجيبوا لله ولرسوله إذا دعاكم لما يحييكم) بإذن الله ( وأحيي الموتى بإذن الله ) ؟ بل أعظم من ذلك أنه كان يخلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله؟ أو أنهم لا يؤمنون بذلك؟ (نحن من نؤمن بصنع الطير من الطين ما هو إلا الإرتقاء بالناس من الحالة الطينة الدنيا أي النفس الأمارة الى النفس اللوامة فالنفس المطمئنة فتحلق في السماء الروحانية كالطير التي تحلق في سماء الدنيا بحرية)
وفي قصة البقرة في سورة البقرة: ( فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحيي الله الموتى ويريكم آياته لعلكم تعقلون )،(الإايات هنا عظيمة لمن تدركها عزيزي الكاتب فالآية تبدا بإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة... اراد الله إثبات صدق نبيه وإطلاعه على الغيب من أن اليهود أخذوا بعبادة البقرة بل وخصصوا بقرة معينة بالعبادة بأن وضعوها في بيت معين كي يعبدوها فقط دون ان يستخدموها لأعمال الزراعة والحراثة ولكن الله أراد ان يبين صدق نبيه ويكشف سترهم فأوحوى الى موسى عيه السلام بان قومك يعبدون البقرة فأمرهم ان يذبحوا بقرة دون تحديد لكي تزيل من نفوسهم التقديس والتأليه للبقر ولكنهم إستغربوا كيف عرف موسى بأمرهم وأخذوا يسألونه عن مواصفات البقرة وأن يسأل اله عنها حتى تم كشفهم بالكامل وكشف البقرة المخصصة للعبادة بالذات الصفراء الفاقع لونها وبعد ان ذبحوحا وما كانوا يريدون ذبحها فتبدأ آية أخرى وتعليم آخر وهو العقاب العادل على من يقترف الذنب فمن قتل يقتل ويعاقب بغض النظر عن مكانته وغناه أو فقره إذ تبدأ ب,إذ قتلتم نفسا فادارأتم فيها واللخه مخرج ماكنتم تكتمون فهم أرادوا لكون القاتل من الأغنياء والأشراف (كما هو الحال إذا إقترف أحد الأغنياء أو ذوي السلطة جريمة في هذه الأيام فيسارع أهله الى أخفاء الأمر أو تدبير الأمر بالرشاوي والنفوذ فأراد الله كشف تصحيص تصرفهم إذ قال تعلاى قلنا إضربوه ببعضها كذلك يحيى الله الموتي اي عاقبوه (المجرم ببع7ضها اي ببعض جرائمه لكي يحي الله سنة العقاب على المعتدي وبذلك يحيي قلوب الناس الميتة وضميرهم فيحاكموا الناس بالعدل) وقصة إبراهيم عليه السلام: ( وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى (هذه رؤيا الأنبياء ايه العالم الجليل الا تقرأ قول الله تعالى ما كان الله ليكلم الناس الا من وراء حجب ) الآيات، وغير ذلك كثير .
وهذا الجواب على سبيل التنزل في الجدال، وإلا فعيسى عليه السلام لم يمت كما تقرر آنفا .(عبارات جوفاء) وسأكمل لا حقا ان شاء الله تعالى
والحمد لله رب العالمين .







التوقيع

بسم الله الرحمن الرحيم
وعد الله الذين آمنو منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما إستخلف الذين من قبلهم

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قانون الاجراءات الجزائية الفلسطيني رقم (3) لسنة 2001م أحمد الزرابيلي قوانين دولة فلسطين 0 26-11-2009 12:32 AM
قانون أصول المحاكمات الجزائية اللبناني أحمد الزرابيلي قوانين الجمهورية اللبنانية 0 08-11-2009 08:33 PM
القيود الاحتياطية في السجل العقاري المحامي نضال الفشتكي رسائل المحامين المتمرنين 1 05-10-2009 12:30 AM
حقيقة الإسراء والمعراج ماهر المعاني حوار مفتوح 0 06-02-2007 03:02 PM
حقيقة مفهوم خاتم الأنبياء ماهر المعاني حوار مفتوح 17 26-12-2006 07:20 PM


الساعة الآن 02:04 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2023, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Nahel
يسمح بالاقتباس مع ذكر المصدر>>>جميع المواضيع والردود والتعليقات تعبر عن رأي كاتيبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى أو الموقع