عصر المصارف الإسلامية
ـ فرضت المصارف الإسلامية نفسها في السنوات الأخيرة على الساحة العالمية ودخلت إلى قاموس الصيرفة العالمية مصطلحات لم تكن موجودة من قبل مثل ( المرابحة و المضاربة والمشاركة والصكوك ) .
ـ وأساس عمل المصارف الإسلامية هو مبدأ الاستثمار والمشاركة في الربح والخسارة وهو مستمد من القاعدة الشرعية ( الغنم بالغرم ) وهو مبدأ عام يحكم معظم المعاملات والخدمات المصرفية الإسلامية وفيه يتحمل المصرف الإسلامي مخاطر التمويل والاستثمار مع الطرف الآخر بخلاف البنوك التقليدية ، وتعتبر المصارف الإسلامية نفسها شركات استثمارية وشريك مع مودعيها وليست مؤسسة للإقراض والاقتراض مثل البنوك التقليدية ويحكم السلوك الاستثماري للمصارف الإسلامية مجموعة من القواعد المستمدة من الشريعة الإسلامية أهمها غياب المعاملات المبنية على الفائدة وتجنب الأنشطة الاقتصادية التي تتضمن إنتاج سلعي أو خدماتي يتعارض مع الشريعة الإسلامية .
ـ ويعود تاريخ المصارف الإسلامية بشكلها الحالي إلى عام 1974 حيث تم تأسيس مصرف دبي الإسلامي من قبل القطاع الخاص وتأسيس مصرف التنمية الإسلامي من قبل القطاع الحكومي في الكويت .
ـ ويقدر عدد المؤسسات المالية الإسلامية في العالم بنحو /300/ مؤسسة تعمل في /47/دولة تنتشر في كافة أصقاع الأرض بإجمالي موجودات تزيد عن /300/ مليار دولار ومن المتوقع نمو هذه الموجودات إلى 1,85 تريليون دولار بحلول عام 2013 بنسبة نمو تزيد عن 20 % سنوياً وهي نسبة تفوق بكثير نسب النمو في البنوك التقليدية ، بالإضافة لنحو أكثر من /250/ بنك تقليدي يقدم خدمات إسلامية لعملائه .
ـ ويعزو المحللون هذا النمو المتسارع للمصارف الإسلامية وازدياد إقبال العالم عليها إلى عوامل مرتبطة بأسلوب عمل المصارف الإسلامية الاستثماري وتنوع خدماتها التي تزيد عن /20/ خدمة مصرفية متطورة مستمدة من الشريعة الإسلامية وتتميز في أغلبها عن الخدمات التي يقدمها البنك التقليدي .
ـ وفي إطار التوسع العالمي للمصارف الإسلامية عقد في اليابان في مطلع الشهر الأول من هذا العام مؤتمراً عن الصيرفة الإسلامية وأدواتها في سعي للاستفادة من الخدمات المالية التي تقدمها المصارف الإسلامية .
كما تم مؤخراً افتتاح مصرفين إسلاميين جديدين في ماليزيا ليصبح عدد المصارف الإسلامية فيها عشرة مصارف لها /1161/ فرعاً ، وكانت ماليزيا قد عرفت المصارف الإسلامية منذ عام 1983 مع العلم أن عدد المسلمين فيها لا يتجاوز 57% من عدد السكان وتبلغ نسبة المتعاملين مع المصارف الإسلامية الماليزية من غير المسلمين أكثر من 70% .
وفي ألمانيا أصدرت إحدى المدن الألمانية بالتعاون مع مصرف بيت التمويل الكويتي صكوك إجارة إسلامية بقيمة /100/ مليون يورو ، كما افتتح بنك HSBC العالمي فروعاً إسلامية بالإضافة لما كشفت عنه مؤسسة SAXONY-ANHALT العالمية عن رغبتها طرح منتجات إسلامية خارج العالم الإسلامي بالإضافة لإعلانها عن صكوك إسلامية بقيمة /155/ مليون يورو ، فيما أطلق ( داو جونز إسلاميك ماركت ) التركي أول سوق مالية إسلامية في تركيا عام 2005 .
ومن المعلوم أن أكثر من 70% من مالكي الصكوك الإسلامية هم من غير المسلمين .
وهكذا أصبحت المصارف الإسلامية أمراً واقعاً في الحياة المصرفية العالمية بعد أن شقت طريقها بصعوبة في بيئات مصرفية بعيدة في أسسها وقواعدها عن أحكام الشريعة الإسلامية ومع ذلك نجحت المصارف الإسلامية حسب بيانات صندوق النقد الدولي في أن تنتشر في ثلث دول العالم الأعضاء في صندوق النقد .
يتبع ...
حلب 8/3/2007
المحامي يوسف نيرباني[/font]