منتدى محامي سوريا

العودة   منتدى محامي سوريا > منتدى سوريا > سوريا يا حبيبتي

سوريا يا حبيبتي أخبار البلد وأهل البلد ويومياتهم وتجاربهم وحياتهم وكل ما يهم المواطن ببلدنا الحبيب.

إضافة رد
المشاهدات 29516 التعليقات 51
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-01-2011, 01:27 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
المحامي هلال حسين
عضو مميز جداً

الصورة الرمزية المحامي هلال حسين

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


المحامي هلال حسين غير متواجد حالياً


افتراضي كلمات السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد

بعد التحية
سأقوم من خلال هذا الموضوع بإدراج جميع كلمات السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد بالإضافة إلى المقابلات التلفزيونية والمؤتمرات الصحفية
لنبدأ

كلمة السيد الرئيس بشار الأسد في قمة الكويت الأقتصادية 19 - 1 - 2009
الأخوة القادة العرب،أيها السيدات والسادة، بداية، أتوجه بالشكر للكويت الشقيقة، حكومة وشعباً، لاستضافتها هذه القمة الاقتصادية الأولى من نوعها في الوطن العربي، وهي التي دأبت على الإسهام الجاد في توفير الإمكانات المادية والمعنوية لتدعيم العمل العربي المشترك، وأخص بالتحية والشكر أخي سمو الأمير صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت على ما بذله من جهود خلال الفترة الماضية من أجل انعقاد هذه القمة والتي تعكس تنامي الوعي الشعبي والرسمي بأهمية الحوار في الشأن الاقتصادي، بهدف تحقيق المزيد من التكامل والتنسيق بين أقطار الوطن العربي، لاسيما في ظل ما يشهده عالمنا الراهن من تحولات سريعة، وما يعانيه من أزمات يمكن لدولنا العربية أن تحقق فيه شيئاً من الفائدة من خلال تنسيق سياساتها وتوجهاتها الاقتصادية.
وجود الإرادة السياسية وتوفر الإدراك المشترك لأهمية التعاون الاقتصادي سيدفع بعجلة التفاعل والتكامل الاقتصادي إلى الأمام
ولاشك، أنه يحول دون تحقيق ذلك عقبات كثيرة، يأتي في مقدمتها ضعف الإرادة السياسية التي يتوقف عليها، قبل غيرها، مسألة تحديد الحدود المرغوبة أو الممكنة لهذا التنسيق. فإذا كان الاقتصاد يشكل رافعة للسياسة، والأساس المتين لتحقيق بنية أفضل للعمل العربي المشترك، فإن وجود الإرادة السياسية وتوفر الإدراك المشترك بين القيادات السياسية لأهمية التعاون الاقتصادي ، سيدفع بعجلة التفاعل والتكامل الاقتصادي إلى الأمام.
وإذا كان الترابط بين السياسة والاقتصاد هو من البديهيات، فإن الكلام في السياسة كثيراً ما يبقى في حدود القضايا السياسية، بينما من الصعب أن ينأى الشأن الاقتصادي بنفسه عن القضايا الأخرى التي تؤثر به، خاصة السياسة التي تنتج الأمن والاستقرار وتؤدي للتنمية أو العكس. ويزيد من هذا الترابط في وطننا العربي، أننا نعكس طبيعة علاقاتنا السياسية على العلاقات الاقتصادية بشكل مباشر، وربما من دون إعطاء الأولوية للعوامل الأخرى الضرورية للاقتصاد، وبشكل يخالف أسس الاقتصاد نفسه.
تذبذب العلاقات العربية لايمكن أن يؤدي إلى علاقات اقتصادية سليمة ومتطورة
فنرى أن العلاقة الاقتصادية تتحسن طرداً مع تحسن العلاقة السياسية، وهذا إيجابي ولكن عندما تتردى هذه العلاقة فعلى المواطنين وأصحاب المصالح في البلدان المعنية، أن يدفعوا الثمن المباشر الذي قد يكون باهظاً في كثير من الأحيان. وكلنا يعرف ويعيش تذبذب العلاقات العربية ـ العربية خلال العقود الماضية، وكلنا يعي أن مثل هذا التذبذب لا يمكن أن يؤدي إلى علاقات اقتصادية سليمة ومتطورة، لأنه يضع لها سقفاً من الصعب تجاوزه مهما عقدنا من اتفاقيات ومعاهدات، طالما لم نوفر لها الآليات والبنى التي تمأسِسُ هذه العلاقات وتفصلها عن توجهاتنا السياسية وأمزجتنا الشخصية.
وهذا من شأنه أن يعطي الثقة والطمأنينة للمستثمرين والعاملين، وينعكس إيجاباً على المواطنين في الدول العربية المختلفة. ولو أجرينا مقارنة سريعة بين المجلس الاقتصادي العربي ونواة الاتحاد الأوروبي اللذين أسسا في بداية الخمسينيات، والفارق الشاسع بين ما أنجزناه كدول عربية وبين ما أنجزته أوروبا خلال هذه الفترة الزمنية، لأمكن استيعاب مقدار التقصير من جانب وحجم المسؤولية من جانب آخر لكي نتمكن من تعويض ما فاتنا.
التكامل الاقتصادي يحقق التنمية ويؤمن الحماية من أية أزمة قد تظهر مستقبلاً
ولا أحد ينكر أننا أنجزنا عدداً من الخطوات في هذا الإطار، لاسيما بعد دخول منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى حيّز التنفيذ عام 2005، ولكن هذا سيبقى مجرد خطوات قليلة، وسيبقى تأثيرها محدوداً في تحقيق التكامل الاقتصادي العربي، ما لم تتم متابعتها بخطواتٍ أخرى، كتحرير تجارة الخدمات، وحرية تنقل الأفراد، بالإضافة إلى اعتماد آليات لتعويض الدول المتضررة من الآثار السلبية لعملية التحرير، وبشكل خاص نقص الإيرادات بما يضمن العدالة والفائدة في وقت واحد.
وإذا كان الاتفاق على عقد هذه القمة التخصصية قد تم منذ زمن سبق اندلاع الأزمة المالية العالمية، فإن انعقادها يتم بعد حدوثها وفي ظل تداعياتها التي أصابت الأغنياء في العالم أولاً، وانعكست على الفقراء ثانياً. ونحن كجزء من النظام الاقتصادي العالمي، لابد أن تصيبنا آثار الانهيارات الحاصلة، بصورة أو بأخرى. ومن شأن التكامل الاقتصادي فيما بيننا، أن يخفف الخسائر ويؤمن الحماية في ظل أية أزمة عالمية أو إقليمية قد تظهر مستقبلاً، ويزيد من قدراتنا في ظل منافسة عالمية شديدة في مختلف الظروف، ويعيد توجيه الاستثمارات العربية إلى بيئتها الطبيعية، ويحقق التنمية بمفهومها الشامل.
ما يحصل في غزة من إجرام لم نشهد له مثيلا بتداعياته الخطيرة
أيها الإخوة،
أيها السيدات والسادة،
بما أننا نؤكد على ارتباط الاقتصاد بالسياسة، فمن غير الممكن أن نتجاوز أحداثاً سياسية هي الأخطر بالنسبة لنا، وهي الشغل الشاغل للمواطنين العرب ولغيرهم، وتطغى على ما سواها من القضايا، وهو ما يحصل في غزة من إجرام لم نشهد له مثيلاً بتداعياته الخطيرة التي قد تنعكس على بلداننا، في مجالات الحياة كافة، سياسياً واقتصادياً وإنسانياً.
ولكل قضية أهلها وأصحابها المعنيون بها قبل غيرهم، ولسنا هنا لكي نتخذ القرارات أو نصدر البيانات بالنيابة عنهم، ولا لكي نمارس الضغوط عليهم، بل نحن هنا كي نقف إلى جانبهم.. من هم؟ هم الذين يدفعون الثمن، الموجودون على الأرض في غزة المقاومة الباسلة، الذين أصروا على خوض معاركهم المشرفة، العسكرية كما السياسية، بأنفسهم دون أن يوكلوا أحداً بها نيابة عنهم.
الوضع الراهن بحاجة لقرارات حاسمة لوقف العدوان وانسحاب الاحتلال وفك الحصار وفتح المعابر
وقضيتهم ذات جانبين، سياسي وإنساني، كلاهما يتم اختصاره بعملية إبادة شاملة، تعكس، دون أدنى شك لدينا، الحقد والعنصرية لدى الإسرائيليين، ولكن القيام بها كان صعباً لولا الانقسام الفلسطيني الذي كان، بدوره، وبأحد أوجهه، انعكاساً لخلافاتنا العربية. وإذا كانت معالجة هذه الخلافات ضرورية في كل الأحوال، ولاسيما لتلافي مثل هذه الانعكاسات في المستقبل، فإن معالجة الوضع الراهن بحاجة لقرارات سريعة وحاسمة في المسائل التالية:
وقف العدوان، وقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية المعتدية، فك الحصار فوراً، وفتح المعابر لكي يبقى الجرحى أحياء، والأحياء أصحاء، وهذا أضعف الإيمان. يضاف إلى ذلك أهمية وحيوية مشاركتنا جميعاً في إرسال المساعدات الإنسانية حالياً، والمساعدة في إعادة إعمار غزة لاحقاً.
نقترح على القمة تبني وصف الكيان الصهيوني بالكيان الإرهابي
ولا يقلّ أهمية عن كل ما سبق، دعمنا السياسي والمعنوي لغزة من خلال التأكيد على حقها بالدفاع عن نفسها بكل الوسائل وحق مقاومتها الثابت في الرد على العدوان، وما يعنيه ذلك من ضرورة دعمنا الصريح غير الملتبس للمقاومة الفلسطينية، ورفض كل ما من شأنه التشكيك في وطنيتها أو شرعيتها أو إضعافها. ورداً على وصمها بالإرهاب من قبل أي كان ، أقترح على هذه القمة أن تتبنى رسمياً وصف الكيان الصهيوني بالكيان الإرهابي، خاصة بعد العدوان الأخير، فعندما ينوي شخص ما أو يقوم بعمل إرهابي، لا نتردد باتهامه بالإرهاب، فكيف لكيان يقوم بذلك منذ عقود وبشكل متكرر ولا ينتخبوا لقيادته سوى الإرهابيين خاصة.
وقف إطلاق النار في غزة لا يعني انتهاء العدوان وليس مبرراً للاطمئنان
وعلى الرغم من أن هذا الكلام يأتي بعد إعلان وقف إطلاق النار، فهذا لا يعني أبداً انتهاء العدوان، وبالتالي، ليس مبرراً أو دافعاً لنا للاطمئنان، فالقوات الغازية مازالت في غزة، والحصار مازال مطبقاً عليها وينهش لحم أبنائها، والنوايا العدوانية للإسرائيليين وحقدهم على العرب لم ولن تتغير. أما ذلك الجزء من العالم الذي يسمي نفسه العالم المتحضر فهو مصرّ على أن يبقى مصاباً بالعمى الإرادي، لذلك رأى بأن المشكلة هي سلاح يهرَّب وليس جرائم تُرتَكب بأسلحة محرّمة دولياً، وهذا ليس مساواة للجلاد بالضحية كما يعتقد البعض خطأ، بل هو استبدال الضحية بالجلاد. كل هذه المعطيات تجعل تكرار هذا العدوان احتمالاً وارداً في أي وقت، إلى أن تتغير السياسات الإسرائيلية، وهو أمر بعيد الاحتمال، أو أن نغيّر نحن الظروف، وهو الأجدى والأنفع والذي يعتمد أساساً على تضامننا، لكن تضامننا مع قضايانا وليس تضامننا ضد قضايانا.
أيها الأخوة،
أيها السيدات والسادة،
إذا كانت الظروف قد فرضت أن يكون اجتماعنا اليوم سياسياً بمقدار ما هو اقتصادي، فأتمنى أن تكون هذه القمة، قمة قرارات لا قمة تسويات، قمة تخدم اقتصادنا العربي، وتخدم مبادئنا القومية والإنسانية، تشجع الاستثمار بين دولنا وتقف في الوقت نفسه مع المقاومين من خلال دعم حقهم الشرعي في المقاومة طريقاً لاستعادة الحقوق، فإذا كانت التنمية أساساً لوجودنا، فالمقاومة أساس لبقائنا واستمرارنا، فلنكن نحن عمقها لكي تكون هي ضمانتنا.
والسلام عليكم.






رد مع اقتباس
قديم 28-01-2011, 01:44 AM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
المحامي هلال حسين
عضو مميز جداً

الصورة الرمزية المحامي هلال حسين

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


المحامي هلال حسين غير متواجد حالياً


افتراضي رد: كلمات السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد

كلمة السيد الرئيس بشار الأسد في قمة غزة الطارئة في الدوحة 16-1-2009
أيها الأخوة القادة العرب السادة الرؤساء من الدول الإسلامية الصديقة
السادة رؤساء الوفود
أيها السيدات والسادة
بصعوبة اجتمع عقد هذه القمة، فالتحية لكل من أعطى المناسبة قدراً والتحية لمن سعى وهيأ الظروف وكل التحية من قبل ومن بعد لصمود الشعب في غزة ولكل المقاومين ضد الاحتلال.
قمتنا تعبر أننا مع أنفسنا وشعوبنا والمقاومين ضد الاحتلال
قمتنا هذه على صعوبة عقدها وكان الأمل ألا يتخلف عنها أحد تأتي لتعبر لشعوبنا وللعالم إننا مع أنفسنا لا مع أعدائنا، مع شعوبنا وضد الاحتلال، مع الشهداء من الأطفال والنساء والشيوخ، وقبل كل ذلك مع الأبطال المقاومين في كل مكان.
في هذه اللحظات العصيبة تبدو مسؤوليتنا كقادة عرب جسيمة في تقديم إجابة جادة وحاسمة عن التساؤلات الحائرة في ذهن كل مواطن عربي وهي: كيف ننقذ شعبنا الفلسطيني من براثن هذه الوحشية المتجبرة؟، كيف يمكن لنا كأمة عربية أن نقدم الرد المناسب على جرائم الاحتلال ونحن نرى جثث الأطفال وأشلاءهم تتناثر في كل مكان ونلمح في عيون من بقي منهم حيا ملامح الذعر التي تختلط بالرجاء في أن تمتد إليهم يد جسورة تنقذهم من مصيرهم المحتوم بعد أن افتقدوا الأمان في غزة المنكوبة الباسلة.
كيف يمكن آن نفعل كل ذلك في وقت لم نتمكن من عقد قمتنا قبل مرور أكثر من عشرين يوماً على المجزرة لاعتبارات ليست خافية على أحد، هل من الممكن أن نعزل مشاعرنا عن مشاعر الملايين الذين يؤرقهم الألم لمعاناة إخوانهم والذين يحدوهم الأمل في أن نقوم بواجب التضامن الفعلي لنصرة أشقائهم في غزة؟، وهل يمكن أن نكون على صواب عندما تكون قراءاتنا وتقديراتنا في وادٍ ومشاعر شعوبنا في وادٍ آخر؟.
مصير غزة مصيرنا جميعا وحريٌ بنا أن نأخذ قرارات تنتج أفعالاً
ولكن وفي كل الأحوال أن تصل متأخراً خير من ألا تصل أبداً وهذا ينطبق على قمتنا هذه، فبالرغم من الغضب الشعبي لتأخر انعقادها، وبالرغم من الآمال الواقعية وغير المبالغ بها التي يضعها الشعب العربي للقمم العربية والتي تتناسب مع واقعنا العربي الرسمي، والذي لا يخفى على أحد والذي يناقض إلى حد كبير الحالة الشعبية الموحدة في تجاوبها مع التحديات المختلفة التي واجهتنا في السنوات الماضية، فإن انعقاد هذه القمة الطارئة بقي مطلباً شعبياً ملحاً من قبل الغالبية العظمى من المواطنين على امتداد الساحة العربية والتي نراها اليوم في أوج تفاعلها وغضبها تجاه قبح إسرائيل جنبا إلى جنب مع الساحات الإسلامية والدولية.
وإذا كان من البديهي ومن الواجب أن نحمل المشاعر نفسها فالحري بنا كمسؤولين آن نكون في المقدمة وذلك من خلال تحويل هذه المشاعر إلى عمل واتخاذ قرارات تنتج أفعالاً.
المحرقة الإسرائيلية ستشملنا جميعا كعرب إن لم نخمدها الآن
لقد كنا في قمم سابقة نتحدث عن مخططات وضعت، أما اليوم فنتحدث عن مخططات تطبق، كنا نحذر من الاقتراب من دائرة الخطر، أما اليوم فالمحرقة لم تبدأ فحسب بل هي في طريقها للانتقال إلى المراحل التالية والتي ستشملنا جميعاً كعرب أن لم نخمدها الآن، والرسائل التي تردنا من الجماهير العربية عبر ردة فعل غير مسبوقة تحتم علينا الاستجابة لها بجدية مطلقة، فهي تختلف عن سابقاتها من الرسائل من خلال قراءة عنوانها الذي يقول لنا، سيروا معنا لا تسايرونا، ومن خلال فهم مضمونها الذي يعلن آن مصير غزة هو ليس مصير أهلها فقط، بل هو مصيرنا جميعا، وان معركتها هي معركة كل مواطن عربي.
القمة تهدف للوقوف مع غزة وليس للبحث عن تسويات على حسابها
من هنا يأتي مضمون مؤتمرنا اليوم والذي يهدف للوقوف إلى جانب غزة وليس للبحث عن تسويات على حسابها بهدف إرضاء إسرائيل أو من يقف معها، ومن يحدد المعايير التي تميز بين الأولى والثانية هم أهلها ومقاوموها، فهم أصحاب القرار ودورنا هو أن نقف معهم دون تردد في كل ما يدعم صمودهم ويخفف معاناتهم ويؤدي للحل الذي يضمن أمنهم وكرامتهم.
وإذا كان المنطلق لما سنقرره اليوم مبنياً على وقوفنا إلى جانب أهلنا في غزة في وجه المحرقة النازية الإسرائيلية الجديدة بالإضافة إلى قناعتنا بعدالة القضية الفلسطينية وبالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، فان هذا لا يكتمل من دون فهمنا لجوهر المشكلة التي لا تكمن فقط في الاحتلال بحد ذاته، بل بنوعية وطبيعة العدو الذي نواجهه بناء على عقود من التجارب المختلفة معه والتي تراوحت بين الحروب ومحاولات السلام الفاشلة. فهذا العدو الذي بنى وجوده على المجازر، وكرس استمراره على الاغتصاب والتدمير، ورسم مستقبله على الإبادة الجماعية، هو عدو لا يتحدث سوى لغة الدم.
وبالتالي فهو لا يفهم سوى لغة الدم والدماء العربية التي سالت منذ قيام إسرائيل، كانت بالنسبة لأربابها هي الوقود الضروري لألتهم في مراحل قيام الدولة اليهودية الصافية والتي لا يمكن أن تصبح قريبة المنال إلا إذا اكتملت عملية تهجير غير اليهود خارج فلسطين أو إبادة من يتبقى منهم فيه، وبالتالي فإن ما يحصل في غزة ليس مجرد رد على صواريخ، ولو لم توجد الصواريخ لأوجدوها وأطلقوها لكي يجدوا المبرر، وإنما هو حلقة في سلسلة طويلة تهدف للوصول إلى فلسطين التي تخيلوها أو ادعوها أرضا بدون شعب بعد أن تقوم دول أخرى بتوطينهم أو بإيجاد وطن بديل لهم، لذلك فان لم نقرأ الأسباب جيداً، فلا يمكن آن ننتج سوى حلول ناقصة ومؤقتة أي سريعة الانهيار.
وأضاف الرئيس الأسد، لذلك كانت عملية السلام بالنسبة لنا مجرد محاولات لم تتطور لتصل إلى عملية سلام حقيقية، لأن الإسرائيليين يعانون من رهاب حقيقي تجاه السلام، ولأنه لا يمكن لصناع الجريمة أن يبرعوا في صناعة السلام، كما أنه ليس من عادة السارق أن يعيد ما سرقه طوع، أي أنهم لا يعيدون الحقوق إلا إذا أجبروا على ذلك، وهذا هو جوهر المقاومة الذي فهمه المقاومون جيد، فأصبحت مقاومتهم هي الطريق إلى السلام الذي يأتي من خلال عودة الحقوق والتي نستعيدها من عدو لا يفهم سوى لغة القوة.
السلام بدون مقاومة مع عدو غاشم سيؤدي حتما إلى الاستسلام
هنا يكمن الفرق بين المقاومة والإرهاب، الأول عربي والثاني إسرائيلي، الأول يريد السلام والثاني يريد الحرب، الأول أجبر على القتال دفاعاً عن حقوقه والثاني بني على القتل والاعتداء على الآخرين، وهنا تحديدا يأتي الجواب واضحاً على التساؤلات حول كيف يمكن لمن يريد أن يحقق السلام أن يدعم المقاومة،. وكان المقصود بهذا السؤال سورية تحديد، لن نجيب فقط بأن نقول إن المقاومة أصبحت عنصراً أساسياً من عناصر السلام، بل نرد بجواب معاكس، كيف يمكن لمن يريد تحقيق السلام ألا يدعم المقاومة، وهنا يكمن الفرق بين السلام والاستسلام، فالسلام بدون مقاومة مع عدو غاشم ومجرم سوف يؤدي حتما للاستسلام.
هذه الصورة السريعة لبعض العناوين التي تحكم الصراع العربي الإسرائيلي، هي التي تحدد اتجاهات الحلول الممكنة للقضية الكبرى أو لتفرعاتها ونتائجه، وما يحصل في غزة اليوم هو واحد من تفرعاتها ومن نتائجه، والتعامل مع النتيجة يفترض التعامل مع السبب من أجل ضمان النجاح،إذ لا يخفى على أحد أن إسرائيل أرادت لعدوانها على غزة أن يكون نقطة فاصلة في تاريخ صراعها مع العرب، وكأنها أرادت عبر محاولاتها كسر إرادة الفلسطينيين أن تخلق واقعاً جديداً وتاريخاً جديداً تؤرخ معه للأحداث بقبل غزة وبعدها أرادت أن تحقق إنجازاً يغير معادلات الصراع الجديدة مع العرب والفلسطينيين التي أوجدتها المقاومة، خاصة بعد أن حققت المقاومة الوطنية انتصارها في لبنان، وبعد أن اشتد ساعد المقاومة في فلسطين، وبعد أن بدأت تنتشر ثقافة المقاومة في وجدان المواطن العربي.
أن ما يبدو جلياً وواضحاً بأن إسرائيل لم تتعلم من دروس التاريخ وهذا بديهي لان من لا يملك الأرض لا يملك التاريخ، ومن ليس له تاريخ ليس له ذاكرة، وهي التي بنت الكثير من خططها ومخططاتها على أساس أن الزمن والإعلام المتصهين ومن معه، و الإحباطات المتكررة كفيلة بتغيير نظرة الأجيال العربية القادمة تجاه إسرائيل.
وبالتالي خضوعهم لأهدافها وتقبلهم لأساليبها وما يعنيه ذلك من تنازل عن الأرض والسيادة والكرامة والتحول من ثم إلى عبيد يعملون في خدمة مصالحها وتنفيذاً لرغباتها عن رضى وقناعة، ولكن هل سارت الأمور بهذا المنحى، بنظرة سريعة لسياق الأحداث منذ اغتصاب فلسطين، نلاحظ نهضة تدريجية ووعياً متنامياً لدى الشعب العربي تجاه قضاياه، وتصميماً أشد لدى الأجيال الشابة على عدم الوقوع في أخطاء البعض ممن سبقهم.
فلا تهاون ولا تساهل لا تنازل ولا تخاذل فسلام الأقوياء لا يعطى للضعفاء وسلام الشجعان لا يمنح للجبناء والسلام الذي لا يعطى ينتزع، والحق الذي يغتصب يحرر وهذا يعني بأن الزمن الذي راهنوا عليه خذلهم كما خذلتهم آلتهم العسكرية الضخمة في لبنان، وكما تخذلهم اليوم في غزة، بغض النظر عن حجم التدمير وبغض النظر عن مقدار الإجرام، فهذا ليس بطولة، فما نقصده هو الإرادة، هذه الإرادة هي التي حولت فكرة التوسع الإسرائيلي الذي يمتد حتى أبعد حذاء لجندي إسرائيلي على الأرض إلى انكماش بدأ في لبنان وتبعه في غزة، ولاحقا سيكون في الضفة والجولان، وهي أي الإرادة، هي التي عكست فكرة الهجرة عند الفلسطينيين إلى تجذر وثبات في الأرض.
ولذلك لم يبق خيار أمام الإسرائيليين سوى الخضوع للسلام الذي يجب الخضوع لمتطلباته، والذي لا يمكن أن يتحقق طالما بقي عنوان التفاخر في إسرائيل هو من يلطخ يديه أكثر بدماء العرب وهذا الخيار لا نراه الآن ولن نراه في الغد حتى نغيره بإرادتنا في غياب إرادتهم وهذا السلام الكبير يبدأ اليوم من غزة الصغيرة بمساحتها الكبيرة بمقاومته، العظيمة بصمودها هذا السلام يبدأ بوقف العدوان الذي يؤسس لوقف إطلاق النار وانسحاب القوات الغازية ورفع الحصار الظالم الذي يعتبر بمثابة حرب غير عسكرية يؤدي للموت البطيء للفلسطينيين ومن يتعرض للموت لا يلام على أي شيء.
وبالرغم من كل ذلك، فقد التزمت المقاومة بالهدنة، واستمرت إسرائيل بعمليات الاغتيال العلنية والتي أدت لاستشهاد حوالي أربعين فلسطينياً خلال الأشهر القليلة التي سبقت العدوان وبالتالي فإن ما تروجه إسرائيل ومن يقف في صفها حول مسؤولية الطرف الفلسطيني عما يحصل هو كذب صريح طالما مارسوه وبرعوا به.
إغلاق سفارات إسرائيل وقطع أي علاقات معها وتفعيل المقاطعة
وفي الوقت الراهن هناك عدد من المبادرات التي تقوم بها أكثر من دولة والتي لم تكتمل بعد بسبب رفض إسرائيل لوقف إطلاق النار، والتبرير المعلن هو وقف تهريب السلاح وفي تقديري أن أي إنسان يعرف تماماً بأن منع تهريب السلاح، أو منع التهريب بشكل عام، هو من مهام الدول فهل هناك دولة فلسطينية موجودة وهل تعترف إسرائيل بها وما هي حدودها أما من جهتنا كدول عربية فبالتوازي مع المبادرات وبالإضافة للدعم اللفظي يجب علينا القيام بعدد من الخطوات العملية وفي مقدمتها إغلاق السفارات الإسرائيلية فوراً وقطع أي علاقات مباشرة أو غير مباشرة مع إسرائيل بالإضافة لتفعيل أحكام المقاطعة.
وفي هذا الإطار فقد قررت سورية وأعلنت بعد بدء العدوان مباشرة إيقاف مفاوضات السلام غير المباشرة بعد التشاور مع تركيا إلى أجل غير مسمى.
المبادرة العربية للسلام بحكم الميتة
أما بالنسبة للمبادرة العربية فإننا نعتبرها بحكم الميتة أصلاً لأن ظروف إقرارها وما تلاها من أحداث دللت على أنه كلما أمعنا في تقديم البراهين على رغبتنا الجادة في السلام وكلما قدمنا المزيد من التنازلات أمعنت إسرائيل في غطرستها وتجاهلها لحقوقنا المشروعة.
والمبادرة العربية أساساً مبنية على السلام والسلام لم يتحقق وبالتالي هي فعلياً في الواقع غير موجودة، وفي الواقع أيضاً أن شارون قتلها منذ اليوم الأول بعد إعلاننا لهذه المبادرة في القمة العربية في بيروت عام 2002 في اليوم التالي مباشرة قام شارون باجتياح جنين وقتل المئات من الفلسطينيين وكان هذا الرد هو الرد المباشر وإعلان موت للمبادرة من الجانب الإسرائيلي ولكننا أصرينا على أنها حية وبقينا نرسل الوفود بعد كل قمة عربية، وكنا دائماً نواجه بالمزيد من الإذلال تجاه مبادرتنا لذلك إذا كنا نطالب بسحبها فهي مسحوبة من قبل إسرائيل، وإذا كنا نطالب بموتها فهي قتلت من قبل إسرائيل، ما بقي علينا كعرب هو أن ننقل سجل هذه المبادرة من سجل الأحياء إلى سجل الأموات.
من جهة أخرى يجب الوقوف إلى جانب أهل غزة والمقاومة فيها رسمياً وشعبياً مادياً ومعنوياً وبكل الوسائل من دون استثناء والقيام بكل ما من شأنه دعم صمودهم في وجه العدوان خاصة فتح المعابر أمام الأفراد والمساعدات والإغاثة فوراً كما ندعم فكرة الصندوق لإعادة إعمار غزة مع الدعوة لمؤتمر دولي لهذه الغاية.
فك الحصار عن غزة هو المفتاح لاستمرار الصمود
كما يجب اتخاذ الإجراءات القانونية لمحاسبة إسرائيل على الرغم من عدم ثقتنا بعدالة الجهات الدولية المعنية، ولكن كي يسجل التاريخ بأنهم ليسوا عنصريين فقط بل هم الشكل الأخطر من النازية في العصر الحديث ولكن لنكن صريحين هذه الخطوات ستبقى ضعيفة مقارنة بما يجب علينا القيام به فغزة ليست جريحة بالحرب فقط بل بالحصار أيضاً وفك هذا الحصار هو المفتاح لاستمرار الصمود وهو المفتاح لحماية الأطفال من الموت وهو المفتاح لكي تنجح هذه المقترحات بحدها الأقصى وليس بحدها الأدنى.
سورية وقفت مع لبنان المقاوم وانتصرت والفضل للمقاومين أولاً وأخيراً ولا ندعيه لأنفسنا لكن وقوف الشقيق إلى جانب شقيقه مؤثر إلى حد كبير فهو الذي يمده بأسباب المنعة والقوة أما إبقاء الحصار فهو كمن يمنع الهواء والغذاء والدواء عن جريح يقاوم الموت ويمنع الآخرين من تقديم العون له فهو حصار ظالم لن يغفره الله ولن تغفره الشعوب.
أيها الأخوة
نحن أمة سلام وأخلاقنا الوطنية والعربية والإنسانية بنيت على السلام ولأننا كذلك حاولنا أن نتناسى بان هناك مذبحة دير ياسين وكفر قاسم وجنين وقانا الأولى والثانية وغيرها الكثير من المجازر الإسرائيلية بحق العرب ولكن إسرائيل تصر على تذكيرنا بحقيقته، وبما أننا أصحاب ذاكرة غنية لأننا أهل التاريخ ومالكو الأرض، فسنعدهم بأننا سنبقى نتذكر والأهم من ذلك هو أننا سنحرص على أن يتذكر أبناؤنا أيضاً سنخبئ لهم صور أطفال غزة وجروحهم المفتوحة ودماءهم النازفة فوق ألعابهم وسنخبرهم عن الشهداء والثكالى والأرامل والمعاقين وسنعلمهم بأن المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وأن العين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم وأن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بها.
وسنشرح لهم بأن من يفقد ذاكرة الماضي سيفقد المستقبل وسنعلق على جدران غرفهم لوحة نكتب عليها شعاراً لكل طفل عربي قادم إلى الحياة يقول له لا تنس ليكبر الطفل ويقول لهم لن أنسى ولن أغفر.
وأؤكد لهم بأن ما يقومون به وما يرتكبونه من جرائم حرب لن ينتج لهم سوى أجيال عربية قادمة أشد عداء لإسرائيل مناعتها تتطور وإرادتها تتصلب بوتيرة أسرع وبشدة أكثر فتكاً من تطور وقوة ترسانتهم العسكرية وهذا يعني بمعادلة الواقعية بأنه مع كل طفل عربي يقتل يولد مقابله عشرات المقاومين، وهذا يعني أيضاً أنهم يحفرون بأيديهم قبوراً لأبنائهم وأحفادهم.
فلديهم الخيار اليوم ليزرعوا ما يشاؤون للمستقبل خيراً أو شر، ولكن بعد ذلك لن يكون لهم الخيار في تحديد نوع الحصاد، فلقد زرعوا الدماء ولن يحصدوا غيرها والنبتة عندما تنضج ستكون أكبر من البذرة التي أنبتتها بكثير.
أتوجه بالتحية والشكر لأخي سمو الأمير حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر على ما بذله من جهود من أجل انعقاد القمة، وأتوجه بالشكر لكل من ساهم بها من الرؤساء والمسؤولين العرب والمسلمين.

والسلام عليكم







رد مع اقتباس
قديم 28-01-2011, 01:52 AM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
المحامي هلال حسين
عضو مميز جداً

الصورة الرمزية المحامي هلال حسين

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


المحامي هلال حسين غير متواجد حالياً


افتراضي رد: كلمات السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد

كلمة الرئيس بشار الاسد في افتتاح مؤتمر القمة العربية العادية العشرين 29 -3 - 2008
أصحاب السيادة والسمو ..
الامين العام لجامعة الدول العربية ..
أيها الاخوات والاخوة ..
أرحب بكم اصدق ترحيب .. باسمي وباسم الشعب العربي السوري .. في بلدكم سورية الذي يستقبلكم بكل الحب والتقدير والامل في ان يكون هذا اللقاء بين الاشقاء لقاء خير للامة العربية التي يتطلع ابناؤها لتحقيق التضامن والكرامة والازدهار في فترة صعبة من تاريخها الحديث . ان انعقاد هذه القمة العربية في سورية في هذه المرحلة الحرجة هو شرف ومسؤولية كبرى نعتز بها انطلاقا من ايماننا باهمية العمل العربيالمشترك وحيويته لامتنا العربية المتطلعة لاخذ مكانها اللائق في عالم اليوم . ولقد عملنا بكل امكاناتنا على تهيئة الظروف المناسبة لانجاح هذه القمة .. وسعينا لتجاوز الكثير من العقبات التي تعترض سبيلها ولاسيما اننا ندرك جميعا صعوبة المرحلة ودقة التطورات التي تشهدها منطقتنا بحيث لا نغالي اذا قلنا اننا لم نعد على حافة الخطر بل في قلبه ونلمس اثاره المباشرة على اقطارنا وشعوبنا . وكل يوم يمر دون اتخاذ قرار حاسم يخدم مصلحتنا القومية يجعل تفادي النتائج الكارثية امرا بعيد المنال . ومهما تكن اراؤنا حول طبيعة هذه الاخطار واسبابها وسبل مواجهتها / ومن الطبيعي ان يحمل ابناء الاسرة الواحدة افكارا متعددة تجاه القضية الواحدة / فان مما لا شك فيه اننا جميعا في قارب واحد امام امواجها العاصفة وانه لا بديل لنا عن التشاور والتضامن والعمل المشترك لتوحيد صفوفنا واستعادة حقوقنا وانجاز التنمية لبلداننا . فنحن نعيش اليوم في عالم يشهد تحولات بالغة الاهمية ترسم اتجاهاتها القوى الدولية الكبرى ما دفع العديد من دول العالم لتشكيل تجمعات اقليمية تدعم قوتها وتعزز مصالحها .. حتى ولو لم يكن هناك اي جامع اخر فيما بينها .. فحري بنا ان نجتمع ونتعاون ونحن نشكل تجمعا قومياطبيعيا يمتلك كل عوامل النجاح التي تتجاوز ما يمكن ان يملكه اي تجمع اخر في العالم . خاصة اننا نعيش جملة من التحديات التي تهدد تماسك بنياننا الداخلي وتجعل من بعض اقطارنا العربية ساحات مفتوحة لصراع الاخرين عبر الصراع بين ابنائه .. او هدفا للعدوان والقتل والتدمير من قبل اعدائنا . ولا شك ان هناك عقبات تواجه رغباتنا وتطلعاتنا الى تحقيق ما نريد ذلك انه .. وعلى الرغم من اتفاقنا في معظم الاحيان حول الاهداف .. فان ثمة تقديرات متباينة في الرؤية وطريقة المعالجة . وهذا ليس مشكلة عندما يتوفر الحوار الصادق .. فحوارنا وعمق قناعتنا بضرورة المبادرة الى اتخاذ مواقف فاعلة ستزودنا بالقدرة على تجاوز الصعاب من خلال معالجتها بواقعية وصراحة اخوية وبتطلع صادق نحو المصلحة العربية العليا .
أيها الاخوة الاعزاء ..
عقدت قمم عديدة خلال العقود الماضية .. البعض منها أتى في مراحل مفصلية .. نجحنا في مواقع ومراحل ولم ننجح تماما في اخرى .. واذا كان الوضع العربي غير مرض لنا فهذا لا يرتبط بالقمم بحد ذاتها .. بمقدار ما يرتبط بسياق العلاقات العربية العربية والظروف التي أحاطت بها في الماضي والحاضر والتي انعكست نتائجها على القمم العربية . ومع ذلك تمكنا في محطات عديدة من تبني مواقف تعبر عن مصالح الامة العربية عندما توفرت الارادة لذلك . واذا كانت الحروب والاحتلالات هي من أخطر القضايا التي واجهتنا خلال العقود الماضية فان معركة السلام لم تكن اقل اهمية منها . ولقد أدركنا جميعا اهمية السلام منذ سنين طويلة وعبرنا عن ذلك بكل الاوقات وبطرق مختلفة .. ابتداء من اعلاننا منذ اكثر من ثلاثة عقود ايماننا بالسلام العادل والشامل واستعدادنا لانجازه .. مرورا بمؤتمرمدريد عام 1991 .. وصولا الى مبادرة السلام العربية عام 2002 والتي شكلت تعبيرا واضحا لا لبس فيه عن نيتنا كدول عربية مجتمعة لتحقيق السلام اذا ما أبدت اسرائيل استعدادها الفعلي لذلك . وعلى الرغم مما قمنا به واذا وضعنا جانبا سلوك اسرائيل العدواني عبر تاريخها فكيف كان الرد الاسرائيلي على هذه المبادرة .. مباشرة بعد المبادرة قامت اسرائيل باجتياح الضفة الغربية وحصار شعبنا الفلسطيني وقتل الاطفال والنساء .. وكلنا يتذكر مجزرة جنين ومئات الشهداء الذين سقطوا فيها .. واستمرت في بناء المزيد من المستوطنات .. وأقامت الجدار العنصري العازل .. وأتبعت ذلك بالعدوان على سورية ولبنان .. وأمعنت في تنفيذ الاغتيالات السياسية .. وعملت بدون توقف على دفع الرأي العام الاسرائيلي باتجاه المزيد من التطرف والتزمت تجاه العرب .. ورفض الاستجابة لمتطلبات السلام العادل والشامل بما يتوافق مع سياساتها المعادية للسلام .. كل ذلك تحت انظار العالم وعدم قدرته على اتخاذ اي موقف فاعل وحاسم لردعها عن اعمالها .. وتحت عنوان ضمان امن اسرائيل كذريعة تروجها اسرائيل ومن يدعمها لتبرير اعمالها العدوانية . وبمعزل عن طرح مفهوم الامن من جانب واحد وكأن امن العرب لا يؤخذ في الحسبان .. والذي يثبت النظرة العدوانية تجاه العرب افرادا ودولا .. فاننا نؤكد بان الامن لن يتحقق لاحد الا من خلال السلام .. وليس من خلال العدوان والحروب التي لن تجلب سوى المزيد من الالام .. والسلام لن يأتي الا من خلال الانسحاب من الاراضي العربية المحتلة واستعادة الحقوق كاملة .. وهذا يعني بان الطرح الاسرائيلي للامن اولا غير قابل للتحقيق لان الاحتلال يناقض الامن والسلام معا .. ولان الامن ان لم يكن متبادلا ويشمل الجانب العربى فهو مجرد وهم لا وجود له .. الا اذا كان اصحاب هذا الطرح يفترضون او ينتظرون من اصحاب الارض ان يسلموا بالاحتلال .. وان يقبل الاحرار بالتحول الى عبيد . ومن استقراء تجارب التاريخ نرى هزيمة هذا المنطق .. وان وجد في بعض اللحظات فهو مؤقت ومخادع .. ولا يليه سوى المزيد من الحروب والدمار والندم . واذا كنا لم نوفر فرصة الا وعبرنا فيها على المستوى العربي عن رغبتنا في السلام واخرها كان من خلال مشاركتنا في مؤتمر انابوليس .. فان اسرائيل انتهزت كل الفرص ايضا .. لكن لتثبت العكس تماما .. لتثبت غطرستها ورفضها تطبيق القرارات الدولية .. ولتبرهن عن تجاهلها لحقوقنا ولكل مبادراتنا من اجل السلام . والسؤال الذي يطرح نفسه .. هل نترك عملية السلام والمبادرات رهينة لاهواء الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة ام نبحث عن خيارات وبدائل من شأنها تحقيق السلام العادل والشامل والكفيل باعادة الحقوق كاملة دون نقصان .. اي هل نقدم مبادرات غير مشروطة يختارون منها ما يشاؤون ومتى شاؤوا .. هل تتأثر مبادراتنا بالسياسات العدوانية او بالمجازر الاسرائيلية ام هي طروحات مطلقة غير مرتبطة بتوقيت او بظرف .. وان لم يكن في هذه الطروحات الانفة اية دعوة للهروب الى الامام من خلال الحروب على الطريقة الاسرائيلية فليس فيها بكل تأكيد اي قبول للهروب الى الوراء من خلال الخضوع والاذعان للاملاءات الاسرائيلية .. بل هي دعوة لمراجعة مضامين خياراتنا الاستراتيجية والبحث عن الموقف المتوازن الذي يوائم ما بين متطلبات السلام العادل والشامل .. وما يعنيه من عودة الاراضي المحتلة وضمان الحقوق المشروعة من جانب .. وما بين توفير الحد الادنى من عناصر الصمود والمقاومة .. طالما ان اسرائيل ترفض السلام وتستمر في العدوان من جانب اخر . وها نحن اليوم نجتمع ودماء شهداء مجازر اسرائيل بل محارقها كما هم أطلقوا عليها في غزة لم تجف بعد امام صمت العالم وغضب الانسان العربي وامام استنكار صاحب كل ضمير حي . واننا اذ نعبر عن المنا وادانتنا لما يتعرض له شعبنا الفلسطيني في غزة والضفة الغربية من قتل وحصار ودمار بفعل الة القتل الاسرائيلية .. وعن حزننا لما الت اليه الاوضاع على الساحة الفلسطينية من انقسام وفرقة .. فاننا نرى ان الاولوية يجب ان تكون للحوار بين الفلسطينيين . ونقول للاخوة الفلسطينيين ان عدوكم سيستغل اي انقسام من اجل تنفيذ المزيد من المجازر بحقكم وبحق ابنائكم وهو لا يفرق بين اي عربي .. سواء كان فلسطينيا او من اي قطر عربي اخر . فلا تقعوا في وهم ان يفرق بين فلسطيني واخر .. او بين الضفة وغزة .. ولا بين منظمة واخرى .. كل هذا يستحق منكم التسامي على اي سبب للخلاف مهما كبر شأنه .. فوحدة الموقف العربي وفاعليته بشأن القضية الفلسطينية يتأثر بالضرورة بوحدة موقفكم .. فهي ضمانتكم وضمانة شعبكم وقضيتكم .. وهي الطريق الوحيدة لاستعادة حقوقكم .. وفي مقدمتها استعادة الارض وعودة اللاجئين .. ونعبر هنا عن تقديرنا لجهود الاشقاء في اليمن ودعمنا للمبادرة اليمنية لاستئناف الحوار .. والتي نراها اطارا مناسبا للاتفاق بين الاطراف الفلسطينية .. كما ندعو للعمل على الكسر الفوري للحصار المفروض على غزة من قبلنا كدول عربية اولا كمقدمة لطلب ذلك من دول العالم . وفي اطار الحديث عن الحقوق فاننا نؤكد في سورية على ان السلام لن يتحقق الا بعودة الجولان كاملا حتى خط الرابع من حزيران عام 1967 .. وان المماطلة الاسرائيلية لن تجلب لهم شروطا افضل ولن تجعلنا قابلين للتنازل عن شبر او حق . وما لم يتمكنوا من الحصول عليه من تنازلات من قبل سورية سابقا .. لن يحصلوا عليه لاحقا . اما الرهان على الزمن بهدف انتفاء الحقوق بالتقادم او بالنسيان فلقد ثبت عدم جدواها لان الزمن أنتج اجيالا اكثر تمسكا بالارض والتزاما بالمقاومة . اما في لبنان فاننا نشعر بالقلق للاوضاع التي يمر بها والانقسام الداخلي الذي يحول حتى الان دون الاتفاق على قواسم وطنية مشتركة . وعلى الرغم مما يثار حول هذه الاوضاع .. فاننا نؤكد حرصنا على استقلال لبنان وسيادته واستقراره . وانطلاقا من الشفافية التي تجمع بيني وبين اخوتي قادة الدول العربية فاني أرى من الضروري ان أوضح ما أثير حول ما يسمى التدخل السوري في لبنان .. والدعوات والبيانات والضغوطات لايقافه . وأقول لكم بكل صدق بان ما يحصل على الواقع هو عكس ذلك تماما .. فالضغوطات التي مورست وتمارس على سورية منذ اكثر من عام وبشكل اكثر كثافة وتواترا منذ عدة اشهر .. هي من اجل ان تقوم سورية بالتدخل في الشؤون الداخلية للبنان .. وكان جوابنا واضحا لكل من طلب منا القيام باي عمل يصب في هذا الاتجاه .. وهو ما سأؤكده أمام هذه القمة .. ان مفتاح الحل بيد اللبنانيين انفسهم .. لهم وطنهم ومؤسساتهم ودستورهم ويمتلكون الوعي اللازم للقيام بذلك .. واي دور اخر هو دور مساعد لهم وليس بديلا عنهم . ونحن في سورية على استعداد تام للتعاون مع اية جهود عربية او غير عربية في هذا المجال .. شريطة ان ترتكز اية مبادرة على اسس الوفاق الوطني اللبناني .. فهو الذي يشكل اساس الاستقرار في لبنان وهو هدفنا جميعا . أما العراق الشقيق الذي يعاني اوضاعا قاسية فانه يتطلب منا تضافر الجهود لدعمه ومساعدته في تحقيق سيادته وامنه واستقراره .. على اساس من الوحدة الوطنية التي تضم جميع مكونات الشعب العراقي .. نقطة البدء فيها تحقيق المصالحة الوطنية بين ابنائه وصولا الى تحقيق الاستقلال الكامل وخروج اخر جندي محتل . ولا شك ان استقرار العراق يعنينا جميعا فمن غير الممكن ان تستقر منطقتنا العربية بشكل خاص والشرق الاوسط .. وربما ابعد .. بشكل عام .. والعراق مضطرب كما هي حاله اليوم .. واستقراره مرتبط بوحدته والتي ترتبط بدورها بهويته وانتمائه العربيين .. وفي هذا الجانب .. فاننا نحمل مسؤولية تعزيز الحضور العربي في العراق بالتعاون والتنسيق مع حكومته .. اذ على الرغم من اهمية الدعم الدولي والاقليمي .. فكلاهما لا يشكل بديلا لدورنا في الحفاظ على استقرار العراق وعروبته . ونؤكد على وحدة السودان وسيادته واستقراره .. وندعو الى دعم جهود الحكومة السودانية في معالجة الاوضاع الانسانية في اقليم دارفور وتحقيق السلام واعادة الامن والاستقرار اليه .. بعيدا عن التدخلات الخارجية في شؤون السودان الداخلية .. ونرفض اية محاولات لفرض حلول او توجهات عليه تحت ستار الحالة الانسانية . كل ما سبق يدفعنا لبناء افضل العلاقات مع دول الجوار التي تجمعنا بها روابط تاريخية ومصالح مشتركة بهدف تحقيق الاستقرار في منطقتنا وايجاد الحلول للمشكلات القائمة .. ونؤكد على ضرورة حل اية مشكلات تنشأ بينها من خلال الحوار المباشر والتواصل المستمر الكفيلين بازالة اسباب الخلاف وتبديد القلق تجاه النوايا . وفي خضم القضايا الكثيرة التي تشغلنا تأتي ظاهرة الارهاب كواحدة من التحديات الراهنة التي تواجهنا .. وفي الوقت الذي نعبر عن ادانتنا للممارسات الارهابية التي تستهدف الابرياء ووقوفنا الحاسم ضد الارهاب فاننا نؤكد على اعتبار مقاومة الاحتلال حقا مشروعا للشعوب تكفله المواثيق الدولية والاعراف الانسانية .. كما نؤكد على اعتبار ارهاب الدولة الاسرائيلي ضد ابناء شعبنا العربي يمثل اكثر اشكال الارهاب فظاعة في العصر الحديث .
أيها الاخوة .. أصحاب السيادة والسمو ..
لقد شهدت العلاقات البينية العربية تناميا ملحوظا في السنوات الاخيرة .. لا سيما على المستوى الاقتصادي .. مع تطبيق اتفاقية منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى .. كما ان اتجاه الاستثمارات العربية نحو البلدان العربية يعد بمزيد من النمو .. اما في الجانب الثقافي والتربوي فامامنا الكثير من العمل في ظل هجمة خارجية ثقافية خطيرة تؤثر على انتماء الاجيال الناشئة لثقافتهم القومية الام .. والمنطلق لاي انجاز في هذا المجال هو العمل على تمتين اللغة العربية على المستوى القومي باعتبارها الحامل الرئيسي لثقافتنا وانتمائنا وذاكرتنا .. وفقدانها يعني فقدان التاريخ .. وبالتالي فقدان المستقبل . وامام القمة مشروع لربط اللغة العربية بمجتمع المعرفة كي تكون لغتنا لغة للثقافة والحياة تحفظ كياننا وتصون هويتنا الحضارية . ويجب ان نمضي في عملية الاصلاح الداخلي الذي يلبي متطلباتنا الوطنية والتنموية وينسجم مع معطياتنا الثقافية .. والا نتهاون في رفض اي شكل من اشكال التدخل في شؤوننا .. مهما اتخذ من عناوين ومهما توسل من اساليب واعتمد من ادوات . فتجارب الامس واليوم دللت كم كان مكلفا فرض التغيير من الخارج وكم كان مكلفا فرض نماذج سياسية او اقتصادية مسبقة على الدول النامية .
أصحاب السيادة والسمو ..
صحيح ان مدة القمة العربية تحسب بالايام والساعات القليلة ولكنها محطة هامة نضيف فيها لبنات الى البناء الذي ننشده .. وصحيح ان العبرة ليست فيما نقوله في القمم بل فيما نفعله فيما بينها .. ولكن القمة اساسية في تحديد الاتجاه الصحيح والسرعة الضرورية لكل ما سنقوم به لاحقا .. وصحيح ايضا اننا في القول وفي الفعل منفتحون على التعاون مع الاخرين في هذا العالم .. ولكن الاكثر صحة ان هذا التعاون يثمر فقط عندما نعتمد على انفسنا .. فالقواسم المشتركة التي تجمع بيننا كعرب كثيرة واساسية اما نقاط الاختلاف فعندما يجمعها اطار الحرص على امتنا فلا بد للبناء المتين في مشروعنا العربي الذي نسعى لتحقيقه ان يكتمل .
اكرر ترحيبي بكم .. ايها الاخوة الاكارم .. وأرجو لكم اطيب الاوقات في بلدكم وبين اهلكم .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.







رد مع اقتباس
قديم 28-01-2011, 01:55 AM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
المحامي هلال حسين
عضو مميز جداً

الصورة الرمزية المحامي هلال حسين

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


المحامي هلال حسين غير متواجد حالياً


افتراضي رد: كلمات السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد

كلمة السيد الرئيس بشار الاسد لولاية دستورية جديدة 17 - 7 -2007
القى السيد الرئيس بشار الاسد اليوم كلمة عقب أدائه القسم الدستورى لولاية دستورية جديدة فى مجلس الشعب لسبع سنوات قادمة جاء فيها.. السيد رئيس مجلس الشعب..
السيدات والسادة أعضاء المجلس ..
أيتها الاخوات.. أيها الاخوة..
تغمرنى وأنا أتحدث اليكم فى هذا اليوم الوطنى الذى نقف فيه على أعتاب مرحلة جديدة فى مسيرتنا الوطنية..مشاعر شتى مازالت تتنامى فى داخلى منذ اختار الشعب..قبل أعوام سبعة ماضية.. أن أكون فى موقع القيادة منه.. لتصبح رصيدى الاغلى الذى أستلهمه فى كل عمل أقوم به أو مسوءولية أنهض بها أو قرار أتخذه..انها مشاعر الحب والتقدير..الفخر والاعتزاز..مشاعر الشكر والعرفان نحو وطن عظيم وشعب أبى..نحو أسرتى السورية الكبيرة التى أحاطتنى بفيض من العواطف النبيلة وأمدتنى فى الاوقات الصعبة بالقوة والعزيمة.
وكان عهدى للمواطنين على امتداد بلدنا الحبيب أن أكون عند قدر خيارهم وأحمل المسوءولية الكبرى وأتمثل أخلاقياتها..وأن أفى الشعب حبه وتأييده بالمزيد من الارادة والعمل من أجل تحقيق تطلعاته..وأن أبادله ثقته ووفاءه بالارتقاء بالاداء والفعل الى تلك المكانة التى يستحقها..وأن أبادله صموده وصلابته بالعطاء وبذل كل الجهد فى سبيل صون مصلحة الوطن والمواطنين.
لقد كانت مظاهر المحبة التى عبرتم عنها..بمناسبة الاستفتاء على ولاية دستورية جديدة..وعناوين التأييد التى تجلت فى مختلف نشاطاتكم وفعالياتكم
الجماهيرية فى المدرسة والجامعة..فى القرية والمدينة..فى الحى والموءسسة ..فى سورية وفى المغترب..تعبيرا بالغ الدلالة عن سمو العلاقة الوجدانية
التى نعيشها فى سورية..وافصاحا عن تلك الارادة الشعبية فى استمرار نهجنا الوطنى والقومى..وتجسيدا لهذه الوحدة الوطنية العملاقة العصية على الاختراق..والتى كانت وستظل سندنا الحقيقى فى كل ما قمنا به أو أنجزناه..كما حملت رسائل عديدة واضحة للجميع..مفادها أن هذا الشعب لايزال يحتضن مشروع الامة الواحدة..مشروع نهضتها واستقلالها..ولايزال الداعم الفعلى لكل من يحمل هذا الفكر ويجسد هذا المشروع..وهو يرفض لاجل ذلك فكر التفريط والاستسلام..فكر الانغلاق والجمود..ويتصدى لمشاريع التفتيت والتقسيم..مهما اتخذت من عناوين براقة.
لقد انعقدت بيننا..أيها الاخوات والاخوة..خلال السنوات الماضية والتى عرفتمونى فيها عن قرب..وخبرتمونى فى مختلف المواقف والمواقع..صلة حية مفعمة بالمعانى الوطنية والانسانية..جسدت حالة حقيقية للقاء الشعب مع واحد من أبنائه حمل هموم هذا الشعب..وعب ر عن رغباته وتبادل معه معانى الحب والانتماء.
وعملت خلال تلك السنوات..على ترسيخ القيم البناءة فى علاقتى بالمواطنين ..عبر الابتعاد عن الشعور بصاحب السلطة الى الشعور بصاحب المسوءولية.. وتكريس صورة المواطن قبل صورة الرئيس..بهدف الوصول الى مفهوم المواطن المسوءول..والمسوءول المواطن. واذا كان من نجاح فى ذلك..فانما يعود
الفضل فيه اليكم..الى شعب حى أصيل استوعب جوهر العلاقة بين المواطنة والمسوءولية.
وترسخت معها لدى قناعة لا تتزعزع بأن ما يحفظ سورية..وما يصون استقرارها .. ليس الثروات والامكانات المادية على أهميتها..بل التراث المعنوى
الغنى بجوانبه وقيمه المختلفة..لاسيما منها الجانب القومى.. بالاضافة الى المواقف السياسية السليمة التى تستلهم هذه القيم وتحقق أكبر قدر من الاجماع الشعبى. ولكى تكون المواقف كذلك..لابد من أن تنطلق من الشعب.. من أفكاره وطموحاته.. من مبادئه وعقائده.. ولابد أن تعبر عن مشاغله ومصالحه.. وهذا يستند الى القراءة الصحيحة لهذا الشعب لان النجاح فى قراءته.. أى فى قراءة الشعب.. هو نجاح فى روءية الواقع وهو الطريق للنجاح فى المهام الوطنية لاى مسوءول يكلف فى أى مهمة وطنية على الساحة الوطنية. وقد أثبت شعبنا عند المحطات التاريخية التى مررنا بها.. امتلاكه احساسا صادقا وروءية نافذة تجاه ما واجهناه من استحقاقات.. مكنه من تمييز الجوهرى من الطارىء.. والاصيل من الزائف. لذلك لم تكن مصادفة أن يعيش هذا البلد الصامد سليما معافى وسط هذا
المحيط الزاخر بالاضطراب. لم يكن مصادفة أن يتمتع بأرقى درجات الانسجام والاستقرار فى قلب هذه الامواج العاتية من الصراعات الدولية التى تكاد تغرق المنطقة فى حال من الفوضى العارمة..ويخوض معاركه بشرف واباء فى سبيل نهضة الامة واستقلالها مهما كلفه ذلك من ثمن.
أيتها الاخوات.. أيها الاخوة الاحبة..
لقد واجهنا فى السنوات الماضية.. تحديات صعبة.. ضغطت على مواردنا واستحوذت على جانب كبير من وقتنا وجهدنا..وقد جاءت هذه التحديات فى وقت كنا قد شرعنا فى عملية تطوير واسعة المدى والابعاد..كانت تتطلب هى الاخرى تعبئة طاقاتنا ومواردنا واستثمار الزمن بأقصى ما يمكن من فاعلية.
ولكن بمقدار ما شغلتنا هذه التحديات نفسيا وفكريا..وبمقدار ما استنفرت امكاناتنا وقوانا..بمقدار ما جعلتنا أصلب عودا وأكثر قدرة على المواجهة ..وهذا ما كان ليتحقق بهذه الدرجة من الثقة والثبات..لولا متانة مجتمعنا الذى صقلته التجارب والتحديات خلال العقود الماضية..فأضافت الى خصاله التاريخية ميزة الوعى الوطنى والقومى العميق..والروءية البعيدة الصائبة ..التى كانت بالنسبة لى السند الذى أعتمد عليه والبوصلة التى أهتدى بها فى أى قرار اتخذته كبيرا كان أم صغيرا.
ووضعنا نصب أعيننا أن تصب كل خطوة قمنا بها أو نحن فى صددها فى قوة الدولة ورفعتها.. فالدولة القوية هى التطوير وهى الاستقرار. والدولة لا تكون قوية الا بقوة مواطنيها النابعة من شعورهم بمواطنتهم والمرتكزة الى مشاركتهم جميعا وتحملهم المسوءولية حسب مواقعهم. والمواطنة والتشاركية لا تكتملان الا عندما نعرف واجباتنا بالقدر الذى نعرف فيه حقوقنا.. ومسوءولياتنا تجاه الاخرين بمقدار مسوءولياتهم تجاهنا.
وعلى ذلك كان المبدأ الذى انطلقت منه فى عملية الاصلاح الداخلى التى اعتمدناها وهو اشراك كل مواطن باعتباره فاعلا رئيسيا فيها..وحرصت لاجل ذلك على بناء علاقتى بالشعب على أسس ثابتة من الوضوح والشفافية بحيث تكون المعطيات الاساسية التى تبنى عليها سياساتنا بين أيدى الجميع وكذلك المبررات التى نستند اليها فى قراراتنا..والمعوقات التى تعرقل تنفيذها.
وكنت حريصا على احترام الشعب..من خلال حرصى على الصراحة والوضوح معه.. انطلاقا من قناعتى بأن انجاز أى أمر مرهون بمجموعة مركبة من العوامل
والاعتبارات..يأتى فى مقدمتها الدعم الشعبى للتوجه المطروح..ونجاحنا فى ذلك يرتبط بمواظبتنا على تزويد المواطنين بالمعلومات الصحيحة ليكونوا على صلة وثيقة بما يجرى..بالتوازى مع الحوار الصريح والمتواصل معهم لتشكيل قناعات مشتركة تشكل الداعم الاساسى لعملية التنمية.
وكان نقاش واسع قد جرى مع بدء عملية التطوير حول مفاهيم هذا التطوير وأسسه..والسرعة المطلوبة فى تحقيقه وترتيب الاولويات الوطنية بداخله.. وغير ذلك من مفردات النقاش الذى كان رائده طموح واسع من المواطنين لانجاز كبير فى زمن قياسى .
واختلفت الروءى وتباينت الاجتهادات.. وكان ذلك أمرا طبيعيا لان كلا منا يرى بأن مسوءوليته أن يقدم اسهامه فى هذا الشأن أو ذاك من شوءوننا الوطنية..ويجد فى نفسه القدرة على ذلك..وهو ما حرصنا على تشجيعه وتغذيته بكل رحابة صدر..لاننا وجدنا فى ذلك اغناء لتجربتنا التطويرية واطلاقا لها الى افاق أرحب. وبغض النظر عن واقعية بعض الافكار أو مثاليتها وعن منطقية بعضها الاخر أو عدم منطقيته..وبغض النظر عن أن من يرى عن بعد ليس كمن يكون فى قلب الحدث..وأن من يطرح فكرة ليس كمن يتخذ قرارا أو يتحمل مسوءولية تطبيقه..فاننى كنت أرى فى هذا النقاش الدائر عنوانا لحيوية شعبنا ودعما مباشرا لعملية الاصلاح الجارية..حيث أصبحت الساحة الاجتماعية ملتقى واسعا للحوار وتبادل الافكار التطويرية .
ولكن اذا كان التطوير يعتمد بشكل أساسى.. على ارادة المسوءول وروءيته.. وعلى أداء مواقع القرار فى الدولة.. أفرادا وموءسسات..فهذا لا يعنى أنه يمكن لعملية التطوير أن تقفز فوق الواقع الذى نعيش فيه..أو تتجاوز الحقائق التى تحيط بها.. وخاصة ما يرتبط منها بسياق تطورنا التاريخى وبالحالة الثقافية والاجتماعية والمفاهيم السائدة فى مجتمعنا..والتى تشكل الارضية التى يبنى عليها أى تطوير.. وهنا يصبح الحديث عن انجاز أى اصلاح أو تطوير مرتبطا بتغيير هذه الارضية أو بقائها الى حد كبير.. وتغيير هذه الارضية يرتبط بمدى رغبتنا وقدرتنا أيضا على أن نفرز ما يفيد وما لا يفيد من عناصرها..وعلى أن نعزز العناصر الايجابية التى تدفع عملية التنمية الى الامام..وتصون فى الوقت نفسه..استقرار مجتمعنا وأمنه الداخلى. وهذا كله يندرج كما هو معلوم..فى سياق عملية صعبة ومعقدة تتطلب جهدا كبيرا ووقتا طويلا.. وقبل كل شىء أدوات ملائمة .
وكل تلك الاعتبارات كانت واضحة فى أذهاننا ونحن نمضى فى مشروعنا الاصلاحى اخذين بعين الاعتبار مجموعة من الاولويات التى حددنا ترتيبها بحسب حيويتها والحاحها بالنسبة الى جماهيرنا من جهة.. وبحسب أهميتها فى تعزيز قدراتنا الذاتية من جهة ثانية.. وبحسب امكانية التقدم فيها بأسرع وقت ممكن.. ريثما يتم تذليل العقبات التى تعترض التقدم فى المجالات الاخرى..من جهة ثالثة. أى اعتمدنا ثلاثة أسس لوضع الاولويات.. وكانت الاولوية الاولى الواضحة من خلال التواصل المباشر مع شعبنا بقطاعاته المختلفة.. هى الهم المعاشى.. لذلك أولينا هذا الجانب الاهتمام الاكبر.. وحرصنا على اصدار القرارات الخاصة بزيادة الرواتب والاجور كلما توفرت الامكانات لذلك.. وهو ما سنستمر فيه وفق نهج مدروس.
طبعا دائما هناك حديث عن موضوع الرواتب وخاصة الان فى مرحلة الانتخابات والقسم. أنا لا أحب أن نربط هذا الموضوع بالمناسبات.
بالحقيقة هو حق لكل مواطن أن يفكر يوميا بتحسين وضعه المعاشى.. وحق لكل موظف فى الدولة أن يفكر كل يوم فى زيادة الراتب. بنفس الوقت.. هو واجب
على الدولة فى كل يوم أن تفكر فى تحسين الرواتب للموظفين والعاملين فيها.
ففى المرحلة الماضية.. لم نوفر فرصة عندما يكون لدينا مبلغ متوفر جارى.. يعنى يمكن أن يستمر دائما.. الا وقمنا بزيادة الرواتب بنسب مختلفة حسب
الامكانية. وعندما لم يكن يتوفر مبلغ جارى.. كنا نقوم باعطاء مبلغ لمرة واحدة على شكل منحة بمناسبة وبغير مناسبة.. بهدف أن نحاول مساعدة المواطنين أصحاب ذوى الدخل المحدود ولو مساعدة جزئية.. وخاصة اذا ارتبطت مناسبات معينة بحاجة لبعض المصاريف كالاعياد أو كبدء العام الدراسى.
فاذا سنستمر فى هذا الموضوع. ولكى لا نقول الان نحن نفكر فى هذا الموضوع.. نحن كل يوم نفكر به.. ومنذ أيام كنت أتحدث مع السيد رئيس الحكومة حول هذا الموضوع لنرى ما هى الامكانيات المتوفرة. وبكل تأكيد.. ومن دون مطالب.. عندما يتوفر مبلغ.. سنقوم بذلك بشكل الى لمصلحة المواطن ولمصلحة الدولة بنفس الوقت.
وكان قرارنا الاستراتيجى يقضى بضرورة بناء أسس متينة للاقتصاد الوطنى تلامس مختلف أوجهه..كى نتمكن من تحسين المستوى المعاشى للمواطنين بصورة
جدية ومستدامة.. مع الحفاظ على المكتسبات التى تحققت للشرائح الواسعة وتعزيزها.. لذلك باشرنا باتخاذ مجموعة من القرارات والتدابير الحاسمة والتى شكلت بمجموعها منعطفا فعليا فى تطورنا الاقتصادى .
وكانت نقطة البدء فى كل ذلك.. توفير المناخ السياسى والفكرى والتشريعى الملائم.. حيث صدرت القرارات السياسية التى هيأت البيئة المناسبة لاجراء التحولات الاقتصادية المطلوبة.. وفتحت المجال واسعا أمام حركية جديدة للاقتصاد الوطنى .
وتم اقرار مفهوم اقتصاد السوق الاجتماعى الذى يفتح المجال واسعا أمام المبادرة الفردية والاحتكام الى اليات السوق.. فى اطار قيادة الدولة للعملية التنموية.. وادارتها لحركة النشاط الاقتصادى.. وتهيئتها البيئة التنظيمية المحفزة.. وفى ضوء استمرار الدولة فى أداء دورها راعيا لحقوق الشرائح الشعبية.. بما يتضمنه ذلك من تحقيق العدالة الاجتماعية.. ومكافحة الفقر والبطالة.. وتدعيم شبكات الامان الاجتماعى .
أيضا كان هناك حديث وحوار كثيران حول موضوع مصطلح السوق الاجتماعى.. وكان معظم النقاش ينطلق مما نقرأه. طبعا هناك نظريات وهناك أفكار وهناك
أبحاث أكاديمية.. لكن بالنسبة لنا كدولة.. لا نخضع الا للمصلحة الشعبية.
أى لا يفرض علينا مصطلح.. أو شىء معين يجب أن نسير فيه. نحن نحدد أى مصطلح نريد وأى شكل لهذا المصطلح. تذكرون عندما كان هناك كتلة اشتراكية
كان هناك تناقض كبير بين الاشتراكيات الغربية والشرقية.. حتى ضمن الكتلة الشرقية كان هناك تباعد فى بعض الاحيان بين نمط الاشتراكية .
المهم..عندما يأتى أحد الينا ويقول .. هذا هو القاموس وهذا المصطلح يختلف عما تقومون به.. نقول له.. لا توءاخذنا هذا ما نريد وهذه مصلحتنا .
فاذا يجب أن ينطلق أى نقاش حول أى مصطلح نتبعه فى أى مجال من المجالات من تجربتنا ومن روءيتنا .
نأخذ بالتجارب الاخرى. بكل تأكيد هناك أشياء مشتركة كثيرة.. ولكن دائما هناك تفاصيل تختلف من بلد الى اخر يجب أن نضعها بعين الاعتبار. هذا ما نقوم به.. لذلك.. لكى لا يكون هناك تشويش..ليبق النقاش حول هذا الموضوع هو ضمن الموءسسات التى تحدد المصالح. عندها سنصل للمصطلح الذى يكون عليه أكبر قدر من الاجماع الشعبى.. والذى يحقق مصالحنا بعيدا عن أية تفسيرات أخرى .
وكان فى مقدمة المهام التى واجهتنا ضرورة ردم الفجوة القائمة بين متطلبات عملية الاصلاح وبين التشريعات النافذة.. أو غير الموجودة أساسا.. الامر الذى كان يشكل عائقا كبيرا أمام انطلاقة الاقتصاد . لذلك أصدرنا مئات التشريعات والقرارات التى شكلت قفزة واسعة الى الامام
ووفرت الاساس القانونى لتحقيق الاصلاح المنشود.. وجعلت الاصلاح يطال مختلف مجالات النشاط الاقتصادى ويغير مجمل الصورة الاقتصادية والمالية
والنقدية.. حيث تم اصدار قانون النقد الاساسى.. وتشكيل مجلس النقد والتسليف وادارته للسياسة النقدية..واعادة هيكلة المصارف العامة..وتعزيز دور المصرف المركزى. بالاضافة الى تطوير المالية العامة وتحسين الادارة الضريبية وتحرير التجارة وتعديل الرسوم الجمركية وتبسيط نظام سعر الصرف وتمويل الواردات .
أيضا حول موضوع التشريعات.. فى البداية كان هناك حماس لصدور التشريعات بعدد كبير.. هذا فى بداية مهامنا..لاحقا كان هناك حديث بين الناس لماذا
تصدر التشريعات ولا تنفذ. ونحاكم لماذا يصدر الرئيس تشريعات ولا تنفذ.
من ثم قالوا لى يجب الا يصدر الرئيس تشريعات ان لم تكن ستنفذ. كان جوابى.. لا.. أنا أسير بطريقة مختلفة . لا نستطيع أن نطلب من الناس أن يسيروا فى طريق وهو غير موجود. أولا علينا أن نفتح الطريق.. ومن ثم نطلب منهم أن يسيروا. ربما يبقى هذا الطريق شاغرا لسنة أو لسنتين..ولكن نقطع الطريق على أى جهة تحاول عرقلة الاصلاح أن يكون لديها المبرر.. كأن تقول لا توجد التشريعات الضرورية للانطلاق فى هذا العمل.
فاذا سنستمر فى هذه الطريقة.. وفى اصدار القوانين طالما أننا نشعر بالحاجة .
طبعا السرعة لها سلبيات..وهذه السلبيات لكى لا ننتظر ونقول سندرس الموضوع ومن ثم نتأخر سنوات. قلنا نصدر هذه التشريعات بالرغم من بعض الثغرات التى ربما.. وغالبا لا نراها فى البداية.. ولكن عندما نشعر بأن هناك ثغرة.. فعلينا أن نقوم مباشرة بتعديل هذا القانون. وهكذا كانت ديناميكية اصدار القوانين .
أيضا أضفنا شيئا مهما لكى نتلافى هذه الثغرات.. وما قيل فى البداية عن أنها لا تطبق. هناك أسباب كثيرة لانها لم تكن تطبق.. أسباب لها علاقة أحيانا بصياغة القانون وأحيانا بلغة القانون وأحيانا بالتعليمات التنفيذية. ما اتبعناه على مرحلتين .. المرحلة الاولى بدأنا نشاور الفعاليات المعنية فى هذا القانون..
الفعاليات الاقتصادية فى القانون الاقتصادى.. والصناعية فى القانون الصناعى.. والفلاحين فيما يتعلق بالزراعة.. وهكذا. طبعا ربما لم تكتمل هذه الالية.. ولكن بدأنا بها بكل تأكيد منذ بضعة أعوام.. ويجب أن نطورها لكى تصبح أكثر فاعلية. هذا يخفف من الثغرات التى من الممكن أن تظهر.
انتبهنا لاحقا لشىء اخر.. بأن القانون حتى لو ظهر بشكل أفضل لا يطبق.. وكنا نسمع حديثا موسعا عن موضوع خلل فى التعليمات التنفيذية. لاحظنا أن
التعليمات التنفيذية تصدر أحيانا مطابقة للقانون..والتعليمات التنفيذية مهمتها ترجمة القانون الى خطة عملية تطبق على الواقع. من منا الاقدر على مناقشة هذه التعليمات التنفيذية... انه المسوءول عن تطبيقها.. ربما الوزير فما دون.. ربما المدراء.. ربما الموظفون فى المستوى الادنى.
بدأنا موءخرا نطلب اصدار التعليمات التنفيذية بالنقاش مع هوءلاء الاشخاص لان الكثير من النقد كان يصدر من الموظفين حول التعليمات التنفيذية فاذا هناك الكثير من الاشياء يجب أن نقوم بها لتطوير هذه الاليات بالشكل الذى نتمكن به من الاسراع فى اصدار القوانين بأقل ما يمكن من الثغرات.
كما صدرت القوانين والقرارات التى أطلقت.. الى ميدان العمل.. المصارف وشركات التأمين الخاصة وسوق الاوراق المالية.. وتم فتح أغلب القطاعات الاقتصادية أمام المشروعات الخاصة..وأعطت الاجراءات الاصلاحية دفعة مهمة للاستثمار فى مختلف المجالات. وصدر العديد من القرارات الخاصة بتطوير القطاع العام.. ومعالجة أوضاعه الانتاجية والادارية والمالية.. بهدف تخليصه من المعو قات التى تحد من قدرته على المنافسة.. وهناك خطوات قريبة لتصحيح أوضاع القطاع العام الصناعى.. وسيشكل نفاذ القانون المالى الاساسى فى بداية عام 2008 نقطة تحول مهمة لمجمل القطاع العام.
كما عمدنا الى انشاء عدد من المدن الصناعية والمناطق الحرة التى نجحت فى استيعاب استثمارات واعدة.. وحققنا تقدما ملموسا فى مجال البنى التحتية.. والسكن الشعبى والشبابى.. وشرعنا بتنفيذ مشروعات كبرى فى مجال انتاج الطاقة وفى مجال الرى واستصلاح الاراضى. وسيكون من أولوياتنا تزويد قطاع الزراعة بمتطلبات النماء.. ودرء الانعكاسات السلبية عنه..لحيوية هذا القطاع للاقتصاد السورى.. وأهميته لاكتفائنا الغذائى وأمننا الوطنى .
وأشير هنا الى بعض الارقام والموءشرات التى تعكس ما حققناه فى الفترة الماضية من انجازات .
عادة لا يتضمن خطاب القسم مثل هذه الموءشرات.. لكن لاحظت أن أغلبنا..حتى العاملين فى الدولة.. لا يعرف الجزء الاكبر من هذه الارقام . وصل معدل النمو الاقتصادى الى 1ر5 بالمئة فى عام 2006 بدون الاخذ بالاعتبار تراجع النفط. اذ مع تراجع الانتاج النفطى يقدر بين 5ر6 الى 7 بالمئة.. وهذه الاحصائية ليست احصائية سورية.. أعتقد من صندوق النقد الدولى. يعنى هى حيادية.. ليس فيها نوع من التسويق أو التشكيك بأننا نحاول أن نجمل شىء.
هذا رقم جيد فى مثل هذه الظروف التى مررنا بها. الحقيقة.. هو أقل من الطموح.. لكن أعلى من التوقعات بالنسبة لهذه الظروف. ولكن ربما يكون معنا أشخاص يشاهدون على التلفاز ويقولون بأن هذا الرقم لم ينعكس على أنا كمواطن.. وهذا صحيح. فاذا.. علينا أن نسال أنفسنا سوءالا اخر.. الرقم جيد ولكن ما هو الانعكاس... فى هذه المرحلة التى كنا نمر بها.. وهى مرحلة تحول بالاضافة لظروف معاكسة للتطوير لابد فى البداية أن نبحث عن الرقم.. وطالما أننا استطعنا أن نحقق هذا المعدل فى مثل هذه الظروف.. فهذا يعنى أن لدينا اقتصادا متينا..ونحن قادرون على تفعيله أكثر..ولكن التحدى المستقبلى الان وفى المرحلة المقبلة هو أن هذا الرقم الذى انعكس على عدد معين من الاشخاص فى هذا الوطن.. أو شرائح معينة. التحدى الاكبر.. كيف نوسع الفائدة من هذا الرقم لكى تنعكس على الجزء الاكبر.. أو الشرائح الاوسع فى سورية. هذا هو التحدى المستقبلى.. وهذا بحاجة للكثير من التشريعات والاليات والافكار والابداع من المجتمع السورى ككل. وارتفعت الموازنة العامة للدولة الى 588 مليار ليرة سورية.. أى بزيادة 113 بالمئة عن عام 2000 .
ازدادت الرواتب والاجور فى القطاع الحكومى بنسبة تتجاوز ال 125 بالمئة.. مع العلم أن الدولة تقدم فى اليوم الواحد من الدعم للمحروقات فقط 750 مليون ليرة سورية.. يعنى هذا يظهر كم هى الدولة تسعى فعلا لتحسين وضع المواطن.. وأن كل ما لدينا نضعه من أجل تحسين الوضع المعاشى.. ولو أن الطريق مازال طويلا أمامنا .
وفى مجال الصحة.. جرى افتتاح 45 مشفى عاما بنسبة زيادة تصل الى 80 بالمئة و 350 مركزا صحيا و 30 مشفى خاصا.
وجرت تسوية الديون الخارجية الكبيرة.. وهذه كانت قفزة مهمة بالنسبة لمكانة الاقتصاد السورى اذ انخفضت من 106 بالمئة عام 2000 .. طبعا بالنسبة للناتج المحلى الاجمالى.. الى أقل من 8 بالمئة.. أى أن الديون كانت 20 مليار دولار. أما اليوم.. الديون فقط 3 مليارات دولار.. وصارت سورية من أقل دول العالم مديونية.
ازدادت الاستثمارات 12 ضعفا.. وارتفعت الصادرات السورية الى الضعف..أى الى 505 مليارات ليرة سورية .
أما على مستوى الاصلاح الادارى.. فقد بذلت جهود لاحداث تطوير هيكلى فى بنية الحكومة والعمل الحكومى..وكذلك فى تيسير الاجراءات الخاصة بمعاملات
المواطنين وتخفيف الصعوبات البيروقراطية..وتفعيل اليات العمل والتقييم والمراقبة.. واعتماد معايير موضوعية فى التوظيف. نقول بذلت جهود.. ولكن
لا نقول كم أنجزنا.. لكن نقول أين كنا نتوجه فى ذلك الوقت .
كما قمنا بخطوات واسعة فى مجال تطوير نظامنا التربوى والتعليمى.. عبر اقرار خطة متكاملة تهدف الى تطوير العملية التربوية.. بكل أبعادها.. ومعالجة أوجه القصور فيها وتجويد مخرجاتها.. واحداث قفزة نوعية فى المناهج ورفد قطاع التربية بالامكانات اللازمة من الناحية المادية والبشرية.. وفى اطار ذلك مثلا تم توسيع مرحلة التعليم الالزامى المجانى الى تسع سنوات.. وتم نشر المعلوماتية وأدواتها على نطاق واسع وبشكل مفتوح للجميع .
أيضا خلال السبع سنوات الماضية.. فى مجال التربية.. تم افتتاح أكثر من 2500 مدرسة.. وما يعادل 33 الف شعبة مدرسية.. ووصلت الزيادة بعدد
المدرسين وأعضاء الهيئة التعليمية الى 70 الفا خلال السبع سنوات الماضية.
وعلى المستوى الجامعى افتتحنا العديد من الجامعات العامة والخاصة والافتراضية والتعليم المفتوح.. كما تم افتتاح عدد كبير من الكليات فى مختلف المحافظات.. وكذلك العديد من مراكز الدراسات التخصصية .
أيضا بالنسبة لكليات وزارة التعليم العالى.. افتتحنا 50 كلية فى سورية استوعبت مئة الف طالب جامعى اضافى.. بالاضافة للجامعات الخاصة وعددها حوالى 8 وهناك جامعات خاصة فى طريقها الى الانشاء .
وتوجهنا الاساسى الذى سنركز عليه بعد هذا التوسع الكبير.. هو رفع نوعية التعليم العالى وتحسين جودته ووضع المعايير لضمان ذلك.. اضافة الى تحسين ظروف البحث العلمى.. والاستمرار فى بناء القدرات العلمية والتقانية.. واغناء الثروة الفكرية الوطنية.. من خلال تبنى سياسة وطنية ناجعة للعلوم والتقانات والابداع .
وعلى مستوى التأهيل والتدريب.. تم افتتاح العديد من المعاهد العامة والخاصة.. وفى مقدمتها المعهد الوطنى للادارة العامة.. والمعهد العالى لادارة الاعمال.. وبذلت جهود كبيرة من أجل تطوير الموارد البشرية والاستثمار فيها.. وتمت الاستعانة بالخبرات الدولية فى هذا الشأن.. ونعمل لكى يتحقق المزيد بحيث يصبح التأهيل المستمر عنوانا أساسيا فى خططنا الحكومية .
وعلى المستوى السياسى.. قمنا بانجاز عدد من الخطوات لتطوير البنية السياسية.. من خلال تطوير تجربتنا الديمقراطية باتجاه توسيع المشاركة السياسية.. واتاحة المجال لكل الطاقات الوطنية للاسهام فى البناء الوطنى.
حيث تم تطوير ميثاق الجبهة الوطنية التقدمية وتفعيل عملها.. وافساح المجال واسعا أمام الاحزاب الجبهوية لممارسة دورها فى قيادة الدولة.. فتم اصدار صحف خاصة بها وفتحت فروع لها فى المحافظات.. كما انضم الى الجبهة أحزاب جديدة أسهمت فى اغناء تجربتها .
وكانت قرارات الموءتمر القطرى العاشر للحزب.. نقطة انطلاق باتجاه تفعيل الاداء الجماهيرى والحكومى.. خاصة فيما يتصل بتوصياته بتوسيع المشاركة السياسية واصدار قانون للاعلام ومكافحة الفساد..بطبيعة الحال.. ان هذه الخطوات فى مجال التطوير السياسى.. على أهميتها.. هى أقل مما نطمح اليه.. حيث أعاقت ظروف عديدة بعض التوجهات السياسية التى كنا نرمى الى انجازها. وقد كانت الغاية العليا بالنسبة لنا.. وسط الفوضى العارمة.. التى يصد رها البعض الى منطقتنا.. وباتت تحيط بنا..الحفاظ على الامن والامان الذى يعيشه مواطننا وضمان الحياة المستقرة التى ينعم بها شعبنا.. فهما.. فوق كونهما مطلبا حيويا لكل مجتمع.. عماد السيادة الوطنية وأساس الكرامة وأصل الازدهار والتطور.
ان لدينا الارادة الاكيدة.. لتطوير تجربتنا السياسية.. انطلاقا من قناعتنا بضرورة افساح المجال واسعا أمام الجميع لممارسة دوره.. واغناء لمناخ الحرية والديمقراطية.. ونوءمن بأن الديمقراطية ليست جانبا واحدا فقط.. وانما هى مجموعة متكاملة من الجوانب التى تحتاج الى التطوير معا.. بما يستجيب لخصائص الشعب واحتياجاته.. وهى ليست هدفا بحد ذاتها بل أداة من أجل التطوير والازدهار.. وهذه الاداة تحتاج الى اعداد وظروف نهيئها لخدمة هذا الهدف.. ومن دون ذلك تفقد جوهرها كأداة للبناء.. وهذا ما عملنا وما نزال من أجل الوصول اليه.
لذلك فاننا نتطلع الى انجاز عدد من الخطوات التطويرية فى المرحلة القادمة التى نراها فى غاية الاهمية فى تدعيم بنائنا الوطنى. وفى مقدمتها اصدار قانون للاحزاب السياسية يعزز المشاركة السياسية ويرفد الحياة الديمقراطية.. وتشكيل مجلس للشورى من شأنه الاسهام فى العملية التشريعية وتوسيع دائرة اتخاذ القرار .. كما نعمل على تطوير قانون الادارة المحلية.. باتجاه مزيد من اللامركزية بما يضمن مشاركة المجتمعات المحلية فيما يخصها ويضمن الفاعلية والكفاءة فى وضع الخطط وتنفيذها..وكذلك نعمل على ايجاد حل موضوعى لاحصاء 1962 الذى حالت بعض الظروف دون اصداره.
أيضا كان هناك نقاش واسع حول هذا الموضوع.. موضوع التطوير السياسى.
الخطوة الاساسية كانت بالنسبة لنا هى الموءتمر القطرى العاشر. تذكرون ذلك الموءتمر وتلك التوصيات التى صدرت عنه.. وكان الموءتمر قد انعقد فى بداية الهجمة الشرسة التى تعرضت لها سورية فى ذلك الوقت. طبعا هذه الهجمة غيرت الاولويات بالنسبة لنا.. ولكن هناك جانبا اخر يجب أن نعرفه بالنسبة لالية التطوير. هناك المبدأ عندما نعلنه.. وهناك تطبيق هذا المبدأ.. سواء كان هذا التطبيق قانونا أو قرارا أو الية أخرى.
عندما نصدر المبدأ.. لا يعنى بأننا سنطبق هذا المبدأ غدا.. لان هذا المبدأ بحاجة الى ظروف معينة كى يكون قابلا للتحول الى عمل.. وقابلا للتطبيق مع الفوائد التى نرجوها منه. وأنا سوف أعطى مثالا فى مجال الاقتصاد. قانون المصارف. صدر قانون المصارف ولم يطب ق الا بعد أكثر من سنتين.. لماذا أصدرناه ونحن نعرف أننا غير قادرين على تطبيقه مباشرة... لان عدم اصداره كان يعنى بأن الدولة غير جادة فى توجهاتها الاصلاحية.. ونحن نعتبره جزءا أساسيا.. ومحورا.. فأصدرناه. أما التطبيق.. فكان له جانب تقنى.. كان هناك ظروف معينة برأى الخبراء السوريين والعرب والاجانب الذين كانوا يأتون الى سورية. كانوا يطرحون أفكارا مختلفة ومتناقضة ولكن الغالبية كانت تقول.. لا تستطيعون أن تبدأوا باطلاق البنوك أو المصارف الخاصة قبل أن تقوموا بهذه الخطوات التطويرية وفى مقدمتها المصرف المركزى. الحقيقة لم نتمكن فى نفس الوقت أن ننتظر كل الفترة التى طلبوها لكى نقوم بعملية الاصلاح كاملة.. لان ذلك يعنى أن الاصلاح لن يبدأ الا بعد سنوات طويلة. فقمنا باطلاق المصارف الخاصة.. واعتبرها البعض فى ذلك الوقت مغامرة.. ولكن الحمد لله نجحت هذه المغامرة.. ونحن نطور هذه التجربة فى كل يوم.
الكثير من الاشياء التى أقريناها كمبادىء بقيت فترة دون تطبيق حتى نهيىء الظروف. فى هذه الحالة.. بالنسبة لموضوع مقررات الموءتمر القطرى والجانب
السياسى.. كان هناك قرار طبعا.. ولو لم يكن هناك قرار لما أصدرنا هذه القرارات.. ولكن كان هناك عاملان.. العامل الاول.. نحن بحاجة لتهيئة الظروف.. وبحاجة لتجاوز الظروف الحرجة التى مررنا بها. بدأنا فى ذلك الوقت بالحديث عن بدء حوار وطنى على سبيل المثال.. ما هو قانون الاحزاب الذى نريده...وشكلت لجنة لكى تبدأ بدراسته.. ولكن فى الحقيقة..وكما قلت فى البداية.. أنا تعودت على الصراحة معكم.. لم يكن لدينا الوقت حتى لمناقشة أية فكرة لا بالنسبة لقانون الاحزاب ولا لغيرها.. وحتى فى مرحلة من المراحل.. حتى الاولوية كانت الاقتصاد.. لم يكن لدينا الوقت لمتابعة الوضع الاقتصادى.. كنا نخوض معركة مصيرية.. وكان لابد من أن ننجح فى هذه المعركة.. لم يكن هناك خيار أمامنا.
طبعا هذا العام أيضا.. عام 2007 .. هو عام مصيرى ..نحن طبعا فى النصف الثانى وبقى منه بضعة أشهر.. هذا العام وربما أشهر من هذا العام ستحدد مصير ومستقبل المنطقة وربما العالم كله. طبعا سيقول البعض.. كيف نحن نقول ان الاصلاح الداخلى لا علاقة له بالخارج... لماذا نربطه بالخارج... نحن نقول لا علاقة له بالخارج بالمضمون. نحن نحدد ما هو المضمون الذى نريده من خلال حوار وطنى.. أما التوقيت فيرتبط بالظروف السياسية أولا أى توفر الوقت المناسب.. ثانيا بمدى تأثرنا بهذه الظروف التى ستأتى.. أو ربما لا تأتى.. لا نعرف. نحن لسنا منعزلين.. ولا نعيش فى جزيرة.. نحن نتأثر بكل ما حولنا.. نتأثر بالعراق ونتأثر بلبنان.. ونتأثر بفلسطين.. وبأشياء أخرى.. ربما تكون أبعد. فتأثير هذه الامور أيضا يحدد الاتجاه الذى نسير فيه. فاذا نحن بالنسبة للاصلاح السياسى لا نقوم بقفزات..سنقوم بعمل تدريجى وندرس كل تجربة بالوقت المناسب.. عندما نرى ثغرات.. سنتوقف ونراجع ونوءجل.. ونغير الاتجاه. هذا هو الشكل الطبيعى. لدينا الان الف تصور لاصلاح سياسى واحد.. لا يجوز أن يعتقد كل شخص بأن هذا الاصلاح هو العمل الوطنى.. وكل اصلاح اخر لا يجوز.. أو أن هذه المرحلة يجب أن نصل اليها خلال عام بينما نحن نعتقد بأننا يجب أن نصل اليها خلال أعوام. يبقى هذا الخلاف.. ولكن ما أوءكد عليه بأننا سنتابع السير فى هذا
الاتجاه خاصة فى العام المقبل بعد أن تتضح الصورة بشكل كامل.
أما بالنسبة للاولويات فى الموضوع السياسى.. فطبعا كما قلت فى البداية بأن الاولوية هو الموضوع الاقتصادى بسبب حاجة المواطنين فى سورية.. ولكن ما قيمة الاقتصاد ان لم يكن هناك استقرار... ما حصل فى السنوات الماضية أن الوضع الامنى بظهور بعض العمليات الارهابية.. محاولات التدخل الخارجى.. الضغوطات على سورية وضعت الاستقرار فى المرتبة الاولى لانه من دون الاستقرار لا يوجد اقتصاد.. ومن دون الاستقرار والاقتصاد وتحقيق الاحتياجات الاساسية للمواطن ولاولاده من الصحة والطعام الى اخره.. بالاضافة للامن.. ما قيمة التطوير السياسى... فيجب أن تكون الاولويات واضحة. فى نفس الوقت مفهوم الاولويات لا يعنى واحد ثم اثنان ثم ثلاثة.. نحن نقول بالتوازى.. لكن مفهوم الاولوية هو مفهوم تركيز الجهود. أين نركز الجهود... نركز جهودنا بالوقت وبالتفكير.. بالموضوع الاكثر الحاحا بالنسبة للوطن.. هذا هو مفهوم الاولوية. لذلك نحن لن نتوقف فى عملية الاصلاح السياسى.. ولكن لن تكون هى الاولوية الاولى فى الظروف التى مررنا بها.
ان شاء الله أن تكون الظروف أفضل فى العام المقبل.. ونتمكن فعلا من انطلاقة واسعة.. خاصة أن الشعب السورى أثبت.. بالرغم من صعوبة نقل المعلومات فى ظل وجود هذه الفضائيات والهجمة الاعلامية الشرسة على عقله.. تمكن من تمييز الامور بشكل واع جدا.. وكما نقول بشكل صريح كأسرة واحدة.. لدينا ضعف فى نقل المعلومات.. ومع ذلك تمكن من القيام بهذا الشىء وحافظ على استقراره.
هذا يعنى بأن الشعب السورى مهيأ لعملية تطوير سياسى واسعة.. لكن يبقى أن تأخذ عملية النقاش وقتها الضرورى لكى نصل لتجربة فيها اجماع. لا يجوز أن نصل لتجربة توءدى للانقسام.
هذا من جانب. من جانب اخر.. موضوع احصاء 1962 كان هناك أيضا عدم معرفة بالنسبة للكثيرين فى سورية ما هو مضمون هذا الموضوع والاشياء
الاخرى التى تطرح. أنا كنت فى زيارة لمحافظة الحسكة عام 2..2 فى شهر اب.. والتقيت بكل الفعاليات.. كل الفعاليات من مختلف الشرائح من دون
استثناء تحدثوا عن هذا الموضوع.. قلت لهم .. لا توجد مشكلة.. سنبدأ به. طبعا كنا فى ذلك الوقت فى بدء المرحلة التى بدأت فيها الولايات المتحدة بالتحضير لغزو العراق.. وكنا فى مجلس الامن وكنا فى قلب المعركة.. لم يكن هذا الامر أولوية.. كان عمره أربعة عقود.. سرنا به بشكل بطىء.. ولكن كنا نتحرك.. وأتت حرب العراق وأتت الظروف المختلفة التى أيضا أوقفت الكثير من الامور بالنسبة للاصلاح الداخلى.. الى أن وصلنا الى عام 2004 وحصلت أحداث الشغب فى محافظة القامشلى.. ولم نكن نعرف تماما ما هى خلفية هذه الاحداث.. لان البعض حاول استغلالها لاهداف غير وطنية.. ولكن لاحقا اتضح بأن هذه الاحداث هى أحداث شغب لا علاقة لها بأى طرح غير وطنى.. ولو أن البعض حاول استغلالها. مع ذلك تم ايقاف الموضوع لاعادة دراسته بشكل واضح على خلفية هذه الاحداث.. وأعدنا تفعيله فى العام الماضى بمبادرة من الدولة.. قمنا باعادة تفعيله طالما أن الاحداث مرت ومر الزمن وواضح تماما أنه لا يوجد حالة غير وطنية. ولكن بقيت محاولة استغلال هذا الموضوع. أيضا هناك التباس بين موضوعين.. فهناك التباس بين موضوعين ..موضوع احصاء 1962 وهم الاشخاص الذين أعطوا الجنسية السورية لجزء من العائلة مثلا ولم يعطى للجزء الاخر.. وهو حق لهم. وهناك موضوع ما يسمى المكتومين.. كان هناك أيضا من يعتقد بأنهم جزء من المشكلة فى ذلك الوقت.
المكتومون هم أشخاص فى سورية من جنسيات مختلفة وليسوا على قيود سورية.. ليسوا على قيود السجل المدنى فى سورية أو أى سجل اخر. يعنى هو موضوع اخر. كان هناك من يمزج بين موضوع المكتومين وموضوع احصاء 1962 .
أيضا هناك من أتى الى سورية من جنسيات مختلفة.. ومعظمهم من الاكراد الذين أتوا من تركيا أو من العراق لاسباب معاشية سياسية أمنية وغيرها. هذا الموضوع لا علاقة لنا به. نحن نتحدث عن موضوع الاحصاء. فى المراحل الاخيرة تقريبا انتهى العمل التقنى بالنسبة للقانون. أين توقفنا... توقفنا.. قلنا نريد لكى نمنع الاستغلال.. نريد من كل الفعاليات المعنية بهذا الموضوع أن تعرف بأن الموضوع هو فقط موضوع احصاء 1962 .. لا نريد ان ننتقل من قضية احصاء 1962 لكى يقولوا لدينا بعد اربعين عاما هناك مشكلة اخرى.. مشكلة اسمها احصاء 2007 .. أو يكون هناك اشخاص لم يأخذوا الجنسية.
أنا أقول هذا الكلام.. لان هناك من يحاول أن يستغل هذا الموضوع مع الهيئات فى أوروبا ومع الوفود التى نلتقيها وتتحدث معنا فى هذا الموضوع.
واضح تماما بأن هناك من يستغلها. نحن نريد أن يصدر القانون بعد أن نكون قد اتفقنا على أن هذا القانون هو الحل الوطنى النهائى.. وأى طرح بعد حل موضوع الاحصاء يعتبر محاولة لهز استقرار الوطن. هذا هو الموضوع الان.. والمشاورات مازالت مستمرة.. عندما ننتهى من هذه القضية.. القانون موجود.. وهى قضية بسيطة.. وأعتقد أن هناك اجماعا وطنيا فى سورية حول ضرورة حل هذه المشكلة.
أردت أن أعطيكم فكرة عن هذا الموضوع. كيف نفكر ...فى قانون الاعلام.. لم نمر عليه.. ولكن طرح كثيرا. هناك مقترح فى وزارة الاعلام موءخرا حول ضرورة تعديل قانون الاعلام الحالى.. وأنا سمعت الكثير من الشكاوى من الاعلاميين وغيرهم حول عدم رضاهم عن قانون الاعلام الحالى.. فربما تكون هناك مقترحات سريعة فى هذا الاطار من وزارة الاعلام تدرس فى مجلس الشعب ومن ثم يتم اقرار هذا القانون. أعتقد هذه هى القضايا الاساسية .
طبعا مجلس الشورى هو موضوع اخر أوسع وبحاجة لنقاش أوسع.. لا يوجد لدينا الان تصورات. ولكن يجب أن يوضع هذا التصور لان هناك تجارب أخرى.. والتصور يجب أن يوضع بالتعاون مع كل موءسسات الدولة.. وأيضا أن يكون هناك حوار وطنى.. ما هو دور هذا المجلس... ما هو دور مجلس الشعب... كيف نوسع المشاركة من دون أن يكون هناك أى تناقض فى الصلاحيات... يجب أن يكون داعم لعمل مجلس الشعب وليس العكس. على كل الاحوال.. كما قلت.. هناك تجارب كثيرة نستطيع أن نستفيد منها .
أيتها الاخوات.. أيها الاخوة ..
ان ما أتيت على ذكره من أعمال قمنا بها وقرارات اتخذناها تمثل بعضا مما تم انجازه خلال المرحلة الماضية التى كانت حافلة بالعمل والانجاز.. وكانت مرتسماتها واضحة فيما تحقق على أرض الواقع من تطوير طال مختلف أوجه حياتنا الاقتصادية والاجتماعية والخدمية.. وقد هيأت لنا بمجملها الاساس المتين لتطوير الواقع المعاشى لشعبنا.. وحصنت استقرارنا الوطنى..ودع مت قدراتنا على الصمود والمواجهة.. وشكلت الارضية الصلبة التى ارتكزنا عليها فى اتخاذ قراراتنا الوطنية التى تهدف الى صيانة استقلالنا وضمان سيادتنا.. والاهم من ذلك كله.. فقد كان ما تم انجازه مرتكز الانطلاق نحو المستقبل.
وان هذا الذى تحقق.. لا يجعلنا نغفل عما لم نحققه.. وما نفذناه لا يجعلنا نعتقد أننا قمنا بكل ما كنا نخطط له.
هناك أمور لم نستطع تحقيقها بسبب أحداث أحاطت بنا وتحديات تطلبت مواجهات سريعة وملحة لها.. ومصاعب لم تتوفر الامكانات الموضوعية والذاتية لتجاوزها.. بعض من هذه الظروف يرتبط بالضغوط الشديدة التى مورست على بلادنا.. ومحاولات التدخل فى شوءوننا الداخلية.. بهدف كسر ارادتنا ودفعنا للتخلى عن حقوقنا وثوابتنا..واضطرتنا الى اعادة ترتيب العديد من أولوياتنا.. وتعبئة الكثير من مواردنا فى سبيل مواجهتها.. تحمل معها مواطننا العبء الاكبر والمباشر فيها.. وقدم بصبر وعزيمة كل ما لديه فى سبيل رفعة وطنه وكرامته .
وبعض من هذه المصاعب يرتبط بنا وبمعطياتنا الداخلية.. حيث كان فى مقدمتها البنية الادارية القائمة والتى لم تتطور بما يكفى من كفاءة لاستيعاب المهام المطروحة.. وكذلك افتقاد الكوادر الموءهلة لانجاز هذه المهام بما يلزم من فاعلية واتقان. وكان فى جملة المشكلات الاساسية التى واجهتنا ضعف العمل الموءسسى وفقدان المنهجية فى العمل.. وتشابك المسوءوليات.. وتراجع الاحساس بالحافز لدى البعض لاداء ما هو مطلوب منه. يضاف الى كل ذلك.. عدم ايضاح بعض التشريعات والقرارات التى تم اصدارها أو التسرع فى اصدار البعض منها دون دراسة وافية.. وعدم تنفيذ جزء منها بجدية ومسوءولية.. كما عانينا من ضعف البنية الاحصائية وقواعد البيانات وانعكاس ذلك على دقة تحليل الاداء والاستشراف.. يضاف الى ذلك ضعف اليات المتابعة والمراجعة والتقويم. وفوق ذلك كانت الزيادة السكانية المتسارعة تفرض علينا وعلى خططنا أعباء كبيرة. هنا نعود الى الرقم 1ر5 من النمو. لا نستطيع أن نتحدث أيضا عن الارقام من دون أن نعرف ما هى الزيادة السكانية. فالجزء الكبير من هذا الرقم يبتلع بالزيادة السكانية.. وهذا الموضوع لا تستطيع الدولة أن تفعل ازاءه أى شىء.. هذا موضوع اجتماعى.. يجب أن يكون هناك وعى اجتماعى لاهمية زيادة السكان ضمن الحدود المعقولة.. لكى يبقى النمو فى اطار فعلى وليس فقط فى اطار الارقام .
كما لابد من التوقف بعناية.. عند البنية الثقافية السائدة والذهنية التى تحكم تصرفات البعض منا والتقاليد السلبية التى لا تشجع على المبادرة والابداع.. ولا تدفع باتجاه احترام قيم العمل الجماعى والالتزام بروح الفريق.. وتوءدى بالتالى الى غياب ثقافة العمل لدى الكثيرين.. الامر الذى أعاق الانخراط الوظيفى والذهنى فى قلب مشروع التحديث الذى نقوم به .
على الرغم من كل ذلك.. فان لدينا العزيمة لتلافى جميع الثغرات وتجاوز عوامل القصور الذى انتاب بعض جوانب أدائنا.. ولدينا الطموح الواسع لتحقيق التنمية والازدهار فى مختلف جوانب حياتنا.. لذلك بدأنا الخطوات الاساسية بمشروعنا التنموى منذ عام 2006 ونعنى بذلك الخطة الخمسية العاشرة التى نعمل جادين على تطبيقها باشراك جميع الشرائح الاجتماعية والهيئات الوطنية.. انها استراتيجية تطوير شاملة ومتكاملة وتنطوى على برنامج اصلاحى متدرج.. وهى تعبر عن روءيتنا التنموية الوطنية لكل مناحى حياة المجتمع ومفاصل العمل فيه.. وتتلازم فيها القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والعلمية والثقافية وغيرها من المجالات.. لذلك لابد من ايضاح هذه التوجهات على مختلف المستويات كى يكون مسارنا واضحا أمام الجميع.. ولتكون محصلة أدائنا الجماعى متسقة باتجاه تحقيق أهدافنا التنموية.
ان أمامنا مهاما واسعة فى المستقبل تحتاج الى تكثيف جميع الامكانات لانجازها.. واعتبارها مرتكزات عملنا الوطنى فى المستقبل.. فى مقدمتها ايلاء الاجيال الناشئة كل الاهتمام والرعاية عبر تحصينهم ماديا ومعنويا.. والاهتمام بمستقبلهم العملى والمهنى.. ووضع قضية البطالة التى توءرق الاجيال الشابة فى أولوية اهتماماتنا خلال المرحلة القادمة.. وبالتوازى مع الانفتاح الواسع الذى نسير به فى سورية علينا العناية بتنشئتهم وثقافتهم وتعليمهم.. وترسيخ الملامح العربية الاصيلة فى شخصيتهم.. لكى يكون انفتاحنا ايجابيا وبناء .
وكمهمة ثانية.. لابد من استكمال الظروف الملائمة لتشجيع الاستثمارات وتنويعها.. وتوجيهها باتجاه القطاعات الواعدة فى بلادنا.. وتجاوز جميع المعوقات البيروقراطية التى تمنع ذلك.. لاسيما أننا طورنا القوانين الناظمة للاستثمار وقدمنا كل التسهيلات. وقد كان مشجعا رغم هذه الظروف.. أن تصل قيمة المشاريع الموافق عليها حسب قانون الاستثمار الى 470 مليار ليرة سورية وفى القطاع السياحى مئة مليار ليرة سورية. طبعا العبرة هى فى التنفيذ.. وعلينا أن نعمل جاهدين لكى تتحول كل هذه المشاريع الى أمر واقع على الارض .
ومن المهم اعتماد التخطيط الاقليمى فى سياساتنا التنموية.. لتوجيه مشاريعنا المستقبلية بالاتجاه المناسب.. من خلال وضع خارطة اقتصادية واجتماعية وتعليمية واستثمارية واضحة.. فى ضوء الاحتياجات من جهة والمهام الوظيفية لمناطق القطر المختلفة من جهة أخرى.. وفى اطار تحقيق تنمية متوازنة وعادلة تتكامل مع الاتجاه نحو اللامركزية الادارية فى خططنا الراهنة.. بما يضمن فى النهاية الكفاية التنموية الشاملة على صعيد كل منطقة ومحافظة.. وبشكل متكامل ومتناسق مع باقى مناطق ومحافظات القطر.
لا نقصد بالمنطقة التقسيم الادارى الاصغر من المحافظة.. وانما نقصد المنطقة بالمعنى الاوسع.. كأن نقول المنطقة الشرقية الجنوبية الوسطى..وهكذا .. أما فى التطوير الادارى.. فالتطوير الادارى هو الخطوة الاولى باتجاه أى تطوير اقتصادى فى البلاد. لذلك.. فان متابعة عملية التطوير الادارى.. وأتمتة الاعمال.. ونشر الثقافة الادارية الصحيحة.. وايلاء التأهيل والتدريب العناية اللازمة.. وارساء قواعد للشفافية والكفاءة.. يجب أن يكون فى مقدمة أولوياتنا .
طبعا بالنسبة للتطوير الادارى بالاضافة للعقبات التى ذكرتها فى البداية. فنحن أولا.. ما يجب أن نأخذه بالاعتبار.. أن ننتقل من توجه الى توجه اخر بنفس الكوادر.. وهذه الكوادر تعودت على نمط معين وعلى أسلوب معين. وبنفس الوقت لم يكن يوجد تأهيل بالنسبة للاتجاه الجديد الذى دخلنا به.
الجانب الاخر.. أن التطوير الادارى.. أو الادارة.. هى علم قائم بحد ذاته.. وهذا العلم لدينا ضعف كبير فيه.. وربما لا يكون موجودا بالمستوى المطلوب لتطوير دولة كاملة. ما قمنا به.. حاولنا الاتصال بعدد من الشركات الاجنبية المعروفة فى العالم وعددها محدود والتى لها تجارب تطويرية بالنسبة للشركات أو بالنسبة لدول.. وأذكر أننى التقيت بواحدة منها منذ عدة سنوات.. منذ سنتين أو أكثر بقليل.. وكانوا متحمسين للبدء فى عملية تطوير ادارى واسعة فى سورية. وبعد شهر أرسلوا لنا رسالة بأن الادارة الامريكية منعتهم من أن يقوموا بأية عملية تطوير فى سورية.
طبعا هناك شركات بالاساس لم تأت لنفس الاهداف ولنفس الاسباب. فاذا كان هناك حصار علينا حتى فى محاولات التطوير. مع ذلك.. هناك تجارب أخرى بدأنا الان نتوجه لها ولكن لم نقم بشىء فعلى حتى الان.. ربما يجب أن نبدأ بها بشكل عاجل.. هى الدول الاخرى التى قامت بخطوات تطويرية فى الشرق.. وماليزيا واحدة من هذه الدول. الاهم من أن تأتى بتجربة متطورة قد لا تتناسب مع سورية أو قد لا يتمكن الخبير الاجنبى من مواءمتها مع وطننا.. أن هناك دولا أخرى قامت بتجارب وانتقلت من ظروف مشابهة لظروفنا فى الوقت الحالى الى ظروف نحن نريد أن نصل اليها.. وهم وصلوا اليها الان. هذه الدول ربما تكون أقدر على اعطاء مقترحات موضوعية فى مجال التطوير الادارى. هذا ما سنسعى اليه.
والحديث عن التطوير الادارى.. يقودنا الى الحديث عن الفساد.. الذى يعتبر محط اهتمام الناس فى بلدنا.. لتأثيره المباشر وغير المباشر على الحياة الاجتماعية.. ولتحوله الى معو ق للاصلاح. وعلى الرغم مما يثار عن حجمه وأبعاده.. وعلى تباين الاراء فى هذا الشأن.. وعلى الرغم من الجهود المبذولة للحد منه ومكافحته.. فاننا مازلنا نحتاج الى اليات ناجعة لمكافحة الفساد. فالمحاسبة هى الية مهمة.. لكنها ليست كافية.. لذلك فان التطوير الادارى.. وتوسيع استخدام التقنيات الحديثة.. هى اليات مكملة.
أيضا فى السنوات السبع الماضية تحدثنا كثيرا عن الفساد.. وكان هناك الكثير من المقترحات. ولكن أضع النقاشات فى ثلاثة أصناف.. الاول وهو حقيقى فى مكافحة الفساد.. لا شك بأن الفساد وعلى المستويات العليا فى الدولة.. ان لم نقل بأنه غير موجود.. فنقول بأنه كوفح بشكل مرض تماما على المستوى الاعلى.. وأعتقد بأن ادراك هذه الحالة موجود بين المواطنين.
هناك حالة أخرى هى حالة.. لنقل بأنها وهمية ولا تحدد تماما أين هو حجم الفساد.. حيث أنه خلال السنوات السبع الماضية كان هناك المزيد من الحرية بالنسبة للنقد والتعبير.. ودخل الاعلام فى هذا الموضوع فأصبح الحديث فى الاعلام أكثر.. وهذا يعطى حجما أكبر لنفس الموضوع .
أما النقطة الثالثة.. وهى المكان الذى توسع فيه الفساد فعلا.. فهو الاقتصاد الذى توسع. عندما يتوسع الاقتصاد وتتوسع المصالح وتتوسع حركة الاموال ويتوسع الاحتكاك بين الدولة والمال من دون ايجاد اليات قوية لمكافحة الفساد.. فهنا يتوسع الفساد.. وهنا فعليا يتوسع الفساد. وهذا شىء اجبارى ان لم نقم بتطوير اليات لمكافحة الفساد.
حسنا.. كما قلت قبل قليل.. العقوبة ضرورية.. لكن العقوبة هى حل موءقت ولن يوءدى للنتائج التى نتوخاها.. لسبب بسيط.. لان أغلب الحالات لا يوجد ضدها دليل.. ولقد قمنا بتحويل العديد من الحالات والقضايا الى القضاء وتابعناها.. لكن لم يثبت وجود فساد بالرغم من قناعة الكثيرين بأن هناك فسادا. فاذا هذه حالة المحاسبة لا تكفى لوحدها بالرغم من ضرورتها .
وفى الوقت ذاته الفساد يطور نفسه.. الفساد ذكى وعادة يطور نفسه بشكل أسرع من تطور اليات الدولة.. حتى لو كانت الدولة تطور بسرعة. فاذا ما هو الحل الفعلى... الحل الفعلى هو كما قلنا بالادارة. فى الادارة.. ان كان لدينا ادارة جادة فعلا.. وكان هناك أتمتة.. وهناك اليات للاختيار.. وهناك اليات للتقييم والاختيار فلا يكفى أن نختار شخصا لانه جيد فقط.. وبعد فترة نكتشف أنه فاسد أو أنه يتحول الى انسان فاسد. فالتقييم أهم من الاختيار .
كل هذه الاليات ان توفرت ستعطى النتيجة التى تريدها.. وحينها حتى لو دخل شخص فاسد جديد الى الدولة فانه لن يكون قادرا على الفساد وعلى افساد الاخرين. لذلك الادارة هامة جدا.. وما نقوم به ببعض الحالات التى نكافح فيها الفساد والمعاقبة هى حالات موءقتة لم تعط النتائج. بنفس الوقت علينا أن نسال سوءالا لا نساله عادة.. هذا الشخص اذا كان فاسدا.. هل يعنى أنه تربى فى منزله أم لا... التربية هى جزء أساسى. الفساد قضية أخلاقية يجب أن نراها كمجتمع وليس فقط كدولة وكادارة وكسجن.. ربما يكون الاب والام غير فاسدين.. ولكن التربية غير صلبة.. لا يكفى أن نربى الانسان على بعض الاخلاق.. يكون فى البداية ملتزما بها وبعد فترة ينحرف. فاذا نحن نريد من كل أب وأم أن يربوا أولادهم تربية وطنية وتربية أخلاقية صلبة وبالتالى نرى.. وأنتم ترون.. هناك الكثير من الاشخاص يعيشون فى بيئة فاسدة ولكنهم شرفاء. هذا ما نريده. فاذا القضية قضية اجتماعية بنفس الوقت.. ولا يكفى أن ننتظر العمل من الدولة. طبعا هذا الطرح هو للمدى البعيد.
لا أتحدث عن المعالجة.. لان المعالجة السريعة هى من مهام الدولة. فاذا التربية منزل وتربية.. أى وزارة التربية والمدارس.. هذا ما علينا أن نفكر به.. كيف ندخل هذه المفاهيم.. وهى لا تختلف عن ادخال مفاهيم أخرى معيقة كفهم العمل الجماعى.. نحن نعمل بشكل فردى.. وغيرها من الامور الاخرى .
وحين نقول اليات شاملة لمكافحة الفساد.. فان ذلك يجب أن يمتد الى تحسين اليات المراقبة وتطوير الاعلام ودفع المشاركة المجتمعية الى الامام.. بحيث تصبح هذه القضية بين يدى المجتمع بأكمله.. خاصة أن الفساد قضية أخلاقية وتربوية بالدرجة الاولى.
ويجب أن نولى أهمية فعلية ودائمة لعملية التحديث القضائى.. وهو أحد المشاكل الكبيرة التى يشتكى منها المواطنون بشكل مستمر.. فالاستقرار القانونى هو أساس الاستقرار والعدالة فى المجتمع.. وهو العنصر الحاسم لتنمية قوية وسليمة.. وتحديثه يجب أن يطال التنظيم القضائى كاختيار القضاة وتأهيلهم على نحو عال.. واعادة هيكلة العمل القضائى بما يحقق الفاعلية والشفافية ويخفف البيروقراطية وتراكم القضايا.. بالاضافة لاحداث المصالح والمتطلبات القضائية لتغطى كل التجمعات السكانية.. ومراعاة التنوع والاختصاص.. وتحديث المحاكم الادارية والقضاء التجارى.. وأتمتة العملية القضائية.. وهذه طبعا مجرد نقاط علام. هناك تفاصيل أخرى يجب أن نسير بها .
ويجب ايلاء اللغة العربية.. وهذا الموضوع هام جدا وأول مرة أتحدث عنه..التى ترتبط بتاريخنا وثقافتنا وهويتنا كل اهتمامنا ورعايتنا.. بدأت بهذا الموضوع ووضعته فى خطاب القسم لان هناك تراجعا بالنسبة للغة العربية المرتبطة بالهوية العربية. ويجب ايلاء اللغة العربية التى ترتبط بتاريخنا وثقافتنا وهويتنا كل اهتمامنا ورعايتنا.. كى تعيش معنا فى مناهجنا واعلامنا وتعليمنا كائنا حيا ينمو ويتطور ويزدهر.. ويكون فى المكانة التى يستحقها جوهرا لانتمائنا القومى. وكى تكون قادرة على الاندماج فى سياق التطور العلمى والمعرفى فى عصر العولمة والمعلومات.. ولتصبح أداة من أدوات التحديث ودرعا متينا فى مواجهة محاولات التغريب والتشويش التى تتعرض لها ثقافتنا .
لقد أعطينا فى سورية اللغة العربية كل الاهتمام.. وتبوأت موقعا رفيعا فى حياتنا الثقافية منذ وقت مبكر.. ومطلوب منا اليوم استكمال جهودنا للنهوض بها.. لاسيما فى هذه المرحلة التى يتعرض فيها وجودنا القومى لمحاولات طمس هويته ومكوناته.. والذى يشكل التمسك باللغة العربية عنوانا للتمسك بهذا الوجود ذاته.
ويجب أن نتذكر أن دعمنا لتعلم اللغات الاجنبية للوفاء بمتطلبات التعلم والتواصل الحضارى مع الاخرين ليس بديلا عن اللغة العربية بل محفز اضافى لتمكينها والارتقاء بها.
وهنا يحصل الخلط.. أى أنا مهتم جدا بتطوير نفسى فى اللغات الاجنبية وأتحدث بعض اللغات بطلاقة ولا يوجد لدى مشكلة.. ومتحمس لهذا الشىء.. ولكن بنفس الوقت أنا حريص على اللغة العربية. أول سوءال أساله بعد أى خطاب ما هو عدد الاخطاء اللغوية التى قمت بها قبل أن أسال عن مضمون الخطاب.
علينا أن نركز بشكل مستمر على هذا الموضوع.
فى كل خطاب ننسى الكثير من الافكار ولكن لا أحزن. ولكن اذا عرفت بعدد من الاخطاء اللغوية وهى دائما موجودة فمع كل خطأ أشعر بالخجل. وأنا كلفت نائب رئيس الجمهورية للشوءون الثقافية الدكتورة نجاح العطار بهذا الموضوع منذ أشهر قليلة.. وبدأت بعقد الاجتماعات مع الفعاليات المختلفة فى الحكومة وخارج اطار الحكومة.. لوضع اطار عام.. لان الملاحظ تماما من خلال الانترنت والفضائيات وكل هذه الامور.. بدأنا نتأثر.. ومع الوقت اللغة العربية ستصبح أضعف.. وعندما تضعف اللغة العربية من السهل أن يضعف أى ارتباط اخر لنا سواء بالنسبة للوطن.. بالنسبة للقومية.. أو بالنسبة للدين.. هذه الامور ترتبط باللغة .
على كل الاحوال.. أيضا وزير التربية موجود معنا هنا ونبه منذ أسبوع حول هذا الموضوع لتداركه قبل بداية العام الدراسى .
ومطلوب منا جميعا.. أن نعمل على تفعيل دور المرأة أكثر.. وافساح المجال واسعا أمامها كى تكون عضوا فاعلا فى مختلف المجالات.. فنماء المجتمع وانفتاحه وتقدمه مرتبط بصورة أساسية بمقدار ما تتمتع به المرأة من حقوق بشكل فعلى وما تساهم به من واجبات فى حياة بلدها .
أقول بشكل فعلى وليس على طريقة الحصة الموجودة دائما للمرأة فى أى مكان سواء فى مجلس الشعب أو فى النقابات أو فى غيرها. نريد من المرأة أن تدخل بامكانياتها وبقناعة الناس بدورها الاساسى. فهذا الموضوع من المواضيع التى ترتبط على كل الاحوال بتطور المجتمع. لا نستطيع أن نتحدث عن تطوير المرأة ولا نطور المجتمع. هى جزء من هذا المجتمع .
على كل الاحوال.. هذه النقاط مجرد عناوين.. لو أردنا أن نتحدث بكل القضايا الداخلية سنتحدث لايام.. لكن ما أريد أن أقوله بأن ما قمنا به كما قلنا كان مرض بسبب الظروف. يعنى هناك شخص يسير واحد كيلو متر على طريق مستقيم.. بينما نحن نسير الواحد كلم ليس صعودا.. بل تسلقا فى مثل هذه الظروف.. واستطعنا أن نصل. لكن يجب أن نعرف أيضا بأن ما أنجزناه حتى الان هو الاسهل وليس الاصعب.. كما قلت فى البداية.. وضعنا أولويات.. واحدة من هذه الاولويات هى الاسهل. هذا الاسهل.. أسهل ربما لانه كان هناك توافق أكثر حوله فى المجتمع.. ربما لتوافر الامكانات البشرية والمادية للقيام به. ولكن بكل تأكيد هناك قضايا أخرى لم نطرحها. الان بنفس الالية وبنفس الظروف نستطيع أن نطور أكثر.. لكن أعتقد خلال فترة قصيرة سنصل الى حد معين.. وكل ما تحدثت عنه من محاور أو عن الخطة الخمسية لن يكون قابلا للتطبيق ان لم نبدأ باليات أخرى بالمزيد من التطوير.. بالمزيد من التعب.. بالمزيد من الحوار.. بالمزيد من التفكير
الجدى حول القضايا التى ربما تكون شائكة.. وهى كثيرة طبعا.. ربما أحيانا نصل الى مرحلة نشعر أن هناك تناقضا بين شريحتين أو بين جهتين.. فكيف نصل الى حل... حتى الان لم نبدأ بهذه القضايا الشائكة.. لذلك أعتقد بأن المرحلة المقبلة بحاجة للمزيد من الجهود. أما الشىء الذى أريد أن أوءكد عليه.. خاصة ما نسمعه بشكل مستمر عن دور الدولة بالنسبة للشرائح الاجتماعية.. تراجع دور الدولة.. ضعف دور الدولة.. الغاء الدعم..التحضير لالغاء الدعم.. كل هذا الكلام.. كلام اما تشويش أو اشاعات أو عدم معرفة. هناك حالة وحيدة لكى نلغى كل هذا الدور.. ونلغى الدعم عن المواطن.. ربما اذا صدر قرار من مجلس الامن تحت الفصل السابع عندها .... لا تستغربوا أن يأتى يوم يقولون أن دعم الفقراء هو دعم للارهاب.. كل شىء لم يعد مستغربا ....
أيتها الاخوات.. أيها الاخوة ..
باتت الاحداث المأساوية التى تضرب منطقتنا وشعوبنا جزءا من المشهد اليومى لاسيما فى العراق وفلسطين ولبنان.. وبتنا على قناعة.. بأن المجتمع الدولى يفتقد للارادة الجدية فى تنفيذ قراراته وتحمل مسوءولياته عندما يتعلق الامر بحقوقنا وقضايانا.. لان هنالك قوى كبرى تتحكم بمصيره.. لدرجة تجعل مثل هذا المجتمع غير موجود بالمعنى الذى نفهمه والذى تضمنته الشرعات الدولية. بل تجعل منه مجتمعا من العلاقات العامة القائم على قدر كبير من الخداع والتضليل.. تصور الامور فيه خارج سياقها الطبيعى وتقدم المشاريع بصيغة زائفة وتعمل الة الاعلام فيه على تشويه الحقائق والتشويش على العقول من أجل نسيان الحقوق







رد مع اقتباس
قديم 28-01-2011, 02:04 AM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
المحامي هلال حسين
عضو مميز جداً

الصورة الرمزية المحامي هلال حسين

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


المحامي هلال حسين غير متواجد حالياً


افتراضي رد: كلمات السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد

كلمة السيد الرئيس بشار الاسد التوجيهية في الدور التشريعي التاسع لمجلس الشعب
وجه السيد الرئيس بشار الاسد فى كلمة القاها فى الجلسة الاولى لمجلس الشعب فى دوره التشريعى التاسع التحية الى اعضاء مجلس الشعب وبارك لهم بالثقة التى منحتهم اياها جماهير شعبنا . واعرب عن تقديره للجهود التى بذلوها فى التعريف بمشاريعهم وافكارهم وعهودهم التى قطعوها على انفسهم بان يكونوا الصوت الصادق للناس على امتداد بلدنا . واكد السيد الرئيس ان مجلس الشعب هو المؤسسة التشريعية العريقة التى كانت على مدى التاريخ الحديث لوطننا مدرسة رائدة فى النضال الوطنى وحصنا منيعا فى الدفاع عن قضايا الشعب خاضت من خلاله القوى الوطنية اشرف ملاحم النضال ضد الاحتلال الاجنبى ومشاريع الهيمنة بمختلف اشكالها ورفضت بكل اصرار محاولات التدخل فى شؤونها الداخلية وافشلت سياسات الاحلاف التى رعتها القوى الاستعمارية . وقال السيد الرئيس .. ان المجلس نهض بمسؤوليات واسعة ارتبطت بتطبيق المرحلة الماضية والتحديات الموضوعية والذاتية التى تضمنتها وبذل اعضاؤه جهودا كبيرة فى دراسة واعداد واقرار عدد من التشريعات الملحة التى تتطلبها عملية التنمية التى تقوم بها وتستجيب لايقاع التطور السريع الذى يعيشه بلدنا . ودعا السيد الرئيس بشار الاسد مجلس الشعب الى تادية دور اكثر اتساعا فى المرحلة القادمة سواء فى مجال تقديم الافكار ام فى مجال ممارسة الدور الرقابى على المؤسسات التنفيذية وتعزيز العمل المؤسساتى فى ادائنا وثقافتنا الاجتماعية ووضع الاليات المناسبة لتجاوز الحالات السلبية فى اداء اجهزة الدولة ومكافحة مظاهر الخلل والفساد التى يمكن ان تظهر وردع المتجاوزين على مصالح الشعب ومحاسبة المقصرين فى تلبية احتياجات المواطنين . واكد السيد الرئيس بشار الاسد ضرورة اعطاء الاولوية فى توجهاتنا ومحاور عملنا للشرائح الاوسع من جماهيرنا التى تشكل العماد الاساس لمجتمعنا والسند الرئيس فى صمودنا كالعمال والفلاحين وصغار الكسبة الذين يعتبر تحسين اوضاعهم والحفاظ على مصالحهم وتعزيز مكتسباتهم الاساس الحقيقى للاستقرار الاجتماعى والاقتصادى والسياسى فى بلدنا . كما دعا الرئيس الاسد لايلاء شبابنا المفعم بالاندفاع والامل كل الاهتمام وتوفير البيئة الملائمة لتطوره وانطلاقه مشيرا الى انه لابد من متابعة خطانا الثابتة فى مجال تطوير واقع المرأة ورعاية الطفولة فى سبيل نماء مجتمعنا وضمان توازنه وسلامة مستقبله . واستعرض السيد الرئيس بشار الاسد فى كلمته المخاطر والتهديدات الموجهة للامتين العربية والاسلامية بشكل عام مؤكدا ان سورية رفضت كل الاسس والمبررات التى قدمت بهدف اشاعة الفوضى العمياء فى المجتمع العربى وصولا الى التشكيك والضياع الكلي . وقال.. ومن هنا كان رفضنا لغزو العراق ومانجم عنه من ماثم والام نرى فداحتها كل يوم ومن هذا المنطلق عملنا بكل امكانياتنا فى مواجهة المحاولات الرامية لتصفية معاقل المقاومة والتصدى لمشاريع التسوية المهينة لشعبنا والمناقضة لمصالحه وغيرها من المشاريع التى اتت تحت عنوان الشرق الاوسط الجديد او الكبير وماتتضمنه من اعادة تشكيل منطقتنا ليلبى المتطلبات الاسرائيلية . واضاف الرئيس الاسد.. ان سورية كانت هدفا للضغوطات التى لم تنقطع خلال الفترة الماضية وذلك بمحاولة لثنيها عن مواقفها ودفعها للتراجع عن خياراتها الاستراتيجية وفى حال فشل ذلك لحصارها وضرب استقرارها من خلال اتخاذ ساحات الصراع المفتوحة حولها ذريعة من جهة واداة من جهة اخرى للنيل من مكانتها ودورها فى محيطها العربى والاقليمى وكانت سياسات الاغراء والوعيد اسلوبا مطروحا باستمرار عبر وسائل متنوعة مباشرة او غير مباشرة . واكد السيد الرئيس بشار الاسد ان سورية تدعم اى خيار يحقق التوافق اللبنانى ويمثل لبنان الشعب والدولة لتجاوز الازمةالراهنة وان الاستقرار فى لبنان هو استقرار لسورية والسلام فى لبنان هو سلام لسورية.. وخاصة بعد الحرب على العراق والتداعيات الاخيرة فى العراق اصبح السلام فى لبنان هو سلام للمنطقة ولم يعد محصورا فى الاطار الجغرافى الضيق . وقال الرئيس الاسد ان سورية ستظل امينة فى العمل من اجل مصلحة لبنان بجميع فئاته ولن تتخلى عن واجبها القومى فى تقديم كل المساعدة للشعب اللبنانى الشقيق فوشائج القربى وروابط التاريخ المشترك وحقائق الجغرافيا اكبر من ان تؤثر فيها بعض الاصوات الموتورة او بعض السياسات المأجورة ونؤكد لكل من لم يتعلم من دروس الماضى وخاب امله فى سير الاحداث فى الحاضر ان هذه العلاقة بين البلدين اقوى من ان يتم النيل منها . وقال السيد الرئيس بشار الاسد ان الاغراء لم يكن ليلبى متطلباتنا الوطنية والقومية وما كان للوعيد ان يرهبنا بالتخلى عن ثوابتنا على الرغم من كل ما رافق ذلك من حملات اعلامية مزيفة وتصريحات مسعورة لتشويه صورتنا وتزييف موقفنا ولمواجهة ذلك كان موقفنا ثابتا وسياستنا واضحة والنتائج كما توقعناها عندما كنا نتحدث بالتفاصيل عما سيؤول اليه الوضع . واضاف الرئيس الاسد انه فى المسالة العراقية وقفنا ضد الحرب ورفضنا الاحتلال واعلنا ضرورة وضع جدول زمنى لانسحاب قوات الاحتلال واكدنا حق الشعب العراقى فى المقاومة مع دعم العملية السياسية فى العراق على قاعدة عدم استبعاد اى مكون من المكونات الوطنية للشعب العراقى كما عبرنا عن استعدادنا لاداء دورنا فى اقامة الحوار الوطنى العراقى ليس ارضاء لاحد بل لايماننا فى تحقيق الاستقرار لابناء الشعب العراقى وفى المنطقة مؤكدا ان سورية تعمل من اجل مساعدة الشعب العراقى لتجاوز محنته وليس من اجل مساعدة قوات الاحتلال للخروج من ورطتها . واضاف السيد الرئيس ان المحكمة ذات الطابع الدولى موضوع خاص بين لبنان والامم المتحدة ولا نرى اننا معنيون بها بصورة مباشرة . وقال الرئيس الاسد انه بالنسبة للمحكمة الدولية واى قرار يصدر عن مجلس الامن فان اى قرار وطنى هو اعلى من القرار الدولى ولكن بنفس الوقت نوضحها بشكل اكبر لان هناك من يقول سورية وقعت على ميثاق الامم المتحدة وهنا هى النقطة بأننا وقعنا على ميثاق الامم المتحدة ولم نوقع على مصالح الولايات المتحدة وباقى حلفائها . واضاف الرئيس الاسد اؤكد مرة اخرى اننا غير معنيين بأى ملاحظات وبأى رأى تجاه هذه المحكمة . واكد السيد الرئيس بشار الاسد ان سورية بذلت كل الجهود الممكنة لوأد الفتنة الداخلية الفلسطينية وعملت مع الاخوة الفلسطينيين من اجل تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية . واوضح الرئيس الاسد ان فى مقدمة اولوياتنا كدول عربية تقديم العون لحكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية ورفع الحصار الدولى المفروض عليها وعلى الشعب الفلسطينى .اكد السيد الرئيس بشارالاسد خلال كلمته .. ان ممارسات اسرائيل توءكد عدم مصداقيتها فى التوجه نحو السلام وان نواياها تتجاوزحقوق الشعب الفلسطينى وحقوق الشعب العربى بصورة عامة . وحول حق العودة للاجئين الفلسطينيين اشار الرئيس الاسد الى انه لا يحق مناقشة هذا الموضوع لانه حق للاجئين الفلسطينيين انفسهم وليس حقا للفلسطينيين من غير اللاجئين وانه لن تكون فى العالم قوة قادرة على الغاء هذا الحق مادام اللاجىء يريد ان يتمسك به ويجب عليه ان يدافع عنه بكل قوة . واكد السيد الرئيس بشار الاسد ان ممارسات اسرائيل تؤكد عدم مصداقيتها فى التوجه نحو السلام وان نواياها تتجاوز حقوق الشعب الفلسطينى وحقوق الشعب العربى بصورة عامة. وحول حق العودة للاجئين الفلسطينيين اشار الرئيس الاسد الى انه لا يحق مناقشة هذا الموضوع لانه حق للاجئين الفلسطينيين انفسهم وليس حقا للفلسطينيين من غير اللاجئين وانه لن تكون فى العالم قوة قادرة على الغاء هذا الحق مادام اللاجىء يريد ان يتمسك به ويجب عليه ان يدافع عنه بكل قوة. كما اكد السيد الرئيس بشار الاسد ان اسلوب اسرائيل فى التعامل مع السلام غير مستغرب لنا فى سورية حيث ان تجربتنا مع الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة اثبتت ذلك. ونفى الرئيس الاسد وجود اى اتصالات مع اسرائيل فى هذا الشأن سرية او علنية او غيرها لان اسرائيل غير ميهأة سواء على المستوى الرسمى او الشعبى للسلام العادل والشامل الذى يحتاج تحقيقه الى قيادات قوية تستطيع اتخاذ القرارات الحاسمة بالاضافة الى رأى عام ناضج فى اسرائيل لدفع الحكومات بهذا الاتجاه. وقال الرئيس الاسد ان موقفنا من عملية السلام كان ولايزال واضحا وحاسما وثابتا فتحقيق السلام يجب ان يرتكز الى مجموعة من الاسس وفى مقدمتها وجود معايير لعملية السلام واستعداد جميع الاطراف للالتزام بمرجعية هذه العملية منذ انطلاقتها فى مدريد عام 1991 وهى مبدأ الارض مقابل السلام والقرارات الدولية /242/ 338/ الصادرة عن مجلس الامن. ووافق مجلس الشعب بالاجماع على رسالة القيادة القطرية لحزب البعث العربى الاشتراكى المتضمنة ترشيح الدكتور بشار الاسد لمنصب رئيس الجمهورية لولاية دستورية جديدة. كما وافق بالاجماع على تشكيل لجنة خاصة لدراسة رسالة القيادة القطرية واعداد التقرير اللازم لرفعه الى المجلس لمناقشته واقراره . ومتابعة لاستكمال الاجراءات الدستورية لهذا الحدث التاريخى الهام اصدر السيد رئيس مجلس الشعب القرار رقم 63 تاريخ 10/5 بدعوة مجلس الشعب لعقد دورة استثنائية تخصص لدراسة رسالة القيادة القطرية. كما اكد السيد الرئيس بشار الاسد ان محاولات عزل سورية فشلت واثبتت الوقائع ان من يريد ان يعزل سورية فهو يعزل نفسه عن قضايا المنطقة لان سورية لها دورها ومكانتها وهذا لم يأت منة من احد بل فرضه موقعها وتاريخها ونضالات شعبها . واكد الرئيس بشار الاسد ان عملية السلام تتطلب وجود راع نزيه ومهتم بانهاء بؤر التوتر فى المنطقة ويمتلك رؤية واضحة وموضوعية لقضاياها وقال ان هذا الراعى الان غير موجود بهذه المواصفات. واشار الرئيس الاسد الى ان سورية تشجع من يريد ان يلعب دورا فى عملية السلام وتشرح له موقفها المبنى على وجود راع نزيه ومعايير معينة وعودة الارض حتى خطوط عام /1967/ وهذا موضوع لاتفاوض بشأنه موضحا ان جميع الوسطاء لم يستطيعوا ان يأخذوا من اسرائيل تعهدا بالمطالب السورية. وقال لم نكلف احدا بان يفاوض نيابة عنا . واضاف الرئيس الاسد ان السلام لدى سورية هو هدف استراتيجى وليس تكتيكا وان السلام عندنا دعوة مبدئية تعبر عن ارادتها ويقينها وعملها على استعادة ارضها.وقال السيد الرئيس بشار الاسد ان سورية مع الانفتاح على الجميع وتسعى لعلاقات جيدة ومتوازنة مع الجميع ونحن مع الحوار الذى يحترم عقولنا وارادتنا والعلاقات التى تحترم سيادتنا. واضاف .. اننا مع الحوار دون شروط مسبقة ودون التنازل عن الحقوق والكرامة.. الحوار الذى لايحتمل الخضوع للاملاءات او مسايرة الاخرين على حساب مصالحنا. قال السيد الرئيس بشار الاسد ان تماسك الشعب ووحدته خلف عناوين وطنية كبيرة واستعداده للبذل والعطاء يجعله قادرا على فرض وقائع جديدة على الارض اكثر رسوخا لايمكن تجاهلها او القفز من فوقها. واوضح الرئيس الاسد ان قوى امتنا الحية تمكنت من كسر شوكة المؤامرات غير ان المؤامرات لم تنته بل تتجدد فصولا يوما بعد يوم لذلك لابد من اليقظة والحذر ورص الصفوف ودرء اسباب الفرقة والانقسام داخل صفوفنا ولابد من التصدى لكل الاصوات الخارجة على اجماع شعبنا والتى ترمى الى الخنوع والاستكانة والارتباط بمشاريع الاخرين . وقال الرئيس الاسد علينا ان نعزز علاقاتنا مع اشقائنا العرب الذين يقاسموننا الامنا ومصيرنا.







رد مع اقتباس
قديم 28-01-2011, 02:06 AM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
المحامي هلال حسين
عضو مميز جداً

الصورة الرمزية المحامي هلال حسين

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


المحامي هلال حسين غير متواجد حالياً


افتراضي رد: كلمات السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد

كلمة الرئيس الاسد في محافظة دير الزور
السيد الرئيس بشار الاسد خلال لقائه أهله واخوانه فى ديرالزور كلمة فى الجماهير المحتشدة قال فيها..
أحييكم تحية الاخوة.. تحية القوة.. أحييكم تحية العروبة وأعبر عن سعادتى الكبيرة بلقائى معكم اليوم وباستقبالكم الحافل فى هذا اليوم الربيعى المشرق كاشراقة وجوهكم والصافى كصفاء قلوبكم.. انها لحظات مميزة وخاصة بالنسبة لى.. أكبر من أن توصف انها لحظات رائعة يشعر فيها المرء بأنه بين أهله الكرام واخوته الاعزاء. انها لحظات رائعة مليئة بالمحبة والصدق والوفاء. هذه هى شيم الشعب العربى السورى وهذا هو شأنكم يا أبناء ديرالزور الميامين هذا هو شأنكم وهكذا كان اباؤكم واجدادكم عبر المراحل الطويلة والمفاصل المختلفة التى مرت بها سورية عبر العقود الماضية قبل الاستقلال وبعد الاستقلال ولا ننسى كيف تمسك الاباء والاجداد وأنتم اليوم بالوطن وكيف تتمسكون بعروبتكم وبأمتكم. وأضاف الرئيس /الاسد/.. لقد قدمت هذه المحافظة الكثير ولا ننسى أيام المحتل الفرنسى الثورات المختلفة كالعنابزة والبوخابور والشلاش والتى انطلقت فى مواقع مختلفة فى مدينة ديرالزور والبوكمال والميادين والحجير والضيعة وغيرها من المواقع والمناطق والقرى فى ديرالزور بالتوازى مع شقيقاتها من الثورات فى المحافظات الاخرى فى سورية. وقال الرئيس/الاسد/.. ان سورية والمنطقة العربية والشرق الاوسط تمر اليوم بمفصل اخر قد لا يقل خطورة عن المفاصل الاخرى التى مرت بها المنطقة من خلال مشاريع استعمارية احتلالية تدميرية تهدف الى تفتيت منطقتنا وخلق سايكس بيكو جديدة. وما نراه الان فى منطقتنا بشكل عام هو الصراع بين احتمالات نجاح هذه المشاريع واحتمالات فشلها اى بمعنى أوضح ما نراه هو احتمالات فشل مشروع الشرق الاوسط الجديد والنتائج حتى الان تبدو ليست فى صالح هذا المشروع وما نراه الان فى الشرق العراق المقاوم وفى الغرب لبنان المقاوم وفى الجنوب الشعب الفلسطينى المقاوم ونحن فى سورية لسنا فى الوسط وانما فى القلب والفرق كبير بين الوسط والقلب من كل هذه الاحداث. وأضاف الرئيس/الاسد/.. علينا أن لا نستخف بأعدائنا وخصومنا بالرغم من فشلهم فدائما لديهم أوراق يخرجونها فى اوقات مختلفة من أجل اعطاء الحياة لمشاريعهم الميتة والان ما نراه فى منطقتنا هو الورقة الاخيرة التى يلعبونها وهى ورقة الفتنة والتفتيت وبالتالى يتحول المقاوم لكى يقاتل المقاوم الاخر والمقاوم يدافع عن المحتل بدلا من أن يقاتل المقاوم دفاعا عن المقاوم ويقاتل المحتل.. هذا هو مشروعهم. وقال الرئيس/الاسد/.. طبعا أنا لست قلقا على سورية عندما أتحدث فى هذا الاطار.. أنا لست قلقا على سورية لاننا جربنا هذه الالغام فى الماضى ونجحنا بوعى المواطن السورى وبوطنيته وبقوميته ولكن ما هو مطلوب منا الان ان نساعد اخوتنا العرب فى بعض المناطق وخاصة فى العراق على تجاوز هذه الالغام وبأسرع وقت ممكن وأنتم على احتكاك مع اخوتكم فى العراق بشكل مستمر وتتعاطفون معهم وتقفون معهم كما يقف كل مواطن فى سورية مع الشعب العراقى المقاوم. وأضاف الرئيس/الاسد/.. فاذا مسؤوليتنا كبيرة ليس داخل حدودنا وانما خارج حدود سورية وكل هذا بحاجة الى مزيد من الجهد والمزيد من العمل وهذه الزيارة فى جانب من جوانبها تعنى بأننا كلما شعرنا باشتداد الضغوط واشتداد وطأة الظروف فى الخارج علينا أن نكرس جهودنا الى الداخل وأن نزيد من وتيرة التطوير فى بلدنا. وقال الرئيس/الاسد/.. أيها الاخوة والاخوات.. هذه الزيارة لها معان عميقة جدا ولها دلالات كثيرة . طبعا لها جوانب كثيرة الجانب الاول هى فرصة لى لكى أطلع ميدانيا على مشاريع التنمية فى المحافظات المختلفة ولكى التقى بالمواطنين بشكل مباشر وبالفعاليات ولكى أستمع منهم عما يدور ويجرى فى مناطقهم ولكى أستمع من العاملين.. من المواطنين.. من الفعاليات لمشاكل التنمية فى المحافظة.. فى المدن.. فى الريف لمقترحاتهم وتصوراتهم.. فعملية التنمية هى عملية مشتركة بيننا جميعا كدولة وكشعب فهى فرصة هامة لى للاطلاع.. وطبعا بعد أن التقى بكم وأحييكم سأنتقل لمتابعة الجولة والاطلاع على المزيد من المشاريع ولاحقا سالتقى بالفعاليات أبناء هذه المحافظة لاستمع منهم عن بعض هذه المشاريع التى لم تسمح لى الفرصة اليوم بالاطلاع عليها وسنحاول أن نقدم الدعم العاجل لزيادة وتيرة التنمية فى محافظة ديرالزور وسنوجه بازالة كل العقبات التى تعترض مشاريع التنمية الحيوية بشكل مبدئى والتى اطلعت عليها أو التى سأسمع عنها خلال هذه الزيارة وكما تعلمون هناك مشروع هام وضع فى الخطة الخمسية هو مشروع المنطقة الشرقية وهو لن ينعكس فقط على المنطقة الشرقية.. ليس الهدف منه فقط محافظة ديرالزور والرقة والحسكة وانما هو مشروع سينعكس بشكل مباشر على كل المحافظات السورية من دون استثناء خاصة دمشق وحلب.. وديرالزور لها الموقع الاساسى فى هذا المشروع لامكانياتها وموقعها فى منطقة الجزيرة هذا جانب من جوانب الزيارة أما الجانب الاخر لهذه الزيارة فهو كى نعطى رسائل للاخرين ونقول لهم بأن المفاهيم والمصطلحات التى تطلقونها تجاه منطقتنا هى مفاهيم وهمية لا قيمة لها وعلى سبيل المثال مصطلح العزل.. يتحدثون عن عزل سورية وحاولوا اقناع العالم بأنهم تمكنوا من عزل سورية وكادوا يقنعوننا أو أرادوا أن يقنعونا بأننا انعزلنا حتى عن أنفسنا.. نحن نقول لهم بأن هذا المصطلح ينجح فى حالة واحدة عندما تكون الجذور خارج الوطن.. عندما تكون هذه الجذور مزروعة فى الخارج وتسقى فى الخارج وتغذى فى الخارج.. عندها يقطعون عنها الماء فيسقط اصحابها.. أما عندما تكون هذه الجذور فى داخل الوطن وتغذى من قبل الشعب وتنمى من خلال عاداته وتقاليده وتاريخه فهى لا تعزل الا من قبل الشعب فقط.. والشعب يفتح ذراعيه لكل من يعمل بصدق واخلاص من أجل خدمته. وأضاف الرئيس/الاسد/.. أما الجانب الثالث لهذه الزيارة فهو أننى من خلال اللقاء معكم أستمد القوة والعزيمة والثبات على المواقف فلا وجود لدولة قوية ولا وجود لمسؤول قوى بوجود شعب ضعيف والوطن الذى يمتلك شعبا كالشعب العربى السورى العظيم لا خوف على مستقبله والمسؤول الذى يتحمل مسؤولية شعب من هذا النوع عليه أن لا يخاف من اى شىء على الاطلاق. أحييكم أيها الاخوة والاخوات وأتمنى أن تنقلوا تحياتى لكل مواطن فى هذه المحافظة.






رد مع اقتباس
قديم 28-01-2011, 02:08 AM رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
المحامي هلال حسين
عضو مميز جداً

الصورة الرمزية المحامي هلال حسين

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


المحامي هلال حسين غير متواجد حالياً


افتراضي رد: كلمات السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد


الرئيس الاسد يلتقى ابناء محافظة السويداء ويتحدث اليهم

الثلاثاء, 28 تشرين الثاني , 2006

القى الرئيس / الاسد / كلمة امام الجماهير التى احتشدت امام مبنى المحافظة قال فيها..



اخوتى واخواتى ابناء محافظة السويداء الغالية اهالى هذا الجبل الشامخ جبل العرب الاشم.. منذ حللت بينكم هذا الصباح وانا اشعر بسعادة غامرة.. اشعر بسعادة كبيرة لما لمسته.. ما شعرت به وما رأيته من حب دافق.. حب غامر دافق من قلوبكم.. اشعر بسعادة غامرة للمحبة الصادقة التى اراها على وجوهكم الطيبة.. اشعر بالفخر لوفائكم.. لولائكم.. لشهامتكم.. لوطنيتكم.. كل هذه الصفات ليست غريبة عن هذه المحافظة.. عن اهلها..عن شبابها.. عن نسائها.. عن شيوخها.. عن اطفالها.. عن بيوتها.. هذه الصفات

ليست غريبة عن عاداتها وتقاليدها التى تراكمت وترسخت وتكرست خلال مئات السنين.. ورأيناها ورأينا تأثيراتها الايجابية خلال القرون الماضية فى المفاصل الوطنية الهامة قديما وحديثا وبشكل خاص خلال السنوات القليلة الماضية.. هذه الصفات وهذا التفاعل الرائع هو ما نفخر به فى سورية ونطلق عليه اسم الوحدة الوطنية التى نعتز بها ونفخر بها على امتداد التراب الوطنى فى سورية. هذه الوحدة الوطنية التى نفخر بها ترسل الرسائل المختلفة فى كل الاتجاهات.. ترسل الرسائل للاعداء والعملاء المأجورين لان السويداء بلد البازلت هى صخرة بوجه المخططات المعادية.. فسورية هى صخرة وطنية عصية على الاختراق والسويداء هى الصخرة الاقوى فى هذه

القلعة.

هذه اللوحة الجميلة ايها الاخوة والاخوات تؤكد بما لا يقبل الشك بان الدولة القوية وبان الحكومة القوية هى الدولة التى تضع مبادىء الشعب

وتطلعاته نصب اعينها وهى التى تجعل من مصالح الشعب جوهرا لسياساتها وهذا ما ثبت بالواقع وعلى كل الاصعدة.. خاصة فى السنوات الاخيرة وفى هذا العام تحديدا.. وهذه اللوحة وهذا التفاعل هى السويداء.. هى سورية.. هى العروبة.

ايها الاخوة والاخوات ايها الاحبة وكما تعودتم وكما تعودت ان نلتقى من وقت لاخر وكلما سنحت الفرصة بعيدا عن الحواجز بعيدا عن الرسميات.. نلتقى من خلال الواقع.. نلتقى من خلال الميدان الان لكى نتحاور ولكى نناقش وجها لوجه القضايا التى تهمنا على ساحة الوطن بشكل عام.

وفى هذا الاطار نلتقى اليوم ونزور محافظة السويداء.. نزوركم.. نلتقى مع المواطنين نلتقى مع الفعاليات... وقمت بزيارة عدد من المشاريع الحيوية بالنسبة للمحافظة والتقيت مع الفعاليات ولم ننته من مناقشة كل المواضيع المطروحة بعد.

طبعا.. هناك عدد من المشاريع وهناك عدد من الانجازات التى رأيناها على أرض الواقع.. ولكن ما ركزنا عليه خلال هذه الزيارة هى الاشياء التى لم يتم انجازها.. بالاضافة الى المشاريع المستقبلية لهذه المحافظة ولمدينة

السويداء. وقمنا بمناقشتها.. بحثنا عن اسباب الخلل او التقصير فى بعض المواقع واصدرنا التوجيهات المباشرة لحلها بشكل عاجل جدا. سيتم تقديم الدعم الضرورى لكل المشاريع المتعطلة.. وسيتم رصد الاموال الضرورية للمشاريع المخططة التى عرضت الان من قبل الفعاليات والمعنيين والمسؤولين فى المحافظة.

يهمنا تنمية هذه المحافظة كما يهمنا تنمية وتطوير كل المحافظات على امتداد ساحة الوطن خاصة فى هذه الظروف. الصمود له معايير ومقاييس مختلفة ولكن احد اهم هذه المقاييس والعناصر هو التنمية والتطوير.. وكلما اشتدت الضغوطات وطأة علينا سنتحداهم بالمزيد من التطوير لكل محافظات سورية.. ولكن انتم ابناء محافظة السويداء تحملون مسؤولية خاصة لانكم ابناء واحفاد الثورة السورية الكبرى التى جمعت ولمت شمل كل الثورات السورية المختلفة فى انحاء الوطن فى بوتقة واحدة وانتجت التحرير والجلاء.

وكما نرى جميعا ايها الاخوة فان الاستعمار لم ينته. فى السابق كان يسمى الاستعمار واليوم يسمى تحرير الشعوب. فى الماضى كنا نسميها ثورات واليوم نسميها مقاومة.. الاسماء تختلف ولكن الجوهر واحد. وكما ان الاستعمار يستمر فان الثورات والمقاومة ستستمر.. وكما ان اجيال المستعمرين تتواصل فان اجيال المقاومين تتواصل.. وكما التقى جيل الاباء والاجداد ممثلا بالقائد الخالد /حافظ الاسد/ وبالقائد المجاهد /سلطان باشا الاطرش/. فنحن ابناء واحفاد الثورة والمقاومة نلتقى اليوم لنحمل الشعلة ونكمل المسيرة الى الامام. معا نوجه للجميع رسالة بان الشعوب العربية لم تعد قطيعا يباع ويشترى ويؤخذ الى المذبح. نحن شعوب اغلى ما نمتلكه هو التحدى وسنتابع التحدى الى ان نحقق اهدافنا سوية.

ايها الاخوة والاخوات احبائى اهالى محافظة السويداء بكم اتفاءل بالمستقبل ومعكم ومع كل الشعب السورى نخوض اشد المعارك قساوة

وضراوة من دون تردد ومن دون خوف ولقد حاولوا زرع الخوف وفشلوا وسيفشلون دائما..

هذا عهد وهذا قسم وهذا التزام بيننا جميعا فى هذا الوطن مهما تكن التحديات انتم لستم خائفين. الان تستطيع كل القوى وكل مراكز الابحاث

وكل المسؤولين عن التحليل الذين لم يجدوا جوابا لمواقف سورية ان يأخذوا الجواب منكم الان.. الان يستطيعون ان يجدوا الجواب واضحا.

ايها الاخوة والاخوات كما قلت قبل قليل انتم صخرة وسورية قلعة وكلنا نثبت مع بعضنا البعض باننا يد واحدة.. بان سورية قلعة وطنية حصينة يصعب اختراقها. فلكم منى ايها الاحبة كل المحبة وكل التحية انقلوا تحياتى الحارة وبثوا محبتى الخالصة لكل فرد فى هذه المحافظة وانقلوا لهم محبتى الخالصة فردا فردا وعائلة عائلة وقرية قرية ومدينة مدينة.

والسلام عليكم.....






رد مع اقتباس
قديم 28-01-2011, 02:10 AM رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
المحامي هلال حسين
عضو مميز جداً

الصورة الرمزية المحامي هلال حسين

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


المحامي هلال حسين غير متواجد حالياً


افتراضي رد: كلمات السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد

كلمة السيد الرئيس بشار الاسد في افتتاح المؤتمر الرابع لاتحاد الصحفيين

أيتها الاخوات والاخوة أعضاء المؤتمر العام الرابع لاتحاد الصحفيين

أيها السيدات والسادة..

يسعدنى أن التقيكم فى افتتاح أعمال مؤتمركم الرابع..وأن أتوجه اليكم بالتحية والتقدير .. ومن خلالكم ..الى الصحفيين العرب الشرفاء الذين

خاضوا بالامس ويخوضون اليوم حربا اعلامية وثقافية لا تقل شراسة وخطورة عن المعارك العسكرية التى يخوضها اخوان لكم فى ساحات الشرف والكرامة..

ومعركتكم هى معركة الامة لصون عقلها وروحها والذود عن هويتها وتراثها ضد ما تتعرض له من غزو منهجى يستبيح كرامتها ويمزق وحدتها ويشوه قضيتها ويضرب ارادة المقاومة فيها من خلال الترويج لثقافة الانهزام والرضوخ والانقياد الاعمى فى الاتجاهات التى يحدد سمتها العدو ومن يقف فى خندقه ويسوق لمشاريعه .

يسعدنى أن التقى بكم فى هذا الشرق الاوسط الجديد بالمعنى الذى نفهمه وبالشكل الذى نريده.. ولو لم يكتمل بعد . جديد بانجازات المقاومة.. جديد بفرز القوى الواضح للعيان .. جديد بافتضاح الاعيبه ومؤامراته ..وبانكشاف أقنعته وزيف مصطلحاته بشكل لم يسبق له مثيل من قبل.

هذا الشرق الاوسط الجديد الذى بشرت به سورية مرارا وتكرارا على أنه الامل الوحيد للعرب لكى يكون لهم مكان على هذه الارض بالمعنى السياسى وبالمعنى المادى.. ولا يخفى على أحد منكم أنه لم يكن من السهل أبدا أن نتمكن من اقناع الكثيرين برؤيتنا للمستقبل..بل كان علينا انتظار هذا المستقبل لكى يصبح حاضرا ويتحدث عن نفسه..واليوم تتحدث الوقائع عن نفسها ليس كما تصورناها فى الماضى فحسب بل بشكل أكثر وضوحا وتعبيرا.

نلتقى اليوم وشرق أوسطهم المنشود المبنى على الخنوع والمذلة وحرمان الشعوب من حقوقها وهويتها.. قد أصبح وهما بل انقلب الى نهضة شعبية عارمة على مستوى الساحة العربية موسومة بالعروبة موسومة بالكرامة موسومة برفضها لكل ما قدم لها من أعذار وحجج تبرر بقاءنا أذلاء خانعين نقتل صامتين بنفس الطريقة التى كانت تقدم فيها الاضحية من أجل ارضاء الالهة واتقاء لغضبها. ولكن تقديم الاضحية فى تلك العصور كان يعتبر حكمة..فهل من المفترض أن نتبع هذه الحكمة اليوم.. وهل من معنى للحكمة مفصولة عن الشجاعة والاقدام....

لو أردنا أن نقتدى بغزو العراق.. هذا الغزو الذى يذكرنا بالعصور الغابرة للبشرية.. ولو أردنا أن نقتدى بنتائج هذا الغزو من تدمير وخراب

للعراق.. يذكرنا بالعصور الحجرية للبشرية.. فأنا أعتقد بأن هذه الحكمة مازالت سارية المفعول.. والدليل أن البعض من حكمائنا العرب مازال يتبع هذه الحكمة اليوم.

فلكى تتواجد الحكمة لابد من وجود الشجاعة معها لكى تعطى صاحبها الاستقرار الضرورى.. لكى يكون حكيما. أما عندما يوجد الخوف فلا مكان سوى للحكمة الزائفة التى تدفع بصاحبها للهزيمة والمذلة تحت عنوان الحكمة.. وفى عالمنا العربى الراهن ربما يتحقق النصر لنا تحت عنوان مزيف اخر هو المغامرة أو التهور.

أى اذا كانت الحكمة قد أصبحت فى قواميس البعض من العرب هى الهزيمة والذل.. فبشكل بديهى فى هذه القواميس نفسها.. سنرى الانتصار يعادل المغامرة والتهور.

ولكى لا نغرق فى الكلام النظرى لنسال أنفسنا ماذا حقق لنا الانقياد اللاحكيم واللاعقلانى والمتهور خلف بعض حكمائنا الافتراضيين وعقلائنا

الشكليين خلال عقود مضت. حقق الكثير لكن ضد مصالحنا. ولنأخذ عملية السلام تحديدا كمثال.. ولنتساءل ان كانت فشلت أم لا... نحن نتحدث بشكل مستمر مؤخرا عن موت عملية السلام.. وقبل ذلك كنا نتحدث عن فشل عملية السلام.. وكل هذا الكلام صحيح لاشك فيه.. لكن الاكثر دقة من أن نقول ان عملية السلام فشلت وهى فاشلة وميتة كما يقال.. الاكثر دقة هو أن نقول ان العرب هم الذين فشلوا فى عملية السلام عندما لم يفهموا معنى الخيار الاستراتيجى فى السلام..أى لم يفرقوا بين خيار السلام الاستراتيجى وخيار السلام الوحيد. عندما يكون هناك خيار استراتيجى ما.. فلا يعنى انه لا يوجد خيارات استراتيجية أخرى.. أو أنه لا يوجد خيارات تكتيكية ليس بالضرورة استراتيجية أخرى.

نحن العرب خلال مسيرة عملية السلام تبنينا خيار السلام الوحيد والغينا كل الخيارات الاخرى ومن ثم استبدلنا مضمون السلام الوحيد بخيار السلام الرخيص أو المجانى.. وفى هذا يفترض أن نقدم كل شىء لاسرائيل وأن نأخذ القليل. وفى الواقع.. ومن خلال الممارسة قدمنا الكثير وربما قدم البعض كل شىء ولكن حتى القليل لم نحصل عليه بل لم نحصل على شىء على الاطلاق..ولذلك نرى اليوم بأن الفلسطينيين يدفعون ثمن ذلك الواقع فى الماضى..ولهذا السبب رفضت سورية من خلال رؤيتها فى ذلك الوقت أن تتنازل عن أى من حقوقها.

فعندما نقول اخترنا السلام كخيار استراتيجى فهذا لا يعنى أننا الغينا الخيارات الاخرى بل بالعكس فكلما ابتعد السلام عن التحقيق.. كلما ظهرت أهمية وضرورة البحث عن طرق وحلول أخرى لاستعادة حقوقنا.. وبالمقابل أكدنا فى سورية على هذا الخيار.. أى خيار السلام.. منذ بدء عملية السلام مع تمسكنا بخيار المقاومة طالما أن السلام لم يتحقق وخصوصا أن الشريك المفترض فى السلام هو طرف لا يؤمن بهذه المقولة أصلا وقدم لنا الدليل تلو الدليل بما يؤكد ذلك.

بمعزل عن المجازر العديدة فى تاريخ اسرائيل تجاه العرب.. وغيرها من الادلة الاخرى.. لكن هناك دليل واضح على لسان رئيس الوزراء الاسرائيلى اسحق شامير عند بدء عملية السلام عندما قال فى عام 1991 سنجعل هذه العملية تستمر لعشر سنوات.. يعنى لن يتحقق السلام. وفعلا صدق الان وبعد خمسة عشر عاما لم يتحقق السلام. كانت اسرائيل تسوق قبل عملية السلام دائما فى العالم أن اسرائيل تريد السلام وأن العرب يريدون الحرب..وكانت مفاجأة لهم أن العرب قبلوا الدخول فى عملية السلام فكان رد الفعل هو هذا التصريح العلنى.

ولكن الحكمة العربية السائدة كانت تقول انه علينا أن نغمض أعيننا لكى نحرج اسرائيل أمام المجتمع الدولى الذى تم اختصاره ببضع دول موالية لاسرائيل مهملة ومهمشة كل ما تبقى من دول هذا العالم والتى تقف فى معظمها معنا وتدعم قضايانا والنتيجة أننا نحن الذين أصبحنا محرجين أمام شعبنا العربى وفقدنا احترامنا ومصداقيتنا أمام أصدقائنا وخصومنا فى ان واحد. هذه كانت المسؤولية العربية فى فشل عملية السلام. ولكن ماذا عن مسؤولية الاخرين.. طبعا باستثناء اسرائيل والولايات المتحدة فى سلة واحدة.. دول العالم بعد حرب 1973 حرب تشرين التحريرية اهتمت بالشرق الاوسط.. ركزت كل اهتمامها على منطقتنا وبدأ الحديث عن السلام واستمر هذا الحديث عن السلام حتى وصلنا الى عملية السلام فى مدريد. ومر طبعا هذا الموضوع فى مراحل مختلفة. عندما اطمأنت معظم دول العالم المهتمة بأن عملية السلام أقلعت من خلال المفاوضات.. سلمت العملية برمتها للولايات المتحدة وبقيت الولايات المتحدة الراعى الوحيد لهذه العملية.. والتى بدورها سلمتها لاسرائيل.. وبالتالى كان كل مقترح يأتى للعرب خلال تلك الفترة اما أن يكون مقترحا اسرائيليا أو مقترحا صادق عليه الاسرائيليون. وعندما أدركت معظم دول العالم أن العرب أسقطوا خيار السلام الحقيقى واستبدلوه بخيار سلام استرضاء اسرائيل والولايات المتحدة أداروا ظهرهم لعملية السلام ولنا واليوم فقط فى هذه المعارك تذكروا عملية السلام وتذكرونا. طبعا نستبعد اسرائيل والولايات المتحدة من موضوع السلام.. لان اسرائيل عدو وكما قلت لا تريد السلام والسلام يفرض على اسرائيل اعادة الاراضى المحتلة لاصحابها واعادة الحقوق.. بينما هى

عدو بنى ولن يتغير على أساس العدوان والتوسع. أما الولايات المتحدة..فدائما نقول انها ضرورية لعملية السلام وأساسية من خلال موقعها كقوة عظمى ومن خلال علاقاتها مع الاطراف المختلفة.. لكن ليس أى ولايات متحدة..هذه الادارة تتبنى مبدأ الحرب الاستباقية وهى حرب مناقضة تماما لمبدأ السلام.. وثبت بعد ست سنوات من مجىء هذه الادارة بأنه لا يوجد سلام..وبالتالى لا نتوقع سلاما قريبا فى المدى المنظور.

وهنا نتساءل.. هل تذكرونا وتحركوا مؤخرا بسبب القتل والدمار الذى سببه الارهاب الاسرائيلى فى لبنان... بكل تأكيد لا.. فسنوات من القتل

والتدمير ضد الفلسطينيين لم تجعلنا نسمع عن مبادرات وحلول ونشاط مكثف لمجلس الامن كما هو الحال اليوم. هل تحركوا خوفا من الفوضى أو قلقا على أمن المنطقة الذى يعنيهم مباشرة... أمن المنطقة بكل تأكيد هو سبب كاف لهم لكى يتحركوا.. لكن المنطقة على حافة التفجير والانفجار.. منذ عدة سنوات .. فلماذا لم يتحركوا حتى هذه المرحلة .

الحقيقة أنهم لا يتحركون الا عندما تتألم اسرائيل.. واسرائيل لا تتألم الا عندما نمتلك القوة. هذا يعنى بالمحصلة النهائية أن العالم لن يهتم بنا وبمصالحنا ومشاعرنا وحقوقنا الا اذا كنا أقوياء. سوى ذلك فانهم لا يفعلون شيئا.. الا أن يدفعونا بأقوالهم باتجاه السلام.. ولكنهم يدفعوننا بأفعالهم باتجاه الحرب.. وهنا يتحملون مسؤولية ما يحصل. أقصد الدول المهتمة بعملية السلام والمعنية وبمعظمها دول أوروبية. وهنا نتساءل ما هو الدافع الذى يحرك البعض من مسؤولى تلك الدول لكى يرسل الرسائل ويصدر البيانات بشأن شخص دخل الى السجن عندما خالف القانون...ولاحقا نفاجأ بأنهم يرسلون لنا رسائل بأن شخصا موجودا فى السجن وهو مصاب بوعكة صحية.. وهم قلقون جدا على الوضع الصحى لهذا الانسان.. يعنى ما هذا النبل... ما هذه الانسانية... ما هذه العظمة... الان نسال أين هؤلاء من المجازر التى حصلت فى لبنان... كل هؤلاء الاطفال والنساء والشيوخ والدمار لم نر منهم شيئا.. لم نسمع أى تحرك.. لم تصلنا أية رسالة.. ولا احتجاج.. الا بعض البيانات الخجولة. أنا أقول ان هذا أصاب مصداقيتهم بالصميم.. وهذا يعنى أن هناك أهدافا أخرى لهذه الرسائل.. نحن نعرفها ولكن أعتقد بأن الامور الان أصبحت واضحة. أيضا نسال ذلك المسؤول الفرنسى المتقد حماسة بشكل دائم ومستمر خاصة باتجاه سورية..ونسأل هل سيطالب بلجنة تحقيق دولية لكى تحقق بمجزرة قانا فقط... ولانتحدث عن بقية المجازر كما طالبوا بالتحقيق باغتيال الرئيس الحريرى...أم أن السبب والدافع كان هو أن المتهم الاول هو سورية وهذا دافع ومبرر والان المتهم هو اسرائيل وهذا مانع... أم أن أطفال قانا والاخرين هم من الفقراء الذين لا يستحقون نظرة من هذا المسؤول.

نحن مقتنعون بأن الطريق الطبيعى لتحقيق السلام هو المفاوضات ولكن عندما يفشل هذا الطريق أو لا يتوفر أصلا.. فالمقاومة بأشكالها المختلفة هى البديل من أجل استعادة الحقوق.. والمقاومة ليست بالضرورة أن تكون فقط مقاومة مسلحة.. وانما ثقافية وسياسية وممانعة الاشكال المختلفة. فاذا دعم المقاومة هدفه السلام وليس الحرب وذلك من خلال الردع لمنع العدوان.

وان لم ينفع فمن خلال الحرب لتحرير الارض.. وبالتالى فالمقاومة ليست نقيض السلام ولا بديلا عنه بل هى.. على الاقل.. فى ظروفنا الحالية..ضرورية من أجل تحقيقه. والا النتيجة ستكون خسارتنا معركة الحرب وخسارتنا معركة السلام.. خاصة ان اسرائيل ومن خلفها الولايات المتحدة قد انتقلا نهائيا الى اعتماد الخيار العسكرى المبنى على مذهب الحرب الاستباقية..بينما بقينا نحن كعرب فى مكاننا نتحاور ونتفاوض مع أنفسنا مقتنعين بسلام موعود مع طرف وهمى يحضر نفسه يوميا من أجل عدوانه القادم على المواطنين العرب.

هذا الموضوع.. موضوع المقاومة وضرورتها كان محل نقاش طويل وعبر سنوات ولاكثر من عقد من الزمن مع المسؤولين الاجانب والعرب.. وفى المرحلة قبل تحرير القسم الاكبر من الاراضى اللبنانية فى عام 2000 كنا نناقش هؤلاء المسؤولين العرب والاجانب.. طبعا لا نستغرب أن لا يفهم الاجنبى منطقنا..ولكن فى نقاش مع العرب.. وهو ما يهمنا.. كنا نقول لهم ان هذه المقاومة ستحرر لبنان.. كانوا يقولون طبعا البعض بأنها لا تشكل أكثر من خرمشة قط ..وفى عام 2000 تحرر لبنان بفضل المقاومة وثبت بأنهم كانوا على خطأ وبأننا كنا على حق. بعد

العام 2000 تكرر هذا النقاش.. بما أننا نحن العرب نحب أن نكرر التاريخ بتفاصيله بدون تطوير أحيانا.. تكرر نفس النقاش من خلال الضغوط على سورية فى نفس الشأن.. فكان جوابنا بأن المقاومة هى قوة رادعة لاى عدوان اسرائيلى.. فكان أيضا جوابهم الرفض لهذا المنطق. الان المعارك الاخيرة تثبت نفس الشىء. كانوا على خطأ وكنا على حق. يعنى خطأ مربعا بالرياضيات.. ولو أردنا أن نحسب نفس النقاشات السابقة بالنسبة لمواضيع أخرى ابتداء من موضوع الارهاب.. مرورا بالحرب فى العراق وايران.. لوضعنا رقما كبيرا.

ولقد أثبتت الاحداث الاخيرة فى لبنان صحة ذلك.. فالعدوان على لبنان ليس مرتبطا بخطف العسكريين بشكل أساسى.. بل هو محضر قبل ذلك بزمن بهدف استعادة التوازن للمخطط الاسرائيلى الذى أصيب بنكسات عديدة سواء بهزيمة الجيش الاسرائيلى أمام ضربات المقاومة وانسحابه عام 2000 أو بفشل حلفائه فى لبنان فى القيام بالمهام التى كلفوا بها خلال الفترة القصيرة الماضية. أما الاسر فكان بالنسبة لهم مجرد عذر أمام العالم للبدء بهذا العدوان. ولكن النتيجة كانت عبارة عن مزيد من الفشل لاسرائيل ولحلفائها ولاسيادهم.. والمزيد من الرسوخ للقوى الوطنية الملتفة حول المقاومة..وتجذر فكر المقاومة فى عقول وقلوب مئات الملايين فى المنطقة العربية والاسلامية.

الكل يعلم الان أن الخطة كانت محضرة وكتب الكثير عن أن هذه الخطة.. أى خطة الحرب.. كانت محضرة قبل ذلك بسنوات.. ويقال فى الاعلام الغربى والعربى بأن الاسرائيليين حضروا أنفسهم بشكل جيد لهذه المعارك. ويقال أيضا ان المخطط انتهى بشكل نهائى فى شهر حزيران الماضى وكان منتظرا أن يبدأ التنفيذ فى الخريف المقبل. البعض يقول حفاظا على الموسم السياحى..طبعا من غير الممكن أن تكون اسرائيل قلقة على الموسم السياحى ولكن ربما قلقة على مصالح عملائها فى لبنان فى هذا المجال. هذا يذكرنا بما قلته أنا فى خطابى أمام مجلس الشعب فى 5 اذار من العام الماضى 2005عندما قلت ان ما يحصل الان هو 17 أيار والكثير من الاجيال الحالية لا تذكر ما حصل

فى 17 أيار الحقيقى فى عام 1983 عندما كان قبل غزو لبنان فى 1982 كانت هناك قوى لبنانية عميلة لاسرائيل تفشل فى مخططاتها لضرب المقاومة الفلسطينية واللبنانية المشتركة فى ذلك الوقت فبدأت تحرض وتدعو اسرائيل لانقاذها من خلال الحرب.. وفعلا تمت الحرب وكان الهدف منها ضرب المقاومة والحاق لبنان بالركب الاسرائيلى.. وفشل 17 أيار. اليوم تتكرر نفس التداعيات.. مجموعات لبنانية تفشل فى تحقيق مخططها لمصلحة اسرائيل فتحرض لمجىء اسرائيل عسكريا لانقاذها من الورطة ولضرب المقاومة..وبالتالى الحاق لبنان بالركب الاسرائيلى. فى ذلك الوقت كان هناك غطاء عربى.. وفى هذه المرة أيضا كان هناك غطاء عربى. فأنا أؤكد على فكرة 17أيار.. وكما قلت.. أنا دائما أقول عن هذه المجموعات.. 17 أيار. لا يهم ما هى التسميات التى يستخدمونها.. مرة يقولون شباط ومرة اذار.. هذه على طريقة عالم الاعمال. فى عالم الاعمال عندما يفشل المنتج يعيدون طرحه فى السوق بعنوان اخر ومع بعض التبديلات الشكلية. ونحن نؤكد أن المنتج هو

منتج 17 أيار وهذا المنتج هو منتج اسرائيلى. طبعا الان ستسمعون الكثير من الهجوم على شاشات التلفزة.. ولكى نقيم الخطاب ان كان مفيدا أم لا..كلما كان الهجوم شرسا أكثر.. كلما كان الخطاب جيدا أكثر. وطبعا سنضحك كثيرا لان هناك الكثير من الكوميديا السياسية الان فى الطبقة السياسية اللبنانية. فاذن الان نستطيع أن نقوم بعملية ربط بين القرار 1559والقرار 1680 والقرار الاخير 1701 واغتيال الحريرى والحرب الاخيرة..ودور هذه القوى اللبنانية ودور بعض القوى العربية. أصبح الربط واضحا.

تذكرون منذ سنتين أو أقل طبعا كنا نقول ان القرار 1559 لاعلاقة له بالتمديد للرئيس لحود. كان من الصعب تماما اقناع الناس. الان الشىء

نفسه يتكرر.. لاعلاقة للحرب بأسر الجنديين.. والان العالم يعترف بهذا الجانب. فاذا لاشىء له علاقة بشىء.. هناك مخطط محضر مسبقا ومن لايرى هذه الحقيقة لديه مشكلة بالرؤيا.. بعد هذه كل هذه الاحداث والوضوح فى الامور.. الرؤيا بالالف الممدودة فى العقل وليس فى العين.

فاذا.. هذه المقاومة ضرورية بمقدار ما هى طبيعية وشرعية.. وشرعيتها تأتى من كون الاعتداءات الاسرائيلية لم تتوقف منذ العام2000 من خلال الخرق شبه اليومى للطيران الاسرائيلى للاجواء اللبنانية كما أن اسرائيل ماتزال تحتل جزءا من الاراضى اللبنانية.. بالاضافة الى استمرار أسر مواطنين لبنانيين فى سجونها منذ زمن طويل.. أما ضرورتها فلنتأمل فقط فى ما حققته المعارك الاخيرة من انجازات مباشرة على الواقع. كان أعظم ما فى هذه المعارك أنها أتت ردا قوميا على الطروحات الانهزامية التى تم الترويج لها فى منطقتنا وخاصة بعد غزو العراق. وزادها عظمة رد فعل الشعب العربى بشكل عام والذى أتى جوابه عروبيا خالصا ردا على الطروحات البغيضة المثيرة للفتنة التى سمعناها مؤخرا وعلى من يقف خلفها.. وكأنه يقول لهؤلاء نحن عرب وهذه مقاومتنا ومن لا يقف معها ليس منا. هذا يعنى أن الشعور القومى بخير وهو لم يتراجع كما يدعى البعض.. بل هو فى أوج اندفاعه متجاوزا كل الافكار الهدامة التى تحاول أطراف مشبوهة لا تخفى غاياتها.. تسويقها بين المواطنين العرب.

لقد أثبتت المعارك المجيدة التى خاضتها المقاومة بايمان وكفاءة نادرة عددا من الحقائق..الحقيقة الاولى أن القوة العسكرية مهما عظمت عندما لا تمتلك عقيدة وأخلاقا ولا تستند الى حقوق مشروعة ولا تبنى على سياسة مبدئية تنتج الهزيمة.

الحقيقة الثانية ان المقاومة التى تمتلك الايمان والعزيمة والصمود وتحتضن رؤية ومبادىء وأهداف الشعب.. ويحتضنها الشعب ويتبناها..

تنتج الانتصار. وفى هذه الحالة لا يتعدى انتصار العدو المدجج بالسلاح كونه تدميرا للحجارة وقتلا للمدنيين. وبما أن كل احتلال هو عمل غير

أخلاقى فلابد له.. بل يجب أن يفشل ويهزم.. واسرائيل هى النموذج. فالقوة العسكرية ليست كل شىء. والقوة التدميرية للسلاح ليست كل شىء.. واسرائيل لا تمتلك سوى القوة التدميرية على المستوى العسكرى وبعض العناصر الاخرى على المستوى الدولى.. ولكنها بالمقابل تمتلك نقطة قوة كبيرة هى ضعف العرب المعنوى قبل المادى. وعندما نقرر.. والقرار بيدنا.. أن نتلافى هذه الثغرة فلا شك أن التوازن هو فى مصلحتنا.

وهنا تكمن الحقيقة الثالثة التى تؤكد محدودية القوة الاسرائيلية رغم تفوقها.. وتحددها بقوة ايماننا وثباتنا وارادة القتال لدينا. وهذا الامر يجب أن يعزز الثقة فى نفوسنا ويمحو كل أثر للهزيمة النفسية التى عززتها الدعاية المعادية والتى يرى أصحابها أن المعركة محسومة مسبقا لصالح

اسرائيل.. أو أن الهزيمة قدر محتوم على العرب.. كما يجب أن يدفع اسرائيل الى التفكير فى عواقب سياستها الارهابية تجاه العرب فى المستقبل.

هنا نستطيع أن نجرى مقارنة ما بين حرب 1982 منذ 24 عاما والحرب الاخيرة فى لبنان منذ أيام. فى عام 1982 بدأت اسرائيل حربها أو دخولها الى لبنان البرى فى 6 حزيران.. وصلت الى بعبدا المشرفة على بيروت فى 13 حزيران..أى فى اليوم السابع كانت اسرائيل على مشارف بيروت.. ومن ثم تابعت عملية تطويق بيروت واحتلالها. اليوم بعد خمسة أسابيع تقريبا.. اسرائيل تجاهد وتعانى لكى تحتل بضع مئات من الامتار هنا.. وبضع مئات من الامتار هناك.وتحاول أن تصل الى أقرب نقطة من الليطانى وهى ستة كيلومترات ولا تتمكن. وأنا متأكد أنه لو كان هناك نبع لليطانى على الحدود الفلسطينية اللبنانية.. أو كان هناك جدول.. لوضعوا أقدامهم فى الماء وقالوا لقد وصلنا الى الليطانى. أصبحوا محل سخرية وفقدوا مصداقيتهم..وبالاساس لا توجد لديهم هذه المصداقية. يقولون احتللنا موقعا.. ثم يقولون قصفنا الموقع. المفروض بالعكس هذه بديهية أن نقصف بداية ومن ثم نحتل. على كل الاحوال.. ما هو الفرق بين الحرب الاولى والثانية.. أو لماذا. حقيقة فى عام 1982 كانت الفجوة التقنية بين اسرائيل وبين الطرف المقابل الفلسطينى اللبنانى ..كانت اقل من الفجوة اليوم .اسرائيل تضاعفت قوتها فى هذه المراحل عدة مرات والفرق كبير بينها وبين المقاومة اليوم. لكن الفرق هو ارادة القتال. الحقيقة فى عام 1982 كان هناك مقاتلون فلسطينيون ولبنانيون أشداء وقاتلوا فعلا ولكن هذا لا يكفى.

ارادة القتال لدى بعض القيادات فى 1982 لم تكن موجودة على الاطلاق.

أما الان فهناك ارادة قتال موجودة لدى القاعدة ولدى القمة وهناك احتضان شعبى ساعد هذه المقاومة على هذا النجاح. هذا فرق أساسى يجب أن نعرفه عن الحربين. من الجوانب الاخرى الايجابية أيضا لهذه الحرب أنها عرت الوضع العربى بشكل كامل. طبعا لو سالنا أى مواطن عربى قبل هذه الحرب عن الوضع العربى سيقول الوضع العربى سيىء وهذا الكلام صحيح. ولكن كان المواطن يرى الوضع العربى مع مساحيق تجميلية. الان يراه صافيا بدون هذه المساحيق كما هو تماما. هذه الحرب منعت استخدام هذه المساحيق لانها فرزت المواقف

بشكل كامل.. لم يكن هناك من امكان لحلول وسط فى مثل هذه الحرب.. أسقطت أصحاب أنصاف المواقف أو أنصاف الرجال.. وأسقطت كل المواقف المتأخرة. أى من كان ينتظر ميزان القوى ليرى أين تميل الكفة أو أين ترجح سقط وسقطت معه مواقفه. فهذه من الميزات الهامة جدا الان بالنسبة لهذه المعركة.

لكل ما سبق.. اعتبرت هذه المعركة بالنسبة لاسرائيل معركة حياة أو موت لانها تفقد اسرائيل هيبتها وتأثيرها المعنوى علينا.. وبالتالى تفقد

دورها التاريخى الذى أنشئت من أجله ووظيفتها بالنسبة للغرب.. لذلك بدأ العمل الحثيث من أجل التعويض عن هزيمتها العسكرية وفشلها فى تحقيق أهدافها على الارض بأى انجاز سياسى دولى يبرر بقاء اسرائيل ودورها أمام مواطنيها وقيادتها وحلفائها.. وكما هى العادة لم يجدوا سوى مجلس الامن الذى حولته الولايات المتحدة من مجلس لحفظ الامن.. الى مجلس لتقويضه من خلال قيامه باصدار قرار يلبى مطالب اسرائيل وينقذها من ورطتها على حساب لبنان مهيئا المناخ للمزيد من الانقسام وعدم الاستقرار.

لو عدنا الى قرارات مجلس الامن التى صدرت خلال العامين الماضيين..القرارات 1559 و1680 و1701 والقرارات المتعلقة بدارفور.. على سبيل المثال.. وغيرها من القرارات.. لفهمنا تماما الى أين يتوجه مجلس الامن بأدائه.. طبعا باتجاه التدخل فى الشؤون الداخلية للدول وخلق الاضطراب.

البعض يقول أن مجلس الامن عاجز. هذا الكلام غير صحيح. مجلس الامن كان عاجزا عندما كان هناك توازن دولى. أما الان فلو كان هذا المجلس عاجزا لما اعتمدت عليه الولايات المتحدة لالحاق الاذى والضرر فى أماكن مختلفة من هذا العالم. الحقيقة أن بقية العالم أو معظم العالم هو الذى أصبح عاجزا أمام مجلس الامن. نقول مجتمع دولى . المجتمع الدولى عبارة عن مجموعة دول.. جزء منها موجود فى مجلس الامن.. وجزء منها حلفاء لها من خارج مجلس الامن. يحاربوننا من خلال قرارات مجلس الامن أو بدونها.. أى بكل الاحوال سيحاربوننا.. ولكن قرارات مجلس الامن تعطيهم هامش حركة أكثر وسهولة فى هذه الحرب. ضعفنا يتجلى بأننا عندما نتحدث عن مجلس الامن..

يقول البعض طبعا ليس فقط فى العالم العربى وربما فى أماكن أخرى من العالم.. يقولون قرار مجلس الامن.. أو هكذا يريد مجلس الامن.. وكأن مجلس الامن هو مجلس ذو سلطة الهية وكأن قرارات مجلس الامن هو كلام منزل وهذا الكلام خطير. لذلك الحل يكون كما قلت فى السابق عندما تحدثنا عن القرار1559 فى خطابى فى مدرج الجامعة.. الحل يكون هو أن القرار الوطنى هو دائما أعلى من أى قرار دولى حتى لو أدى هذا الموضوع الى القتال والحرب.. فلا خيار لنا.. وهذا ما قلناه من خلال اتصالاتنا الاخيرة لكل من اتصل بنا واتصلنا به ولكل من التقينا به فى هذه المرحلة خلال المعارك.. كنا نقول ان أى قرار سيصدر عن مجلس الامن تحت الفصل السابع أو أى فصل اخر لا يهم.. سيكون أمامه مصيران.. اما عدم التنفيذ أو عدم الاستقرار.. عندما يحاولون تنفيذه بالقوة وغصبا عن دول المنطقة..وتحديدا هنا خارج الاجماع اللبنانى. عندها.. يتغير الوضع بالنسبة لمجلس الامن.. عندما تقرر كل الدول أن يكون القرار الوطنى هو الاعلى لا خوف علينا من مجلس الامن لانه يعكس توازن القوى ونحن قررنا أن نكون ضعفاء..عندما نقرر أن نكون أقوياء سيتغير هذا التوازن بقرارات وبدون قرارات.

فاذا علينا أن لا نضيع الوقت ونتحدث فى ظل هذا التوازن الدولى عن قرار جيد وقرار سيىء.

وهنا نبتعد عن التعابير الدبلوماسية التى تستخدمها وزارة الخارجية.. كما فى البيان الاخير. ونقول هناك قرار سيىء وقرار أسوأ وقرار أقل سوءا طالما القرار يخص اسرائيل ويخص العرب.. وأمريكا هى الحكم والخصم فستكون التقييمات بهذا الشكل. لكن هل هذا يعنى أن القرار الاخير لا توجد فيه ايجابيات على الاطلاق... فيه ايجابيات. بالنسبة لنا أهم شىء هو أن تتوقف الحرب وأن يتوقف تدمير لبنان ويتوقف قتل المدنيين الابرياء.. الاطفال والنساء والشيوخ وغيرهم.. هذا هدف أساسى بالنسبة لكل العرب للبنان وسورية وكل العرب.. وأعتقد الكثير من الدول والشعوب فى العالم. لكن التجربة علمتنا أن الايجابيات للشكل والسلبيات للمضمون.. هذه المشكلة الوحيدة فى هذا القرار. هذا القرار حمل المسؤولية للمقاومة.. أنا لا أريد أن أدخل فى تفاصيله.. ولكن هذه النقطة من الاشياء الفاقعة والصارخة التى لا يمكن أن نقبلها من يتحمل المسؤولية بشكل بديهى.. أنا لا أعطى موقفا هنا.. هى اسرائيل بالنسبة لاى شخص حتى خارج المنطقة العربية والاسلامية.. اسرائيل هى من يتحمل المسؤولية.. ولكن علينا أن نضيف عليها من يتحمل المسؤولية هم من شجعوا اسرائيل على المجىء الى لبنان ووقفوا معها ودعموها. جماعة 17 أيار يتحملون مسؤولية الدمار والمجازر والحرب من أولها الى اخرها. لذلك أتى هذا القرار كرافعة سياسية لهذه القوى.. طبعا هدفه انقاذ اسرائيل سياسيا مما لم تحققه مما خسرته عسكريا ولكن أيضا أتى كرافعة سياسية دولية.. لماذا دولية... لانه لم يعد هناك رافعة وطنية تستطيع أن تحمل هؤلاء فاضطروا لايجاد رافعة دولية.. ستشكل هذه الرافعة الدولية منصة لهم لكى يبدؤوا الهجوم على المقاومة وكلنا رأينا مباشرة قبل أن يجف الدم.. قبل أن يحصل أى شىء اخر.. قبل أن يعود اللاجئون الى ديارهم.. بدؤوا مباشرة بالحديث عن نزع سلاح المقاومة. فاذا من مهامهم المستقبلية الان بعد الحرب وبعد فشل الحرب هو انقاذ الوضع الداخلى فى اسرائيل والحكومة الحالية.. اما من

خلال ايجاد فتنة فى لبنان.. وبالتالى نقل المعارك باتجاه اخر من الداخل الاسرائيلى الى الداخل اللبنانى.. أو من خلال امكانية تحقيق نزع سلاح المقاومة. ولكن أنا أبشرهم بأنهم فشلوا والسقوط لا يبدو لنا بعيدا.

أيضا أثبتت هذه المعارك أن كلمة العرب لا قيمة ولا وزن لها فى المحافل الدولية.. فهى من المرات النادرة التى نجمع كعرب ونتفق على شىء من الفه الى يائه.. وذهب الوفد العربى الى نيويورك ممثلا كل الدول العربية من دون استثناء وقوبل بالرفض وبالاهمال طبعا ليس اهمالا للوفد وانما اهمالا لمن يقف خلفه وهو نحن كدول عربية. الحقيقة ما غير وضع القرار السابق المقترح الى الوضع الحالى وهو أقل سوءا هو الوضع الميدانى وصمود الشعب اللبنانى وصمود المقاومة وليس الاداء السياسى العربى. هذه نقطة هامة يجب أن نعرفها. الحقيقة فى كل هذه الامور نصل الى نتيجة بأن الاعتماد على الوضع الدولى لا قيمة له ان لم نقم بالبحث عن عوامل القوة كعرب فلا قيمة لنا ولا أداء سياسيا ولا كل هذا الكلام وهو عبارة عن كلام وهمى. وأنا أعتبر بأن المعركة الحقيقية ابتدأت الان.. ليس بالمعركة العسكرية.. الان المعركة بعد كشف هذه المواقف والفرز الذى حصل بدأت المعركة الحقيقية وبكل تأكيد الان بدأت المعركة من لبنان ونحن سمعنا كلمة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أرسل لهم الجواب.. من يقرأ الرسائل يفهم المضمون.. ونعتقد بأن ليس فقط فى سورية نحن معهم.. وانما كل الشعب العربى الان موقفه منحاز للمقاومة بشكل كامل فاذن من الناحية العسكرية حسمت النتيجة لصالح المقاومة واسرائيل هزمت منذ بداية العدوان وليس فى نهايته بكل المقاييس العسكرية. ولكن الحرب تحمل معها الويلات ولقد دفع لبنان ثمنا كبيرا ماديا وبشريا وعلينا أن نقف معه كعرب لبناء ما تهدم.. ولكن هل تذهب دماء الشهداء والابرياء مجانا... علينا بالحد الادنى أن نحول النصر العسكرى الى ربح سياسى..أقله فى عملية السلام. فالنتائج الاولية للمعارك على المستوى السياسى كانت عودة الحديث عن ضرورة انجاز السلام وعودة الاراضى والحقوق.. وتمت

مشاورتنا كعرب فى كل ذلك .. طبعا بعد زمن طويل.. وهذا يعنى أن جزءا من هذه القضية عاد لايدينا..طبعا جزء بسيط كى لا نبالغ.. والفضل كله للمقاومة والوقوف معها الان ودعمها.. هو ما سيمكننا من امتلاك الجزء الاكبر من هذا الملف وبالتالى يجعل الدول المعنية والمهتمة تأخذ رأينا ومصالحنا بالاعتبار.

بمعنى اخر المقاومة والسلام هما محور واحد لا محوران ومن يدعم جزءا منه عليه أن يدعم الجزء الاخر.. ومن يدعى الخبرة وامتلاك الرؤية فى السلام فليعرض علينا انجازاته فى مجال المقاومة. عدا عن ذلك فالخبرة ناقصة لكى يؤخذ بها. وبما أننا نعيش الان ظرفا استثنائيا ومفصليا

فلا مكان للمجاملات والمساومات والتسويات وعلينا أن نتحدث بصراحة..نحن فى سورية ولبنان وفلسطين لاتزال لنا أراض لم تحرر.. هذا يعنى أننا نحن المعنيون بالحرب وبالسلم.. وفى المقام الاول نحن نريد من أشقائنا العرب أن يقفوا معنا ونرحب بكل من يريد أن يقف معنا ولكن من خلال رؤيتنا وتقديرنا لمصالحنا.. فنحن من عانى فى الحرب وفى مفاوضات السلام خلال العقود الماضية.. ومن لا يقتنع برؤيتنا فلا نطلب منه سوى افساح الطريق لكى نقوم بما يجب علينا القيام به ولن نطلب من أحد أن يحارب معنا ولا نيابة عنا. لانه كلما حصل اضطراب نسمع بأن مسؤولا يقول لماذا ورطونا. لا أحد يورط أحدا. الحقيقة كل بلد مسؤول عن نفسه. لم يقولوا لنا هذا الكلام طبعا.. قالوه للمقاومة. لكن كمبدأ عام لا أحد يورط أحدا.. كل شخص مسؤول عن بلده كما قلت. لكن عليه بالحد الادنى الا يتبنى رؤية العدو لقضايانا والا يكون دوره على حساب مصالحنا.. فكل من لم يختبر الحرب لا يحق له أن يضع نفسه مرشدا ومعلما فى السلام.. ومقاومة اليوم هى التى ستحدد الاتجاه السياسى للغد.. والموقف منها اليوم هو الذى سيحدد الادوار التى ستلعب فى الغد. بمعنى اخر زمن الاسترزاق السياسى والتطفل السياسى على القضايا انتهى.. خاصة بعد هذه المعارك وبهذا الظرف الجديد انتهى. من يريد أن يلعب دورا لاسبابه الداخلية على حساب قضايانا هذا الموضوع غير مقبول.. أو من يريد أن يلعب دورا من أجل أن يرضى الخارج أيضا على حساب قضايانا.. هذا الموضوع أيضا غير مقبول.

لم نقرر فى سورية بعد أن نعرض قضيتنا للبيع فى السوق الدولية ولا فى أى سوق. ولا أعتقد بأن الفلسطينيين بعد أوسلو وواى ريفر وواى بلانتيشن وكل هذه التسميات.. قرروا أن يبيعوا القضية ولانرى هذا الشىء فى لبنان. دور المقاومة فى المرحلة المقبلة سيكون أساسيا على مستوى الساحة العربية ولا أقصد الان المقاومة اللبنانية.. أقصد المقاومة كفكر بعدما توسع بهذا الشكل الكبير خاصة مؤخرا.. ولكن لنأخذ دورها فى لبنان أولا.. دورها على سبيل المثال فى اجتماع وزراء الخارجية العرب الاخير.. قبل هذا الاجتماع فى بيروت بثلاثة أسابيع كنا مجتمعين فى القاهرة وكانت الاجواء فى هذا الاجتماع تشبه تماما الاجواء التى سبقت الغزو الامريكى للعراق.. انقسام شبه مطلق بين الدول العربية. فجأة خلال ثلاثة أسابيع لم يتبدل الوزراء ولا الحكومات وأصبحنا متفقين.. على ماذا... أو لماذا... السبب هو الاجماع اللبنانى. الجوهر فى الاجماع اللبنانى هو موقف المقاومة.. لو أرادت المقاومة أن تقول لن نقبل بهذه النقاط أو نتحفظ على نقطة ما فلا قيمة لهذا الاجتماع.. لن يحصل.. ولو حصل وقالوا بعد الاجتماع الافكار مرفوضة.. لسقطت شرعية الاجتماع وسقط كل شىء. فهذا دور على سبيل المثال نذكره. لكن هناك دور أكبر سيكون جزءا من الوضع الداخلى للدول العربية.. كلنا كمسؤولين عرب نريد الاستقرار لبلداننا.. ولكن لا

يمكن للاستقرار أن يتحقق أو أن يستمر فى ظل الافتراق المستمر بين المواقف الرسمية والمواقف الشعبية. وفى هذه المرحلة وصل هذا الافتراق الى ذروته. الشعب العربى انحاز بشكل واضح وربما بشكل شبه مطلق.. ليس مطلقا.. لا يوجد شىء مطلق..وانما بشكل كبير بمعظمه انحاز الى جانب المقاومة وتحدانا كمواقف رسمية..تحدى صمت البعض منا وتحدى انحياز البعض منا.. وقرر الوقوف فى هذا الاتجاه. فأنا أدعو كل الرسميين.. كل مسؤول عربى.. لكى ينحاز لجانب شعبه ولكى ينحاز بالتالى لجانب المقاومة لان هذا الشعب هو أساس الاستقرار الذى نتحدث عنه ونبحث عنه خاصة فى هذه الظروف وخاصة بعد الحرب على العراق ومخططات التفتيت المطروحة فى المنطقة. والتجربة علمتنا أن القوى الدولية المهيمنة التى ربما يركن اليها البعض هذه القوى تستخدم المسؤولين.. وتستخدم الحكومات لمصالحها الخاصة.. ضد مصالح تلك الحكومات وأحيانا لمصلحة أعداء تلك الحكومات. وتلقى بكل هؤلاء فى أول هاوية بعد أن ينتهى استخدامهم.. ويكونون قد خسروا الخارج بعد أن يكونوا قد خسروا الداخل.

لقد أحاطت بالحرب الاخيرة الكثير من الطروحات التى تجاوزت فى بعض الاحيان حدود المقبول.. بل هى اقتربت أو تطابقت مع حدود المحظور قوميا وأخلاقيا والذى قد يوحى ويشير اما الى خلفيات مثيرة للشك أو الى جهل كبير بحقائق الامور.. فمن الخطأ أن نستسلم فى تقييمنا لهذه الحرب الى رؤى ضيقة الافق تفصل هذه المواجهة عن السياق العام لتاريخ الصراع

العربى الاسرائيلى وعملية السلام وانتكاساتها وتتعامل معها بعيدا عن تقدير مضامين المخططات الامريكية والغربية وما يحصل فى العراق وفلسطين ولبنان خلال السنوات الاخيرة. كل ذلك يؤكد التخطيط المسبق للعدوان ويوضح أن العدوان اسرائيلى فى أدواته لكنه أمريكى تشاركه بعض الدول الغربية فى قراره. أما أن يعتقد البعض أنه رد فعل على خطف الجنديين فهذه سذاجة لا مثيل لها.

أغلب هذه الطروحات وردت فى بعض الكتابات والتصريحات.. كأن يقال بأن المقاومة يجب أن تأخذ اذنا من الحكومة. الحقيقة أن المقاومات تأخذ غطاء وشرعية من الحكومة ومن الشعب ولكن لا تأخذ اذنا من الحكومة ولو افترضنا

بأنها ستقوم بهذا الشىء فالجواب سيكون بشكل واضح الظرف لا يسمح الان.. بمعنى لن يكون هناك مقاومة لو أرادت أن تعتمد على الحكومات. طرحت كلمة مغامرين.. اذا كان المقاومون مغامرين فهل نستطيع أن نقول بأن يوسف العظمة وسلطان باشا الاطرش والخراط وابراهيم هنانو والشيخ صالح العلى.. هؤلاء مغامرون... هل سعد زغلول فى مصر وسليمان الحلبى الذى قتل كليبر فى مصر أيضا وهو سورى وجول جمال الذى فجر نفسه.. كان أول استشهادى

فى المنطقة العربية باحدى السفن الفرنسية.. أيضا هو من سورية.. هل كل هؤلاء أيضا مغامرون... اذا كان الوضع كذلك فلنطلب من وزارات التربية فى الوطن العربى أن تغير المناهج ولنطلب أن نغير كل هذه المصطلحات.. طبعا هذا الكلام غير مقبول. طبعا نلاحظ دائما فى بعض الطروحات الغربية العنصرية التى لا تزال موجودة تجاه العرب.. يقولون الرد

الاسرائيلى غير متكافىء.. أى لو ردت اسرائيل بمقدار معين فعدوانها مقبول.

هم ليسوا ضد مبدأ العدوان.. هم ضد المقدار. فلابد أن يأتى يوم ويضعوا لنا الجداول ويحددوا لنا فيها ما هو المقبول بالنسبة لاسرائيل أن تحققه من دمار وقتل لكى لا تعتبر متجاوزة ربما للجانب السياسى أو الحد الانسانى أو الاخلاقى أو المواثيق الدولية المختلفة.

أيضا طرح بأنه يحق لاسرائيل أن تدافع عن نفسها كرد فعل نتيجة الاعتداء الذى قامت به المقاومة. لو طبقنا / وهنا نرى ازدواجية المعايير / لو طبقنا نفس هذه الفكرة بمعادلة رياضية على الفلسطينيين.. لو أرادوا أن يقوموا برد فعل فكم يحق لهم أن يدمروا.. أن يقتلوا فى اسرائيل. لو طبقناها من الناحية الفعلية.. لما بقى شىء فى اسرائيل. على كل الاحوال

ما أظهرته الوقائع الاخيرة بالنسبة للتحقيقات التى تمت مع شبكة العملاء التى القى القبض عليها مؤخرا فى لبنان.. وربطت هذه المعطيات مع مواقف جماعة 17 أيار قبل العدوان وبعد العدوان.. تؤكد أن هذا المخطط كما قلت محضر مسبقا ونضعه فى ثلاثة مسارات.. المسار الاول.. هو القرار 1559 واغتيال الرئيس الحريرى والضغوط على سورية والمقاومة من أجل الاذعان.

المسار الثانى.. هو فشل الاحتلال الامريكى فى العراق.

المسار الثالث.. هو دفن عملية السلام والانتقال الى الخيار العسكرى لاخضاع العرب ومن ثم كنتيجة طبيعية اعفاء اسرائيل من كل التزاماتها تجاه العرب. أمام هذا الواقع المأساوى نشأت المقاومات فى الساحة العربية كحل وحيد لاستعادة الحقوق المستلبة.

بعد كل هذا الكلام لابد أن تستنتج اسرائيل شيئا ويبدو أنهم لا يحللون.. لانهم لم يحللوا وضع المقاومة ولا قوتها.. ويبدو أن الانسان عندما يصبح قويا جدا يفقد التوازن.. لا يستطيع أن يرى الواقع بشكل دقيق أو بشكل عقلانى. اسرائيل حاولت.. أو مازالت تحاول خلال عقود أن تكون جزءا من هذه المنطقة عبر مخطط كان يسمى فى السابق الشرق الاوسط الكبير.. لا أعرف ان كان هو نفسه الجديد أو ربما مع بعض التعديلات.. ولكن هذا الطرح قديم.. على أن تكون اسرائيل هى القوة المهيمنة فى المنطقة العربية والعرب هم عبارة عن مال وعبيد وأقمار صناعية تدور فى الفلك الاسرائيلى.

اعتمدوا على فكرة أساسية أن كل جيل من الاجيال العربية التى ستأتى سيكون أكثر قبولا لاسرائيل من الجيل الذى سبقه.. وبالتالى أكثر اذعانا.

فاذا القضية قضية زمن والزمن لمصلحة اسرائيل. لنرى على الواقع.. لو افترضنا بأن الزمن الذى يفصل بين جيلين هو من 15 الى 20 عاما فأنا أعتبر نفسى أمثل الجيل الثالث الذى أتى بعد اغتصاب فلسطين. والان الجيل الرابع موجود جزء منه معنا فى هذه القاعة وهو شاب واكتمل وعيه السياسى.

الحقيقة ما يجب أن تعرفه اسرائيل أن كل جيل يأتى هو أكثر كرها لاسرائيل من الجيل الذى سبقه. وكلمة كره ليست كلمة جيدة.. نحن لا نكره ولا نشجع العالم على الكره.. لكن الحقيقة أن اسرائيل لم تترك مكانا فى منطقتنا الا للكره.. لم تترك مكانا. على سبيل المثال.. طبعا نحن نقرأ عن مجازر دير ياسين وغيرها من المجازر والاشياء الاخرى التى قامت بها اسرائيل ضد العرب.. ولكن ما عشته أنا وجيلى عاش مجازر صبرا وشاتيلا.. عاش مجزرة قانا الاولى.. والان يعيش مجزرة قانا الثانية. الجيل الرابع يذكر مجزرة قانا الاولى ويذكر مجزرة قانا الثانية. الاطفال الان يسالون لماذا هؤلاء الاطفال يموتون... هم يتكون وعيهم للحياة من عبر مجزرة قانا الثانية.. فاذا يجب أن تعرف اسرائيل أن الزمن ليس فى مصلحتها.. بل بالعكس.. سيأتى جيل يكون أشد تصميما على ضرب اسرائيل وسينتقم من كل ما قامت به فى الماضى.. وعندها سيدفع الثمن أبناؤكم للاسرائيليين. وأنا أريد أن أتحدث من الواقع أيضا.. اذا أرادت اسرائيل أن تحلل فعليهم أن

يحللوا الحروب العربية الاسرائيلية/1948/1956/1967/1973/ 1982/ والصدام مع المقاومة فى /1993/1996/ والحرب الاخيرة. هم لو حللوها سيلاحظون. طبعا هذه الحروب تمثل الاربعة أجيال.. يلاحظون أن المقاتل العربى قد ازداد تصميما.. فهذه المعارك وهذه الحروب تعكس الوضع العربى تجاه اسرائيل. فاذا نقول لهم لقد ذقتم الذل فى المعارك الاخيرة فى لبنان.. وفى المستقبل أسلحتكم لن تحميكم.. لا الطائرات ولا الصواريخ ولا حتى القنابل الذرية.. الاجيال تتطور والاجيال المستقبلية فى العالم العربى ستتمكن من ايجاد الطريقة لهزيمة اسرائيل بشكل أكثر شدة مما رأيناه فى المعارك الماضية. فاذا على القيادات الاسرائيلية أن تتخلى عن حماقتها وعن غرورها وتعرف أنها أمام مفصل تاريخى الان.. فاما أن تذهب باتجاه السلام وعودة الحقوق.. أو أن تذهب باتجاه اللااستقرار المستمر حتى يحسم الامر بجيل من الاجيال.

أيها الاخوة.. لقد سطرت المقاومة الوطنية اللبنانية البطلة بدمها وتضحيات أبنائها ملحمة خالدة فى حياة الامة وحطمت أسطورة الجيش الذى لا يقهر ودفنت تحت أقدامها سياسة الاستسلام والهوان وبرهنت أن قوة الايمان بالارض والوطن

تهزم قوة السلاح مهما عظم وتجبر.

واننى أتقدم بالتحية والتقدير والاكبار لرجال المقاومة وأقف اجلالا لشهدائها البررة وأحيى الشعب اللبنانى الشقيق الذى كان بصموده الحاضنة الاساسية لها.

ونقول لكل من يتهم سورية بأنها تقف مع المقاومة.. وهذه التهمة قديمة ليست تهمة جديدة أبدا.. نقول لكل من يتهم سورية.. اذا كان الوقوف مع المقاومة هى تهمة وعار.. فهى بالنسبة للشعب السورى شرف وافتخار. هذه المقاومة هى وسام يعل ق على صدر كل مواطن عربى.. ليس فقط فى سورية.. مع كل قطرة عرق.. مع كل قطرة دم.. مع كل صاروخ يدمر دبابة.. ومع كل جندى اسرائيلى يهزم فى أرض لبنان.. فنحن نعتبر أن هناك وساما يعلق على صدر

كل مواطن عربى.

أما أنت أيها الشعب العربى السورى فكلمة فخور أقل من أن تعبر عما يشعر به الانسان تجاه عظمة وقوفك مع اخوتنا اللبنانيين. لقد كنت كبيرا فى حين أرادك البعض صغيرا غارقا فى الاحقاد. والكبير يفاجىء الخصم دائما بما لا يتوقعه. وجهت صفعة لمن أرادوا خلق شرخ بين سورية ولبنان فكنت رائعا فى استيعابك لحجم المؤامرة وقويا بردك عليها. باختصار كنت قلب العروبة النابض بكل ما تحمله هذه الكلمة من حرارة سترتفع ومعنى سيزداد قوة عندما نحرر الجولان بأيدينا وعزيمتنا وتصميمنا.

ان قدر سورية هو الاعتزاز بالعروبة والدفاع عنها وصونها لانها الاساس الوحيد لمستقبل مشرق ومشرف نبنيه من أجل أبنائنا ولنغرس فى قلوبنا وعقولنا أن لا مكان فى هذا العالم لغير الاقوياء. والقوة تبدأ بقوة العقل وبقوة الارادة وبقوة الايمان وهى أساس المقاومة والطريق الوحيد لتحقيق النصر.

أما انتظار الحلول لقضايانا من قبل الاخرين والايمان بقدرة المجتمع الدولى بديلا عن الايمان بقدراتنا وتسليم عقولنا للخوف وارادتنا للغير فهو نقيض الحكمة بل هو الجهل بعينه.

أكرر تحياتى لكم أيها الاخوة الصحفيون وتمنياتى لمؤتمركم بالنجاح.

والسلام عليكم ورحمة الله.







رد مع اقتباس
قديم 28-01-2011, 02:11 AM رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
المحامي هلال حسين
عضو مميز جداً

الصورة الرمزية المحامي هلال حسين

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


المحامي هلال حسين غير متواجد حالياً


افتراضي رد: كلمات السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد

كلمة الرئيس الاسد في افتتاح اعمال المؤتمر الثاني والعشرين لاتحاد المحامين العرب

القى السيد الرئيس بشار الاسد كلمة سياسية شاملة في افتتاح المؤتمر قال فيها ..
قبل أن أبدأ الكلمة .. عندما كنت التقي ببعض المسؤولين الاجانب في سورية كانوا ينتقدون المواقف السورية ويتهمونها بالتطرف وكانوا يقولون ان خطاب الرئيس بشار الاسد متشدد والى غيره من هذا الكلام . كانوا يتهمون مواقف سورية بالتشدد وينتقدون خطابات الرئيس بشارالاسد في لقاءاتهم معي فكنت أقول لهم .. عليكم الا تأخذوا الصورة عن الواقع من خلال لقاءاتكم معنا كمسؤولين .. فنحن بالعكس هادئون جدا .. الشارع يغلي ونحن هادئون . أنا سعيد بما سمعته لانه ستكون لديهم فرصة الان على شاشة التلفزيون ليجروا مقارنة عن الفرق بين مواقف الشارع وأن يعرفوا أننا في المواقف الرسمية نسير كثيرا خلف الشارع وليس أمامه في مواقفنا .. واليوم سأكون هادئا لكي تكون الصورة واضحة .. سأكون أكثر هدؤا لكي تكون الصورة ضاربة تماما والتناقض واضحا .
أيها السيدات والسادة .. يسعدني غاية السعادة أن التقيكم في هذا المؤتمر الذي اخترتم أن ينعقد في دمشق تضامنا مع بلدكم سورية وانها لفرصة طيبة لكي أتقدم اليكم بخالص الشكر على مبادرتكم الكريمة في عقد مؤتمركم هذا للتضامن مع اخوانكم في سورية ولكي أبثكم محبتي لكم وتقديري لجهودكم المخلصة التي تبذلونها في ساحات العمل والنضال من أجل نصرة الحق والدفاع عن قضايا الامة والذود عنها ضد مايتهددها من أخطار . واذا كان من الطبيعي أن تلجأ الامة الى أبنائها أيام المحن .. واذا كان من البديهي أن يتمسك الابناء بأمتهم في الظروف الصعبة .. فان هذه المرحلة التي تمر بها أمتنا تتطلب قدرا عاليا من الشعور بالانتماء والاستعداد للبذل والاخلاص في العمل مضافا الى صفاء الرؤية ووضوح الاتجاه . وليس من قبيل الكلام الاحتفالي أن أؤكد على دوركم الهام .. أيها الاخوة المحامون العرب .. في نصرة قضايا أمتكم أود أن أركز علىدوركم الاستثنائي في هذه المرحلة الاستثنائية .. فأنتم بحكم تأهيلكم وعملكم .. بحكم قربكم من حياة الناس .. بحكم نشاطكم العام والتصاقكم بقضايا الحق والعدل .. أقرب الى ادراك طبيعة الوقائع المستجدة سريعة التغير التي يعيشها العالم .. والتي تتحول خلالها مفاهيم الحق والعدل الى مجرد بضاعة للمزايدة والمساومة في الساحة الدولية الراهنة التي تحتدم فيها صراعات المصالح والقوى والافكار والايديولوجيات .. وتستباح فيها مثل هذه المفاهيم عبر عملية منظمة لطمس معالم الصراع الاساسية بحيث يتلبس فيها الباطل لبوس الحق .. والظلم لبوس العدل .. وتدان حقوق الشعوب المشروعة لمصلحة مغتصبيها . ان حديثي معكم اليوم هو لذلك ذو معنى خاص من حيث انه يتوجه الى قادة ميدانيين لهم أدوارهم ومسؤولياتهم الجسيمة في حياة الشعب والدفاع عن قضاياه .. والى محامين فعليين عن مصالح الامة وحقوقها .. والى شريحة فاعلة وهامة لها مكانتها في حياة وطنها ومجتمعها .أيها الاخوات والاخوة .. كلنا يتابع الاحداث الحالية .. وكلنا يدرك أن هذه الاحداث والظروف المحيطة بها وتفاعلاتها القريبة والبعيدة ليست وليدة اليوم .. بل تعود الى عقود ماضية .. غير أنها اشتدت وطأة في السنوات الاخيرة .. حيث كان الشعب العربي يدفع خلالها ضريبة باهظة لمشروعات سياسية كبرى غريبة عنه ويسدد استحقاقات الاخرين على أرضه من دماء أبنائه واستقرارهم دون أن يكون له أدنى دور أو مصلحة في ذلك .. وفي الوقت الذي اعتقدنا فيه أن جملة التحولات السياسية التي شهدها عالم التسعينيات في القرن الماضي ستفضي الى ايجاد حلول عقلانية للمشكلات المزمنة في منطقتنا استجابة لوعود النظام العالمي الجديد وأحلامه .. فاننا وجدنا هذه المشكلات تزداد تفاقما وتعقيدا والوعود الغنية مجرد وهم أو سراب . نحن نسميها / النظام العالمي الجديد / .. وهي مجرد تسمية لكن المضمون الحقيقي هو / الفوضى العالمية الجديدة / لانه لا يوجد نظام على الاطلاق . وفي الوقت عينه .. برزت مشكلات جديدة لا تقل خطورة عن سابقاتها .. بل هي تراكمت معها أو نتجت عنها وظهرت بؤر توتر جديدة تضاهي في سخونتها واشتعالها البوءر القديمة وأخذت شظاياها تتطاير في مختلف الاتجاهات .. لتكوي بنارها وجه أهلنا وشعبنا . هكذا راوحت القضية الفلسطينية مكانها .. بل هي تراجعت خطوات للوراء اذا أخذنا بعين الاعتبار الظروف الموضوعية المحيطة بشعبنا الفلسطيني .. ومدى القمع الذي تمارسه اسرائيل على كل مكونات هذا الشعب كما سدت المنافذ أمام عملية السلام في الشرق الاوسط .. ليس نتيجة لرفض الحكومات الاسرائيلية الاستجابة لاستحقاقات السلام واستمرارها في انكار حقوق العرب الاساسية فقط .. بل لان الوضعية الدولية الراهنة والقوى الفاعلة فيها ليست مهيأة لان تدفع عملية السلام الى الامام أيضا .. ولتراجع المجتمع الدولي عن الوفاء بالتزاماته تجاه عملية السلام وتجاه الاستقرار في المنطقة . يضاف الى كل ذلك تراجع الدعم العربي الفعلي لهذه القضية نتيجة الضغوط المستمرة التي تمارس لصالح اسرائيل والاستجابة لهذه الضغوط . ولا يختلف في هذا المسار الفلسطيني عن المسارالسوري اللبناني .. بل يضاف اليه الانتهاكات الاسرائيلية للاجواء والاراضي اللبنانية أمام أنظار المجتمع الدولي الصامت . طبعا المجتمع الدولي صامت فقط في مثل هذه الحالات .. عندما يتعلق الامر بتصريح بسيط يزعج اسرائيل قليلا .. يتحول هذا المجتمع الدولي الى مجتمع فاعل ونشيط وله لسان يتكلم وأحيانا يكون شرسا .. أما عندما يتعلق الموضوع بتصريح لحاخام اسرائيلي عندما يتهم العرب بأنهم ثعابين وأفاعي ويجب ابادتهم .. أو أن يخرج عضو كونغرس أمريكي ويقول ان هنالك دولة عربية يجب أن نضربها بقنبلة ذرية لكي نبيدها .. فيعود هذا المجتمع مجتمعا صامتا .وبرزت قضية العراق في حياتنا السياسية الراهنة لتحدث زلزالا سياسيا وقوميا ومعنويا لدى الشعب العربي ولتخلق واقعا جديدا في الشرق الاوسط بدأت ملامحه المأساوية ترتسم على بنية مجتمعاته وتهز قناعات الناس وتزعزع انتماءاتهم الوطنية والقومية .. كما أخذت ظاهرة الارهاب تتسع دوائرها بصورة مؤلمة مهددة بتخريب النسيج الوطني والاجتماعي لدول المنطقة .. وذلك نتيجة مجموعة من العوامل وفي مقدمتها السياسات الخاطئة والمتهورة اقليميا ودوليا والمواقف المسبقة تجاه تراث الامة وقضاياها .. بالاضافة لاستخدام هذه الظاهرة أي الارهاب كأداة في يد بعض القوى التي تدعي مكافحة الارهاب من أجل ارهاب الاخرين وترويعهم والافتئات على ثقافتهم وهويتهم والتدخل في شؤونهم الداخلية . هكذا بدت تطورات الوضع اللبناني كاحدى افرازات هذا الواقع الدولي الجديد منذ صدور القرار 1559 حتى مقتل الرئيس الحريري وتشكيل لجنة التحقيق الدولية وما ترتب عليها من صدور قرارات دولية جديدة تحاول النيل من سورية ومواقفها . واذا كانت بعض التحليلات ذهبت الى أن بعضا من تداعيات الاحداث في لبنان يعود الى تغطية قوات الاحتلال في العراق لفشل مشروعها الذي أرادت أن يكون العراق احد أوسع بواباته .. وهو كلام حق .. فان الحق الكامل في هذا الشأن هو أن استهداف سورية ولبنان هو جزء من مشروع متكامل يقوم على نسف هوية المنطقة واعادة تشكيلها من جديد تحت مسميات مختلفة تلبي في النهاية تطلعات اسرائيل للهيمنة عليها وعلى مقدراتها .ومن الخطأ استخدام مصطلح استهداف سورية ولا سورية ولبنان كما قال الاخ سامح عاشور .. ليس دفاعا عن سورية ضد لبنان .. فكلاهما مستهدف .. ولكن المستهدف هو العرب والمستهدف هو الامة الاسلامية .. والمستهدف هو أوسع من ذلك .. ولكن الان نحن نتحدث عن استهداف الامة العربية . وما يحصل الان مع سورية ولبنان هو حلقة في مؤامرة كبيرة كما العراق هو حلقة .. كما كانت غزة أولا حلقة .. كما كانت أوسلو حلقة . لن نعود الى الحلقات الاقدم لكي لا نثير بعض الحساسيات .. ذكر الاخوة بعضا منها . غزة أولا حلقة فشلت منذ اليوم الاول . كان هدفها فتنة بين الفلسطينيين .. وأوسلو فشلت عندما أفشلتها الانتفاضة في بداية اندلاعها .. والمشروع العراقي يفشل الان أمام أعين كل العالم .. والمشروع أو الحلقة السورية اللبنانية ستفشل أيضا لكن لكي نفشل كل هذه الحلقات .. لابد من التعامل مع كل هذه المكونات كمشروع واحد أو كمؤامرة واحدة .. وبالتالي .. علينا أن نعرف بأن خلف كل مؤامرة مؤامرة أخرى .. وبعد كل حلقة هناك حلقة أخرى .. هناك ترابط بين هذه الحلقات . القضية ليست سورية ولبنان .. القضية أوسع . نحن لسنا قلقين .. نحن قلقون على الوضع العام .. على الامة العربية . فاذا علينا أن نفهم المؤامرة بأبعادها المتكاملة لكي نستطيع أن نتعامل مع كل حلقة من هذه الحلقات . طبعا الان سيقولون بأن العرب دائما لديهم عقدة نفسية هي عقدة / المؤامرة / .. ولو عدنا للقرن الماضي من سايكس بيكو الى احتلال فلسطينفي 1948 الى غزو لبنان في 1982 الى احتلال العراق .. وما بين كل هذه الاحداث الى ما يحصل الان مع سورية والعراق . ربما هم يعتبرونها ليست مؤامرة .. ربما يعتبرونها جزءا من التنمية المستدامة للمنطقة .. أو من الاعمال الخيرية .. فعلينا أن نرسل لهم برقية شكر . وكما هو واضح في هذا السياق .. فان سورية كانت في بؤرة الحدث ليس لموقعها الجغرافي وارتباطها السياسي والاجتماعي والانساني بساحات الصراع الرئيسية فحسب .. بل لدورها ومكانتها وتاريخها أيضا . يضاف الى هذا .. أن أصحاب هذا المشروع رأوا فيها عقبة رئيسية أمام تحقيقه . في ضوء كل ذلك .. كان على سورية أن تواجه موجات متلاحقة من التحديات وكان على سورية في كل موقف تتخذه أن تنطلق من تقدير عال لمسؤولياتها الوطنية والقومية ومن تقييم لمصالحها الاستراتيجية ومن حرصها على استقلالها وسيادتها .. ولم يكن ذلك مقبولا من بعض الاطراف الدولية .. وكذلك من بعض القوى والعناوين العربية التي تقدم نفسها كوكيل لهذه الاطراف أو كأداة في تنفيذ مشاريعهم . هناك مشكلة لدى بعض القوى الكبرى مع العرب ومع المسلمين وأيضا .. كما قلت .. مع كثير أو ربما مع معظم دول العالم .. نراها بشكل مستمر من خلال تصريحاتهم من خلال لقاءاتنا معهم ونقاشاتنا . هم لا يريدون منا أن نتمسك بشيء .. مشكلتهم ليست فقط القومية العربية أو الاسلامية .. هم لا يريدون من كل هؤلاء أن يتمسكوا لا بحق ولا بمبدأ ولا بثوابت ولا بعقيدة دينية ولا بعقيدة قومية ولا بعقيدة حتى اقتصادية . هم يريدون أن يحولوا العالم والشعوب الى مجموعة من الحواسيب يضعون فيها المعلومات وأنظمة التشغيل ويبرمجونها بطريقتهم ويستخدمونها في الوقت المناسب بالطريقة التي يريدون ومن أجل مصالحهم .. وعندما نوافق على هذا الشيء .. عندها نوصف بالوطنيين وبالحكماء وبالواقعيين وبالديمقراطيين .. عدا ذلك فنحن اما ارهابيون أو داعمون للارهاب .. وهذا الارهاب له تسميات تتغير بتغيير الظروف والمصالحونسميها الموضة حقيقة . كنا نسمع في السابق منذ عقود عن الارهاب الفلسطيني ثم بدأوا يتحدثون عن الارهاب اللبناني خلال الحرب الاهلية في لبنان .. واليوم يتحدثون عن الارهاب الاسلامي . لا تستغربوا أن يضعوا قريبا مصطلحا يسمونه الارهاب السيادي .. وهو في الواقع يطبق الان على الدول التي تبحث عن سيادتها . في الواقع هو يطبق ويبقى موضوع زمن لكي يجدوا ما هو المصطلح المناسب .. وهذا الكلام ليس مبالغة .. الان هناك حوارات في أروقة الامم المتحدة ومجلس الامن من قبل بعض القوى الدولية المعروفة لمناقشة مبدأ السيادة الوطنية بهدف الغاء هذا المبدأ تحت مبررات مختلفة .. حقوق الانسان .. أنظمة فاسدة .. فساد .. وغيرها من الحجج التي يبحثون عنها الان . فاذا هذا الكلام واقعي .. ولكن دائما يطرحون مصطلحات ونحن كثيرا .. كعرب .. ما لا ندخل في عمق هذه المصطلحات . في قضية السلام العربي الاسرائيلي أعلنا رغبتنا باقامة السلام العادل والشامل على قاعدة قرارات الامم المتحدة وعلى أساس هذه القرارات تمسكنا بمبادرة السلام العربية التي أقرت في قمة بيروت العربية عام 2002 والتي لم يعد أحد يتحدث عنها اليوم .. وهذه المبادرة تطالب اسرائيل بالتوجه الىالسلام وتؤكد استعداد العرب للسلام أيضا .. ولكن اسرائيل قابلت كل ذلك بالتجاهل وبمزيد من المجازر والاغتيالات تجاه شعبنا في ظل دعم غير محدود من الولايات المتحدة الامريكية .. وتجاهل كامل من قبل القوى الدولية الاخرى . بالاضافة الى هذه المجازر الكثيرة التي قامت بها اسرائيلي .. خاصة بعد طرح المبادرة العربية من اجتياح جنين ونابلس في تلك الفترة والاغتيالات الكثيرة التي قامت بها بشكل منهجي ومنظم .. وأخطر شيء قامت به اسرائيل هو اغتيال الرئيس ياسر عرفات / وأنا سعيد لانكم ذكرتموه قبل قليل / تحت أنظار العالم وصمته ولم تجروء دولة واحدة على أن تصدر بيانا أو موقفا تجاه هذه القضية وكأن شيئا لم يحصل في هذه المنطقة . الاخ العقيد / معمر القذافي / قدم مبادرة منذ حوالي شهرين أو أكثر للرئاسة الحالية للقمة العربية المتمثلة بالجزائر يطالب فيها بتشكيل لجنة دولية للتحقيق في هذه القضية . سورية طبعا أيدت فورا بشكل خطي هذه المبادرة .. وأعتقد أنتم كمحامين عرب .. كمختصين في القضايا القانونية من الممكن أن تقوموا بوضع دراسة تقنية تفصيلية حول هذا الموضوع تأخذ شكل خطة تنفيذ .. ومن الممكن أن تطرحوها على القمة العربية المقبلة خلال أشهر قليلة لكي تتبناها القمة العربية ومن ثم يكون هناك تحرك جماعي عربي باتجاه هذه القضية لكي لا تبقى مجرد مواقف لحظية أو انفعالية أو عاطفية . وفي الشأن العراقي عارضنا غزو العراق لاسباب تتصل بمبادئنا وقيمنا ومصالحنا كما سنعارض أي تدخل أو اجتياح لأي أرض عربية .. والتزمنا بمبدأ عدم التدخل في الشأن العراقي وأعلنا رغبتنا في بناء علاقة تقوم على المزيد من الاخوة والتكامل والتنسيق .. وعبرنا عن استعدادنا لتقديم المساعدة للعراق عندما يطلب منا الشعب العراقي ذلك . كما أكدنا على وحدة العراق واستقراره وعلى ضرورة مشاركة كافة أبناء الشعب العراقي في العملية السياسية .. اضافة الى اجلاء القوات الاجنبية عن أراضيه .وأؤكد اليوم أن كل هذه الاهداف وفي مقدمتها وحدة الاراضي العراقية لا يمكن أن تتحقق ان لم تستند الى أي حل مستقبلي فيه على موضوع أساسي وهو عروبة العراق .. بل اني أؤكد أن مستقبل المنطقة كلها يتعلق بهذا المبدأ . هناك سيناريوهات وأفكار كثيرة تناقش وتطرح بالنسبة لموضوع العراق .. ولكن كل هذه السيناريوهات ترتكز على المبدأ الطائفي . لو أخذنا فكرة متطرفة وأخذنا نقيضها في التطرف وأخذنا فكرة ثالثة في الوسط ستؤدي كلها الى تفكيك العراق وتدميره طالما أنها ترتكز على الاساس الطائفي . بالمقابل .. لو أخذنا كل هذه الاحتمالات على أساس عروبة العراق .. فبكل تأكيد ستكون النتيجة استقرار العراق والحفاظ على وحدة أراضيه . وكلمة عروبة العراق ليست كلمة شوفينية أو كلمة عرقية . العروبة هي معنى حضاري .. العروبة لا تنفي لا الاعراق ولا الثقافات ولا اللغات ولا كل مكونات المجتمع العربي الذي يتواجد الان في هذه القاعة . هي التاريخ الطبيعي لمنطقتنا .. وبالتالي .. لا يجوز لاية مجموعة أو شريحة أو فئة في هذا العالم العربي أن تتحسس من هذا الطرح أو من هذا المصطلح لانه الجامع الوحيد والاقوى لكل هذه المكونات التي نعتبرها غنية .. تصبح غنية بوجود العروبة وفقيرة وضارة من دون وجودها .. فنتمنى من الكثير من الاخوة العرب في كل المستويات سواء أكانوا في موقع المسؤولية أو بعض المثقفين أو بعض الاعلاميين أن يبتعدوا عن الدخول في مستنقع المصطلحات الطائفية المطروحة الان في العراق لاننا نريد أن نعيد العراق الى عروبته لا أن يشدنا البعض من العراقيين باتجاه المستنقع الطائفي والا سنغرق كلنا في سفينة واحدة . وفي مقابل هذه التوجهات والاحداث كنا ندرك حجم الاثار السلبية للوضع العراقي والتي ستطال سورية والمنطقة عموما .. جراء التفاعلات الداخلية والاقليمية الناجمة عن الغزو .. وهذا ما ظهر واضحا في تطورات الاحداث خلال الاعوام الثلاثة الماضية والتي أثبتت صحة تحذيراتنا قبل الغزو .. وبدلا من الاعتراف بالخطأ بدأت قوى الاحتلال تحمل الاخرين مسؤولية المصاعب التي تعترضها .. كما أخذت بتصفية حسابات أخرى تتعلق بالمواقف الرافضة لسياسات الهيمنة أني كانت .. واليوم .. وبعد سنوات من البحث في العراق عن النصر المفقود .. لم يعثروا سوى على نصر غير مولود .. ورفض غير محدود . أما في الشأن اللبناني .. فلم تكن الاحداث منفصلة عما يجري على الساحات الاخرى . وكانت نقطة البدء هي صدور القرار 1559 الذي كان قد بدأ الاعداد له منذ فترة طويلة .. والذي هدف الى احداث انقلاب في المعادلة السياسية في لبنان والمنطقة .. عبر استهداف المقاومة الوطنية اللبنانية والعلاقات السورية اللبنانية .. وعبر زعزعة الاستقرار الداخلي في لبنان . والسؤال هنا ... لماذا الان .. ولماذا سورية ولبنان .. لان المجتمع العربي بمختلف شرائحه تشرب عقيدة المقاومة التي كانت الاساس في صمود لبنان وكانت العلاقة النضالية بين سورية ولبنان هي الحاضن الاساسي السياسي والمعنوي والبشري لهذه العقيدة .. والتي حققت أول نجاح لها باسقاط اتفاق 17 أيار ... ومن ثم تحرير الاراضي اللبنانية عام 2000 والتي استمرت من خلال صمود الانتفاضة في فلسطيني .. ومن خلال رفض الاحتلال في العراق .. فتحركوا لوأدها .. ولو متأخرين .. ولكنهم تأخروا كثيرا .طبعا مفهوم المقاومة ليس فقط حمل السلاح كما يعتقد البعض .. بل هي موضوع التمسك بالعقيدة وبالمبادئ وبالمصالح وبالثوابت . كل هذه الاشياء بالنسبة لنا هي مقاومة .. وبالنسبة لهم هي ارهاب .. وبالنسبة لهم هي مرفوضة .. وبالنسبة لنا هي مقبولة ومتبناة . وعلى الرغم من تحفظاتنا على القرار 1559 وادراكنا لدوافعه البعيدة والقريبة .. فقد استجبنا له ونفذنا ما يخصنا فيه من التزامات حيث تم انسحاب القوات السورية من لبنان .. وجاء اغتيال الرئيس الحريري في اطار خطة خبيثة لاحداث انقلاب كلي .. ليس في لبنان فقط وانما في الوضع السياسي في المنطقة عموما .. ولاسيما في اطار العلاقة بين البلدين والشعبين . وتتالت بعدها الاحداث والاغتيالات والتصعيد الاعلامي مستهدفة الامن والوفاق .. اضافة لدور سورية ومكانتها وسط حملات محمومة لتشويه صورتها والتشويش على مواقفها وتسميم الاجواء بين الشعبين الشقيقين من خلال اتهام مباشر لسورية تغذيه المصالح والانفعالات والارتباطات الاجنبية والحسابات المشبوهة . وقد اخترنا في سورية ضبط النفس ازاء كل ذلك وعدم الانجرار الى المواقف التي يريدها الاخرون لان ما بنيناه بالدم المشترك للشعبين السوري واللبناني على مدى عقود لا يمكن أن نخسره في انفعالات عابرة . ولكن بدا واضحا أن الامر لم يكن يراد له أن يسير في سياقه الطبيعي .. لاسيما بعد صدور القرار 1595 عن مجلس الامن وتشكيل لجنة التحقيق الدولية التي حرصنا على التعاون معها وتسهيل مهمتها في ضوء احترام القوانين والسيادة الوطنية .. وعلى الرغم من أن التقريرين الصادرين عن اللجنة كانا مليئين بالثغرات .. وعلى الرغم من أنهما لم يكونا منصفين لسورية .. فاننا أعلنا رغبتنا في استمرار التعاون لاننا كنا دائما مع الشرعية الدولية .. ولان تحقيقا نزيها ومستقلا سيكون في مصلحة سورية حكما . ولكن ظهر جليا أن بعض القوى اللبنانية والاطراف الدولية لم ترد للتحقيق أن يصل الى مداه بصورة موضوعية ونزيهة طالما أنه سيبرئ سورية .. وكانت الرغبة واضحة لديهم للايقاع بسورية من اليات تحقيق تنصرف الى اثبات تهمة جاهزة ومعلنة قبل أن تجف الدماء . ولم يكن ثمة مكان عند هؤلاء لتمتع المتهمين بقرينة البراءة الا صوريا .. بل ظهر وكأن المطلوب فقط أن ينسج التحقيق خيوط الاتصال بين مجموعة من العناصر في اطار نموذج بدا وكأنه مرسوم مسبقا . لم يبدأوا بالجريمة بشكل صحيح .. وأنتم محامون وتعرفون هذا الشيء . أول شيء يجب أن تدرس تفاصيل الجريمة .. ومن خلال هذه التفاصيل يحصل المحقق على دليل .. ومن خلال هذا الدليل يحدد متهما أو مجموعة متهمين .. ثم يصل الى الفاعل . هم بدأوا بالعكس .. حددوا الفاعل حتى قبل الاتهام .. ومن ثم حددوا التهم بدل أن يحددوا مجموعة المتهمين .. حددوا متهما واحدا هو سورية .. فبدأوا بالبحث عن أدلة لكي يدينوا سورية . طبعا القسم الاول تفاصيل الجريمة أهملوه لانهم في حال ساروا فيه بشكل تقني وحيادي ونزيه فسيأخذهم التحقيق باتجاهات أخرى .. وربما شعروا بأن لدينا معلومات ولكن غير مؤكدة . معطيات التحقيق تأخذهم باتجاه اخر .. ليس باتجاه سورية فأهملوا هذا الجانب وركزوا على الفكرة الاولى أي أن الفاعل سورية حتما .
لن أتوسع هنا في موضوع التحقيق .. كلكم تابعتم موضوع التزوير الذي حصل . وفضحت كل الامور وأصبحت واضحة كالشمس .. لذلك لن أتوسع كثيرا في هذا الموضوع . والامر هنا لا يتعلق بالتشكيك بنزاهة لجنة التحقيق الدولية من عدمه .. بل بتوصيف الاجواء السياسية والاعلامية والقانونية التي أحاطت بعمل اللجنة وشكلت مناخا ضاغطا على عملها وأدت في المحصلة الى توجيه أحكامها واستنتاجاتها باتجاه محدد أو تكييفها مع طروحات محددة لاطراف محددة .. لا يشك أحد في عدائها لسورية ومواقفها .. ومن ثم استبعاد أي توجه أو فرضية أو احتمال اخر . اننا في سورية واضحون كل الوضوح ازاء التحقيق .. اننا مع التحقيق في اغتيال الرئيس الحريري كي يصل الى معرفة الفاعل أو الفاعلين .. وسنتابع التعاون مع التحقيق حاليا وفي المستقبل من أجل جلاء الحقيقة على قاعدة السيادة والمصلحة الوطنية . وكما قلت تلتقي مصلحة سورية مع مصلحة التحقيق عندما يكون نزيها . واذا كان هناك من يعتقد أن تسييس التحقيق وحرفه عن مجراه الطبيعي يمكنه أن يدفع سورية للقيام بما يريدون فهم يضيعون وقتهم كما يضيعون الفرصة المناسبة لتحقيق الاستقرار في المنطقة .. الامر الذي سينعكس عليهم بشكل سلبي .أما توظيفهم لبعض المزيفين أو الانتهازيين أو الخونة كشهود فلا يغير في مواقف سورية شيئا بل يغير فقط في صورتهم المزيفة أصلا ويجعلهم أقرب الى صورتهم الحقيقية أمام الشعوب العربية وأمام العالم . أعود لموضوع التحقيق على مبدأ أو على قاعدة السيادة الوطنية .. لان هناك خلطا وهناك مصطلحات تطرح بشكل خبيث .. وبكل تأكيد لديكم معرفة بهذه التفاصيل .. ولكن نحن الان نتحدث على الهواء ولابد من شرحها لمن يسمعني على التلفزيون . عندما قلنا التحقيق يبني على السيادة الوطنية .. فهذا يعني أننا وضعنا حدودا .. هذا الكلام يجب أن يكون واضحا . وطبعا عندما نقول سيادة وطنية فهذا يعني المصلحة الوطنية . وطرحنا التعاون الكامل أيضا .. وهذا يعني حدود التعاون الكامل هي نزاهة التحقيق وهي السيادة والمصلحة الوطنية .. فالتعاون الكامل يتوافق مع السيادة الوطنية . ماذا طرحوا هم .. وتسمعون هذا الشيء في بعض التصريحات والبيانات .. التعاون من دون حدود يعني بكل بساطة أنه يمكن أن نتعاون ضد مصلحتنا الوطنية .. لا حدود على الاطلاق لهذه الكلمة . الهدف من هذه الكلمة طبعا هو هذا الشيء . الهدف أن نتعاون ضد مصلحتنا .. الهدف وهو الاهم والاخطر هو نقل التحقيق من حدوده القانونية . عندما نقول التحقيق نزيه وحيادي .. هذا يعني أنه مبني على أسس قانونية . عندما نقول أنه مبني على أسس قانونية فهذا يعني أن هناك حدودا . عندما نقول أنه لا يوجد حدود .. فهذا يعني أننا خرجنا عن الاطار القانوني وانتقلنا من الاطار القانوني الى الاطار السياسي . وكما تعلمون السياسة ليس لها ضوابط .. يقومون بأي شيء خاصة من خلال مجلس الامن .. قانونيا .. منطقيا .. شرعيا .. لايهم .. فالقرار بيدهم . فكانت اللعبة والصراع خلال هذه الاشهر الماضية .. هي محاولتهم خلق لعبة سياسية بغطاء قانوني .. أما محاولات سورية فكانت اعادة التحقيق الى المجرى القانوني . وبما أن الاطار القانوني يتوافق مع السيادة ويتوافق مع براءة سورية .. لذلك أكدنا دائما على هذه النقطة .. ولو ناقشناها بشكل بديهي أو منطقي لسالنا من أين أتوا بعبارة / تعاون من دون حدود / . أريد أن أعرف ماهو الشيء الموجود في العالم من دون حدود . اذا كانت الشرائع السماوية نزلت لتضع لنا ضوابط وحدودا وتوجهنا باتجاهات محددة .. واذا كانت القوانين في الدول وضعت لتضع للناس حدودا والمواثيق الدولية .. كذلك فهل هم لا ينتمون الى أي دين ولا ينتمون الى قانون ولا الى شيء .. هذه هي اللعبة السياسية القانونية التي يجب أن تفهموها كمحامين كي تعرفوا كيف تضعون الاطار القانوني في مواجهة الاطار السياسي . أحيانا نتحدث بالقانون فيقولون لماذا تضيعون وقتكم .. اللعبة سياسية واذا تحدثنا بالسياسة يقولون لكن من الناحية القانونية الامور غير صحيحة . اذا هناك مناورة يجب أن نفهمها . على كل الاحوال هناك نقاش كثير بين القانونيين والسياسيين حول أيهما أعلى .. السيادة الوطنية أم قرار مجلس الامن .. وتدخل في هذا الاطار حصانة الرؤساء والمسؤولين .. والخ ..أنا لست قلقا لا من هذه النقطة ولا من غيرها . وبناء على ما ذكر هم شكلوا لجنة ادانة وليست لجنة تحقيق . الرد على كل هذه المخاوف هو أن نترك النقاش حول هذه المواضيع للقانونيين والسياسيين .. لكن دائما هناك اطار وطني الذي يعني المسؤول الكبير ويعني المواطن في كل مواقعه . والاطار الوطني بالنسبة لنا هو الاعلى وليس الاطار القانوني ولا الاطار السياسي ولا كل هذه النقاشات . في موضوع السيادة الوطنية .. لقد ذكرت في المرة الماضية بالنسبة لكل انسان وطني السيادة الوطنية هي الاعلى لا قرارات مجلس الامن ولا غيرها .. فعلينا كوطنيين أن ننطلق من تعاوننا مع هذه الاشياء من سيادتنا الوطنية ومن كرامتنا . هذا الموضوع محسوم بالنسبة لنا .. ومن يقبل بهذه النقاشات ومن يقبل .. تحت الاطار القانوني أو السياسي .. أن يكون هناك شىء أعلى من سيادته الوطنية في أي بلد وفي أي مكان في العالم فعليه أن يبدل جنسيته ويستغني عنها ويأخذ بدلا منها جنسية دولية تعطيها الامم المتحدة .. وعندها علينا أن نلغي الكثير من المفاهيم التي نطرحها ونتربى عليها كمفهوم التضحية من أجل الوطن والوطن المقدس . عندما نقبل بأي مفهوم اخر خارج اطار السيادة الوطنية فعلينا أن نلغي هذه المفاهيم . فاذا موضوع السيادة الوطنية لا يجوز أن نتنازل عنه حتى لو اقتضى الظرف أن نكون مستعدين لكي نقاتل من أجل بلدنا يجب أن نكون مستعدين لهذا الشيء . ونؤكد أن كل هذه المحاولات ستبوء بالفشل . اطمئنوا حول هذه النقطة . وكما قلت في البداية انها ستفشل .. ستبوء بالفشل .. ولن تمنع سورية من تقديم الدعم للشعب اللبناني في كل ما له صلة بتمسكه باستقلاله وبرفضه للتدخلات الاجنبية وبتأمين مستقبل كريم لابنائه . وستبقى سورية الشقيق الاكبر الذي يقف الى جانب لبنان الوطني متى احتاجها أو طلبها .
سأتحدث قليلا عن الموضوع اللبناني بما أنه الجزء الاساسي من حديثنا .. ومن الوضع الذي تعيشه المنطقة . أولا أنا لست قلقا كثيرا وربما لست قلقا على الاطلاق بالنسبة للعلاقات السورية اللبنانية .. بالرغم من الجروح الكثيرة لان ما يحصل عابر .. وهناك في لبنان من يداوي جروحا .. وهناك في سورية من يداوي الجروح بشكل مستمر . هذا من جانب .. من جانب اخر أنا أيضا لست قلقا على العلاقة بين اللبنانيين كما يصورها البعض في الاعلام بالرغم من الثغرات والفجوات الكثيرة مستندين في ذلك الى وعي الشعب اللبناني ومعرفته تماما بحجم المؤامرة وفهمه للفتنة المعلبة والمحضرة التي ستطرح عندما تصبح الامور محضرة ومهيأة .. فأنا لست قلقا من هذه الناحية .. القلق يكون أحيانا من بعض المسؤولين اللبنانيين الذين يرون قوتهم ونفوذهم بخراب لبنان .. أو يرون مصلحة لبنان تمر عبر مصالحهم السياسية أو المالية . الان سأتحدث عن موضوع المبادرات وخاصة أنكم تحدثتم عن موضوع لجنة لتحسين العلاقات بين سورية ولبنان .. وأقول .. حقيقة لا توجد مشكلة بين سورية ولبنان .. ولكن سأشرح الان بعض التفاصيل لكي تفهموها . طبعا نحن مع أية مبادرة لتحسين العلاقة بين كل الدول العربية .. العلاقة ليست على ما يرام بكل الاحوال . نرحب بكل محام لبناني في هذه القاعة .. ونعرف الظروف التي أتوا من خلالها .. الان خرجوا من الزواريب اللبنانية ليأتوا الى الاتوستراد العريض العربي في هذه القاعة . المهم ما يطرح الان على الساحة السياسية الاعلامية هو تسميات .. مبادرات .. وساطات .. تحركات عربية .. من أجل تحسين العلاقة بين سورية ولبنان . ولو بدأنا بتسلسل زمني فسورية كانت أول من بادر .. لان سورية لم تفكر للحظة من اللحظات بأنها يجب أن تنسلخ عن لبنان بالعلاقة المتميزة بينهما وسعينا دائما وتحدثت في خطابي الماضي وعلى مدرج جامعة دمشق عن ظروف هذه المحاولات وفشلها واغلاق الابواب اللبنانية وحتى هذه اللحظة نحن نريد هذه العلاقة وسنبقى نسعى وهناك علاقات جيدة مع الكثير من اللبنانيين وأقول بشكل أوضح القسم الاكبر من اللبنانيين هم مع هذه العلاقة خاصة المواطنين .. والمشكلة هي مع بعض السياسيين .
بعد أن سدت الابواب في وجه سورية كان هناك تسويق في لبنان بأن المشكلة مع سورية هي سورية وبأن سورية هي من تريد أن تخرب هذه العلاقة لانها تريد أن تنتقم وهي تغلق الحدود وتقوم بأعمال تخريب وتحريض وما الى ذلك . وأقنعوا معظم العرب بأن المشكلة هي لدى سورية . بمعنى لا يحق لنا أن نغلق الحدود ولم نغلقها . الحقيقة قمنا بأخذ اجراءات محددة أمنية نتيجة بعض الاشاعات وبعض الحالات التي تم فيها القاء القبض على الفاعلين من قبل أجهزة الامن .. أما هم فيحق لهم أن يضعوا شهودا مزورين لكي يضروا بسورية . مع ذلك نحن الاكبر والاقوى .. لا نهتم بهذه المواضيع ولا توجد لدينا أية مشكلة . تحرك السودان بين سورية ولبنان مع بعض الافكار العامة وقلنا منذ البداية نحن لا توجد لدينا أية مشكلة .. منفتحون على كل الافكار التي من الممكن أن تطرح ونحن نؤيدها ونساعدها . لم تكن هناك أية استجابة للمبادرة السودانية . طلبنا من الاخوة في السودان أن يتحركوا مع الدول العربية أيضا لدعم هذه المبادرة فتحركوا مع مصر وتحركوا مع السعودية وتحركوا كما أعتقد مع رئاسة القمة ومع الجامعة العربية والكل أيد . كل هذه الدول أيدت المبادرة السودانية لكن لم تكن هناك استجابة من قبل بعض المسؤولين اللبنانيين . بعدها حاول الامين العام للجامعة العربية أن يتحرك بنفس الاتجاه وزار سورية ولبنان ولم يكن قد حضر أية فكرة أو أية تفاصيل .. فشنوا عليه هجوما كاسحا . توقفت كل الافكار .. أنهوها في مكانها الى أن وصلنا الى القمة السورية السعودية التي حصلت قبل عيد الاضحى بأيام قليلة . وفعلا المسؤولون العرب بشكل عام مهتمون بهذا الموضوع وكان هناك اهتمام من قبل المسؤولين في السعودية بهذه النقطة وقلنا لهم نفس الكلام .. نحن مستعدون لاية أفكار تطرح في هذا الاطار .. لكن اذا كان هناك تحرك فلابد أن نضع أفكارا لكي تكون قاعدة لهذا التحرك . من أين نأتي بالافكار .. بالنسبة لنا لو سألت نفسي الان سؤالا بسيطا ماهي المشكلة بيني وبين لبنان .. لا توجد مشكلة حقيقية . هناك مجموعات قليلة في لبنان ترفض سورية .. ترفض الحل العربي .. وتطبل وتزمر كلما أتى مسؤول لكي يشتم سورية .. ولكن هؤلاء قلة ومؤقتين ولا يمكن أن يكون لبنان كله كذلك .. ولا يمكن أن يستمر الوضع هنا بهذه الطريقة . هذه حالة عابرة لذلك لا نعتبرها مشكلة حقيقية .. لا توجد مشاكل حقيقية فمن أين نأتي بالافكار .. سأقول لاحقا من أين نأتي بالافكار .. المهم تم الحوار مع الاخوة في السعودية حول هذا الموضوع وكانت هناك قمة وكان هناك تأييد سوري وسعودي للافكار الواردة في القمة . تسربت هذه الافكار أو سربت لبعض وسائل الاعلام فكان هناك هجوم كاسح في البداية على المملكة ولاحقا على سورية واخر التصريحات هي أن هذه الافكار أفكار سورية وهي لا تلبي حاجة لبنان . الحقيقة أننا لم نبتسم عندما سمعنا هذه التصريحات بل ضحكنا كثيرا لان هذه الافكار من أين أتينا بها .. أنا كما قلت عندما أسال نفسي ولا أرى مشكلة بيني وبين لبنان فمن أين أضع الافكار .. قمنا بأخذ أفكارهم وطروحاتهم ووضعناها في هذه المبادرة فرفضوها أي أنهم يرفضون أفكارهم .وهذا يعطي فكرة واضحة عن الوضع السياسي . الافكار التي طرحناها مع السعودية هي أفكار للمناقشة وليست أفكارا نهائية .. وضعناها كأفكار كانت هناك بعض التعديلات وقلنا لنتركها الى أن نرى الوضع مناسبا سنرى كيف نتحرك . كما قلت .. تسربت الافكار . لكن الان سأعطي مثالا لكي لا يبقى الطرح في اطار العموميات ولئلا يقولوا هذا الكلام غير صحيح . احدى النقاط هي ترسيم الحدود .. هل سمعتم بأن سورية في يوم من الايام طرحت موضوع ترسيم الحدود مع لبنان .. لم نطرحه على الاطلاق . لا نعتقد بأن هناك مشكلة حدود بين سورية ولبنان .. هم من طرحوها ووضعت وهم رفضوها .. ومرورا على مشكلة الحدود لكي نوضحها .. كثير من الناس لا يعرف ماهي قضية مزارع شبعا . هم طرحوا موضوع الحدود للترسيم منذ أشهر قليلة وأرسلنا لهم ردا خطيا رسميا بأننا مستعدون لترسيم الحدود . هم طبعا هدفهم واضح ونحن نعرف الهدف . أولا لا توجد مشكلة بين سورية ولبنان حول مزارع شبعا . من يسأل حول مزارع شبعا نقول له انها أصغر مساحة من هذا المجمع الذي نتواجد فيه الان .. أي ليست مشكلة بين سورية ولبنان . على سبيل المثال ترسيم الحدود الذي حصل بين سورية والاردن عندما طرح الاردن هذا الموضوع منذ عامين كانت هناك أراض شاسعة وكبيرة .. وانتهى الموضوع خلال أشهر بين السعودية واليمن .. الوضع هنا يختلف .. المساحة صغيرة . والجانب الاخر أن هذا الترسيم بحاجة لشقين .. الشق الاول شرعي عندما تثبت هذه الدول على طرفي الحدود ملكية هذه الاراضي فتذهب للامم المتحدة وتسجلها . والشق الثاني هو جانب تقني يتعلق بالاعمال الهندسية لكي يضعوا الاحداثيات التي تحدد هذه الحدود بشكل دقيق ونهائي . الان اسرائيل محتلة لهذه الاراضي أي لا سورية موجودة ولا لبنان موجود فيها .. الموجود هو اسرائيل .. فما هو الهدف من هذا الترسيم الان .. لو سالنا سؤالا من هو المستفيد الاكبر .. أو لمصلحة من .. ومن هو المتضرر الاكبر .. لعرفنا أن هذا طلب اسرائيلي فقط .. طلب اسرائيلي هو موضوع مزارع شبعا .. والعمل هو ضد المقاومة فقط لا يضر سورية ولا يضر لبنان ولا يفيد سورية ولا يفيد لبنان . يضر المقاومة ويفيد اسرائيل .. لذلك هم رفضوا بدء ترسيم الحدود من الشمال .. أرادوا البدء من مزارع شبعا لان الهدف من طرح ترسيم الحدود هو فقط مزارع شبعا . يتحدثون أيضا من جانب اخر عن موضوع الملكية . يقولون ان سورية عليها أن تثبت ملكية المزارع .. لكن من يثبت الملكية هو صاحب الملكية وليس من لا يمتلك . أنتم قانونيون وتعرفون بهذا الشيء . فكيف نعطي وثائق لشيء لا نمتلكه .. بأي منطق .. ماهذا الطرح .. على كل الاحوال هذا نموذج بسيط ومثال بسيط يقدم لكم صورة عن مشكلة بالنسبة لما يقال عن العلاقة السورية اللبنانية . في الواقع .. الجزء الاكبر من اللبنانيين على مستوى المواطنين هم مع سورية .. وحتى على المستوى السياسي الجزء الاكبر هو مع سورية .. لكن هذا الجزء الاكبر مغيب بالاعلام .. بالاعلام لا نرى الا الجانب المعادي .. وهم قلة .. لذلك أقول كما قلت في البداية أنا لست قلقا على العلاقة السورية اللبنانية لسبب بسيط هو أننا نتعامل معها بهدوء لان اتفاق 17 أيار الجديد .. كما سميته في خطابي في 5 اذار .. يسقط بفعل الجاذبية الارضية اللبنانية .. أو لنقل الجاذبية السياسية والشعبية اللبنانية الصرفة .. فلبنان سيعود الى وضعه الطبيعي وهذه العلاقة ستعود .. ومع ذلك نحن نرحب بأي مسعى لتحسين هذه العلاقة . أيها الاخوات والاخوة .. لقد حاول البعض أن يصور مواقف سورية في مواجهتها للتحديات في هذه المرحلة وكأنها مواجهة مع المجتمع الدولي .. الامر الذي يجافي الحقيقة والواقع . فما هو المجتمع الدولي الان .. عندما نقول / مجتمع دولي / لاأعرف ما هذا التعريف . هناك مجموعة من المسؤولين في بعض الدول يعتبرون أنفسهم يمثلون هذا المجتمع الدولي . فاذا غضبوا غضب المجتمع الدولي .. واذا كانوا راضين ومبتسمين فأموركم جيدة . المجتمع الدولي بالنسبة لهم هو كل العالم ماعدانا .. هكذا البعض يفهمه . أيها الاخوات والاخوة .. نحن نعمل على توطيد علاقتنا مع الجميع والى مد الجسور مع كل دول العالم رغم ادراكنا لحجم الضغوط التي يتعرض لها البعض منهم .. كما انهم حاولوا اظهار سورية دولة ضعيفة لانها لن تنجر الى ساحاتهم وسجالاتهم ثقة بنفسها .. ومن خلال ذلك أرادوا ارسال رسالة الى باقي الدول العربية بأن الانحناء المطلق هو السبيل للبقاء والاستمرار . كما ساهم بعض الاعلام العربي في هذه الهجمة من خلال نشر ثقافة الاحباط وثقافة الهزيمة ومن خلال تهويل فكرة أن العرب ضعفاء غير قادرين على الفعل ولا يجوز لهم أن يرفضوا شيئا يملي عليهم . ونحن في سورية معتادون على هذه الحملات منذ عقود طويلة ونستوعبها ونعرف خلفياتها .. وبالتالي فهي تزيدنا صلابة بدل أن تهزنا .. لاننا ندرك أن الهجوم على سورية هو هجوم على أي نهج يتمسك بالاستقلال والسيادة وسورية ستبقى متمسكة باستقلالها وسيادتها . وفي مرورنا السريع الان لا أريد أن اخذ من وقت مؤتمركم .. سأحاول أن أتطرق بشكل سريع لبعض النقاط التي تطرح في الاعلام ولكنها تشوش المواطنين العرب . موضوع المقاييس الدولية يعني موضوع التهويل بأن العرب أمة ضعيفة . لاشك أن هناك نقاط ضعف نحن مسؤولون عنها .. لكن موضوع المقاييس الدولية هل نحن دول صغرى أم كبرى .. بالمقاييس الدولية نحن صغار بالمساحة وربما بالسكان والخ .. ولكن بالمقياس الوطني لا يجوز أن يكون هناك من هو أقوى منا . هم أقوى منا بالساحة الدولية ولكن بالمقياس الوطني نحن أقوى .. ولكي لا يقال ان هذا الكلام هو عبارة عن تنظير . نأخذ أمثلة .. لبنان دولة صغيرة بالمقياس الاقليمي وبالمقياس الدولي وكانت خارجة من حرب أهلية وكل الظروف الدولية كانت ضد تحرير لبنان فحرر لبنان نفسه رغما عن أنف العالم الذي لا يريد وليس كل العالم . فلسطين .. هذه الانتفاضة صامدة للسنة الخامسة بالرغم من كل الظروف الصعبة التي تحيط بها .. هل كانت الظروف الدولية لمصلحتها .. أبدا .. ولا ليوم واحد في هذه المرحلة أو في هذه العقود وليس سنوات . العراق اليوم هو المثال الواضح أمامنا . ونسأل سؤالا واضحا عن العراق هو .. من أكثر حرية اليوم .. أهو المواطن العراقي أم الجندي الامريكي . أنا أعتقد أن المواطن العراقي اليوم أكثر حرية من الجندي الامريكي . وأنا سأسال سؤالا أكثر جرأة .. نحن الان نمثل في هذه القاعة .. ربما كل الدول العربية لو سألنا سؤالا جريئا .. من الاكثر حرية بيننا الان .. أيضا هم المواطنون العراقيون .. ليس لانهم حرروا بالحرب كما يقول البعض في الغرب .. بل لان قوات الاحتلال بحاجة الان للشعب العراقي لكي يحررها من ورطتها . أيضا هناك نقطة أخرى تطرح .. لكي تخاف سورية ويخاف العرب من أن الدور سيأتي اليهم هي موضوع العزل .. يقولون سيعزلون سورية . كالعادة نأخذ المصطلح ولا نفسره . ان موضوع العزل يستخدم أكثر ما يستخدم في الطب .. وهناك حالتان للعزل .. في العزل الطبي نعزل مريضا لكي لا يصيب الاخرين بالعدوى .. وبالتالي المشكلة الان هنا هي المريض . وفي العزل الاجتماعي نعزل شخصا جيدا عن أولاد السوء وأولاد السوء هم المشكلة . هم لم يحددوا لنا أي نوع من العزل . يتحدثون عنه لا نعرف نحن المشكلة أم الاخرون . لكي نعرف أي نوع من العزل لنحضر أنفسنا . طبعا هذه قشور .. أنا لم أدخل الان في جوهر المصطلح .. أتحدث عن الشكليات . أيضا لو أخذنا هذا المفهوم بالنسبة لهم هو عبارة عن زيارات المسؤولين والمسرحيات التي تجري في المنطقة والادوار الوهمية التي نلعبها كدول عربية ومنع زيارات المسؤولين الاجانب وبعض العرب الى سورية لانهم يعتقدون بأن عدم زيارات هؤلاء ستعزل سورية . لو عدنا الى المسؤولين الاجانب لوجدنا أن البعض منهم جيد مع قضايا العرب ويحاول أن يساعدنا لكنه فشل فشلا مطلقا . الاخرون يأتون الينا اما بطلبات أو بتهديدات أو بضغوطات وهذا يعني أنهم ان لم يأتوا فلن نخسر الكثير بكل الاحوال . أيضا أنا أتحدث الان عن القشور . الان لنتحدث عن الجوهر ماذا يعني مفهوم العزل .. عندما لا نكون معزولين فهذا يعني بأننا دول صاحبة سيادة كاملة ويعني أننا نساهم بشكل فاعل في صياغة منطقتنا ونحن نعرف أننا من مئة عام وأكثر لم نساهم في صياغة مستقبل هذه المنطقة .. فنحن معزولون كعرب لاننا لا نساهم . وبمعزل عن هذه الزيارات والبهلوانيات فنحن غير مساهمين . اذا أردنا أن نكون غير منعزلين فعلينا أن نكون أقوياء .. ولا نستطيع أن نكون أقوياء الا اذا شاركنا .. ولكي نشارك يجب أن نفرض هذه المشاركة .. لن يسمح لنا أحد بشكل طوعي بأن نشارك .. وعندما نكون مشاركين وأقوياء فعلا ونحن من يصيغ مستقبل هذه المنطقة وقضاياها .. ونحن نكون من يطبخ كل ما يحصل فعندها نحن نعزل الاخرين . هم يستطيعون أن يعزلونا دوليا لكن لا يجوز أن يكونوا قادرين على عزلنا في منطقتنا .. فلذلك هذا المفهوم لا يقلقنا ولا يقلق أية دولة عربية .. أو أي مواطن عربي يستطيع أن يفهمه بالشكل الصحيح . النقطة الاخيرة التي أريد أن أتطرق اليها هي بعض البهلوانيات السياسية الاعلانية التي ظهرت بعد حرب العراق والتي أشبهها بحرب الشوارع . فجأة يأتي مسؤول أجنبي يغط في العراق .. يطلق تصريحات نارية ثم يهربي . في البداية كانوا يحاولون رفع المعنويات .. معنويات أتباعهم .. قواتهم .. معنوياتهم هم .. وكلما كانت الامور تزداد سوءا يضطرون لرفع المعنويات ولكن الامور دائما تزداد سوءا .. فاستنتجنا الان كل هذه الزيارات كلما تحصل زيارة منها فمعناها أن الورطة كبيرة . الان انتقلت هذه المسرحيات الى لبنان كما تلاحظون .. فهذا شيء جيد لان هذا يعني بشكل مؤكد أن هناك في لبنان ورطة للتيار الذي يسير مع التدويل ومع القوى الدولية . لذلك نحن ندعو لهذا التيار في لبنان وأتمنى له المزيد من الزيارات لكي يرفعوا معنوياتهم ولكي يرفعوا معنوياتي . أما على المستوى الداخلي .. فاننا نتابع برنامجنا الاصلاحي على المستويات كافة .. حيث نضع اللمسات الاخيرة على الخطة الخمسية العاشرة وهي خطة طموحة للاصلاح الاقتصادي والمالي والنقدي والاداري .. ولتطوير الخدمات وتحسين الواقع المعاشي للمواطنين . وعلى المستوى السياسي نحن بصدد انجاز عدد من المشروعات التي تدعم المشاركة الشعبية وتساهم في اغناء الحياة الديموقراطية سواء ما يتعلق منها بقانون الاحزاب أو قوانين الانتخابات والادارة المحلية .. كما نعمل على تكريس العمل المؤسسي وسيادة القانون واستقلال السلطة القضائية .. وهذا من شأنه أن يفعل الحياة السياسية ويثري عملنا الوطني ويعالج العديد من الظواهر السلبية التي نواجهها . ونؤكد كما أكدنا مرارا أن الاصلاح يبدأ وينطلق من حاجاتنا الداخلية فقط ونرفض رفضا مطلقا أي اصلاح يفرض من الخارج تحت أي عنوان أو مبرر . وان لم نكن ندعي المثالية والكمال في هذا الموضوع .. وأنا دائما أقول اننا مازلنا في بداية الطريق والطريق طويل .. فاننا لا نقبل بأن يقال بأننا لم نحقق شيئا ربما هناك بطء .. وهذا له عوامل ذاتية وفي قلب المعركة ستصبح الامور أبطأ .. ولكننا نستعجل بقدر المستطاع .. لكن لانختلف على الهدف .. وهذه الامور طرحناها وناقشناها كثيرا في لقاءات عديدة مع المكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب . اعذروا بطأنا لكن هناك ظروفا موضوعية .. لابد من الاستعجال ضمن الممكن وضمن الاستقرار . أيتها الاخوات .. أيها الاخوة .. حربنا طويلة جدا وهي حرب هوية .. وأريد أن أوضح .. ولن أوضح لكم لانكم تفهمون ما أقصد ولكن أوضح لاصحاب النية السيئة في العالم .. حربنا .. لا أقصد الحرب التي نخوضها أو التي نسعى اليها أو التي نريدها .. هذه الحرب فرضت علينا ونحن نرفضها ونحن مع حوار الحضارات والثقافات ونرفض أي طرح اخر لكنها فرضت وسنتحدث عنها بشكل مختصر . حربنا طويلة جدا .. وهي حرب هوية .. معاركها ثقافية ومعنوية .. أدواتها سياسية وعسكرية واقتصادية واعلامية .. فعلينا الا نركز فقط على ما يجري في معركة واحدة بل علينا أن ننظر الى ما بعدها .. وكل معركة ننتهي منها ستليها معركة أخرى بعنوان اخر وبأدوات أخرى .. والصورة قاتمة لكن فيها بياضا كثيرا اذا أردنا رؤيته .. والابواب المفتوحة كثيرة اذا امتلكنا الشجاعة للولوج منها الى المستقبل .. وهذه الشجاعة مرتبطة بامتلاكنا ارادة التحدي والتي من دونها لن نربح .. أما اذا كان هدفنا ارضاء الاخرين فقط فسوف نخسر ولن نرضيهم . فلنخض هذه المعارك على قاعدة احترام الذات .. من خلال احترام قضايانا وتاريخنا وتراثنا لكي يحترمنا الاخرون . والاحترام يفرض ولا يمنح .. فلنفرض اذن معا . ولقد عقدتم مؤتمركم في سورية كي تعبروا عن تضامنكم مع شعبها في وجه الضغوط .. ودعمكم لمواقفها كما فعلت العديد من الوفود العربية التي تمثل شرائح وفعاليات وقطاعات متنوعة .. والجميع يريدون سورية قوية .. وهي قوية وستبقى كذلك باذن الله . ولكن علينا أن نعرف أن لا دولة قوية من دون شعب صامد .. ولا دولة تحمل المصالح الوطنية من دون شعب يرفض التنازل عن حقوقه .. كما أن لا دولة تحافظ على كرامة شعبها من دون شعب يأبى الذل ويرفض الخونة ويتمسك بهويته ويعتز بتاريخه وتراثه . فاسمحوا لي أن أستغل هذا المنبر لاحيي الشعب العربي السوري لانه يجسد كل هذه المعاني .. وأن أحييكم أنتم .. أيتها الاخوات والاخوة المحامون ومن خلالكم الشعب العربي في كل مكان .. لان تضامنكم يعبر عن المعاني ذاتها من الكرامة والصمود . فليبارك الله جهودكم وليوفق هذه الامة .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . وبعد ذلك قام السيدان الامين العام لاتحاد المحامين العرب ورئيس المؤتمر بتقديم درع المحامين العرب الى المحامي العربي الاول السيد الرئيس بشار الاسد رمز محبة وتقدير لرعايته الكريمة وحضوره الطيب ولما جاء في كلمته السياسية الشاملة .
يشار الى ان المؤتمر الذي يستمر ثلاثة ايام يشارك فيه وفود نقابات المحامين في الدول العربية اضافة الى وفود تمثل 150 منظمة واتحادا مهنيا في الوطن العربي والعالم ومئة شخصية سياسية وقانونية من الوطن العربي والعالم .







رد مع اقتباس
قديم 28-01-2011, 02:13 AM رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
المحامي هلال حسين
عضو مميز جداً

الصورة الرمزية المحامي هلال حسين

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


المحامي هلال حسين غير متواجد حالياً


افتراضي رد: كلمات السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد

كلمة السيد الرئيس بشار الاسد في مدرج جامعة دمشق

القى السيد الرئيس بشار الاسد قبل ظهر الخميس كلمة سياسية شاملة على مدرج جامعة دمشق تناول فيها قضايا الساعة والمواضيع السياسية الراهنة وجوانب الوضع الداخلي وفيما يلي النص الكامل لها :

الاساتذة المحترمون.. اخوتى الطلاب..

يسعدنى ان اقف امامكم على هذا المنبر فى جامعة دمشق.. تلك الجامعة العريقة التى احتضنت ومنذ عشرات السنين طلائع الشباب فى سورية والوطن العربى.. وخرجت خيرة الكفاءات العلمية والادارية والسياسية التى تنتشر فى مواقع العمل والعطاء وتعمل على نهضة بلادنا وتقدمها وانها لفرصة طيبة لى ان اكون فى جامعتى الام التى قضيت فيها بعضا من اجمل الايام واكثرها حيوية وان استذكر فيها سنواتى الست التى امضيتها فى الجامعة فى ابنيتها وساحاتها ومخابرها طالبا ينهل العلم من اساتذتها وكتبها ويعيش هموم الوطن مع طلابها فى مرحلة سياسية صعبة لم تكن تختلف بمضمونها السياسى وتحدياتها عما هو عليه الامر اليوم من حيث خطورة المؤامرات على سورية والمنطقة ومن حيث جسامة التحديات التى نواجهها والتى كان للهيئات الجامعية دور اساسى فى تشخيصها وكشف خلفياتها وابعادها من جهة وفى تعبئة المجتمع لمواجهتها من جهة اخرى وهذا فى مرحلة عمرية هامة جدا بالنسبة لكل شاب وشابة فالمنزل والاسرة هما المؤسسان لمسيرة الانسان والمدرسة تعزز هذا البناء وترقى به والجامعة تعمل على انضاج خبراته وتجاربه العلمية بالاضافة الى الاجتماعية والسياسية

من هنا تأتى اهمية لقائى بكم اليوم والذى حرصت على عقده فى هذا الوقت تحديدا بما يشهده من تطورات سياسية وتحديات كبرى كى اضعكم بصورة الاوضاع الراهنة التى نعيشها انطلاقا من حرصى على ان يكون كل مواطن ملما بتفاصيل الاحداث والتطورات التى تمس حياته ومصيره حاضره ومستقبله ولكى يأخذ كل واحد منا موقعه فى عملية البناء والتطوير ويمارس دوره فى مواجهة التحديات الراهنة

لقد كان للتطورات المتسارعة التى عانت منها منطقتنا وما ترتب عليها من نتائج مأساوية دفع المواطن العربى ثمنا باهظا لها من امنه وكرامته ولقمة عيشه وما نجم عنها من اضطراب فى الرؤية وضياع فى الموقف والاتجاه لدى البعض ان هزت بعنف القناعات والافكار والقيم لدى الشعب العربى وفى المقدمة منها الاجيال الشابة حيث عملت بعض الدوائر السياسية الدولية ووكلاؤها فى مؤسساتنا العربية على الترويج لمشاريعها السياسية الهدامة تحت عناوين مثيرة تلامس مشاعر الناس وانفعالاتهم مستهدفة غزو العقول والنفوس قبل غزو الاوطان واجتياح الهوية الحضارية والوجود القومى قبل اجتياح الحدود وذلك من خلال حملات اعلامية منسقة بعناية صادفت نصيبا من النجاح بسبب ما تهيمن عليه من تقنية وما تبذله من اموال وما يتوفر لها من ابواق مشبوهة تردد اصداء هذه الحملات المضللة بانبهار وضحالة لا مثيل لهما.

ان ما تتعرض له الامة العربية بشكل عام وسورية بشكل خاص من حملات فى السنوات الاخيرة امر فى غاية الخطورة ومكمن خطورته انه يستهدف البنية المعرفية والنفسية والمعنوية للانسان العربى فى اطار حرب اعلامية وثقافية ونفسية تتركز على اجيالنا الشابة بصفة خاصة بهدف فصلهم عن هويتهم وتراثهم وتاريخهم وجعلهم يفقدون ثقتهم بأمتهم ووطنهم وبأنفسهم وامكانياتهم ومن ثم دفعهم للاستسلام لوهم الهزيمة المؤكدة عند اول محاولة للمواجهة والصمود فى وجه الضغوط الخارجية التى تتعرض لها المنطقة عامة وسورية بوجه خاص وقد توجه منظرو هذه الحرب الى الشباب تحديدا على اعتبار انهم لم يستذكروا او يعايشوا تفاصيل الاحداث السياسية التى مرت منذ عقدين من الزمن وقبل ذلك حيث تمكنت سورية حينها من الصمود فى وجه اعاصير اتت من كل اتجاه وفشلت فى تحقيق اهدافها وبالتالى هؤلاء الشباب والشابات يمثلون من وجهة نظرهم نقطة الضعف فى اية مواجهة او محاولة خرق داخل بنيتنا الوطنية وانى اقول لكم بكل ثقة ان جيلكم هذا سيثبت للاعداء والخصوم انه لا يقل قدرة على الصمود والتحدى عمن سبقوه لان ارادة الصمود والتحدى تراث وطنى ينتقل من جيل الى اخر والتراث يغتنى ويتطور بتطور هذه الاجيال وامتلاكها للمزيد من العلم والمعرفة وبالتالى سنخوض معا انا وانتم هذه التحديات التى تواجهنا بروح العصر وسنهزمها بقوة هذا الجيل وعزيمة ابائنا واجدادنا والتواصل بين ماضينا ومستقبلنا فعصرنا كما هو شأن كل عصر هو عصر الاقوياء فقط ولا مكان فيه للضعفاء وعندما نستوعب هذه المسالة جيدا يصبح من واجبنا الوطنى البحث عن جميع عناصر قوتنا عبر الاستنهاض الكامل لطاقاتنا وقدراتنا الوطنية من اجل صيانة قرارنا واستقلالنا وسيادتنا

من هنا من ايماننا بهذا المبدأ انبثقت مشكلتنا مع بعض القوى الكبرى وهى مشكلة مزمنة تمتد جذورها الى حيث نشأ الصراع ما بين ارادتنا فى الاستقلال وتدخلات الاخرين فى شؤوننا بهدف فرض ارادتهم على قراراتنا ولو القينا نظرة سريعة على القضايا المطروحة حاليا على الساحة السياسية والتى تثير هذا القدر الكبير من الصخب على سورية ومواقفها لوجدنا انها تشترك جميعها فى جذر واحد هو رفضنا القاطع للمساومة على الاستقلال فى مقابل التبعية وعلى السيادة فى مقابل الخضوع وعلى الكرامة فى مقابل الاستسلام

وهنا يحضرنا تساؤل ملح هل كانت سورية مخطئة فى مواقفها او هل كانت سورية مخطئة بمقدار الهجوم الذى يشن عليها هل ارتكبت من الاخطاء ما يبرر هذه الحملة العنيفة فى وسائل الاعلام المستلبة الارادة واحيانا الضمير

لو كان هناك مساومة على المقاومة فى لبنان ولو كان هناك مساومة على الانتفاضة لو كان هناك مساومة على استقلال العراق وعلى كرامة امتنا لما كان هناك لنا اى مشكلة مع هؤلاء ولما تحدثوا عن خطأ فى التقدير هنا او هناك يعنى لو اخطأت سورية لما هاجموها

ان مشكلة البعض مع سورية ومشكلة سورية معهم هو انتماؤها القومى العربى والقومية هى هويتنا وتاريخنا والتاريخ هو ذاكرتنا للانطلاق فى قلب الحاضر والمستقبل وهم يريدوننا من دون ذاكرة لكى يرسموا لنا مستقبلنا ومن دون هوية لكى يحددوا لنا دورنا

وهنا اضع بعض الامثلة التى تؤكد هذا الشىء نقرأ كثيرا ونسمع كثيرا من مبعوثين اجانب ان غضب او سبب غضب المسؤولين الاجانب فى تلك الدول انا اليوم سأخاطبهم بصفة الغائب هم وهؤلاء لكى لا نحدد وانتم تعرفون من هم هؤلاء سبب غضبهم من سورية لان الرئيس / بشار الاسد / التزم امامهم باصلاح داخلى ولم ينفذ هذا الاصلاح اى لم نعرف بأن الشعب السورى وضع نوابا نيابة عن نوابه فى مجلس الشعب هم هؤلاء والمطلوب من الرئيس بشار ان يقدم الالتزام امام هؤلاء المسؤولين الاجانب لم نكن نعرف انهم حريصون علينا اكثر من حرصنا على انفسنا لم نكن نعرف ان هناك من عينهم قيمين علينا وهم قيمون لنا فى الحقيقة هذا يدل على احتقار كبير ليس لسورية انا اتحدث بشكل عام عن الدول العربية هكذا ينظرون الينا كأننا غير موجودين كأننا من دون شعب او ثروات من دون مالكين كأن سورية عبارة عن مزرعة وبقية الدول بنفس الطريقة

ما هى الاصلاحالات التى يبحثون عنها لكى ندقق مدى مصداقيتهم الاصلاح السياسى ما هو الاصلاح السياسى الذى يتحدثون عنه هم يريدون من البلد ان يهتز ان يصبح من دون ضوابط لكى يبتزوا اى حكم من خلال الداخل الاصلاح الاقتصادى هم يريدون منا ان نفتح الاسواق امامهم بمعزل عن مصالحنا مقابل بعض الصدقات والفتات التى تقدم لنا اما عن الاصلاح الثقافى فعلينا ان ننزع او ان نخلع جلدنا ونصبح نسخة عنهم اذا كانوا يريدون ان يثبتوا مصداقيتهم فى هذه الطروحات بما انهم دائما يظهرون قلقهم على اوضاعنا الداخلية فليتفضلوا ويدعمونا فى الاطار السياسى ليعيدوا لنا اراضينا المحتلة وليمنعوا عنا العدوان ان كانوا صادقين

اما فى الاطار الاقتصادى فليتفضلوا وليدعمونا لنحسن اوضاعنا الاقتصادية وبالتالى الوضع المعاشى للمواطنين ان يكون الدعم حقيقيا وليس مجرد دعم وهمى او دعم جزئى لا يحقق النتائج المطلوبة ماحصل فى تصريح منذ يومين ان الاتحاد الاوروبى لم يدع الرئيس السورى وطبعا رددنا عليه بشكل واضح هذا يدل على انهم لا يقبلون من شخص عربى ان يعتذر من غير المعقول ان يكون هناك من يقول لا حتى لدعوة الى مؤتمر مع ان هذا الاعتذار قبل ان يرسل بشكل مكتوب نحن منذ اشهر طويلة عندما كانوا يقولون يجب ان تذهبوا قبل ان تأتينا الدعوة المكتوبة الرسمية كنا نقول هذا الاجتماع شراكة لن نذهب انا لن اذهب ان لم يكن هناك اتفاق شراكة موقع اى ان هذا الموضوع سابقا تم الاعتذار عنه لكن اقصد ان طريقة التعاون تأتى فى هذا الاطار ومع كل اسف نحن كعرب علمناهم هذا الشىء ولابد من ان يعرفوا حقيقتنا خاصة فى سورية بأننا دولة لا تقبل اى تنازل عن الاستقلال ولا عن القرار الحر

ايتها الاخوات ..ايها الاخوة..

شهدت منطقتنا كما ترون احداثا دامية كانت سورية فى القلب منها وكان لها بحكم موقعها ودورها التاريخى نصيب كبير من التحديات الماثلة والمترافقة مع تهديدات مباشرة والمعتمدة كما اشرت على حملات سياسية واعلامية مشبوهة ترتكز على تزييف المفاهيم وتزوير الحقائق تحقيقا لماربها وكان المشهد السياسى يتكون من عدد من البؤر الملتهبة التى تتداخل عناصرها وتلتقى فى محصلتها عند تغيير الوجه السياسى والثقافى والبشرى للمنطقة واعادة رسم خارطتها من جديد بما يستجيب للمهام والوظائف المستجدة لهذه المنطقة وبما يخدم استراتيجيات ومصالح بعض القوى الاجنبية وفى مقدمتها اسرائيل حيث كان العامل الاسرائيلى حاضرا حضورا مريبا فى كل هذه الساحات بل ان تطورات الاحداث اثبتت ان اسرائيل كانت ابرز الفاعلين فيها واكبر المستفيدين منها واذا كانت هذه الاحداث واضحة امام اعيننا فى سياقها وخلفياتها واسبابها فان معرفة المزيد من المعطيات تسهم فى تأصيل قناعاتكم وتدعم مواقفكم لاسيما بعد ان شهدت الاحداث الاخيرة تحويرا وتشويها لا مثيل لهما عبر سلسلة لا متناهية من الاكاذيب والتضليل والدعاية السوداء التى تفضح سوء النية الكامنة وراءها والرغبات الخبيثة التى تتخفى وراء الكلمات وكانت مواقف سورية تصدر عن تقدير عال للمسؤولية التاريخية التى تقع على عاتقها من خلال موقعها الجيوسياسى وارتباطها المباشر بساحات الصراعات المحيطة بها وكان طبيعيا فى ظل نزعة السيطرة لدى بعض دوائر القرار الدولية الا يبدو مثل هذا الدور مقبولا كان طبيعيا فى ظل ذلك ايضا ان تفشل جميع محاولاتنا الرامية الى ايجاد حلول عقلانية للمسائل العالقة بما يسهم فى تحقيق الامن والاستقرار فى المنطقة فى العراق ما يحصل مقلق لكل عربى فهذا البلد العربى يدخل حيز التفتيت والتذويب ولا احد يعرف متى قد يحدث الانفجار الكبير الذى من شأنه ان يلقى بالمنطقة برمتها فى دوامه المجهول ويتسبب فى تداعيات خطيرة قد تصيب اماكن اخرى ابعد من حدود الشرق الاوسط والخطر الاول الذى يتهدد العراق هو تذويب هويته وطمس معالم عروبته تحت عناوين وذرائع كثيرة وبمضامين تتنافى مع تاريخ العراق وتاريخ شعبه اما الخطر الثانى فهو الفوضى السياسية والامنية التى تسود الساحة العراقية والتى ترتبط بشكل مباشر بقضية وحدة الاراضى العراقية فكلما ازدادت الفوضى ازدادت معها احتمالات الفتنة الداخلية مما يزيد من الخطر الداهم على العراق بالاضافة الى ما تسببه هذه الفوضى من سفك لدماء العراقيين الابرياء وكلا الخطرين يمهد الطريق امام تقسيم العراق مع ما يحمله التقسيم من مخاطر على دول جوار العراق بشكل مباشر وعندما يخرج الضرر خارج حدود اى دولة لا يعود الموضوع شأنا داخليا بحتا بل تصبح الدول الاخرى معنية بتطورات الاحداث فى ذلك البلد ومن هنا نقول بأن عروبة العراق هى شأن عربى واقليمى بمقدار ما هى شأن عراقى والحفاظ عليها واجب على كل الدول المعنية وبخاصة منها المجاورة للعراق وعلينا جميعا ان نقف بقوة الى جانب رغبات الشعب العراقى الذى يدعم ويؤيد الهوية الحقيقية للعراق هوية العراق العربى بأرضه وشعبه وتراثه وتاريخه وهنا كانت هناك طروحات سلبية حول العروبة عندما طرح الدستور العراقى وقبل قضية العراق طرح موضوع العروبة بشكل سلبى اى اتهام العروبة او القومية العربية بأنها مفهوم عنصرى وهذا الكلام كلام ظالم للقومية العربية بشكل خبيث فى معظم الاحيان وينم عن جهل فى حالات اخرى فالقومية ليست مفهوما عنصريا ولا تبنى على العرق ونذكر اننا فى المدرسة لا اذكر فى اية مادة عندما كنا ندرس النظرية القومية كانت ترتكز على مرتكزات عديدة منها العرق والجغرافيا والتاريخ والمصالح المشتركة والتاريخ المشترك وغيرها والدين واللغة وغيرها من العوامل الاخرى لم تقل هذه النظرية ولم يقل تاريخ المنطقة القومى اننا كنا نفكر فى يوم من الايام تفكيرا عرقيا والنموذج هو سورية بتنوعها بالرغم من انها دولة قومية عربية فالعروبة هى مفهوم حضارى يستوعب كل الثقافات وربما يكون اهمها الرغبة المشتركة فى العيش المشترك وغالبا ما ترتبط الرغبة المشتركة بالمصالح والمصالح ترتبط بالجغرافيا والجغرافيا ترتبط بالتاريخ اغلب هذه العوامل مترابطة ولكن لا يوجد اى مفهوم يقول او اية قضية تقول ان القضية القومية مبنية على العرق

لقد عملت جهات دولية واقليمية ومحلية على التشويش على مواقف سورية تجاه العراق بل على تشويه هذه المواقف من خلال خطة منهجية للايحاء بوجود علاقة ما لسورية بمسلسل الاحداث المؤسفة التى يقع ضحيتها ابناء الشعب العراقى كان هناك اندفاع بين الشعبين السورى والعراقى بعد غزو العراق ان هذا الالتقاء بين الشعبين كان ممنوعا لعقود طويلة منذ استقلال العراق ومنذ استقلت سورية فرأت القوى الكبرى ان هذا اللقاء غير مقبول فبدؤوا باتهام سورية بكل العمليات الارهابية التى تحصل فى العراق بهدف نسف الجسور بين الشعبين ومنع اى التقاء بينهما فى المستقبل بحالة طبيعية وبشكل يوفر على القوى الدولية ان تقوم هى بأى جهد لمنع هذا الالتقاء

وهذا الاتهام طبعا يخلق فجوة بين الشعبين يصبح من الصعب ردمها فى الوقت ذاته كان هناك من المسؤولين العراقيين من يتجاهلون موقف سورية من هذه العمليات وكانوا يرسلون اللوم وراء اللوم لسورية لماذا لا تدين هذه العمليات وانا لا اذكر اننا دعمنا هذه العمليات لا فى مقالة صحفية ولا فى خطاب وكنت اسالهم ما هى المشكلة كانوا يقولون بأنكم دائما تضعون الخبر فى الصفحة الاولى اى ما هذا المبرر غير المنطقى ان يكون الخبر فى الصفحة الاولى كل الصحف تضع اى خبر مهم فى الصفحة الاولى

المهم انا صرحت لاحقا وكتبنا فى صحافتنا فى افتتاحيات وفى المقالات مواقف تدل بشكل واضح على رفضنا لهذه العمليات الارهابية ولكن يبدو انه ممنوع على هؤلاء المسؤولين ان يسمعوا ما نقوله فى العراق فسنخاطب الشعب العراقى ونقول للشعب العراقى بشكل واضح اننا ندين اية عملية ارهابية تحصل ضد اى مواطن عراقى تحت اى سبب وتحت اى عنوان ونقول له ان دم كل مواطن عراقى هو بالنسبة لنا كدم كل مواطن سورى علينا ان نعمل وسنبقى نعمل كما عملنا فى السابق للحفاظ على دم هذا المواطن وعلى عرضه وعلى شرفه وعلى استقلاله وعلى كل ما يطمح اليه

هذا الامر ينقلنا للحديث عن موضوع الحدود هذه الكذبة الكبرى التى تستخدم كخطة مرسومة لاتهام سورية ويتم تداولها وتضخيهما كلما ازدادت مصاعب قوات الاحتلال فى العراق تحدثت سابقا عن هذا الموضوع وقلت عندما أتى باول فى عام 2003 تحدث معنا حول ضبط الحدود وقلنا له انه لا يمكن ضبط هذه الحدود وهذه مشكلة مزمنة اساسا لا يوجد اية دولة يمكنها ان تضبط حدودها من الممكن ان تمر شاحنات كبيرة وكانت تدخل الى سورية شاحنات كبيرة فكيف تريدون من سورية ان تضبط مرور اشخاص على كل الاحوال ان كنتم مهتمين جدا بهذا الموضوع فنحن نقبل منكم اية تقنيات تساعد فى هذا الموضوع طبعا لم يأتنا شىء اتت وفود اميركية عديدة وتحدثت معنا بنفس الاتجاه وكانوا يبدؤون الحديث بأن الولايات المتحدة لا تتمكن من ضبط حدودها مع المكسيك وينهون الكلام بأن المطلوب من سورية ان تضبط حدودها مع العراق هذا يعنى ان دولة عظمى لا تستطيع ان تضبط الحدود اما نحن فنستطيع ان نضبطها مع ذلك طبعا اتت وفود عراقية وتحدثت بنفس المنطق وكان هناك اتهامات بدون ادلة وقلنا للاخوة العراقيين نحن مستعدون للتعاون فى هذا الاطار قلنا لكل هذه الجهات ان لسورية مصلحة بمعزل عن المطالب الاميركية وعن اية ضغوط لنا مصلحة فى ان نضبط الحدود لان الفوضى الموجودة فى العراق اثرت بشكل مباشر على الحالة الامنية فى سورية فلنا مصلحة ولكن التعاون بحاجة لطرفين هل نتعاون مع انفسنا على طرفى الحدود نحن موجودون على طرف واحد ولابد من تعاون الطرف الثانى سواء من قبل الاميركيين او من قبل العراقيين ونحن نؤكد اليوم مرة اخرى اننا منفتحون للتعاون مع الاخوة العراقيين من دون حدود سواء لضبط الحدود مباشرة او لضبط ما هو خلف الحدود من خلال التعاون الامنى وغيرها من الاجراءات الاخرى والشىء الغريب أن الاتهامات الاميركية كانت بعد الغزو حتى منتصف عام 2004 تتعلق بمن يسمونهم جهاديين او سلفيين او اصوليين او ارهابيين اسلاميين حسب التسميات الاميركية فجأة أصبحوا بعثيين من جماعة صدام حسين هذا يدل على الضياع الذى تعيشه قوات الاحتلال فى العراق والضغط النفسى

اردت ان اضع هذه المعطيات بشكل سريع وامر عليها لاننا تحدثنا فيها سابقا فقط لكى اوضح بأن سورية لا تهمل الحدود ولا تهمل مصالح العراق ولا تهمل مصالحها هى ولكن المشكلة هى المصاعب الاميركية او بالاحرى قوات الاحتلال بشكل عام فى العراق ومن غير المعقول ان يقولوا انهم هم المخطئون ومن الطبيعى ان يلقوا اللوم على جهة اخرى والاسهل هى سورية وحاولنا فى الوقت ذاته حاولنا جهدنا ان نخلق تعاونا وثيقا مع الحكومة الحالية وارسلنا دعوات الى رئيس الدولة السيد /جلال الطالبانى/ والى رئيس الحكومة السيد /ابراهيم الجعفرى/ مباشرة بعد استلامهما مهامهما وارسلنا وفدا دبلوماسيا الى بغداد من اجل اعادة العلاقات الدبلوماسية وفتح السفارات بين البلدين وتم تفويض هذا الوفد بمناقشة قضايا التعاون فى المجال الامنى والسياسى لكن مهمة هذا الوفد افشلت ولم يسمح له بلقاء المسؤولين المحليين رغم بقائه اسبوعا كاملا فى بغداد كان من المفترض ان يقوم هذا الوفد بالتحضير لزيارة وزير الخارجية ومعه مسؤولون فى قطاعات مختلفة لكى نبدأ علاقة جديدة مع العراق ونحقق قفزة نوعية وهذا ما سمعناه سابقا من السيد /الجعفرى/ عندما زار سورية قبل ان يكون رئيسا للحكومة ولكن افشل هذا الوفد من قبل قوات الاحتلال ومنعت هذه العلاقة السياسية ايضا هذه المعلومة اضعها لكى لا يعتقد احد بأننا لم نسع او لم نقم بواجبنا تجاه العلاقة مع العراق بجوانبها كافة لكننا لا نلومهم لانهم ليسوا اصحاب القرار النهائى فى ذلك وعلى الرغم من كل ما ذكرنا نكرر دعوتنا للسيدين /الطالبانى/ و /الجعفرى/ لتجاوز الخشية غير المبررة والقيام بزيارة سورية فلن يقف مع العراق فى المال الاخير سوى اشقائه وسورية ستبقى الى جانب العراق للحفاظ عليه من الدمار نتيجة هذه الحرب الخاطئة ليعود الى اداء دوره القومى والاقليمى وليأخذ المكان الذى يستحقه فى المجتمع الدولى لقد اصبح ملحا فى هذه المرحلة وضع جدول زمنى لانسحاب القوات الاجنبية من العراق لان ذلك سيحفظ العراق من الانقسام الداخلى ويعيد اليه استقلاله ويدخر ارواح الابرياء ويوفر عليه اخطاء قوات الاحتلال اليومية التى تتسبب فى المزيد من الفوضى ويكون بديلا عن تحميل الاخرين مسؤولية اخطائهم

وعلى الساحة الفلسطينية قدمنا الدعم للرئيس /محمود عباس/ اثناء زيارته الى /سورية/ واكدنا على وحدة الشعب الفلسطينى والتمسك بحقوقه الثابتة من خلال التمسك بالحوار الوطنى بين الفصائل الفلسطينية وتأكيد تكامل الادوار فيما بينها وكان موقفنا ولا يزال هو دعم نضال الشعب الفلسطينى لاستعادة حقوقه وتقديم كل ما هو ممكن فى هذا الاتجاه حيث اعلنا فى مناسبات مختلفة ان سورية توافق على ما يوافق عليه الاخوة الفلسطينيون وهى سترفض حتما ما يرفضون

أما لبنان فكان الساحة المضطربة التى ارادت بعض القوى الكبرى من خلالها تصفية حساباتها مع سورية ومع القوى الوطنية التى دعمت المقاومة ورعتها وانجزت الانسحاب الاسرائيلى من معظم الاراضى اللبنانية متخذة منه محطة للتامر على سورية ومواقفها القومية وكانت نقطة البداية فى هذا الجانب ضرب المقاومة اللبنانية وفرض اتفاق جديد مع اسرائيل تمهيدا لترتيب جديد للاوضاع فى لبنان واعادة صياغة دوره ومكانته فى محيطه العربى فسلاح المقاومة كان ولا يزال الهاجس الاساسى الذى يورءق اسرائيل والقوى الداعمة لها لذلك كان لابد من تصفية هذا السلاح وكان مطلوبا من سورية ان تلعب دورا فى هذا الاطار مقابل بعض المكاسب كان لديهم اعتقاد بأن سورية لا يمكن ان تخرج من لبنان لعل البعض كان يعتقد بأن خروج سورية من لبنان يؤدى الى سقوط الدولة فى سورية وبالتالى لا يمكن ان نتنازل عن هذا الشىء وكانت المساومة بعد القرار 1559 هو من اجل بقاء سورية او الانسحاب البطىء ولكن على مراحل اخيرا ظهرت الفكرة بشكل واضح عندما طرح علينا ان سورية تستطيع ان تخرج من لبنان تدريجيا لكن المطلوب منها اذا ارادت ان تبقى ان توجد حلا لحزب الله اى سلاح المقاومة طبعا رفضنا وقلنا ان هذا الموضوع ليس من مهام سورية ولا يعنينا الموضوع اطلاقا نحن بالنسبة لنا متابعون عملية الانسحاب ضمن جدول زمنى محدد مسبقا ونترك لكم ان توجدوا الحل لهذه المشكلة بمعنى نترك لكم لنرى كيف تتعاملون مع الوضع اللبنانى طرح من قبل مسؤولين كان هذا الكلام فى نهاية عام 2004 وفى بداية عام 2005 هذا العام ما حصل بعده هو اغتيال الرئيس الحريرى وانقلبت الامور باتجاه مختلف لم تكن مشكلتنا بالنسبة للبقاء او عدم البقاء فى لبنان هى القرارات الدولية كانت المشكلة هى موافقة الشعب اللبنانى او عدم موافقته وما حصل بعد اغتيال الرئيس الحريرى هو انقلاب جذرى فى المواقف لدى بعض شرائح المجتمع اللبنانى التى اندفعت بحالة عاطفية غرر بها من قبل الاعلام اللبنانى او غرر بها من قبل بعض المسؤولين اللبنانيين فكان القرار فى ذلك الوقت هو الانسحاب فورا ولم نعلن عنه قبل الاعلان انا اتحدث عن الايام التى تلت اغتيال الحريرى والتداعيات التى حصلت فى لبنان

كان قرار الانسحاب الفورى بمعزل عن اى جدول زمنى بالتوازى اعتقد انه فى شهر ايار او نيسان بدأت الضغوط الدولية لخروج سورية من لبنان قبل الانتخابات ولو بيوم واحد طبعا نحن كنا نعرف اننا سننسحب قبل ذلك بكثير انسحبنا قبل الانتخابات بشهر وبضعة ايام كما اعتقد او قبل شهر واسبوع لكن ما يهمنا هو المؤشر من هذه الضغوط هم يعتقدون بان بقاء سورية خلال الانتخابات سيؤثر فى مجرى الانتخابات لكن الاهم من ذلك ما نريد ان نستخلصه من هذا الشىء هذا يعنى ان الانتخابات النيابية اللبنانية التى حصلت فى ايار لم تكن محطة لبنانية بل كانت محطة دولية وهذا كان بداية نقل لبنان من دوره العربى الى التدويل والتدويل هو نقله اكثر باتجاه اسرائيل بغطاء دولى وبأدوات تحمل الجنسية اللبنانية طبعا هذا الشىء تم بشكل جزئى لم تنجح الخطة بشكل كامل بل بشكل جزئى لان البعض من اللبنانيين لم يكن واعيا لهذه النقطة بشكل كاف والبعض الاخر معروف بشكل معلن عداؤه لسورية وللعروبة وولاؤه لاسرائيل هذاالكلام ليس اختراعا بعض هؤلاء الاشخاص او التيارات كان لها تاريخ غير مشرف خلال الاجتياح الاسرائيلى هى الان موجودة وفاعلة فاذا هذا كان الهدف الدولى من الانتخابات اللبنانية التى تمت مؤخرا بالتوازى كنا نسمع هجوما على سورية تحت عنوان عهد الوصاية بمعزل عن هذه المصطلحات وعن رفضنا لها وعن نكران الجميل وعن قلة الاخلاق من طرح مثل هذه المصطلحات تجاه سورية التى ضحت كثيرا من اجل لبنان بمعزل عن كل هذه الامور لو اخذنا هذا المصطلح ورأينا من يطرحه من يطرحه هم من يسمون انفسهم تيار الحريرى او جماعة الحريرى اذا سرنا معهم وسايرناهم فى هذا المصطلح فمن هو الابن البار فى عهد الوصاية السورى انه الحريرى هو الذى كان يدعم هذا العهد وهو الذى سوق له ودافع عنه وكان يدعو للتدخل فى كل مشكلة واخرها كان اخر حكومة لم تشكل ورفضنا نحن ان نتدخل فلماذا يشتمونه لماذا يشتمون الحريرى وهم تياره بدؤوا فى الوقت نفسه يتهمون سورية بدم الحريرى وفى الوقت نفسه برؤوا اسرائيل من هذا الدور كأنهم يقولون ان الحريرى لم يكن جيدا مع سورية ولكنه كان جيدا مع اسرائيل وهذا الكلام غير صحيح فلماذا يخونونه هذا يعنى ان هذا التيار مرة شتم الحريرى ومرة خونه بهدف شتم سورية وتخوينها وهو بذلك يقوم بشىء معاكس الحقيقة ان هؤلاء معظمهم هم عبارة عن تجار دم خلقوا من دم الحريرى بورصة وهذه البورصة تحقق مالا وتحقق مناصب كل مقالة لها سعر كل موقف له سعر وكل ساعة بث تلفزيونى لها سعر مع ذلك غضضنا النظر عن كل هذه الامور لم ننزل الى ساحتهم بقينا فى موقعنا المعروف كسورية واستقبلنا الرئيس السنيورة تحدثنا فى مواضيع مختلفة فقلنا له نريد لهذه الزيارة ان تنجح ومن جانبنا لا يوجد حقد على اى شخص فى لبنان تهمنا العلاقة السورية اللبنانية قلنا له ان ما نريده من لبنان ان لايكون ممرا لاى مؤامرة على سورية لا أمنيا ولا سياسيا قال هذا الموضوع قالها بشكل حاسم وقاطع لن أسمح على الاطلاق ان يكون لبنان ممرا لاية مؤامرة على سورية فى الحقيقة ان ما نراه اليوم هو ان لبنان ممر ومصنع وممول لكل هذه المؤامرات هذا يعنى ان السيد السنيورة لم يتمكن من الالتزام او لم يسمح له بالالتزام لانه عبد مأمور لعبد مأمور وشكلت لجنة للتحقيق فى اغتيال الرئيس الحريرى وكان قرارنا منذ البداية التعاون الكامل مع لجنة التحقيق ثقتنا المطلقة بالبراءة اولا ولمصلحتنا الاكيدة فى معرفة الحقيقة على اعتبار اننا اول المتضررين

ثانيا فى مقابل ذلك حاول البعض من السياسيين اللبنانيين وبكل الوسائل زج اسم سورية فى جريمة اغتيال الحريرى وهم على قناعة تامة ببراءتها ولانهم ذهبوا بعيدا فى اتهامهم لسورية فقد اصبحوا فى ورطة امام الشعب اللبنانى فى حال ثبوت براءتها لانهم غير قادرين على مصارحة الشعب اللبنانى بحقيقة الامر هل سيقولون للشعب اللبنانى انهم باعوه الاكاذيب والوهم وانهم مارسوا عليه التضليل بصورة متعمدة هل سيقولون ان الشاهد المزور هو صنع ايديهم واموالهم انهم لن يستطيعوا قول ذلك لذلك نراهم يبذولون كل ما فى وسعهم لتضليل التحقيق وحرفه عن المسار الذى يقود الى الحقيقة وهذا ما ظهر جليا فى تقرير لجنة التحقيق الدولية الذى لاقى انتقادات واسعة وكلنا نعرف الظروف الدولية التى ادت الى صدور هذا التقرير وكان قسم كبير منا يتوقع الصورة المحتملة للتقرير قبل صدوره وهذه الظروف الدولية لا يبدو انها ستتغير فى وقت قريب وعلى الرغم من ذلك فبمدؤنا لا يزال ثابتا فى التعامل الايجابى مع المنظمات الدولية وقراراتها ومع لجنة التحقيق انطلاقا من ثقتنا بأنفسنا وبصحة مواقفنا وبراءة سورية من كل الاتهامات التى اطلقت عليها ومن مصلحتنا الاكيدة فى ان تصل التحقيقات الى غايتها..

أيها الاخوة

لقد انتظر البعض الحقيقة المزيفة اشهرا الحقيقة اصبحت شعارا للتهكم والسخرية فى لبنان الان كى ينقض على معالم الحضور العربى والانتماء القومى وعلى مشاعر الاخوة لذلك علينا الا نسمح لهوءلاء ان يدمروا العلاقة السورية/اللبنانية ويدمروا المنطقة معها

فسورية ولبنان يعيشان جنبا الى جنب وهذا هو قدرهما وضعف احدهما هو ضعف للاخر كما ان قوته قوة للاخر وهذه الحقيقة تتطلب تهيئة الارضية المشتركة لارادة العيش المشترك بعيدا عن السلبية بعيدا عن الاوهام يجب ان يعرف الشعب اللبنانى الشقيق هذه الحالة انه اذا كان يريد فعلا علاقة اخوية مع سورية بعيدا عن الشعارات وبعيدا عن المجاملات فهذا الشىء لا يمكن ان يتم من خلال كون جزء كبير منها معاديا علنا لسورية ويعمل على ان يكون لبنان مقرا وممرا للموءامرات بمعزل عن التصريحات الجميلة المخدرة التى يطلقها بعض السياسيين اللبنانيين بأنهم ضد حصار الشعب السورى وضد التامر على سورية وهذا الكلام الذى نستطيع أن نقول حياله انكم اقل ذكاء من ان تخدعوا الشعب السورى بهذه المصطلحات لا يمكن ان يكون من خلال دولة بمعظمها ضد سورية ولا يمكن ان يكون من خلال الاعتداء على المواطنين السوريين فى لبنان ولا يمكن ان يكون من خلال التنكر لكل ما قدمته سورية اننا معنيون بأن يحافظ لبنان على وحدته واستقراره وننظر بعين الحذر الى الاوضاع السائدة فيه والى افتقاد بعض الاطراف للحد الادنى من حس المسوءولية الذين يعملون على عودة لبنان الى سابق عهده ممرا للموءامرات على سورية وهذا ما بدأنا نلمسه فى الممارسات والسياسات التى يتبعها البعض من ممتهنى السياسة والذين يقعون فى خطأ كبير ان اعتقدوا ان لديهم القدرة على نسف المعادلة الوطنية فلقد جربت بعض من هذه القوى فى الماضى القريب والبعيد ان تفعل ذلك لكنها فشلت وهى ستفشل حتما فى هذه المرحلة من خلال وعى الشعب اللبنانى الذى سيكشف عاجلا او اجلا حقيقتهم المزيفة ومن خلال قوة وتماسك القوى الوطنية اللبنانية التى اسقطت 17 ايار وعهد الوصاية المرتبطة به وسيسقط 17 ايار الجديد ووكلاوءه فى زمن لا يبدو لى بعيدا فبيروت التى صمدت تحت الحصار الاسرائيلى محتضنة القوى الوطنية اللبنانية والفلسطينية والسورية التى دافعت عنها حتى الرمق الاخير لا يمكن ان تتغير وطرابلس الشام التى انجبت الوطنيين لن تتخلى عن ارث رجالاتها الكبار من اجل حفنة من تجار السياسة واموالهم

ان القوى الوطنية التى وقفت عبر تاريخها ضد كل المشاريع المشبوهة من سايكس بيكو الى حلف بغداد ودعمت القضية الفلسطينية فى الستينات والسبعينات وقاتلت من اجلها ودحرت الاسرائيليين فى الثمانينات والتسعينات وحررت لبنان عام /2000/ ما زالت القاعدة الاساسية فى لبنان التى لاتقبل العيش فى جحور الظلام والتى ستبقى تمثل الاكثرية الساحقة من الشعب اللبنانى

اما الاخرون من سياسيى وزعماء الوصاية الاجنبية فلا يقوون الا بقوة اسيادهم لذلك فهم ضعفاء يحركون من بعد ويحركون عن بعد . كما هى العادة نضع اسسا عاما عندما نتحدث عن القضية الراهنة لكى لا ننظر لهذه القضية كحالة منعزلة ومن الخطأ نحن كعرب اننا ننظر الى الامور كحالة منعزلة ما يحصل اليوم هو امتداد لما حصل منذ عدة سنوات بمعنى كما قلت فى الماضى ان القرار 1559 لا علاقة له بالتمديد للرئيس لحود باعتراف الرئيس بوش وبدأ التحضير له قبل ثلاثة اشهر ايضا ما يحصل الان لا علاقة له لا من قريب ولا من بعيد باغتيال الحريرى على الاطلاق والا لو كانوا مهتمين بدم الحريرى لكانوا شكلوا لجنة تحقيق للرئيس عرفات الذى سمم فى الاراضى الفلسطينية ومات فى فرنسا ولم نسمع من يطالب بلجنة تحقيق ما يعنى مع خلافنا ربما الطويل مع الرئيس عرفات اننا لا ننكر بأن الرئيس عرفات هو رمز من رموز القضية الفلسطينية ورمز فلسطينى وشخصية تاريخية مع ذلك لم يتحدث اى شخص ولا أية دولة عن لجنة تحقيق على الاقل ما بين فلسطين وفرنسا كدول معنية مباشرة بهذا الموضوع السبب كما اعتقد انهم كما قلت يبحثون عن حقيقة مزيفة

اما فى قضية الرئيس عرفات فالحقيقة غير مزيفة وهم لا يريدون حقائق حقيقية حقائق واقعية يبحثون عن حقيقة مزيفة هذا هو السبب هذه المراحل او هذه الحرب هى التى نخوضها وهذه الحالة التى نعيش فيها هى حالة مشكلة من مراحل وقد نقول حربا على مراحل ربما يكون هذا ادق المرحلة الاولى كانت قبل غزو العراق وكنا ندفع ثمنين ثمنا تدفعه الدول الصغرى هو ثمن صراع القوى الكبرى وكان الصراع قبل غزو العراق هو صراع قوى مع الغزو وضد الغزو فى نفس الوقت ندفع ثمنا مباشرا هو ثمن اقحام دول مختلفة ومنها سورية لتأييد هذه الحرب بعد الغزو مباشرة كنا ندفع ثمن التسويات والمصالحات التى حصلت بين القوى الكبرى وكنا ندفع بشكل مباشر ثمن موقفنا المعارض للحرب اليوم ندفع ثمن تقاسم مصالح بين الدول الكبرى وندفع ثمنا مباشرا سببه فشل الاحتلال وغزو العراق اى انه فى كل المراحل القوى الكبرى هى اساسية والعلاقة بين الدول الكبرى بكل اشكالها بحاجة الى ديناميكية والديناميكية بحاجة الى طاقة والطاقة بحاجة الى مواد احتراق كالاستقلاب الخلوى / بيننا بكل تأكيد اساتذة للطب / استقلاب الخلية بحاجة الى سكر كمادة احتراق ليخلق الطاقة التى تساعد الخلية على الحياة والشىء نفسه بالنسبة للعلاقات الدولية هذه المواد التى تحترق دائما هى الدول الصغرى وخاصة اننا نزج انفسنا ونعرض انفسنا كمواد احتراق وهنا احيانا كنوع من الطرفة نقول انهم يقولون لنا انهم يعرفون ان العرب يحبون المديح فيقولون لنا انكم سكاكر نأخذها باللهجة المصرية انك حلو هم يقصدون سكاكر قابلة للاحتراق

لو اردنا ان ننظر لسياق الاحداث نحن طبقنا القرار 1559 وكانت النتيجة انهم قالوا ان سورية لم تطبق القرار والمخابرات بقيت والتدخل فى لبنان بقى اتت اللجنة الاولى لاحقا ايضا تعاونا معها وقالت اللجنة وتقريرها قال ان سورية مسوءولة بشكل او باخر عن الاغتيال اتت اللجنة الثانية وقررنا ايضا ان نتعاون معها وكانت النتيجة نفسها بالرغم من انهم فى المرة الاولى عندما قالوا ان سورية تأخرت سورية لم تتأخر نحن ارسلنا الاجوبة لهم قبل عدة ايام وهم حددوا الموعد بعد مجلس الامن لكى يقولوا ان سورية لم تتعاون

انتظرنا من هذا التقرير ان يبحث عن نوعية المتفجرات على سبيل المثال فى البداية من اين اتت.. من يصنعها.. اى دول فى المنطقة قادرة على تصنيع هذا النوع من المتفجرات السيارة من اين اتت.. اين صنعت.. كيف وصلت .. وكل هذه التفاصيل رأينا ان التقرير يتحدث عن اشخاص فقط اشخاص سوريين وكل من له علاقة بخط سورية وكل من كان مع سورية وغير موقفه كان متهما واصبح بريئا بقدرة قادر فهذه الامور يجب ان نراها واعتقد بأن كل سورى يراها لكى لا نتحدث ايضا فى المجاملات هذه هى حقيقة الامور بمعنى اخر ان الامور تسير فى اتجاه معين بمعزل عن التعاون والشىء الوحيد الذى اراه انا ايجابيا فى هذا التقرير انه ثبت البراءة بالنسبة لنا حتى نحن كنا نشك قبل التقرير انه من الممكن ان يكون هناك خلل سورى ادى الى هذا الشىء ثبت بعد هذا التقرير ان هذا الكلام هو مجرد استهداف ولا يوجد اى تورط لسورية قناعتى كانت قديمة بالنسبة لهذا الموضوع قبل التقرير كنت اقول ان سورية بريئة وعندما طرحت فى لقائى مع شبكة /سى. ان. ان / ان من يتورط هو خائن هم فهموه ان الرئيس يمهد لانه يعرف ان هناك شخصا سوريا متورطا ويريد ان يستبق الامور الحقيقة ليست كذلك الخيانة هى حالة نادرة وعندما اطرح هذا الموضوع فهو للتأكيد على اننا مقتربون من المطلق فى ثقتنا بان سورية بريئة لكن عندما صدر التقرير بهذه الطريقة وتبعه مباشرة قرار محضر عرفنا بان سورية براءتها مطلقة الان وان القضية سياسية فاذا علينا اولا نحن كسوريين ان نضع الجانب الجرمى جانبا لم تعد القضية جنائية علينا ان لا نفكر ونضيع وقتنا بهذا الموضع لا سورية متورطة على مستوى الدولة ولا على مستوى الافراد اللهم الا اذا كان هناك نسبة خطأ بشرى فى التقدير كلنا يمكن ان نقع فيه لكن المعطيات توءكد هذا الشىء واريد ان اطمئن لهذه الفكرة وننتقل للجانب السياسى المشكلة هى فقط مشكلة سياسية من سياق هذه الاحداث والدليل اول دليل فى التقرير قبل التقرير اشعرنا بالبراءة عندما طرح موضوع الشاهد المزور متى نبحث عن شاهد مزور عندما لا نكتشف دليلا ولا نرى علاقة حقيقية بين الجريمة والجهة المعنية البحث عن شاهد مزور هو بديل للحقيقة وبذلك علينا ان نطمئن الى ان التقرير والشاهد المزور اثبتا براءة سورية لن اتحدث عن التقرير فالسوريون بمختلف مستوياتهم واختصاصاتهم اتفقوا حول رأى واحد وكذلك العرب فلن اتحدث عنه ولا عن تسييسه او عدم تسييسه ولا عن الظروف السياسية التى رافقته من الشرح الذى شرحته الان واضح تماما ان القضية هى عبارة عن قضية سياسية والقرارات والتقارير هى جزء من هذه الديناميكية السياسية التى تستهدف سورية بعدما عادت هذه اللجنة موءخرا الى لبنان منذ ايام او اسبوع شكلنا نحن لجنة تحقيق ارسلنا اولا دعوة الى هذه اللجنة الدولية لكى تأتى الى سورية وتلتقى بوزير الخارجية بما انهم طلبوا لقاءه فرفضوا ارسلت اللجنة القضائية السورية التى شكلت بمرسوم دعوة لميليس لكى يأتى الى سورية هو ولجنته ليضعوا اسسا قانونية لكى تتم من خلالها التحقيقات فرفض طبعا الاسس القانونية ضرورية فهناك دائما حقوق للمتهمين وللشهود وللمحامين وهناك تفاصيل من هذا النوع لا يمكن ان يحصل تحقيق دون قاعدة قانونية واضحة هذا الكلام غير مقبول تحت اى عنوان لا قرار مجلس امن ولا غيره مع ذلك رفض امس كان السيد /عمرو موسى/ هنا فى سورية وطرحنا معه لنظهر اننا فعلا مرنون ولو اننا نعرف تماما ما هى حقيقة اللعبة من الممكن ان تتم هذه التحقيقات فى الجامعة العربية الجامعة العربية هى ارض عربية لا توجد لدينا مشكلة فى ان تكون التحقيقيات فيها طبعا بالتعاون مع مصر وحصل اتصال بينى وبين الرئيس / مبارك / حول هذه النقطة امس من اجل التنسيق بهذا الصدد ايضا رفضوا يعنى قلنا اذا كا نت المشكلة هى فى سورية فلماذا لا يقبلون فى اى مكان اخر طرحنا ايضا مكانا فى سورية للامم المتحدة عليه علم الامم المتحدة وحراسة الامم المتحدة اى كأنها ارض غير سورية فلم يوافقوا هذا ما يوءكد ما اقوله منذ البداية مهما قمنا بأعمال ومهما تعاونا ستكون النتيجة بعد شهر ان سورية لم تتعاون يجب ان نعرف هذه الحقيقة اعجبتنا ام لم تعجبنا يجب ان نكون واضحين لا يجوز ان نطمر رأسنا فى الرمال ولا نرى الحقيقة وفى نفس الوقت لا يجوز ان نخاف المهم ان نقوم بواجبنا اذن سورية مستهدفة كيف نتعامل مع الاستهداف الان السوريون يتناقشون وهناك افكار كثيرة حول هذا الموضوع تطرح وافكار باتجاهات مختلفة تأخذ طيفا واسعا من الاتجاهات لكن كل هذه الافكار تفقد القيمة ان لم تكن موءطرة ودائما عندما نكون فى معركة نبدأ اولا من استراتيجية وتكتيك العدو قبل ان نبدأ من انفسنا ومن ثم ننتقل الى كيف نفكر وما هى مصالحنا ما هى استراتيجية الخصم او العدو التى تتبع فى هذه المراحل وهذه السنوات الاخيرة ليس فقط مع سورية وانما مع دول المنطقة ودول العالم بشكل عام يتبعون استراتيجية اقتل نفسك او اقتلك طبعا ليس بالضرورة كلمة القتل بالمعنى الحرفى ولكن كتشبيه ما الفرق بين الاولى والثانية النتيجة واحدة لا يوجد فرق لكن عندما تقتل نفسك فالعدو يحرمك من شيئين اولا شرف الدفاع عن نفسك ثانيا ان تلحق الضرر به ولاحقا امكانية هزيمة هذا العدو او الخصم بأى مجال من المجالات

كيف نفكر الان لو سالنا اى سورى ماذا تعتقد سيقول بان المرحلة بحاجة لحكمة وعقل ومرونة لكن كل انسان يعتقد بأن ما يقوله هو الحكمة والعقل متى تتحول الحكمة والعقل الى تراجع وانهيار ومتى تتحول المرونة الى انكسار عندما لا نعرف مدى المرونة او نتحول الى حالة عجينية ليس لها قوام يحركونها كما يريدون من الخارج لو افترضنا ان اى شخص فيكم كان موجودا فى مكان ما فى الشارع واعترضه شخص ما خارج عن القانون قوى البنية وربما ليس لديه مبادىء وحاول الاعتداء عليه فمن الحكمة والعقل ان نتحاشاه وننتقل الى مكان اخر نبحث عن حاجاتنا فى مكان اخر فطاردنا الى هذا المكان وعدنا الى حارتنا ودخلنا الى منزلنا فدخل الى المنزل عنوة وبدأ بالاعتداء علينا وعلى الاب والام والاخ والاخت والابن والابنة هل نستطيع ان نتحاشاه هل من الحكمة او العقل ان نتركه يقوم بهذا الشىء بالمنطق الدينى بالمنطق الاخلاقى بالمنطق الاجتماعى بأى منطق نريد ان نأخذه هذا الكلام مرفوض من يقبل هذا الشىء هو منبوذ اجتماعيا ونحن سورية اعزها الله بتاريخ مجيد لا يجوز ان نتنازل عن اى شىء يوءدى الى ان يدخل احد الى داخل منزلنا ويحاول اهانتنا من الداخل او اللعب باستقرارنا الوطنى ماذا يعنى هذا الكلام هذا يعنى اننا مستعدون للتعاون لكن فى اطار يوءدى الى الكشف عن ملابسات الجريمة ولو اننا نعرف كما يقال المكتوب من العنوان نعرف كيف تسير الامور مع ذلك علينا ان نقوم بواجبنا ان نتعاون بهدف ان نصل الى ملابسات الجريمة وان نقوم بكل ما علينا القيام به من اجل كشف ملابسات هذه الجريمة ولكن لن نسمح بكل تأكيد بان يكون هناك اى اجراء يمس امن واستقرار سورية لاننا كما قلت لن نذهب باتجاه قتل انفسنا بكل الاحوال وبالمنطق الذى يفكرون به لاننا دائما دعمنا الشرعية الدولية وما زلنا ندعم الشرعية الدولية وملتزمين بها لكن ليس على حساب التزاماتنا الوطنية عندما تكون هناك مقارنة بين اى التزام فى هذا العالم والالتزام الوطنى فان الالتزام الوطنى هو اولا لاننا لسنا سواحا فى هذه المنطقة ولسنا زوارا نحن الاهل اهل هذه المنطقة نعيش هنا بكرامتنا دعمنا الشرعية الدولية ولم ندعم الفوضى الدولية الشرعية الدولية هى ميثاق الامم المتحدة اما الفوضى الدولية فهى ارتكاز القرارات على بعض المصالح وبعض المزاجات لبعض المسوءولين فى هذا العالم وعلى هذه الدول وعلى هذه القوى وعلى كل انسان فى هذه المنطقة وفى العالم ان يعرف ان عصر الوصاية الذى كان موجودا فى بدايات القرن الماضى قد انتهى والان المنطقة امام خيارين لا ثالث لهما اما المقاومة والصمود او الفوضى لا يوجد خيار اخر والمقاومة هى التى تمنع الفوضى والمقاومة لها ثمن والفوضى لها ثمن لكن ثمن المقاومة والصمود اقل بكثير من ثمن الفوضى يجب ان نعرف هذه الامور بدقة اما الابتزاز اذا كانوا يعتقدون انهم بهذه الطريقة يحاولون ابتزاز سورية فنقول لهم ان العنوان خاطىء اما اذا كانت القضية قضية مساومات يطرحون مشكلة من هنا لكى يساومونا على اشياء مختلفة تخص اشياء اخرى كالعراق على سبيل المثال فليتفضلوا وليساوموا وليفاوضونا فوق الطاولة امام شعبنا لا يوجد لدينا شىء كى نخجل منه علاقة صراحة بيننا وبين الشعب ما يطرح وانا كنت اقول هذا الشىء للمسوءولين الاميركيين فى السابق اذا كان لديكم صفقة وانتم تحبون الصفقات تفضلوا واطرحوا هذه الصفقة على وانا سأعرضها على الشعب واذا وافق الشعب فلا توجد لدينا مشكلة التساهل فى هذه المواضيع خطير جدا البعض يعتقد بانه اذا قمنا بهذه الحركة سنحمى انفسنا التكتيكات الصغيرة لم تعد تفيد الان فى هذه الظروف الدولية هناك مخطط دولى يسير وعندما نصل فى يوم من الايام الى مواجهة كبيرة ونحن متنازلون لن نتمكن من الصمود اما عندما نصمد من البداية فنستطيع ان نساوم ونفرض ما نريد وان نحاور وان ننتصر فى النهاية مهما طال الموضوع سوف ننتصر كلنا يفكر فى مصلحة البلد وكلنا يعرف ان الظروف قاسية ولكن الثمن اجبارى والثمن ندفعه كما قلت فى البداية لان الموضوع قضية تاريخ والقضية قضية شعب ولكن لن يكون الشعب السورى هو من يغير جلده بكل الاحوال سنسير معهم فى لعبتهم لان ما يحصل الان هو عبارة عن لعبة لا شىء جدى فيها سوى الخطر المحدق بنا كسورية وكمنطقة طبعا الخطر ليس فقط على سورية سورية هى واحدة من الحلقات الكثيرة فى مسلسل سيصيب العرب دولة بعد اخرى وشعبا بعد اخر لكن سنقف عند الحد الذى يفرض الضرر على سورية ونوءكد للجميع بان هذا الضرر ان حصل فى يوم من الايام ولو كان بسيطا سوف لن يبقى خارج حدود سورية سيصيب دولا ابعد وسيصيب اول ما يصيب العملاء الذين أتوا بالمستعمر بهذه الطريقة وبهذا الشكل الى منطقتنا

فى المحصلة اى قرار يطرح يجب ان يكون نتيجة حوار مع الشعب لان الشعب هو المعنى الاول والاخير فى هذا الموضوع والشعب السورى شعب طيب وموءمن والله يدل الشعب الموءمن والانسان الموءمن الى الطريق الصحيح لكن لن يكون الرئيس بشار هو من يخفض رأسه لاى احد فى هذا العالم ولا رأس شعبه ولا رأس وطنه نحن ننحنى لله سبحانه وتعالى فقط على كل الاحوال ما يظهر من تفاصيل الامور تتسارع بشكل يومى وما يظهر من تفاصيل سنكون شفافين فى طرحه على الشعب لان كل يوم هناك شىء جديد لكن الان ما أطرحه هو الاشياء التى تمت والاسس التى نفكر بها بكل الاحوال ما لم يأخذوه بالضغط الخارجى لن يأخذوه بالضغط الداخلى وهم كانوا يسيرون ضمن نهج معين خاصة من خلال الاعلام خلال الفترة الماضية أرادوا ان يقوموا بعملية ضغط على سورية وعلى الشعب السورى وبالتالى توهموا ان هذا الضغط سيجعلنا ننهار ونقوم بما يريدون مباشرة لم تعط نتيجة هذه الالية خاصة بعد ان فضحوا بالاقنعة التى كانوا يستخدمونها كمصطلحات لاحقا انتقلوا لمحاولة خلق شرخ بين الدولة والشعب الشعب السورى اوعى ان كان هناك اخطاء فى الدولة كلنا نتحدث فيها ضمن المنزل الداخلى لكن لا نسمح لاحد ان يتحدث بها من الخارج فأيضا فشلت هذه الطريقة لاحقا انتقلوا لتشويه الرئيس مباشرة لكى يفقد الشعب ثقته بالرئيس ايضا فشلت هذه المحالاوت فانتقلوا الان لهذه الطريقة ضمن المراحل المتعددة لكى يخلقوا اولا شرخا ضمن المجتمع السورى حول كيف يتصرف وليخلقوا شرخا داخل الدولة وليخلقوا شرخا ما بين الدولة والمجتمع وبالتالى تهيىء هذه الامور سورية فى المستقبل للقيام بما يريدونه طبعا هم يفاجوءون بأنهم كلما انتقلوا الى مرحلة تزداد اللحمة الوطنية ونوءكد اكثر على عملية التلاحم الداخلى والتطوير فى كل مرحلة وبالتالى هذا ينقلنا الى موضوع الاعلام العربى ولو بشكل مختصر اقصد ان هذا الاعلام شوش كثيرا وساهم فى الهجمات السياسية وانا هنا اقول دائما وكررت هذا المصطلح فى عدة لقاءات علينا ان نفرز ما بين اعلام عربى واعلام ناطق باللغة العربية الاعلام العربى هو الاعلام الذى يتحدث باللغة العربية ويتبنى القضايا العربية اما الاعلام الناطق باللغة العربية فهو الاعلام الذى يتبنى قضايا الاعداء والخصوم ولكن بلغتنا العربية وبالتالى يساهم معهم فى المعركة على اساس انه من نفس النسيج وله مصداقية ان استطعنا الفرز بين الاعلامين طبعا عندما نقول اعلاما قد تكون وسائل اعلامية وقد يكون البعض من الاشخاص فى هذه الوسائل اعتقد الان نحن فى حالة استقطاب كبير بالنسبة لى من يوءيد التنازلات للحد الاقصى ومن يوءيد الصمود للحد الاقصى وعملية الفرز هى عملية سهلة من ناحية اخرى كما تعلمون سورية هى مركز الاحداث منذ سنوات خاصة فى السنوات الاخيرة وبالتالى المعلومة الحقيقية او الجزء الاكبر من هذه المعلومات نابع من سورية عندما نعرف الحقيقة نتلافى الكذب من يعرف الحقيقة لا يهتم بالاكاذيب فاذا علينا ان نكون شفافين اكثر فى نقل المعلومة للمواطن السورى عندها لا نخشى على المواطن من هذا التشويش هذا الشىء طرح فى الموءتمر القطرى وبدأنا باليات متواضعة بنقل هذه المعلومة ليس بالضرورة عن طريق الاعلام ولكن ما زالت هذه الاليات لا تفى بالحاجة مقابل هذه الهجمة الاعلامية الكبيرة فكلما انتقلنا الى الامام فى موضوع الشفافية ونقل المعلومة السريعة والصحيحة للمواطن ستتكون لديه حصانة عندها هذه الهجمة الاعلامية لا تفيد الهدف النهائى لهذا الهجوم الاعلامى هو ان نصاب بالخوف والهلع او ان نحقق نحن الهزيمة المجانية من دون معركة كما نعرف ان الهزيمة المعنوية هى نصف وانا اقول ثلاثة ارباع الهزيمة الحقيقية فى اى معركة سواء كانت معركة عسكرية او سياسية او ثقافية او غيرها

اما بالنسبة للهجمة الاعلامية بامكاناتها وادواتها ورجالها فهى يمكن ان تنجح من خلال ردود افعالنا فقط وهى تفشل من خلالها ايضا وبالتالى نحن من يقرر نجاحها او فشلها بوعينا بتمسكنا بمبادئنا بتسلحنا بالعلم والمعرفة

ايها الاخوة ..

على الرغم من الاوضاع الصعبة التى نعيشها فنحن مستمرون فى تنفيذ خططنا التنموية لتحسين الواقع المعاشى للمواطنين وفى عملية الاصلاح الاقتصادى والسياسى والادارى وماضون فى عملية مكافحة الفساد وفى توسيع دائرة المحاسبة لتشمل جميع المسيئين الى مصالح الشعب والوطن بل ان هذه الظروف الدولية والاقليمية الضاغطة والتحديات المرتبطة بها وكذلك الواقع العربى الموءسف الذى لا يبعث على التفاوءل يدفعنا الى تكريس الاعتماد على انفسنا وقدراتنا الذاتية بالدرجة الاولى واستثمار طاقاتنا بطريقة افضل وتوسيع دائرة القرار والافادة من كافة الجهود الوطنية المخلصة فى مسيرة الاصلاح والتطوير ولقد صدرت عن الموءتمر القطرى لحزب البعث العربى الاشتراكى مقررات طموحة تعبر عن هموم الناس وتطلعاتهم ونحن عازمون على وضعها موضع التنفيذ من خلال اولويات محددة تراعى الظروف والامكانات المتاحة وستصدر فى الفترة القادمة القرارات المناسبة فى هذا الاتجاه أريد ان امر فقط على موضوع واحد كثير من الامور طرحت فى الاعلام موضوع قانون الاحزاب بدأت مناقشته وطبعا سيأخذ وقتا طويلا لن يكون قصيرا لحساسية هذا الموضوع لكن سأركز عليه او امر عليه مرورا سريعا هو موضوع الاحصاء لان هذا الموضوع ايضا تم التركيز عليه فى الموءتمر القطرى وفى كثير من اللقاءات سمعت افكارا حول هذا الموضوع فى الحقيقة تم حل هذا الموضوع منذ عام /2002/ عندما قمت انا بزيارة مدينة الحسكة التقيت بالفعاليات وطرح معى موضوع الاحصاء وقلت لهم منذ ذلك الوقت لا يوجد احد فى سورية ضد حل هذه المشكلة الموضوع تقنى وسنبدأ به وبدأنا فعلا فى حل هذه المشكلة فى عام /2002/ من خلال دراسة المعايير التى ستوضع لحل المشكلة اى اعطاء الجنسية والحقيقة انه فى المراحل الاخيرة كانت هناك بعض الامور التفصيلية غير المنتهية الى ان حصلت احداث اذار /2004/ فى الحسكة واعتقدنا بأن هناك مشكلة كبيرة كما قلنا اكتشفنا لاحقا انها مشكلة عادية مشكلة عرضية اتت الظروف السياسية اخرت هذا الشىء الان هناك جهات فى الدولة تقوم بانهاء هذه الرتوش وسوف نحل هذا الموضوع قريبا تأكيدا على الوحدة الوطنية فى سورية وعلينا ان نعرف ان كل ما نقوم به او نعمل على انجازه يحتاج الى قاعدة وطنية واخلاقية متينة ينهض عليها مشروعنا الاصلاحى فاذا كان الوطن لجميع ابنائه المخلصين لقضاياه فهو لايمكن ان يكون للعابثين او الحاقدين الذين لا يرون مصلحة الوطن الواسعة الا من خلال مصالحهم الضيقة ولا يتذكرون سوى ما يجب ان يتمتعوا به من حقوق متناسين ما يترتب عليهم من واجبات نتحدث دائما عن الوحدة الوطنية نقول تعزيز الوحدة الوطنية ولكن نسمع مصطلحات احيانا كموءتمر للمصالحة الوطنية وكأننا قبائل متناحرة فى هذا البلد نخرج من حرب اهلية وعندما نتحدث عن تعزيز الوحدة الوطنية لا يعنى ذلك انها غير موجودة عندما نقول ان الوحدة الوطنية غير موجودة هذا يعنى حربا اهلية لا يوجد حل وسط لكن الوحدة الوطنية ايضا كأى شىء اخر لها معايير ومقاييس ليس بالضرورة ان تكون رقمية لكن تعتمد على الحالة الوطنية لكل فرد بالدرجة الاولى وهذه الحالة الوطنية وبما اننا فى الجامعة /شخصان ينجحان فى نفس المادة لكن الاول ينجح بعلامة /48 زائد 2/ والثانى بعلامة /90/ الاولى ليست كالثانية كلاهما نجح وفى البكالوريا الاول جمع /110/ علامات والثانى /260/ علامة هناك فرق وكلاهما حامل للشهادة الثانوية فعندما نتحدث عن تعزيز الوحدة الوطنية اى ان نرفع مستواها لكى تكون الحالة العامة فى الوطن قوية ايضا هناك خلط بين الحالات المزمنة والحالات الحادة و /يفهمها الاطباء هنا/ العلاجات للحالات المزمنة تختلف عن العلاجات للحالات الحادة الان نحن فى ازمة او فى مشكلة او فى وضع صعب دعونا نقوم بكذا لكى نتجاوز هذه الازمة اقول لهم هذا الكلام خطأ اذا وصلنا الى ازمة او مشكلة ولم نقم بالعمل قبل وقت فالان فات الاوان كل ما نقوم به هو للمستقبل ان علاجات من هذا النوع هى علاجات مزمنة لحالات مستقبلية وكما قلت قبل قليل الازمات لن تتوقف لان هناك مخططا يسير باتجاه معين ضد سورية وضد المنطقة بشكل عام فاذا ما نقوم به اليوم هو لازمات مقبلة علينا ان لا نتعلق بقشة علينا ان نقوم بأى شىء من اجل ان نحقق اى شىء يجب ان نقوم بأعمال نعرف تماما ما هى نتائجها والتعامل مع اى ازمة او مشكلة او وضع صعب راهن يكون فقط بالامكانيات التى نمتلكها اليوم هذا الموضوع يجب ان يكون واضحا طبعا عندما يطرح يطرح عن حسن نية لاننا يجب ان نقوم بهذا العمل لكن يجب ان نعرف متى تأتى نتائج هذا العمل

من جانب اخر يجب ان نعرف بعض المفاهيم استخدم هنا ما قلته فى خطابى غير المعلن فى الموءتمر القطرى عندما تحدثنا عن جانب الوحدة الوطنية كيف نحدد الحالة الوطنية اقول لدينا امثلة فى المنطقة لكى لا نبتعد هناك دول قريبة منا أمم اسميها امة احيانا تحترم نفسها لانها عندما تمر بأزمة تتوحد حتى لو كان لديها الف قضية تختلف حولها وهناك امم ايضا فى هذه المنطقة قريبة منا عندما تتعرض لضغوط وتصل لازمة تنقسم هذه امم لا تحترم نفسها وهناك فى كل امة اشخاص لا يحترمون امتهم فى الازمات يشذون عنها فاذا سأمر فقط على حالة واحدة او مثال واحد من يرتفع صوته ضد بلده بالتوازى مع الخارج وينخفض مع الخارج ثم يرتفع بالتوازى مع الخارج فهذا مرتبط بالخارج كيف يكون وطنيا ومرتبطا بالخارج من يرتفع صوته هو ضمن اسس معينة وضمن اسس وطنية يرتفع الصوت ضمن البيت الواحد ولا يرتفع بالتوازى مع الخارج لا أسمح لاحد بأن يرفع صوته من الخارج ونسميه وطنيا سنتعامل مع الحالات غير الوطنية بشكل حازم لانها فى الازمات توءدى الى التشويش فاذا بالمحصلة نحن مع الرأى والرأى الاخر والانفتاح وكل هذه الامور تسير وربما ببطء انا لا أدعى السرعة أبدا ولم اقل فى يوم من الايام بأننا كنا سريعين والبعض يقول ان مسيرة التطوير كانت سريعة ومن ثم اصبحت بطيئة اقول لهم هى من البداية كانت بطيئة لم تكن فى يوم من الايام سريعة لكى نكون واقعيين لكن ليس امامنا خيار سوى ان نسير بامكانياتنا الى الامام من اجل ان نعزز الوحدة الوطنية ونخفف من تأثير اية حالة لا وطنية موجودة فى اى مجتمع نحن لسنا مجتمعا يختلف عن بقية المجتمعات الحالات الوطنية او ضعف الوطنية موجودة فى اى مكان فى الازمات علينا ان نخفف ان نطوق هذه الحالات بهدف تعزيز الوحدة الوطنية كما قلت

ايها الاخوات والاخوة الشباب ..

علينا ايلاء الاهمية لقطاعات محورية بعينها والشباب فى مقدمة هذه القطاعات الذى يحتاج الى اعداد استراتيجية شاملة وتتضمن الاهداف التى نتوخى تحقيقها من اجل وضع برامج تنفيذية واضحة نحو هذا القطاع الحيوى وان العالم اليوم يتغير بسرعة مذهلة وبقدر التحديات الكبيرة التى افرزتها هذه التغيرات نشأت فرص جديدة للانجاز ولما كان محور هذه التغيرات هو المعلومات والاتصال والثورة الرقمية فلابد من عملنا جميعا من اجل ادماج الشباب بعصر المعلومات هذا وتوفير اليات الادماج هذه فى جميع موءسساتنا بدءا من المدرسة سواء منها الاليات المادية كالمختبرات وشبكات الانترنت وغيرها ام الاليات الحيوية عبر تفعيل البنى الموءسسية التعليمية والثقافية والاعلامية بما يسمح بعملية تواصل فعلية تستثمر طاقات الشباب وتهيىء لاستيعاب مبادراتهم الخلاقة وتكفل لهم الثقة فى قدراتهم التى هى موضع املنا جميعا لانها الضامن الحقيقى لرفعة الوطن وتقدمه

ايها الاخوة..

بما اننا لم نتحدث اليوم عن القرار /338/ و/242/ لانها اصبحت من البديهيات بالنسبة لنا وبأننا نعرف اننا نضيع وقتنا عندما نتحدث عن عدم تنفيذ قرارات الشرعية الدولية وازدواج المعايير وكل هذا الكلام لكننى اتوجه بالتحية باسمكم وباسم كل مواطن سورى الى اهلنا العرب السوريين الصامدين فى الجولان المحتل بدل ان نلف وندور ونتحدث عن قرارات الشرعية الدولية نتحدث عن الجوهر بالنسبة لنا هذه القرارات هى الارض تحية للذين يثبتون كل يوم صدق وفائهم لوطنهم واهلهم ويبرهنون عن عميق انتمائهم لقضايا شعبهم وكرامته ويتحدون بارادتهم الصلبة الة القمع الاسرائيلية ونوءكد لهم اننا معهم بقلوبنا وامكاناتنا وبان الجولان فى زحمة القضايا المطروحة امامنا هو فى المركز دائما لكى يعود الى وطنه سورية فى يوم ات لا ريب فيه وفى الختام ايها الاخوة والاخوات اذا كان هناك من داع للقلق فلا داعى للخوف الذى يدفعوننا باتجاهه لتحقيق الهزيمة المجانية فالقلق هو الحالة الايجابية التى تدفعنا للانجاز ومن ثم لتحقيق ما نريد والانتصار وتدفعنا للعمل فالانجاز فتحقيق ما نريد فالانتصار اما الخوف فهو الحالة السلبية التى تدفعنا باتجاه الشلل وباتجاه الهزيمة المحققة

فثقوا بمصداقية موقف وطنكم ثقوا ان اللحمة عندما تكون متينة بين الشعب وقائده فانها ستحيط الوطن بسوار من المناعة فى وجه الصعاب والتحديات وستسقط عند اعتابها اوهام الاخرين وموءامراتهم واللحمة ستبقى بعون الله متينة قوية كما هو عهدها دائما وهذا البلد محمى من شعبه ومحمى من دولته وفوق كل ذلك سأقولها باللغة العامية التى يكررها الكثيرون وهى محببة لدى الكثيرين //سورية الله حاميها//0

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته







رد مع اقتباس
قديم 28-01-2011, 02:15 AM رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
المحامي هلال حسين
عضو مميز جداً

الصورة الرمزية المحامي هلال حسين

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


المحامي هلال حسين غير متواجد حالياً


افتراضي رد: كلمات السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد

كلمة السيد الرئيس في بلدية تونس

اجاب السيد الرئيس بشار الاسدعلى كلمةالترحيب التى القاها السيد عباس محسن رئيس بلدية تونس ترحيبا بسيادته خلال زيارته الى دارالبلدية بكلمة هذا نصها

السيد رئيس بلدية مدينة تونس
السادة اعضاء المجلس البلدى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فانى احييكم اطيب تحية ومن خلالكم احيى ابناء هذه العاصمة الجميلة والشعب العربى التونسى عامة وانقل اليكم اخلص تحيات اخوانكم فى دمشق عاصمة الجمهورية العربية السورية والشعب العربى السورى عامةالذى جعل هدفه الاسمى جمع شمل امتنا الماجدة وتوحيد صفها وكلمتها لمافيه خيرها وعزتها ونصرتها على اعدائها بين بلاد الشام وتونس علاقات وطيدة لها جذورها فى غابر القرون تشهد عليها اثار قرطاجة على مقربة من هذه العاصمة حيث قامت وازدهرت حضارة عمرت قرونا عديدة وكان لها شأنها وتأثيرها العظيمان وبفضلها انتقلت حضارة بلاد الشام ممثلة باللغة والعقائد ونظم الاستقرار والزراعة وصنع الادوات والتجارة الى حوض البحر الابيض المتوسط وجاء الاسلام فعزز العروة الوثقى التى وحدت الامة بانتشار العقيدة وقيام دولة امتدت من قلب شبه جزيرة العرب الى بلاد الشام والشمال الافريقى والاندلس غربا والى قلب القارة الاسيوية واطرافها شرقالقد جمعت العقيدة الغراء شمل العرب والمسلمينوجعلت منهم امة تدعو الى الحق ومكارم الاخلاق وتناهض الباطل والشرور وتعمل لما فيه خير البشر وسعادتهم فى دنياهم وفى اخرتهم ان وحدة الكلمة والصف قوة وكلما اتحدت كلمتنا وتراصت صفوفنا ازددنا قوة وامتلكنا القدرة على مجابهة تحديات الزمن والتغلب عليها والعمل لمافيه خيرنا وخير البشرية جمعاء واما الفرقة فانها كانت دوما توءدى الى الضعف والهوان وعبر التاريخ كثيرة فى هذا الصدد ولعلنا نتذكر فى مجرى هذا الحديث ان رحلة العالم الاجتماعىابن خلدون من تونس الى دمشق كانت ابان زمن عسير مرت به بلادنا نتيجة الفرقة والتناحر فى صفوف العرب والمسلمين ونحن اليوم احوج مانكون الى وقفة عز وكرامة ورجولة احوج مانكون الى التلاقى مخلصين صادقى النية فى مواجهة الخطر الداهم المتمثل فى اسرائيل ونزعتها الصهيونية العنصرية واطماعها فى الارض العربية ومياههاوثراوتها ان هذا الخطر وان كان الان ينفث سمومه فى جسد الشعب العربى الفلسطينى البطل الصامد ويهدد الجوار فانه فى حقيقته يستهدف العرب جميعا واذا لم نجابهه بما يتطلبه منا ماامرنا به سبحانه وتعالى فى كتابه العزيز بقوله تعالى واعدوا لهم مااستطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم واخرين من دونهم لاتعلمونهم الله يعلمهم وقوله تعالى ايضا / واطيعوا الله ورسوله ولاتنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا ان الله مع الصابرين/ صدق الله العظيم

ايها الاخوة الاعزاء
تونس عزيزة على قلوبنا جميعا فى سورية ونحن حريصون على تمتين اواصر الاخوة بين بلدينا واننا بعون الله وبتعاوننا الوثيق مع فخامة الرئيس الاخ زين العابدين بن على وتأزر شعبنا فى البلدين سوف نحقق اهدافنا ونمضى على طريقنا السوى غير هيابين مصممين على الدفاع عن قضايا امتنا وصد الاخطار المحدقة بها مرة اخرى احييكم تحية قلبية واتمنى لكم السعادة ولهذا البلد العزيز الجمهورية التونسية اضطراد الازدهار







رد مع اقتباس
قديم 28-01-2011, 02:16 AM رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
المحامي هلال حسين
عضو مميز جداً

الصورة الرمزية المحامي هلال حسين

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


المحامي هلال حسين غير متواجد حالياً


افتراضي رد: كلمات السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد

الرئيس الاسد يلقي كلمة توجيهية في افتتاح المؤتمر القطري العاشر لحزب البعث العربي الاشتراكي

افتتح المؤتمر القطري العاشر لحزب البعث العربي الاشتراكي اعماله قبل ظهر اليوم الاثنين في قصر الامويين للمؤتمرات تحت شعار رؤية متجددة .. فكر يتسع للجميع بحضور السيد الرئيس بشار الاسد الامين القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي .
كما حضره السادة أعضاء القيادتين القومية والقطرية للحزب وأعضاء القيادة المركزية للجبهة الوطنية التقدمية ورئيسا مجلس الوزراء ومجلس الشعب والوزراء واعضاء المؤتمر الاصلاء والمراقبين الذين يبلغ عددهم 1231 عضوا يمثلون فروع الحزب في المحافظات السورية كافة ووحدات الجيش والقوات المسلحة اضافة الى اعضاء اللجنة المركزية للحزب ورؤساء المنظمات الشعبية والنقابات المهنية . وفي مستهل الجلسة وقف أعضاء المؤتمر دقيقة صمت اجلالا واكبارا لروح القائد الخالد حافظ الاسد وارواح شهداء الوطن والامة العربية ثم ردد الجميع نشيد البعث .
والقى السيد الرئيس بشار الاسد كلمة جلسة افتتاح المؤتمر قال فيها .. أيتها الرفيقات ... أيها الرفاق .. أحييكم بتحية العروبة في افتتاح أعمال المؤتمر القطري العاشر لحزب البعث العربي الاشتراكي .. الذي ينعقد في ختام دورة حزبية غنية بالعمل والخبرة .. بالتحديات والامال .. في مرحلة حافلة بالاحداث والتطورات .. طبعت الواقع السياسي بطابعها المضطرب .. وأرخت بظلالها الثقيلة على الحياة الاجتماعية والثقافية في وطننا ومنطقتنا .. الامر الذي وضع القوى السياسية والتنظيمات الشعبية وفي مقدمتها حزبنا وجماهيرنا .. أمام مسؤوليات جسيمة تتجلى في ضرورة مواجهة هذه الاحداث .. مواجهة واعية جريئة من جهة ... والعمل على استخلاص النتائج والدروس منها من جهة أخرى ... ان انعقاد مؤتمر الحزب اليوم ... بما يمثله البعث من قوة سياسية واجتماعية لها مكانتها ودورها التاريخي في حياة الوطن .. يشكل في هذا السياق محطة هامة في مسيرة عملنا السياسي ... نقف فيها لاجراء تقييم موضوعي وواقعي لتطورات الاحداث واتجاهاتها وكيفية التعامل معها ... لما حققناه من انجازات في السنوات الماضية ... ولما لم نتمكن من تحقيقه خلالها ... للصعوبات التي اعترضتنا ... والخطوات التي قطعناها .. وذلك كمقدمة لتحديد رؤيتنا وتوجهاتنا المستقبلية .
لقد تابعت الاعمال التحضيرية لهذا المؤتمر والحوارات الواسعة التي سبقت انعقاده .. كما تابعت الحلقات النقاشية الغنية التي تمت في المرحلة الماضية .. وشارك فيها البعثيون على امتداد القطر .. والتي تناولت مختلف شؤوننا الفكرية والتنظيمية والسياسية .. وكان دافعها الاساسي .. ايجاد تصور مشترك لدى مختلف كوادر الحزب .. حول طبيعة مهام الحزب ودوره في المرحلة الراهنة ولاساليبه في أداء هذا الدور .. وكذلك لموقع الحزب في حياة الدولة والمجتمع ولاتجاهات التطوير السياسي الراهن .. ولموقع نظرياتنا وأفكارنا ومناهجنا منها .
كما تابعت العمليات الانتخابية في مؤسسات الحزب المتسلسلة والتي أفضت الى انتخابكم ممثلين عن مئات الالاف من البعثيين المنتشرين في كل زاوية في وطننا .. في كل مدينة وقرية .. في كل حي ومنشأة .. وقد شعرت بمزيد من الاطمئنان للروح الحزبية المسؤولة التي سادت أجواء هذه الانتخابات .. والاندفاع والحماسة في التنافس الانتخابي .. والتقاليد التنظيمية العريقة التي تجلت فيها .. وروح الانضباط والالتزام التي عبر عنها أعضاء الحزب .. كل ذلك مما يؤكد .. من جديد .. أن البعث قوة طليعية في حياة الشعب والوطن .. وأن بقاءه كذلك رهن بالتزامه بقيم هذا الشعب الاصيل .. وبمدى استعداده لتمثلها في أدائه وسلوك أعضائه .. وبقدرته على التكيف الخلاق مع التطورات المتسارعة التي يشهدها عالم اليوم في كل المجالات ..
وكانت بعض الكتابات والاجتهادات التي سبقت انعقاد المؤتمر .. مثيرة للاهتمام .. حيث تفاوتت في قراءاتها لجدول أعماله ومقرراته وتباينت في تقدير توصياته وفي مدى الامال المعقودة عليه .. بل تجاوزت ذلك للحديث عن دور الحزب ومبادئه وأهدافه وموقعه الراهن والمستقبلي في المجتمع .. وبغض النظر عن اتفاقنا مع بعض هذه الطروحات أو عدمه .. وبغض النظر عن سلبية الطروحات أو ايجابياتها تجاه الحزب وتقديرها لدوره أو تجنيها عليه .. فانها جميعا تبرهن سواء صدرت من داخل سورية أو من خارجها .. على ان البعث قوة جماهيرية محورية في حياة سورية .. وأن تطويره اضافة الى كونه حاجة حزبية .. هو حاجة وطنية كبرى يرتبط بها تطوير مظاهر العمل السياسي المختلفة .. وهو يحتاج كي يعطى ثماره .. الى تضافر جهود الجميع ..مؤسسات وأفرادا .. والى أن يأخذ كل واحد موقعه ودوره في عملية التطوير على قاعدة التلاحم الوطني .. انطلاقا من أن تطوير المجتمع واصلاح شؤونه هو حق لكل مواطن وواجب يتحمل مسؤوليته .
لقد شهدت الفترة الفاصلة بين المؤتمر التاسع عام 2000 وهذا المؤتمر العاشر .. أحداثا سياسية بالغة الاهمية والتأثير .. خلقت مناخا سياسيا ضاغطا على المواطن العريي .. دفعته الى أن يعيد امتحان قناعاته وأفكاره بصورة غير مسبوقة .. بل يعيد اختبار مسلماته الاولى التي تعرضت للاهتزاز جراء التطورات الدرامية التي عصفت بعالمنا ومنطقتنا .. وكان من شأن ذلك .. أن يؤدي الى خلق حالة من الغموض في الرؤية والاضطراب في المفاهيم وضياع الحدود بين المصطلحات .. والى تنازع في القيم والمرجعيات وسط هذا التدفق الهائل للمعطيات والافكار التي هيأتها ثورة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات .. التي جعلت الفضاء مفتوحا أمام نظريات ومشاريع .. بل وأنماط سلوك .. تجتاح انساننا العربي وتهدده في كيانه وهويته الحضارية وتفسح المجال لمزيد من الشكوك والريبة في أذهان الشباب .
ان البعث .. كما يفترض أن يكون واضحا في ذهن كل واحد منا .. هو قضية قبل أن يكون تنظيما سياسيا .. ورسالة حضارية قبل أن يكون حزبا في السلطة .. ولابد له كي يدافع عن قضيته ويضطلع بأداء رسالته .. من أن يطور تعاليمه ومناهجه وأن يتجاوز ما يظهر من قصور في أدائه .. وأن يعمد الى الانفتاح على القوى الوطنية في مجتمعه .. وأن يعيد الاعتبار لحركته الريادية في أوساط الجماهير .. ان أفكار الحزب وتعاليمه .. كما نرى ونعتقد .. ما تزال راهنة معاصرة تلبي مصالح الشعب والامة .. وتعبر عن توقها للوحدة والتحرر والعدالة والتنمية .. وأي قصور في التطبيق .. انما يتحمل مسؤوليته الفرد وليس الفكرة أو العقيدة .. حيث تمتحن صحة الفكرة أو بطلانها بمدى ملامستها للواقع واستجابتها لمتطلباته .. والبعث لم يأت ليبتدع فكرة العروبة في المجتمع .. بل انه أتى كنتيجة طبيعية لوجود هذا المجتمع المتشرب لكل عناصر القومية العربية .. وهذه القومية التي يتهمها البعض بالشوفينية والعنصرية .. هي ذات مضمون انساني حضاري يستوعب كل الثقافات والاعراق والانتماءات الروحية المختلفة .. التي شكلت هذا المجتمع عبر الاف السنين .. وهي تمثل بالتالي الاساس لاستقرار هذا المجتمع وتطوره .. وطالما أن هذا الوجود القومي هو جزء من حقيقة المجتمع .. فان دور البعث سيبقى أساسيا .. من خلال انطلاقه من هذا الواقع والاستناد اليه .. والتعبير عن القوى الاكثر تقدما فيه .. واستخلاص المفاهيم والافكار المعبرة عنه في حركيته المستمرة .
أيتها الرفيقات .. أيها الرفاق .. لقد حققنا خلال السنوات الماضية .. انجازات هامة لامست مناحي حياتنا الاقتصادية والخدمية .. وأدت في مجملها الى تحسين الوضع المعاشي للمواطنين .. وان كانت لا تلبي طموحنا .. كما قمنا بخطوات هامة في مجال الاصلاح المالي والنقدي وتحسين شروط الاستثمار .. وأصدرنا التشريعات اللازمة لتحقيق خطوات متسارعة في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية .. وفي المقابل .. واجهتنا صعوبات عديدة نتيجة لضعف البنية الادارية وعدم كفاية الكوادر المؤهلة .. وكثافة المشكلات التي نواجهها وتشابكها نتيجة تراكمها المزمن .. يضاف الى ذلك التأثير السلبي للظروف الدولية والاحداث المتلاحقة التي تمر بها منطقتنا على فرص الاستثمار والتنمية التي كنا نأمل أن تتوفر بصورة أفضل .. وما يدفعنا للتفاؤل في المرحلة المقبلة .. هو أن جزءا هاما وأساسيا من التشريعات الضرورية قد تم انجازه .. وهذا يشكل قاعدة واسعة يبني عليها في حال تم تحسين الاجراءات وتجاوز المعوقات الذاتية .. وذلك بالتوازي مع اختيار الاشخاص الذين يتمتعون بالكفاءة والنزاهة والايمان القوي بالمشروع الوطني .. علينا أن نتناول خلال أعمال هذا المؤتمر كافة المحاور والافكار المطروحة بالنقاش والتحليل .. دون استثناء .. وأن نركز خلاله على المقترحات والعناوين التي من شأنها أن تدفع عملية الاصلاح الى الامام .. تلبية لحاجات الشرائح الاجتماعية الاوسع في مجتمعنا .. كما أن علينا أن نعيد ترتيب أولوياتنا بحيث ننطلق من الملح الى الاقل الحاحا .. والوضع الاقتصادي وتطوير الاداء فيه .. وتحسين شروط حياة مواطنينا يمثل أولوية بالنسبة لنا جميعا مما يعني ضرورة ايلائه الاهمية التي يستحق من نقاشاتنا وكذلك الفساد الذي يشكل مشكلة اقتصادية واجتماعية وأخلاقية تحتاج لاليات مكافحة أكثر نجاعة وحزما .. واذا لم يكن من مهام هذا المؤتمر وضع خطط تنفيذية للسياسات الاقتصادية والاجتماعية والخدمية .. أو ايجاد الحلول لمختلف الصعوبات .. فان من مهامه تحديد التوجهات العامة للحزب .. ووضع الملامح العامة لخياراتنا المستقبلية .. التي تفتح الابواب على مصراعيها أمام السلطات المعنية للقيام بعملية تطوير واسعة .. بعيدا عن القوالب الجاهزة والاطر المسبقة .. ان أمامنا لذلك في المرحلة القادمة .. مسؤوليات كبيرة تجاه مواطنينا الذين يطمحون الى المزيد في اطار تحسين واقعهم المعاشي والخدمي .. وهذا لا يتم .. الا من خلال تحقيق معدلات أعلى من النمو والطريق الى ذلك يكون بتجاوز حالات الخلل في أدائنا .. ومعالجة الظواهر السلبية التي تعيق انطلاقتنا وتكبح مشروعنا الاصلاحي الذي ننهض به .. انني أدعوكم .. أيها الرفاق .. الى ممارسة دوركم بجرأة ومسؤولية.. من خلال اشارتكم الى مواقع التقصير .. اشارتكم الى مواقع الانجاز .. وأن تقفوا عند الظواهر السلبية التي نعاني منها وقوفكم عند الظواهر الايجابية التي نتمتع بها .. وأن تعبروا من خلال حواراتكم ومقترحاتكم أصدق تعبير عن هموم الناس وتطلعاتهم .. اخذين بالاعتبار أن أي قرار أو توصية تؤخذ في هذا المؤتمر يجب أن تعبر عن حاجاتنا الداخلية فقط .. بمعزل عن أي اعتبارات تهدف الى دفعنا باتجاهات تناقض مصالحنا الوطنية .. أو تسيء الى استقرارنا .
انني على ثقة أن المؤتمر القطري العاشر للحزب .. بما سيتضمنه من حوارات وبما سينتج عنه من توصيات .. سيكون محطة هامة نحو المستقبل .. ومعلما أساسيا في مسيرة الحزب .. ضمن اطار تنمية الوطن وتكريس دور الحزب .. وتطوير منطلقاته الفكرية وتحديث مشروعه الاجتماعي .. وباتجاه تفعيل مؤسساتنا السياسية وتوسيع المشاركة الشعبية في صنع القرار الوطني والمزيد من الانفتاح على القوى الوطنية .. بما يعزز مكانة الوطن .. ويفسح المجال للجميع للاسهام في بناء مستقبل سورية وتقدمها .. أكرر تحياتي لكم أيتها الرفيقات والرفاق أعضاء المؤتمر القطري العاشر لحزب البعث العربي الاشتراكي .. تحياتي الى كل بعثي يؤدي واجبه بشرف واخلاص .. تحياتي الى جميع الرفاق في أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية الذين كان لهم اسهامهم في اغناء الحوارات والنقاشات الفكرية التي سبقت انعقاد هذا المؤتمر .. ولا يفوتني أن أرحب بالرفاق الامناء العامين لهذه الاحزاب الذين يسعدنا حضورهم معنا افتتاح مؤتمرنا .. وكل التحية الى أبناء شعبنا الابي مصدر الهامنا واعتزازنا .. ومعا كي تبقى سورية قلب العروبة عنوانا لكبرياء الامة ..







رد مع اقتباس
قديم 28-01-2011, 02:17 AM رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
المحامي هلال حسين
عضو مميز جداً

الصورة الرمزية المحامي هلال حسين

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


المحامي هلال حسين غير متواجد حالياً


افتراضي رد: كلمات السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد

كلمة الرئيس الأسد في مجلس الشعب

السيد الرئيس يلقى كلمة شاملة امام مجلس الشعب

دمشق 5/3/ 2005

ألقى السيد الرئيس / بشار الأسد/ كلمة مساء أمس أمام مجلس الشعب فيمايلي نصها

أيها السيدات والسادة أعضاء مجلس الشعب أيها الاخوات والاخوة المواطنون00 أخاطبكم فى هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ سورية والمنطقة بأحداثها الكبرى التى تعيشونها بفيض مشاعركم وغيرتكم على وطنكم وتثبتون مرة تلو المرة صدق ولائكم لقيمه وحرصكم على كبريائه وكرامته

ولعل لقائى بكم اليوم فى هذا الظرف الذى نمر فيه ينبعث من حرصى على أن تكونوا فى صورة التطورات الاخيرة وعلى أن تطلعوا بصورة مباشرة على موقع بلدكم منها 00وعلى رغبتى فى أن أقدم لكم اجابة عن تساوءلات عديدة تدور فى أذهانكم 00وفاء لهذه العلاقة الحميمة00 الشفافة معكم00 وتوكيدا على حقيقة أساسية هى أن ما نقوم به من أعمال وما نتخذه من مواقف00 أنتم مصدر الهامنا الاساسى فيه 0

لقد عاشت سورية خلال العامين الماضيين فى قلب مجموعة متشابكة من الاحداث والتطورات00 الاقليمية والدولية التى تسارعت بصورة عاصفة00 وفرضت ضرورة التعامل معها بقدر كبير من الاهتمام والحرص 00وكان تسارع الاحداث بحد ذاته يفرض واقعا معقدا من ردود الافعال والاراء لدى قطاعات واسعة من المعنيين بالشأن السياسى يتوازى مع حملات اعلامية مكثفة ومنسقة وغير بريئة فى كثير من الاحيان 00خلقت تشويشا واسعا لدى الرأى العام العربى والمحلى00 وطرحت تساوءلات كثيرة عن طبيعة التحديات واتجاهاتها وموقفنا منها0

وكانت أبرز القضايا التى تشغل بال العالم الراهن00 أو تدخل فى مخططات بعض قواه الكبرى00 أو تحدد خياراتها السياسية00 تمر عبر سورية بصورة مباشرة أم غير مباشرة00 سواء قضية السلام فى الشرق الاوسط أو الارهاب أو القضية العراقية أم تداعيات الوضع اللبنانى 0

وكنت قدمت فى مناسبات مختلفة شرحا مفصلا لموقفنا ورؤيتنا لهذه الامور المتداخلة00 لذلك فاننى لست بصدد استعراض ما حدث00 على ما فيه من معان ودلالات00 ولكننى سأقف عند اخر التطورات فيها وأبين مواقفنا منها وتصوراتنا المستقبلية حيالها00 وذلك من أجل أن يكون الجميع على بينة منها وأن يطلعوا على الجهود التى بذلناها للوصول الى نتائج مرضية0

وفى هذا الاطار00 يمكن التأكيد على أن نهجنا السياسى ومواقفنا من الاحداث وتطوراتها00 يقوم على قاعدتين أساسيتين00

الاولى00 حماية مصالحنا الوطنية والقومية00 من خلال التمسك بهويتنا واستقلالنا ووفائنا لمبادئنا وقناعاتنا00 وكذلك توفير الظروف الملائمة لصيانة استقرارنا السياسى والاجتماعى باعتباره جزءا من استقرار المنطقة ككل00 وتكريس ذلك لاستعادة أراضينا المحتلة0

الثانية00 حرصنا فى اطار العمل على تحقيق المسائل انفة الذكر00 على التعامل مع الاطراف المعنية بعقل مفتوح بعيدا عن الاحكام المسبقة00 وبقدر كبير من الواقعية والمرونة والمسؤولية00 مدركين طبيعة الظروف الدولية الراهنة خاصة فى السنوات الاخيرة 00ومعادلة الممكن والمأمول فى سياق كل ذلك00 أى التمسك بالحقوق وفى نفس الوقت التعامل بواقعية مع التحديات والتطورات الطارئة0

لقد كانت قضية السلام فى قلب هذه الاحداث00 وأرخت بظلالها على القضايا الاخرى00 وشهدت هذه العملية تراجعا من حيث مناخها العام00 خطوات الى الوراء 00ليس بسبب تعنت اسرائيل ورفضها الاستجابة لاستحقاقات السلام فحسب00 بل بسبب افتقاد الارادة المسؤولة عن تطبيق القرارات الدولية عندما يتعلق الامر باسرائيل00 وعدم جدية الاطراف المعنية فى المجتمع الدولى00 بالنهوض بمسؤولياتها فى هذا الاتجاه 0

وفيما يتصل بنا00 أكدنا فى مناسبات كثيرة00 على أن السلام فى منطقتنا لن يتحقق ما لم تتم استعادة أرضنا المحتلة00 وعلى أن كثيرا من المشكلات التى تظهر فى الوقت الراهن00 تجد بعضا من حلولها فى ايجاد فرص سلام عادل يلغى أسباب التوتر والصراع وعوامل الاحباط والخيبة0

وطرحت سورية استئناف المفاوضات دون شروط مسبقة00 ولكن فى المقابل أكدنا أن عدم وجود شروط على استئناف المفاوضات لا يعنى اهدار المرجعيات والقواعد والقرارات التى يجب الالتزام بها وتطبيقها0 ومرجعيتنا التى نستند اليها هى مرجعية مدريد المتضمنة لقرارات الشرعية الدولية ولم يكن مفاجئا لنا أن ترفض اسرائيل استئناف المفاوضات00 وأن تضع هى الشروط تحت ذرائع مختلفة00 وذلك تهربا من استحقاقات السلام0

بكل بساطة00 لو بسطنا الامور00 عملية السلام بحاجة الى متطلبات00 أولها نية الاطراف المتصارعة بالوصول الى السلام 00ثانيها وجود راع نزيه وحيادى 00ثالثها متطلبات تقنية كالمفاوضات والمرجعيات والمعايير00 مالذى ينقصنا اليوم000 تنقصنا نية الطرف الاسرائيلى وهى غير موجودة على الاطلاق 00ينقصنا اهتمام الراعى بشكل أساسى الولايات المتحدة00 وهذا الكلام هم يعلنونه وليس توقعات البعض0 وأيضا المعايير غير موجودة0

باعتقادنا فان عملية السلام ستبقى متوقفة فى المدى المنظور0 ولكن حتى ذلك الوقت لا يجوز ان نتوقف عن الحديث عن عملية السلام وعن ابداء رغبتنا المستمرة بالتوصل الى السلام00 لذلك نحن مع اصدقائنا الاوروبيين وغيرهم من الدول فى هذا العالم المعنية والمهتمة بعملية السلام نتابع معهم الحوار بهدف معرفة أخطاء الماضى00 ووضع تصورات المستقبل00 وعندما تتغير كل هذه الظروف نستطيع ان ننطلق باتجاه عملية السلام0

طبعا اسرائيل طرحت او دائما تطرح بأنها مستعدة للعودة الى المفاوضات من دون شروط 0 الكثير من الوفود الاجنبية التى تأتى الينا فى سورية00 تقول ما هى الشروط السورية000 وعندما نقول لا توجد شروط فهم يفاجؤون00 يقولون لكن اسرائيل تقول بأن لديكم شروطا0 الهدف هو أن يكون العالم فى تصور بالنسبة لاسرائيل أنها مستعدة لعملية السلام00 لكن المشكلة هى فى الشروط التى تضعها سورية وهى العائق 0

الحقيقة ان هذه الشروط هى ماتقوله اسرائيل أى العودة الى نقطة الصفر نحن نتحدث عن استئناف المفاوضات 00والاستئناف يعنى ان نتابع من حيث انتهينا 00هم يريدون العودة الى نقطة الصفر0 نقول لهذه الدول وهذه القوى الدولية التى تأتى وهذه الشخصيات الدولية0 كيف يمكن ان تقولوا انكم تريدون السلام وبنفس الوقت تقولون لنا اختلفوا على مااتفقتم عليه00 اذا أردنا ان نصل للسلام لابد من ان نتفق على النقاط المختلف عليها00 والاسرائيليون يريدون العودة الى الصفر0 وهذا يعنى عدم جدية من قبل الاسرائيليين وعدم مصداقية لان كل حكومة فى اسرائيل تأتى فتقول انه لا علاقة لها بالحكومة التى سبقتها0 فأكدنا نحن أننا مستعدون للمفاوضات من دون شروط وبحسب قرارات مرجعية مدريد وهذا يعنى أننا نبدأ من حيث انتهت المفاوضات الاخيرة فى التسعينيات0

كما أكدنا فيما يتصل بالساحة الفلسطينية على الوحدة الوطنية الفلسطينية من خلال حصول الفلسطينيين على حقوقهم المشروعة فى اطار الحل الشامل0 أما بصدد المسالة العراقية فان مواقفنا كانت ولا تزال تنطلق من اعتبارنا وتقديرنا لمصالحنا الوطنية00 ومصالح الشعب العراقى00 حيث عارضنا الحرب كما عارضها كثيرون على امتداد الوطن العربى والعالم0 وكان لنا فى معارضتنا أسبابنا الوطنية والقومية والاستراتيجية00 لاننا كنا نرى أن هذه الحرب ستؤدى الى حالة من الفوضى والاضطراب00 ليس فى العراق وحده00 ولكن فى المنطقة كلها00 وانها ستطالنا بتاثيراتها المباشرة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا 0 انطلاقا من ذلك 00كان استقرار العراق والمنطقة يقع فى بؤرة اهتمامنا ومشاغلنا00 لذلك عبرنا عن حرصنا على الحوار الوطنى فى العراق 00وكنا من اوائل من دعا الى اجراء الانتخابات على قاعدة وطنية لايستبعد منها اى طرف0

وهنا وضعنا اولويات واضحة بالنسبة لموضوع العراق00 لكى يفهمها الجميع00 الاولوية الاولى هى وحدة العراق00 وهى أهم شىء بالنسبة لنا لانها لا تمس العراقيين فقط وانما تمس سورية00 تمس الامن القومى والوطنى فى سورية بنفس المقدار0 الاولوية الثانية هى الانتخابات وهذه الانتخابات المقصود بها التصويت على الدستور0 لا أقصد فيها انتخابات بمعنى الانتخاب الحر انما التصويت على الدستور00 وهذا الدستور سيعطى مؤسسات00 واى دستور فى العراق لا يكون عليه اجماع من قبل كل العراقيين فهذا يعنى تفكيك العراق وحربا أهلية0 وأيضا سندفع الثمن0 فاذا البند الثانى مرتبط بالبند الاول ... الوحدة بحاجة لاستقرار وبحاجة لحوار وطنى وبحاجة لدستور عليه اجماع من قبل العراقيين .. النقطة الثالثة أو الاولوية الثالثة وهى الاستقلال والاستقلال بشكل الى يعنى انسحاب القوات الاميركية الغريب أن معظم الوفود الاميركية التى استقبلناها تحدثت بنفس الاولويات فكنا نقول لهم اذا أين الخلاف000 هم يتحدثون عن حرصهم على وحدة العراق وموضوع الدستور00 والذى جرى التصويت عليه بشكل ديمقراطى وأيضا كانوا يقولون نحن لانريد ان نبقى بشكل مستمر فى العراق00 بالنسبة لنا موضوع الاحتلال هو موضوع مبدأ00 أما الاليات فقد كنا نقول لهم ان الموضوع يدرس مع العراقيين وليس مع الاخرين0 وفى مقابل ذلك00 فقد أخذت الاتهامات تتوالى نحو سورية00 تارة تحت ذريعة التدخل فى الشؤون العراقية وتارة اخرى تحت ذريعة عدم ضبط الحدود ومنع المتسللين الى العراق00 وتارة ثالثة تحت ذريعة ايواء أنصار النظام السابق بالرغم من اننا قمنا بكل مامن شأنه ان يحفظ استقرار العراق ضمن الامكانات المتاحة من ضبط للحدود ورفض لاستخدام الاراضى السورية للتدخل فى الشؤون العراقية وتأييد للعملية السياسية الجارية فيه 0

تذكرون قبل حرب العراق كانت هناك اتهامات لسورية بأنها ترسل أسلحة الى بغداد 00أو كما يقولون للنظام فى العراق00 قلنا لهم فى ذلك الوقت اعطونا معلومة واحدة تدل على هذا الشىء00 ونحن بالنسبة لنا هذا مخالف للقانون وسنقوم بمحاسبة من يقوم بهذا العمل 0 الحقيقة لم يعطونا أية معلومات0

أتى باول بعد الحرب بثلاثة اسابيع وقلت له الان اصبحتم موجودين فى بغداد ولديكم الوثائق فتفضلوا وأعطونا وثيقة واحدة تدل على هذا الشىء0 طبعا لم يأتنا أى شىء من المطلوب0 تحدث فى ذلك الوقت00 ولم تكن المقاومة قد بدأت فى العراق00 حول ضرورة ضبط سورية لحدودها فقلنا له فى ذلك الوقت هذا مستحيل0 يعنى فى الثمانينيات00 كانت تأتينا سيارات شاحنة كبيرة معبأة بالمتفجرات وتصل الى قلب دمشق وتنفجر فى أماكن مختلفة وتقتل المئات والعشرات 00ولم نكن قادرين على ايقافها0 فكيف نستطيع الان أن نمنع اشخاصا مشاة يدخلون على الحدود00 هذا الكلام غير ممكن وخاصة أننا على الحدود العراقية لانمتلك التقنيات العالية الموجودة فى الدول الاخرى لضبط هذه الحدود0 لاحقا أتى وليام بيرنز فى صيف /2003/ وسمع نفس الكلام00 بعدها حصلت فترة انقطاع طويل مع أى وفد اميركى ماعدا وفود الكونغرس ولكن التقينا بعدد من الوفود العراقية التى تمثل مجلس الحكم ولاحقا الحكومة المؤقتة 00وكان دائما هناك عتب بيننا وبينهم حول نفس الموضوع0 وقلنا لهم اننا نسمع من خلال الاخبار أنكم القيتم القبض على مجموعة أتت من سورية او على سورى00 فلماذا لا تعطون الاسماء000 وجواز السفر00 وهل هو مزور00 هل هو حقيقى00 وكيف وصل هذا الشخص الى العراق000 أين حصل الامداد00 تقولون انه أتى من دول اخرى وعبر سورية00 لابد من نقاط امداد سواء مال00 منامة00 طعام00 والى اخره 00سموها امدادا لوجستيا0

كانوا يقولون سنقوم بهذا الشىء ولكن لم تأتنا حتى الان اية معلومة عن اى سورى او شخص ذهب الى العراق0 لانقول ان الحدود مضبوطة00 كما قلت لااحد يستطيع فى العالم ان يضبط حدوده0 حتى الوفود الاميركية تقول لنا نحن لانستطيع ان نضبط حدود أمريكا مع المكسيك00 لكن المطلوب منكم ان تضبطوا حدودكم 0 فالمعادلة صعبة 0

فى الزيارة الاخيرة لوفد برئاسة/ وليام بيرنز/ فى شهر ايلول الماضى كان وفد من وزارة الدفاع ووزارة الخارجية ومن المخابرات ومن الجيش تحدثوا معنا بشكل واضح وقالوا نريد ان نعرف رغبة سورية0 هل سورية تريد التعاون000 فقلنا لهم نحن من العام/1974/ عندما عادت العلاقات مع الولايات المتحدة الامريكية00 تذكرون فى زيارة الرئيس نيكسون الى سورية فى عام/1974/ قال له الرئيس /حافظ الاسد/ نحن نريد احسن العلاقات مع امريكا00 وكنا خارجين من حرب تشرين00 وكان هناك اتحاد سوفييتى والظروف كلها كانت مختلفة0 فمن غير المعقول اليوم ان نقول اننا لانريد علاقات جيدة0 أما عن التعاون فعلينا ان نفرق بين الرغبة فى التعاون والامكانيات 0 لايعنى اذا كان لديك رغبة انك تمتلك الامكانيات00 ومع ذلك لانريد ان نقول ماهى السيناريوهات المطروحة00 نحن سنترك الامر عندكم0 اطرحوا سيناريوهات00 ماذا تريدون000 قبل عدة ايام كان وزير الداخلية العراقى قد اتى الى سورية واستقبلته انا وقال لى ان الاميركيين سيطرحون اتفاقية ثلاثية للتعاون الامنى لضبط الحدود بين سورية والعراق والقوات الامريكية00 طبعا0 قلنا نحن مستعدون0 طبعا طرحوا هذا الموضوع فى اللقاء وقلنا لهم نحن مستعدون00 لكن ربما كان البعض منهم لايريد ان يسمع هذه الكلمة00 غالبا يريدون منا ان نقول دائما لا فقلنا لهم نحن جاهزون00 ضعوا السيناريوهات وكل هذه التفاصيل0 وارسلوا المعنيين الى سورية ليلتقوا بالمستويات المختلفة من المؤسسات الامنية او الجيش أو غيره لنضع خطة تنفيذ 0 طبعا حتى هذه اللحظة لم يأت احد منهم0 الشىء الوحيد الذى يطلب منذ فترة 00من وقت لاخر 00هو عبارة عن لوائح باسماء معظمها لانعرف من هم0 وثبت ان بعض الاسماء فعلا كانت موجودة وتم طردها وهذا الكلام تردد حتى خلال الحرب0 هناك اسماء اتت الى سورية كانت جزءا من النظام وطردت ولايشعر الانسان بالندم لانهم من الاشخاص المسؤولين عن الجرائم التى حصلت فى سورية فى الثمانينيات00 فهؤلاء الاشخاص 00نحن فى ذلك الوقت اما طردناهم عند الحدود أو علمنا بدخولهم الى سورية فطلبنا منهم الخروج واخرجوا0 أما بقية الاسماء فكنا نقول لهم بأنكم ترسلون اسماء لاشخاص لانعرف شكلهم ولانعرف من هو هذا الشخص أو ذلك 0 والان هناك فى العراق فوضى00 ربما يكون هؤلاء الاشخاص موجودين فى سورية لكن بأسماء مزورة00 فنحن بحاجة للمزيد من المعلومات0

طبعا الهجوم الاعلامى كما تلاحظون مستمر ولايتوقف00 ولا اعتقد أن له علاقة بالتعاون السورى لاننا لم نطرح أى شرط 0 بالنسبة لنا نحن لنا هموم فى العراق هى الوحدة كما قلت والاستقرار00 وعلينا ان ننتظر0

أيها الاخوات والاخوة00

لاشك أن الوضع اللبنانى باشكالياته المعقدة00 يشكل أبرز الاحداث الضاغطة فى هذه المرحلة0 ولست هنا فى مجال البحث فى الماضى ولا الدخول فى تفاصيل الاحداث التى شهدها لبنان أو العلاقات السورية / اللبنانية ولكننى سأتوقف عند تداعيات القرار /1559/ وموقفنا منه 0

حيث شهدت الساحة اللبنانية00 منذ صدور القرار المذكور سجالا حادا حوله00 لانه خلق00 بحيثياته المختلفة00 حتى لدى مؤيديه00 مشكلات جدية من حيث المنعكسات السلبية التى يمكن أن تنجم عن تطبيقه على لبنان واستقراره دون وجود اليات مناسبة وفى حال لم يراع الظروف الموضوعية لتطبيقه0

وعلى الرغم من ملاحظاتنا على القرار /1559/ من حيث هو تكريس لتدخل بعض الاطراف الدولية تحت عنوان سيادة لبنان00 فقد كان قرارنا التعامل معه بايجابية فى ضوء حرصنا على استقرار لبنان ووحدته0

أريد أن اجرى بعض الاضاءات على بعض النقاط0 اذا أردنا أن نأخذ قرارا علينا أن نعرف لماذا نأخذ القرار00 على أية أرضية نسير وسأعطى بعض الايضاحات أو الاسس لكى نفهم أين نحن 0

معظمكم قرأ المقابلة التى أجراها الرئيس الامريكى مع احدى الصحف الفرنسية والتى يقول فيها بأن الرئيس الفرنسى طلب منه اعداد أو تحضير مشروع لاخراج سورية من لبنان فى شهر حزيران0 هذا يؤكد ماقلته أمام مؤتمر المغتربين بأنه لا علاقة بين هذا الموضوع والتمديد0 ولاحظتم أن أحدا لم يعد يتحدث بالتمديد 0 البعض من القوى المعنية بموضوع التمديد سلبا00 أرسلت أخبارا رسمية مؤخرا00 هذا الموضوع أصبح وراءنا00 هم يبحثون عن شىء اخر0

الذى اكتشفناه فى الاشهر الاخيرة أن جزءا من مضمون القرار /1559/00 بعض البنود المعلنة وبعض البنود المخفية00 هى محضرة أو بدىء بالتحضير لها بعد حرب العراق مباشرة00 ولا أتحدث عن فكرة القرار وانما اتحدث عن بعض المضامين وسنمر عليها لاحقا0

النقطة الثانية00 كما قلنا عندما صدر القرار بأنه مخالف لميثاق الامم المتحدة00 وبأنه انتقائى وبأنه لم يأت بطلب من الدول المعنية00 ولكن بما أننا نعيش فى عالم ليس فيه قانون00 ولا فيه ميزان عدل فهذا الكلام هو مضيعة للوقت00 يعنى نعرفه ولكن ليس أساسا نسير عليه00 لكن فقط للذكر والتذكير0

النقطة الثالثة00 من مبادىء السياسة السورية هى أنها داعمة للامم المتحدة0 لايمكن لسورية أن تكون فى أى ظرف من الظروف00 معارضة أو فى مواجهة الامم المتحدة0

النقطة الرابعة00 بالنسبة للقرار /1559/ هو عدة بنود0 البند المرتبط بسورية هو بند الانسحاب00 بعكس الصورة الموجودة لدى الجميع الان00 بأنها هى المشكلة الحقيقية هذا البند هو البند الابسط00 لان سورية ليست ضد الانسحاب كمبدأ00 فنحن بدأنا بالانسحاب منذ عام /2000/ أى عندما نتحدث عن الانسحاب هل نحن00 هل أى أحد فيكم أو فى سورية يقول بأننا نريد أن نبقى فى لبنان0000 هذا الكلام غير موجود0 فاذا هذا البند هو الابسط وليس المشكلة0 البنود الاخرى هى مشكلة00 وهى مشكلة بالنسبة للبنان0 يعنى ستعيدنا الى الوراء00 ربما الى الثمانينيات أو الى المرحلة التى سبقتها0

النقطة الخامسة00 التقرير الذى سيصدر00 اعتقد فى شهر أيار أو نيسان المقبل00 هو الذى سيحدد توجهات هذا القرار00 أى لانستطيع ان نقول الان ان هذا القرار هو سلبى أو ايجابى 0 ان راعى العوامل الموضوعية فهو غير سلبى00 ان لم يراع هذه العوامل الموضوعية سيتحول الى مشكلة فى لبنان وربما فى المنطقة0 والنقطتان الاساسيتان فى هذا التقرير تتعلقان باليات الانسحاب وبموضوع المقاومة00 المقاومة اللبنانية0

النقطة السادسة00 انسحاب سورية من لبنان لايعنى غياب الدور السورى00 فهذا الدور تحكمه عوامل كثيرة00 جغرافية وسياسية وغيرها00 بالعكس تماما00 نكون أكثر حرية وأكثر انطلاقا فى التعامل مع لبنان 0

أيضا النقطة السابعة 0 هى ماقلته أنا فى أحد اللقاءات /مع محطة فرنسية/ مع التلفزيون الفرنسى عام /2001/ عندما سئلت عن وضع القوات السورية فى لبنان فأجبت بشكل واضح أن المكان الطبيعى للقوات السورية هو فى الاراضى السورية0 يعنى هذه مبادىء00 لكى لايتهمنا أحد00 ولان التفسيرات والتشويهات كثيرة الان0 أريد ان أذكر هذه النقاط لكى يسمعها الجميع على الاعلام00 لمن لايعرف00 أو يشك بغير ذلك0

لايجوز أن نبقى يوما واحدا ان كان هناك اجماع لبنانى على خروج سورية00 لايجوز أن تكون سورية فى لبنان موضع خلاف أو انقسام00 لان سورية دخلت لمنع التقسيم فلا يجوز أن تكون هى موضع انقسام اللبنانيين0 هذه من الثوابت 0

النقطة الاخيرة00 الانسحاب لا يمس المصالح السورية00 بالعكس الانسحاب يعزز المصالح السورية بمعزل عن الظروف الحالية0 ولذلك ابتدأنا الانسحاب منذ خمس سنوات وسحبنا أكثر من /63 /بالمئة من القوات00 وهذا الشىء ربما الكثير من السوريين لايعرفونه00 كان عدد القوات أربعين الف جندى فأصبح الان أربعة عشر الفا00 وطبعا لا أحد يذكره اما عن عدم معرفة وغالبا فى كثير من الاحيان فى وسائل الاعلام00 عن قصد 0 لذلك نريد أن نؤكد على هذه النقطة لانهم يريدون أن يظهروا أن سورية تنسحب تحت الضغط00 هذا هو المحور بالنسبة لهم0

الان أتحدث عن لقاءات لارسن مبعوث الامم المتحدة وبعض المسؤولين الاخرين الذين زاروا سورية مؤخرا0 ملخص هذه اللقاءات00 كانوا يبدؤون بالسؤال كيف ستتعاملون مع القرار /1559/ فكنا مباشرة نعطى جوابا واضحا00 سوف نتعامل بايجابية00 بالرغم من التحفظات سوف نتعامل بايجابية 0 وكنا نشرح لهم كيف بدأت سورية بالانسحاب فى عام /1999/00 فى بداية /1999/00 بعد استلام الرئيس لحود ببضعة اشهر كان واضحا ان الجيش اللبنانى أصبح قويا والمؤسسات الامنية والاستقرار فى لبنان قطع أشواطا كبيرة00 فبدأنا نفكر فى سورية00 بأن الانسحاب اصبح الان ضرورة0 وضعت الخطط فى ذلك الوقت وبدأنا بالانسحاب الاول اما فى نهاية /1999/ أو فى عام/2000/00 لا أذكر بالضبط00 ولكن فى هذه الفترة0 طبعا هذا ما كنت اشرحة للموفدين 0

كنا نرتب مع المؤسسات اللبنانية المعنية وننسحب ومن ثم نرتب وننسحب بشكل تدريجى00 وتعرفون أننا قمنا بأربعة انسحابات قبل صدور القرار /1559/ والانسحاب الخامس كان فى شهر أيلول00 والشىء الايجابى أن هذه الطريقة فى الانسحاب أبقت الاستقرار فى لبنان00 وكان الوضع مطمئنا الى حد كبير0 فاذا كنا نقول لهم نحن لا توجد لدينا مشكلة فى القرار /1559/00 ولا نعتبر أنه ضد مصالحنا0 هو يتحدث عن الانسحاب0 واتفاق الطائف الذى تلتزم به سورية وتدعمه ودعمته دائما00 فيه انسحاب والطرف السورى دائما يتحدث عن انسحاب00 والتطبيق على الواقع فيه انسحاب0 فاذا لاتوجد مشكلة بيننا وبين الامم المتحدة00 أو بيننا وبين القرار /1559/00 لاتوجد مشكلة فى المبدأ0 المهم هو الاليات00 ماالفرق بين الطائف وبين القرار /1559/000 الطائف لديه اليات00 والقرار /1559/ لم يطرح اليات0

قالوا /انسحاب/00 وكل دولة فى العالم الان تفسر بطريقتها00 البعض يريد الانسحاب بمفعول رجعى ربما قبل /1976/ 00 الله أعلم0

نحن طريقتنا هى الانسحاب التدريجى المنظم بالتنسيق مع المؤسسات اللبنانية 0 ان كنتم أنتم كأمم متحدة تعتقدون بأننا يجب أن ننسحب فورا بالرغم من أى سلبيات تنعكس على لبنان فتحملوا المسؤولية0 نحن لا نقول لا00 انتم تحددون00 انتم امم متحدة 00لكن حددوا هذا الشىء00 انتم لم تحددوا0

طبعا00 هم بتوجهاتهم كلهم لايريدون الاستقرار0 قالوا نحن نريد الاستقرار00 فقلنا جيد00 كيف تريدون الاستقرار000 وأنتم قلتم بأنكم أتيتم للتعاون00 طبعا الاجواء كانت ايجابية جدا فى هذه الحوارات0 هناك رؤية قريبة جدا من رؤيتنا00 وكانوا يحاولون ان يجدوا الربط بين الاستقرار وبين تطبيق القرار/1559/ فقلنا لهم النقطة الاولى للتقرير00 التقرير هو الذى سيحكم هذا الشىء0 ان كان التقرير سيخضع لمزاجيات البعض فى العالم فنحن نضيع وقتنا بأى أمل ايجابى أو تفاؤل00 أما ان افترضنا بأن التقرير سيبنى على القرار بمعزل عن المزاجيات00 فعلينا أن نعطى ثلاث اجابات لثلاثة أسئلة0

السؤال الاول00 كيف ستجدون التوافق أو الارضية المشتركة بين القرار /1559/ وبين الاستقرار000 هنا يأتى الجواب من خلال الالية0

السؤال الثانى00 كيف ستجدون التوافق أو الارضية المشتركة بين القرار /1559/ وبين السيادة000 لان هذا القرار صدر من أجل سيادة لبنان00 والسيادة عادة تمثلها الدولة0 ماذا لو قامت هذه الدولة بمطالبة الامم المتحدة بشىء معين هى ترغب به0 هل تلتزمون به أم لا00 وبالتالى ماهو تفسير السيادة00 فسروا لنا السيادة00 من يحدد السيادة000 السؤال الثالث00 كيف تجدون التوافق بين القرار /1559/ واتفاق الطائف00 لان اتفاق الطائف أولا مذكور فى هذا القرار00 ثانيا لانه معترف به بشكل رسمى من قبل الامم المتحدة0

ان وجدنا أجوبة موضوعية لهذه الاسئلة الثلاثة00 يصبح القرار قرارا يحقق الاستقرار ويخدم سورية ولبنان والمنطقة0 لا يجوز أن ننظر للقرار على انه شر مطلق أو شىء سلبى00 الحقيقة هو الان فى المنطقة الرمادية بحسب الاليات00 او بمعنى بحسب مايستخدم0 سيعود لارسن الى سورية قريبا00 أعتقد خلال عشرة ايام لنتابع الحوار0 وكما لاحظتم خرج لارسن وتحدث بشكل ايجابى عن الطائف وعن اتفاقية التعاون وعن العلاقات التاريخية0 وبدأ التصعيد بعدها مباشرة00 كان المطلوب على مايبدو أيضا فشل مهمة لارسن0

أيضا المبعوثون الاخرون الذين زاروا سورية من الاوروبيين كانوا بنفس الاجواء تماما0 تحرك اخواننا العرب00 من خلال الزيارات المتبادلة والاتصالات وغيرها0 وكان هناك توجه أيضا ضمن الصورة الخاطئة الموجودة الان فى العالم بأن سورية فى ورطة فى موضوع الانسحاب00 وعلينا أن نوجد لها المخرج0 يريدون حفظ ماء الوجه فقلنا لهم أولا القوات السورية يحفظ ماء وجهها ان نجحت فى مهمتها00 وهى نجحت فى هذا الموضوع فى عام /1990/00 وبالتالى ماء الوجه محفوظ0

ماهى تصوراتكم00 البعض تحدث بخجل أو بحياء معنا عن الطائف00 وكأننا نرفض الطائف0 قلنا له اذهب وقل عن لسان الرئيس لكل المسؤولين نحن مع الطائف ومع القرار /1559/ 00 ومع الانسحاب كمبدأ منذ زمن طويل00 فاذا لا توجد مشكلة فى هذا الموضوع0 لدينا مصلحة فى الانسحاب00 لماذا00 لماذا بدأنا فى الانسحاب00 لو عدنا الى عام /2000 / أو نهاية عام /1999/ لدينا مصلحة لان القوات أنهت مهمتها فى نهاية العام /1990 / واستمرت للتأكد من حفظ الامن00أى أكثر من ثمانى سنوات0 فى الحقيقة اخر طلقة أطلقت عندما توحدت بيروت نهاية عام /1990 / بعد حوالى عشر سنوات عندما تبقى القوات موجودة من دون عمل وخارج المعسكرات وفى دولة اخرى00 من الطبيعى أن تتراجع الجاهزية وتصبح القوات غير قادرة على تنفيذ مهامها على الشكل الامثل00 وتتحول الى عبء مادى00 القوات المسلحة مصاريفها كبيرة جدا00 تتحول الى عبء سياسى0 هذا شىء طبيعى ومنطقى لو كان فى أى بلد فى العالم00 ولكن يضاف عليها الان هذه المصلحة0 البند الرابع وهو الرغبة الجماهيرية التى أراها الان وأنا فى الحقيقة تأخرت فى هذا الخطاب بشكل مقصود كان لابد من رصد الاحداث ومن رصد تساؤلات الناس ومن رصد رغبات الناس00 الان أرى اجماعا حول هذه النقطة0

فاذا أصبح لدينا عدة بنود بالنسبة لهذا الموضوع تحقق المصلحة السورية00 طرحناها على الاخوة العرب وأوضحنا لهم هذا الموضوع00 لكن أنا أيضا أريد أن ادخل فى بعض التفاصيل لاننا فى ظرف خاص جدا00 ربما لا تكون ضرورية لكن أريد ان أتحدث بها00 هى عن كيف يشوهون موقف سورية بالاضافة الى الاشياء التى ذكرتها00 أى أن هناك بعض وسائل الاعلام كما تلاحظون تقوم بهجوم مركز على سورية0 التركيز الاساسى على أن سورية متمسكة بالبقاء ولا تريد ان تترك لبنان00 أنا أسالهم سؤالا وأتحدى أى واحد من هؤلاء أن يعطينا الجواب0 اذا كنا متمسكين والان نخرج تحت الضغط لماذا خرجنا فى عام /2000 / أو بدأنا بالخروج000 ولماذا نفذنا أكثر من /60/ بالمئة من الانسحاب بشكل طوعى وبرغبة سورية وبارادة سورية000 لم تكن هناك ضغوطات ولم تكن هناك مطالبات ولاشىء00 اذا استطاعوا أن يعطونا الجواب سنرفع لهم القبعة كما يقال باللغة الفرنسية0

أيضا فى نفس الاطار يظهرون سورية متضررة من الانسحاب0 كما شرحت قبل قليل لنا مصلحة بشكل عام فى هذه الظروف وفى ظروف سبقتها0 لو كانت كل الامور جيدة كنا سنستمر بشكل طبيعى0

البعض أيضا فى وسائل الاعلام يتحدث وينظر ما هى الاوراق التى تمتلكها سورية فى وجه الامم المتحدة والعالم0 لم أسمع بأن سورية حاولت فى يوم من الايام أن تمتلك اوراقا فى وجه الامم المتحدة00 ولا أعتقد بأن أية دولة فى العالم / حتى الدول العظمى / تستطيع ذلك وتجربة العراق واضحة0 حتى أكبر دولة فى العالم عندما تسير بعكس ارادة المجتمع الدولى كيف تخسر الكثير وتفشل 0

فى الايام الاخيرة الماضية ايضا حاولوا أن يدسوا بالنسبة للقاءات بيننا وبين المسوولين العرب00 وضعوا صورتين بأن سورية تذهب لتستجدى النجدة من المسؤولين العرب00 وبأنهم يضغطون على سورية أو يرهبونها أو ربما يقنعونها00 لنوضح هذه النقطة00 لارسن أتى مرتين الى سورية00 المرة الاولى كانت فى نهاية عام /2004/00 قلنا له نحن سنتعاون0 أتى الينا فى الشهر الماضى فقلنا له نحن عندما تكون الرؤية واضحة لديكم نحن مستعدون مباشرة للقيام بالانسحاب00 أى ان هذا كله سبق كل اللقاءات مع المسؤولين العرب0

عندما نلتقى مع مسؤول عربى نحن نحترم بعضنا بعضا00 نشرح له وجهة نظرنا00 نقول له نحن سنقوم بهذا العمل0 نشرح له بأننا نحن لسنا ضد الطائف ولسنا ضد القرار /1559/00 وكل المسؤولين العرب كانوا متفهمين تماما لموقف سورية وداعمين00 وليس كما يصور فى الاعلام0

ماذا نستجدى منهم 000 القرار /1559/ صدر0 هل يستطيعون أن يعيدوا عقرب الساعة الى الوراء 000 فاذا أين المشكلة فى القرار/ 1559/ 000 المشكلة ليست فى بند الانسحاب0 انتهينا من هذه النقطة00 المشكلة هى اولا فى بند المقاومة00 وهى مشكلة على المستوى اللبنانى00 وستخلق مشكلة اذا لم تعالج بشكل جيد فى التقرير المقبل0 هناك البند المخفى ليس فى القرار /1559/ وانما فى استخدام القرار /1559/ فى المستقبل00 وهو بند التوطين0 وبند التوطين مع بند المقاومة هما من الاشياء التى ابتدأت بعد حرب العراق0

ولو أردنا ان نرسم صورة وجدنا هذا الزخم بالنسبة للمسار الفلسطينى00 اغتيال الرئيس عرفات00 اغتيال الرئيس الحريرى ربما 00 الضغط على سورية00 الوضع فى العراق وكثير من الامور المتشابهة00 لو ربطناها نشكل مشهدا0 انتم تستطيعون ان تفهموا ماذا أقصد تماما0

لقد كانت الجريمة المنكرة التى ذهب ضحيتها الرئيس الحريرى تستهدف وحدة لبنان واستقراره00 كما تستهدف دور سورية ومكانتها فى لبنان والمنطقة0

لذلك فاننا نؤكد أن الكشف عن الجناة وعمن يقف خلفهم00 هو ضرورة سورية بمقدار ما هو ضرورة لبنانية0

ان هذه الجريمة أتت لتزيد من حدة التصعيد هناك00 وليبدأ البعض سواء تحت تأثير الصدمة التى أحدثتها الفجيعة00 أو بفعل مخطط مسبق مشبوه00 أو بفعل سوء النية00 باستخدام هذه الجريمة استخداما دنيئا من أجل تأجيج المشاعر العدائية ضد سورية وتصعيد الاتهامات نحوها0 فى كل جريمة هناك عدة احتمالات الا فى هذه الجريمة لم يكن هناك الا احتمال واحد وهو سورية0

وأخذت بعض الاطراف الدولية تعمل بصورة غير مبررة00 لاول وهلة00 بالتنسيق والتحريض فى اتجاه محدد0 وبدأ اطلاق سهام غدر ونكران باتجاه سورية التى لم تبخل يوما فى تقديم امكاناتها ودمائها لنصرة بعض من هؤلاء0ولكن سورية ستكون اكبر من ان تأبه بها او ترد عليها 0

وهذا الكلام00 لا يعنى أن ممارساتنا فى لبنان كانت صوابا كلها00 بل لابد من الاعتراف بكل وضوح وشفافية00 أن ثمة أخطاء ارتكبت على الساحة اللبنانية00 حيث غرقنا فى بعض التفاصيل والاجراءات00 واندفعنا بعض الاحيان فى علاقاتنا مع بعض اللبنانيين على حساب البعض الاخر00 لاعتقادنا بأن التعامل مع الوضع الراهن يعزز الدور السورى فى مساعدة لبنان على تحقيق الاستقرار00 ولكن الواقع لم يكن كذلك00 كما أن استغلال البعض لوجود القوات السورية لاعتبارات مصلحية ضيقة مادية أو سياسية أو انتخابية أو غيرها00 أدى الى الكثير من التراكمات السلبية0 وذلك دون أن ننكر دور المخلصين الاوفياء من الاشقاء اللبنانيين الذين وقفنا واياهم فى خندق واحد فى مواجهة أعداء لبنان وسورية00 وعملوا معنا جنبا الى جنب من أجل خير لبنان وسورية0

اتفاق الطائف أنجز فى عام /1989/00 وفرض نفسه على القوى المختلفة فى لبنان /الميليشيات/0 البعض اقتنع بأن الدولة هى المكان الطبيعى للبنان00 او هى الملجأ الطبيعى للبنان0 والبعض الاخر لم يقتنع لكنه لم يستطع ان يقف فى وجه التحولات فى ذلك الوقت فدخل الى الدولة واعتقد بأن هذه الدولة من الممكن ان تكون هى الميليشيا الكبيرة التى يتقاسمها مع الاخرين00 لمصالح مادية وسياسية0 بالنسبة لنا فى سورية بعد الطائف وبعد توحيد بيروت تحديدا00 كانت الاولوية بالنسبة لنا هى السلم الاهلى0 لم نكن ننتبه كثيرا لبعض الجوانب الاخرى0 بالاضافة للاولوية الثانية00 اطلاق العملية السياسية فى ذلك الوقت00 وكانوا مقبلين على انتخابات مجلس نيابى فى عام /1992/ وكما قلت كنا نحاول ان نساير الجميع فى ذلك الوقت00 لاننا لا نريد مشاكل ونريد أن يكون الجميع مع الدولة00 وفى المرحلة الاولى بعد الحرب كان البعض يقول دولة الميليشيا لبضع سنوات أمر ممكن00 لكن هذا الوضع استمر زمنا طويلا وبدأ استخدام اسم سورية بشكل مباشر

البعض كان يقول انه حليف سورية ويستخدم علاقته مع سورية لمصالحه الخاصة0

البعض من اللبنانيين كان يطلق عليهم اسم تجار السياسة00 أنا اسميهم تجار مواقف سياسية0 طبعا التجارة00 تجارة البضائع هى مهنة محترمة لكن تجارة المواقف السياسية هى كتجارة الرقيق منبوذة0 فكان هؤلاء بالنسبة لنا تجار مواقف سياسية يبيعون ويشترون المواقف ويتقلبون بين يوم واخر واعتقد معظمهم معروف بالنسبة لكم 0

عندما حصرنا الخيار باتجاه الدولة اللبنانية بدأت المشكلة مع هؤلاء000 وبدأ الحديث عن السيادة0 طبعا الحديث عن السيادة شىء مشرف لاى كان يتحدث فى بلده عن السيادة00 وأى لبنانى يتحدث عن السيادة فنحن معه فى هذا الشىء0 لكن أردنا أن نعرف ماهو نوع هذه السيادة التى يتحدثون عنها00 فاكتشفنا انها ليست سيادة اللبنانيين على لبنان000 وانما سيادة أية دولة اخرى غير سورية على لبنان 0 هذه هى المشكلة بيننا وبينهم 0

لذلك كما تلاحظون عندما يأتى أى مسؤول أجنبى الى بلدهم00 الى لبنان00 ويقف فى أى مكان رسمى أو غير رسمى ويصرح فى صلب أمورهم الداخلية يكونون سعداء0 أما ان نقول كلمة واحدة فى سورية أو نقوم بعمل واحد00 فنحن ضد السيادة ومحتلون والى اخره 0

طبعا هذه القوى بكل الاحوال يجب أن نعرف أنها جزء طبيعى من تاريخ لبنان00 هى موجودة منذ أكثر من مئتى عام0 هناك دائما فى لبنان قوى تمد يدها الى الخارج وقوى وطنية00 وطبعا الوطنية هى الاكثر0 وهذه القوى التى تمد يدها الى الخارج فشلت فى عدة مرات0 فشلت فى /1958/ أن تجعل لبنان جزءا من حلف بغداد00 وفشلت فى /1969/ أن تضرب المقاومة الفلسطينية00 وفشلت فى /1983 / ان تعطى الحياة لاتفاق /17/ ايار00 وستفشل فى كل مرة طالما أن هناك قوى وطنية سنقف معها بشكل مستمر0 وهذا الكلام يدفعنى لتأكيد حقيقتين أساسيتين0 الحقيقة الاولى التى أكدتها مرارا00 وهى أن لا مصلحة لنا فى لبنان عندما يفتتح سوق الحسابات الرخيصة والمصالح الضيقة0 واذا كان لنا من مصلحة فهى مصلحة قومية ذات طبيعة استراتيجية تتصل بأمننا القومى فى سورية ولبنان0 وقد حملنا مع أشقائنا أعباء هذه العلاقة فى ضوء روويتنا وادراكنا لوحدة المصير المشترك الذى نتحمل مسؤوليته معا0 أما وجود قواتنا السورية فى لبنان فنحن فقط من يتحمل أعباءه0

الحقيقة الثانية00 هى أن قوة سورية ودورها فى لبنان ليس رهنا بوجود القوات السورية هناك00 بل ان هذه القوة تتصل بحقائق التاريخ والجغرافيا والامتدادات السياسية والثقافية والروحية والانسانية0 لذلك فاننا لا نريد للعلاقة مع لبنان أن تكون ضحية لاخطاء البعض00 البعض غالبا من السياسيين 0

فالمواطن اللبنانى كان على مدى العقود السابقة00 الداعم الفعلى للدور السورى فى لبنان وهو الذى بنى معنا فى سورية تلك العلاقة الصافية المبرأة عن أية مصلحة انية0 وأوجه كلمة لكل مواطن ولكل مواطنة سورية أن ماتشعرون به من مشاعر الخيبة تجاه النكران والغدر وعدم الوفاء فيما قدمته سورية للبنان هو لايمثل الحالة اللبنانية00 هو يمثل مجموعات كلنا نعرف من هى هذه المجموعات ومن هو خلفها حتى فى الكاميرات كانوا دائما يركزون على المركز لانهم اذا وسعوا ساحة التصوير سنكتشف أنه لايوجد اخرون على المحيط0 فأرجو منكم أن لا نؤخذ ببعض ردود الافعال التى برزت فى أوقات معينة00 والتى كان معظمها مخططا بصورة مسبقة 00 فقلب سورية الذى اعطى لبنان دما لايمكن ان تمسه بعض الاساءات0

وستبقى سورية تقدم للبنان فى كل مرحلة لانكم عرب سوريون أبناء وأحفاد عرب سوريين0

ان رؤية جديدة للتعامل مع الاشقاء اللبنانيين يجب أن تسود0 وهذه الرؤية تنطلق من ضرورة توسيع العلاقة معهم وأن تكون على المسافة عينها مع جميع الوطنيين المخلصين وأن تتجه هذه العلاقة الى بناء قاعدة شعبية مؤسسية لها على المستوى التعليمى والثقافى والتربوى والاقتصادى والاجتماعى00 لتدعيم العلاقات الثنائية وحمايتها 0

العلاقة السورية اللبنانية الان هى بناء كبير ليس بناء صغيرا له نوعان من الاساسات00 النوع الاول00 صلب00 متين00 متماسك0 النوع الثانى00 متحرك يتحرك بحسب هذه الرمال الموجودة فى الاسفل0 علينا ان نستبدل هذه الاساسات غير السليمة والضعيفة بأساسات متينة وأن نوسع الاساسات مع كل الشرائح اللبنانية0

وانطلاقا من هذه الحقائق والاعتبارات00 واستكمالا للخطوات التى نفذت سابقا فى اطار اتفاق الطائف الذى يتماشى مع القرار/ 1559/00 سنقوم بسحب قواتنا المتمركزة فى لبنان بالكامل الى منطقة البقاع00 ومن ثم الى منطقة الحدود السورية اللبنانية واتفقت مع رئيس الجمهورية اللبنانية السيد /اميل لحود/ على أن يجتمع المجلس الاعلى السورى اللبنانى فى بحر الاسبوع الحالى لاقرار خطة الانسحاب0 وبانهاء هذا الاجراء تكون سورية قد أوفت بالتزاماتها حيال اتفاق الطائف ونفذت مقتضيات القرار /1559/0

ان كل ذلك لن يعنى تخلى سورية عن مسؤولياتها تجاه الاخوة والاصدقاء فى لبنان الذين جمعتنا واياهم وحدة الهدف والارادة فى لحظات حرجة من تاريخنا المشترك بل ستبقى سورية حصنهم ومرجعهم وداعما لهم فى كل الاوقات00 وستبقى معارك الشرف التى خضناها معا رمزا للتلاحم المصيرى بيننا والذى سيتعزز فى المستقبل بعون الله0 واقول لهم ان /17/ ايار الجديد يلوح فى الافق فاستعدوا لمعركة اسقاطه كما فعلتم قبل عقدين ونيف 0

أيها الاخوات والاخوة00

أردت من هذه المعلومات والافكار التى قدمتها لكم أن أوضح ما قمنا به خلال الفترة الماضية وأن أبين حقيقة مواقفنا تجاه القضايا المطروحة00 خاصة وأن هنالك من يعتقد أن سورية تتعامل مع التطورات بتشدد وتعنت أو أنها لا تمتلك المرونة الكافية0 وفى الواقع00 وكما شرحت00 فان سياستنا تقوم على التعامل مع الاخرين00 سواء كانوا دولا كبرى أم صغرى00 على قاعدة الصداقة والاحترام المتبادل00 وعلى أن الحوار الموضوعى كفيل بحل جميع المشكلات القائمة0 طبعا كل ذلك لايعنى أننا سنشعر بالامان قريبا00 يعنى ستسمعون الهجوم على هذا الخطاب مباشرة بعد الانتهاء من الخطاب00 لذلك قبل ان يقولوا لا يكفى سنقول لهم لا يكفى0

ولذلك وفى مثل هذه الظروف وطبعا فى كل الظروف0 لكن خاصة فى مثل هذه الظروف00 يجب أن نحاول دائما ان تبنى القرارات كمثل هذا القرار وغيره على قاعدة شعبية عندما نكون نحن متوحدون دولة وشعبا لن نخاف من أى شىء وهذا ماحرصت عليه0 وكما تلاحظون00 فقد كان طبيعيا أن تؤثر هذه الاحداث المتشابكة سلبا على أوضاعنا الداخلية وأن تضغط على أدائنا التنموى وعلى تفعيل عملية الاصلاح التى نقوم بها0 وذلك لا يعود فقط الى انشغالنا بهذه الاحداث وتفاعلاتها فقط00 بل يعود أساسا00 الى ما تخلقه من توتر فى المناخ العام00 وهو ما يؤدى الى اعاقة ما نطمح الى القيام به على المستويات المختلفة0 وقد يكون السؤال المطروح00 كيف نواجه هذا الواقع000 بالمضى قدما فى مسيرتنا التنموية وبالمزيد من التطوير والانفتاح0 وبالرغم من انشغالى الكبير بهذه الاوضاع الصعبة00 فلن يمنعنى ذلك من متابعة الوضع الداخلى بتفاصيله00 لانه يبقى فى مقدمة الاولويات بالنسبة لى0 طبعا فى هذه المواضيع الهامة لم أكن أريد التطرق الى الوضع الداخلى ومع كل ذلك بما أننا تحدثنا ببضع جمل00 نحن الان فى صدد التحضير الى المؤتمر القطرى المقبل فى هذا العام ونتمنى أن يكون هو القفزة الكبيرة فى هذا البلد0

ان لسورية00 أيها الاخوة00 دورها ومكانتها فى محيطها العربى والاقليمى الامر الذى يسعد البعض00 ويثير حفيظة البعض الاخر0 وسيبقى لها هذا الدور والمكانة وسيتعززان أكثر فأكثر بمشيئة الله وارادة شعبنا00 وسيبقى هدفنا الاول حمايتها00 والثانى منعتها00 والثالث تطويرها0

تحية لكم جميعا00

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته







رد مع اقتباس
قديم 28-01-2011, 02:19 AM رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
المحامي هلال حسين
عضو مميز جداً

الصورة الرمزية المحامي هلال حسين

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


المحامي هلال حسين غير متواجد حالياً


افتراضي رد: كلمات السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد

كلمة الرئيس الأسد في مؤتمر المغتربين السوريين (مع المغتربين من أجل التنمية )



أبناء وبنات سورية الكرام

أرحب بكم اليوم فى بلدكم الذى يبادلكم الشعور بالسعادة والرضى لحرارة هذا اللقاء والامل ان يكون فاتحة لقاءات وعلاقة وطيدة بينكم وبين الوطن لما فيه خيركم وخير أهلكم فى ربوع سورية أرحب بكم اليوم كأبناء بررة لسورية تحملون عبقها عبر التاريخ حيثما توجهتم وتغرسون قيمها وأخلاقها فتثمر أفعال خير وعطاء وصداقة وسلام وكأبناء منتمين الى هذه الحضارة العربية العريقة والتى استمرت الاف السنين لانها بنيت على التعايش والمحبة والوئام لا على الفرقة والبغضاء والانقسام

كما أرحب بكم كمواطنين فى بلدان اخرى انتسبتم اليها فأخلصتم لها وأبدعتم فى عطاءاتكم وعملكم ومهنكم.

دون ان تروا تناقضا على الاطلاق بين اعتزازكم بجذوركم التى لم تغادركم ووفائكم للبلدان التى قررتم الا تغادروها وفى هذا المسلك ايضا

كنتم اوفياء لقيم سورية التى ترى فى التعايش ميزة وغنى وثروة للجميع وترى فى التفاعل بين الاديان والثقافات والشعوب مصادر خلاقة للطاقة الانسانية والازدهار الحضارى بكافة جوانبه.

ولعل مبادرتكم اليوم ومشاركتكم فى هذا الموءتمر رغم كثرة انشغالاتكم تأتى تعبيرا عفويا عن ادراككم لاهمية دوركم فى موطنكم الاصلى وفى الموطن الذى قررتم الانتساب اليه خاصة ان الحضارة الانسانية بحاجة اليوم لدور فئات من أمثالكم لديها القدرة على استيعاب الابعاد الثقافية والسياسية للمجتمعات المعاصرة نتيجة غنى تكوينها وخبرتها واطلاعها على خبرات وتجارب شعوب متعددة.

ولم يكن الوصول الى مثل هذا التكوين الذى وصلتم اليه سهلا فقد دفع ثمنه أجدادكم واباوءكم الذين تحملوا مشقة السفر والم الغربة والحنين الى الوطن كى يضعوكم جميعا على خارطة البلدان التى انتسبتم اليها ولذلك فمن حقنا وواجبنا جميعا ان نستثمر فى ذلك الارث الذى صنعه لنا الاجداد وأن نفاخر بما أنجزوا وأن نبنى على ما أسسوا خاصة وأنهم كانوا رسل التواصل الانسانى والتفاعل الحضارى.

لقد شعرت سورية الضاربة فى التاريخ بأمن وأمان وهى تودع أبناءها أو وهى تستقبلهم وذلك لانها رأت نفسها مرة أخرى جزءا بناء فى هذا الكون واعتبرت مصير الانسانية فى قارب واحد تختلف أشكاله والوانه بين بلد واخر دون أن تختلف عوامل النجاة أو الخطورة فيه.

ورغم كل ما تعرضت له من اعتداءات بقيت سورية حاملة للقيم ومضحية فى سبيلها ذلك لانها تعلمت من تجربتها الطويلة التى تمتد الاف السنين ان النصر هو فى النهاية لارادة الشعوب ولقيم الحق والعدالة التى تجسدها حركة الشعوب دائما .

واننا لفخورون جدا اننا حيثما توجهنا نرى ابناء سورية يجسدون هذه القيم ويتمتعون بسمعة طيبة.. هى محط اعتزاز لنا جميعا.. ويتكيفون فى المجتمعات التى اختاروها ..ويشكلون فى كثير من هذه المجتمعات هبة ثمينة لها.. حيث لم ينكفئوا على ذواتهم.. بل تزاوجوا وتفاعلوا وعبروا عن محبة وتفان تجاه بلدانهم الجديدة ..واعتزازهم بالتراث الحضارى العربى الذى ينتمون اليه.. ومن خلال كل ذلك عبر ابناء سورية فى كل مكان عن حقيقة هامة وجلية.. وهى انهم ينتمون الى بلد واحد اسمه العالم.

هذه الصورة التى جسدتموها عبر تاريخ الاغتراب هى صورة مفعمة بالقيم الانسانية وبالاخلاق ..وبكل تأكيد فان شعوبا وثقافات كثيرة فى هذا العالم تشاركنا هذه القيم معبرة عن وحدة الحضارة الانسانية ومبينة ان الصراع لايكون بين حضارة واخرى .. بل بين الحضارة واللاحضارة بين الاخلاق وانعدامها كما هو بين الخير والشر .. ولكن هذه الصورة المشرفة والانسانية والتى نطمئن لاستمرارها ناصعة .. هى صورة مناقضة للظروف الدولية الخطيرة جدا ليس على منطقتنا فحسب .. بل على العالم اجمع والتى اضحت تهدد الحضارة والتاريخ والقيم والانسان.. فصانعو الارهاب وناشروه باتوا ينظرون لمكافحته.. والذين يدفعونه عن انفسهم وعن شعوبهم يتهمون به .

وهكذا فاننا نعيش اليوم حالة فوضى من المفاهيم الخاطئة والمصطلحات الكاذبة ..والتى تزيد الانقسام بين الثقافات وتهيىء للمزيد من الحروب وسفك الدماء .. بينما الموءسسات الدولية التى وجدت من اجل خير العالم وارساء العدل والسلام فيه.. يجرى تحويلها الى اذرع لقوى كبرى على حساب مصالح الدول الاصغر ولتكون ادوات للتدخل فى الشوءون الداخلية او الثنائية لتلك الدول.. مخالفين بذلك اى مبدأ او منطق او قانون دولى.. ومن خلال هذه الصورة كان صدور القرار/ 1559/ عن مجلس الامن.. والذى كان مجرد عرض مشروعه امام المجلس مفاجئا للكثيرين.. واذا كانت سورية معروفة بدعمها المستمر للامم المتحدة ومنظماتها وبدعوتها لتطبيق قراراتها ..فهذا لايعنى الا ننتقد الاخطاء عندما تقع ..وخاصة ازدواج المعايير فى التعامل مع هذه القرارات ..او اصدار قرارات خارج اختصاص الجهة التى اصدرتها او مخالفة لميثاق الامم المتحدة نفسه.. ومنها هذا القرار الاخير الذى صور وكأنه اتى لحماية استقلال لبنان عل خلفية خرق للدستور اللبنانى /هكذا صور/ وفى الواقع فان لاعلاقة للقرار بكلا النقطتين بالمطلق.. ولم يأت كما اعتقد البعض نتيجة للتمديد للرئيس /لحود/.. فالقرار بمضمونه كان جاهزا قبل فترة ليست بقصيرة وهو يهدف للوصول الى غايات اخرى بعيدة كل البعد عما تم طرحه كأقنعة للتمويه على الغايات الحقيقية وفى مقدمتها تدويل الوضع الداخلى اللبنانى وما يعنيه ذلك من عودة لبنان الى اجواء الثمانينيات واستهداف طبيعة العلاقة القائمة بين سورية ولبنان والمبنية على تمازج المجتمعين وعلى روابط التاريخ والجغرافيا والتى استعصت على التحديات بفضل التلاحم بين الشعبين والتضحيات المشتركة التى قدماها فى مراحل مختلفة .

فى الاسابيع القليلة الماضية التى ترافقت مع صدور القرار وبعده كان هناك الكثير من الاسئلة والتساوءلات التى مازالت موجودة حول ظروف صدور القرار والاهداف فيه وكيف تعاملنا معه .. وماهى خطط الدول التى كانت خلف هذا القرار وكثير من الناس بسط هذا الموضوع وكأن القضية المطروحة هى اما ان لا يمدد او ان يصدر القرار.

الحقيقة هذه الصورة غير واقعية على الاطلاق.. والوضع ليس بهذه الصورة ولو نظرنا لمضمون القرار فحتى القرار الحالى. وانا لا أتحدث عن المشروع الاصلى .نرى بأن لاعلاقة لبنود القرار بموضوع التمديد او بالاستحقاق الرئاسى . اعطى مثالا بسيطا . البند المتعلق بالميليشيات وان كان فى القرار الاصلى فى المشروع الاصلى يتحدث عن حزب الله او المقاومة .

ماعلاقة هذا البند بالتمديد ... بسط سلطة الجيش اللبنانى او ما يتعلق ببسط سيطرة الدولة اللبنانية على الاراضى اللبنانية . ماعلاقة هذا البند بموضوع التمديد .

فى الواقع كنا قد بدأنا نسمع . كانت تردنا معلومات قبل هذا القرار بعدة اشهر بأن هناك شيئا ما يحضر فى مجلس الامن ضد سورية ولبنان اعتقدنا فى البداية انها مجرد اشاعات . تعودنا ان نستقصى الحقائق . لم نصل الى معلومات واضحة واعتقدنا بأنها اشاعات .

لاحقا اتى موضوع الاستحقاق الرئاسى واعلنت سورية بأنها لن تتدخل فى هذا الاستحقاق واعلنت انا هذا الشىء فى احدى المقابلات الصحفية . وقمنا لاحقا بابلاغ العديد من المسوءولين اللبنانيين . بهذا الموقف . طبعا فى مقدمتهم الرئيس اللبنانى /اميل لحود/كونه المعنى مباشرة بهذا الطرح .

وفوجئنا لاحقا بأن الهجوم استمر على التمديد وعلى الرئيس/لحود/ومن ثم على سورية واستمر العمل فى مجلس الامن لاصدار قرار ما ضد سورية .

مع الوقت توضحت التفاصيل والنقاط وهى كثيرة .. وتوضح اهم شىء وهو ان الاستحقاق الرئاسى هو مجرد عنوان لهذا القرار .. ولا علاقة ابدا لمضمون القرار ولاهداف القرار بالموضوع الرئاسى .. وانا اقول الان الاستحقاق الرئاسى ولا اقول التمديد . الاستحقاق الرئاسى اما ان يكون تمديدا او ان يكون تبديلا فى شهر تشرين الثانى .. الشهر المقبل .. وبالتالى كان هناك مخطط او سيناريو لمرحلتين .. المرحلة الاولى .. مرحلة التمديد انخفض .. وهو الاحتمال الاضعف بالنسبة لهم فى ذلك الوقت او فى حال وصل لبنان للاستحقاق الرئاسى فى الشهر القادم فأيضا كان هناك ضمن نفس الاطار اما قرار او تفاصيل اخرى سيتم العمل بها لنفس الهدف . التفاصيل كثيرة والتساوءلات لديكم كثيرة . اليوم سأتحدث بالعناوين فقط وافند بعض النقاط . اما التفاصيل فعندما يحين الوقت المناسب سنشرحها للمواطنين وللجميع . فى الوقت المناسبة وبالطريقة المناسبة .. ولكن لو عدنا فان هذه الطروحات التى طرحت تحدث عن خرق الدستور. كيف يكون هناك خرق للدستور اذا كان الدستور فى كل العالم يعدل ... وفى كل وربما .. فى معظم الدساتير فى العالم .. هناك بنود تحدد الية تعديل الدستور فكيف يكون هناك خرق للدستور... لايمكن ان نقتنع بأنهم لايعرفون ابسط مبادىء القانون فى العالم . تحدثوا فى خطابات علنية احيانا بأنهم ضد التمديد .. اذا كانوا ضد التمديد كمبدأ فلماذا وافقت نفس الدول ونفس الاشخاص على

التمديد فى عام /1995/بينما هم الان يعارضونه فى عام /2004/بالرغم من ان البند هو نفس البند تماما حرفيا فاذا القضية ليست مبدأ . لو كانت مبدأ لما تغير الموقف خلال تسعة اعوام اما اذا كانت القضية قضية شخص .. اى شخص الرئيس فهذا يعنى تدخلا سافرا فى الشوءون الداخلية اللبنانية وهم يتحدثون عن هدفهم او احد أهدافهم وهو حماية لبنان من التدخل الخارجى كما يدعون .. واذا كانوا ضد شخص او ضد مبدأ فكلاهما تدخل سافر فى الشوءون اللبنانية .

تحدثوا عن الحرص على لبنان ..وان كل مايحصل هو حرص على لبنان.. والسوءال الذى يطرح نفسه ..ماذا قدمت كل هذه القوى للبنان خلال العقود الماضية ..عندما كان يمر بأزمة وازمات ..أذكر هنا شيئين قدمته الدول الغربية .. فى عام /1975/ احدى الدول قدمت باخرة للمسيحيين لكى يهاجروا من لبنان.. وفى عام /1990/ احدى الدول قدمت حاملة طائرات لكى تدعم مجموعة متمردة على الشرعية اللبنانية. هذا ماقدموه ..وبالتالى يحق لنا ان نتساءل اين كان كل هذا الحرص فى بدايات الحرب الاهلية عندما دخلت

سورية فى عام /1976/ لانقاذ المسيحيين اللبنانيين فى ذلك الوقت الذين كانوا يذبحون .. وكانت المذبحة او المجزرة على وشك ان تنتهى خلال اسبوعين باسم اصلاح النظام السياسى والعدالة والاشتراكية والتقدمية .. اين كانوا فى ذلك الوقت ... تخيلوا كيف كان اصلاح النظام السياسى يتطلب ذبح نصف المجتمع .. فلو ارادوا ان يصلحوا كل المجتع من يبقى من المجتمع .. لن يبقى احد ..

سيكون اصلاحا من دون شعب فى ذلك الوقت.. وفى ذلك الوقت طلب من الرئيس / حافظ الاسد / ان يوءجل دخول .. او ان يوءخر استكمال دخول القوات السورية الى لبنان لمدة اسبوعين فقط كى تتم المهمة وطبعا رفض .. /أقول طلب منه .. باللغة العربية أقول طلب فعل مبنى للمجهول لفاعل مجهول .. اما فى اللغة الدبلوماسية فهى لفاعل معلوم /.ايضا نمر على ازمات اخرى اين كانوا فى عام /1982/ خلال الاجتياح الاسرائيلى للبنان عندما كان الالال من اللبنانيين يقتلون والفلسطينيون كذلك. خسرت سورية فى ذلك الوقت خلال اسابيع قليلة الالاف من الشهداء فى اسابيع وليس فى اشهر .

كانوا ربما يستنكرون من البعيد و البعض من الاخوة اللبنانيين من نمور اليوم كان يرش الرز على الاسرائيليين .. أين كانوا فترة الاحتلال الاسرائيلى من عام /1987/ حتى انسحاب اسرائيل من معظم الاراضى اللبنانية فى عام /2000/ .. لم يكونوا موجودين ... فجأة ظهر الحرص على لبنان .. وعلى استقلاليته وعلى الديمقراطية وعلى كل شى اخر .. تحدثوا عن الهيمنة السورية .. عندما تريد دولة ان تهيمن فلا بد ان يكون لديها اهداف .. معلنة او غير معلنة .. لماذا تهيمن سورية على لبنان .. هل طلبنا مالا .. هل هناك ثروات باطنية .. هل هناك نفط نريده هل اخذنا كهرباء .. هل اخذنا ماء .. لم نأذخ شيئا من لبنان نحن قدمنا دما .. اذا كنا نريد ان نهيمن.. لماذا نسحب قواتنا على مراحل منذ حوالى خمس سنوات وحتى الانسحاب الاخير .. لماذا نهيمن على لبنان اذا كانت الهيمنة هى اضعاف للبنان .. ولبنان الضعيف هو ضرر لسورية .. وسورية ضعيفة طبعا هى ضرر للبنان .. فبأى منطق نهيمن على لبنان ليس لنا مصلحة بهذا الشىء .. وبالاخير نتساءل تساوءلا بسيطا ماهو الهدف من هذا القرار .. الى اين يذهبون بالمنطقة بمثل هذه القرارات بمعزل عن الاهداف الحقيقية او الوهمية المنطقة كانت على حافة البركان .. ولكنا الان اصبحنا فى الشرق الاوسط فى قلب البركان .. ونسبيا اقول نسبيا سورية ولبنان هم الدول الاكثر استقرارا فى منطقة الشرق الاوسط بالرغم من كل هذه الظروف .. هل يريدون ان يلقوا بكل المنطقة بدون استثناء فى قلب الحمم داخل البركان .. الم نتعلم من /11/ ايلول .. الم نتعلم من حرب العراق الم يتعلم العالم .. نحن تعلمنا منذ عقود الكثير من الدروس .. لكن الاخرين الم يتعلموا بأن الحمم بأن البركان عندما ينفجر فان هذه الحمم ستصيب الدول القريبة والبعيدة الكبيرة والصغيرة .. القوية والضعيفة .. أعتقد ان الوقت قد حان لان نتعلم هذه الدروس







رد مع اقتباس
قديم 28-01-2011, 02:20 AM رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
المحامي هلال حسين
عضو مميز جداً

الصورة الرمزية المحامي هلال حسين

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


المحامي هلال حسين غير متواجد حالياً


افتراضي رد: كلمات السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد

الرئيس الأسد في كلمته أمام القمة العاشرة لمنظمة المؤتمر الإسلامي في بوتراجايا

‏ أحداث 11أيلول أعطت الفرصة لمجموعة متعصبة كشفت رؤيتها المتوحشة وشرعت باختراع عدو وهمي وقبيح الإسلام منه براء.‏

‏ مخطط مدروس فحواه الحاجة إلى أعداء وحلفاء يتبدلون أو تتبدل دوارهم‏

‏ نعمل لتحقيق السلام العادل والشامل والمقاومة الفلسطينية حق طبيعي ومشروع في إطار الدفاع عن النفس.‏

‏ الحرب على العراق لم تحقق شيئاً سوى تدميره والعراقيون يدفعون الثمن معاناة قاسية وشعوراً بالإحباط والمهانة في ظل الاحتلال.‏

‏ ألقى السيد الرئيس بشار الأسد كلمة أمس أمام القمة العاشرة لمنظمة المؤتمر الإسلامي هذا نصها..‏

الأخ السيد مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا رئيس المؤتمر‏

أيتها الأخوات أيها الإخوة..‏

شهدت المرحلة الفاصلة بين انعقاد قمة المؤتمر الإسلامي الأخيرة في الدوحة وبين قمتنا اليوم في كوالالمبور، تبدلات جذرية على الساحة الدولية كان لها منعكسات حادة على دولنا وشعوبنا بشكل خاص.‏

هذه التبدلات التي لا تنفصل عن اختلال التوازن الدولي الذي ظهر بداية العقد الماضي، من حيث كونها نتيجة مباشرة له، والتي لو قدر لها أن تحدث خلال ذلك العقد لكان من الصعب على أصحابها تبريرها. لكن صانعي تلك الأحداث وجدوا ضالتهم في اعتداءات الحادي عشر من أيلول التي حصلت في الولايات المتحدة، والتي أعطت الفرصة والذريعة لمجموعة من المتعصبين وذوي النوايا الخبيثة للانقضاض على القيم والمبادىء الإنسانية التي تكرست خلال آلاف السنين، وبصورة خاصة مع نزول الديانات السماوية، حيث كشفوا عن رؤيتهم المتوحشة للمجتمع الإنساني وبدؤوا يسوّقون مبدأ القوة بدل الحوار والظلم بدل العدل والعنصرية بدلاً من التسامح، وشرع هؤلاء باختراع عدو وهمي وقبيح لأنفسهم، أطلقوا عليه تسمية «الإسلام »وألبسوه لبوس الإسلام والإسلام منه براء . وأضافوا لمعاجمنا مصطلحاً جديدا ًلم نكن نسمع به عبر التاريخ هو مصطلح « الإرهاب الإسلامي» وذلك للربط بين الإرهاب والإسلام والإيحاء لمن لايعرف حقيقة الإسلام في هذا العالم، أن الإرهاب ملازم للإسلام أو هو ركن أساسي من أركانه.. ولم تنفع مع هؤلاء كل الاستنكارات والإدانات التي صدرت عن دول العالم بما فيها دولنا الإسلامية، ولم يقيموا وزناً لكل ماقمنا به من جهود وماعبّرنا عنه من مواقف من أجل تبرئة الإسلام من هذه الأعمال ومن أي عمل إرهابي آخر..ولم يقبلوا كذلك أية فكرة يمكن أن تبرهن على أن الإسلام هو دين السلام والعدل والمحبة. كل ذلك لايعني أن كلامنا غير مقنع أو أن منطقنا ضعيف، ولايعني في الوقت نفسه أنهم لايفهمون مانقول أو أنهم لايعرفونه، بل على العكس تماماً، هم يعرفون كما نعرف كل تلك الحقائق لكنهم يتجاهلون عن قصد، بل عن سبق إصرار، إذ ليست مواقفهم صادرة عن رد فعل على ماحدث كما يتخيل البعض، بل هي جزء من مخطط مدروس، أهدافه محددة بعناية، فحواه أنهم بحاجة إلى أعداء وحلفاء يتبدلون أو تتبدل أدوارهم بتبدل الظروف وبالشكل الذي يخدم الأهداف التي تم وضعها. فالإسلام يكون مقدساً أو لايكون، حسب الحاجة، وحسب انسجامه مع تصوراتهم .‏



‏ الإسلام هو المستهدف‏

فلقد كان الإسلام مقدسا ًفي الثمانينات ودعموه ، بحسب زعمهم، لأنه كان يحارب عدوا ًمفترضا ًاسمه الشيوعية، أما اليوم، وبحسب زعمهم أيضا، فهم يكافحون الإرهاب وبخاصة الإسلامي. ولو دققنا في الوقائع والحقائق وأعدنا المقارنة بين المرحلتين لوجدنا أنهم كانوا في الثمانينات يدعمون التطرف الإسلامي وليس الإسلام، أما اليوم فهم يحاربون الإسلام لا التطرف الإسلامي ولا الإرهاب بمسمياته المختلفة . هذا يعني في المضمون أن الإسلام في كلا الحالتين والمرحلتين كان مستهدفاً .‏

هكذا هي الحقائق، في زماننا الحالي، مقلوبة أو متعسفة أو اختيارية. ولو تساءلنا لماذا يحارب هؤلاء المتعصبون الإسلام وهو دين العدل والمحبة والتسامح؟ لكان الجواب البديهي: لأن الإسلام الحقيقي هو الذي يمنع التطرف، لأنه دين الاعتدال، من دون التنازل عن الكرامة. وهؤلاء المتعصبون يتمنون ويعملون عكس مايعلنون، من انتهاك للسيادة، والحصار الاقتصادي، إلى الاجتياح الثقافي، والتمويل السري لبعض الهيئات لاستمرار واتساع التطرف الإسلامي، أو أي تطرف آخر،لأنه المعادل الموضوعي لتطرفهم ، والمبرر الأكيد لبقائهم في مواقع السيطرة في مناطق عديدة في هذا العالم . فالتطرف يعيش على تطرف مقابل وهو يضمحل في بيئة الاعتدال .‏



‏ رفض ربط الإسلام بالإرهاب‏

لذلك فإن من واجبنا ، كدول وشعوب إسلامية، بذل جهود جدية تهدف إلى تحقيق حالة من التنوير الحقيقي في مجتمعاتنا، يعزز الفهم المنفتح لتراثنا الديني ويدعم ثقافة الاعتدال والتسامح في مواجهة ثقافة التزمت والسلبية. كما أن علينا أن نكرس ونعزز الدين الإسلامي الصحيح عقيدة وسلوكاً، ففيه تحصين للإسلام والمسلمين وإضعاف لأعدائهم، وهذا يبدأ بمكافحة وتجنب كل الممارسات الشاذة الناجمة عن فهم خاطىء للدين والتي تسيء إليه بشكل مباشر وتعطي الآخرين من أصحاب النوايا السيئة الحجة والمبرر لوصف الإسلام بشتى الصفات السلبية واللاإنسانية.وإن كنا نرفض وبقوة كل المحاولات التي تجعل من صفة الإرهاب خاصة بالدين الإسلامي، فإننا نرفض وبنفس القوة كل محاولة لربط الممارسات الخاطئة لبعض الأفراد بديانة أو حضارة معينة.‏



خطر الحرب الثقافية‏

كما أن هنالك ضرورة ملحة للقيام بخطوات تنسيقية بين الدول الإسلامية‏

لشرح المضامين الخيّرة للرسالة الإسلامية في كافة المواقع والساحات المحلية أو الدولية، والتصدي لمحاولات التشويه المتعمدة التي تقوم بها بعض المؤسسات والمراكز والمعاهد في الغرب . فالخطر علينا لايأتي من حرب عسكرية أو اقتصادية فحسب، بل من حرب ثقافية يجب التنبه إليها أولاً، فهي الأخطر لأنها قد تؤدي إلى تشويه هويتنا أو إلى إلغائها، وهذا يعني أن مكافحتنا لهذه المظاهر والممارسات التي تتم باسم الإسلام، هي مكافحة ثقافية فكرية تربوية واقتصادية في جوهرها، قبل أن تكون أمنية أو عسكرية. وهذا الأمر لايمكن تحقيقه دون تنسيق وتعاون بين دولنا وشعوبنا. فالتعاون ينتج حواراً والحوار هو نقيض الانغلاق، والانغلاق مرتبط بالجهل . أما الجانب الآخر لهذا التعاون، فهو جانب التعاون الاقتصادي فيما بيننا والذي سيحقق دون أدنى شك ازدهاراً ينعكس على الجميع ، ولايخفى على أحد دور العامل الاقتصادي في تيسير حياة الناس ومحاربة الجهل ومايرتبط به من ظواهر مرفوضة .‏



إسرائيل تغذي الحرب ضد الإسلام‏

ونحن نتحدث عن الحرب التي تشن اليوم ضد الإسلام، علينا ألا ننسى أن هناك قوى مختلفة في العالم عملت بشكل منهجي ومنظم على تغذية هذه الحرب، وفي مقدمة هذه القوى إسرائيل دولة الإرهاب التي قامت عليه واستمرت به ومارست أبشع أنواعه ضد العرب، مسلمين ومسيحيين، من حريق المسجد الأقصى عام1969، مروراً بالاعتداءات المتكررة عليه، انتهاء بحصار كنيسة المهد في بيت لحم ، واغتيال من احتموا بها من المدنيين الأبرياء . هذا الاضطهاد الذي تمارسه إسرائيل ضد أبناء الشعب الفلسطيني عبر العقود الماضية والذي يزداد شدة ووحشية بشكل مطرد كان لابد له، وكنتيجة طبيعية، أن ينتج رد فعل فلسطينياً تجلى بالمقاومة الفلسطينية والتي تعتبر حقا ًطبيعيا ًوعملا ًمشروعاً وتدخل ضمن إطار الدفاع عن النفس الذي أقرّه ميثاق الأمم المتحدة، ولا تشكل بأي حال من الأحوال اعتداء على الآخرين كما يحاول الإسرائيليون وبعض أبواقهم في الغرب تصويرها.. وأبسط دليل على ذلك أن أكثر من100 شهيد فلسطيني سقطوا قبل أن تحصل أية عملية مقاومة، وذلك بعد اندلاع الانتفاضة في أيلول عام 2000، وبالرغم من ذلك فإن دولة الإرهاب تصر على إتهام المقاومين الفلسطينيين بالإرهاب . ومع إدانتنا الدائمة والمستمرة للإرهاب ونبذنا للعنف، فإننا نؤكد حق أي شعب احتُلَّت أرضه وتعرض للعدوان بمقاومة الاحتلال والعدوان بكل أشكاله، كما نؤكد على أنه دون البحث عن الأسباب الكامنة وراء ما يحصل من أحداث مؤلمة في منطقة الشرق الأوسط بشكل عام وفي فلسطين بشكل خاص . تبقى الاستنكارات والإدانات عاجزة عن التأثير في زيادة وتيرة الجرائم الإسرائيلية أو في منع الرد المشروع للمقاومة ،ولاتكون حينئذ أكثر من مضيعة لوقت كلنا بحاجة إليه.‏



السلام العادل والشامل‏

إننا ننادي بالسلام العادل والشامل في منطقتنا ونعمل من أجل تحقيقه وفقاً لما تقتضيه مقررات الشرعية الدولية، التي تقضي بانسحاب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة عام 1967 وضمان حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس . واستكمال الانسحاب من الأراضي اللبنانية.‏

وكانت المبادرة العربية التي أقرتها قمة بيروت تعبيراً عن رغبتنا الصادقة بالسلام، وسعينا لكي تنعم منطقتنا بالأمن والازدهار، إلا أن إسرائيل تنكرت لهذه المبادرة، وقامت بتصعيد قمعها لشعبنا الفلسطيني وإمعانها في السياسة الاستيطانية وعدوانها على الدول العربية المجاورة لها. وعملت على تدجيج ترسانتها بالأسلحة النووية التي تتخذ منها أداة لتكريس هيمنتها وعدوانها وغطرستها .‏

وكانت سورية قد تقدمت من خلال عضويتها في مجلس الأمن بمشروع قرار لجعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل، ولكن، وبمفارقة مثيرة للدهشة، فإن بعض الدول التي أثارت موضوع امتلاك بعض الدول العربية والإسلامية لأسلحة الدمار الشامل قبل ذلك مباشرة، قامت برفض هذا المشروع رفضاً قاطعاً .‏

ولقد أثبتت التجارب، لاسيما الحديثة منها، أن القوة العسكرية لايمكن أن تشكل بديلاً عن السياسة، والأهم من ذلك أنها لايمكن أن تحل محل العقل، بل هي بحاجة للمزيد منه، فعلى الإسرائيليين أن يستوعبوا ذلك وأن يعرفوا أنه مهما كبرت قوتهم العسكرية فلن يفلحوا في تحقيق أهدافهم، ولن يتمكنوا من زرع الخوف في نفوسنا .‏



العراق ضحية أخرى‏

وبما أن العنوان المستخدم كغطاء للهيمنة هو الحرب على الإرهاب ، فإن الضحية الأخرى لهذا العنوان كان العراق، والذي وقف المجتمع الدولي بمعظم دوله، حكومات وشعوباً، ضد غزوه منذ ظهور النذر الأولى للحرب قبل حوالي أكثر من عام خوفاً من نتائج هذه الحرب على العراق وعلى العالم، ورفضاً لمبرراتها غير المقنعة. ورفض البعض من دعاة الحرب داخل الإدارة الأمريكية نصائح العالم ومخاوف بعض العاقلين في الإدارة نفسها وفي الولايات المتحدة على وجه العموم، وخلال زمن قصير رؤوا بأعينهم أن الحرب لم تحقق شيئاً من طموحاتهم سوى تدمير العراق وأن حرباً جديدة أشد وطأة بدؤوا يخوضونها. واكتشف العالم أن حرب «تحرير العراق» قد حررت المواطن العراقي من الدولة ومن المؤسسات ومن السيادة ومن الكرامة ومن الطعام والماء والكهرباء.‏

فلقد أصبح المواطن العراقي «محرراً» من نعمة الحياة واكتشف الجميع دون استثناء أن الذرائع التي دفعت إلى الحرب كانت تفتقد الصدقية، وهذا ما تم تأكيده على لسان الخبراء من لجان التفتيش التي أرسلت إلى العراق للبحث عن أسلحة التدمير الشامل، ولم يجدوا أي أثر على وجودها، وفي المحصلة يدفع العراقيون الثمن معاناة قاسية من سوء الأحوال المعاشية وافتقاد الخدمات الأساسية والشعور بالإحباط والمهانة جراء ممارسات الاحتلال.‏

ومن الطبيعي أننا كبلد جار للعراق وتربطنا به علاقات تاريخية من الأخوّة، أن نكون في مقدمة من يتأثر لما يجري فيه وأن نكون معنيين بحاضره ومستقبله . لذلك نؤكد حرصنا على أن يستعيد العراق سيادته واستقلاله وحريته بأقصى سرعة وأن يسترد دوره الذي يليق بمكانته. ولن يتحقق ذلك إلا من خلال انسحاب قوات الاحتلال وفقاً لجدول زمني محدد يترافق مع انتخاب حكومة وطنية تعبر عن خيار الشعب العراقي بكل شرائحه، وأن يكون للأمم المتحدة دور فاعل في المساعدة على إدارة شؤونه وإعماره بالشكل الذي يحدده العراقيون أنفسهم وليس نيابة عنهم.‏



التضامن الإسلامي‏

السيد رئيس المؤتمر‏

أيها الإخوة..‏

إننا ننظر إلى الآثار المحتملة لكل ماذكرناه من تحديات متداخلة على الشباب المسلم الذي يتطلع إلى تحقيق تطور اجتماعي واقتصادي يعزز مكانته ويفسح له دوراً في المجتمع المعاصر، ننظر إلى إحباطاته وآلامه وهو يرى أرضه محتلة وكرامته مستلبة، أو يرى سمة الإرهاب لصيقة به ويلمس بصورة مباشرة انحياز السياسة التي تتبعها بعض القوى الكبرى فيما يخص حقوقه، ويجد نفسه ضحية الحملات المضللة المغرضة لتجاهل مشكلاته وتطلعاته ، ونقدر كم علينا من الواجبات من أجل تحصينه من الوقوع ضحية الفكر المتطرف والسياسات المتهورة التي يتبعها أعداء السلام في العالم .‏

ومنظمتنا هى إحدى العناوين الأساسية للصلات التي تربط بين بلداننا وشعوبنا . وحري بنا أن ندفع بهذه المنظمة قدماً إلى الأمام، وأن تكون الإطار الفاعل الذي نناقش فيه شؤوننا .‏

والشيء الطبيعي أن نعمل على تدعيم علاقاتنا من خلال التنسيق والتشاور وتشجيع التبادل التجاري والثقافي والنشاطات المشتركة وتبادل الخبرات . فالمخاطر التي نواجهها متشابهة إلى حد بعيد . ولايمكن لأي بلد مهما كان حجمه وإمكاناته، القيام بمواجهة هذه التحديات المطروحة بمفرده .‏

إن إعداد برامج مشتركة من النشاطات الثقافية والسياسية الهادفة لتحديد المفاهيم المطروحة التي يروج لها البعض بقصد أو بغير قصد، والتي تستهدف ثقافتنا وحضارتنا، أمر في غاية الأهمية، ولعل في مقدمة تلك المفاهيم المهمة التي تستخدم لتبرير الحروب والتدخل في شؤون الآخرين، هو مفهوم الإرهاب الذي أصبح يطلق جزافاً، بغض الطرف عن الممارسات الإرهابية لبعض الدول وفي مقدمتها إسرائيل.‏

وفي الختام فإنني أدعو إلى مزيد من اللقاء والحوار من أجل الوصول إلى بناء تصورات مشتركة لمشكلاتنا وتحدياتنا، كمقدمة لإقامة تضامن فعلي بين بلداننا، وأعبّر عن استعدادنا في سورية وحماسنا للإسهام في وضع البرامج المناسبة. وأتمنى لمؤتمرنا النجاح والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.‏
‏‏‏‏‏







رد مع اقتباس
قديم 28-01-2011, 02:22 AM رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
المحامي هلال حسين
عضو مميز جداً

الصورة الرمزية المحامي هلال حسين

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


المحامي هلال حسين غير متواجد حالياً


افتراضي رد: كلمات السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد

كلمة السيد الرئيس بشار الأسد في القمة العربية العادية الخامسة عشرة

الجميع في قلب الخطر ومستهدف.. ولابدّ من موقف حاسم .. نحن معنيون بالعراق أخلاقياً وقومياً ومعنوياً ومادياً .. المطلوب عدم إعطاء أية تسهيلات للحرب الأميركية



. جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو
السيد الأمين العام لجامعة الدول العربية

ما سأقوله اليوم ليس خطاباً، بل مداخلة فيها عدد من الأفكار المتعلقة بالقضية العراقية أو ربما هو خطاب يخلو من المقدمات والمجاملات ويدخل إلى صلب الموضوع بشكل مباشر. ‏

أحياناً يشعر المرء بالخطر ويرى أن هذا الخطر المحدق به كبير، وعندما يلامس هذا الخطر أو عندما يصيبه، يشعر بأن هذا الخطر كان أكبر بكثير مما توقعه.. اليوم نحن جميعاً نشعر بالخطر المحدق بالمنطقة وبالعراق، ولكن باعتقادي نحن لا نشعر بحجم الخطر بالمقدار الحقيقي. ‏

البعض يعتقد أن هذا الخطر سيؤثر عليه بشكل غير مباشر والبعض يعتقد أن هذا الخطرسوف يقترب من حدوده، والبعض يعتقد بأنه سيتوقف عند الحدود، وربما البعض الآخر يعتقد بأن بعض المسايرات تبعد هذا الخطر إما إلى الأبد أو إلى أجل طويل.




في الحقيقة، الجميع سيكون في قلب هذا الخطر وسيكون مستهدفاً، ربما ليس مباشرة ومن المرحلة الأولى ولكن على مراحل. باعتقادي أن الكثير من الأمور التي حصلت في الماضي لم نشعر بخطرها بالمقدار الصحيح في ذلك الوقت (سايكس ـ بيكو، وعد بلفور، إنشاء دولة «إسرائيل»، واليوم قضية العراق). ‏

هذه القمة هي قمة عادية بالتسمية لكنها استثنائية بالظروف. القمة الاستثنائية بحاجة الى شيئين: بحاجة إلى ظروف استثنائية وبحاجة لقادة استثنائيين، والقادة الاستثنائيون يعطون قرارات استثنائية طبعاً وباعتقادي إن كل انسان يريد أن يكون استثنائياً ومتميزاً. الاستثنائية اليوم هي جرأة، هي موضوعية، هي ابتعاد عن الأحقاد ذات الطابع الشخصي، وهي في الوقت نفسه السعي لتحقيق مصالحنا وليس لتحقيق مصالح الآخرين، ومن الخطير اليوم أن نأخذ قرارات عادية في مثل هذه الظروف. اننا نعتقد بأن ظرف اليوم يختلف كثيراً عن الظرف في عام 1990. في ذلك الوقت التقى العرب في قمة 8 آب عام 1990، كانت هناك حالة من الذهول والضياع والانقسام، واليوم الوضع لا يختلف كثيراً. ربما كان الانقسام في ذلك الوقت أوضح، ومع ذلك كانت هناك قمة وكانت هناك قرارات جريئة لاستعادة سيادة الكويت. ‏

طبعاً هناك من سيقول ان من قام بهذا التعامل هو التحالف الدولي. هذا صحيح. كان المطلوب من العرب في ذلك الوقت إعطاء الشرعية وتقديم التسهيلات. واليوم لو أراد العرب أن يساهموا في حرب ضد العراق، لن تسمح لهم الولايات المتحدة، أي أنه غير مسموح لهم التدخل. ‏

المطلوب إعطاء الشرعية وتقديم التسهيلات. ما يحصل اليوم هو امتداد لتلك المرحلة. لا يوجد فاصل أبداً بين الحالتين، مآسٍ تكبر وتصغر وتستمر ومخطط بياني، الذُرا فيه تدل على ذروة استهداف العرب والحضيض فيه يدل على الحضيض في الأداء وفي الواقع العربي. الفرق الوحيد بين ذلك الوقت وهذا الوقت هو انه في عام 1990 كان الكويت محتلاً، أما العراق فغير محتل لأي أرض ولا يهدد أية دولة، لا جارة ولا غير جارة، ونحن دولة جارة ويحق لنا الحديث كما يحق للآخرين حول هذه النقطة.




أنطلق من القول بأنني لا أعرف الرئيس صدام حسين، لم ألتق به أبداً ولم أتحدث معه حتى على الهاتف، وربما في ظروف سنوات مضت كان هناك خلاف شديد وقاسٍ بيننا وبين الاخوة العراقيين لأكثر من عقد من الزمن. أقول هذا الشيء لكي لا أُتَّهم بالحديث الرومانسي أو العاطفي. في حديثي الآن لا توجد عاطفة حب ولا انفعال الكره. يوجد عقل وفقط عقل. أنطلق فقط من العقل. يحق لنا أن نحب شخصاً أو لا نحب شخصاً. يحق لنا أن نتفق مع سياسة مسؤول أو لا نتفق معه. يحق لنا أن نُعجب بسياسة أو بأداء رئيس أو لا نعجب، هذا موضوع شخصي. لا يهم إن اتفقنا أو اختلفنا حول هذا الموضوع، لكن هناك سؤال بسيط، هل يحق لنا أن نختلف حول العراق؟ هل نحب العراق أو لا نحب العراق؟ هل نختلف على ضرب العراق أو لا نختلف على ضرب العراق؟ إذا كان يحق لنا هذا الشيء فلماذا الحديث عن جامعة الدول العربية وعن التضامن العربي الذي يتحول عندئذ إلى اسم من دون مسمى. البعض يصور أن المشكلة هي إما في رئيس العراق أو في النظام العراقي. لا أقصد أن أتحدث عن البعض من الأجانب. أنا أقصد البعض من المسؤولين العرب. لو كانت القضية فعلاً هي بهذا الشكل، وكان هناك أشخاص مسؤولون يهددون كيان العراق، أو يهددون كيان المنطقة، فأنا أرى أن من واجبنا الآن أن نرسل وفداً ليقول لهم ضحوا بطريقة ما. قدموا تضحية لكي تنقذوا الوطن والمنطقة بشكل عام وهذا سيسجل كعمل وطني وقومي، لكن كلنا نعرف أن هذا ليس هو القضية. كلنا نعرف ما هي الأقنعة التي استخدمت. ‏

في البداية طرحت الولايات المتحدة موضوع عودة المفتشين، ولاحقاً تحدثت عن تطبيق قرارات الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن، ثم تبعتها في الحديث عن أسلحة الدمار الشامل، ولحقها الحديث عن المشكلة في وجود النظام، ومن ثم بدؤوا يتحفونا بالحديث عن الديمقراطية، ومن ثم حقوق الانسان، والآن يبشرون بالتنمية. التنمية التي ستحل في العراق وفي منطقتنا بشكل عام بعد هذه الحرب. ولا نستغرب أن يصدر مصطلح كالمصطلحات الأميركية الجوفاء التي نسمعها دائماً، مصطلح يسمى الحرب التنموية أو التنمية بطريقة الحرب. ‏

كل هذه الأمور التي طُرحت هي عبارة عن أقنعة استخدمتها الولايات المتحدة لكي تخدع العالم، لكن باعتقادي لا يوجد في كل هذا العالم أحد خُدع بهذه الطروحات. على ما يبدو ملَّ هؤلاء المسؤولون في وقت لاحق من لبس هذه الأقنعة وقرروا خلعها. قالوا ليست القضية كل هذه الأمور. القضية هي موضوع السيطرة. السيطرة على العالم، على المنطقة، كل هذه الأمور واحد. القضية هي النفط، والنفط هو احدى الأدوات للسيطرة على العالم. القضية هي إعادة رسم الخريطة بالشكل الذي يناسبهم ويناسب طبعاً «إسرائيل»، وهذا جانب آخر من الموضوع. ‏

القضية هي تدمير البنية التحتية للعراق وعلى رأسها العلماء، ولا أقصد بالبنية التحتية، لا المعامل ولا الصواريخ ولا الأمور التي يتحدثون عنها. هم يريدون شعباً قلبه ينبض وعقله لا يعمل، هذا مطلوب من كل العرب، أي كمن يعيش في حالة السبات وفقط تتحرك العقول عندما يريدون وبالشكل الذي يريدونه. طبعاً ما لم يقولوه هو الجانب المتعلق ب«إسرائيل»، وأعتقد بأنه ليس خافياً على أحد. ‏

بالنسبة للمفتشين هم أول من رفض عودة المفتشين عندما وافق العراق. بالنسبة لقرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة لا أعتقد بأن هناك بلداً في العالم يخرق هذه القرارات كما تفعل الولايات المتحدة. أما بالنسبة لأسلحة الدمار الشامل فلو كانت هذه الأسلحة فعلاً موجهة ضد الدول العربية لطالبوا بزيادتها بدلاً من إنقاصها. هم يدّعون الخوف علينا. كيف يخافون علينا من العراق ولا يخافون علينا من «إسرائيل»؟. من يقوم بقتل العرب؟ هل العراق أم «إسرائيل»؟ من يقتل يومياً الفلسطينيين؟ اليوم أصبح القتل بالعشرات. بكل تأكيد كل ما يوجد من سلاح في العالم العربي لا يهدد الولايات المتحدة ولا أية قارة أخرى، لكن هم لو كان باستطاعتهم نزع السلاح الفردي في الوطن العربي فلن يترددوا لكي تبقى «إسرائيل» تصول وتجول في أجوائنا وفي أراضينا تقتل متى تشاء ومن تشاء. أما الديمقراطية فلو قام أي واحد منا بسجن 100 ألف من المواطنين الذين تظاهروا ضد سياسة الولايات المتحدة لأصبح زعيماً ديمقراطياً في العالم العربي وفي المنطقة، أما من يسجن شخصاً مخطئاً يوالي الولايات المتحدة فهو ضد الديمقراطية ومعتد على حقوق الإنسان. وأما إذا استطاع أي شخص أن يقوم بحرمان مواطن فلسطيني من أبسط حقوقه، فهو سوف يتحول الى داعية سلام وداعية ديمقراطية وداعية حقوق إنسان وكل هذا الكلام والألقاب التي لا قيمة لها. أعني نحن نظلم الولايات المتحدة عندما نتحدث عن المعايير المزدوجة. المعيار المزدوج يعني معيارين. هم لديهم ألف معيار لألف حالة وربما أكثر. المهم أنهم أرادوا أن يخلعوا هذه الأقنعة ويقولوا القضية ليست هذه الأقنعة التي لبسناها وإنما هي موضوع السيطرة. ابتدأ البعض منا يتحرك ويقول لا. أبقوا هذه الأقنعة. هم يقولون قضية سيطرة ونحن نقول لهم إن القضية هي النظام. هم يخلعون القناع ونحن نلبسهم إياه. ما أريد أن أصل إليه، هو أنه علينا ألا نخلط بين قضية شخص أو أشخاص وقضية وطن. لا يوجد شخص في العالم يستطيع أن يختصر أي وطن مهما يكن هذا الشخص. هذا من جانب. ومن جانب آخر لا يجوز الخلط بين الحالة الكويتيةـ العراقية والقضية العراقية. صحيح، كما قلت أنا، ما يحصل اليوم هو امتداد لما حصل في عام 1990 لكنه ابتدأ باتجاه وانحرف باتجاه آخر أو حُرّف باتجاه آخر لكي نصل إلى ما وصلنا إليه اليوم. ربما لا يرضي هذا الكلام البعض من الإخوة العرب، لكن القناعات يجب ان تُقال كما هي ومن دون تجميل. في عام 1990 وقفنا مع الكويت ضد الموقف العراقي وليس ضد العراق، واليوم نقف مع العراق ونقف مع الكويت ولكن سنقف ضد أي طرح يؤدي أو يهدف إلى تدمير العراق. ‏

الآن سأطرح صورة مبالغة بسيطة. لنفترض أن البعض ضد النظام والبعض ضد العراق أو غير مهتم بتدمير العراق. دعونا نأخذ قراراً في هذه القمة. قراراً واضحاً بإسقاط النظام وبتدمير العراق ونبلّغ هذا الشيء للآخرين. هذا أفضل. هذا يعني على الأقل اننا إذا قمنا بهذا العمل فسنكون أكثر رحمة من الأجانب بهذا الشيء. لماذا أطرح هذه الصورة المبالغة. طبعاً الجواب سيكون لا. هذا الكلام مرفوض. هذا الشيء بديهي. لكن هنا تظهر المفارقة الشديدة بين ما ندّعيه أو ما نقوله دائماً ونصرّح به ونعلنه من رفضنا للتدخل في الشؤون الداخلية العراقية ومن رفضنا لضرب العراق ومن الأداء لدى البعض الذي يسير مع الحرب ومع الضرب ومع التدخل في الشؤون الداخلية والاختباء وراء مواقف الولايات المتحدة. إذا كنا مع فكرة معينة، دعونا نتبناها نحن في هذه الجامعة. إذا كنا ضد الفكرة دعونا نقف في وجه من سيقوم بها بدل الاختباء وراء مواقف الآخرين لأنه لم يعد بالامكان في هذه الظروف ان نقف في الوسط: رجل في هذا المكان ورجل في المكان الآخر. يجب أن نحسم مواقفنا. ‏

في العالم اليوم ثلاثة عناصر تؤثر في موضوع الحرب سلباً وايجاباً: عنصر دولي، عنصر إقليمي، وعنصر عراقي محلي. دون تدخل في العنصر المحلي، العنصر الدولي يستند الى العنصر الإقليمي. ‏

إذا ضعف العنصر الإقليمي فسوف يشتد الجانب الداعي للحرب في العنصر الدولي والعكس صحيح. وإذا قوي العنصر الاقليمي فأيضا العكس يكون صحيحاً. العنصر الدولي قوته سياسية، أما العنصر الإقليمي فقوّته سياسية ميدانية، بكل ماتحويه كلمة ميدانية من معان: المعنى الجغرافي، المعنى السكاني، المعنى العسكري... إلخ. هذا العنصر الميداني هو نقطة قوة لنا إن استخدمناه بشكل صحيح لمنع الحرب وهو نقطة ضعف لنا إن تركنا الحرب تمر ونحن موجودون في الميدان لأننا سنكون في قلب الحرب هدفاً ولن نكون غير ذلك. إن لم نفهم هذه المعادلة بدقة وبوضوح فسوف نتحمل مسؤولية مضاعفة في المستقبل. ‏

حتى الآن العامل الدولي أفضل أداء منا جميعاً. نحن حتى الآن لم نقم بسوى إعطاء التصريحات. حتى الآن لايوجد عمل عربي وحيد باتجاه منع الحرب المفترضة. نحن معنيون بهذه الحرب وبالعراق أخلاقياً وقومياً ومعنوياً ومادياً فلابد من القيام بعمل ما لكي يتماشى مع العنصر الدولي الذي يعادي الحرب ولكي يدعمه. عدا عن ذلك، علينا أن نقول، أن نعلن، أن اجتماعنا أو عدمه واحد لأننا دول لاحول ولاقوة لها. ‏

ماهو المطلوب؟ أنا لن أطالب بتطبيق اتفاقية الدفاع العربي المشترك. وفي الوقت نفسه لن أطالب بسحب القوات الاجنبية أو القواعد الاجنبية. هذا موضوع سيادي، كل دولة تدعو من تشاء اليها، طبعا لا احد يرتاح لموضوع القواعد الأجنبية. لكن لن نتدخل، وهي ليست قضيتنا. ربما بعض الدول لديها مصالح، ربما بعض الدول لديها هواجس. المهم في الموضوع أنه لايحق لأية دولة أن يخرج تأثير هذه القوات خارج حدودها سواء كانت قوات صديقة او شقيقة أو قوات وطنية. أي تأثير لهذه القوات يخرج خارج حدود هذه الدولة تصبح هذه الدولة دولة معتدية وعندها عليها أن تُحمَّل المسؤولية كاملة. فإذاً المطلوب هو عدم إعطاء أية تسهيلات لهذه الحرب. ‏

هذا البند هو الأساس الذي يجب أن نستند اليه في هذه القمة وهو الذي يحدد دورنا في الحاضر وفي المستقبل وهو الذي يحدد دور الآخرين في قضايانا، وهو الحد الأدنى الذي إن لم نقم به فسوف يقال ان هذه القمة كانت قمة لتبرئة الذمم أمام الشعوب العربية أو قمة الهروب من المسؤولية أمام العرب أو أمام الآخرين، مايعني نحن نُحمَّل المسؤولية من قبل المواطنين العرب وحتى من قبل الأجانب. بعض المسؤولين مع كل أسف قال لي وقال لغيري نحن لانستطيع أن نتحمل أو لانستطيع أن نفرض هذا الشيء. من يقول لا أستطيع يعني انه لايمتلك القرار. ومن لايمتلك القرار لايمتلك السيادة. عن أي تضامن نتحدث إن كان هناك قراران الأول عربي والثاني غير عربي. نسميه تضامناً عربياً. إنه تضامن لكنه غير عربي. التضامن هو تضامن قرارين لامسؤولين. إذا كان التضامن تضامن المسؤولين فنحن علاقاتنا جيدة وربما هواياتنا مشتركة، لكن إذا كان مطلوباً من قراري أن يتضامن مع قرار غير عربي فأنا لست بحاجة للواسطة. نستطيع أن نتضامن مع الأجنبي بشكل مباشر. اليوم نحن بحاجة لقرار وقرار بالاجماع بالنسبة لهذه النقطة. ‏

البعض طرح موضوع إرسال وفد الى العراق. هذا يطرح عدداً من الأسئلة. هل سيذهب الوفد الى العراق فقط أم سيذهب أيضا الى الولايات المتحدة أيضاً. لأننا إذا لم نقم بذلك وذهب الوفد الى العراق فقط فهذا يعني ان المشكلة في العراق وليست في الولايات المتحدة التي تسعى للحرب بسبب ومن دون سبب. بذلك نعطي رسالة بأن المشكلة هي العراق وليس تطبيق قرارات مجلس الأمن. نعطي رسالة بأن المشكلة هي في العراق وليست في العدوان على العراق. ‏

ثانياً، إذا ذهب هذا الوفد الى العراق ما الذي يمكن أن يطلبه هذا الوفد؟ هل سيطلب التعاون، تعاون العراق مع الأمم المتحدة؟ إذا طلب هذا التعاون هل سيطلب الشيء نفسه من واشنطن التي لاتتعاون ولا بشكل من الأشكال وتحاول عرقلة أي قرار يبعد الحرب؟. ‏

ماهو مدى التعاون؟ نحن نعرف أن الولايات المتحدة دائما تطلب طلباً وراء طلب، وكلما قدم الطرف شيئاً تطلب منه التتمة. عندما يصل التنازل الى رقم مئة تقول له أين التنازل رقم واحد. هذا ماحصل مع اخواننا الفلسطينيين في المفاوضات، تنازل وراء تنازل ودائماً يقولون لهم لم تقدموا ولم تقدموا وهذا ما أوصلنا الى ماوصلنا إليه اليوم. طبعاً نحن نريد من العراق أن يتعاون، لكن يجب أن نعرف ماهو مدى التعاون. الآن نردد مايقوله الآخرون بهدف مختلف ونصبح كمن يسير معهم من دون أن يدري الى أين يذهب. علينا أن نعرّف ماهو هذا التعاون. ماهو المدى المطلوب من العراق أن يتعاون به ولم يقم. عندها نستطيع نحن كدول عربية أن نشكل مجموعة تذهب الى العراق بشكل ما وتناقش معه كل هذه المواضيع. فإذاً يجب أن نحدد ماهو مدى هذا التعاون، بنفس الوقت، هل سنرحب بالتعاون الذي أبداه. أي عندما تقول الولايات المتحدة العراق لم يتعاون لذلك سنحارب. نقول نحن للعراق: تعاون. وعندما يقول المفتشون ان العراق تعاون وان هذه النتائج التي حصلوا عليها ليست مبرراً للحرب نصمت. فأنا أرى أن علينا أن نرى الجانب الإيجابي وهو الأكبر في ما قام به العراق. أما إذا كانت هناك ثغرات وتفاصيل، فنحن كلنا اخوان عرب ونستطيع أن نتحدث مع بعضنا البعض بكل صراحة ومن دون حواجز. ‏

الجانب الآخر في الموضوع العراقي هو أن هذه القضية لاتنفصل اليوم عن القضية الفلسطينية. فشلنا في معالجة القضية العراقية يعني فشلنا في معالجة القضية الفلسطينية. لايمكن أن نفصل بين القضيتين اليوم. هذه الحرب إن حصلت فسوف تكون تغطية على الجرائم الإسرائيلية، وأنا لا أقول الجرائم الشارونية، لأنني قلت منذ زمن طويل ـ منذ قمتين على ماأعتقد ـ كل إسرائيلي هو شارون. واليوم هذا الشيء قد ثبت. كل الإسرائيليين يقتلون الفلسطينيين بشكل مستمر ومتصاعد يوميا. هذه الحرب سوف تكون غطاء على هذه الجرائم الإسرائيلية، سوف تكون التفافا على الانتفاضة وعلى المقاومة، وسوف تؤدي بالنتيجة النهائية الى السلام بالصيغة الإسرائيلية التي نرفضها جميعا وربما ستؤدي الى تقسيم العراق بهدف أن تصبح «اسرائيل» دولة شرعية. ف«اسرائيل» التي تدعي الديمقراطية دولة ذات لون واحد، تصبح شرعية عندما يصبح حولها دويلات مشابهة تكسب الشرعية السياسية والاجتماعية. ‏

ونحن نتحدث عن الموضوع العراقي لاننسى طبعاً إخواننا في فلسطين ولاننسى التأكيد على حقوقنا المشروعة في سورية ولبنان وفي فلسطين وعلى كل القرارات التي أقرّها مجلس الأمن المتعلقة بعودة جميع الحقوق، خاصة العودة الى حدود عام 1967 وقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين، ولاننسى أن نؤكد على تأييدنا المطلق للمقاومة بالشكل والصيغة التي يراها المقاومون. وبكل تأكيد لن ننسى أن نؤكد كما هي العادة على المطالبة بقطع سائر أشكال التعاون مع «اسرائيل»، وبكل تأكيد سنبقى دائماً نطالب بهذا الشيء حتى تلتزم «اسرائيل» بالسلام. ولكن حتى هذه الحتّى لانراها الآن. ‏

أقترح بعد أن أرحب بما قدمه العراق من تعاون ونرحب أيضاً باستمرار هذا التعاون، أقترح بالتأكيد على بند قرار عدم إعطاء أية تسهيلات للحرب. ‏

النقطة الثانية إذا اتفقنا حول هذه النقطة فلايكفي أن نعود وأن نكون مرتاحين لما حققناه. لابد من الحركة التي تلي هذا القرار فأقترح تشكيل مجموعة عربية تقوم بنقل هذه القرارات وربما البيان للدول الخمس دائمة العضوية، ولدول أخرى ذات اهمية أو معنية بالقضية العراقية، ومن الممكن أن تكون هذه اللجنة برئاسة الدول رئيسة القمم الثلاث الحالية والسابقة واللاحقة، أي البحرين ولبنان وتونس إذا وافقت تلك الدول على ذلك، وفي حال ارتأت القمة وارتأى القادة العرب أن تقوم هذه المجموعة لاحقاً بزيارة العراق لمناقشة القضية العراقية مع الإخوة العراقيين هذا يصبح تحصيل حاصل ويأخذ الشكل المتوازن. ‏

أختم كلمتي بالقول أمامنا ثلاثة احتمالات: الأول، وهو الأسوأ، أن نتفق مع الحرب وطبعا هذا لن يحصل. الثاني هو ألاّ نتفق وبالتالي نعطي رسالة لدعاة الحرب في العالم لكي يشنّوا الحرب، الاحتمال الثالث وهو الاحتمال الجيد وهو أن نتفق حول القيام بكل التدابير التي نستطيع لمنع الحرب. وبكل تأكيد نحن قادرون بالرغم من وجود اليائسين والميئَسين والميئِسين في عالمنا، فنحن قادرون ولو لم يكن ذلك لما كان هناك داع لهذا الاجتماع. وما دمنا قد اجتمعنا فهذا يعني أن لدينا الإمكانيات لأن نقوم بعمل ما. أي خيار آخر نأخذه سندفع ثمنه للمستقبل البعيد وليس القصير. وأخشى في تلك الحالة أن تقرأ الأجيال المقبلة أن بغداد دمرت أول مرة في عام 1258 عندما اجتاحها هولاكو على خلفية ضعف الدولة العباسية العربية وتم اجتياحها في بداية القرن الحادي والعشرين على خلفية ضعف النظام العربي أو فشل قمة عربية ولكنها في هذه المرّة لن تكون وحدها بل ستكون معها دول عربية عديدة. ‏

أتمنى لي ولكم ولهذه القمة التوفيق وأشكر جلالة الأخ الملك حمد بن عيسى آل خليفة. ‏

وشكراً لكم
‏‏







رد مع اقتباس
قديم 28-01-2011, 02:23 AM رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
المحامي هلال حسين
عضو مميز جداً

الصورة الرمزية المحامي هلال حسين

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


المحامي هلال حسين غير متواجد حالياً


افتراضي رد: كلمات السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد

اقام اللورد الدرمان غافين ارثر عمدة لندن وعقيلته مأدبة عشاء تكريما للسيد الرئيس بشار الأسد والسيدة عقيلته .

خلال زيارة السيد الرئيس لبريطانيا بتاريخ 16/12/2002 وقد تبادل السيد الرئيس واللورد ارثر كلمتين بهذه المناسبة .‏

فيما يلي كلمة السيد الرئيس ..‏

السيد المحترم اللورد غافين ارثر عمدة لندن والسيدة عقيلته كارول بلاكشو .. السيدات والسادة ..‏

أود ان أعرب باسم عقيلتي وباسمي وباسم أعضاء الوفد العربي السوري عن شكرنا لدعوة عمدة لندن ومجلسها البلدي الكريمة لنكون هاهنا في هذا المساء وأنه لمن دواعي سرورنا أن نكون معا في هذا البناء التاريخي .. كما أود أن أغتنم هذه الفرصة لاعبر لكم عن امتناننا للترحيب الحار وكرم الضيافة اللذين احطنا بهما في لندن . انه لشيء مبهج أن أعود من جديد الى لندن ..المدينة التي أعرفها جيدا . المدينة التي عشت فيها وبين ظهراني اهلها والتي مارست في احدى مستشفياتها المركزية مهنتي كطبيب عالج كثيرا من مرضاها.. لقد خلق هذا التفاعل الىومي علاقة دائمة ومديدة سأظل على الدوام متمسكا بها .‏

السيدات والسادة..‏

ان البعد الجغرافي بين البلدان لم يكن قط حائلا دون اقامة علاقات مثمرة . وعبر التاريخ أقام بلدانا علاقات في ميادين متنوعة.. فالبحارة الفينيقيون وصلوا الى الشواطىء البريطانية في العام 1100 قبل الميلاد .. كما أن الامبراطور الروماني سبتموس سفيروس.. وهو سوري الاصل دفن في مدينة يورك البريطانية.. عندما كان بلدانا جزءا من الامبراطورية الرومانية ..وقد شهد القرن السادس عشر للميلاد ازدهار العلاقات التجارية بين سورية وبريطانيا.. آنذاك عقد اتفاق مع الدولة العثمانية.. التي كانت سورية جزءا منها يومئذ.. نص على اقامة تجار انكليز في مدينة حلب في شمال سورية ..واقامة تجار سوريين في مدينة مانشستر ..ومن خلال هذا الاتفاق التجاري عرف الشاعر الانكليزي الكبير وليام شكسبير مدينة حلب .. فجاء على ذكرها في مسرحيته عطيل.‏

اما اليوم فقد باتت مصالحنا المشتركة أكبر بكثير .. وعليه فاننا يجب أن نركز في أولوياتنا على تعزيز هذه الروابط . وفي وقت يستمر العالم بمسيرة التطور وتلعب فيه تكنولوجيا المعلومات والاتصالات دورا أكبر وأكثر أهمية في حياتنا اليومية .. فقد بتنا أكثر قدرة على توسيع افاقنا الاقتصادية وصولا الى مناطق قاصية .. وبالمقابل فان احتمال التأثر بمشاكل الدول الاخرى بات احتمالا أعلى بكثير من أي وقت مضى .. وبما أننا لا يمكننا أن نأمل بتحقيق الازدهار دون اقتصاد سليم .. كذلك لا يمكننا أن نتوقع اقتصادا سليما دون ضمان الاستقرار .. ليس على الصعيد الداخلي أو حتى الصعيد الاقليمي فحسب بل وعلى الصعيد العالمي ايضا . وهنا تكمن أهمية استبدال السياسات المتهورة بسياسات عقلانية بهدف خلق الظروف الملائمة لتحقيق سلام .. لا يكون سلاما مراوغا .. بل سلاما حقيقيا ودائما .. وهذا سوف يزيد من فرص الاستثمار والنمو الاقتصادي للجميع .. ولذلك فاننا غير قادرين على تحقيق نمو اقتصادي مستدام دونما تطبيق سياسات جيدة .. ولا يمكننا أن نفصل سياسة دولة ما عن مصالحها الاقتصادية الاكبر .. التي تمتد الى ما وراء حدودها . في هذا السياق .. بدأت سورية بتطبيق برنامج واسع النطاق في التنمية المستدامة والاصلاح .. اضافة الى سعيها لتحقيق سلام عادل وشامل في المنطقة وفي العالم أجمع على أساس قرارات الامم المتحدة ونحن في برنامجنا الذي ننفذه في سورية نركز على القطاع المصرفي .. والسياسات المالية.. وتكنولوجيا المعلومات .. والموارد البشرية .. والتدريب في كل المجالات .. والتعليم على كل المستويات . وليس هناك أدني شك بأن بريطانيا خطت خطوات واسعة في القطاعات المتنوعة .. وخاصة في قطاعي المالية والتكنولوجيا ومجال الجغرافيا السياسية . اننا معجبون بالانجازات التي حققتموها ونأمل أن نستمر بالافادة من خبراتكم في تطوير سورية .‏

اني أرى أن نقل المعرفة هو مسؤولية البلدان المتطورة تجاه بقية العالم .. وأن زيارة رئيس الوزراء توني بلير الى سورية أعطت دفعة كبيرة للعلاقات بين بلدينا .. والتعاون بين سورية وبريطانيا في مجال التعليم العالي والبحث العلمي يشمل خلق استراتيجية لتكنولوجيا المعلومات في سورية .. وهذا مجال سنتطلع فيه الى مزيد من التعاون مع بريطانيا خصوصا في حقول الدراسات البيئية والادارة والتقانة الحيوية والاقتصاد . كما آمل أن تتيح هذه الزيارة فرصة استكشاف وسائل تطوير العلاقات الاقتصادية في قطاعات مختلفة كتشجيع الاستثمار والتجارة.. وتأسيس مجلس مشترك لرجال الاعمال ونساء الاعمال وتعزيز الاتصال بين غرف التجارة والصناعة في كل من سورية وبريطانيا . سيادة عمدة لندن‏

السيدات والسادة‏

أنا واثق بأن علاقات الصداقة والتعاون بين سورية وبريطانيا ستشهد المزيد من الازدهار في السنوات القادمة .. أكرر شكري لكم على هذا المساء المشهود متمنيا لكم جميعا وللشعب البريطاني الازدهار والسعادة







رد مع اقتباس
قديم 28-01-2011, 02:24 AM رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
المحامي هلال حسين
عضو مميز جداً

الصورة الرمزية المحامي هلال حسين

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


المحامي هلال حسين غير متواجد حالياً


افتراضي رد: كلمات السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد

القى السيد الرئيس /بشار الاسد/ كلمة الجمهورية العربية السورية امام مؤتمر القمة العربى فى دورته العادية الرابعة فى بيروت

اصحاب الجلالة والسيادة والسمو
السيد الامين العام لجامعة الدول العربية

يطيب لى فى مستهل كلمتى ان اتوجه باحر التحيات الى فخامة الرئيس / اميل لحود/ رئيس الجمهورية اللبنانية والى الشعب اللبنانى الشقيق على استضافته مؤتمرنا هذا كما اعبر عن شكرى لكل من ساهم فى الاعداد لهذا المؤتمر وعمل على توفير السبل وتهيئة الاجواء الكفيلة بانجاحه وبالرغم من انعقاده فى جو دولى قلق ووضع عربى ساخط على التدمير المنهجى الذى تقوم به اسرائيل ضد شعبنا الفلسطينى فى ظل العجز العربى الا ان لقاءنا اليوم على ارض لبنان الذى تضافرت فيه جهود الدولة والمقاومة لدحر الاحتلال الاسرائيلىهو بحد ذاته عامل يدفعنا للتفاؤل بامكانية تحقيق النتائج المرجوة من هذا المؤتمر ولقد اعتدنا ان نقول فى كل لقاء وفى كل مناسبة ان الظروف الان دقيقة وخطيرة ولااعتقد ان الظروف منذ خمسة عقود كانت غير ذلك بل دائما تزداد خطورةوكثيرا ماتزداد سوءا لولا بعض النقاط المضيئة التى تبقى بارقة املوعلى مايبدو واضحا حاليا انها قد تتجه نحو الاسوأ وهى ليست دعوة للتشاؤم او الخوف بل هى دعوة لجدية اكثر ولتفكير اعمق فى كيفية تلافى الاثار التى من الممكن ان تنجم عن عدم رؤيتنا او فهمنا او اهتمامنا بأمور وتفاصيل قد تبدو صغيرة وبسيطة لكنها تحمل فى طياتها مخاطر كبيرة وقد تكون نتائجها غير محسوبة وكلما كانت التغيرات سريعة وجذرية كلما كانت احتمالات الوقوع فى الخطأ اكبر وبالتالى اداؤنا فى الوقت الراهن يجب ان يكون اكثر دقة فالتغيرات الهائلة التى حصلت بين القمتين الماضية والحالية والتى تمسنا مباشرة لم تعد كما هى العادة تقتصر على منطقتنا فحسب بل مست كل العالم من دون استثناء فحولته وهو الذى لم يكن بالاساس متوازنا الى عالم فاقد الصواب والعقل والمنطق وربما نستطيع فى هذه القمة ان نساهم بجهودنا مع الاخرين من العقلاء فى العالم فى اعادة شىء من التوازن والاتزان وهذا مايعطى قمتنا العادية اهمية استثنائية نستشف من خلالها مااذا كان قد بقى للعرب صوت يسمع او موقف يؤثر فى مجرى الامور فى الاوقات المصيرية ولتحقيق ذلك هناك طريق واحد لابديل عنه وهو التمسك اكثر من قبل بالثوابت القومية ووحدة الصف والكلمة بين القمتين يبرز العديد من القضايا بعضها طارىء وبعضها مستمر وفى مقدمة هذه الامور الطارئة موضوع الارهاب كلنا عشنا تلك المرحلة ومازلنا نعيش عقابيل ماحصل وكل الدول العربية قامت بادانة ماحصل فى /11/ ايلول اضافة الى دول العالم الاخرى وقد قمنا بادانة ماحصل فى / 11/ ايلول بدوافع مختلفة قبل الدوافع السياسية أولا/ الدافع الاخلاقى فنحن كعرب بمختلف ادياننا نرفض الارهاب .

ثانيا/ الدوافع الانسانية نحن اكثر شعب فى العالم يستطيع ان يقدر ماذا يعنى ان يتعرض شعب ما للارهاب فنحن تعرضنا لهذا الارهاب بالشكل المطروح حاليا وتعرضنا للارهاب بشكله الاسرائيلى وتعرضنا للارهاب بمعنى الاحتلال والاضطهاد والقتل عبر التاريخ كانت هناك ايضا دوافع سياسية لبعض الدول لكن ماذا كانت النتيجة كانت النتيجة ان العرب اتهموا بالارهاب وان الاسلام اتهم بالارهاب ان اسرائيل اصبحت هى دولة مكافحة للارهاب والمقاومة اصبحت ارهابا نلاحظ هنا ان المصطلحات قلبت بشكل كلى وهذا هو الخطر الحقيقى ان الخطر الحقيقى او الاكبر ليس بالحرب العسكرية الحرب خطر لكن الخطر الاكبر هو فى تشويه المصطلحات ومعانيها وبالتالى تشويه القيم والمفاهيم فاذن علينا ان ندقق فى المفاهيم التى تطرح من الخارج وعلينا ان ندقق فى المفاهيم التى نطرحها دائما خاصة فى مؤتمرات القمة العربية ماالذى حصل لاحقا نتيجة الموجة التى اجتاحت العالم بعد/ 11/ ايلول انتشر الخوف فى كل مكان واصاب العرب جزءا من العرب هذا الخوف وطبعا من دون مبرر البعض كاد يخلع جلده ويقول لو كان الامر بيدى لغيرت هويتى ودينى والبعض الاخر طالب بالتنازل عن بعض الحقوق بحجة استيعاب العاصفة وكان البعض يعتقد بانه بذلك ينحنى للعاصفة لكنهم لم يفرقوا بين الانحناء للعاصفة واقتلاع الجذور من الارض حتى قبل ان تأتى العاصفة عندما نقتلع الجذور فاى ريح خفيفة سوف تأخذنا الى المجهول عندما تكون هناك عواصف نحن بحاجة اكثر الى التمسك بالثوابت والمبادىء التى هى جذورنا فالعاصفة مهما استمرت سوف تنتهى وعندما نحاول الوقوف بعد غياب العاصفة لن نستطيع الوقوف اذا لم تكن هناك جذور وبالتالى عندما تكون هناك عواصف فيجب ان نتمسك اكثر بالثوابت فالعواصف تذهب وتأتى وتذهب وتأتى اما الحقوق والثوابت اذا ذهبت فلن تعود عدا عن ان هذه العواصف متبدلة بتبدل المصالح اصدقاء مؤقتون واعداء مؤقتون ونحن شعوب عقائدية نعيش من خلال الثوابت لايمكن ان نعيش بهذا التذبذب الذى يعيش به الاخرون طالبنا البعض بالالتزام بمكافحة الارهاب طالب كل العرب بشكل عام وكأن كل تاريخنا فى مكافحة الارهاب وكل البيانات التى صدرت قبل 11 ايلول وبعد 11 ايلول لاتكفى لتدل على ان العرب هم ضد الارهاب وهم اول من كافح الارهاب سورية كانت من اوائل الدول التى دعت لعقد مؤتمر دولى فى العام /1985/ لتعريف ومكافحة الارهاب وارسلنا وفدا ليزور عدة دول اوروبية وكانت النتيجة انهم لم يهتموا بهذا الطرح طبعا الدول العربية الاخرى قامت بشىء مشابه ايضا فى فترات مختلفة خاصة فى التسعينيات وايضا لم يكن هناك اهتمام بهذا الطرح نسوا انهم هم من هيأوا هذه الارضية وهم من فتحوا المجال للتحويلات المالية التى كانت تذهب للارهابيين وللتسهيلات الاعلامية وغيرها التى كانت تسمح لهم ببث السموم فى عقول الاخرين هم يعرفون تماما ان الارهابيين لم ينشأوا فى منطقتنا بل فى مناطق اخرى لكن احيانا الصدمة تؤدى لاستنتاجات خاطئة وهذا الشىء نحن نقدره الصدمة تؤدى لفقدان الصواب وبالتالى فقدان التقدير ومن الممكن ان يكون من الصعب عليهم ان يصدقوا ان العرب فى هذه النقطة كانوا ابعد رؤية منهم ايضا حددوا من منا ارهابى ومن هى الدولة الارهابية ومن هى الجهة الارهابية ومن هو الشخص الارهابى انهم يحددون عنا ونحن علينا ان نصمت ونلتزم ونقتنع بما يقولونه هم يعرفون عنا اكثر مما نعرف عن انفسنا طبعا من الطبيعى ان نرفض اى مصطلح لايأتى من منطقتنا فمن الممكن لطبيب فى غربى العالم ان يكون مختصا بمرض ما فى شرقى العالم لكن من المستحيل لاى شعب او جهة او دولة ان تكون مختصة بقضايا شعوب اخرى قضايا الشعوب هى من اختصاص الشعوب فقط الا اذا ارادت هذه الشعوب ان تدعو احدا لمشاركتها قضاياها فهذا شىء اخر وبالتالى قضايانا هى ملكنا ولانقبل بأى تقييم يمسنا يأتى من الخارج وبالتالى نحن من يحدد القيم التى يجب ان نسير عليها هم لايحق لهم ان يحددوا قيمنا ولامبادئنا ولامصلحتنا ولاكيف نشعر ولامتى نشعر هذا شىء مرفوض تماما طالبناهم بالتفريق بين المقاومة والارهاب ولكنهم طبعا تهربوا هذا كان بعد/ 11/ ايلول قالوا الان ليس وقت تعريف الارهاب وان هذا غير ممكن وان هذا الشىء مستحيل لكن دعونا نكافح الارهاب ومن ثم نتحدث بهذا الموضوع هو يريدون ان يكافحوا عدوا لايعلمون عنه شيئا ولايعرفون ماهى بنيته هل هى فكرية هل هى شخصية ماهى انهم لايعرفون شيئا طبعا نحن بالنسبة لناهناك تعريف وهناك تفريق بين المقاومة والارهاب ويجب ان نتمسك به بكل الاحوال اذا لم يكونوا يرغبون بتعريف المقاومة فليعرفوا الارهاب واذا لم يكونوا راغبين فنحن سنعطى الفرق الفرق بين المقاومة والارهاب واضح وبسيط هو كالفرق بين صاحب الحق ومغتصب هذا الحق اما بالنسبة للارهاب فيمكن ان نطرح عليهم اسئلة بسيطة تدل على ان هناك امكانية لكن لاتوجد رغبة فى تعريف الارهاب فى الوقت الحالى هل التهجير هو ارهاب انه بكل تأكيد ارهاب الكل سيقول هو ارهاب هل ابادة شعب هى ارهاب بكل تأكيد سيقولون هى ارهاب هل الاحتلال هو ارهابا يستطيعون ان ينكروا ذلك هل هذه الامور هى عكس المقاومة او ان المقاومة هى عكس هذه التعابير او هذه الصفات وهذه الصفات او هذه الامور هى التى تقوم بها اسرائيل وتمارسها على كل الاحوال اسرائيل نموذج حى بالنسبة لنا لمن لايفهم الارهاب عليه ان يذهب ويراه بشكله العملى واعتقد بان كل العالم الان اصبح يعرف لكن احيانا لايريدون ان يعترفوا بهذه الحقيقة من ضمن حرب المصطلحات طرح مصطلح سمعناه اليوم فى احد الخطابات من قبل احد الضيوف حول مصطلح ضرب المدنيين والابرياء ومع كل اسف طرح سابقا ولكنا سقطنا فى هذا الفخ عن حسن نية وبدأنا نتجادل مسؤولين ومثقفين وصحفيين هل هذا يجوز او لايجوز مصطلح ضرب المدنيين والابرياء هو مصطلح صحيح لكن ليس فى هذه الحالة نحن الان امام حالة احتلال ضرب المدنيين والابرياء عندما يكون هناك دولتان متجاورتان وهناك عمل عسكرى بينهما شىء وعندما يكون هناك احتلال فالموضوع شىء اخر ليست القضية قضية مدنى وعسكرى فى كل الاحوال العسكرى فيه شرف اما المحتل فهو انسان من دون شرف المحتل لايوصف بالمدنى والعسكرى المحتل يوصف بانه مسلح او غير مسلح هذا بشكل عام اما بشكل خاص فى الحالة الاسرائيلية فالكل مسلح المستوطنون مسلحون كالجيش الاسرائيلى وهم ساهموا بقتل الفلسطينيين وساهموا بالتهجير ساهموا فى كل الامور حتى المستوطنات مبنية من الاساس على شكل نقاط استناد عسكرية للحرب حياتهم بنيت على الحرب والقتل فاذن هنا نقسم كما قلت بين مسلح وغير مسلح وفى اسرائيل الكل مسلح بكل الاحوال المصطلح المعتمد بالنسبة لنا هو المقاومة حق مشروع ضد الاحتلال فاى محتل هو محتل لانقسم مسلح اوغير مسلح فهو محتل والمقاومة هى حق مشروع ضد الاحتلال وانا اركز على بعض النقاط الارهاب لم يولد فى/11/ ايلول واذا كان بالنسبة لبعض الدول عرف مؤخرا فنحن عشناه كما قلت عبر التاريخ ونعرفه تماما ولكن ماحصل يبرر لهم بان المواطن فى دولهم اغلى من كل المواطنين فى العالم ولكن لاينبغى ان يكون مواطنهم بالنسبة لنا اغلى من كل المواطنين فى العالم بالنسبة لكل دولة فى العالم مواطنها هو اغلى من الكل وهذا يعنى ان الشعور الذى يتولد لدينا مما يحصل فى فلسطين لايمكن ان يوازيه اى شعور اخر نشعره تجاه اى قضية لايمكن ان نشعر بالاخرين قبل ان نشعر بشعبنا الفلسطينى واى شعب عربى اخر يدمر ويقتل أو يظلم نرفض اى مقترح او تعريف يأتينا من الخارج ونحن الاقدر على اعطاء شهادات حسن سلوك بالنسبة لموضوع الارهاب ولاداعى لاحد ان يزاود علينا فى هذه القضية لايمكن ان نسير خلف حديثهم فى موضوع مكافحة الارهاب فكلنا عانينا من الارهاب وكلنا كدول عربية كافحنا الارهاب وكلنا او معظمنا اثبتت التجربة انه كان ناجحا فى مكافحة الارهاب ونحن نسير فى هذا الموضوع بمعنى الارهاب الحديث منذ عقود كلنا كدول عربية ويأتى احد من الخلف ليسير معنا فكيف نتبعه هو يتبعنا مكافحة الارهاب ليست قضية تكنولوجيا هى قضية فكر بالدرجة الاولى الارهاب هو فكر قبل ان يكون اى شىء اخر لكن اذا تم وضع هذه التكنولوجيا بتصرف الفكر العربى المكافح للارهاب فهذا الشىء جيد عدا عن ذلك من لايمتلك الفكر المضاد للارهاب لايستطيع ان يساهم فى مكافحة الارهاب ولا ان يتحدث عنه لانستطيع ان نرى الارهاب الاصغر ونتجه الى الارهاب الاكبر بالنسبة لنا الارهاب يأتى من اسرائيل واى طرح للارهاب فى العالم نراه عبر هذا الارهاب اما بالنسبة لاى طرح حول موضوع الارهاب يمس منطقة الشرق الاوسط ولاتكون اسرائيل هى المحور وهى الجوهر فهو طرح ناقص وغير موضوعى وبالرغم من كل هذه الظروف الصعبة وغير الموضوعية يؤكد العرب مرة اخرى على تمسكهم بالسلام العادل والشامل ومن هنا تأتى مبادرة الامير/ عبد الله/ التى لاتخرج بأى شكل من الاشكال عن الثوابت القومية التى نتحدث عنها دائما الانسحاب الكامل من الاراضى المحتلة عام/1967/ الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية حق العودة وغيرها من الثوابت التى نتحدث عنها دائما وهى تهدف لتؤكد للعالم مرة اخرى باننا نريد السلام خاصة اننا نعيش فى عالم يتسم بالسرعة ويشوه الحقيقة بسرعة اكبر وبسهولة اكثر هذه المبادرة بالنسبة لنا هى سلة الافكار التى نضع فيها هذه الثوابت والافكار لنقدمها للعالم نمد يدنا للعالم مرة أخرى واى عمل سياسى فيه دائما جانبان ودائما هناك الجانب التكتيكى والجانب الاستراتيجى واحيانا العرب يركزون على الجانب التكتيكى وينسون الجانب الاستراتيجى وهو الاهم والاخطر اذا لم تتم دراسته بشكل دقيق فدائما تكون النتيجة ثمنا كبيرا قد يدفع لاحقا هنا لانتكلم عن شىء تكتيكى بمعنى المناورة لكن اقول على المدى القصير او بشكل مباشر ستقوم هذه المبادرة بالتأكيد على رغبة العرب فى السلام وبفضح الاسرائيليين الذين لايرغبون فى السلام لكن على المدى البعيد اى شىء نطرحه يتحول لمرجعية وبالتالى دائما يجب ان نكون حريصين على الا تكون هنالك محاولة استغلال من قبل الاخرين من خلال ثغرة ما لاننتبه لها لاننا دائما نعتمد على حسن نيتنا نحن كعرب وننسى سوء نية الاخرين فى حال تم تبنى هذه المبادرة من خلال هذه القمة يجب ان يتم تحصينها ولكن سوف نطرح عدة نقاط متعلقة بنا كسورية نقاط اساسية بالنسبة لنا.

اولا اريد ان اوضح عملية السلام هناك احيانا خلط بين مصطلح عملية السلام والسلام عملية السلام هى المصطلح الاشمل الاوسع ويتضمن ادوات السلام اهداف السلام مبادىء السلام وغيرها من الامور كل شىء له علاقة بالسلام يأتى تحت عنوان عملية السلام هى تتكون من عنوانين اساسيين الارض عنوان فرعى والسلام مبدأ هذه العملية هو الارض مقابل السلام الارض هى عبارة عن عنصر واحد مؤلفة من عنصر واحد لايتجزأ اى انه لايوجد نصف ارض لايوجد ربع ارض لايوجد ثلاثة ارباع فقط يوجد ارض فقط عنصر واحد اما ان يأتى كاملا او يبقى حتى يعود كاملا اما السلام فيتكون من عدة عناصر منها مثلا موضوع المياه وموضوع العلاقات هى عنصر من عناصر السلام منها موضوع الترتيبات الامنية ومن هذا الموضوع نزع اسلحة الدمار الشامل والاسلحة النووية الموجودة لدى اسرائيل هذا محور لايمكن ان يكون هناك وجود للعنصر الثانى السلام من دون العنصر الاول عنصر الارض لايفاوض عليه عناصر السلام كلها قابلة للتفاوض والمناقشة بعد ذلك فى عملية السلام عام1991 طلبت سورية ضمانات من رعاة عملية السلام تضمن استعداد اسرائيل للانسحاب من الارض السورية كاملة وتمخضت المشاورات فى ذلك الوقت عن وديعة رابين وقد ابتدأنا بالمفاوضات طبعا هذه الوديعة تنص على انسحاب اسرائيل الكامل من كل الاراضى فى الجولان حتى خط عام 1967 قتل رابين وتوقفت عملية السلام وعندما عاد الحديث عن عملية السلام فى نهاية التسعينيات طالبت سورية مرة اخرى بابراز هذه الوثيقة الضمانة طبعا انكرت الادارة الاميركية انها موجودة واتهمت سورية بانها تقول كلاما غير صحيح لعدة اشهر بعد ذلك ولانعرف كيف فجأة تذكرت لادارة الاميركية ان هذه الوديعة موجودة لكنهم قالوا ان هذه الوديعة هى ليست وثيقة هى ورقة لاورقة ماذا كانت نتيجة هذه الورقة اللاورقة كانت النتيجة ان الارض اصبحت لا ارض وكانت النتيجة ارضا لاارض والسلام لاسلام واعتقد باننا اذا استمرينا فى المستقبل فى المفاوضات على هذا المنوال من المصطلحات العجائبية فسوف تتحول الحقوق الى لا حقوق ومن ثم الهوية لا هوية ومن ثم العرب لا عرب ونصبح جزءا من الماضى المنسى اذن اول نقطة تطرح فى اى حديث عن السلام بالنسبة لنا هى اذا لم تكن هناك ضمانات واضحة بالنسبة لاعادة الارض كاملة حتى حدود العام/1967/ وهذا يكون من خلال تعهد اسرائيل بوثيقة اسرائيلية رسمية معلنة امام كل العالم بانها سوف تنسحب انسحابا كاملا من الارض او بالحد الادنى اعلان اسرائيلى امام كل العالم بانهم سينسحبون من الارض كاملة عدا ذلك نحن نضيع وقتنا باية مفاوضات ولن تكون هناك مفاوضات اذا لم يكن هناك تعهد واضح لاننا لانريد ان ندخل فى حالة ضبابية النقطة الثانية وهى موضوع الرعاية هناك دائما خلافات بين دول عربية وغير عربية فى منطقتنا خلافات على الارض وبعض هذه الخلافات تم حله والبعض الاخر لم يحل بعد ولكن المفاوضات دائما مستمرة بشكل مباشر ومن دون وسطاء والسبب ان هذه الشعوب تعيش عبر التاريخ مع بعضها وهناك علاقات صداقة او اخوة بين الدول المختلفة أما فى حالة اسرائيل فالوضع مختلف اسرائيل وجدت فى عام/1948/ من خلال قرار دولى ووجدت من خلال القتل والارهاب والتوسع اى انها فرضت نفسها بشكل دولة عدوة وحتى انها لم تحاول ان تظهر بشكل دولة صديقة أتت لتقول للكل انها دولة عدوة تقتل وتدمر وتحتل وتتوسع وبالتالى السلام مع دولة من هذا النوع لايمكن ان يكون الا بطرف ثالث اى ان المفاوضات المباشرة لاقيمة لها اذا لم يكن هناك راع الطرف الثالث هو راع ماهو دور هذا الراعى هل الراعى هو وسيط ان اية دولة تستطيع ان تكون وسيطا وترسل مبعوثين ويكونون ناقلين للافكار وناقلين للرسائل وغير ذلك هل تقدم هذه الدولة الراعية المكان ان اية دولة اخرى تستطيع ان تقدم المكان فاذن ماهى مهمة هذا الراعى الراعى مهمته هو كالقاضى ان يكون مؤتمنا على قانون معين قانون اقره المجتمع الدولى ومهمة هذا القاضى ان يتابع تنفيذ هذا القانون خلال المفاوضات ويضغط على الجهة التى لاتلتزم بتنفيذ القانون ولاحقا من يعرقل عملية السلام تتم معاقبته هذه هى المهمة الاولى للراعى الحقيقة ان الراعى خلال السنوات العشر الماضية كانت بوضوح رعايته فاشلة بكل المقاييس مع تفاوت بالفشل بين مرحلة واخرى او بين فترة واخرى اسرائيل كوفئت وهى تقف ضد السلام بينما العرب عوقبوا وضغط عليهم واتهموا الى اخره مع انهم يقفون مع عملية السلام وقد خضعت هذه الرعاية لمزاجات بعض الموظفين الصغار فى الادارة واحيانا تخضع للاعتبارات الانتخابية واحيانا تخضع لبعض المشاكل الشخصية لدى البعض فيها عملية السلام والرعاية بحاجة للاستمرارية ولايمكن ان تتذبذب بهذا الشكل المطلوب من اية رعاية تطرح فى المستقبل هو ان يتحدد دور هذا الراعى فاما ان نحدده نحن أو ان يحددوه هم يحددوا دور هذا الراعى وطريقته فى الرعاية يجب ان نعرف اية مفاوضات نحن ندخل اليها يجب ان توضع معايير تحدد ماذا تعنى كلمة التزام او عدم التزام بعملية السلام ذلك ان اسرائيل تقتل كل يوم ولاشهر وفجأة يظهر على الاعلام اصغر مسؤول اسرائيلى ليقول نحن نريد السلام فيبدأ كل العالم بالتصفيق اى انه لاتوجد معايير المعايير هى الكلام نحن نريد ان نبحث عن معايير لها علاقة بالتطبيق النقطة الثالثة هى انه يجب ان تحدد كيفية المعاقبة وكيفية الضغط على الجهة التى لاتلتزم بعملية السلام يجب ايضا ان يكون هناك منهجية واضحة لرعاية عملية السلام يجب ان يكون هناك حوار امريكى/ امريكى داخل الادارة الامريكية فكلنا نسمع الان تصريحات متناقضة من المسؤولين الامريكيين المختلفين بمعنى انه لايوجد رأى واحد ولايوجد تصور حتى الان لعملية السلام فى الوقت ذاته الميزة التى اخذتها الولايات المتحدة بالنسبة للرعاية هى كونها دولة عظمى وهذا يعنى انها تتميز عن الدول الاخرى بامكانيات غير موجودة فى الدول الاخرى ونحن نسال سؤالا بسيطا نوجهه الى الولايات المتحدة هل هى دولة عظمى امام كل العالم ام هى دولة عظمى امام كل العالم ماعدا اسرائيل اى انها امام اسرائيل تتحول الى دولة عاديةلو اجرينا مقارنة الان فكل مواقف الدول التى تعنينا بشكل مباشر فى هذا العالم مواقفها اوضح بكثير من موقف الولايات المتحدة فيجب ان يكون هناك حوار امريكى/ اوروبى لايمكن للولايات المتحدة ان تستمر بالرعاية بهذا الشكل انها بحاجة لمساعدة الاتحاد الاوروبى وايضا الامم المتحدة بالنسبة لاوروبا هى الاقرب الينا جغرافيا والاقرب الينا ثقافيا والاكثر اطلاعا على مشاكلنا وعلى خلفية تفكيرنا وبالتالى هى الاقدر على طرح مبادرات قد تكون مقبولة من قبلنا يجب ان يكون هناك حوار يجب ان تعرف الولايات المتحدة ان الدور الاوروبى لايتعارض مع دورها ولكن بشرط ان لايكون هذا الدور كما كان فى الماضى دورا اوروبيا تسويقيا اى ان تطرح الفكرة الاف الاميال بعيدا عن منطقتنا ومهمة المسؤول الاوروبى ان يسوقها فى منطقتنا فقط بل يجب ان يكون الدور الاوروبى نابعا من الثقافة ومن الحضارة الاوروبيتين ونتمنى ان يكون هناك دور للامم المتحدة ايضا فمن دون رعاية من الصعب ان تكون هناك مفاوضات ذات نتيجة فالمشكلة ليست فقط فى ان العرب يريدون السلام وفى ان اسرائيل واضحة بانها لاتريد السلام المشكلة هى ان الراعى لاتوجد لديه منهجية للوصول الى هذا السلام النقطة الثالثة هى مايتعلق بنا نحن ابسط شىء نقوله انه لايمكن ان نطالب دول العالم بان تضغط على اسرائيل بينما نحن لانقوم بأبسط مايمكن ان نقوم به طبعا هذا افضل من التوسل الذى يقوم به بعض المسؤولين نحن لسنا بحاجة للتوسل اقل شىء او اضعف الايمان هو قطع العلاقات مع اسرائيل فى كل مرة سورية تطرح هذا الموضوع وفى كل مرة تعاتب ونحن نتحدث عن التضامن العربى هناك التضامن فى العمل وهو الحد الادنى وهناك ماهو تحت الحد الادنى التضامن فى التفكير فقط موضوع قطع العلاقات هو موضوع سيادة هذا شىء نفهمه ونفهم ان لكل دولة ظروفا خاصة بها لكن نحن نطلب من الدول التى لها علاقات مع اسرائيل ان تقول لنا فقط متى يمكن ان تقطع هذه العلاقات بمعنى اذا كانت بداية الانتفاضة وعشرات الشهداء يوميا واكثر من الف شهيد فلسطينى هذه كلها ليست مبررا فمتى يكون المبرر هل بعد قتل نصف مليون فلسطينى بعد ابادة شعب وضرب الدول العربية بقنابل نووية واحتلال عدة عواصم فقط نريد ان نعرف لكى نبنى سياساتنا بناء على افكار الاخرين فقط نريد ان نعرف بماذا يفكرون والقرار لهم اهم موضوع بالنسبة لنا هو موضوع الانتفاضة وهناك طروحات احيانا تطرح بالشكل التالى البعض يعتقد بان طرح السلام هو ضرب الانتفاضة والبعض الاخر يعتقد خاصة فى الغرب بان ضرب الانتفاضة يحقق السلام كلا المفهومين غير صحيح فكما ان المقاومة اليوم اصبحت مرتبطة ودائما المقاومة مرتبطة بالاحتلال فاليوم مصطلح الانتفاضة او مصطلح السلام اصبح مرتبطا بالانتفاضة فى حالتنا هذه لماذا علينا ان نفرق بين عمليتى سلام الاولى بين طرفين يرغبان بشكل جدى بان يحققا السلام وهى غير موجودة الان وعملية سلام اخرى بين طرفين الاول هو عربى يرغب فى السلام والثانى هو اسرائيلى لايرغب فى السلام لايمكن ان تتم عملية السلام من قبل طرف واحد هى بحاجة لطرفين وهنا كانت مهمة الرعاية ان تنقل الطرف/ومهمة المجتمع الدولى طبعا/ ان تنقل الطرف الذى لايريد السلام الى سكة السلام طبعا هذا الشىء لم يتم الان هذا ماتقوم به الانتفاضة بشكل غير مباشر هى افهمت الاسرائيليين أو بدأت تفهمهم ان الامن لايأتى من نظرية امن وانما الان يأتى من نظرية سلام ومن تطبيقات هذه النظرية فاذن بمقدار حرصنا على السلام نكون حريصين على الصمود واستمرار الانتفاضة وبمقدار مانسعى بشكل جاد فى اتجاه السلام يجب ان ندعم الانتفاضة بشكل اكبر واقوى فاذن من واجبنا ان ندعم التزامنا بالسلام هذا اولا ثانيا هى حركة استقلال البعض يخاف من كلمة حرب استقلال فسواء سميناها حربا او حركة او سميناها فعل استقلال فهى حق لاى شعب ان يستقل وان يعيش فى دولته كل دول العالم تحتفل بعيد الاستقلال وتفخر به ومن حق الشعب الفلسطينى ان يفخر ان شاء الله فى يوم من الايام باستقلاله ايضا هو واجب دينى بان ندعمهم فالاديان السماوية تدعو دائما لاستعادة الحقوق ونحن نتمنى ان تكون استعادة الحقوق بطرق ليس فيها عنف لكن اسرائيل لاترغب بذلك على مايبدو علينا ان نرفض اى ربط بين ماحصل فى نيويورك فى11ايلول وبين قضيتنا فالبعض اخطأ واعتقد بانه لو تم حل قضية فلسطين لما حصل ماحصل فى/11/ ايلول والبعض الاخر اعتقد ان حل قضية فلسطين الان او قضية السلام بشكل عام سوف يحمى الدول الاخرى من اية عملية ارهابية اى انه بهذا المنطق الصراع العربى الاسرائيلى يتالف من طرفين العرب والاسرائيليين بكل تأكيد هم لايقصدون الاسرائيليين وانما دائما يقصدون العرب وليس ذنب القضية ان بعض الارهابيين تمسك بها او تغطى بها ليس لب القضية قضيتنا مستقلة تماما عن قضية الارهاب وماحصل فى/11/ ايلول لايبرر النظرة الامنية لقضية السلام قد تكون مبررة بالنسبة اليهم بالنسبة لقضاياهم ومشاكلهم ولكن لاتبرر النظرة الامنية لقضيتنا المرجعية الوحيدة بالنسبة لنا فى اية عملية سلام هى مرجعية مدريد وماتستند اليه من قرارات مجلس الامن وهنا كان يطرح منذ عدة سنوات ومنذ عدة اشهر واحيانا منذ عدة اسابيع طرح موضوع مدريد اثنين ان مؤتمر مدريد ليس مؤتمر مفاوضات هو مؤتمر لاطلاق عملية السلام ولاعلان مبادىء عملية السلام فى اى مؤتمر اخر يجب ان تكون هناك مبادىء اخرى يجب ان نعلن مبادىء اخرى وبكل تأكيد لايوجد سوى هذه المبادىء التى التزمنا بها ووافق عليها المجتمع الدولى لتحقق السلام لاتوجد مبادىء اخرى ولايوجد لدينا امكانية لكى نتخلى عن هذه المبادىء وبالتالى اى مؤتمر اخر سوف يعنى انهاء عملية السلام فاذا لم يستطع مؤتمر مدريد الاول ان يحقق السلام فلا يوجد اى شىء اخر يحقق السلام فاذن يجب ان نتمسك بهذا المؤتمر وبهذه المبادىء وفى النهاية اقول ان العديد من الاصدقاء فى هذا العالم حاولوا صادقين ان يدفعوا عملية السلام ولكنهم حوصروا و حاصروا انفسهم وحاصروا معهم عملية السلام بعدة مصطلحات لم نسمع غيرها عبر العشر سنوات الماضية العودة لطاولة المفاوضات استنكار ادانة ضبط اعصاب وقف العنف طبعا قلنا لهم كلنا مع وقف العنف لكن يجب ان نحدد من ابتدأان نقول وقف عنف من دون ان نحدد من هو المسبب هذا كلام غير منطقى تكلموا عن نبذ العنف كلنا ننبذ العنف لكن اى عنف اذا كنا ننبذ العنف فلماذا كل دول العالم تبنى جيوشا واذا قام جيش ما باحتلال بلد من بلدانهم كيف يقابلونه بالاحضان سوف يقاتلونه

علينا ان نحدد المصطلحات نطلب منهم تحديد المصطلحات ماذا يقصدون بنبذ العنف واخر صرعة كانت هى القرارات التاريخية كل قرار يصدر الان هو قرار تاريخى والحقيقة لا يوجد شىء تاريخى فى هذه القرارات سوى تاريخ الصدور فقط نقول لاصدقائنا ان عملية السلام بحاجة لخطة سلام وليس لخطة كلام بحاجة لمضمون وليس لشكل بحاجة لخطة عمل وقد ان الاوان لكى تتحركوا بالعمل لكى تنقذوا الشعب الفلسطينى من المجازر ومن المحرقة التى يتعرض لها من الهولوكوست الجديدة قد يقول البعض لماذا أتكلم بكل هذه التفاصيل نحن نعلم انهم لا يريدون منا ان نتحدث فى التفاصيل يريدون منا أن نقول كلاما عاما وهم يأتون الينا ويعطونا التفاصيل التى يريدون وبالتالى يفرغون اى شىء نريده من المضمون لن نسمح لاى احد من خارج اطار الدول العربية ان يطرح اى تفصيلة ولاى سبب وبأى ظرف بالنسبة للحالة العراقية الكويتية سمعنا الكثير من الاشياء المشجعة خلال الاشهر الاخيرة سمعناها شخصيا واعتقد معظمنا سمعها من قبل الاخوة فى البلدين نحن نشجع الاخوة فى البلدين الشقيقين على التقدم الى الامام ونحن كدول كلنا مستعدون لبذل كل جهد ممكن فى سبيل انهاء هذه المشكلة بالشكل الذى يرضى كلا البلدين اما بالنسبة للخطر الذى يتعرض له العراق فعلينا الا نقف على الحياد ونبقى فقط نطالب العراق ان ينفذ كذا وكذا كما تقول بقية الدول فى هذا العالم يجب ان نعتبر انفسنا معنيين وان نتعاون نحن لا ندعو العراق نحن نتعاون مع العراق لايجاد تصور واضح لكيفية اعادة العراق الى وضعه الطبيعى ويجب ان نقف موقفا واحدا يمنع المساس باى شكل من الاشكال بالعراق كما اننا دائما نقف ضد المساس باى دولة عربية الكويت مثلا الدولة العربية الاخرى.

أقترح على القمة تشكيل لجنة من الدول المعنية بعملية السلام اضافة الى المملكة العربية السعودية والامين العام لشرح مبادرة الامير عبد الله عند تبنيها او فى حال تم تبنيها من قبل القمة للدول الاعضاء فى مجلس الامن ولرئاسة الاتحاد الاوروبى وللامم المتحدة أقترح متابعة دعم الانتفاضة ماديا ومعنويا واتخاذ قرار باصدار طابع باسم الانتفاضة فى كل الدول العربية يعود ريعه لصالح الانتفاضة وتحدد الاليات لاحقا

أقترح قطع علاقات كافة الدول العربية مع اسرائيل حتى يتحقق السلام العادل والشامل المرتبط بالانسحاب الكامل من كافة الاراضى التى احتلت عام /1967 أقترح دعم اى مقاومة ضد اى احتلال وفى مقدمتها المقاومة اللبنانية حتى تحرير كامل الاراضى اللبنانية :

أختم كلمتى بالقول معنا فى القمة امال الشعب العربى ومعنا أيضا احباطاته المتزايدة ليس بالضرورة ان تتطابق سياسات الحكومات مع طموحات الشعوب لكن يجب أن تتكامل ولم يعد هناك الكثير من الفرص لاضاعتها وانعقاد هذا المؤتمر فى لبنان هذا البلد الذى قدم الكثير للعرب ولم يأخذ شيئا هو فرصة كبيرة لكى تساهم القمة فى ترسيخ التكامل بدلا من تكريس الافتراق

وشكرا لكم







رد مع اقتباس
قديم 28-01-2011, 02:25 AM رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
المحامي هلال حسين
عضو مميز جداً

الصورة الرمزية المحامي هلال حسين

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


المحامي هلال حسين غير متواجد حالياً


افتراضي رد: كلمات السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد

القى السيد الرئيس/ بشار الاسد/ كلمة فى مأدبة العشاء التى اقامها سيادته على شرف السيد الرئيس كونستانتينوس ستيفانوبولوس رئيس الجمهورية الهيلينية فيما يلى نص الكلمة

السيد الرئيس كونستانتينوس ستيفانوبولوس رئيس الجمهورية الهيلينية السادة اعضاء الوفد اليوناني

السيدات والسادة الحضور

تجمعنا هذا المساء مناسبة بهيجة هى مناسبة الترحيب بضيف سورية الكبير السيد الرئيس كونستانتينوس ستيفانوبولوس

ويسعدنى أن ارحب ترحيبا حارا بسيادته رئيسا لدولة صديقة وممثلا لشعب صديق وضيفا عزيزا على الجمهورية العربية السورية كما ارحب بالسادة مرافقيه متمنيا لسيادته ولهم اقامة طيبة فى بلدنا الذى تربطه باليونان اواصر التاريخ غابرا وروابط الصداقة والتعاون راهنا والعلاقات بين شعبينا نشأت وتطورت بفعل عوامل الجغرافيا والتاريخ فكان التأثر المتبادل بينهما هو احدى ثمار هذه العوامل

ان موقع سورية واليونان جغرافيا فى شرقى البحر الابيض المتوسط ساعد على التواصل بين الشعبين وتعميق التفاهم بين حكومتينا خلال السنين الاخيرة بشأن ماطرأ من احداث وتطورات سواء فى جوارنا المباشر أو فى حوض البحر الابيض المتوسط عامة أو على الساحة الدولية الاوسع

وفى العلاقة التاريخية بين بلدينا كان كلاهما مؤثرا ومتأثرا ومن الصواب ان نقول ان التبادل الفكرى بينهما كان من ابرز خصائص هذه العلاقة وبفضله انتقلت افكار واعمال الفلاسفة والعلماء الاغريق الاقدمين الى مدى بعيد بواسطة فلاسفة وعلماء على الساحة العربية فأسهموا فى نشر الحضارة الاغريقية فى العالم

وفى تاريخ البلدين تجارب وظروف متماثلة وفى كلا البلدين معالم تاريخية هى شاهدة على مراحل مجيدة فى تاريخهما وهى تجتذب السياح ومحبى الاطلاع على الحضارات المتعاقبة والمتفاعلة والديانة المسيحية انتقلت من دمشق الى الاراضى اليونانية ثم انتشرت فى

الامبراطورية الرومانية على يد بولس الذى تحفظ له الكنيسة رسائله الشهيرة

وفى بلدنا جالية يونانية مضت على وجودها عقود من السنين وهى تشارك فى الحياة العامة وتحظى بالاحترام وعلى مدى السنين نشأت بين افرادها وعائلات سورية صلة قرابة ومحبة

ان كل ما ذكرته يؤكد عراقة العلاقات بين بلدينا ويؤهلها لمزيد من التطور القائم على الاحترام المتبادل والتفاهم والمصلحة المشتركة

ونحن فى سورية دائبون فى العمل لتعزيز العمل العربى المشترك ونحرص فى الوقت ذاته على تعزيز علاقات الصداقة والتعاون مع دول العالم وفى هذا الصدد نقدر عالى التقدير مواقف اليونان المؤيدة لقضايانا العادلة ونبدى شديد ارتياحنا للتطور الايجابى والمستمر فى علاقات البلدين

وفى يقينى ان زيارتكم الحالية سيادة الرئيس ستثمر ارتقاء جديدا فى العلاقات بين الجمهورية العربية السورية واليونان على الصعد كافة ولما فيه خير شعبينا وخدمة قضية السلام فى منطقتنا وفى العالم

:السيد الرئيس

أقبل على العالم القرن الواحد والعشرون وسط ذهول العالم من العمل الاجرامى فى الولايات المتحدة بتاريخ الحادى عشر من ايلول الماضى وهو عمل بادرنا الى استنكاره وادانته لاسيما وان سورية اكتوت بنار الارهاب ولها تجربتها فى مقاومته

ولكى تؤدى مكافحة الارهاب غايتها لابد من توصيف واضح للارهاب والتفريق بينه وبن الكفاح المشروع ضد العدوان والاحتلال

وتعلمون ان سورية طالبت بذلك منذ سنوات وتذكرون ان الرئيس/ حافظ الاسد/ دعا خلال زيارته الى اثينا فى عام 1986 الى ندوة دولية تحدد تعريفا للارهاب لتكون الشعوب على بينة مما تكافح

لقد فوجئنا بانقلاب المفاهيم والنظريات وبدا فى الحرب على الارهاب وكأن بعضهم فهم هذه الحرب انها حرب على استعادة الشعوب حقوقها المشروعة

ومن عجب على سبيل المثال ان كل ماتفعله اسرائيل وينطبق عليه وصف ارهاب الدولة بابشع اشكاله مقبول ويلقى التشجيع وتوجد له المبررات وان مشهد الدبابات تقتحم الاحياء الشعبية فى الاراضى الفلسطينية بحماية ومشاركة الطائرات لتقتل الابرياء وتهدم عشرات المنازل وتشرد سكانها العزل يقع فى خانة الدفاع عن النفس ونتيجة لذلك وبوجود حكومات فى اسرائيل معادية لفكرة السلام ومع تخلى

رعاة عملية السلام عن واجبهم تجاهها وصلت هذه العملية الى طريق مسدود لقد اعلنا ونؤكد مجددا اننا نريد السلام وليست لنا شروط لتحقيقه الا الالتزام بقرارات الامم المتحدة ومبدأ الارض مقابل السلام ولكننا لن نتنازل عن شبر من ارضنا ولا عن حق من حقوقنا كسوريين وعرب

ان تحقيق السلام العادل والشامل ممكن بتنفيذ قرارات الامم المتحدة التى تقضى بانسحاب اسرائيل من سائر الاراضى العربية المحتلة الى خط الرابع من حزيران عام/1967/ واقرار حقوق الشعب العربى الفلسطينى فى اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين منهم

ونحن نسعى لكسب تأييد الجميع الى صف دعاة السلام فى منطقتنا ونأمل من راعيى السلام والاتحاد الاوروبى والامم المتحدة القيام بما يتطلبه انهاء العدوان واحلال السلام العادل والشامل فى هذه المنطقة من العالم

:السيد الرئيس

اكرر ترحيبى بكم وبمرافقيكم فى سورية التى تقدر الصداقة حق قدرها وتسعى لتعزيز العلاقات مع بلدكم الصديق

وختاما أتمنى لكم موفور الصحة والسعادة ولشعبكم المزيد من الازدهار

ولتتعزز دائما الصداقة بين شعبينا

والسلام عليكم







رد مع اقتباس
قديم 28-01-2011, 02:26 AM رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
المحامي هلال حسين
عضو مميز جداً

الصورة الرمزية المحامي هلال حسين

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


المحامي هلال حسين غير متواجد حالياً


افتراضي رد: كلمات السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد

كلمة السيد الرئيس في بلدية باريس

القى السيد الرئيس بشار الاسد كلمة هذا نصها :

السيد برتراند دولانوى رئيس بلدية باريس
ايها السيدات والسادة
احييكم جميعا ممثلين لمدينة باريس مدينة الثقافة والعلم والمعرفة عاصمة فرنسا المهيبة التى تتجلى فى ربوعها واحيائها المترامية صروح تشهد للشعب الفرنسى الصديق بالابداع فى فن العمارة وبالذوق الرفيع فى تشييد معالم باريس المتميزة واشكر للسيد رئيس بلدية باريس كلمته الترحيبية التى استمعنا اليها بكل اهتمام ونقدر ماتضمنته من عبارات توءكد ان التقدم فى العلاقات بين بلدينا مستمر لما فيه خير الشعبين السورى والفرنسى ويسرنى ان يجمعنا معكم هذا اللقاء فى دار بلدية باريس وان استقبالكم لنا فى هذا الصرح العريق موءشر الى رغبة نوءمن بأنها متبادلة فى تعزيز العلاقات السورية الفرنسية فى مجالاتها كافة واننى باسم عقيلتى وباسمى وباسم اعضاء الوفد العربى السورى اشكركم على هذا الترحيب الحار والحفاوة التى احاطنا بها الاصدقاء الفرنسيون خلال وجودنا فى باريس واود ان انقل عن طريقكم الى ابناء باريس والى الشعب الفرنسى عموما تحيات ابناء دمشق عاصمتنا الضاربة جذورها فى اعماق التاريخ وتحيات الشعب العربى فى سورية بلد الحضارات العريقة والموقف الثابت والعمل من اجل السلام والازدهار ان الشعب العربى السورى يكن المحبة والمودة للشعوب الاخرى ويقدر الصداقة حق قدرها ويأخذ المبادرة فى التعاون مع الاخرين ويستجيب لمبادراتهم المخلصة ويحرص على الصدق فى التعامل معهم من هنا كسب السوريون الذين عاشوا منذ فجر التاريخ صداقاتهم مع معظم الشعوب التى عاصرتهم وحافظوا على تلك الصداقات حتى يومنا هذا ولم تكن العلاقة مع فرنسا خارج هذا الاطار فعلاقاتنا معكم تعود الى ايام الفينيقيين السوريين الذين ربطت حضارتهم بين دول المتوسط بعضها ببعض وجعلت من البحر همزة وصل بين شعوبه مما سمح بتناقل التجارة والعمارة والفكر المتحرر والمتسامح بين بلدينا وعبرهما منذ الاف السنين كانت دمشق اقدم مدينة فى التاريخ مهد المسيحية الاول عندما انطلق منها بولس الرسول ليبشر بتعاليم السيد المسيح ومبادئه فى المحبة والتسامح وكذلك أرسى فيها بناء الدولة الاسلامية الاولى عندما اصبحت عاصمة الدولة الاموية التى امتدت من الصين الى اسبانيا تنشر تعاليم الاسلام المستندة الى مبادىء التسامح والعدل والاخاء والمساواة شهدت دمشق اذا بناء الكنائس الاولى فى التاريخ وكان فيها الجامع الاموى اقدم جوامع العالم من حيث اتساعه واسلوب بنائه كما نقل الاف الدارسين فى مدارسها القديمة والتى بنيت منذ مئات السنين خلاصة العلوم التى درسوها فيها ليساهموا فى تطور البشرية فى حين كانت مشافيها تعالج المرضى القادمين من جميع انحاء الدولة الاموية قدمت دمشق للعالم سيفها الدمشقى رمز الاتقان ونسيجها الدمشقى رمز الفن والذوق ووردتها الدمشقية رمز المحبة بشكل مقابل كانت باريس ولاتزال عاصمة الاتقان والفن والذوق والمحبة تزعمت الفكر العالمى لقرون طويلة واصبحت الان من اهم مراكز السياحة العالمية لقد رسمت معالمها تاريخ الشعب الفرنسى فى انتصاراته وفى مقاومته للاحتلال وفى بنائه لحضارته وفنونه مدارسها الهندسية والطبية الكبرى أهلت الاف الاختصاصيين فى العالم وشهدت مشافيها ولادة اهم
الادوية التى انقذت حياة الملايين من البشر منها انطلقت الثورة الفرنسية لتبنى الدولة الحديثة ولتنشر مبادىء المساواة والعدل واخاء فعبرت مسارحها عن معانيها ونقلتها لغتها وكتبها وثقافتها الى كل انسان متعطش الى الحرية والعدل ولم تكتف باريس بثورتها الفكرية والحضارية بل حققت ايضا سبق اختراع اول شبكة معلومات رقمية جاءت قبل انتشار الانترنت بسنوات طويلة لتثبت تميزها بروحها الثورية المتحررة نعم ايها السادة لباريس مهندسها ايفل ولدمشق مهندسها ابو للودور الدمشقى وفى باريس يرقد نابليون وفى دمشق يرقد صلاح الدين واذا كان العالم يحسد الباريسيين على جادة الشانزليزيه اجمل شوارع الدنيا فان دمشق تفتخر بشارعها المستقيم اقدم واطول شارع فى العالم ضمن مدينة مأهولة ان باريس و دمشق كل منهما متحف حى يختزل حقب التاريخ مجتمعة من هنا كان من الطبيعى ان ننظر الى فرنسا بعين التاريخ والحضارة مستندين الى المبادىء التى تجمعنا والتى تناقل شعبانا مسوءولية نشرها عبر العالم ومن هنا كان من الطبيعى ان ندعو فرنسا لتتابع نشر رسالتها الحضارية فى العالم وان تكون مبادئنا المشتركة هى مصدر الاعراف والممارسات الدولية وان تصبح هى الاساس لتحقيق السلام فى كل ارجاء العالم

السيد برتراند دولانوى رئيس بلدية باريس
السيدات والسادة الحضور
مرة اخرى اشكركم على هذا اللقاء والترحيب الذى ترك اعمق الاثر فى نفوسنا وستظل ذكراه ماثلة لدينا سنين عديدة اتمنى لكم ولابناء باريس وللشعب الفرنسى كل امنيات الخير والسعادة والازدهار وانا واثق بأن المستقبل سيشهد المزيد من التطور والنمو فى علاقات الصداقة والتعاون بين بلدينا والسلام عليكم







رد مع اقتباس
قديم 28-01-2011, 02:27 AM رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
المحامي هلال حسين
عضو مميز جداً

الصورة الرمزية المحامي هلال حسين

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


المحامي هلال حسين غير متواجد حالياً


افتراضي رد: كلمات السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد

كلمة السيد الرئيس في حفل افتتاح معرض قرطبة - أسبانيا

القى السيد الرئيس/ بشار الاسد/ كلمة فى حفل افتتاح معرض قرطبة الكبير/ تألق الامويين القرطبيين/ فيما يلى نصها
جلالة الملك خوان كارلوس الاول
جلالة الملكة صوفيا
السيد رومانو برودى رئيس المفوضية الاوروبية
السيدات والسادة الحضور
شوق دمشقى الى قرطبة امتد لاكثر من الف عام يدفعنى لكى استهل كلمتى بالتحية العربية السلام عليكم هذه التحية التى كانت تتردد كل يوم مرات كثيرة فى هذه البقعة وغيرها من بلاد الاندلس واتوجه بالشكر الى جلالة الملك/ خوان كارلوس/ على دعوته الكريمة واليوم ونحن قادمون من دمشق اقدم عاصمة مأهولة فى التاريخ نشارك معكم فى هذه التظاهرة الكبرى التى يثبت الشعب الاسبانى من خلالها مدى احترامه للحضارة والتاريخ نستعرض فيها معا تراثا رائعا خلفه لنا اسلافنا وتبدو امامنا الان بعض معالمه شاهدة على تاريخ مشترك يعلمنا ان الانسانية بمعناها الحقيقى ومضمونها الاصيل واسعة لاتحدها حدود ولاتفرقها اجناس او شعوب واذا كان الهدف من هذا الاحتفال ان نستذكر احداثا مرت عليها قرون من الزمن بما احتوت من اعمال مجيدة فان توجهنا هو الى الحاضر والمستقبل عازمين على ان نجعل من دروس الماضى مرتكزات لتواصل غنى بمضامينه حاضرا ومستقبلا واسمحوا لى ان انقل اليكم رسالة تحية حارة ومحبة اصيلة من دمشق ملتقى الاديان السماوية وعاصمة الدولة الاموية غابرا وعاصمة الجمهورية العربية السورية حاضرا وهى رسالة من شعبنا فى سورية الذى يتابع بكل اهتمام هذا الحفل وهو يحث السير على طريق التحديث والتطوير والتنمية انطلاقا من ماض عريق واستنادا الى تاريخ غنى كلا بلدينا ينتمى اليه ويفخر به اننا اليوم نستحضر حقبا من التاريخ قيل فيها الكثير وكتب عنها ما يملأ مجلدات عديدة والتاريخ معلم ومرشد ودروسه مفيدة بقدر مايتصف رواته بالحيادية فى عرض احداثه وبالموضوعية فى تحليل اسباب تلك الاحداث وبالجدية فى استخلاص عبرها ودروسها

ايتها السيدات ايها السادة:
كانت سورية نظرا لموقعها الجغرافى موئلا لعشرات الحضارات فيها ابتكرت الزراعة وابتدعت الخلائط المعدنية وصنع الفخار العادى والمزين والملون وظهرت الابجدية الاولى والقواميس الاولى واللحن الاقدم فى التاريخ وكانت هذه كلها مظاهر لمجتمع متطور يفكر فى التوثيق لكى يتواصل مع الاجيال اللاحقة والشعوب المعاصرة له فى مواقع اخرى هذا البحث عن التواصل كان يدفع العرب السوريين لكى ينقلوا ابداعاتهم الى الشعوب الاخرى وهو ماشهدناه ابتداء من الحضارات العربية الاقدم وصولا الى الفينيقيين فالعرب الامويين فى الاندلس تمازجت الدماء واختلطت الاعراق بين اهل البلد والقادمين اليها عبر المغرب العربى حاملين مبادىء سامية وخلاصة ماكان الفكر البشرى قد توصل اليه من انجازات وعندما يقال هذا الكلام فان الغالبية منا تعود بمعرفتها للتاريخ الى المرحلة العربية فى الاندلس التى امتدت مابين القرنين الثامن والخامس عشر الميلاديين والتى تميز خلالها الحكم الاموى بشكل خاص محققا الازدهار والاستقرار لاكثر من ثلاثمائة عام وتتوقف العلاقة التاريخية بين بلاد الاندلس وبلاد الشام فى ذهن الكثيرين عند هذا الحد بينما تدل الشواهد على ان الماضى المشترك بيننا عريق يمتد بعيدا فى قلب التاريخ ولابد لاية محاولة لقراءة تاريخ اسبانيا خلال اربعة الاف سنة مضت من ان تمر بالعلاقات الوشيجة مع بلاد الشام التى بنيت عبر العصور المختلفة القديمة والكلاسيكية فالاسلامية لقد ظهرت بداية التاريخ المشترك بيننا فى زمن الفينيقيين الذين قدموا من شبه الجزيرة العربية واسسوا حضارتهم على سواحل بلاد الشام وانتشروا عبر البحر المتوسط فكانت مدينة قادس اقدم واهم المدن التى بنوها على ساحل شبه الجزيرة الايبيرية بالاضافة الى قرطاجنة وملقة اما على الساحل الشرقى للمتوسط فكانت اوغاريت صاحبة اول ابجدية فى التاريخ وكانت جبيل وجبلة وعسقلان وغيرها من المدن التى انطلق منها الفينيقيون لينشروا حضارتهم عبر شواطىء المتوسط وقد اتسمت شعوب تلك الحضارة بالتسامح والانفتاح العقلى والمرونة الفكرية وبالميل للعيش بسلام مع الشعوب الاخرى وهذه المواصفات الانسانية المتميزة كان لها اثر ايجابى وكبير فى الحضارات التى تلتها خاصة فى العصر الرومانى الذى شمل بسيطرته بلاد الشام والاندلس وكاد ان يكون عسكريا بحتا لولا المساهمات الحضارية الهامة لسكان بلاد الشام والاندلس وذلك من خلال تأديتهم ادوارا هامة اساسية فى حياة روما خاصة فى المجالات السياسية والثقافية والزراعية فبرز من قادس السياسى البارع بالب احد فرسان روما الكبار كما تميز الفيلسوف موديرات والشاعر لاينوس روف فى ميدان الثقافة والمهندس كوميلا فى ميدان الزراعة اما من الجهة الشرقية للمتوسط فقد كان هناك العديد من الاباطرة الذين حكموا روما ومنهم جوليا دومنا و فيليب العربى و كركلا و سبتموس سيفيروس و ايلا غابالوس الذين جاؤوا جميعا من سورية كما برز فى حقل البناء والهندسة/ ابولودور الدمشقى/ اعظم معمارى فى التاريخ الرومانى لقد هيأت هذه الابداعات الحضارية المشتركة الارضية المناسبة لقيام الحضارة العربية فى الاندلس التى كانت انجازاتها معجزة فى ذلك الزمان ولكن الثقافة الوافدة لاتستطيع ان تتطور وتتفاعل الا فى ارض خصبة كالاندلس التى كانت مستقرا لحضارات مختلفة سبق لها ان استقرت ايضا فى بلاد الشام او نبعت منها فكان ان ولدت حالة حضارية نوعية فى الفترة الاموية الاندلسية قل ان عرف العالم نظيرا لها كانت الفترة الاموية فى الاندلس ذروة العلاقة التاريخية التى ابتدأت قبل الفى سنة من الميلاد فانعدم التعصب وشمل الازدهار فيها نواحى الحياة كافة وازدادت الحيوية والابتكار وشاع الذوق الرفيع وتطورت الزراعة والصناعة والعمارة والفكر وظهر فيها اعلام اغنوا العلم والفكر كالطبيب الزهراوى الذى ولد هنا فى المدينة الزهراء والمؤرخ ابن عبد ربه والشاعر ابن زيدون اللذين ولدا فى قرطبة وغيرهما الكثير ممن ولدوا لاحقا فيها كالفيلسوف ابن رشد او تعلموا فيها او نهلوا من معارفها كالجغرافى الشريف الادريسى

ايتها السيدات ايها السادة:
لقد كانت الحضارة العربية فى الاندلس حقبة هامة سادها الوئام واتسمت بالتسامح والتلاقح الفكرى والاجتماعى بين شعوب مختلفة ونقلت الحضارة من شامية اندلسية الى عربية اندلسية محققة اندماجا حضاريا كان من المستحيل التوصل اليه دون ان ينشأ حوار بين الحضارات نطالب به اليوم لانه يؤدى الى تأخى الحضارات ومن ثم الى اندماجها مما يسمح لنا ان نتجنب الوصول فى المستقبل الى عولمة شاذة مبنية على الغاء او تهميش الثقافات وان نحقق العولمة السليمة التى تبنى على مساهمة كل الشعوب فى العمل لتحقيق هدف الوصول الى مزيج حضارى متجانس يرتقى بالانسانية الى الاعلى وبالتالى فان العلاقة الشامية الاندلسية التى تطورت الى علاقة عربية اندلسية يجب ان تستمر وان تتطور من خلال العلاقة السورية الاسبانية والعربية الاوروبية وسورية التى انتشر عبرها الاسلام كما انتشرت عبرها المسيحية الى ارجاء العالم كافة والتى قامت فيها اقدم حضارات العالم يرنو شعبها اليوم بثقة وامل الى هذا اللقاء ومايرمز اليه من ارتباط بالماضى وانطلاق الى مستقبل مشرق ملؤه السلام والوئام

وشكرا







رد مع اقتباس
قديم 28-01-2011, 02:28 AM رقم المشاركة : 22
معلومات العضو
المحامي هلال حسين
عضو مميز جداً

الصورة الرمزية المحامي هلال حسين

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


المحامي هلال حسين غير متواجد حالياً


افتراضي رد: كلمات السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد

القى السيد الرئيس/ بشار الاسد/ كلمة فى حفل افتتاح معرض قرطبة الكبير/ تألق الامويين القرطبيين/ فيما يلى نصها

جلالة الملك خوان كارلوس الاول

جلالة الملكة صوفيا

السيد رومانو برودى رئيس المفوضية الاوروبية

السيدات والسادة الحضور

شوق دمشقى الى قرطبة امتد لاكثر من الف عام يدفعنى لكى استهل كلمتى بالتحية العربية السلام عليكم

هذه التحية التى كانت تتردد كل يوم مرات كثيرة فى هذه البقعة وغيرها من بلاد الاندلس

واتوجه بالشكر الى جلالة الملك/ خوان كارلوس/ على دعوته الكريمة

واليوم ونحن قادمون من دمشق اقدم عاصمة مأهولة فى التاريخ نشارك معكم فى هذه التظاهرة الكبرى التى يثبت الشعب الاسبانى من خلالها مدى احترامه للحضارة والتاريخ نستعرض فيها معا تراثا رائعا خلفه لنا اسلافنا وتبدو امامنا الان بعض معالمه شاهدة على تاريخ مشترك يعلمنا ان الانسانية بمعناها الحقيقى ومضمونها الاصيل واسعة لاتحدها حدود ولاتفرقها اجناس او شعوب

واذا كان الهدف من هذا الاحتفال ان نستذكر احداثا مرت عليها قرون من الزمن بما احتوت من اعمال مجيدة فان توجهنا هو الى الحاضر والمستقبل عازمين على ان نجعل من دروس الماضى مرتكزات لتواصل غنى بمضامينه حاضرا ومستقبلا

واسمحوا لى ان انقل اليكم رسالة تحية حارة ومحبة اصيلة من دمشق ملتقى الاديان السماوية وعاصمة الدولة الاموية غابرا وعاصمة الجمهورية العربية السورية حاضرا وهى رسالة من شعبنا فى سورية الذى يتابع بكل اهتمام هذا الحفل وهو يحث السير على طريق التحديث والتطوير والتنمية انطلاقا من ماض عريق واستنادا الى تاريخ غنى كلا بلدينا ينتمى اليه ويفخر به

اننا اليوم نستحضر حقبا من التاريخ قيل فيها الكثير وكتب عنها ما يملأ مجلدات عديدة والتاريخ معلم ومرشد ودروسه مفيدة بقدر مايتصف رواته بالحيادية فى عرض احداثه وبالموضوعية فى تحليل اسباب تلك الاحداث وبالجدية فى استخلاص عبرها ودروسها

:ايتها السيدات ايها السادة

كانت سورية نظرا لموقعها الجغرافى موئلا لعشرات الحضارات فيها ابتكرت الزراعة وابتدعت الخلائط المعدنية وصنع الفخار العادى والمزين والملون وظهرت الابجدية الاولى والقواميس الاولى واللحن الاقدم فى التاريخ وكانت هذه كلها مظاهر لمجتمع متطور يفكر فى التوثيق لكى يتواصل مع الاجيال اللاحقة

والشعوب المعاصرة له فى مواقع اخرى هذا البحث عن التواصل كان يدفع العرب السوريين لكى ينقلوا ابداعاتهم الى الشعوب الاخرى وهو ماشهدناه ابتداء من الحضارات العربية الاقدم وصولا الى الفينيقيين فالعرب الامويين

فى الاندلس تمازجت الدماء واختلطت الاعراق بين اهل البلد والقادمين اليها عبر المغرب العربى حاملين مبادىء سامية وخلاصة ماكان الفكر البشرى قد توصل اليه من انجازات

وعندما يقال هذا الكلام فان الغالبية منا تعود بمعرفتها للتاريخ الى المرحلة العربية فى الاندلس التى امتدت مابين القرنين الثامن والخامس عشر الميلاديين والتى تميز خلالها الحكم الاموى بشكل خاص محققا الازدهار والاستقرار لاكثر من ثلاثمائة عام

وتتوقف العلاقة التاريخية بين بلاد الاندلس وبلاد الشام فى ذهن الكثيرين عند هذا الحد بينما تدل الشواهد على ان الماضى المشترك بيننا عريق يمتد بعيدا فى قلب التاريخ

ولابد لاية محاولة لقراءة تاريخ اسبانيا خلال اربعة الاف سنة مضت من ان تمر بالعلاقات الوشيجة مع بلاد الشام التى بنيت عبر العصور المختلفة القديمة والكلاسيكية فالاسلامية

لقد ظهرت بداية التاريخ المشترك بيننا فى زمن الفينيقيين الذين قدموا من شبه الجزيرة العربية واسسوا حضارتهم على سواحل بلاد الشام وانتشروا عبر البحر المتوسط فكانت مدينة قادس اقدم واهم المدن التى بنوها على ساحل شبه الجزيرة الايبيرية بالاضافة الى قرطاجنة وملقة

اما على الساحل الشرقى للمتوسط فكانت اوغاريت صاحبة اول ابجدية فى التاريخ وكانت جبيل وجبلة وعسقلان وغيرها من المدن التى انطلق منها الفينيقيون لينشروا حضارتهم عبر شواطىء المتوسط

وقد اتسمت شعوب تلك الحضارة بالتسامح والانفتاح العقلى والمرونة الفكرية وبالميل للعيش بسلام مع الشعوب الاخرى

وهذه المواصفات الانسانية المتميزة كان لها اثر ايجابى وكبير فى الحضارات التى تلتها خاصة فى العصر الرومانى الذى شمل بسيطرته بلاد الشام والاندلس وكاد ان يكون عسكريا بحتا لولا المساهمات الحضارية الهامة لسكان بلاد الشام والاندلس وذلك من خلال تأديتهم ادوارا هامة اساسية فى حياة روما خاصة فى المجالات السياسية والثقافية والزراعية فبرز من قادس السياسى البارع بالب احد فرسان روما الكبار كما تميز الفيلسوف موديرات والشاعر لاينوس روف فى ميدان الثقافة والمهندس كوميلا فى ميدان الزراعة اما من الجهة الشرقية للمتوسط فقد كان هناك العديد من الاباطرة الذين حكموا روما ومنهم جوليا دومنا و فيليب العربى و كركلا و سبتموس سيفيروس و ايلا غابالوس الذين جاؤوا جميعا من سورية

كما برز فى حقل البناء والهندسة/ ابولودور الدمشقى/ اعظم معمارى فى التاريخ الرومانى

لقد هيأت هذه الابداعات الحضارية المشتركة الارضية المناسبة لقيام الحضارة العربية فى الاندلس التى كانت انجازاتها معجزة فى ذلك الزمان

ولكن الثقافة الوافدة لاتستطيع ان تتطور وتتفاعل الا فى ارض خصبة كالاندلس التى كانت مستقرا لحضارات مختلفة

سبق لها ان استقرت ايضا فى بلاد الشام او نبعت منها فكان ان ولدت حالة حضارية نوعية فى الفترة الاموية الاندلسية قل ان عرف العالم نظيرا لها

كانت الفترة الاموية فى الاندلس ذروة العلاقة التاريخية التى ابتدأت قبل الفى سنة من الميلاد فانعدم التعصب وشمل الازدهار فيها نواحى الحياة كافة وازدادت الحيوية والابتكار وشاع الذوق الرفيع وتطورت الزراعة والصناعة والعمارة والفكر

وظهر فيها اعلام اغنوا العلم والفكر كالطبيب الزهراوى الذى ولد هنا فى المدينة الزهراء والمؤرخ ابن عبد ربه والشاعر ابن زيدون اللذين ولدا فى قرطبة وغيرهما الكثير ممن ولدوا لاحقا فيها كالفيلسوف ابن رشد او تعلموا فيها او نهلوا من معارفها كالجغرافى الشريف الادريسى

:ايتها السيدات ايها السادة

لقد كانت الحضارة العربية فى الاندلس حقبة هامة سادها الوئام واتسمت بالتسامح والتلاقح الفكرى والاجتماعى بين شعوب مختلفة ونقلت الحضارة من شامية اندلسية الى عربية اندلسية محققة اندماجا حضاريا كان من المستحيل التوصل اليه دون ان ينشأ حوار بين الحضارات نطالب به اليوم لانه يؤدى الى تأخى الحضارات ومن ثم الى اندماجها مما يسمح لنا ان نتجنب الوصول فى المستقبل الى عولمة شاذة مبنية على الغاء او تهميش الثقافات وان نحقق العولمة السليمة التى تبنى على مساهمة كل الشعوب فى العمل لتحقيق هدف الوصول الى مزيج حضارى متجانس يرتقى بالانسانية الى الاعلى

وبالتالى فان العلاقة الشامية الاندلسية التى تطورت الى علاقة عربية اندلسية يجب ان تستمر وان تتطور من خلال العلاقة السورية الاسبانية والعربية الاوروبية

وسورية التى انتشر عبرها الاسلام كما انتشرت عبرها المسيحية الى ارجاء العالم كافة والتى قامت فيها اقدم حضارات العالم يرنو شعبها اليوم بثقة وامل الى هذا اللقاء ومايرمز اليه من ارتباط بالماضى وانطلاق الى مستقبل مشرق ملؤه السلام والوئام

وشكرا







رد مع اقتباس
قديم 28-01-2011, 02:29 AM رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
المحامي هلال حسين
عضو مميز جداً

الصورة الرمزية المحامي هلال حسين

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


المحامي هلال حسين غير متواجد حالياً


افتراضي رد: كلمات السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد

كلمة السيد الرئيس في مؤتمر القمة العربية - عمان

ألقى السيد الرئيس بشار الأسد اليوم كلمة فى الجلسة الافتتاحية لمؤتمر القمة العربية فى عمان فيما يلي نصها
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو
السيد الأمين العام لجامعة الدول العربية
استهل كلمتي بتوجيه الشكر إلى الأخ الملك عبد الله الثاني ملك المملكة الأردنية الهاشمية وشعب المملكة الشقيق على استضافته هذه القمة العربية وعلى توفير أجواء العمل الصحيحة لأجواء عربية تبدو اليوم اكثر صحة من ذي قبل ولا يفوتني أن انقل إليكم تحيات الشعب العربي السوري وتمنياته لمؤتمرنا بان يحالفه النجاح وان يحقق النتائج المأمولة منه والتي لا تختلف بأي حال من الأحوال عن آمال وتطلعات الشعوب العربية فى الوطن العربي الكبير ومن دواعي السرور أن نشارك فى أول انعقاد دوري للقمة العربية منذ سنين عديدة بعد أن قررنا ذلك في القمة غير العادية التي انعقدت في القاهرة العام الماضي وهذا الانتظام بحد ذاته هو نقلة نوعية فى العمل العربي المشترك ففيه تفعيل لدور جامعة الدول العربية الذي نتطلع لان يأخذ أبعاده الكاملة وفيه تعزيز للموقف العربي فى مواجهة الأخطار والتحديات المختلفة كما انه يدل على قدرة العرب على الالتزام إن هم أرادوا ذلك والاهم من ذلك أنه يدفع التنسيق العربي العربي فى الفواصل بين القمم بهدف الوصول إلى القمة بأفضل الحالات و أكثرها فاعلية وهذا بحد ذاته يوازى انعقاد القمم فى الأهمية إن لم يكن أهم وهذا يعنى إننا خطونا خطوة إلى الأمام من خطوات الألف ميل وليس المقصود إننا لم نخط قبلها بل المقصود أن الطريق مازال طويلا وبالتالي فان طموحاتنا كعرب لاتقف عند هذا الحد من التفعيل والتفاعل مع بعضنا البعض ومع ظروفنا الخارجية المحيطة بنا بل أن دولاب التطوير الذي بدأ بالدوران لابد من أن نستمر فى دفعه كي لا يتوقف وهذا لايمكن أن يتم إلا من خلال الحوار المسؤول والمصارحة وهذه المصارحة عادة ما تركز على تحديد مواقع الخلل في الماضي أو ما يمكن أن نسميه تقييما مشتركا أو موحدا للمراحل السابقة فغالبا ما كانت القمم العربية تصدر بيانات وتتخذ قرارات موحدة لتقييمات ومفاهيم مختلفة أو متناقضة إلى حد كبير وهو ما أدى إلى تعطيل تنفيذ العديد من تلك القرارات والى عدم اهتمام الكثير من دول العالم بتلك البيانات لمعرفتهم المسبقة بالوضع والنهج العربي فى مقاربة القضايا المطروحة

أيها الاخوة ونحن الآن مجتمعون فى هذه القمة فان شعوبنا تتطلع إلينا منتظرة منا نتائج كثيرة لاتقف عند إصدار البيان أو اتخاذ القرارات التي ستصدر فى ختام قمتنا وانما تتجاوزها إلى أشياء أكثر أهمية وفى مقدمتها تطوير آليات العمل العربي وليس فى مجال واحد فقط بل في كل المجالات وبلا حدود وهذا يعنى ويتطلب زيادة الإيجابيات على حساب السلبيات وتعزيز نقاط القوة مقابل تقليص نقاط الضعف التي ما تزال كثيرة وعلى رأسها سوء التقدير وعدم قراءة الأحداث بشكلها الصحيح لذلك كثيرا ما نرى أنفسنا كأمة تخاف عندما يجب أن تطمئن وتشعر بالراحة فى مواقع الخطر وفى ذروة التهديد وأحيانا نخلط بين الهروب والحكمة والتنازل والشجاعة وغالبا ما نتفاعل بقوة مع أمور لا تمسنا بشكل مباشر وأحيانا لا تعنينا بينما لا نشعر بأمور أخرى أكثر تأثيرا علينا وأحيانا أخرى نتبنى قضايا الاخرين على حساب الاهتمام بقضايانا دون أن نعرف أو نسأل أنفسنا لماذا وطبعا كل ما قلته هنا يأتي في إطار الكلام النظري العام والقمم العربية لا يفترض بها أن تكون موقعا للتنظير بل هي منبر للحديث عن الواقع وبالتالي لابد من الحديث عن أمثلة واقعية والإشارة إليها فهي بالإضافة إلى كونها أمثلة فأنها تجسد قضايا راهنة مطلوب منا مناقشتها ووضع تقييم وفهم موحد لها وبذلك فقط تكون قرارات القمة قابلة للتطبيق والاستمرارية ويكون للبيان الختامي الوقع والتأثير المرجوان لدى الشعب العربي وعند الشعوب الأخرى أيضا ومن العناوين التي أرى من المفيد أن نفكر بها بهدف تطويرها مجموعة من النقاط

أولا/ قضية الانفعالية العربية،الابتعاد عن الفاعلية والارتجال باتجاه الانفعالية أي الارتكاز ورد الفعل المبالغ به تجاه القضايا المطروحة أو القضايا الطارئة بشكل لا يتناسب مع حجم أو أهمية القضية بالنسبة للامة العربية وهذا يؤدى لتشتيت الزخم والتفتيت العربيين باتجاهات ثانوية بعيدة عن الاتجاهات الرئيسية على سبيل المثال تفاعلنا، ردات أفعالنا تجاه تغير الحكومات الإسرائيلية وخاصة الحكومة الأخيرة قبل أن تتبدل هذه الحكومة بدأ العرب بالتفاعل مع هذا الموضوع وتبدل المزاج العربي بشكل حاد وغير مسبوق ونتيجة تغير المزاج تغير التقييم ومن ثم تغير التفكير والتفسير وتغير الأداء والقرار ونتيجة كل ذلك تغير مصير القضايا العربية كم فى ذلك من تصغير للامة العربية، للدول العربية، للمواطنين العرب ،كم فى ذلك من تقزيم للقضايا العربية أن نكون متحركين بحركة إسرائيلية داخلية وغير ثابتين بثبات القضايا والحقوق العربية فإذا لابد من ثبات المزاج والنهج والأداء وبالتالي القرار طالما أن الحقوق ثابتة لا تتغير وبالتالي لا نغير بل نطور وعندها فقط نستطيع أن نبقى الجهود العربية مركزة باتجاه القضايا الرئيسية وليس باتجاه القضايا الثانوية تاريخنا / طبعا فيه تحليل معنى وصول رؤساء العديد من الحكومات الإسرائيلية وأيضا غرقنا فى تحليل معنى وصول المولود الجديد شارون ونسينا كل شيء وكاد أن يتحول إلى القضية المركزية هذا الإنسان كاد أن يتحول إلى القضية العربية المركزية وابتدأنا بالمقارنات من افضل الخلف أم السلف ،السلف أم سلف السلف ، من أقرب للعرب، ومن أقرب للسلام ،ومن أقرب للحرب وكدنا ننقسم مع واحد ضد الآخر والبعض ارتعدت فرائصه والبعض الآخر شعر بعقدة الذنب بعد ظهور نتائج الانتخابات النهائية وكدنا نصبح ناخبا موازيا وناخبا ضد ،أيضا انشغلنا بتحليل الفرق بين اليمين واليسار فى إسرائيل ولا يريد البعض أن يعرف أن اليمين واليسار بالنسبة لإسرائيل هو موضوع داخلي أما بالنسبة للعرب فلا يوجد يمين ويسار في إسرائيل من يقتل ألف عربي هو يسار ومن يقتل خمسة آلاف عربي هو يمين وعندما يأتي من يقتل عشرة آلاف يصبح اليمين وسط ويكون هناك يمين جديد بالنسبة لنا كعرب كل الإسرائيليين هم يمين المهم انشغلنا بتحليل كل هذه القضايا التي لاتقدم ولا تؤخر ونسينا الموضوع الأساسي أو النقطة الأساسية والجوهر ونسينا أن هناك شارعا إسرائيليا هو السبب أما البقية والنقاط الأخرى فهي نتائج لنقيم هذا الشارع الإسرائيلي بشكل سريع بعد عملية السلام وليس قبل عملية السلام كي لا يقولوا بأننا ننطلق من منطلق عدواني هذا الشارع قتل رابين عندما شك مجرد شك بان هذا الرجل قد يقدم شيئا للسلام أنا لا أقول قدم أقول قد مجرد الشك جعلهم يقتلون هذا الإنسان بالرغم من أنه بطل تكسير عظام الفلسطينيين فى الانتفاضة الأولى هذا الشارع أسقط بيريز عندما شك بأنه أقل تطرفا من نتانياهو بالرغم من إن بيريز قدم هدية للشارع الإسرائيلي وهى مجزرة قانا هذا الشارع اسقط باراك عندما شك بأنه اقل تطرفا من شارون وعندما شك بأنه من خلال الطروحات الوهمية الكاذبة من الممكن أن يقدم شيئا لعملية السلام بالرغم من ان باراك كان قد قدم هدية للشارع الإسرائيلي اكثر من اربعمئة شهيد فلسطيني والان هذا الشارع هو نفسه يأتي ب شارون طبعا نحن لسنا معنيين بالأسماء فمهما خفضوا من اهتمامهم بقضايانا وبحقوقنا سيأتي يوم ويرتفعون لمثل هذا المستوى ومهما رفعوا من مطالبهم سيأتي يوم ويخفضون المطالب إلى المستوى الذي نريد لكن يأتينا البعض ليقول لنا من الأجانب أو من العرب أن شارون صحيح قد يكون ضد السلام لكن الشارع الإسرائيلي مختلف لماذا لا نسأل هذا السؤال البسيط لهؤلاء شارون يوصف فى العالم بشكل عام وحتى فى داخل إسرائيل بأنه رجل مجازر، رجل قتل، رجل يكره العرب، وهذا صحيح هو يكره كل شيء له علاقة بالعرب هذا الشخص كيف أتى إلى رئاسة الحكومة، هو رشح نفسه بإرادته لكنه لم يصل بإرادته بل وصل بإرادة الشارع الإسرائيلي فكيف يريدون أن نقنع أنفسنا أولا وان نقنع الشارع العربي

ثانيا بان هذا الشارع الذي انتخب رجلا بمواصفات شارون هو شارع يريد السلام، هو شارع يريد إعادة الحقوق للعرب، هو شارع غير معاد للعرب والمسلمين، فإذا علينا أن نركز على الشارع قبل أن نركز على الأشخاص والحكومات ويأتي البعض ليقول لنا بان شارون يجب أن يعطى فرصة، فعلى الأقل يجب أن نعرف ماذا يقصدون بكلمة فرصة، ولماذا الفرصة، فإذا كان هو نتيجة للشارع وليس سببا فلماذا لا نعطى فرصة للشارع أولا إذا كان هو نتيجة فيعنى انه مربوط بشارع متطرف لا يريد السلام فما هو الهدف من هذه الفرصة هل سيتحول شارون فجأة إلى حمامة سلام، هل سيتحول الشارع الإسرائيلي فجأة إلى شارع محب للعرب وشارع غير عنصري ثانيا/ ما المقصود بكلمة فرصة،الفرصة تعنى إعطاء زمن،هاهو الهدف من إعطاء هذا الزمن هل المقصود بالزمن لقتل المزيد من العرب،أم زمن لتقديم المزيد من التنازلات/ لنضع تعريفا كي ننطلق باتجاه واضح لكي نعرف إلى أين نحن ذاهبون فإذا لمعرفة حقيقة السلام المقبل لابد من معرفة حقيقة الشارع الإسرائيلي الذي بدأ عملية السلام فى مدريد عام/1991/ بشامير واليوم ينهيها بشارون ، بدأ بشامير وينهيها بشارون وطبعا الأسماء التي أتت فى الوسط بينهما الكل متشابه، لا يوجد أي فرق بين الأول والأخير ومن في الوسط من منهم قدم شيئا للسلام /أخذوا كل شيء من السلام ولم يعطوا شيئا من منهم قدم للعرب، قدموا الشهداء، وأخذوا الأرواح فإذا علينا أن نحدد حقيقة الشارع وألا ننغمس بتحليل الأشخاص، قد يعطى هذا مؤشرا لكنه ليس الجوهر بالعكس، نحن ثلاثمائة مليون عربي وعندما نتخذ القرار الجريء والواضح فالثلاثمائة مليون سيدعموننا ماديا ومعنويا وعدا ذلك لن يقف معنا لا عربي ولا غير عربي وسننتقل من ضعف إلى ضعف فإذا يجب أن نكون واعين لعدم الوقوع فى فخ ربط مواقفنا وسياساتنا تجاه قضايانا بالأشخاص فى إسرائيل بل يجب ربط هذه المواقف والسياسات بالشارع الإسرائيلي الذي يظهر يوما بعد يوم انه ضد السلام، نربط هذه المواقف بالشارع الإسرائيلي وهذا يعنى إن كل إسرائيلي مسؤول عن كل شبر من الأرض العربية، كل إسرائيلي مسؤول عن روح كل مواطن عربي أو عن روح كل مواطن عربي يمكن أن تزهق أو تزهق الان بالتالي فان الربط ربط هذه المواقف بالأشخاص هو ربط مؤقت وهذا يعنى انه كلما أتى شخص نختلف على تقييمه وبالتالي علينا أن نلتقي أو نفترق حسب تبدل الحكومات والأشخاص فى إسرائيل وهذا لا يجوز وعندما يأتينا البعض من غير العرب ليقول لنا هاقد ذهب فلان من رؤساء الحكومات إذن بدلوا مواقفكم نقول لهم نعم ذهب فلان لكن الشارع الإسرائيلي بقى هو هو بعقليته وبعنصريته وبتطرفه أما ما يطرحه البعض من أن شارون هو غير الشارع الإسرائيلي فهذه المقولة لم تعد مقنعة لأحد طبعا البعض يبرر دائما ذلك بالخوف والقلق لدى الإسرائيليين ودائما نسمع هذا التبرير ومع كل أسف انه يسوق بشكل كبير عند الأجانب وبشكل قليل عند بعض العرب ونتيجة هذا الخوف يحق لإسرائيل أن تخرق القوانين الدولية ويحق لها أن تقتل العرب ويحق لها أن تحتل أراضى ويحق لها أن تعيد الأراضي مجزأة وليست كاملة فمتى يخاف الجار من جاره الجار الأول يخاف من الجار الثاني عندما يكون الجار الثاني له سوابق بالاعتداء وبالتالي يتوقع الجار الأول أن يكون هناك عدوان من الجار الثاني عليه هذه حالة والحالة الثانية عندما يعتدي الجار الأول على الجار الثاني فيتوقع منه ردا فى يوم من الايام وفى حالتنا نحن لم نكن فى يوم من الأيام معتدين على اسرائيل نحن دائما معتدى علينا فإذا كانوا يملكون أقوى جيش فى المنطقة يتفوق على العرب مجتمعين ومع ذلك يخافون فمم الخوف هناك ثلاثة أشياء يخاف منها الإسرائيليون النقطة الأولى/ هم يخافون من الماضي القمعي القريب الذي ابتدأ قبل الإعلان عن دولة فلسطين عام/1948/ بعدة سنوات النقطة الثانية التي يخاف منها الإسرائيليون هي الماضي بمعناه العام أي التاريخ هم لا يمتلكون التاريخ نحن من يمتلك التاريخ وهم يعرفون ذلك تماما هم لم يوجدوا فى هذه المنطقة منذ آلاف السنين بكل تأكيد النقطة الثالثة هي الأرض كل إسرائيلي يعرف انه لا يمتلك هذه الأرض هذه الأرض ملك العرب والتالي إسرائيل دائما غير واثقة من نفسها وإذا كانت هذه المخاوف تبرر لإسرائيل كل ذلك فنتمنى أن نسأل المجتمع الدولي كم يحق للعرب بما انهم هم المعتدى عليهم وهم الذين يجب أن يكونوا خائفين أن يخافوا انطلاقا من ذلك يطرحون مقولة أمن إسرائيل وأمن الإسرائيلي وكأنه لا يوجد أمن للعرب وأمن للمواطن العربى لابد من أن نطرح بالتوازي مع مبدأ استعادة الأرض كاملة مبدأ أمن المواطن العربى وبكل تأكيد يجب أن يكون له الأولوية لان الإنسان المعتدى عليه هو الذي يعطى الأولية فى الأمن وليس العكس ونحن المعتدى علينا ويجب أن نضمن أن إسرائيل لن تقوم بالاعتداء على سورية أو لبنان أو الأردن أو فلسطين أو مصر فى يوم من الأيام ولن تقوم بقصف منشأة فى العراق لن تقوم باغتيال مسؤول فى تونس لن تقوم باغتيال مواطن عربي في مالطا وفى أي مكان من العالم وبالتالي لاسلام من دون الأرض الكاملة و لاسلام من دون أمن المواطن العربى وعندما نقول الأرض مقابل السلام فالأرض تشمل الامن والسلام يشمل الأمن فإذا لم يكن هناك أمن لايمكن لهذا السلام أن يتم أما ما يجب ألا نخشاه وان نطمئن له فهو ما يحدث الآن في إسرائيل من أحداث ومأزق سياسية وما نسمعه من طروحات شاذة وتصريحات عدوانية وهذا يدل على بداية انهيار سياسي فى إسرائيل فكل دول العالم تمر بأزمات مختلفة وتكون لديها الحلول لهذه الأزمات وإذا كان هناك بلد لديه مائة حل لمجموعة من الأزمات فتسعة وتسعون حلا تكون حلولا سياسية وقد يكون هناك حل أخير عسكرى وغالبا مالا يستخدم أما بالنسبة لإسرائيل فإذا كان لديها ألف حل فهي حلول عسكرية ومع ذلك فالحل العسكري ينتقل من فشل إلى فشل فى إسرائيل طبعا البعض يطرح أحيانا أن ننقذ إسرائيل من مأزقها أو من مأزقها السياسية الداخلية، أعتقد انه عندما نفعل ذلك ستتحول إلى مأزق عربية وما يجب أن نتفاءل به هو أن الانتفاضة مازالت مستمرة وبزخم وتدخل شهرها السادس وهى اكثر ثباتا، والمد القومي فى حالة نهوض بالتوازي مع الانتفاضة وكنتيجة مباشرة لها و بالتالي هناك لدينا قاعدة قوية لكي ننطلق منها باتجاه المستقبل ، إلى أين يمكن أن نصل من كل ذلك بعد عشر سنوات من عملية السلام الفاشلة بامتياز وأؤكد على كلمة بامتياز، لانه من الصعب أن نجد شيئا افشل من هذا العمل السياسي خلال عشر سنوات بعد عشر سنوات من الضغوط القاسية المختلفة على سورية لكي تقبل بهذا السلام الناقص ،بعد عشرة أعوام من رفض سورية لأي سلام غير عادل وشامل ويعيد الحقوق لأصحابها الشرعيين وبعد عشر سنوات من عدم التنسيق مع المسار الفلسطيني والتنسيق المستمر مع المسار اللبناني ماذا كانت النتيجة، كانت النتيجة المزيد من نقاط القوة والأوراق تضاف إلى رصيد سورية، ماذا ستفعل سورية بهذه الأوراق والنقاط، بكل تأكيد ستستخدمها لصالح القضية الوطنية أي قضية الجولان لكن قبل كل ذلك ستستخدمها لصالح القضية القومية، القضية الفلسطينية، نقول لإخواننا الفلسطينيين داخل هذه القاعة وخارجها وفى أي مكان من العالم، إن هذه هي أوراقنا فى خدمة القضية الفلسطينية بالرغم من عدم وجود تنسيق بيننا لمدة عشر سنوات فان قضية فلسطين بقيت هي القضية المركزية بالنسبة لسورية وبالنسبة لكل العرب وإخواننا فى الجولان يسمعون ويشاهدون الآن وهم لا يقبلون إن يكون حل القضية الوطنية فى سورية على حساب قضية إخوانهم الفلسطينيين، نقول عفا الله عما مضى، فنحن لا نعيش على الماضي وانما نتعلم منه الدروس ،والدروس المفيدة، نحن نعيش الحاضر وننطلق من الحاضر باتجاه المستقبل نمد يدنا لإخواننا الفلسطينيين لنقول لهم، نحن نقف معكم الآن فى خدمة القضية الفلسطينية مع العلم أن النهج والعقل والمنطق السوري لايسير إلا باتجاه هدف واحد واضح ومحدد وهو عودة الحقوق العربية كاملة وغير مجتزأة ولا مجزأة، ولايسير باتجاه التنازل فإذا نحن نقف معكم لعودة القدس الشرقية كاملة، نقف معكم لانسحاب إسرائيل على الاتجاه الفلسطيني حتى خط الرابع من حزيران/1967/، نقف معكم لعودة اللاجئين بأكملهم من دون استثناء نقف معكم لقيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس نقف معكم لدعم الانتفاضة الباسلة ولعودة أي حق عربي لابد له أن يعود وبكل الأحوال نحن ما نملكه من أوراق ورصيد استخدمناه فى الماضى بالرغم من عدم وجود هذا التنسيق لصالح القضية الفلسطينية ولحماية ظهر الشعب الفلسطيني عندما حاول الإسرائيليون الالتفاف عليه من الخلف من خلال لعبة المسارات وأنا قلت لاحد المبعوثين منذ عدة اشهر عندما أتى بهدف إعادة إطلاق المسار السوري/ الإسرائيلي قلت له إذا كان الإسرائيليون يعتقدون بأنهم قادرون أن يضغطوا على سورية من خلال المسار الفلسطيني فهم واهمون أما إذا كانوا يعتقدون بأنهم يستطيعون أو يريدون أن يضغطوا على المسار الفلسطيني من خلال المسار السوري فسورية لايمكن أن تكون عصا بيد إسرائيل ضد الفلسطينيين فى أي حال من الاحوال

أيها الاخوة إن ما نعيشه اليوم من حالة نهوض قومي فى الشارع العربي هو نتيجة لعوامل مختلفة وعلى رأس هذه العوامل الانتفاضة الفلسطينية التي دخلت شهرها السادس والتي لولاها لكان من الصعب بلوغ ذلك المد خلال تلك الفترة الزمنية القصيرة ومن واجبنا أن نحافظ على بريقها لكي لاتصبح شأنا يوميا عاديا وروتينيا لا يؤثر فينا فهي ليست مجرد حالة معنوية نشعر بها بل هي حالة معنوية مادية ستترك أثرها علينا من خلال كونها مركز جذب واستقطاب للعاطفة والعقل العربيين وما يعنيه ذلك من توحيد للمشاعر والأفعال على المستوى العربي وبالتالي من الضروري جدا دعم هذه الانتفاضة بالوسائل والطرق المختلفة وأهمها الدعم المادي المباشر ، وبشكل إسعافي للحد من التأثيرات السلبية للحصار المفروض على المدن والقرى الفلسطينية لتركيعها القيام بحملة دولية لتثبيت شرعية الانتفاضة التي هي شكل من أشكال المقاومة، والمقاومة حق مشروع للشعوب المحتلة أراضيها والمسلوبة حقوقها ، وبهذه الطريقة نتمكن من إحباط المحاولات الإسرائيلية الهادفة إلى إعطائها صفة الإرهاب التنسيق العربى العربي بشكل عام وهذا سيكون له تأثير معنوي إيجابي كبير على أهلنا فى فلسطين الذين يرون فى التضامن العربي احتياطيا استراتيجيا لقضيتهم وبالتالي فان تضحياتهم لن تكون بدون ثمن وانطلاقا من هذه النقطة أي التضامن العربي فأننا لا نستطيع تجاوز موضوع العلاقة العراقية الكويتية التي لم تستطع بعد تجاوز أزمة الماضي ومازالت تستنزف الأمة ككل وتؤثر على استقرارها وكلنا نشعر بوطأة معاناة الشعب العراقي الشقيق بسبب الحصار الجائر ونرى الأخطار المحدقة بوحدته الوطنية وبدوره القومي وبنفس المقدار نشعر بقلق الأشقاء الكويتيين مما حصل فى الماضي ونقدر مشاعرهم وهناك صيغ كثيرة لحل آية مشكلة والمهم هو توفر النية الصادقة لتجاوز الماضي ولقد أثبتت العقود القليلة الماضية أن الخلافات بين الدول العربية مهما اشتدت وتعقدت ستحل عاجلا أم اجلا فلماذا لانحلها عاجلا بدل أن نحلها اجلا فكل يوم قبل الحل فيه خسارة وكل يوم بعد الحل فيه ربح و أول من يربح أو يخسر هما الكويت والعراق والثاني بعدها هو بقية الدول العربية ونحن على استعداد للقيام بكل مامن شأنه حل هذه المسألة ومهما تكن الظروف والمعطيات فان رفع الحصار عن العراق لم يعد يحتمل أي تأخير فهذا الموضوع تجاوز الإطار الأمني والسياسي ليصبح قضية إنسانية تتنافى نتائجه مبادئنا وأخلاقياتنا العربية فلنبادر كعرب لرفع المعاناة عن العراق اخذين بالاعتبار المصالح القومية وقلق وهواجس الكويت المشروعة وليكن هناك موقف عربي حازم موحد ودائم من أي قصف يتعرض له العراق داخل أو خارج ما يسمى مناطق الحظر منطلقين فى موقعنا هذا من حرصنا على وحدة وسلامة العراق والكويت أصحاب الجلالة والفخامة والسمو مرة أخرى أؤكد على رغبتنا الصادقة فى السلام لنا كعرب وللعالم ككل وأننا إذ نشدد على السلام العادل والشامل المستند إلى مرجعية مدريد والذي لا يتحقق إلا باستكمال الانسحاب من الأراضي اللبنانية بالإضافة إلى الانسحاب الكامل من الأراضي السورية والفلسطينية حتى خط الرابع من حزيران /1967/ وعودة القدس الشرقية كاملة مع عودة كل اللاجئين الفلسطينيين وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة نقول أن هذه البنود التي نشدد عليها يرفضها الإسرائيليون بحجة أنها قرارات لمجلس الأمن وبالتالي فهي تمثل الشرعية الدولية التي وافق عليها العالم اجمع واقرها وهذا يعنى أن/ إسرائيل/ لا تريد أية ضوابط يقرها المجتمع الدولي من اجل تحقيق السلام مثبتة كل يوم عدم وجود رغبة لديها فى الوصول إلى سلام حقيقي وتصريحات مسؤوليها ضد لبنان وسسورية مصر وفلسطين وغيرها هي دليل لا يحتاج إلى برهان وهى اقل شأنا من أن يرد عليها وهم يعرفون تماما كيف سيكون الوضع أن اخطأوا التقدير خاصة وانهم لم ينسوا هزيمتهم فى لبنان على يد المقاومة اللبنانية منذ اقل من عام وهنا لابد من التأكيد على ماتم الاتفاق عليه فى القمة العربية الأخيرة فى القاهرة حول ضرورة متابعة إنشاء محكمة إنشاء محكمة لمجرمي الحرب لمحاكمة الإسرائيليين الذين ارتكبوا مجازر ليس فقط شهداء انتفاضة الأقصى بل أيضا لمحاكمة كل إسرائيلي له علاقة مباشرة بقتل عربي واحد في أي مكان من العالم وقد يعتقد البعض أن هذا مجرد حلم لكنه قابل للتحقيق ولو في زمان متأخر المهم أن نقرر ونصمم وبكل تأكيد سنحقق ما نريد كما انه من الضروري إعادة الاعتبار لقرار الأمم المتحدة الذي اعتبر الصهيونية شكلا من أشكال العنصرية فبالطبع لا ننسى أهمية تطبيق أحكام المقاطعة العربية لإسرائيل بإيقاف كل أشكال التعاون والتعامل معها من قبل الدول العربية لأي سبب وبأي ظرف حتى تخضع لشروط السلام كلها وتقوم بتطبيقها وبالمقابل علينا التسريع بعملية تفعيل العلاقات العربية العربية فى مجالات مختلفة وخاصة الاقتصادية منها وذلك بالإسراع فى تطبيق السوق العربية المشتركة وبالإضافة إلى ذلك لابد من تفعيل وتطوير ميثاق الجامعة العربية بعد نصف قرن من قيامها وتبدل الظروف بشكل واسع وعميق و أخيرا أدعو الإدارة الجديدة فى الولايات المتحدة للاستفادة من أخطاء ودروس الماضي بشكل عام ومعرفة انه لايمكن تجاوز الشارع العربي فى القضايا التي تمس حقوقهم وكرامتهم كما نتمنى على روسيا والاتحاد الأوروبي وبقية الدول الصديقة فى العالم إن يكون لها دور فاعل وإيجابي فى منطقتنا وأختم كلمتي بانناكمسوءولين حالة موءقتة أما الاستمرار فهو للشعوب وشعبنا العربي شعب عريق لا يستكين مهما طال الزمن أو قصر لذلك علينا أن نرتقى إلى مستوى طموحات هذا الشعب وان نتجاوز الخلافات لان ما يوحدنا اكثر مما يفرقنا والكل ينظر إلينا كعرب أي إننا جميعا فى مركب شئنا أم أبينا فالأحرى بنا أن نحسن قيادة وتوجيه هذا المركب الذي يخدم مصالحنا ويضع لشعبنا قاعدة متينة من التعاون والمشاركة والشعور بالمصير المشترك

والسلام عليكم







رد مع اقتباس
قديم 28-01-2011, 02:30 AM رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
المحامي هلال حسين
عضو مميز جداً

الصورة الرمزية المحامي هلال حسين

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


المحامي هلال حسين غير متواجد حالياً


افتراضي رد: كلمات السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد

كلمة السيد الرئيس بشار الاسد امام مؤتمر القمة الاسلامى

صاحب السمو الاخ رئيس المؤتمر
ايها الاخوة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسرنى فى مستهل كلمتى ان اتوجه بخالص التحية الى سمو الشيخ حمد بن خليفة ال ثانى رئيس المؤتمر متمنيا له التوفيق فى ادارة اعمال موءتمرنا والى شعب دولة قطر الشقيق متمنيا له دوام التقدم والازدهار ومن دواعى سرورى ايضا ان اعرب عن وافر الشكر والتقدير لحجة الاسلام السيد محمد خاتمى رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية الذى ادار بحكمة وكفاءة رئاسة المؤتمر الاسلامى خلال السنين التى تولى فيها رئاسة القمة الاسلامية جلستنا هذه هى جلسة من اجل مايحدث الان فى فلسطين فى الانتفاضة ولن اتحدث عنها بشكل مباشر لن اتحدث عن بطولات الشعب الفلسطينى عن الشهداء الذين سقطوا ولاعن بطولات شبان الانتفاضة ولاعن الاجرام الاسرائيلى فقد تكلم الاعلام بما فيه الكفاية والكل يعرف مايحصل الان فى فلسطين وعن الحقوق الفلسطينية وماذا تعنى وكيف تعود ونحن هنا لكى نحلل الاسباب بهدف ايجاد الحلول الممكنة لما يجرى طبعا قضية الاقصى ليست قضية مجردة بل هى او غالبا ماتكون نتيجة لعوامل اخرى الاقصى والقدسة وقضية فلسطين هى جزء من الصراع العربى الاسرائيلى والذى يتأثر بالوضع الاسلامى والذى هو جزء من الوضع الدولى وبالتالى ثغرات الوضع الدولى تنعكس على العالم الاسلامى وثغرات العالم الاسلامى تنعكس على الوضع العربى الذى بدوره ينعكس على الوضع الفلسطينى وقضية القدس او الانتفاضة وبالتالى نحن كدول اسلامية لانستطيع ان نتعامل مع القضية الفلسطينية اذا لم نكن قادرين على التعاملمع الوضع العام المؤثر فيها بشكل فاعل وجدى .

ايها الاخوة
لانأتى بجديد اذا قلنا ان موءتمرنا هذا ينعقد فى ظل ظروف بالغة التعقيد فمنذ انعقاد موءتمر منظمتنا الاول عام/1969/ لم تكن الظروف طبيعية او عادية ولم يكن الخطر بعيدا جدا عن شعوبنا ومااختلف منذ ذلك الوقت حتى الان ان هذا الخطر اصبح داهما واقترب كثيرا من نقطة التفجير الشامل للوضع المهيأ اساسا للانفجار وفى الفواصل الزمنية بين مؤتمراتنا كنا نشهد المزيد من ازهاق الارواح فى منطقتنا ونرى الامة العربية والاسلامية تضيف الى رصيدها المزيد من الفقر والجوع والكثير من الظلم والاضطهاد كما رأيناها تبتعد اكثر فاكثر عن هويتها حتى تكاد تذوب فى هويات الاخرين وفى المقابل كانت دول اخرى تزداد طغيانا واستغلالا ويشرعن قتلها وتدميرها للغير مما ادى الى تزايد شدة التناقضات والمفارقات فى مناطق مختلة من العالم وبنظرة متأملة للعقود الماضية نرى ان نقلة تراجعية كبيرة الى الوراء قد تمت بالنسبة الى دول المنطقة ترافقت مع ظهور مفاهيم جديدة مختلفة وخاصة فى العقد الماضى وفى مقدمتها مفهوم النظام الدولى الجديد او مايسميه البعض بالعولمةوهى طبعا شىء مختلف عن النظام الدولى ولكننا نرى ان هناك خلطا بين المصطلحين عن معرفة او عن عدم معرفة فالعولمة تلك الحالة الثقافية الاقتصادية السياسية ليست حالة جديدة كما يعتقد الكثيرون فالاسلام تجاوز منذ ظهوره الحدود الجغرافية والقوميات والثقافات المختلفة ولكنه لم يلغها
بل اكد على الالتزام بالوطن والامة بانيا ذلك على اسس سليمة مختلفة الى حد كبير عما نراه فى حالتنا الراهنة وبالتالى فان السلبيات والمصاعب التى نعانى منها فى الوقت الحاضر هى ليست نتيجة مطلقة للعولمة التى يمكن ان تكون حالة مليئة بالايجابيات ان استندت الى مااستند اليه الاسلام من العدل والمساواة اضافة الى مبادئه السمحة الاخرى اما النظام الدولى الجديد فهو ليس كذلك بمعناه الحرفى فكلمة دولى تفهم على انها مشاركة دول العالم كافة واتفاقها على طريقة او اسلوب معين لادارة هذا العالم بالشكل الذى يحقق مصالحها بلا استثناء اما مانراه اليوم وماعشناه خلال السنوات القليلة الماضية فهو ليس نظاما دوليا بل هو نظام دولة او بضع دول على هذه الكرة الارضية اما ماتبقى منها فهو دول سابحة فى هذا النظام الغريب بعضها يعوم على السطح بصعوبة وعليه ان يثبت وباستمرار حسن النيات والطاعة والالتزام ومع ذلك فهو دائما مخطىء ومطلوب منه ان يكفر عن ذنوبه وبعضها الاخر غارق فى القاع الى اجل غير مسمى واصبح كل مايتماشى مع رغبات تلك الدول الكبرى ديمقراطية وعدلا وكل مايحقق مصالحها هو حقوق انسان وحضارة بشرية وبغض النظر عن تسمية او تسميات مختلفة تطلق على هذا النظام او نظريات تظهر من وقت الى اخر بعضها يدعو للخضوع له وبعضها الاخر للحذر منه وغيرها لمقاومته فهو فى الواقع يمثل مشهدا متكاملا لغياب التوازن فى عالمنا الحالى وهذا التوازن المقصود ليس بالضرورة ذا طبيعة اقتصادية او عسكرية بل هو توازن قيم واخلاق ومفاهيم هو توازن عدل وانصاف بين الشعوب والامم بين الغرب والشرق بين الشمال والجنوب فلا يجوز ان توصف المقاومة من اجل تحرير الارض نضالا فى مكان ما وارهابا فى مكان اخر ولاحقوق الانسان هى حقوق للدولة فى بلد وبالعكس فى بلد اخر كما تم وصف الديمقراطية لدى شعب ما بالتخلف بينما رقيت الفوضى الى مرتبة ديمقراطية لدى شعب ثان ولعل اخطر المفارقات الناجمة عن هذا الوضع هو تصنيف البشر باصناف لانعرف ماهى معاييرها فعلى سبيل المثال نرى بان مقتل جنديين من القتلة فى الجيش الاسرائيلى هو اهم بكثير من استشهاد العشرات من الابرياء العرب المسلمين والمسيحيين فى فلسطين والالاف فى لبنان ودول عربية واسلامية اخرى كما ان اسر ثلاثة محتلين فى الاراضى اللبنانية المحتلة يقيم الدنيا ولايقعدها بينما عشرات من المختطفين اللبنانيين والسوريينوالمئات من المعتقلين الفلسطينيين والعرب لاتحرك شيئا لدى المجتمع الدولى ولم يعد مستغربا ان تصدر لوائح تحدد فيها قيمة الانسان لدى شعب ومايقابلها لدى الشعوب الاخرى اما الديمقراطية فقد اصبحت تفسر على انها حق التدخل فى الشؤون الداخلية للدول والشعوب الاخرى وعندما تطالب تلك الدول بديمقراطية العلاقة مع الاخرين تعطى دروسا فى قبول الرأى الاخر من قبل من يرفضون الاخر رأيا ووجودا ودينا ومبادىء حق وخير هذا الوضع الذى اتحدث عنه اكثر من عانى منه هو شعوبنا الاسلامية فخلال المرحلة التى تلت الحرب العالمية الثانية وحتى نهاية الثمانينات اى الفترة المسماة بحقبة الحرب الباردة ظهر الصراع جليا بين الكتلتين الاشتراكية والرأسمالية وقد خلق هذا الصراع محاور وتجمعات متباينة وهيمنة دول على دول اخرى بحجج مختلفة وكان هناك بنفس الوقت دعوات لحوار الحضارات هذه الدعوات تزايدت بعد انتهاء تلك الحقبة مع تزايد القناعة بزوال اسباب التوتر الدولى وعلى مايبدو ان هذا لم يكن مناسبا لمصالح البعض لذا كان لابد لهم من ابتداع عدو جديد للابقاء على حالة التوتر ومايعنيه من ابقاء اسباب ومبررات الهيمنة على دول ومناطق متعددة فى العالم هذا العدو الجديد الذى ظهر فى التسعينات هو ديننا الاسلامى الحنيف دين الاخلاق والعدل والمحبة الذى تم تشويهه اعلاميا وتثقيفيا وتربويا ليغدو دين القتل والتطرف والارهاب فكلما حدث اضطراب فى منطقة ما من العالم وجهت اصابع الاتهام للاسلام ولو لم يكن للمسلمين وجود فى تلك المنطقة وكل عملية تخريب او عمل ارهابى منفذه هو مسلم حتى يثبت العكس وغالبا مايثبت العكس اما الاتهام فيبقى كما هو وبالتوازى حورب الاسلام الصحيح من خلال تغذية التطرف واستخدامه فى ضرب الاسلام والمسلمين والان يصور هذا التطرف الذى جرت تنميته من خارج الامة الاسلامية على انه الاسلام الحقيقى وذلك امعانا فى تشويه صورته الناصعة واسرائيل ابرع من شوه هذه الصورة واية صورة حقيقية اخرى ولاأدل على براعتها من استغاثاتها التى نسمعها اليوم حول مايحصل فى القدس وبقية الاراضى العربية المحتلة فهى تطالب وبشكل يستفز المشاعربوقف العنف الفلسطينى وبوقف تدمير الدبابات الاسرائيلية بحجارة اطفال وشباب الانتفاضة فهى تظهر الضحية بمظهر المجرم والقاتل بمظهر البرىء ولم يعد للشعب الفلسطينى الذى عاش على ارض فلسطين ولالاف السنين دون انقطاع الحق فى ان يعيش على ارض اجداده بل ان المسجد الاقصى اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين اصبح هو الاخر معتديا على اساطير وخرافات يريدون ان يقنعوا العالم بوجودها ولو اضطرهم ذلك الى تزييف التاريخ ووضعوا امام العرب والمسلمين خيارين اما ان يبقى المسجد تحت السيادة الاسرائيلية الكاملة مع مايعنى ذلك من احتمال تدميره فى المستقبل او ان يضعوه تحت السيادة السماوية بحسب قولهم وبالتالى امكان قصفه بالطائرات متى شاؤوا مع الاحتفاظ بالسيادة الاسرائيلية تحت الارض وبالتالى سحب تلك الارض من تحته وسحب البساط من تحت التاريخ والوجود الاسلامى فى ارض فلسطين وهنا تظهر عنصرية اسرائيل بوضوح تام فالاقصى ببعده الاسلامى والقدس ببعدها العربى الاسلامى المسيحى اصبحا خطرا يهدد المزاعم الصهيونية التوسعية التاريخية وبالتالى فهم فى سعى دائم لنسف تلك الابعاد وطمسها وهذا الكلام ليس من بنات افكارنا كما انه لايستند الى توقعات وتحاليل من لاشىء بل هو نابع من تاريخ اسرائيل وممارستها منذ اعلان قيامها عام/1948/ والذى اذا تجاوزنا منه مجازر لاتعد ولاتحصى فاننا لانستطيع تجاوز محاولة حرق المسجد الاقصى منذ اكثر من ثلاثين عاما والتى كانت سببا اساسيا فى انعقاد موءتمرنا الاول مرورا بمحاولات تهويد القدس حالمستمرة من خلال القضاء على معالمها الاسلامية والمسيحية والتأكيد على انها عاصمة موحدة وابدية لاسرائيل على الرغم من ان التوراة تتحدث عن ارض كنعان التى هى فلسطين والكنعانيون وهم قبائل عربية اسسوا القدس قبل ثلاثة الاف سنة قبل المسيح اى قبل خمسة الاف سنة من اليوم ولم يكن وجود العبرانيين فى فلسطين عبر التاريخ الا وجودا عابرا ومتباعدا كاقلية ضمن سكان البلاد الاصليين ان هذه العنجهية الاسرائيلية والممارسات البعيدة كل البعد عن اخلاقيات وتعاليم اى دين من الاديان السماوية لم تكن لتحدث لولا توفر التشجيع والدعم لها من دول وجهات متعددة فالاسرائيليون يقتلون والعرب والمسلمون يتهمون بالارهاب ومعاداة السامية مع معرفتهم الاكيدة باننا ساميون وسابقون على غيرنا من الساميين هم يسحقون مبادىء حقوق الانسان ونحن ندان ونوصف باللاانسانيين والمتخلفين ومن ثم يشتمون النازيين القدامى ويمارسون نازية جديدة لم نقرأ عن مثلها فى التاريخ الاسرائيليون يكدسون جميع اسلحة الدمار الشامل وفى مقدمتها الاسلحة النووية وتتحرك حكوماتنا للطلب من الدول والجهات المعنية للسعى الى ازالة هذه الاسلحة فيأتى الجواب بقصف مصنع للادوية فى السودان وهم لو سئلوا فلكل شىء عندهم جواب سوف يقولون انها ادوية دمار شامل الاسرائيليون يخرقون ميثاق الامم المتحدة من الفه الى يائه وتحاصر ليبيا وغيرها من الدول يدمر العراق من اجل قرارات الامم المتحدة وتدمر قرارات الامم المتحدة من اجل اسرائيل ومن الامور المؤسفة والمضحكة فى نفس الوقت ان بعض قرارات مجلس الامن تفسر بحسب خطوط الطول والعرض وبحسب الدول التى تطبق عليها كل هذا لايغير قناعاتنا بضرورة التوصل الى سلام عادل وشامل مبنى على قرارات الامم المتحدة ومستند الى مبدأ الارض مقابل السلام ويتضمن الانسحاب الاسرائيلى من الجولان المحتل والاراضى الفلسطينية المحتلة حتى خط الرابع من حزيران عام/1967/ بالاضافة الى استكمال انسحاب اسرائيل من الاراضى اللبنانية المحتلة واعطاء الشعب الفلسطينى حقوقه الكاملة بما فيها حق تقرير المصير وعودة اللاجئين ودولة مستقلة ذات سيادة عاصمتها القدس واطلاق المعتقلين العرب كافة من المعتقلات والسجون الاسرائيلية هذا موقفنا نردده على كل منبر وفى كل مناسبة مؤكدين على ان البشر لم يقسموا الى شعب مختار وشعوب اخرى اتت بالصدفة فكل مخلوق على الارض مختار من الله تعالى الذى هو مصدر العدل فى هذا الكون والذى لم يعط الارض لمن لايملكها وسيعيدها الى من عاش عليها لالاف السنين مهما طال الزمن ومهما كثرت التضحيات

ايها الاخوة
ان توقعات شعوبنا منا كثيرة وكبيرة واحباطاتها فى الماضى والحاضر اكبر لكن هذا لايمنعنا من التفاوءل فكلنا يقدر الظروف المختلفة ويعرف الامكانيات وهى لاتطالب باكثر من الحد الممكن الذى تستطيع دولنا القيام به خاصة ان قناعة تولدت لدى الكثيرين فى هذه الشعوب بان عدة دول وعلى رأسها اسرائيل لاتريد الخيرلنا وتسعى لابقائنا على اوضاعنا الراهنة من فقر وتخلف لكى نبقى ندفع الثمن وهم يقبضون ماديا ومعنويا واذا كنا نجتمع هنا ليس بهدف الدعوة الى الحرب وانما لاسماع صوتنا للعالم باكمله كحد ادنى فليكن هذا الصوت عاليا والا بقى داخل هذه القاعة من دون اى اثر او قيمة ومن هنا نطالب بقطع العلاقات مع اسرائيل بهدف زجرها وردعها عن الاستمرار باعمالها الاجرامية ضد الشعب الفلسطينى والمس بمقدساتنا الاسلامية والمسيحية وشعائرنا ومعتقداتنا ونؤكد على ان مصير المسجد الاقصى هو محور الصراع الدائر حاليا بين الصهاينة والمسلمين ويخطىء من يعتقد ان العلاقة مع اسرائيل تساهم فى حماية هذا الصرح وحماية الشعب الفلسطينى0 بل الامر على العكس من ذلك انها تساهم فى تدميره وهذا يحرمه الاسلام كذلك يجب دعم صمود الشعب الفلسطينى من خلال ايجاد السبل الكفيلة بترسيخ وجود هذا الشعب فى ارضه وتأمين وسائل صموده ولاننسى ان نوءكد ايضا على اهمية العلاقات المتينة بين دولنا وشعوبنا وتعزيز التضامن والتكامل فيما بيننا فى المجالات كافة

ايها السادة
نتمنى ان لايكون موءتمرنا هذا هو مؤتمر اثبات حسنالنيات فقط فديننا هو دين النيات الطيبات والعمل الصالح اما الطاعة فهى لله وحده والالتزام بالاسلام والامة والوطن ولتكن هذه القمة لقاء من اجل اثبات الرغبة والقدرة على ان يكون لنا مكان فى العالم وكما قال الرسول الاعظم فى حديثه الشريف المؤمن القوى خير واحب الى الله من الموءمن الضعيف

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته







رد مع اقتباس
قديم 28-01-2011, 02:31 AM رقم المشاركة : 25
معلومات العضو
المحامي هلال حسين
عضو مميز جداً

الصورة الرمزية المحامي هلال حسين

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


المحامي هلال حسين غير متواجد حالياً


افتراضي رد: كلمات السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد

القى السيد الرئيس بشار الاسد كلمة عقب ادائه القسم الدستورى امام الجلسة الاستثنائية لمجلس الشعب فيما يلى نصها:


السيد رئيس مجلس الشعب
السيدات والسادة اعضاء المجلس
لا يسعنى وانا اقف اليوم فى رحاب هذا المجلس الكريم الا ان استهل كلمتى بالتوجه بالحمد والشكر لله العلى القدير ان شد ازرنا فى هذا البلد الصامد وهيأ لنا ما ساعدنا على تحمل مصابنا الاليم كما اتوجه بالشكر لكم على ثقتكم الغالية التى منحتمونى اياها والتى عبرتم عنها باقراركم ماجاء فى كتاب القيادة القطرية لحزب البعث العربى الاشتراكى المتضمنة ترشيحى لمنصب رئيس الجمهورية واثمن الجهود التى بذلتموها فى مناقشاتكم المتعلقة بمضمون هذه الرسالة والتى اظهرت تحليكم الرفيع بالشعور بالمسؤولية واحساسكم الدافق بالروح الوطنية.

ومن على هذا المنبر اتوجه بالشكر الخاص لابناء شعبنا بكل فئاته رجالا ونساء كبارا وصغارا داخل سورية وخارجها الذين منحونى ثقتهم من خلال الادلاء باصواتهم فى الاستفتاء ومشاركتهم فى هذا الواجب الوطنى والذين احاطونى بالحب والوفاء مما كان له اعمق الاثر فى نفسى وامدنى بالقوة ومنحنى التفاؤل بالمستقبل.

ان النتيجة التى اسفر عنها الاستفتاء هى تعبير عن ارادة الشعب ولا املك الا ان استجيب لها واقبلها راضيا وان احمل الامانة التى تفرضها وان انهض بالاعباء واضطلع بالمهام المتعلقة باداء ذلك الواجب فى هذه الظروف البالغة الدقة والحساسية التى يمر فيها وطننا وامتنا والعالم بصورة عامة ساعيا لقيادة الوطن نحو مستقبل ننشد جميعا ان يكون محققا لامال الشعب وتطلعاته وطموحاته المشروعة.

وهذه المهام صعبة بمقدار ما هى سهلة وسهولتها تأتى من كون القائد الخالد قد هيأ لنا ارضية صلبة واساسا متينا وتراثا عظيما من القيم والمبادىء والتى دافع عنها وبقى متمسكا بها حتى انتقل الى جوار ربه اضافة الى البنية التحتية والانجازات الكبيرة فى المجالات كافة وعلى امتداد ساحة الوطن التى تمكننا من الانطلاق بقوة وثقة نحو المستقبل المنشود اما صعوبتها فتأتى من حقيقة ان نهج القائد الاسد كان نهجا متميزا وبالتالى فان الحفاظ على هذا النهج ليس بالامر السهل وخاصة اننا لسنا مطالبين فقط بالحفاظ عليه وانما بتطويره ايضا وهذا يحتاج الى الكثير من العمل والجهد على المستويات كافة بهدف البناء على ماتحقق فى عهده الزاهر لنعلى البنيان ونضاعف الانجازات مصممين على تذليل الصعوبات ومواكبة العصر دونما التخلى عن ثوابتنا الوطنية والقومية التى رسخها فى قلوبنا وعقولنا متمثلين فى الوقت ذاته حكمته فى تحويل الحزن الى طاقةخلاقة والمصيبة الى عمل وانجاز.

ايتها السيدات
ايها السادة

لقد قلتها الامس واقولها اليوم باننى لا اسعى الى منصب ولا اهرب من مسؤولية فالمنصب ليس هدفا بل هو وسيلة لتحقيق الهدف والان وبعد ان شرفنى الشعب باختياره لى رئيسا للجمهورية وبعد أن أديت القسم الدستورى وتسلمت مهامى اقول اننى تبوأت هذا المنصب ولكننى لم أتبوأ الموقع أى ان المنصب تبدل لكن الموقع بقى ذاته ولم يتغير منذ خلقت وذلك حيث ارادنى الله سبحانه وتعالى ان اكون وحيثما رغب الشعب ان اقف منذ ان عرف ان هنالك شخصا احب الشعب بصدق واحبه الناس باخلاص وكانوا اوفياء له وفى المكان الذى ارادنى والدى واسرتى ان اكون به وفى الموضع الذى صممت على التمسك به وصونه لاكون قويا فيه وبه ومن خلاله هذا الموقع الذى لايتبدل يوما من الايام هو خدمة الشعب والوطن.

فاذا بعد هذا الموقع الذى وضعت فيه ماذا يضيف عليه المنصب كنت دائما أقول لمن التقيهم أن المنصب مسؤولية لكن الموقع فرض هذه المسؤولية من قبل وقد يقول قائل بأن المنصب يعطى الشرعية لكن الشرعية هى قبل كل شىء ارادة الشعب ورغباته وأهمية تصويتكم على قرار الترشيح تأتى من كونه يمثل استجابة لرغبات الشعب الذى تمثلونه بشرائحه المختلفة من هنا نستطيع أن نقول أن المسؤولية هى مصلحة الشعب والشرعية هى رغبته وارادته والمنصب هو الاطار الذى يجمعهما وينظم علاقتهما معا وبالتالى فان ماأضافه هذا المنصب الى موقعى هو حمل كبير فيه محبتكم وثقتكم وطموحاتكم وأمالكم سأكون قادرا على حمله باذن الله بدعمكم ومساندتكم.

وعلى كل مواطن شريف أن يضع نفسه فى موضع مماثل لما أشرت اليه وأن يحمل نفسه المسؤولية وأن يؤمن بالشرعية حتى لو لم يكن فى وضع يسمح له بتطبيق أفكاره فالمنصب لايعطى المسؤولية بل العكس هو الصحيح هو يأخذها من الانسان الذى يمتلكها ويسمح له فقط أن يمارسها من خلال الصلاحيات التى يمنحها له وعندما يصل الى المنصب شخص لايحمل شعورا بالمسؤولية فانه لايستطيع أن يأخذ منه سوى السلطة والسلطة دون مسؤولية هى الاساس فى انتشار التسيب والفوضى وتدمير المؤسسات والحالة المثلى تفترض أن يكون الكل مسؤولا ولايعنى هذا أن الكل صاحب منصب فالمناصب هى مفاصل أساسية يتم فيها تنقية وتفعيل وغربلة أداء المجتمع بشكل مستمر وباتجاهين من قاعدة الهرم الى قمته وبالعكس وبالتالى اذا اختلت وظيفة القاعدة انعكس ذلك على أداء القمة واذا شذ من فى القمة أساء الى القاعدة وبالتالى لاينبنى المجتمع ولا يتطور ولا يزدهر بالاعتماد على شريحة أو جهة أو مجموعة بل يعتمد على تكامل عمل الكل فى المجتمع الواحد ولذلك أجد من الضرورى جدا أن أدعو كل مواطن لكى يشارك فى مسيرة التطوير والتحديث اذا كنا فعلا صادقين وجادين فى الوصول الى النتائج المرجوة فى أقرب زمن ممكن.

وبما أننا نتحدث عن التطوير والذى هو باعتقادى الهاجس الاساسى لكل مواطن فى هذه البلاد وفى مختلف المجالات فلابد أن نعرف بأى اتجاه نسير وأى الطرق أفضل وماهى النتائج المطلوبة وغيرها من الاسئلة التى تشكل اجوبتها البوصلة التى تحدد موقعنا الحالى والمستقبلى وعلينا من اجل الوصول الى مانبتغيه ان نتحرك بالتوازى وبنفس الوقت على ثلاثة محاور اساسية:

المحور الاول ويتضمن طرح افكار جديدة فى المجالات كافة سواء بهدف حل مشكلاتنا ومصاعبنا الراهنة او بهدف تطوير الواقع الحالى

المحور الثانى يتضمن تجديد افكار قديمة لاتناسب واقعنا مع امكانية الاستغناء عن افكار قديمة لايمكن ان نجددها ولم يعد ممكنا الاستفادة منها بل اصبحت معيقة لادائنا

المحور الثالث ويتضمن تطوير افكار قديمة تم تجديدها لكى تتناسب مع الاهداف الحاضرة والمستقبلية وكل عمل بحاجة الى قياسات لتحديد نسبة الانجاز والتقدم فيه ومن المفيد فى هذا المجال ان نستند الى مجموعة من المعايير:

*

المعيار الاول هو عامل الزمن الذى يفترض بنا ان نعمل على استغلاله بحده الاقصى بهدف تحقيق الانجازات التى نتطلع اليها باقصر مدة ممكنة

*

المعيار الثانى وهو طبيعة الواقع الذى نعيش فيه والظروف المختلفة التى تحيط بنا الداخلية منها والخارجية

*

المعيار الثالث وهو الامكانيات المتوفرة بين ايدينا للانطلاق والوصول الى الهدف المحدد اخذين بعين الاعتبار ان الامكانيات ليست معطيات ثابتة بل هى قابلة للتعديل باستمرار من خلال جهودنا وفعاليتنا

*

المعيار الرابع وهو المصلحة العامة وفيها تلتقى كل المعايير السابقة ومن خلالها تتحدد وهى معيار وهدف فى وقت واحد اذ ما قيمة اي عمل نقوم به لايكون رائده المصلحة العامة

ولكن للقيام بالتحرك المطلوب ونحن واثقون من بلوغ النجاح لابد من ان تتوافر لدينا مجموعة من الادوات أهمها الفكر المتجدد واعنى به الفكر المبدع الذى لايتوقف عند حد معين ولا يحصر نفسه فى قالب واحد جامد وكم نحن بحاجة اليه اليوم وغدا لدفع عملية التطوير قدما الى الامام0 والبعض يعتقد ان هذا الفكر المتجدد مرتبط بالسن اى يغلب وجوده عند الشباب وهذا غير دقيق تماما فبعض الاشخاص يدخلون سن الشباب وقد تحجرت عقولهم باكرا والبعض الاخر من كبار السن يفارق الحياة وعقله مايزال يضج بالحيوية والتجدد والابداع

ايضا نحن بحاجة ماسة الى النقد البناء وهو تماما بعكس النقد الهدام والذى نراه يغلب فى احيان كثيرة على طروحاتنا لاسباب مختلفة منها ماهو شخصى ومنها ما هو غير ذلك ولكى نكون بنائين فى نقدنا لابد لنا ان نكون موضوعيين فى تفكيرنا والموضوعية تتطلب منا ان ننظر الى اى موضوع من اكثر من زاوية وضمن اكثر من ظرف وبالتالى نحلله باكثر من طريقة ونصل من ثم الى أكثر من احتمال أو على الاقل للاحتمال الاقرب الى الصحة او الاحتمال الافضل وعلينا الابتعاد عن النقد بهدف استعطاف البعض او استثارة التصفيق من البعض الاخر او بهدف الاستفزاز او الاساءة الى الاخرين ففى ذلك هدر للجهود ومضيعة للوقت نحن بغنى عنها وعندما نقول نقد بناء ورأى موضوعى فهذا يعنى بالضرورة النظر بصورة متكاملة للقضايا موضوع النقد بحيث نرى الايجابيات كما نرى السلبيات وبذلك نتمكن من زيادة الايجابيات على حساب السلبيات وهذا هو جوهر اي تطوير

ونحن نتكلم عن الادوات فاننا لايمكن ان نتجاوز المساءلة فهى عملية متكاملة لايمكن تجزئتها وتبدأ من القاعدة والاساس ومن الوحدة الصغرى فى المجتمع وهى المواطن وتنتهى بالمؤسسات فاذا لم يقم كل مواطن بمساءلة نفسه ومراقبة ذاته ومراجعتها بشكل يومى او شبه يومى فستبقى هذه العملية قاصرة عن تحقيق مهامها وهنا يأتى دور الضمير واهمية الوجدان وضرورة تنقيتهما من الشوائب التى تعلق بهما وتعكر صفاءهما بفعل الظروف والعوامل المختلفة التى تحيط بكل فرد اما المستويات الاخرى فى المساءلة والمحاسبة والتى تقوم بها المؤسسات المختصة فتكون للحالات التى يكون فيها شذوذ عن القوانين والانظمة والتى من المفترض ان تكون محدودة فى حال وجود الرقابة الذاتية وبالتالى يكون اداء المؤسسات افضل وأسلم وهذه العملية عملية مستمرة تتوازى مع العمل أو تكون جزءا منه لان الخطأ بأشكاله المختلفة سيبقى ملازما للحياة واذا لم يعالج فانه يتفاقم والعلاج لايهدف الى الانتقام والتشفى وانما للردع ولايقصد به صاحب الخطأ فقط بل كل من يخطر فى باله ان يقع فيه بهذا الشكل نستطيع ان نضع استراتيجية عامة للتطوير تكون اطارا محددا للخطوات والاجراءات الواجب اتخاذها فى سبيل تحقيق اهداف هذه الاستراتيجية خاصة أن بلدنا قد مر بظروف تاريخية وسياسية واقتصادية واجتماعية مختلفة خلال القرن العشرين وكانت هذه الظروف تتغير بشكل متسارع ومازالت وقد غلب على هذه التغيرات الطابع السياسى واستطاع القائد الاسد خلال العقود الثلاثة الاخيرة وضع استراتيجية عامة تلبى الحاجات المختلفة للتطوير المنشود شملت مختلف القطاعات وقد برهنت الاستراتيجية السياسية التى وضعها واشرف على تنفيذها ومتابعتها وتطويرها عن نجاحها الكبير حتى يومنا هذا أما فى المجالات الاخرى وكما نعرف جميعا فلم يتماش الاداء فيها مع الاداء فى المجال السياسى لاسباب عديدة لذلك كانت هناك فجوة كبيرة بينها ولو كان الاداء افضل فان موقفنا السياسى سيكون اقوى دون شك وهو القوى اساسا لكن طموحنا يبقى للاحسن.

وكان الاداء فى المجال الاقتصادى على وجه الخصوص يتموج ويتبدل بحدة نتيجة لتبدل الظروف التى كانت هى الاخرى شديدة التغير وخاصة عندما انتقل اقتصادنا من اقتصاد له اسواقه المفتوحة امامه الى اقتصاد مطلوب منه المنافسة وكانت المعالجة تتم من خلال اصدار قوانين ومراسيم وقرارات تتسم احيانا بالتجريبية واحيانا اخرى بالارتجال وفى البعض منها كانت تأتى كرد فعل على حالة معينة ولكن قليلا ماكانت تأتى هذه المعالجة فاعلة لا منفعلة اى ان تأخذ هى زمام المبادرة مستبقة الاحداث والسبب فى ذلك انه لم يكن هناك استراتيجيات واضحة تخرج التشريعات من ضمنها بل تكونت الاستراتيجية الاقتصادية كمحصلة لمجمل هذه التشريعات الصادرة وبالتالى أتت ضعيفة وفيها الكثير من الثغرات وكانت مسؤولة الى حد ما وليس بشكل كامل عن الصعوبات التى نعانى منها اليوم فاذا نحن بحاجة الان الى استراتيجيات اقتصادية اجتماعية علمية وغير ذلك تخدم التنمية والصمود فى ان واحد وهى ليست موجودة كوصفات جاهزة بل انها بحاجة الى دراسات معمقة نستخلص منها النتائج التى على أساسها نحدد الى اين يجب ان نتجه وهذا بحاجة الى وقت وجهد وتعاون وحوارات مستمرة وموسعة.







رد مع اقتباس
قديم 28-01-2011, 02:32 AM رقم المشاركة : 26
معلومات العضو
المحامي هلال حسين
عضو مميز جداً

الصورة الرمزية المحامي هلال حسين

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


المحامي هلال حسين غير متواجد حالياً


افتراضي رد: كلمات السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد

كلمة السيد الرئيس في مؤتمر القمة العربية - القاهرة

ألقى السيد الرئيس بشار الأسد كلمة الجمهورية العربية السورية فى الجلسة الافتتاحية لمؤتمر القمة العربية غير العادية التي عقدت في القاهرة هذا نصها

اصحاب الجلالة والفخامة والسمو
السيد الامين العام لجامعة الدول العربية
بداية نشكر السيد الرئيس محمد حسنى مبارك وشعب مصر العربية على استضافة مؤتمرنا وأود ان اعبر عن سرورى لمشاركتى فى هذه القمة وهذه اول مشاركة لى وهى قمة غير عادية بظروفها وغير عادية بعدم انتظامها او عدم دوريتها ونتمنى ان تكون غير عادية فى امكانيتها ان تزاوج بين حماسة الشباب وحكمة الكهول والشيوخ واقول حماسة وليس اندفاعا هى حماسة تدفع وليس اندفاعا بحماسة الاخرين كما انقل اليكم تحية الشعب العربى السورى وتمنياته للمؤتمر بالتوفيق والوصول الى النتائج التى تنتظرها منه الامة العربية والاسلامية واذا كانت الظروف المختلفة تفرض فى بعض الاحيان ان لايتكلم الانسان فى كل مايفكر فيه حرصا منه على نجاح عمل ما فان الامانة تقتضى ان انقل معى وأضع امام المؤتمر كل مااعرفه من الافكار والهواجس التى تجول فى خاطر المواطن السورى والتى لااعتقد انها تختلف بحال من الاحوال جوهريا عن الامال والتطلعات التى تحملونها نيابة عن مواطنيكم فى الاقطار العربية المختلفة خاصة فى هذه المرحلة البالغة الخطورة والتعقيد ودماء الشهداء والجرحى لم تجف بعد بل مازالت تسيل حتى الان لان العدوان الاسرائيلى على العرب بشكل عام مازال مستمرا وقد تصاعد هذا العدوان مؤخرا ليطول حرمة المسجد الاقصى المبارك ويهدد وجود الشعب الفلسطينى وحقه فى حياة كريمة وامنه على ارضه وارض اجداده

ايهاالاخوة
لقد دخل شارون الى باحة المسجد الاقصى ليس محبة بنا ولا بالسياحة بل لكى يقول لكل فلسطينى ولكل عربى ولكل مسلم انه يحتقر كل شعائرنا ومشاعرنا ومقدساتنا ومعتقداتنا وعلى كل الاحوال فهذالايهم فشارون مجرم وتاريخه معروف ومذابح صبرا وشاتيلا مازالت تشهد على هذا الشىء لكن الغريب ان البعض اتى الينا ليقول لنا ان شارون هو المسؤول الوحيد عن كل ماجرى وان باراك لاعلاقة له بكل ماحصل فانتبهوا ياعرب وقدموا المزيد من التنازلات لكى تحفظوا باراك وتحافظوا عليه من السقوط وتقطعوا الطريق على شارون لكنهم نسوا ان الاف العسكر الذين احاطوا بشارون خلال زيارته المشؤومة وابتدأوا اعمال القتل هم افراد يتبعون مباشرة لباراك ويأتمرون بامره بوصفة رئيساللحكومة ووزيرا للدفاع وهذا ان دل على شىء فانما يدل على تنسيق تام بينهما بشان ماحدث ومايحدث الان لاسباب داخلية انتخابية وقودها ارواح الشعب الفلسطينى وكرامة الامة العربية والمسلمين فى كل مكان واذا كان ثمن العملية الانتخابية فى اسرائيل هذا العدد من الشهداء الذين سقطوا حتى الان فماذا يكون الحال لو كان الموضوع اكبر من ذلك وطال بلدانا عربية اخرى ومساحات اكبر من الوطن العربى اعتقد بان الثمن سيكون باهظا جدا ومن متابعة الاعمال الاجرامية الدموية التى مارستها سلطات الاحتلال الاسرائيلى ضد ابناء شعبنا فى فلسطين يثبت لنا يوما بعد يوم بما لايدع مجالا للشك عجز قادة اسرائيل عن اخفاء طبيعتهم العنصرية العدوانية بل انهم تجاوزوا هذا الى حد الاعلان عنها اسلوبا معتمدا فى التعامل مع العرب وماتغيير الاسلوب الاسرائيلى فى القمع من اطلاق الرصاص الحى على الارجل الى التسديد مباشرة على الرأس والصدر الا دليل واضح على رغبة عارمة لدى الاسرائيليين فى القتل تم التخطيط لها مسبقا وعلى اعلى المستويات ماذا حصل لاحقا بدأت الجهات المختلفة تطالب بضبط النفس تساءلنا ماهى هذه الاطراف بمعنى ان كلمة اطراف تعنى ان هناك جهات متقابلة لهامقومات متشابهة هناك طرفان اذا صح التعبير طرف اسرائيلى وطرف فلسطينى الطرف الاول الاسرائيلى لديه دولة الطرف الثانى الفلسطينى لم يحقق هذه الدولة بعد الطرف الاول لديه سيادة الطرف الثانى لم يحقق هذه السيادة الطرف الاول لديه جيش جرار الطرف الثانى لديه الحجرالطرف الاول قاتل الطرف الثانى مقتول فكيف تسمونهم اطرافا وتطلبون منهم ان يضبطوا النفس مهمة القاضى ان يحدد من هو القاتل ومن هو المقتول ولايطلب القاضى عندما تعرض عليه جريمة من الاطراف ضبط النفس عليه ان يحدد ويضع النقاط على الحروف ماذا تكون النتيجة لو ان القاضى قال لاهل المقتول عليكم ان تبحثوا عن تسوية نحن بهذه الحال ندفع الناس الى الانتقام والثأر وهذا يعنى الفوضى ايضا قيل ان المشكلة هى ان المنطقة فيها مشكلة المنطقة فى حالة خطرة نحن فى مأزق الحقيقة ان المشكلة هى لدى اسرائيل وهى الواقعة الان فى مشكلة حقيقية وليس من مهامنافى هذا المؤتمر ان ننقذ اسرائيل من مشكلتها وان نخرجها من مأزقها البعض يقول ان الحق ينتصر صحيح ان الحق ينتصر لكن لاينتصر بدون عمل فاعل الحق لايأتى بعمل منفعل الحق هو عمل فاعل وعندمانصل الى الحق الذى نريد سيكون نتيجة لعمل نحن نحدده وليس الاخرون تكلموا معنا بمفاهيم مختلفة مفاهيم نسبية ومطلقة قالوا باراك افضل من نتانياهو لانه قدم اكثر قلنا من الممكن ان يكون باراك افضل من نتانياهو هذا مفهوم نسبى يمكن ان يطبق على الاشخاص اما على الحقوق فلا تطبق مفاهيم نسبية الحق خاصة عندما يكون ارضا هو مفهوم مطلق محدد واضح الارض تحدد بالكيلو مترات وبالامتار وبالسنتميترات ولا يمكن ان يكون هناك مفاهيم نسبية فى الارض الارض محددة باحداثيات بعد ان يتم الحصول على الحق كاملا فى الارض يمكن ان تناقش بقية الاموروهذا يرجع للاطراف المتفاوضه طالبوا بحلول وسط قلنا مجرد ان العرب وافقواعلى القرار/242/بعد حرب /1967/ هو حل وسط من العرب اسرائيل احتلت فلسطين من بدايتها لنهايتها وقال العرب امر واقع اسرائيل امر واقع نحن نتنازل عن اراضينا فى الاراضى الفلسطينية التى احتلت عام /1948/اعطونا الاراضى التى احتلت عام/1967/ ولكنهم طالبوا بحل وسط بالنسبة لاراضى عام/1967/ لانستغرب فى المستقبل ان يطالبوا بحل وسط بالنسبة للاراضى التى نحن نعيش فيها الان طبعا هناك بعض التعابير التى تستخدم وهى مفاهيم عامة اذا بقينا نستخدمها لانصل الى شىء السلام ليس كلاماليس كل من قال نريد السلام يعنى فعلا انه يريد السلام السلام هو هدف ومع هذا الهدف نسلك طريقا معينا باتجاه هذا الهدف هذا الطريق هو ممارسة يومية سياسية او غير سياسية تؤدى الى هذا الهدف منذ عملية السلام نحن صادقون وجادون فى ان نصل الى السلام العادل والشامل نسير فى طريق مباشر نحن كعرب اما بالنسبة للاسرائيليين فاننا نرى انهم يسيرون باتجاه معاكس لكنهم يقولون انهم يريدون السلام وبالتالى علينا ان نصدق اعتقد اننا يجب ان ننزل الى التفاصيل اكثر قليلا لكى اذا اتت الينا جهة سواء من الاسرائيليين او من اية جهة غربية اوغير غربية لتتحدث معنا بهذا الموضوع ان نناقش صدق او عدم صدق السعى للسلام من خلال هذا الطريق ومن خلال هذه التفاصيل ايضا يتكلمون عن التوازن نتمنى ان نعرف كلمة توازن فى المنطقة ماذا نقصد بها او ماذا يقصدون بها اذاكانت الحرب غير مسموح بها اوغير مرغوبة ايضا فاي توازن هو المقصود لنحدد كلمة توازن لندخل بالتفاصيل ونكون واضحين ونبتعد عن الكلام العام الخطابى المؤسف انه عندما تحصل ازمات ترتفع الدعوات الاحباطية اسمحو لى ان اسميها احباطية او تنازلية بحجة ايقاف اراقة الدماء الفلسطينية انا اعتقد بان الشعب الفلسطينى لايطلب من هذه القمة ايقاف اراقة الدماء لان الحل موجود يستطيع كل مواطن فلسطينى ان يدخل الى منزلة ويختبىء ولن يراق دمه يستطيع ان لايمسك هذا الحجر ويرميه ان لايقاوم واعتقد او قل متأكد لم نسمع اي مناضل فلسطينى يطلب وقف اراقة الدماء الدماء التى سفكت لم تسفك لكى نأتى نحن ونوقف هذا السفك بل لكى تدفع اسرائيل الثمن طبعا بعض الحجج تكون احيانا هى الواقعية يجب ان نكون واقعيين كلما تكلم الانسان شيئا يقولون له كن واقعيا ايضا لنحدد الواقعية لنعرف ماذا تعنى الواقعية او لنحدد ماذا تعنى الواقعية هناك شخص يخضع للواقع وهناك شخص يقرأ الواقع بدقة وهناك شخص يغير الواقع نحن ندعو لقراءة الواقع بوضوح وبدقة ومن ثم تغيير الواقع وانا لا اتحدث بكلام نظرى هناك تجربة قديمة حديثة وهى تجربة لبنان وبالاذن من فخامة الرئيس اميل لحود فهى لم تعد تجربة لبنانية بل هى تجربة عربية يحق لكل واحد منا ان يتكلم عنها وان يفخر بها احتلت اسرائيل لبنان منذ اثنين وعشرين عاما واعنى احتلت الجنوب اللبنانى منذ اثنين وعشرين عاما بهدف طرد المقاومة الفلسطينية من الجنوب او من لبنان او ابعادها فى المرحلة الاولى عن شمال فلسطين وفى عام/1982/ وصلت القوات الاسرائيلية الى بيروت ثم خرجت القوات الفلسطينية من لبنان ومن ثم خرجت سورية من بيروت خرجت اسرائيل بالتراجع خرجت اولا من بيروت ومن ثم من الجبل اتت القوات المتعددة الجنسيات واخرجت من قبل المقاومة واستمر التراجع الاسرائيلى يوما بعد يوم وكانت دائما هذه الدعوات تقول للكل وللمقاومة اولا ماذا تفعلون هذا العمل غير واقعى هذا العمل لن يوصل لشىء لن تستطيعوا التأثير على اسرائيل انتم تخمشون ولاتحررون وكلام من هذا القبيل ماذا كانت النتيجة فى ايار هزيمة اسرائيلية عمل لم يتحقق منذ عام حرب /1973/فى عام/1973/ دخلت القوات العربية المشاركة فى عمق الاراضى المحتلة ومن ثم تراجعت لحدود معينة نتيجة الهجوم الاسرائيلى المعاكس الان اسرائيل تحشد قواتها فى الاتجاه اللبنانى لكن ماحدث فى ايار اعتقد انه رادع ولن تعود اسرائيل لخوض هذه التجربة مرة اخرى ولكن كيف وصلت المقاومة لهذا النصر فى ايارهل وصلت بقوة السلاح لم تحقق ماحققته بقوة السلاح بل حققته بقوة الارادة وبقوة العقيدة وحققته بالتصميم على تغيير هذا الواقع قالوا نغير الواقع ومن ثم نحرر لم يقولوا فقط نريد ان نقاتل واعتقد ان ما يحصل الان فى فلسطين وكانه رسالة من الاخوة الفلسطينيين داخل الضفة وداخل اراضى فلسطين /1948/رسالة باننا نحن فهمنا الدرس وسنعمل على تغيير الواقع وبالتالى نحن كعرب فى هذه القمة لانستطيع ان نكون بين بين اما مع القاتل واما مع المقتول ولابد من تحديد موقعنا وعن بعض الاسباب فى الوضع الذى وصلنا اليه ولو بشكل مختصر لانطيل وهى عناوين عريضة اعتقد ان كل واحد منها بحاجة لدراسة مستفيضة كلمة خيار السلام الاستراتيجى هو احد اسباب ماوصلنا اليه اننا اخترنا السلام الاستراتيجى وهذا صحيح لكن هذا الخيارلم يكن واضحا تماماعندما نقول خيار السلام الاستراتيجى فان كلمة خيار تعنى ان هناك خيارات مختلفة ولاتعنى فقط خيار السلام او خيار الحرب هناك خيارات مختلفة امامنا وامام اى دولة طبعا طبعا هناك على سبيل المثال خيار السلام الاستراتيجى خيار الحرب الاستراتيجى خيار القوة الاستراتيجى خيار الردع الاستراتيجى وخيارات اجتماعية واقتصادية والى اخره طبعا هذه ليست دعوة للحرب وانما كلمة او تحليل بسيط وعام حتى فى خيار الحرب الاستراتيجى هناك خيار حرب دفاعى استراتيجى وهناك خيار حرب هجومى استراتيجى نحن عندما اخترنا خيار السلام الاستراتيجى كان بديلا لخيار الحرب الذى كنا نفكر باننا سوف نهاجم لنحرر اراضينا هذا صحيح لكن هل يكون خيار السلام بالتخلى عن خيار الدفاع على الاقل هذا اولا النقطة الثانية السلام بحاجة للقوة السلام بحاجة للردع ولااتكلم عن الناحية العسكرية لكى لايفهمنى البعض بشكل خاطىء القوة هى عوامل متعددة والردع ايضا هو عوامل وعناصر مختلفة خيار القوة والردع ليس بالضرورة عسكريا قد تكون له اشكال مختلفة قد يكون بشكل عسكرى وقد يكون بشكل تضامنى التضامن العربى هو خيار قوة وخيار ردع وقد يكون من خلال مشروع قومى قيام المشروع القومى ايضا هو عامل رادع وهو عامل قوة اذا امامنا خيارات مختلفة بشكل عام سلام حرب قوة ضعف افضل الخيارات هو السلام مع القوة اي سلام الاقوياء يأتى بعده خيار الحرب مع القوة اي حرب الاقوياء وانا لااقول ماذا نريد هو كلام اعتبره اكاديميا اسهل شىء هو سلام مع ضعف او حرب مع ضعف حرب الضعفاء هى خسارة وسلام الضعفاء هو خسارة فاذا اذا كنا اخترنا السلام فليكن سلام القوة او سلام الاقوياء اما ونحن ضعفاء فلا نستطيع ان نقول بان هناك خيارا بل هناك فرض يفرض علينا من الخارج ايضا غياب المشروع القومي انا من الجيل الذى شهد نهاية او تراجع المد القومى الرومانسى الذى كان فى الخمسينات وامتد حتى السبعينات وفى الثمانينات كانت هناك الطروحات القطرية ومن ثم فى التسعينات الطروحات او المشروع القومى الاقتصادى اي السوق العربية المشتركة وفى كل مرحلة كنا نقول هذا الطرح هو الطرح الواقعى فى الحقيقة مامن طرح من هذه الطروحات هو واقعى الا اذا تكاملت هذه الطروحات اي ان المشروع القومى العربى فيه عاطفة فيه سياسة فيه اقتصاد طبعا يعنى السبب الثالث لما وصلنا اليه هو تراكم الاخطاء العربية والدولية فى معالجة القضايا المختلفة التى طرحت على امتنا خلال عقود عديدة وارتباط مواقف الدول الاجنبية الى حد كبير بجدية قراراتنا التى لم تكن فى الماضى على المستوى المطلوب

ايها الاخوة
ان العالم وخاصة العالم العربى يشخص بابصاره وعقوله وقلوبه نحو هذا المؤتمر ومالم نبرهن بمواقفنا وقراراتنا على ان مصير المنطقة نحن الذين نحدده ولن يكون متروكا لتحكم الاخرين فان التاريخ لن يرحمنا والشعب لن يغفر لنا وماسيتخذه المؤتمر من قرارات ستكون له نتائج حاسمة فى الواقع العربي لذلك يجب ان نقدر خطورة اتخاذ قرارات هشه تخذل الامة وتؤدي الى تزايد حالة الاحباط وتداعياتها السلبية والتي لن يكون من نتائجها سوى المزيد من العنف والمزيد من الشهداء واذكر ايضا ان قرارات قادة العالم والمراجع الدولية ستكون مرتبطة الى حد كبير بفعالية هذا المؤتمروبالتالى فان ماسنتخذه من قرارات سيكون له مفاعيل عربية واقليمية ودولية سلبية او ايجابية وذلك بالعودة الى ادائنا كقادة عرب اي الى امكانياتنا فى اتخاذ موقف قوى وبعكس مايعتقد البعض بان عناصر القوة غير متوفرة لدينا كعرب فالواقع يدل على ان الضعف الذى نعيشه هو شعور ذاتى نقنع انفسنا به لاسباب مختلفة فى الوقت الذى نمتلك فيه الكثير من عوامل القوة وهذه هى الهزيمة من دون حرب هزيمة العقيدة والارادة هى اصعب واسوأ انواع الهزائم واول مانحن مطالبون بتحقيقه فى هذه القمة هو الاتفاق على صيغ محددة للتضامن فيما بيننا والالتزام الجاد بتطبيق واحترام تلك الصيغ وللوصول الى ذلك لابد من الاستناد الى موقف استراتيجى دائم ومستمر وليس لحالات ظرفية طارئة تظهر وتختفى مع تزايد او تناقص التهديدات الاسرائيلية وبمعنى اخر لننتقل من حالة نكون فيها متأثرين ومنفعلين الى حالة نكون فيها فاعلين ومؤثرين لابد من تعزيز الامن القومى العربى والتعامل مع اي عدوان تشنه اسرائيل على اى دولة عربية على انه عدوان على كل الدول العربية الاخرى ولنضع فى اعتبارنا ان ماتقوم به اسرائيل الان فى القدس وبقية الاراضى الفلسطينية هو اختبار لمدى قدرة العرب على التعامل مع حالات العدوان ستبنى عليه تماديها المستقبلى على امن وكرامة اي دولة من دولنا وليس المطلوب هو اعلان الحرب ولا القرارات الارتجالية انما المطلوب هو قرارات مدروسة تمكننا من الاستخدام السليم للطاقات والامكانات المتوفرة بالشكل الذى يضمن ردع اسرائيل عن تكرار ماتقوم به الان وماقامت به فى الماضى من انتهاكات للمواثيق والقرارات الدولية ولحقوق الانسان ويلزمها بعملية السلام العادل والشامل بالشكل الذى يحقق الاستقرار فى المنطقة وليس البحث عن مجرد اتفاقات سلام لاتحقق السلام الا على الورق اما على الارض فهى تحقق كل ماتريده اسرائيل وكل مالايرتضيه العرب كما يجب ان توءمن هذه القرارات دعم صمود اخوتنا الصامدين فى الارض المحتلة ريثما يتحقق السلام الذى ننشده والذى يعيد اليهم حقوقهم الكاملة وفى هذا السياق نقترح انشاء صندوق قومى تموله الدول العربية بنسبة مساهمتها فى موازنة الجامعة العربية بالاضافة الى التبرعات التى من الممكن ان ترد الى هذا الصندوق وتحدد الية معينة للاشراف على انفاق امواله

ايها الاخوة
لقد اختارت الامة العربية السلام على اساس تنفيذ قرارات الشرعية الدولية ومبدأ الارض مقابل السلام الذى يؤكد على عودة جميع الاراضى التى احتلتها اسرائيل فى حزيران عام/1967/فى الجولان وفلسطين وضمنها القدس بالاضافة الى عودة الاراضى اللبنانية التى ماتزال تحت الاحتلال وضمان حقوق الشعب الفلسطينى فى العودة وتقرير المصير واقامة دولته المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية كاملة وتحرير جميع الاسرى العرب والمعتقلين العرب فى السجون والمعتقلات الاسرائيلية وبينما نحن نسعى الى السلام تسعى اسرائيل للحرب وبينما اخترنا نحن السلام خيارا استراتيجيا كان بالنسبة لاسرائيل خيارا تكتيكيا اراد العرب الوصول الى سلام عادل وشامل وارادت اسرائيل سلاما مجتزءا منقوصا وقد اقامت بعض الدول العربية علاقات مع اسرائيل بهدف دفع عملية السلام بحسب ماسمعنا منهم ولكن هذه العملية لم تتقدم بل كانت دائما فى حالة تراجع بفعل الممارسات الاسرائيلية والتصلب والتعنت المتزايد يوما بعد يوم0 وكنا نلقى باللوم على تبدل الاشخاص القائمين على السلطة فى اسرائيل حينا وعلى ظروف عربية ودولية احيانا اخرى وتزايدت الغطرسة الاسرائيلية وثبت عدم جدوى كل تلك التحليلات والتبريرات لذلك لابد من وقف كل اشكال التعاون مع اسرائيل بالاضافة لتفعيل قرار المقاطعة لها وماطرحناه من افكار وماذكرناه من مقترحات من شأنه ان يدفع قادة اسرائيل الى التفكير بالسير على طريق السلام العادل والشامل ويجعلهم يدركون الفارق بين خيار السلام وخيار الضعف بالنسبة للامة العربية ولايفوتنا ونحن نطالب باجراءات رادعة مباشرة ان نؤكد على اجراءات اخرى غير مباشرة تؤدي الى نفس الاغراض وتساهم فى تعزيز موقعنا فى المنطقة والعالم وتفرض على الجميع احترام ارائنا وقراراتنا وتضمن امكانية التأسيس لواقع عربى متحرر من كل عقد الخوف والتردد والضعف وبعض هذه الاجراءات هو فى نفس الوقت هدف نبتغى الوصول اليه وعلى رأسها الهوية العربية والقيام بكل مايؤكد هذه الهوية ويرسخها بالاضافة لتمتين العلاقات العربية العربية والعمل العربى المشترك من خلال تطوير العلاقات الثنائية بين دولنا او من خلال تفعيل دور جامعة الدول العربية وسيكون للانعقاد الدورى للقمة دور هام فى كل ذلك ولانرى مبررا لعدم انتظام انعقادها فالخلافات العربية مهما بلغت من الحدة تبقى اقل اهمية من خطر خارجى يهدد جميع دولنا وشعوبنا فنحن فى النهاية امة واحدة ومهما اختلفنا سنعود ونلتقى

اصحاب الجلالة والفخامة والسمو
السادة اعضاء المؤتمر
اننا اذ يجب علينا التأكيد للعالم مرة اخرى اننا حريصون اشد الحرص على تحقيق السلام والامن للجميع فى المنطقة وفى العالم اجمع فانه يجب علينا وبنفس المقدار الارتقاء الى المستوى الذى يتطلبه اداء الواجب القومى الاول وهو صون الحقوق العربية والذود عن مقدساتنا وكرامتنا وتحقيق ارادتنا فى تقرير مستقبلنا ومصيرنا وتأمين غد امن لاجيالنا المقبلة والسلام عليكم







رد مع اقتباس
قديم 28-01-2011, 02:34 AM رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
المحامي هلال حسين
عضو مميز جداً

الصورة الرمزية المحامي هلال حسين

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


المحامي هلال حسين غير متواجد حالياً


افتراضي رد: كلمات السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد

المؤتمرات الصحفية
عقد السيدان الرئيسان بشار الأسد والفرنسي نيكولا ساركوزي مؤتمراً صحفيا مشتركاً عقب القمة الثنائية التي جمعت بينهما في قصر الشعب اليوم عرضا خلاله المواضيع والمحاور التي تناولتها القمة. ورحب الرئيس الأسد في بداية المؤتمر الصحفي بالرئيس نيكولا ساركوزي رئيس الجمهورية الفرنسية في دمشق مؤكداً أن فرنسا كان لها دائماً في الماضي والحاضر مكانة خاصة في العالم العربي.

الرئيس الأسد: نرحب بعودة الدور الأوروبي الفاعل في الشرق الأوسط وقال الرئيس الأسد: نحن اليوم مرتاحون في سورية للجهود التي يقوم بها الرئيس ساركوزي لتمتين العلاقات بين فرنسا والعالم العربي على أساس من الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة والحوار المستمر والمتواصل. وأضاف الرئيس الأسد أن فرنسا بلد هام في أوروبا وهي ترأس الآن الاتحاد الأوروبي للأشهر القليلة المقبلة ونحن دائماً نادينا بدور أوروبي فاعل في قضايا الشرق الأوسط وإننا نشعر اليوم بالسعادة لعودة هذا الدور بعد غياب لعدة سنوات من خلال الديناميكية الجديدة للسياسة الفرنسية سواء في قضايا الشرق الأوسط أو في القضايا الأخرى في مناطق أخرى من العالم. لايمكن أن نتحدث عن الاستقرار من دون أن نتحدث عن السلام وأوضح الرئيس الأسد أن المباحثات مع الرئيس ساركوزي كانت صريحة وبناءة وتحدثنا في قضايا كثيرة مطروحة على الساحة وخاصة قضايا الشرق الأوسط .. والمحور الأساسي لحديثنا اليوم كان الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط ولايمكن أن نتحدث عن الاستقرار من دون أن نتحدث عن السلام وبالتالي كان الحديث عن عملية السلام أو المفاوضات غير المباشرة التي تجري بين سورية وإسرائيل في تركيا المحور الأساسي اليوم.

وقال الرئيس الأسد: قيمنا المرحلة التي وصلت إليها المفاوضات والآفاق المستقبلية لهذه العملية والدور الفرنسي الذي تحدثنا عنه خلال زيارتي إلى باريس منذ شهرين تقريباً..كما تحدثنا أيضاً في موضوع الملف النووي الإيراني وفي قضايا ربما نتحدث فيها لاحقاً غداً في مؤتمر صحفي آخر وسيكون هناك لقاء رباعي غداً.

وأضاف الرئيس الأسد.. تحدثنا في العلاقات الثنائية بين فرنسا وسورية التي انطلقت بشكل كبير بعد زيارتي إلى باريس.. ويرافق الرئيس ساركوزي وفد اقتصادي سيلتقي بنظرائه في سورية ومع المسؤولين السوريين ليتم توقيع مذكرات تفاهم غداً. زياراتنا المتبادلة أسست لعلاقة صداقة كانت موجودة دائماً واستعادت ألقها اليوم

وأكد الرئيس الأسد أن زيارته إلى باريس وزيارة الرئيس ساركوزي اليوم إلى دمشق عززت العلاقات السورية الفرنسية وخلقت جواً من الثقة بين البلدين وأسست لعلاقة صداقة كانت موجودة دائماً بين سورية وفرنسا ولكنها استعادت ألقها اليوم.

الرئيس ساركوزي: أشكر الرئيس الأسد الذي كان وفياً لتقاليد بلاده العريقة من جهته قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي: أود أن أتوجه بالشكر لسيادة الرئيس بشار الأسد الذي كان وفياً لتقاليد عريقة لبلاده.. وأشكر أيضاً الوزير برنار كوشنير الذي أتى منذ بضعة أيام للتحضير لهذه الزيارة. وأضاف.. نحن مع الرئيس الأسد نبني علاقة خطوة فخطوة ونريد أن تكون علاقة ثقة.

وأشار الرئيس ساركوزي إلى أن الرئيس الأسد قد أعلن عن بعض القرارات وهو احترم هذه القرارات التي اتخذها وفرنسا كانت قد قطعت على نفسها عدداً من الالتزامات وهذه الزيارة كانت من التزاماتنا واليوم نحترم هذا الالتزام وهكذا نبني هذه العلاقة الجديدة بين البلدين بأن نفهم بعضنا بعضاً وألا نساوم وأن نبني الثقة. نأمل أن يستمر هذا التطور الإيجابي وأن يتطور في المستقبل وأوضح الرئيس ساركوزي أن الرئيس الأسد يعرف كم أن الرأي العام الفرنسي حريص على استقلال وسيادة لبنان ..

وقال: يسعدني أن ألاحظ أن كل القرارات والالتزامات التي أعلن عنها في باريس قد نفذت وخاصة هذه القمة التاريخية التي انعقدت بين الرئيسين بشار الأسد وميشال سليمان رئيس الجمهورية اللبنانية.. ونأمل أن يستمر هذا التطور الإيجابي وأن يتطور في المستقبل. فرنسا تدعم بكل قواها المفاوضات غير المباشرة بين سورية وإسرائيل

وأكد الرئيس ساركوزي أن فرنسا تدعم بكل قواها المفاوضات غير المباشرة بين سورية وإسرائيل بوساطة تركية.. لافتاً إلى أن الأوضاع السياسية في إسرائيل لم تسمح بعقد الموعد الرابع من هذه المفاوضات.. ولكن من المهم جداً أن يكون اليوم قريباً حين تصبح هناك مناقشات مباشرة بين سورية وإسرائيل لتحقيق السلام.. وهو شيء مهم جداً للجميع مشيراً إلى أن فرنسا مستعدة لكي تكون عراباً من عرابي هذه العملية عندما يحين الوقت لذلك. وقال الرئيس الفرنسي إن سورية يمكنها أن تلعب دوراً في القضية الايرانية أو الملف الايراني مكرراً موقف فرنسا بأنه يجب ألا تحصل ايران على السلاح النووي.. ولكن لها الحق مثل كل دول العالم في الحصول على الطاقة النووية المدنية. وأضاف الرئيس ساركوزي .. على صعيد العلاقات الثنائية تحدثنا عن الملفات الاقتصادية وكذلك المواضيع المهمة التي تسمح لنا بأن نرتقي بالعلاقة الاقتصادية إلى مستوى العلاقات السياسية كما هي اليوم. وقال .. كان نقاشنا صريحاً جداً ولم نترك أي موضوع إلا وتطرقنا إليه.. لقد تحدثنا عن كل المواضيع الدولية .. وكل المواضيع الأخرى التي نتفق أو نختلف عليها. الرئيس الأسد: لا أحد في العالم يستطيع أن يتحمل نتائج أي حل غير سلمي للملف النووي الإيراني

ورداً على أسئلة الصحفيين

قال الرئيس الأسد حول الرسالة التي يمكن أن يحملها لفرنسا بشأن الملف النووي الايراني.. إنه بالنسبة لموقف سورية من الموضوع النووي الإيراني ينطلق من موقفها القديم المعلن قبل طرح الموضوع الإيراني على الساحة الدولية منذ عدة سنوات وهو ضرورة إخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل .. وسورية في عام 2003 قامت بتقديم مسودة قرار لمجلس الأمن حول هذا الموضوع يتعلق بآلية معينة لإخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل ومنع انتشارها فيه. وأضاف الرئيس الأسد..طبعاً تمت عرقلة التصويت على هذا القرار وبقي بأدراج مجلس الأمن حتى هذه اللحظة .. عندما ذهبنا إلى ايران في الزيارة الأخيرة وتحاورنا وتناقشنا مع المسؤولين الإيرانيين حول هذا الموضوع بالتفصيل لم أسمع أي موقف يختلف عن موقف سورية الذي طرحته الآن ولكن واضح أن هناك عدم ثقة بين ايران والدول المعنية بهذا الملف.. وان النقطة الأساسية التي تهمنا في سورية هي كيف يمكن ان نلعب دوراً في بناء هذه الثقة بهدف إثبات أن البرنامج سلمي وليس عسكرياً. وأوضح الرئيس الأسد..سنتابع الحوار في هذا المجال مع الجانبين الايراني والفرنسي ونتمنى أن نصل إلى نتيجة لأن حل هذا الموضوع لايمكن أن يكون إلا بالحوار وبالطرق السلمية فقط .. ولا أحد في العالم يستطيع أن يتحمل نتائج أي حل غير سلمي لأنه لن يكون حلاً بل كارثة. وحول القمة الرباعية غداً وما إذا كان هناك ظهور لمحور إقليمي جديد قال الرئيس الأسد.. لا أعتقد بأننا نحن .. كلينا مع سياسة المحاور وليس هذا هو هدفنا.. وهناك قضايا مهمة أهمها الآن موضوع السلام والاستقرار وهذه الدول لها دور واهتمام في موضوع السلام .. ربما للمصادفة سورية رئيسة القمة العربية وفرنسا رئيسة المجموعة الأوروبية وقطر رئيسة مجلس التعاون الخليجي وتركيا هي الآن الوسيط الوحيد في عملية السلام .. وأعتقد أنه من الطبيعي أن نلتقي ونتمنى لو كنا نستطيع أن يكون هناك دول أخرى هذا لا يمنع كما حصل في الاتحاد من أجل المتوسط .. وربما نرى قمماً مختلفة بدول مختلفة في المستقبل القريب. وبشأن بدء المفاوضات المباشرة مع إسرائيل وشروطها

قال الرئيس الأسد: لنشبه العملية ببناء .. لا نستطيع أن نبني بناء من دون أن تكون هناك أساسات قوية ونحن الآن في مرحلة وضع الأساسات وهذا يعني أولاً الثقة بين أطراف عملية السلام وثانياً الأسس والمرجعيات التي ستعتمد عليها المفاوضات المباشرة وعندما نهيئ هذه العوامل أو العناصر نستطيع أن ننتقل إلى المفاوضات المباشرة ولكن هذه المرحلة بحاجة لوجود الولايات المتحدة الأمريكية مع الأطراف الأخرى المشاركة برعاية عملية السلام وعندها نستطيع أن نقول إن رعاة عملية السلام هم الولايات المتحدة وفرنسا وتركيا طبعاً كبلد أساسي وأي دولة أخرى مهتمة فهذا شيء جيد كلما ازدادت الدول المهتمة بعملية السلام .. ولكن طلبنا الآن في هذه المرحلة من الرئيس ساركوزي دعم مرحلة المفاوضات غير المباشرة لأنها الطريق الوحيد للمفاوضات المباشرة.

من جهته قال الرئيس ساركوزي رداً على أسئلة الصحفيين حول الملف النووي الإيراني.. إن موقف الرئيس الأسد بالنسبة لهذا الموضوع هو أن حيازة أي دولة أياً كانت للسلاح النووي هي مشكلة.. ولا يخفى على أحد أن هناك علاقات ثقة بين ايران وسورية منذ فترة طويلة جداً.. ومن واجبي أن أقول لرئيس دولة صديقة لإيران أنه يجب القيام بكل المبادرات الرامية إلى إحلال السلام .. وأنا عبرت دائماً عن قناعتي بأن احترام العلاقات أو التحالفات التقليدية لسورية سوف يسمح بأن تسهم في عملية السلام وهذا عنصر أساسي من العناصر التي دفعت فرنسا إلى اتخاذ هذا القرار باستئناف العلاقات مع سورية. وحول مذكرات التفاهم الاقتصادية بين سورية وفرنسا وآفاق العلاقة الاقتصادية المتوقعة قال الرئيس ساركوزي .. أولاً ألاحظ أن حصة الشركات الفرنسية في الأسواق السورية قد انخفضت كثيراً في السنوات الماضية بينما زادت حصة الدول الأوروبية الأخرى وهذا ليس مفاجئاً نظرا للوضع الذي وجدت فيه علاقاتنا عند وصولي الى الحكم. وأضاف ساركوزي..لقد تكلمنا عن تمديد عقد "توتال" ووجودها في سورية وهذا يتعلق بالسنوات العشر المقبلة وكذلك الأشغال المهمة جداً في مطار دمشق.. ومسألة المرافئ.. وتكلمنا أيضاً عن طائرات "الايرباص" والمقاطعة التي تتعرض لها سورية فيما يتعلق بقطع الغيار.

وحول القمة الرباعية قال ساركوزي: إن فرنسا تلتزم في الشرق الأوسط من أجل السلام.. وإن الاتحاد من أجل المتوسط الذي تلعب فيه سورية دوراً مهماً هو أحد هذه العناصر التي وجدت لخدمة السلام والرخاء الاقتصادي في المنطقة .. وإن اللقاء الذي سينعقد غداً هو مرحلة جديدة على درب السلام بحضور تركيا التي هي اليوم الوسيط في مناقشات السلام الجارية وأيضاً بوجود سمو أمير قطر.. ونذكر أن اتفاق الدوحة هو الذي سمح بالتوصل إلى الحل في لبنان. وحول دور فرنسا في مباحثات السلام بين سورية وإسرائيل أكد ساركوزي أن دور فرنسا سيكون الدور الذي ستطلب منها الأطراف أن تلعبه وعندما يطلب منها ذلك.. لافتاً إلى أن الإعلان الذي أدلى به الرئيس الأسد في باريس كان إعلاناً مهماً.






رد مع اقتباس
قديم 28-01-2011, 02:35 AM رقم المشاركة : 28
معلومات العضو
المحامي هلال حسين
عضو مميز جداً

الصورة الرمزية المحامي هلال حسين

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


المحامي هلال حسين غير متواجد حالياً


افتراضي رد: كلمات السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد

المؤتمرات الصحفية
عقد السيدان الرئيسان بشار الأسد والفرنسي نيكولا ساركوزي مؤتمراً صحفيا مشتركاً عقب القمة الثنائية التي جمعت بينهما في قصر الشعب اليوم عرضا خلاله المواضيع والمحاور التي تناولتها القمة. ورحب الرئيس الأسد في بداية المؤتمر الصحفي بالرئيس نيكولا ساركوزي رئيس الجمهورية الفرنسية في دمشق مؤكداً أن فرنسا كان لها دائماً في الماضي والحاضر مكانة خاصة في العالم العربي.

الرئيس الأسد: نرحب بعودة الدور الأوروبي الفاعل في الشرق الأوسط وقال الرئيس الأسد: نحن اليوم مرتاحون في سورية للجهود التي يقوم بها الرئيس ساركوزي لتمتين العلاقات بين فرنسا والعالم العربي على أساس من الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة والحوار المستمر والمتواصل. وأضاف الرئيس الأسد أن فرنسا بلد هام في أوروبا وهي ترأس الآن الاتحاد الأوروبي للأشهر القليلة المقبلة ونحن دائماً نادينا بدور أوروبي فاعل في قضايا الشرق الأوسط وإننا نشعر اليوم بالسعادة لعودة هذا الدور بعد غياب لعدة سنوات من خلال الديناميكية الجديدة للسياسة الفرنسية سواء في قضايا الشرق الأوسط أو في القضايا الأخرى في مناطق أخرى من العالم. لايمكن أن نتحدث عن الاستقرار من دون أن نتحدث عن السلام وأوضح الرئيس الأسد أن المباحثات مع الرئيس ساركوزي كانت صريحة وبناءة وتحدثنا في قضايا كثيرة مطروحة على الساحة وخاصة قضايا الشرق الأوسط .. والمحور الأساسي لحديثنا اليوم كان الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط ولايمكن أن نتحدث عن الاستقرار من دون أن نتحدث عن السلام وبالتالي كان الحديث عن عملية السلام أو المفاوضات غير المباشرة التي تجري بين سورية وإسرائيل في تركيا المحور الأساسي اليوم.

وقال الرئيس الأسد: قيمنا المرحلة التي وصلت إليها المفاوضات والآفاق المستقبلية لهذه العملية والدور الفرنسي الذي تحدثنا عنه خلال زيارتي إلى باريس منذ شهرين تقريباً..كما تحدثنا أيضاً في موضوع الملف النووي الإيراني وفي قضايا ربما نتحدث فيها لاحقاً غداً في مؤتمر صحفي آخر وسيكون هناك لقاء رباعي غداً.

وأضاف الرئيس الأسد.. تحدثنا في العلاقات الثنائية بين فرنسا وسورية التي انطلقت بشكل كبير بعد زيارتي إلى باريس.. ويرافق الرئيس ساركوزي وفد اقتصادي سيلتقي بنظرائه في سورية ومع المسؤولين السوريين ليتم توقيع مذكرات تفاهم غداً. زياراتنا المتبادلة أسست لعلاقة صداقة كانت موجودة دائماً واستعادت ألقها اليوم

وأكد الرئيس الأسد أن زيارته إلى باريس وزيارة الرئيس ساركوزي اليوم إلى دمشق عززت العلاقات السورية الفرنسية وخلقت جواً من الثقة بين البلدين وأسست لعلاقة صداقة كانت موجودة دائماً بين سورية وفرنسا ولكنها استعادت ألقها اليوم.

الرئيس ساركوزي: أشكر الرئيس الأسد الذي كان وفياً لتقاليد بلاده العريقة من جهته قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي: أود أن أتوجه بالشكر لسيادة الرئيس بشار الأسد الذي كان وفياً لتقاليد عريقة لبلاده.. وأشكر أيضاً الوزير برنار كوشنير الذي أتى منذ بضعة أيام للتحضير لهذه الزيارة. وأضاف.. نحن مع الرئيس الأسد نبني علاقة خطوة فخطوة ونريد أن تكون علاقة ثقة.

وأشار الرئيس ساركوزي إلى أن الرئيس الأسد قد أعلن عن بعض القرارات وهو احترم هذه القرارات التي اتخذها وفرنسا كانت قد قطعت على نفسها عدداً من الالتزامات وهذه الزيارة كانت من التزاماتنا واليوم نحترم هذا الالتزام وهكذا نبني هذه العلاقة الجديدة بين البلدين بأن نفهم بعضنا بعضاً وألا نساوم وأن نبني الثقة. نأمل أن يستمر هذا التطور الإيجابي وأن يتطور في المستقبل وأوضح الرئيس ساركوزي أن الرئيس الأسد يعرف كم أن الرأي العام الفرنسي حريص على استقلال وسيادة لبنان ..

وقال: يسعدني أن ألاحظ أن كل القرارات والالتزامات التي أعلن عنها في باريس قد نفذت وخاصة هذه القمة التاريخية التي انعقدت بين الرئيسين بشار الأسد وميشال سليمان رئيس الجمهورية اللبنانية.. ونأمل أن يستمر هذا التطور الإيجابي وأن يتطور في المستقبل. فرنسا تدعم بكل قواها المفاوضات غير المباشرة بين سورية وإسرائيل

وأكد الرئيس ساركوزي أن فرنسا تدعم بكل قواها المفاوضات غير المباشرة بين سورية وإسرائيل بوساطة تركية.. لافتاً إلى أن الأوضاع السياسية في إسرائيل لم تسمح بعقد الموعد الرابع من هذه المفاوضات.. ولكن من المهم جداً أن يكون اليوم قريباً حين تصبح هناك مناقشات مباشرة بين سورية وإسرائيل لتحقيق السلام.. وهو شيء مهم جداً للجميع مشيراً إلى أن فرنسا مستعدة لكي تكون عراباً من عرابي هذه العملية عندما يحين الوقت لذلك. وقال الرئيس الفرنسي إن سورية يمكنها أن تلعب دوراً في القضية الايرانية أو الملف الايراني مكرراً موقف فرنسا بأنه يجب ألا تحصل ايران على السلاح النووي.. ولكن لها الحق مثل كل دول العالم في الحصول على الطاقة النووية المدنية. وأضاف الرئيس ساركوزي .. على صعيد العلاقات الثنائية تحدثنا عن الملفات الاقتصادية وكذلك المواضيع المهمة التي تسمح لنا بأن نرتقي بالعلاقة الاقتصادية إلى مستوى العلاقات السياسية كما هي اليوم. وقال .. كان نقاشنا صريحاً جداً ولم نترك أي موضوع إلا وتطرقنا إليه.. لقد تحدثنا عن كل المواضيع الدولية .. وكل المواضيع الأخرى التي نتفق أو نختلف عليها. الرئيس الأسد: لا أحد في العالم يستطيع أن يتحمل نتائج أي حل غير سلمي للملف النووي الإيراني

ورداً على أسئلة الصحفيين

قال الرئيس الأسد حول الرسالة التي يمكن أن يحملها لفرنسا بشأن الملف النووي الايراني.. إنه بالنسبة لموقف سورية من الموضوع النووي الإيراني ينطلق من موقفها القديم المعلن قبل طرح الموضوع الإيراني على الساحة الدولية منذ عدة سنوات وهو ضرورة إخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل .. وسورية في عام 2003 قامت بتقديم مسودة قرار لمجلس الأمن حول هذا الموضوع يتعلق بآلية معينة لإخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل ومنع انتشارها فيه. وأضاف الرئيس الأسد..طبعاً تمت عرقلة التصويت على هذا القرار وبقي بأدراج مجلس الأمن حتى هذه اللحظة .. عندما ذهبنا إلى ايران في الزيارة الأخيرة وتحاورنا وتناقشنا مع المسؤولين الإيرانيين حول هذا الموضوع بالتفصيل لم أسمع أي موقف يختلف عن موقف سورية الذي طرحته الآن ولكن واضح أن هناك عدم ثقة بين ايران والدول المعنية بهذا الملف.. وان النقطة الأساسية التي تهمنا في سورية هي كيف يمكن ان نلعب دوراً في بناء هذه الثقة بهدف إثبات أن البرنامج سلمي وليس عسكرياً. وأوضح الرئيس الأسد..سنتابع الحوار في هذا المجال مع الجانبين الايراني والفرنسي ونتمنى أن نصل إلى نتيجة لأن حل هذا الموضوع لايمكن أن يكون إلا بالحوار وبالطرق السلمية فقط .. ولا أحد في العالم يستطيع أن يتحمل نتائج أي حل غير سلمي لأنه لن يكون حلاً بل كارثة. وحول القمة الرباعية غداً وما إذا كان هناك ظهور لمحور إقليمي جديد قال الرئيس الأسد.. لا أعتقد بأننا نحن .. كلينا مع سياسة المحاور وليس هذا هو هدفنا.. وهناك قضايا مهمة أهمها الآن موضوع السلام والاستقرار وهذه الدول لها دور واهتمام في موضوع السلام .. ربما للمصادفة سورية رئيسة القمة العربية وفرنسا رئيسة المجموعة الأوروبية وقطر رئيسة مجلس التعاون الخليجي وتركيا هي الآن الوسيط الوحيد في عملية السلام .. وأعتقد أنه من الطبيعي أن نلتقي ونتمنى لو كنا نستطيع أن يكون هناك دول أخرى هذا لا يمنع كما حصل في الاتحاد من أجل المتوسط .. وربما نرى قمماً مختلفة بدول مختلفة في المستقبل القريب. وبشأن بدء المفاوضات المباشرة مع إسرائيل وشروطها

قال الرئيس الأسد: لنشبه العملية ببناء .. لا نستطيع أن نبني بناء من دون أن تكون هناك أساسات قوية ونحن الآن في مرحلة وضع الأساسات وهذا يعني أولاً الثقة بين أطراف عملية السلام وثانياً الأسس والمرجعيات التي ستعتمد عليها المفاوضات المباشرة وعندما نهيئ هذه العوامل أو العناصر نستطيع أن ننتقل إلى المفاوضات المباشرة ولكن هذه المرحلة بحاجة لوجود الولايات المتحدة الأمريكية مع الأطراف الأخرى المشاركة برعاية عملية السلام وعندها نستطيع أن نقول إن رعاة عملية السلام هم الولايات المتحدة وفرنسا وتركيا طبعاً كبلد أساسي وأي دولة أخرى مهتمة فهذا شيء جيد كلما ازدادت الدول المهتمة بعملية السلام .. ولكن طلبنا الآن في هذه المرحلة من الرئيس ساركوزي دعم مرحلة المفاوضات غير المباشرة لأنها الطريق الوحيد للمفاوضات المباشرة.

من جهته قال الرئيس ساركوزي رداً على أسئلة الصحفيين حول الملف النووي الإيراني.. إن موقف الرئيس الأسد بالنسبة لهذا الموضوع هو أن حيازة أي دولة أياً كانت للسلاح النووي هي مشكلة.. ولا يخفى على أحد أن هناك علاقات ثقة بين ايران وسورية منذ فترة طويلة جداً.. ومن واجبي أن أقول لرئيس دولة صديقة لإيران أنه يجب القيام بكل المبادرات الرامية إلى إحلال السلام .. وأنا عبرت دائماً عن قناعتي بأن احترام العلاقات أو التحالفات التقليدية لسورية سوف يسمح بأن تسهم في عملية السلام وهذا عنصر أساسي من العناصر التي دفعت فرنسا إلى اتخاذ هذا القرار باستئناف العلاقات مع سورية. وحول مذكرات التفاهم الاقتصادية بين سورية وفرنسا وآفاق العلاقة الاقتصادية المتوقعة قال الرئيس ساركوزي .. أولاً ألاحظ أن حصة الشركات الفرنسية في الأسواق السورية قد انخفضت كثيراً في السنوات الماضية بينما زادت حصة الدول الأوروبية الأخرى وهذا ليس مفاجئاً نظرا للوضع الذي وجدت فيه علاقاتنا عند وصولي الى الحكم. وأضاف ساركوزي..لقد تكلمنا عن تمديد عقد "توتال" ووجودها في سورية وهذا يتعلق بالسنوات العشر المقبلة وكذلك الأشغال المهمة جداً في مطار دمشق.. ومسألة المرافئ.. وتكلمنا أيضاً عن طائرات "الايرباص" والمقاطعة التي تتعرض لها سورية فيما يتعلق بقطع الغيار.

وحول القمة الرباعية قال ساركوزي: إن فرنسا تلتزم في الشرق الأوسط من أجل السلام.. وإن الاتحاد من أجل المتوسط الذي تلعب فيه سورية دوراً مهماً هو أحد هذه العناصر التي وجدت لخدمة السلام والرخاء الاقتصادي في المنطقة .. وإن اللقاء الذي سينعقد غداً هو مرحلة جديدة على درب السلام بحضور تركيا التي هي اليوم الوسيط في مناقشات السلام الجارية وأيضاً بوجود سمو أمير قطر.. ونذكر أن اتفاق الدوحة هو الذي سمح بالتوصل إلى الحل في لبنان. وحول دور فرنسا في مباحثات السلام بين سورية وإسرائيل أكد ساركوزي أن دور فرنسا سيكون الدور الذي ستطلب منها الأطراف أن تلعبه وعندما يطلب منها ذلك.. لافتاً إلى أن الإعلان الذي أدلى به الرئيس الأسد في باريس كان إعلاناً مهماً.






رد مع اقتباس
قديم 28-01-2011, 02:37 AM رقم المشاركة : 29
معلومات العضو
المحامي هلال حسين
عضو مميز جداً

الصورة الرمزية المحامي هلال حسين

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


المحامي هلال حسين غير متواجد حالياً


افتراضي رد: كلمات السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد

الحديث الشامل للسيد الرئيس بشار الأسد مع صحيفة الوطن القطرية في 27/4/2008

أجرى السيد الرئيس بشار الاسد حديثا صحفيا موسعا شمل محاور عديدة مع صحيفة الوطن القطرية خلال لقائه مع السيد احمد علي مدير عام ورئيس تحرير صحيفة الوطن . وقد ابتدأ السيد الرئيس اللقاء بالاجابة عن سؤال بشأن تصريحات وزيرة الخارجية الامريكية حول عدم حصول اي صفقة مع سورية في قضية اغتيال الحريري .. وهل تعتبر سورية ذلك تهديدا ام نوعا من الضغط السياسي قائلا .. نحن من يرفض ان يكون هناك اي صفقة باي موضوع .. ليس من عاداتنا ان نقيم صفقات بالسياسة فالقضية ليست عملية بيع وشراء لبضائع .. القضية قضية حقوق ومبادئ ومصالح دول .. متابعا ان الذي حصل هو عكس ذلك .. عرض علينا الكثير مما يتضمنه هذا التصريح من قبل الامريكيين او من له علاقة بهم وكنا دائما نقول لهم قضية المحكمة الدولية قضية لها علاقة بلبنان هي اتفاقية بين الحكومة اللبنانية والامم المتحدة .. لقد كانت ردودنا دائما نحن لا نقيم صفقات وموضوع المحكمة لا يعني سورية ونحن بالاساس كسورية دعمنا بتصريحاتنا منذ البداية التحقيقات الدولية واصدقاء سورية في لبنان دعموا التحقيقات الدولية ودعموا المحكمة في الحوار الذي سبق الحرب على لبنان في العام 2006 لذلك هذا التصريح لا قيمة له ولاسيما في ظل الادارة فاقدة المصداقية اساسا . وتابع السيد الرئيس في رده على سؤال في نفس المنحى .. كل من طرح معنا من العرب ومن الاجانب موضوع المحكمة على اساس انه موضوع مقلق لنا .. قلنا له .. ان هذا الموضوع لا يعنينا .. ورفضنا حتى الخوض فيه من الاساس .. ولكن هناك اصرار بانه مقلق وهناك اصرار على ربط القضايا التي تحصل في منطقتنا وخاصة في لبنان بقلق سوري او لبعض اللبنانيين من موضوع المحكمة .. مشكلة المحكمة الوحيدة هي عندما تكون محكمة ليس هدفها البحث عن الحقيقة .. اذا كان هدفها معرفة من قتل الحريري فاين هي المشكلة .. والدليل على هذا الكلام ان سورية تعاونت مع لجنة براميرتز وفي كل التقارير التي قدمها براميرتز للامم المتحدة كان واضحا من خلالها بان سورية تعاونت بشكل مرض .. مرض يعني فعليا بشكل كامل .. لو كان هناك عدم تعاون لقال هذا الكلام في تقريره .. فنحن دعمنا التحقيق الدولي ودعمنا اي عمل او اداة او طريقة او حل يؤدي للوصول .. هناك من يتحدث عن تسييس المحكمة اذا كان هناك تسييس للمحكمة فهذا سيضر بلبنان قبل ان يضر بسورية ونحن يأتي قلقنا في سورية من اي خلل في لبنان وليس من المحكمة . وبشأن تسييس سير المحكمة الذي تفصح عنه بعض وسائل الاعلام السورية ومصدر هذا الشعور .. قال الرئيس الاسد .. ان هذا نتيجة تصريحات الادارة الامريكية .. عندما تتحدث الادارة الامريكية مسبقا او بعض المسؤولين فيها عن ان التحقيق سيعطي كذا او سيؤدي الى كذا او ان المحكمة سيكون عملها كذا فهذا يعنى انهم وضعوا انفسهم مكان المحكمة .. عندما تتحدث ادارة سياسية نيابة عن القضاة يعني ان الموضوع مسيس .. اما بالنسبة لنا اذا كانت كاي محكمة اخرى اي محكمة بالمعنى الاحترافي فبالعكس هذا شيء ايجابي وليس سلبيا . وحول تراجع احد شاهدي قضية الحريرى واختفاء الاخر في فرنسا في ظروف غامضة واذا ما كان هناك لعبة تدبر في الخفاء ضد دمشق .. قال السيد الرئيس .. انا لا أعرف كل هذه التفاصيل لكن احد هؤلاء كان موجودا في السجون الفرنسية فكيف يختفي في ظروف غامضة .. غامضة بالنسبة لنا .. اما بالنسبة لهم ليست غامضة .. فيجب ان يفكوا الغموض ويقولوا كيف اختفى عندها نستطيع ان نعرف ان كان هناك لعبة ام لا .. لا توجد لدينا معطيات .. لكن بكل تأكيد هو اختفى في ظروف معروفة وليست غامضة .. لانه كان في سجن دولة لم تحصل عملية هروب كبير . وتابع السيد الرئيس معلوماتنا تقول .. انه كان موجودا فترة في السجن وهذا ما نعرفه بشكل اقرب الى التأكيد لكن لا توجد لدينا تفاصيل .. بكل الاحوال كان موجودا في دولة لها سلطة هي فرنسا .. هل اختفى من فرنسا .. كيف خرج من المطار .. الى اين .. يجب على فرنسا ان تعلن ذلك . وعن مطالبة سورية بفك الغموض عن اختفاء هذا الشاهد .. قال السيد الرئيس .. ان ذلك لمصلحة التحقيق لان هذا الشاهد افترى على سورية بكلام غير صحيح وثبت لاحقا انه كان يكذب .. وهناك قناعة لدى جهات لها علاقة بالتحقيق او المحققين ربما بان كلامه غير صحيح .. فاذا يجب ان يكون معروفا اين هو لسلامة التحقيق لان التحقيق يجب ان يعرف لماذا افترى هذا الشخص . وحول الهدف من اتهام سورية في قضية اغتيال الحريري وغيرها من جرائم الاغتيالات في لبنان .. أوضح السيد الرئيس .. لا أستطيع ان احدد الاهداف نيابة عنهم .. ولكن سورية مستهدفة منذ عدة سنوات لمواقفها .. هل هناك اهداف اخرى موجودة .. لا نعرف من قام بعملية الاغتيال .. ما هو الهدف منها .. هذا الموضوع حتى الان اغلب الناس لا تعرف ما هو .. فلا تستطيع ان تقيم تماما لماذا دون ان تعرف كل هذه التفاصيل .. لكن ما نعرفه اننا مستهدفون وهذا جزء من الاستهداف بالعنوان العام .. اما بالتفاصيل فمن الصعب ان نقول الان ما هي التفاصيل .. اي الهدف بالتفاصيل . وعن تزامن الاغتيالات مع الخروج السوري من لبنان ومحاولة ربطه بالانتقام لذلك أشار السيد الرئيس الى ان اغتيال الحريري قد حصل قبل خروج سورية وأكمل قائلا .. نحن خرجنا وانا قلت هذا الكلام بشكل واضح في خطابي عندما أعلنت باننا سنخرج من لبنان .. عندما يصبح جزءا كبيرا من المجتمع ينظر اليك نظرة سلبية وعندما يكون هناك انقسام في المجتمع اللبناني حول الوجود السوري فيصبح الوجود ضارا لا يحقق النتائج التي كانت مرجوة منه قبل تلك الحالة .. فأعلنت هذا الشيء بشكل صريح وانسحبنا على هذا الاساس . أما بالنسبة الى الجرائم التي أتت لاحقا او اي عمل يؤدي لعدم استقرار لبنان فهذا يناقض الحقيقة التي تقول بان سورية خلال ثلاثين عاما دفعت دماء في لبنان .. لم تدفع اموالا دفعت ارواح ابنائها سواء في تحقيق السلم .. ومنع التقسيم .. او في الدفاع عن لبنان عام 1982 خلال الغزو الاسرائيلي وفي مراحل لاحقة ودفعنا الالاف وليس بضعة مئات .. لماذا .. لان استقرار لبنان ينعكس مباشرة على استقرار سورية .. كل هذه الاعمال التي تمت في السنوات الماضية تؤدي الى نتيجة واحدة وهي خلق حالة من عدم الاستقرار في لبنان .. السؤال البديهي في هذه الحالة اين هي مصلحة سورية لكي تقوم بهذا العمل .. في السياسة لا يوجد انتقام .. السياسي الاحمق هو الذي ينتقم .. في السياسة هناك مصالح لا يوجد عواطف .. في السياسة علينا ان نفكر ما الذي يحقق مصلحتنا .. هذه الاعمال ضد مصلحة سورية .. اولا لان سورية تتهم بها .. ثانيا لان خلخلة الاستقرار وهو طبعا الموضوع الاهم سينعكس علينا ونحن سوف ندفع ثمنه .. فهل من المعقول ان نقول كما يقول المثل الامريكي بانك تطلق النار على قدمك .. هذا مستحيل . وفي اجابة عن مداخلة بانه حصلت مجموعة من الاغتيالات في ظل الوجود السوري . قال السيد الرئيس .. طبعا .. وحصلت اغتيالات في سورية .. هل يعني ان سورية مسؤولة عن هذه الاغتيالات .. بالتأكيد لا وهذا شيء بديهي .. هذا اولا .. ثانيا عليك ان تحدد ما هي مسؤولية سورية في لبنان .. مسؤولية سورية ليس حفظ الامن الشخصي ولا منع التفجير .. ليس دورها ان تكون جهاز امن .. مسؤولية سورية كانت حفظ الامن الوطني بمعنى منع الاقتتال ودعم الجيش اللبناني في مرحلة ما بعد الطائف .. وبناء على ترسيخ الامن في لبنان في التسعينيات ومع مجيء الرئيس لحود الى رئاسة الجمهورية في عام 1998 رأينا ان الوضع أصبح مهيئا كي تبدأ سورية بعملية الانسحاب .. وبدأنا بالانسحاب حتى قبل اغتيال الحريري كنا قد سحبنا حوالي 62 او 63 في المئة من القوات السورية بمعزل عن الظروف .. فدور القوات السورية لم يكن دورا امنيا لا للاشخاص ولا حتى بمعنى اجهزة الامن .. هذا ليس من مهام القوات السورية . وعبر السيد الرئيس عن وجهة نظره بالشأن اللبناني في معرض اجابته عن تساؤل عن الذي يحول دون تعيين ميشيل سليمان رئيسا للجمهورية .. وما الذي يعطل اجراءات جلسة الانتخاب .. حيث قال .. لا أستطيع ان أعطيك اجابة نيابة عن لبنان .. ولكن نحن بالنسبة لنا معرفتنا بالعماد ميشيل سليمان معرفة وثيقة ونعتقد بانه شخص جيد بالمقاييس المختلفة .. هذه وجهة النظر السورية .. وجهة النظر اللبنانية من المعارضة نفس الشيء .. وجهة النظر من الطرف الاخر المعلنة على الاقل لا نعرف ما هو الواقع بنفس الاتجاه .. فاذا المشكلة ليست انتخاب الرئيس .. هي جزء من مشكلة اكبر لها علاقة بانعدام الثقة بين الاطراف اللبنانية .. والثقة انما تضمنها المؤسسات والالتزامات المختلفة منها رئاسة الجمهورية ومنها الحكومة ومجلس النواب وقوانين الانتخاب واشياء مشابهة وتفاصيل كثيرة لا أريد الدخول فيها .. فعندما يكون هناك انعدام ثقة في بلد ما .. لا بد من ايجاد كل الاليات دون استثناء التي تعيد الثقة بين الاطراف .. وبالتالي القضية ليست ان تحل مشكلة واحدة .. القضية ان تحل المشكلة الكبرى .. هذا بالعناوين اما التفاصيل فلا أستطيع ان أعطيك اجابة نيابة عن اللبنانيين . وحول تأجيل جلسات انتخاب رئيس الجمهورية المستمر وتأثير ذلك على مصداقية الرئيس بري .. أكد السيد الرئيس ان القضية انه اذا لم يكن هناك اتفاق على الحلول كلها بشكل عام من كل الاطراف فلا تستطيع ان تحملها لطرف او لشخص في طرف .. الرئيس بري هو مؤتمن في الدستور اللبناني على مؤسسة معينة وهو يحدد هذا الموضوع من خلال قناعته المرتبطة برؤية معينة لمصلحة لبنان .. لكن انا لا أستطيع ان أعطي جوابا نيابة عنه .. هل هذا يضر بمصداقيته ام لا .. لان مصداقيته يجب ان تكون مصداقية داخل لبنان فانا لا أستطيع ان أحدد موضوع المصداقية في هذا الاطار لان هذه تفاصيل لبنانية . وأوضح السيد الرئيس في رده عن مقدار الضغط الذي يمكن ان تمارسه سورية على المعارضة اللبنانية للوصول لحل للازمة ان المشكلة ليست الى اي مدى نستطيع ان نضغط .. انما هل نقبل بمبدأ الضغط .. نحن لا نقبل بمبدأ الضغط في تعاملنا مع الاطراف المختلفة لا في لبنان ولا في غيرها وهذا الموضوع نشرحه لكل من يأتي الينا ويقول لنا يجب ان تضغطوا .. نقول لهم مبدأ الضغط غير موجود لدى سورية .. نحن نتحاور مبدأ النفوذ يختلف عن مبدأ التدخل .. هم يريدون منا ان نتدخل من خلال الضغط .. نحن نمارس نفوذا من خلال العلاقة الطبيعية بين اي طرفين فيها نوع من الحوار وفيها نوع من القناعة وفيها نوع من المصداقية .. اي هو يقبل بما أقوله اذا كان مقنعا ويحقق مصلحته .. اما عدا عن ذلك فهو ليس مضطرا ليقبل برأيي .. لذلك نحن نحاور الاطراف اللبنانية انطلاقا من رؤيتنا .. ولكن تبقى الاطراف اللبنانية تعرف مصالحها اكثر منا . وعن ما قيل عن التمديد للرئيس لحود لفترة رئاسية ثانية بوصفه نوعا من الضغط على الملف اللبناني .. أوضح السيد الرئيس انه كانت هناك اطراف ضد التمديد وقلنا لهم نترك الموضوع لكم .. نحن لم نضغط .. وكانت هناك اطراف لا تريد من حلفائنا في ذلك الوقت وقلنا لهم .. هذا الموضوع يعود لكم .. وهم غيروا اراءهم وساروا في الموضوع .. لم نمارس عملية الضغط في هذا الموضوع على الاطلاق .. لكن أريد ان أفرق بين ما نتبناه كمبدأ وكسياسة وبين الممارسة .. اي ممارسة الشخص تختلف عن سياسة الدولة احيانا .. هو لا يفرق بين مبدأ الحوار والضغط وربما الشخص الاخر لا يفرق بين انه يحاوره او يطلب منه او يضغط عليه .. اما نحن كسياسة سورية لم نتبن الضغط على الاطلاق حتى في موضوع الرئيس لحود . وفي معرض اجابته عن سؤال يقول كيف تنظرون لتحالف عدوكم السابق عون مع حليفكم الاستراتيجي حزب الله .. وعن استمرار هذا التحالف ودعوة عون الى دمشق .. قال الرئيس الاسد .. انا لا اسميه عدوا .. العدو من يحتل الارض او يعتدي على الوطن .. كان هناك خلاف .. الخلاف ربما يتحول الى خصومة ولكن الخصومة تختلف عن العداوة . وتابع السيد الرئيس رغم كل ما حصل فان مبدأ هذا الخلاف لم يكن يعتمد على عداوة بالشكل الذي نراه نحن .. العدو هو بالنسبة لنا اسرائيل .. ورد السيد الرئيس على الاصرار انه /سالت الدماء بينكم وبينه/ .. ان الدماء تسيل احيانا بين ابناء البيت الواحد .. في العائلة الواحدة وفي البلد الواحد لكن هذا لا يعني عداء .. الخلاف غير العداء والخصومة غير العداء .. الدم لا يعني عداء .. العداء له أسس معينة .. من يحتل ارضا على المستوى الوطني .. على الاقل .. من يحتل ارضنا هو عدو .. من يعمل ضد مصالحنا بشكل مباشر ويؤدي الى ضرر كبير تجاه بلدنا فهو عدو .. فكان هناك خلاف ورؤية مختلفة .. كان لديه نظرة معينة للوجود السوري وكان لدينا نظرة معينة للاوضاع في لبنان في ذلك الوقت .. هذا الخلاف أدى الى تلك الحرب واساسا انت في بلد فيه حرب .. الحرب التي حصلت والدماء التي سالت هي جزء من الدماء التي كانت تسيل .. كانت كل مرة تأخذ شكلا واتجاها معينا .. حصلت صدامات بين حزب التقدمي الاشتراكي وحركة أمل وهم حلفاء .. وبين أمل وحزب الله .. وبين القوات السورية وحزب الله في 1987 .. وهذا لا يعني عداء .. فاذا هذا لا نستطيع تعريفه بانه عداء .. اما بالنسبة للتحالف طبعا لا أستطيع ان أجيب نيابة عنه .. بالنسبة لزيارته الى سورية .. أنا سئلت هذا السؤال سابقا وقلت ابواب سورية مفتوحة للجميع بما فيها العماد ميشيل عون بكل تأكيد عندما يرى ان الظروف مناسبة لزيارة دمشق سيقوم بهذا الشيء والابواب مفتوحة له . وبمعرض الحديث عن الشأن الرسمي اللبناني السوري واستعداد سورية لاقامة علاقات دبلوماسية متكافئة بين البلدين .. أوضح السيد الرئيس أنا من طرح هذا الموضوع وليس اللبنانيين .. أنا طرحته في عام 2005 في الاجتماع الاخير للمجلس الاعلى السوري اللبناني عندما كان الرئيس لحود والرئيس كرامي والرئيس بري في اليوم الذي وقعنا فيه على انسحاب القوات السورية في اذار .. قلت لهم .. انا أسمع انه يطرح احيانا موضوع السفارات .. الان القوات السورية ستنسحب قريبا .. اذا كنتم تعتقدون ان موضوع السفارة ضروري للعلاقة بين سورية ولبنان فأخبرونا لاحقا ونحن لا يوجد لدينا مشكلة في هذا الموضوع .. هكذا بدأ الموضوع .. انا من طرح الموضوع .. وليس كما يظهر ان الطرف الاخر يضغط على سورية بان عليها ان تفتح سفارة لانها لا تعترف بلبنان .. هذا كلام غير صحيح .. نحن نعترف بلبنان بكل كلمة نتحدث عن لبنان .. لبنان بلد مستقل وعضو في الجامعة العربية والى اخره .. لكن عندما تريد ان تفتح سفارة .. فانها بحاجة الى علاقات جيدة بين حكومتين على اساسها يعلن تمثيل دبلوماسي وتفتح السفارة وبشكل طبيعي اذا كان لديك علاقات سيئة مع دولة تغلق السفارة .. فكيف تفتح سفارة والعلاقة غير جيدة .. هذا من جانب .. من جانب اخر .. نحن لا يوجد لدينا سفارات في اغلب دول العالم لاسباب مختلفة .. هل هذا يعني باننا لا نعترف باغلب دول العالم .. هذا الكلام سخيف وغير منطقي ولكن عندما تكون هناك حكومة وحدة وطنية وحكومة تسعى لعلاقة جيدة مع سورية تصبح السفارة شيئا طبيعيا وبديهيا بين اي بلدين . وعن أجواء الشحن والاتهامات التي تساق من بعض الاطراف في لبنان ضد سورية .. قال السيد الرئيس .. المشكلة ليست بيننا وبين لبنان ككل .. انما بيننا وبين طرف في لبنان .. طبعا انا لست في موقع الرد على تصريحات من هذا النوع .. ولكن بشكل عام وبجملة بسيطة كل من يقول هذا الكلام يجب ان يمتلك دليلا .. اذا كان يحترم نفسه .. كل من لديه دليل فليقدمه .. هناك لجنة تحقيق وهناك اهتمام عالمي بهذا الموضوع .. فليقدموا هذه المعلومات التي تدل على تورط سورية .. وكفى اتهامات لثلاث سنوات واضاعة الوقت .. هذا ما يعنينا .. عدا عن ذلك لا يعنينا اي شيء اخر .. اذا كانوا يريدون ان يبتعدوا عن سورية او يقتربوا من سورية هذه مشكلتهم . وعن التصريحات التي توجه ضد سورية وتتعدى شحن الرأي العام اللبناني الى العربي بين السيد الرئيس ان جزءا كبيرا من الرأي العام العربي بعد ثلاث سنوات لم يعد مقتنعا بهذا الكلام .. الكلام في السياسة وعلى مستوى دول وعلى مستوى شخصيات سياسية دون دليل يفقد قيمته ويجعل صاحبه يخسر .. بكل الاحوال لا نستطيع ان نتعامل مع الرأي العام العربي الا من خلال القول .. ان هذا الكلام غير صحيح .. أما بالنسبة للرأي العام اللبناني فأعتقد ان ما يحصل هو مؤقت .. سورية ولبنان يعيشان الى جانب بعضهما البعض .. واي انعكاس سلبي لا نتعامل معه في سورية على طريقة رد الفعل على اساس ان لبنان بلد صغير وسورية بلد كبير .. كلا البلدين سيخسر وكما قلت في السياسة علينا ان ننظر نظرة ابعد .. عندما تمر هذه الغيمة العابرة .. اذا قمنا بعملية رد فعل سيكون من الصعب ان تعيد الامور الى طبيعتها بين الشعبين ربما لجيل كامل .. فعلينا ان نستوعب كل هذه الامور وانا متأكد ان الشعب اللبناني خلال فترة قصيرة والبعض منه يأتي الى سورية ويقول لقد ظلمنا سورية لم نكن نعرف هذه الحقائق .. لقد غرر بنا .. أخذنا بالعواطف .. يقولون لنا هذا الكلام من الجهات التي كانت تهاجم سورية .. الان بدؤوا يتحولون ونحن نقول لهم لا نلومكم .. هذا طبيعي .. عمليات الاغتيالات والتفجير والانقلاب المفاجئ لم تكن شيئا سهلا على اي عقل ان يستوعبه . وفي محور اخر يتعلق بالقمة العربية التي ترأسها الان سورية وزعم البعض انها كرست الانقسام العربي وأضعفت احتمالات التوصل الى حل قريب للازمة اللبنانية .. رد السيد الرئيس متسائلا باستغراب .. هل ان حل الازمة اللبنانية كان قريبا جدا قبل القمة وأتت القمة لكي تبعد هذا الحل من جانب وان العرب كانوا على حافة التضامن العربي الممتاز والرائع وأتت القمة لتنسف هذا التضامن .. وأردف قائلا بشفافيته المعروفة .. هذا الكلام غير مقبول .. القمة العربية ربما أظهرت للبعض للذي لا يعرف حقيقة الوضع العربي أظهرت حقيقة الوضع العربي .. هذه الحقيقة لها جانبان .. سلبي وايجابي .. السلبي هو ما رآه البعض من انقسام موجود ليس جديدا ولكنه أصبح اكثر وضوحا ولكنها أظهرت جانبا ايجابيا بان هذه المشاركة العربية في هذا الظرف وعلى الرغم من كل هذه الضغوط هذا يعني ان الوضع العربي ليس سيئا كما نتصور .. حتى انا في موقعي السياسي وبعلاقاتي اليومية مع الدول العربية كنت أرى هذا الجانب السلبي اكبر مما كنت أراه خلال القمة .. من القمة وما بعد انا أعتقد ان الوضع العربي بجانبه السلبي هو اقل سلبية مما كنا نراه فلذلك لا .. هذه القمة العربية أظهرت الانقسام ولم تزده .. أوضحت حقيقة الامور كما هي .. ومن الضروري بالنسبة لنا كعرب ان نبتعد عن الكذب والخداع .. يجب ان تكون الامور واضحة .. لا يجوز ان نتحدث عن شيء غير موجود .. التضامن العربى وعلاقات الاخوة والى اخره هي في الواقع غير موجودة .. لدى البعض بشكل جزئي .. وليس بشكل عام .. بالمقابل لا يجوز ان نقول .. ان الوضع العربي سيء للغاية ونرى ان دولا ترفض الضغط الامريكي وغير الامريكي وتأتي الى القمة .. هذا شيء ايجابي لا يجوز ان ننكره .. لنكن واقعيين . وفي نفس السياق حول تساؤل عن نجاح القمة في الوصول الى اهدافها رغم ضعف تمثيل بعض العرب .. قال السيد الرئيس .. اذا أردنا ان نتحدث عن هذه الوفود .. ما هي قيمة المستويات .. على سبيل المثال .. عمان دائما تمثل بمستوى معين .. الكثير من الدول تمثل بالاساس بمستوى معين .. لكن هذا الشخص مفوض ان يتحدث باسم الامير او الملك او الرئيس .. هو يمثل بلده .. فاذا السؤال لا يجوز ان يكون ما هو مستوى التمثيل .. السؤال يجب ان يكون ما هو مستوى الاداء .. هل قامت هذه الوفود بأداء يؤدي الى نجاح القمة .. نعم .. حتى الدول التي كانت بمستوى منخفض لاسباب مختلفة لم يكن أداؤها اقل من الدول التي شاركت على مستوى القمة لذلك كان هذا احد اهم عوامل نجاح القمة .. لم يحصل تفجير .. لم يكن هناك الغام سياسية .. وكانت هناك مشاركة لمصلحة القمة وعكست وضعا ايجابيا .. هذا الجانب الاول .. الجانب الثاني .. ما هو معيار نجاح القمة .. هل نجاح القمة في انعقادها في هذه الظروف .. كان ممنوعا على العرب ان يلتقوا والتقوا .. فهذا نجاح .. هل كان مطلوب من القمة ان تنفجر من الداخل ولم تنفجر .. لم تنفجر وهذا نجاح .. نأتي الى ما يهم المواطن اكثر .. المواطن العربي يهمه ماذا ستعطي هذه القمة لاحقا .. هنا نستطيع ان نقول .. من المعروف عن قممنا العربية بانها تنتهي في نهاية كل قمة وبعدها لا تكون هناك متابعة ولا يكون هناك التزام في القرارات .. فهنا النجاح لا يحمل للقمة ويحمل لادائنا العربي والتزامنا بالقرارات .. هذا تقييم اخر . وعن غياب الملك عبد الله ملك المملكة العربية السعودية .. أكد السيد الرئيس ان عدم مجيء رأس الدولة بشكل عام هو ليس الشيء الافضل .. ولكن عندما يفوض شخص مكانه فهذا شيء جيد ايضا .. الاختلاف بين الجيد والاقل جودة ليس كأن نقول بين قمة ناجحة وفاشلة .. انا هنا أريد ان يكون واضحا بين اقصى اليمين واقصى اليسار .. كنا نتمنى لو حضر كل القادة العرب . وعن توجيه الدعوة الى الرياض عن طريق مسؤول في الهلال الاحمر .. قال السيد الرئيس .. هو وزير في الحكومة السورية .. وكل الوزراء لهم نفس المنزلة .. وانا في العام الماضي عندما دعيت الى الرياض لم يأت وزير الخارجية وانما أتاني وزير لا اذكر من هو .. لكن أتاني وزير غير وزير الخارجية .. أنا لم اعتبرها اهانة .. كل الوزراء بمستوى واحد .. لا يوجد وزير اهم من وزير .. والوزير يحمل رسالة باسم الملك .. وكل الدعوات السابقة التي أتتني شخصيا الى القمم العربية المختلفة كانت تأتي من وزراء مختلفين ليس لهم علاقة بالسياسة .. فليس لها معنى .. ولكن بنفس الوقت .. عندما طلبت سورية ان تنقل الرسالة من قبل وزير الخارجية الذي كان يقوم بجولة على الدول العربية لكي تعطى للملك .. هم تأخروا في الجواب .. حددوا موعدا لاحقا .. وكان وزير الخارجية مشغولا فتم ارسال وزير اخر .. واستقبل من قبل وزير الخارجية السعودي وليس الملك . وعن الدعوة التي وجهت الى لبنان من خلال معاون في وزارة الخارجية الى وزير مستقيل .. رد السيد الرئيس ان ذلك الوزير لم تقبل استقالته .. اذا هو وزير .. ومن الناحية الدستورية كان العمل صحيحا . وفيما اذا كان ذلك هو تكتيك سياسي سوري ينتمي الى دهاء معاوية .. قال السيد الرئيس .. لا .. هذا تقييم اخر .. ولكن الحقيقة باننا طلبنا في البداية بسبب عدم وجود علاقة مع هذه الحكومة اللبنانية .. حيث لا يوجد لا تمثيل دبلوماسي ولا علاقة على الاطلاق .. فكيف نرسل الدعوة .. في البداية طلبنا من الامين العام لجامعة الدول العربية ان تقوم الجامعة بنقل الدعوة الا ان الطرف اللبناني هو من أصر ان تكون الدعوة من قبل سورية .. فبالنسبة للدعوة لا يوجد رئيس جمهورية لمن نرسلها .. بالتالي لا يوجد الا رئيس الوزراء .. في هذه الحالة لا أرسلها انا كرئيس جمهورية .. وانما أرسلها رئيس الوزراء لدينا في سورية الى رئيس الوزراء اللبناني .. مستوى الدعوة اختلف ومن الطبيعي ان يكون مستوى نقل الدعوة مختلفا .. لا تستطيع ان تعامل هذه الدعوة كدعوة رؤساء الجمهورية .. او الملوك او الامراء .. هذا ايضا شيء بديهي يدخل ضمن البروتوكولات .. نحن لم نخرق الوضع مع لبنان .. رئيس الجمهورية غير موجود في لبنان .. لو كانت الدعوة لرئيس الجمهورية كنت حتما سأرسلها بنفس الطريقة التي أرسلتها الى كل الدول الاخرى .. هذا الشيء بديهي .. وعما اذا كان يعتقد بان ثمة اطرافا سعت لافشال قمة دمشق أجاب السيد الرئيس .. بكل تأكيد الولايات المتحدة وبشكل معلن .. بكل تأكيد . واستطرادا حول ما اذا حلفاؤها سعوا لذلك ايضا قال .. نحن سمعنا عن ذلك ولكن لا أستطيع ان أقول نعم الان من خلال موقعي الرسمي الا اذا كانت لدي معطيات واضحة .. لكن أقول .. ايضا من الجانب الايجابي .. طالما ان وفود الدول بشكل عام أدت اداء جيدا .. لا أستطيع ان أتهم دولة عربية بالعرقلة .. طالما انها شاركت وكانت مشاركتها ايجابية .. وهذا امر حقيقي .. أنا لا أجامل .. ما رأيناه كان يختلف عن الصورة الموجودة قبل القمة .. لماذا .. الله أعلم . وعن التحرك الدبلوماسي السوري المفترض لمتابعة القرارات وتفعيلها التي أعلنها الرئيس الاسد اثناء القمة أوضح السيد الرئيس ان الاجواء في القمة تجعلنا نتفاءل اكثر بان جولة عربية من قبل رئاسة القمة سأقوم بها قريبا .. الان بدأنا بتحديد المواعيد .. ربما تعطي نتائج .. لا أستطيع ان أتنبأ لان هناك طرفا اخر هو الدول العربية الاخرى .. ولكن انا أميل الى التفاوءل اكثر من قبل القمة وليس العكس . وعن زمن انطلاقة الجولة واذا كانت ستشمل الرياض والقاهرة .. أجاب السيد الرئيس .. ان هذا يعتمد على المواعيد .. وهي ستشمل تقريبا كل الدول من دون استثناء . وتابع قائلا لكي أكون صريحا معك .. لا توجد مشكلة بين سورية وبين الرياض وبين سورية وبين القاهرة .. هناك مشكلة من الطرف الاخر .. لديهم سوء فهم للموقف السوري .. أما سورية فليس لديها مطالب من هذه الدول .. نحن نعتبر انه لا توجد مشكلة معهم .. هذا الموضوع يعتمد عليهم .. انا أريد ان أزور كل الدول العربية من دون استثناء . وعن قمة شرم الشيخ التي تمت بعد القمة وربطت موضوع انفراج العلاقات العربية بحل الازمة اللبنانية .. قال السيد الرئيس .. انا أشجعهم لكي يتحركوا لحل الازمة اللبنانية .. ونحن سندعم .. كما قلت في كلمتي في القمة .. سندعم اي جهة عربية او غير عربية تتحرك لحل الازمة اللبنانية .. ولكن طالما انهم يعتقدون ان جوهر المشكلة العربية هو لبنان فلنتفضل كعرب ونحل مشكلة لبنان .. اما ان يقال .. ان سورية هي المسؤولة عن لبنان .. فهذا الكلام غير مقبول على الاطلاق . وعن اتفاقه مع من يرى ان البيان الختامي لقمة دمشق اعتمد على جماليات اللغة العربية للايهام بانه حدث تضامن وتوافق عربي بينما الواقع يقول عكس ذلك .. أوضح السيد الرئيس انه لا يتفق مع ذلك حيث ان البيان عبر فعلا عن الامور التي توافقنا عليها .. ومن البديهي ان يعبر عن الامور التي توافقنا عليها وليس الامور التي اختلفنا عليها .. كلما كانت الخلافات اكبر كلما كانت اللغة عامة اكثر .. كلما كانت الخلافات اقل .. كلما كان البيان أوضح .. فنحن لا ندعي باننا متفقون على كل شيء .. وانت تعرف الوضع العربي منذ عقود يعتمد على الحد الادنى من التوافق .. نحن لا نستطيع ان نتحدث عن قمة الحد الاقصى من التوافق .. الحد الاقصى من التوافق غير موجود .. الحد الادنى الان نحن نعتبره انجازا لان الامور كانت تسير باتجاه تحت الحد الادنى بكثير .. فمن الطبيعي ان يكون البيان معبرا عن هذه الحالة .. اما ان نصف الامور بانها على توافق كامل او انهيار كامل فهذا كلام غير موضوعي . وفي محور اخر يتعلق بالسلام وتبادل الرسائل مع اسرائيل عبر قنوات ووسطاء والمراحل التي وصلتها .. قال السيد الرئيس .. هذه الوساطات موجودة منذ سنوات ولكنها تكثفت بشكل دراماتيكي وجذري بعد العدوان على لبنان في عام 2006 وبعد انتصار المقاومة .. الوساطات تأخذ عدة اشكال .. احيانا يكون مسؤول اجنبي قادما الى سورية .. احيانا بعض قادة اليهود في العالم يتحركون باتجاه سورية .. احيانا يكونون اعضاء في الكونغرس او برلمانيين او رجال اعمال كبارا لهم علاقات سياسية .. يتحركون بهذا الهدف .. نحن لا نعرف من يتحرك بمبادرة شخصية منه .. ومن يتحرك بمبادرة من دولته .. من يتحرك بدفع من اسرائيل .. لا نعرف .. طبعا .. البعض يقول لنا .. ولكن نحن لا توجد لدينا معطيات .. ولكن تعاملنا مع كل هذه الوساطات بمنهجية واحدة .. انت تأتي لتتحدث عن وساطة وانا أقول لك لي حقوق .. هذه حقوقي .. وبهذه الطريقة فقط نستطيع ان نبدأ مفاوضات سلام لها اسس معينة .. لها متطلبات معينة .. ولا نسميها شروطا .. انما متطلبات .. من دون هذه النقاط المختلفة سيكون ذلك اضاعة للوقت .. طبعا الرسائل تذهب وتأتي وكلها في الاطار العام .. ونحن نقول لهم في الاطار العام وفي العناوين العامة .. كأن نقول اسرائيل تريد السلام .. اي سلام .. مثلا بالنسبة لهم .. نتنياهو طرح السلام مقابل السلام .. لم يطرح الارض مقابل السلام .. بالنسبة له هذا هو السلام .. اما بالنسبة لنا ليس سلاما .. فهناك اسس يجب ان تحدد .. ما ذكرته الان هو اول مؤشر واضح .. على ان اولمرت يقول انهم مستعدون للسلام وذلك يأتي على خلفية الوساطة التركية التي استمرت من نيسان الماضي حتى نيسان الحالي لمدة عام كامل سعى بها الرئيس اردوغان تحديدا ولاحقا الرئيس عبد الله غول وكنا نقول لهم نحن لدينا نقاط معينة يجب ان تكون واضحة .. اولا .. اعلان واضح من قبل اولمرت بانه يريد السلام .. ثانيا .. ان يطرح اولمرت مع الوسيط التركي وهو اردوغان بانه مستعد لاعادة الجولان .. ان لم يكن مستعدا لاعادة الجولان .. فلا داع للحديث عن هذا الموضوع .. أتانا هذا الخبر منذ اسبوع عبر اتصال من رئيس الوزراء اردوغان بان اولمرت مستعد لاعادة الجولان ولاحقا سمعنا ان اولمرت يقول في تصريح .. نحن نعرف ماذا تريد سورية .. وسورية تعرف ماذا نريد .. طبعا .. ماذا تريد سورية .. هذا معلن . وفيما اذا كانت الزيارة المرتقبة لرئيس الحكومة التركية تقع في هذا الاطار .. أجاب الرئيس الاسد بالنفي متابعا .. هي تأتي في اطار لقاء مجلس رجال الاعمال السوري التركي .. ولكن بكل تأكيد سنتحدث بهذه النقطة .. لكن نحن تحدثنا على الهاتف .. الان اسرائيل تطرح مفاوضات مباشرة .. المفاوضات المباشرة لها اسس مختلفة .. الان نحن لا نتحدث عن مفاوضات مباشرة .. الان نحن نتحدث عن دور تركي .. وساطة تركية تقوم بنقل المعلومات والمعطيات الاساسية من اجل ايجاد ارضية مشتركة .. الارضية المشتركة تكون هي القاعدة لانطلاق المفاوضات المباشرة لاحقا .. لكن المفاوضات المباشرة بحاجة الى دور راع .. ولا يمكن ان يكون هذا الراعي سوى الولايات المتحدة .. مع كل اسف ولكن هذا امر واقع .. هذه الادارة لا تمتلك لا رؤية ولا ارادة لعملية السلام .. هذه الادارة لا تمتلك شيئا .. فلذلك نحن ما نتحدث عنه الان هو ايجاد الارضية المشتركة من خلال الوسيط التركي .. بشكل واضح لن تكون هناك مفاوضات سرية .. بل ستكون معلنة ان حصلت .. ولن تكون مباشرة .. لا توجد مفاوضات مباشرة .. ستكون علاقتنا مع الطرف التركي .. والطرف التركي ستكون علاقته مع الطرف الاسرائيلي .. وسنبحث اولا في موضوع الارض لنرى المصداقية الاسرائيلية .. انت تعرف لا توجد ثقة بيننا وبين اسرائيل .. ونحن نعرف ونفهم الالاعيب الاسرائيلية بشكل جيد .. لذلك علينا ان نكون حذرين ودقيقين في مناقشة هذا الموضوع .. اذا تكونت هذه الارضية .. لاحقا .. ربما مع ادارة مقبلة في الولايات المتحدة .. نستطيع ان نتحدث عن مفاوضات مباشرة . وفيما اذا كان ذلك بشيرا للرأي العام العربي والعرب جميعا وكل شعوب الشرق الاوسط بان الحل قريب .. نبه السيد الرئيس بانه لا داع للتبشير لاننا لا نستطيع ان نضمن الطرف الثاني . وعن اتهام اسرائيل لسورية بانتهاك القرار الدولي 1701 عبر تزويد حزب الله بالصواريخ واعادة بناء قدرات الحزب العسكرية بعد حرب لبنان الاخيرة .. أجاب السيد الرئيس .. اذا سالت اسرائيل كيف عرفت هذا الشيء سيقولون لك نحن كنا نرسل طائراتنا لكي تمسح الحدود اللبنانية .. اي ان اسرائيل بطائراتها تخرق القرار 1701 .. فهي من يخرق وليس نحن . وعن حقيقة الغارة الاسرائيلية التي تمت في شهر ايلول وأثارت الكثير من اللغط .. أوضح السيد الرئيس ان الغارة كانت على موقع عسكري قيد الانشاء .. لماذا أغاروا عليه .. لا نعرف ما هي المعطيات التي كانت لديهم .. ولكن هم يعرفون ويرون بالاقمار الصناعية .. وأغاروا على موقع غير مكتمل لم يكن يوجد فيه لا عناصر ولا شيء .. اي انه فعليا فارغ .. وعما اذا كان ذلك الموقع هو لبرنامج نووي نفى السيد الرئيس ذلك وأردف .. هل من المعقول ان هناك موقع نووي ليس فيه حماية وليس محميا بالمضادات .. موقع نووي تحت رؤية الاقمار الصناعية في وسط سورية في الصحراء وفي مكان مفتوح .. كيف يكون موقعا نوويا والاقمار الصناعية كل يوم ترى كل متر تبنيه وهو يبنى منذ سنوات .. هم يبحثون عن مبرر .. هم لا يعرفون ما هو هذا الموقع .. لكن هم أربكوا عندما أعلنت سورية .. وأربكوا عندما رأوا النتائج على الارض .. هم قصفوا موقعا لا يوجد فيه شيء .. فما هو المبرر .. مرة قالوا انه موقع نووي .. لاحقا قالوا موقع لامداد سلاح لحزب الله .. من أين يأتي السلاح لحزب الله اي انه يأتي من تركيا الى وسط سورية الى لبنان .. ان يأتي من العراق من قبل القوات الامريكية الى سورية ولبنان .. من أين يأتي .. هذا كلام مضحك .. ثم قالوا انهم أنزلوا قوات كوماندوس وقاموا بأخذ عينات وكل هذا الكلام لكي يبرروا خطأهم وفشلهم في تحديد الهدف .. هذه هي المشكلة . وتابع السيد الرئيس مجيبا عن مدى انسجام رد الفعل السوري مع الفعل الاسرائيلي .. الرد لا يعني صاروخا مقابل صاروخ .. ولا قنبلة مقابل قنبلة .. ولا رصاصة مقابل رصاصة .. أنت عليك ان تسال سؤالا اخر .. لو لم تكن سورية تؤلم السياسات الاسرائيلية .. هل كانت اسرائيل قامت بعمل من هذا النوع .. الحقيقة لدينا وسائل الرد .. ولكن وسائلنا بطريقتنا .. هم يفهمون ماذا نقصد .. نحن لا نقول باننا سنرد اي سنقصف .. نحن نفهم بان اسرائيل تريد ان تستفز سورية .. وربما تريد ان تجر سورية للحرب .. نحن لا نسعى لحرب .. كنا واضحين بشأن هذه النقطة .. ولكن نحن لدينا طرق اخرى ليس بالضرورة ان نقول ما هي .. وفيما اذا كانت هذه الطرق الاخرى هي عبر الاداة العسكرية السورية في لبنان اي حزب الله .. قال الرئيس الاسد .. لا .. والدليل ان حزب الله لم يرد على اسرائيل .. وتابع الاجابة عن المداخلة بوجود مناوشات بين حزب الله واسرائيل قائلا .. حتى حزب الله بعد حرب 2006 لم يقم باي عملية .. هذا اولا .. ثانيا .. حزب الله عندما قام بعملية اختطاف الجنود الاسرائيليين كان هدفها استعادة الاسرى اللبنانيين ومنها قياديون في حزب الله .. لم يقم بها من اجل اي شيء له علاقة بسورية .. فان يقال بان حزب الله ذراع سورية .. هذا الكلام غير مقبول .. ولا يمكن لشخص او اشخاص ان يموتوا في حروب من اجل ارضاء سورية .. لا تصدق هذا المنطق .. لا من اجل اموال ولا من اجل شيء اخر .. هو يموت من اجل قضيته .. لن اقول ما هي هذه الوسائل ولكن انا أقول لك ان سألت نفسك سؤالا لماذا اسرائيل تقوم بهذه الاعمال ضد سورية .. هذا هو السؤال .. لو لم يكن لسورية تأثير تستطيع ان تؤثر من خلاله في السياسات الاسرائيلية لما قامت بهذا العمل .. لو كنا دولة ضعيفة ومسكينة ولا نستطيع ان نقوم بشيء ونؤثر في منطقتنا لما قامت اسرائيل بهذا العمل . وعن طبيعة المقاومة في الجولان .. قال السيد الرئيس .. ان المقاومة تنشأ عندما لا يكون هناك جيش .. ولا تقوم المقاومة عندما يكون هناك جيش قادر على الدفاع .. والدليل ان اسرائيل ايضا بنفس الوقت لا تقوم بعمليات اختراق لجبهة الجولان .. وانما هي منطقة تحكمها اتفاقية فصل دولية .. في لبنان الوضع يختلف .. اسرائيل دخلت وغزت لبنان واحتلت اراضيه .. وحاصرت بيروت ودمرتها .. اي هناك وضع مختلف .. الوضع السكاني يختلف .. الوضع الجغرافي يختلف .. كل الظروف تختلف .. لكن أهم شيء بانه عندما لا يكون هناك جيش فالبديل للجيش هو المقاومة .. اما هذا من مهام الجيش في سورية .. لدينا جيش نظامي له مهمة محددة وهو محتشد بهذا الاتجاه .. وهو جيش يتطور باستمرار بهدف الدفاع عن الاراضي او بهدف اخر .. تحرير الارض في المستقبل .. فنحن لدينا هدف نقوم به .. اما الوضع في لبنان يختلف .. وعن تطوير الجيش السوري ووصول النظام الصاروخي الروسي بانتسير الذي يستطيع التعامل مع الطائرات الاسرائيلية .. أوضح السيد الرئيس ان هذه مواضيع تقنية .. يفضل الا نتحدث بها .. هذا موضوع عسكري . وعن استعداد سورية للحرب مع العدو الاسرائيلي .. او على الاقل قدرتها على ردع هذا العدوان .. بين السيد الرئيس ان الجميع يعرف بان اسرائيل لديها دعم الولايات المتحدة الكبير .. وكلنا يعرف بان جيش اسرائيل من الجيوش القوية في العالم .. وهذا السؤال الذي تطرحه كان مطروحا على مستوى الجبهة اللبنانية وانا دخلت في نقاشات مع بعض العرب حول هذه النقطة .. ماذا كانت النتيجة في عام 2006 .. جيش كبير من اقوى الجيوش في المنطقة والعالم .. ومجموعة من المقاومين هم متطوعون .. اغلبهم غير متفرغ .. بعضهم مهندسون درسوا في جامعات سورية ربما .. ومنهم صيادلة .. فقضية الاستعداد هي اولا الاستعداد الشعبي للدفاع عن البلد .. اما ان نقول اننا سنشن هجوما طالما اننا نتحدث عن السلام وطالما انه لدينا بعض الامل في السلام .. فلا احد يسعى للحرب .. السعي نحو الحرب ليس شيئا جيدا تحت اي عنوان .. الحرب لا تكون الا حلا بديلا عندما يفقد الامل نهائيا بالسلام .. وما نراه الان نحن في سورية بغض النظر عن الرياء والنفاق الدولي الموجود ولكن لا شك بان هناك قلقا من اي تفجير في المنطقة وهناك مساع للسلام .. فاذا كان هناك باب ولو كان صغيرا مفتوحا للسلام لا يجوز ان تسعى باتجاه الحرب .. لكن عليك ان تسعى للدفاع عن نفسك .. الان هل انت مهيأ ام غير مهيأ .. نفسيا نحن دائما نستعد ونحضر انفسنا ولكن بالنتيجة لا احد يعرف النتائج الا خلال المعركة نفسها . وعن المتابعة السورية للمناورات العسكرية الاسرائيلية الاخيرة .. قال الرئيس الاسد .. لا تستطيع ان تحدد بدقة .. لكن تستطيع ان تأخذها كتنفيذ لتوصيات فينوغراد .. تستطيع ان تأخذها كشيء جديد بالنسبة لاسرائيل التي لم تكن معتادة على ان تكون المعارك في اراضيها .. كانت دائما المعارك في اراضي اعدائها .. ولكن بنفس الوقت تستطيع ان تأخذها في اطار انها استعداد لعمل عدواني .. بغض النظر عن الاحتمالات .. الاحتمالات تبقى تقييما شخصيا .. في مثل هذه الحالة نحن كدولة .. ولو كان احتمال العدوان ضئيلا فنحن نتعامل معه على انه ربما يكون امرا واقعا وبالتالي من الطبيعي ان نحضر انفسنا لعدوان من خلال معرفتنا بالسياسات العدوانية الاسرائيلية . وعن اغتيال عماد مغنية ومدى تورط اسرائيل فيه .. أوضح السيد الرئيس انه حتى الان لم تنته التحقيقات ومازال هناك الكثير من المعطيات المطلوبة لكي نحدد من هي الجهة المسؤولة .. من البديهي ان تتهم اسرائيل لانها المستفيد الاول ولان تاريخ اسرائيل مليء بالاغتيالات العلنية .. وبالتالي من الطبيعي ان يكون هناك ربط بين العملية والدور الاسرائيلي .. ولكن لا نستطيع ان نعلن شيئا واضحا حتى تنتهي التحقيقات وهذه التحقيقات لم تصل حتى الان الى نتائج نهائية . وتابع عن التقاط خيوط تقود الى الحقيقة .. حتى الخيط ليس بالضرورة ان يقودك للحقيقة .. ربما يتوقف الخيط في مكان معين .. وربما يكون الخيط قليل الاهمية وتعتقد انه مهم .. هذا الموضوع معقد وليس بهذه البساطة .. وعن المفاجأة لو تم الكشف ان هناك اطرافا عربية تواطأت لاغتيال مغنية .. أكد السيد الرئيس .. طبعا .. سنتفاجأ بكل تأكيد . وعن مدى احتمال ذلك تابع .. لنفترض بان شخصا عربيا قام بعمل ما في دولة عربية .. فان ذلك لا يعني بانه قام بذلك بتوجيه من دولته .. هذا سؤال اخر .. ربما يكون هو عميل لدولة اخرى .. هناك فرق بين ان يكون شخصا عربيا وبين ان تكون دولة عربية .. وتابع .. لا توجد لدينا اي معطيات باتجاه اي دولة حتى الان .. لذلك التحقيق الان مستمر . وفي محور الشأن الداخلي .. أوضح السيد الرئيس جوابا عن سؤال يتعلق بالشائعات المختلفة انه عادة في سورية عندما نقيل ضابطا نقيله بقرار رسمي ولكن لا يوجد مثل هذا القرار .. هذا القرار كان سيعلن ويعرف به كل الناس .. وان ذلك هو نوع من الاشاعات التي لا تتوقف بالنسبة لنا فيسورية .. وكل مرة تأخذ شكلا من الاشكال المختلفة ولكن نحن لا نهتم بهذه الاشاعات .. ولا تعنينا كثيرا . وعن فتح ملف الفساد الذي ارتبط بعملية الاصلاح الجارية .. قال السيد الرئيس .. نحن قمنا بهذا الموضوع .. ولكن هذا الموضوع بحاجة لمنهجية ولا يتم بالاندفاع والحماس .. وقضية الفساد ليست ملاحقة الناس واطلاق النار والى اخره .. العملية معقدة ومتجذرة وبحاجة الى معالجة عقلانية .. هذه المعالجة العقلانية تبدأ من اصلاح النظام الاداري في سورية وطبعا من اختيار الاشخاص على المستوى الاعلى .. ونحن في سورية نجحنا على المستوى الاعلى .. كان لدينا فساد اكبر من هذا على المستوى الاعلى .. الان على مستوى القيادات العليا هو أخف .. ولكن بنفس الوقت قاعدة الاقتصاد السوري توسعت في السنوات الاخيرة وتوسعت معها قاعدة احتكاك الدولة وقاعدة المصالح .. فاذا كنت اختصرت الفساد من الاعلى لا يعني بانك اختصرته من الاسفل00 وأصعب الفساد هو الفساد في المستويات الدنيا هو صغير ومتكرر وكثير .. ويضيف كلفا لا تراها .. اي كلفا بالمعنى السلبي .. فنحن بدأنا بعملية تطوير للنظام الاداري .. وهنا المشكلة وهنا التحدي .. كم نستطيع ان نطور .. احيانا تطور عملا .. وتعتقد بانه انجاز كبير وترى ان نتائجه محدودة .. نحن نجرب بانفسنا .. لم تكن لدينا خبرات في هذا المجال .. هنا التحدي الكبير وهنا نسير حقيقة بشكل بطيء . وفيما اذا كانت الحملة مستمرة ضد الفساد أكد السيد الرئيس استمرارية ذلك وأردف .. ولكن محاربة الفساد دون اصلاح اداري لا قيمة لها .. سيبقى الفساد .. كيف تكشف الفاسد .. الفاسد ايضا يطور نفسه .. لا يمكن ان تضبط الفساد الا بنظام اداري متطور .. من الاتمتة الى معايير اختيار الاشخاص .. المعايير بحد ذاتها هي علم الموارد البشرية وهو علم قائم بحد ذاته .. لا توجد لدينا هذه الخبرات في سورية .. لدينا تراكمات .. هذا من جانب .. من جانب اخر .. نحن انتقلنا من نظام اقتصادي او من توجهات اقتصادية عبر العقود الماضية الى توجهات اقتصادية فرضتها الظروف الدولية الجديدة بالنسبة لسورية .. لم يكن لدينا تسويق .. لم يكن لدينا تخطيط على مستوى المؤسسات في الدولة .. ولدينا قطاع عام كبير .. فلابد لهذه التراكمات مع انفتاح الاقتصاد ان تبرز الفساد .. هناك جانب اخر .. ان الحديث في سورية وخاصة من قبل الاعلام .. وانا شجعت الاعلام على كشف هذا الموضوع .. ايضا أوضح الفساد الذي لم يكن واضحا .. فعندما يتحدث الاعلام عن الفساد يرى المواطن اشياء لم يكن يراها .. لو لم يتحدث الاعلام عن هذا الفساد لبقي بالنسبة للمواطن في حجم معين .. ولكن تكرار الحديث عن الفساد في وسائل الاعلام ايضا ضخم صورة الفساد .. هذا له جانب ايجابي وجانب سلبي .. لكن هذا طبيعي .. فهذا الفساد تضخم .. والحقيقة بهذه التصنفيات أستطيع ان أضع موضوع مكافحة الفساد .

وعن أداء الحكومة ونية تعديلها .. أوضح السيد الرئيس نحن نعدل من وقت الى اخر .. ومنذ فترة ليست بعيدة عدلنا .. ونقوم بالتعديل عندما نعتقد بان هناك شخصا يمكن ان يقدم بشكل افضل .. اما بالنسبة للرضا .. اهم شيء .. علينا ان نفرق بين الاسباب الموضوعية وغير الموضوعية .. الاسباب الموضوعية ليس لها علاقة بالتراكمات .. هل أستطيع ان أحمل اي شخص اليوم .. ليس بالضرورة الحكومة .. اي مسؤول ان أحمله تراكمات لها علاقة ببضعة عقود .. هل أستطيع ان أحمله تراكم ثقافة مثل ثقافة عدم احترام العمل على سبيل المثال .. هذه قضايا يلزمها تراكم تربوي وتراكم تطويري لكي تعطي نتائجها .. هل أستطيع ان أحمل الدولة والمؤسسات المختلفة مسؤولية اشياء هي ظروف خارجية .. سواء موجة الغلاء العالمية او الضغوط السياسية .. انا سأعطيك مثالا بسيطا .. نحن طلبنا من احدى الشركات المتطورة في العالم في عام 2005 تحديدا وانا التقيت بمجموعة من الخبراء ليبدؤوا معنا عملية التطوير الاداري للدولة .. أتوا بعد شهر وقالوا لي ان الحكومة الامريكية منعتنا .. اي ان هناك حصارا ضد التطوير .. فاولا علينا ان نفرز بين الاسباب الموضوعية وغير الموضوعية لا ان نخلط بينهما .. وعندها نستطيع ان نقيم عمل الحكومة ومؤسسات الدولة .. طبعا هناك تقصير ولكن ايضا هذا التقصير علينا ان نضعه في نفس الاطار .. اذا كان لديك تحول من اقتصاد الى اقتصاد ومن توجه الى توجه .. الست بحاجة لتأهيل الاشخاص بالنسبة للتوجه الجديد .. اذا لم يؤهلوا فكيف تلومهم ان لم يقدموا .. ايضا هذا عائق اخر .. فاذا عندما نوزع كل هذه الامور نستطيع ان نقول ان طموحاتنا كبيرة .. لا شك بأن هناك تقصيرا .. ولكن لا شك ايضا ان هناك انجازا .. اما التقييم الحقيقي فيبقى دائما للمواطن .. لانه هو من يعيش المشكلة .. وهو من تنعكس عليه المشكلة .. انا لا أستطيع ان أقيم بشكل موضوعي كما يقيم المواطن في سورية .. ولكن مهمتي ان أعطيهم الصورة الحقيقية للفرز بين هذه الجوانب المختلفة . وعن الرؤية السورية لجهود كارتر لضم حماس للمسيرة السلمية وعدم عزلها ورؤية السيد الرئيس للرد الامريكي الاخير على ما أعلنته حماس .. قال .. مرة اخرى نؤكد باننا نتعامل مع تصريحات الادارة فاقدة المصداقية داخل امريكا .. فكيف يكون لها مصداقية لدينا في سورية .. لا يعنينا ما تقوله هذه الادارة .. وانحيازها الاعمى لاسرائيل واضح .. مضيعة للوقت ان نناقش ردودهم وان ندخلها في الحسابات .. اما الهجمة على كارتر فشيء طبيعى لان ما نراه من تحركات من داخل الادارة الامريكية لرؤساء سابقين .. لاعضاء في الكونغرس الامريكي .. لرئيسة الكونغرس نفسها .. وغيرهم من الشخصيات .. وبعض حلفاء امريكا تجاه سورية وتجاه المنطقة .. يفضح فشل الادارة .. فمن الطبيعي ان يكون هناك هجوم على مثل هذه التحركات .. هذا من جانب ومن جانب اخر لا ننسى بان الرئيس كارتر عندما كان في موقع المسؤولية وأنجز كامب ديفيد .. كان يتحدث عن دولتين فلسطينية واسرائيلية .. الان وبعد ثلاثة عقود لا توجد دولتان .. فمن الطبيعي ان يرى هذا الفشل .. فهو الف كتابا عن الوضع الجديد في اسرائيل والذي اتهم فيه اسرائيل بالفصل العنصري .. فهذا الفضح لحقيقة اسرائيل عادة في الغرب لا يجروء الكثيرون على ان يطرحوه . وعن العلاقة مع السلطة الفلسطينية والجهود المبذولة لرأب الصدع بينها وبين حماس .. أكد السيد الرئيس .. نحن نحاول في هذا الموضوع ان نكون على مسافة واحدة من الطرفين .. لانه لدينا قناعة بان الخلافات والانقسامات بينهما ستستفيد منها اسرائيل .. بمعزل عن قناعاتنا الشخصية .. بالذات نحن قلنا لهم في موضوع الخلاف الفلسطيني الفلسطيني .. وانا نصحت اكثر من طرف عربي .. لا يجوز ان نتعامل معه على اساس من أخطأ بحق من .. ومن ابتدأ قبل من .. هذا الشيء لن يوصلنا الى الموضوع .. كاي خلاف في اي عائلة بين اخوة .. من الطبيعي ان لا يأتي الاب في البداية ويقول للاول بانك أخطأت .. يقول له ذلك لاحقا .. بعد ان يصلح الامر .. يتحدث مع المخطئ ويقول له انت أخطأت ويتحدث مع الاخر ويقول له انت أخطأت اقل او اكثر .. الخ .. ولكن الان الدخول في هذا الموضوع في البداية يفجر الاوضاع ويعقدها اكثر .. فنحن هدفنا الان ان نعمل على موضوع توصيل الامور ورأب الصدع .. وهذا الشيء بالنسبة لنا كان احدى الاولويات في القمة العربية .. ومجيء ابو مازن يؤكد على حيادية سورية في الصراع الفلسطيني .. وليس كما يحاول البعض ان يصفنا باننا نقف مع حماس ضد السلطة . وعن وجهات النظر المختلفة بين فتح وحماس لما قامت به الاخيرة وهل هو انقلاب ام دفاع عن الوجود .. شرح السيد الرئيس رأيه في ذلك قائلا .. هذا الموضوع مهم .. وانا أريد ان أتوسع في هذا الموضوع .. فهو احدى النقاط التي طرحتها في مؤتمر القمة .. اي في لقائى مع الرئيس ابو مازن في اليوم الذي سبق انعقاد القمة .. اي في يوم الوصول .. تحدث عن انقلاب . فقلت له نحن كعرب بالاساس منقسمون حول قضايا مختلفة .. اضافة مصطلح جديد الان للنقاش ستجعلنا منقسمين اكثر .. اي هو انقلاب .. تمرد .. او اي شيء اخر .. لا داع للدخول في هذه التفاصيل .. دعنا نسميها نحن مشكلة .. والافضل ان نتبنى نحن كعرب قضية مشكلة .. كأن تقول مشكلة بين شقيقين .. هناك مشكلة ودعنا نحلها .. لن نختلف على كلمة مشكلة لان هناك مشكلة .. عندما نقول ان هناك مشكلة .. ننطلق منها لكي نصل لجواب الى موضوع المبادرة اليمنية .. المبادرة اليمنية تحدثت عن مجموعة نقاط .. ابرزها واهمها نقطتان تناولتا موضوع الحوار .. النقطة الاولى وهي ما يتعلق بعودة الوضع الى ما كان عليه .. والنقطة الثانية بانها قاعدة للحوار .. بدأ الصراع بين فتح وحماس بانها هي للتنفيذ ام للحوار .. هذا النقاش بحد ذاته نحن وقفنا ضده في سورية .. لا يوجد شيء له جانب تنفيذ دون جانب حوار .. ولا العكس .. الحوار هدفه التنفيذ والتنفيذ بحاجة لحوار .. النقطة ليست هنا . . النقطة هي ما تحدثنا به وهو ما سعينا وسنسعى به خلال رئاستنا للقمة مع الطرفين .. خلال القمة قلت لهم الحوار الحقيقي سيكون حول ما المقصود بكلمة عودة الوضع الى ما كان عليه .. لان حماس قالت انها مستعدة لاعادة الوضع الى ما كان عليه .. وفتح تقول بانه يجب ان يعود الوضع الى ما كان عليه .. اذا أين الخلاف .. الخلاف في التفاصيل .. في تفسير كل طرف لما هو المقصود من عودة الوضع الى ما كان عليه .. فطلبنا من الرئيس محمود عباس .. وانا في اتصال هاتفي معه منذ عدة ايام أكدت عليه ما قلته في القمة هو ان يقوم بارسال تصور تفصيلي .. لان هذا عنوان عام .. عودة الوضع .. ماذا تعني عودةالوضع .. هل هو عودة الوضع في غزة .. في الضفة .. في كليهما .. عودة الوضع هي ان تخرج حماس من المؤسسات .. ام يعنى ان تعود حكومة هنية .. هذا يجب ان يوضح .. فقلنا لابو مازن أرسل لنا نحن كرئاسة قمة وأرسل نسخة مشابهة لصاحبة المبادرة .. اي لليمن .. حول تصورك لهذه التفاصيل ونحن سنطلب من خالد مشعل في دمشق .. اي حماس .. ان يعطونا نفس التصور .. وعندها نقارن بين مفهوم الجهتين لهذا الموضوع .. وعندها نحاول ان نقرب المسافات او ان تفشل المساعي . اي ان هذا احد المحاور الاساسية المهمة لرئاسة القمة . وفيما اذا كان من أولويات سورية كرئيس للقمة العربية تقريب المسافات .. أجاب السيد الرئيس .. تماما .. لكن حتى الان لم يصلنا شيء في هذا الموضوع لا من فتح ولا من الطرف الاخر اي حماس .. ونحن الان في حالة انتظار .. وعن تساؤل حول دعوة وزيرة الخارجية الامريكية الدول العربية الى العمل من اجل اثبات هوية العراق العربية .. قال السيد الرئيس .. حقيقة هذه الادارة لا تفهمها .. ولكن لنفترض بان هذا التصريح هو بداية جديدة فهذا عظيم .. لانه يتوافق مع ما نقوله .. نحن نتحدث عن الحل العربي وعن عروبة العراق .. ونعتبره اساس الاستقرار واساس الحل .. دون عروبة العراق من الصعب ان يكون هناك استقرار .. فاذا كانت هذه الادارة صادقة فهذا شيء جيد .. ولكن أيضا علينا ان نسأل هذه الادارة التي تتحدث عن استقرار العراق والديمقراطية في العراق .. وتحسن الاوضاع .. كل ما تقوله يحصل عكسه .. فنخشى ان يكون ما تقوله لنا هو كي نرى العكس .. وفيما اذا كان ذلك للغمز من قناة ايران قال الرئيس الاسد .. انت أعطيت الجواب .. اذا كان يتوافق كلام رايس مع كلام ليفنى عندما قالت عدوكم هو ايران وليس اسرائيل . وتابع .. فاذا كان الحل في العراق عربيا فربما يقصدون ايران .. انا دائما واضح مع الدول العربية بشكل كامل حول هذا الموضوع .. اولا ايران دولة موجودة وهي ليست دولة مستجدة في المنطقة .. لها حضارة تقارب الحضارة العربية في العمق في هذه المنطقة وفيها تواصل وفيها فترات صراعات وتوافقات ولكن بنفس الوقت كانوا معنا في الدول الاسلامية والى اخره .. وهم جزء من هذا النسيج .. ايران الان دولة كبيرة وهي دولة هامة شئنا ام أبينا .. أحببنا ام لم نحب .. لنأخذ تجربتنا مع تركيا .. ثمانية عقود من العداء مع تركيا .. الى أين أوصلتنا .. لم توصلنا الى شيء .. اقل من اربع سنوات من العلاقة الجيدة مع تركيا أنجزنا فيها انجازات هائلة لتركيا ولسورية وللمنطقة .. كان من الصعب ان يكون الوضع في العراق حتى على الرغم من انه سيء .. كان من الممكن ان يكون اكثر سوءا لو كانت العلاقة السورية التركية غير جيدة .. وتابع السيد الرئيس .. اذا عادينا ايران .. ماذا نربح واذا توافقنا مع ايران ماذا نربح .. ايران كأي دولة لها مصالح .. ونحن لنا مصالح .. لها رؤى ولنا رؤى .. من المستحيل لمجموعة دول تعيش في نفس المنطقة ان تكون كل مصالحها متناقضة .. هذا اولا .. فيجب علينا ان نبحث عن الامور التي نتفق حولها ومن ثم نحل بقية المشاكل .. هذا ما اتبعناه بالنسبة لتركيا .. من المستحيل ان تكون دولة كايران دولة عدوة وتختلف مصالحنا معها واسرائيل ليست عدوة .. من المستحيل ان تكون ايران هي مشكلة في العراق وامريكا هي الحل في العراق .. وهي اساس المشكلة فيه .. فهذا النقاش غير موضوعي .. ولكن ايضا وكنوع من المنهجية .. وهذا ما طرحته في القمة .. قلت اذا كنا نعتقد بان هناك خلافا مع ايران .. دعونا نحدد ما هي النقاط العربية .. مثلا ما صدر في البيان او اي قرار .. او في القمم المختلفة .. بكل القضايا المطروحة .. وخاصة موضوع العراق والمقاومة وغيره .. نحدد ما هي رؤيتنا العربية ونرى هل ايران تتفق معنا ام تختلف معنا .. اذا كانت تختلف معنا فنحن لسنا معها من حيث نختلف .. مثلا موضوع وحدة العراق بالنسبة لنا في سورية موضوع أساسي .. اي دولة تقف ضد وحدة العراق نحن ضدها .. نحن نقول للايرانيين بالنسبة لنا وحدة العراق هي الاولوية .. على سبيل المثال .. نحن ضد الوضع الطائفي في العراق .. نحن مع الوحدة الوطنية .. الخ .. فاذا علينا ان نحدد بنودا قبل ان نقول نحن نختلف مع ايران .. نختلف على ماذا .. عن الدور في العراق .. هل هناك دور عربي .. وايران وقفت ضد الدور العربي .. هناك غياب عربي .. فهناك الوان لكلالعالم في العراق .. فتفضلوا والعبوا دورا . وعن تأييد سورية حق ايران في الحصول على الطاقة النووية .. ودعم برنامجها النووي .. أكد السيد الرئيس .. نحن مع الحق لكل دول العالم .. لكل دول العالم لها الحق وليس ايران فقط .. كل دول العالم لها الحق في الطاقة السلمية .. نحن ضد اسلحة الدمار الشامل .. والدليل نحن وفي عام 2003 قدمنا مشروعا عندما كنا في مجلس الامن للامم المتحدة حول نزع اسلحة الدمار الشامل .. ووضع في الادراج له الوان ربما ازرق .. اي يبقى وثيقة ولكن غير مفعلة .. ومن وقف ضده الولايات المتحدة لانه يشمل اسرائيل .. فنحن بالعكس تماما .. نحن ضد اسلحة الدمار الشامل .. لا ايران ولا اسرائيل ولا غيرها . وعن عدم استبعاد وزير الدفاع الامريكي للحرب مع ايران رغم انها كارثية .. علق السيد الرئيس قائلا .. ان هذه الحرب ستؤدي لنتائج ندفع ثمنها ربما ليس لعقود .. وانما ربما لقرن من الزمن .. لا نعرف أين تذهب بالمنطقة .. نحن الان كعرب رأينا من خلال الوقائع في العراق بعد خمس سنوات .. باننا نكاد ندفع الثمن قريبا اذا استمرت الامور على الوضع الحالي .. ونتائجها ستمتد من البحر المتوسط وربما الى الاطلسي .. ربما الى المحيط الهادي في العالم الاسلامي .. وتنعكس على دول اوروبا في المستقبل .. وهذا ما أقول للاوروبيين .. فكيف اذا أصبح لدينا العراق وفلسطين ومشكلة ايران وغيرها .. هذا الموضوع العالم كله لا يستطيع ان يتحمله .. خطير .. ليس خطرا على دول الخليج كما يقال الخليج ومضيق هرمز .. الموضوع اكبر من ذلك بكثير .. فأغلب المسؤولين الذين التقي بهم في الغرب تحديدا هم ضد هذه الحرب .. وأعتقد ان هناك تيارا كبيرا في امريكا .. في الجيش الامريكي .. لدى السياسيين الامريكيين .. ضد هذه الحرب . وعن موقف سورية من تعرض ايران لهجوم في ظل اعلان اكثر من مسؤول ايراني مساندتهم لسورية في حال تعرضها لعدوان .. أوضح السيد الرئيس انه لا توجد اتفاقية دفاع مشترك بين الدولتين .. ولا توجد جبهة مشتركة .. وليس المطلوب من ايران ان ترسل جيشا الى سورية ومن سورية ان ترسل جيشا الى ايران .. ونأخذ مثالا الحرب العراقية الايرانية .. نحن دعمنا ايران ولكن لم نرسل جيشا .. نحن لم نقاتل صدام نيابة عن ايران .. نفس الشيء مع حزب الله .. حتى علاقتنا مع حزب الله والمقاومة .. القضية ليست سلاحا .. السلاح متوفر تستطيع ان تأتي به باي طريقة .. غزة محاصرة من كل الجوانب ولديها سلاح لم يكن موجودا من قبل .. المقاومة تستطيع ان تحصل على اي شيء .. لا تصدق ان هناك ضوابط في العالم .. فالقضية هي قضية دعم سياسي .. قضية دعم حقوق .. هذه هي القضية . وعن اسقاط حزب البعث العراقي وتأثير ذلك .. أوضح السيد الرئيس انهم أسقطوا الحزب من الحكم من السلطة .. ولكن الحقيقة الان ماذا كان البديل في العراق .. هل كان البديل احزابا علمانية ووطنية .. الى اخره .. الوضع الان ان البديل هو احزاب طائفية .. بالعكس انا برأيي الان التيار القومي في العراق أصبح اقوى على الرغم من الكوارث الفظيعة التي تحصل في العراق .. لكن التيار القومي أصبح أقوى .. صحيح ان التيار الطائفي قوي من خلال الميليشيات .. بعض الميليشيات .. ولكن انا أتحدث عن القاعدة الشعبية .. التيار القومي أصبح اقوى .. الان التيار الطائفي ليس موجودا على المستوى الشعبي بعد .. وخاصة نحن نحتك معهم .. لدينا مليون ونصف المليون عراقي في سورية .. موجود على مستوى فصل جغرافي سببه القتل والقتل المتبادل .. بهدف الوصول الى حالة طائفية كما كان الوضع في لبنان خلال الحرب الاهلية .. الميليشيات بشكل طبيعي لا تستطيع ان تتواجد وتكسب السلطة الا من خلال الوضع الطائفي .. فهم يدفعون الناس لكي يصبحوا طائفيين .. حتى الان لم يتحقق هذا الشيء بشكل كامل .. ولكن مع الوقت اذا ترك الموضوع فسوف يتحقق . وعن تواصل سورية مع كوادر حزب البعث العراقي .. قال الرئيس الاسد .. نحن نتواصل بشكل علني مع التيارات القومية وكل شخص قومي نحن نقف معه .. ويشمل ذلك حزب البعث وغيره .. هي أخذت اشكالا مختلفة .. الان نحن في حالة حوار معهم .. حول ما هي التصورات المستقبلية .. أين أخطأ التيار القومي في الماضي .. واضح ان التيار القومي هو جزء طبيعي من النسيج الاجتماعي لمنطقتنا .. وهو ضمانة توحيدية .. هو لا يفرق .. لكن كيف نستفيد من أخطاء الماضي .. وبكل الاحوال هم يأتون الى سورية .. والبعض منهم يعيش في سورية .. ونتواصل معهم بمعرفة الحكومة العراقية .. ونحن لا نخفي هذا الشيء .. وعما اذا كان ذلك لكي يعودوا الى السلطة .. أوضح السيد الرئيس .. هذا يرتبط بالوضع العراقي .. كيف يتحول .. الان الوضع العراقي يتحول بشكل مستمر .. من الصعب ان نحدد هذا الشيء بمعزل عن التحولات العراقية .. لذلك انا قلت .. انا أرى ان الوضع العراقي اما يذهب الى الاتجاه الطائفي او الى الاتجاه القومي .. فالقوى القومية الان تثبت نفسها وليس العكس .. على الاقل كضامنة لمستقبل العراق .. وهذا يتوافق مع ما أقوله انا بان الحل يجب ان يكون حلا عربيا او عروبيا .. عروبيا اي يرتكز على عروبة العراق .. ليس بالضرورة ان يعني حلا عربيا تقوم به سورية والدولالعربية .. وانما ان يكون مرتكزا على عروبة العراق . وعن موقف سورية من العمل العسكري التركي لاقتلاع كوادر حزب العمال الكردستاني في شمال العراق .. قال السيد الرئيس .. موقفنا كان واضحا عندما كنت انا في تركيا .. العمليات التي يقوم بها حزب العمال الكردستاني فى تركيا ليست مقبولة .. ومرفوضة .. عمليات قتل لعسكريين ومدنيين .. والاخطر هو قتل المدنيين الابرياء .. ماعلاقة المدنيين .. يقومون بعمليات تفجير لباصات وما شابه .. ذا الكلام غير مقبول .. اي دولة تدافع عن نفسها .. طبعا نحن اتفقنا معهم منذ البداية بان الحرب كما قلت قبل قليل هي حل سيء .. فيه خسارة للجانبين .. وليس من السهل للجيش التركي ان يدخل الى الاراضي العراقية ليقاتل في اراضي غيره .. ولكن ما هو الحل عندما تستمر العمليات .. اتفقنا على ان تكون هناك مساع سياسية شاركنا نحن بها .. نقلنا رسائل للحكومة العراقية .. كان هناك نوع من الاستجابة .. ولكن كلنا يعرف بان الوضع في العراق من يتحمل مسؤوليته هو الامريكي وليس العراقي .. لا يوجد جيش عراقي كي يسيطر .. ولا شرطة عراقية .. وهذا الشيء واضح بالنسبة للاتراك .. أعطوا مهلة للعملية السياسية .. وعندما استمرت العمليات .. كان من الطبيعي ان يقوموا بعمليات لحماية اراضيهم وشعبهم . وعن النزعة الاستقلالية التي يراها البعض في اكراد العراق .. قال السيد الرئيس .. نحن سألنا هذا الموضوع لعدد من القيادات الاساسية لديهم .. وكلهم نفوا .. هذا النفي جيد .. اما بالنسبة للتخوف من الانفصال فليس فقط نتخوف .. نحن ضد الانفصال بالمطلق .. نعتبره خطرا ليس فقط على العراق .. على كل المنطقة .. وعلى الامن القومي في سورية .. ونفس الشيء تنظر له تركيا .. ونفس الشيء تراه ايران والدول العربية الاخرى المجاورة .. كل الدول تتخوف .. وفيما اذا كان هناك تنسيق مع الجيران بشأن ذلك .. قال السيد الرئيس .. طبعا .. ليس فقط بهذا الموضوع .. لدينا في سورية اكراد وهم وطنيون .. لا توجد لديهم هذه النزعة .. ولكن نحن نتحدث عن تقسيم العراق بشكل عام .. سواء بدأت في الشمال او الوسط او الجنوب .. النتيجة واحدة .. كل هذه الدول من دون استثناء ضد تقسيم العراق . وفي محور اخر يتعلق بمؤتمر السلام المرتقب في موسكو .. لبحث الصراع في الشرق الاوسط .. والاستراتيجية السورية في هذا المؤءتمر وامكانية نجاح هذا المؤتمر في ظل التعنت الاسرائيلي .. أوضح الرئيس الاسد بانه لا نجاح في ظل التعنت الاسرائيلي .. في نفس الوقت .. عندما أتى لافروف الى سورية لم يكن واضحا ما هو مضمون هذا المؤتمر .. لا يكفي الحديث عن المؤتمر .. ماذا يعني المؤتمر .. ان نلتقي على الطاولة .. المهم ما هو المضمون .. حتى الان لم يأتينا اي شيء واضح حول هذا المضمون .. ولسنا متأكدين من موعد انعقاد المؤتمر .. ليست المشكلة في التعنت الاسرائيلي فقط .. وانما في الادارة الامريكية .. اي انها مؤثرة في هذا الموضوع .. فلذلك نحن حتى الان لا يوجد امامنا شيء واضح لكي ندعي التفاؤل .. مع اننا دعمنا اي مؤتمر يتم في موسكو لمصداقية موسكو بالنسبة لقضية السلام مع العرب .. ولكن هل سيسمح لها بالنجاح .. نحن لا نثق لا بالاسرائيلي ولا بالامريكي . وتابع السيد الرئيس .. المشكلة ان المؤتمر لم يحدد .. لم يؤكد بانه سيعقد .. مازال في اطار الكلام .. متى سيعقد .. كيف .. كان في البداية عندما عقد مؤتمر انابوليس قيل بان المؤءتمر سيعقد في شهر اذار او نيسان .. نحن الان في نيسان ولم يعقد .. ولا يوجد موعد .. فهو مجرد حديث .. فلا نستطيع ان نبني رأيا على حديث . وأردف .. الطرف الروسي يريد .. متحمس .. ولكن هذا بداية الحماس ان يستقبل .. لكن يجب ان ينسق مع الاطراف .. هل نسق حتى عندما جاء لافروف قبل القمة بفترة قصيرة لم يكن هناك شيء .. وحتى الان لا يوجد شيء .. حتى الان هو شيء افتراضي .. وليس حقيقيا . وعما اذا كان قد انحصر دور روسيا وبالتالي لا تستطيع حتى ان تحدد مؤتمرا في اراضيها .. قال السيد الرئيس .. هذا دائما حتى في ايام الاتحاد السوفييتي كان الدور الاساسي لعملية السلام للولايات المتحدة .. بسبب علاقتها مع اسرائيل .. وليس لانها اقوى او اضعف . ولكن الولايات المتحدة لها علاقة قوية مع الاطراف العربية .. ولكن اقوى بكثير مع اسرائيل .. انت بحاجة الى طرف يضغط على اسرائيل او يؤثر عليها في عملية السلام .. هذا الشيء .. روسيا لا تستطيع ان تقوم به .. لا اليوم ولا في الماضي . وعن العلاقة الخاصة التي تربط دمشق بالدوحة والرئيس الاسد بأمير قطر .. شرح السيد الرئيس قائلا .. السبب ان العلاقة السورية القطرية قبل عام 2003 ولسنوات امتدت منذ مجيء الامير الى موقعه على رأس الدولة .. كانت هي نموذج للشكوك بين دولتين عربيتين .. كعلاقة مليئة بالشكوك غير المبنية على اي اساس .. مبنية على قيل وقال .. كانت نموذجا .. وانقلبت هذا الانقلاب خلال زيارتي الاولى الى الدوحة في النصف الثاني من العام 2003 .. اللقاء الاول بيني وبين الامير تناول الحديث عن هذه الشكوك .. تحدثنا بصراحة عن النظرة السلبية لسورية تجاه قطر وشكوكها وتخوفها منها .. نظرة احيانا ربما في بعض الجوانب دعنا نسميها شيطانية .. للدور الشيطاني القطري تجاه العرب وتجاه سورية .. وتحدث معي الامير بنفس المنطق .. ففوجئ كلانا بان كل ما هو لدينا غير صحيح .. لماذا في 2003 .. لانه بعد الحرب على العراق وفي ذروة الضغوط على سورية كانت مبادرة الامير في هذا الاتجاه .. بادر بشكل غير الصورة السلبية الموجودة لدينا .. لانه في ظرف مثل هذه الظروف لو كان الدور القطري سيئا لكان الاداء مختلفا .. الحقيقة انقلبت الصورة وأتت زيارتي وارتكزت العلاقة على الصراحة .. هذه البداية أسست لاحقا لحديث صريح في كل القضايا .. الان تسألني سؤالا هل نحن متفقون حول كل شيء نحن وقطر .. لا بالعكس كثيرا ما نختلف .. ولكن الميزة في العلاقة بيننا وبين قطر بانه اولا قطر تتفهم موقف سورية وسورية تتفهم موقف قطر .. سورية تتفهم موقع قطر الجغرافي والجيوسياسي .. وقطر تتفهم موقع سورية .. فليس المطلوب من قطر ان تكون سورية وليس المطلوب من سورية ان تكون قطر .. هذه نقطة الضعف في العلاقات العربية العربية .. لو تفهمنا هذه النقطة لما كانت هناك مشكلة .. ما يهمني في الموضوع .. هل قطر تسعى في سياستها لمساعدتي كدولة شقيقة .. هذا ما تقوم به قطر .. وهذا ما تقوم به سورية .. هذا النوع من الصراحة بكل الامور .. لا يوجد اي نوع من المجاملات بيننا وبين قطر .. هذا ما خدم العلاقة لانه لا توجد مجاملات .. فتجاوزت العلاقة كما قلت العلاقة السياسية الى علاقة شخصية قوية جدا ولكنها تصب ايضا في الاتجاه السياسي .. وهذا ماجعل العلاقة السورية القطرية فاعلة جدا في المحافل المختلفة .. احيانا بشكل غير معلن .. كثير من الاشياء التي ننسق بها واللقاءات والاداء السياسي لاحقا .. يكون على خلفية التنسيق .. هذا من جانب .. من جانب اخر نحن رفضنا منذ البداية التعامل مع قطر على اساس دولة كبرى وصغرىي .. وهذه مع كل الاسف تحكم احيانا عقلية العلاقات بين الدول العربية .. الفرق بين سورية وقطر في المساحة وفي عدد السكان كبير جدا .. ولكن نحن لدينا مبدأ باننا ان لم ننظر الى بعض كدول عربية على اساس كلنا دول مستقلة .. وكل دولة لها اهميتها .. لا يمكن ان تتطور العلاقة .. بنيت العلاقة بين سورية وقطر اولا على الاحترام .. هذه دولة لها اهمية وهذه دولة لها اهمية . ثانيا قطر أرادت ان تلعب دورا .. هذا الشيء نحترمه .. كانت تستطيع ان تنكفئ الى موضوع تطوير داخلي وتطوير اقتصادي .. ولكنها أرادت ان تلعب دورا .. وفي اجابته عن ماهية هذا الدور .. أوضح السيد الرئيس انه دور سياسي .. دور على المستوى العربي .. ان يكون لها دور في بناء البيت العربي .. في التضامن في التطوير الاقتصادي .. احيانا في وساطات تحسين العلاقات بين سورية ودول اخرى لعبت دورا في هذا المجال . وعما اذا كان مثل هذا الدور لتقريب المسافات او نقل الرسائل بين دمشق وواشنطن .. نفى السيد الرئيس ذلك وقال .. أعتقد بان قطر كانت واعية تماما لحدود النجاح في مثل هذا الدور .. مع مثل هذه الادارة .. وهذا الشيء جيد .. ان لا تلعب دورا في شيء تعرف بان احتمال فشله كبير .. فقطر لعبت دورا في قضايا تعرف بان احتمال نجاحها كبير .. وحققت خطوات في هذا الاتجاه . وعما اذا كان نموذج العلاقات القطرية السورية مطلوبا للعلاقات مع لبنان والرياض والقاهرة .. أكد السيد الرئيس ان هذا ما نريده .. ولكن هذا يعتمد على تفهم موقفك .. المشكلة هي شخصنة العلاقات بين الدول .. بين المسؤولين العرب .. والشكوك الكبيرة .. المشكلة هي ان يعتقد احد الاطراف العربية بأنني ان لم أكن مثله فانا ضده .. هذا مستحيل .. نحن الاخوة في المنزل الواحد لا يمكن ان يكون لنا نفس الرأي .. فكيف على مستوى الدول .. هذه هي المشكلة في العلاقات العربية . وهذا ما طورناه في العلاقة مع قطر .. لذلك علاقاتنا تتطور بشكل كبير على الرغم من اننا لا نتفق على كل القضايا ولكن نشكل رؤية موحدة لاحقا للقضايا التي نختلف حولها وتقوم قطر بالسير بالطريق التي تناسبها وسورية تسير بالطريق التي تناسبها .. طريق تختلف عن قطر .. ولكن في المحصلة المهم ان نلتقى بهدف واحد .. هذا هو المنهج .







رد مع اقتباس
قديم 28-01-2011, 02:38 AM رقم المشاركة : 30
معلومات العضو
المحامي هلال حسين
عضو مميز جداً

الصورة الرمزية المحامي هلال حسين

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


المحامي هلال حسين غير متواجد حالياً


افتراضي رد: كلمات السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد

الرئيسان بشار الاسد ومحمود أحمدي نجاد يعقدان مؤتمراً صحفياً



عقد الرئيسان بشار الاسد و محمود احمدى نجاد اجتماعا ختاميا اجملا خلاله مباحثاتهما التى بدأت امس. بعد ذلك اجاب الرئيسان الاسد واحمدى نجاد عن اسئلة الصحفيين بعد قراءة البيان المشترك الصادر فى ختام الزيارة حيث قال الرئيس الاسد ردا على سؤال.. أستطيع ان اقيم هذه الزيارة من خلال التوقيت والمضمون طبعا بالتوقيت تأتى فى وقت تفشل فيه المشاريع الخارجية ومحاولة فرضها على المنطقة خلال الاعوام الماضية وفى وقت تثبت فيه صحة وجهة نظر طروحات سورية او ايران فى نفس تلك المرحلة الماضية لاشك ان السنوات الماضية كانت سنوات مهمة وخطيرة مازلنا فى نفس هذا الاطار ولكن ربما تكون المرحلة المقبلة اكثر خطورة ان لم نتنبه للنتائج التى افرزتها السنوات الماضية وللمخططات المحضرة من قبل الخارج فى السنوات المقبلة. واضاف الرئيس الاسد.. هذه المشاريع الخارجية فشلت على المستوى السياسى فى القضايا والمواضيع التى تم ذكرها فى البيان الان ولكن نعتقد بان الورقة الاخيرة التى تلعب الان هى ورقة اللعب على الشارع العربى والاسلامى هذه الورقة ان فشلت ستفشل كل مشاريعهم فى المنطقة وهذا يتطلب وعيا كبيرا من قبل المواطنين فى العالم العربى والاسلامى وانا اقصد تحديدا محاولات تحويلنا من دول وشعوب لها تاريخ وثقافة وفيها التعددية بكل ما تعنى التعددية من معنى الى دويلات طائفية متناحرة تؤدى الى انقسام العالم الاسلامى وبالتالى نجاح المشاريع التى خطط لها سابقا وفشلت فى محاولاتهم السابقة. وقال الرئيس الاسد.. ان تقييمى لهذه الزيارة انها من اهم وانجح الزيارات بين الجانبين السورى والايرانى خلال السنوات الماضية وتم وضع نقاط تنفيذية لما ورد فى البيان لكى يتم العمل عليها خلال الاشهر المقبلة او على الاقل خلال هذا العام. بدوره رحب الرئيس احمدى نجاد بالرئيس الاسد واعضاء الوفد المرافق له وقال.. كما تعلمون فان العلاقات القائمة بين البلدين هى فى منتهى المتانة والتطور وتسير بشكل أخوى وتنمو يوما بعد يوم. واضاف الرئيس احمدى نجاد.. منذ حوالى ثلاثة عقود والبلدان والشعبان يسيران فى خندق واحد وفى جبهة واحدة فيما يتعلق بالعديد من القضايا التى تشهدها الساحة الدولية والاقليمية وهناك تشاطر فى وجهات النظر بين البلدين قائم على قدم وساق ونحن دوما فى تشاور فيما بيننا حول القضايا التى تحدث فى المنطقة والعالم الاسلامى والدولى وهناك دعم يقدمه كل بلد للبلد الاخر فى مثل هذه القضايا مشيرا الى أن الزيارة التى يقوم بها الرئيس الاسد الى طهران تتبلور فى ظروف خاصة تعيشها المنطقة. وأشار الرئيس احمدى نجاد الى ان أعداء شعوب المنطقة والامة الاسلامية والبلدان العربية والذين أصابهم اليأس من فرض هيمنتهم على بلداننا تزحف جيوشهم اليوم نحو منطقتنا من أجل تمرير مشاريعهم الزائفة الى بلداننا. وقال..ان ما يحدث فى كل من فلسطين ولبنان وأفغانستان والعراق يستدعى ضرورة التشاور فيما بيننا أكثر من ذى قبل موضحا أن التنسيق من أجل مواجهة مخططات الاعداء يعتبر بحد ذاته من الدواعى الاخرى التى تعزز ضرورة مثل هذه الزيارة. وأضاف..ان زيارة الرئيس بشار الاسد مع أنها كانت زيارة قصيرة الا أنها كانت زيارة مفعمة بالنشاط والايجابية وكان لها نتائج جيدة جدا ومعطاءة للغاية حيث اطلعنا على أجزاء مهمة من نتائج هذه الزيارة فى البيان الثنائى. وقال الرئيس أحمدى نجاد لقد أكدنا مرة أخرى على وحدة الشعب العراقى ووحدة تراب هذا البلد واستقلاله ودعمنا استقلالية الحكومة العراقية وكان هناك تطابق فى وجهات النظر حول ضرورة تعزيز وتقوية الحكومة العراقية الشرعية والمنبثقة من أبناء الشعب العراقى من أجل تسوية المشاكل القائمة اليوم فى العراق. وأضاف.. اننا ندعم بشكل كامل مساعى الفصائل الفلسطينية وحكومة فلسطين من أجل تطوير وتوسيع رقعة الوحدة الوطنية وديمومة المقاومة هناك حتى تحقيق الاهداف كما ندعم بشكل كامل حق الشعب اللبنانى والمقاومة فى هذا البلد من أجل اقامة حكومته المنشودة والتصدى لمؤامرات الاعداء. وقال..اننا نلفت انتباه جميع الحكومات والشعوب الاسلامية للفتنة التى يدبرها الاعداء من أجل بث الفتنة والشقاق بين مختلف الطوائف والمجموعات فى بلداننا. وأكد الرئيس أحمدى نجاد أن ايران وسورية بلدان قويان يؤثران بشكل ملفت فى كل المعادلات القائمة فى المنطقة كما أن تنسيقنا وتضافر جهودنا فيما يخص شؤون المنطقة هو الضامن لصون مصالح الشعوب ومواجهة الفتن التى يريد الاعداء تمريرها. وقال ان تعاوننا يصب لصالح ارساء دعم السلام والامن فى المنطقة ويعود بالنفع لصالح شعوب المنطقة بأسرها ونحن ندعو كل شعوب وحكومات المنطقة الى الوحدة والتاخى والوقوف ضد كل المخططات الشيطانية التى تحاك ضدنا. واكد الرئيس احمدى نجاد فى ختام المؤتمر أن زيارة الرئيس الاسد الى طهران كانت زيارة ناجحة جدا وباذن الله سوف نتلمس نتائج وثمار هذه الزيارة وسوف تتحسسها شعوب المنطقة وشعوب البلدين. وكان الرئيس الاسد قد التقى فى مقر اقامته فى طهران صباح اليوم السيد على لاريجانى أمين المجلس الاعلى للامن القومى الايرانى بحضور الوفد الرسمى المرافق للسيد الرئيس.

هذا وقد صدر في ختام زيارة الرئيس الاسد لايران بيان مشترك جاء فيه..فى اطار العمل على تعزيز وتطوير العلاقات الاخوية القائمة بين الجمهورية الاسلامية الايرانية والجمهورية العربية السورية وتلبية لدعوة رسمية من قبل السيد محمود احمدى نجاد رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية قام السيد الرئيس بشار الاسد رئيس الجمهورية العربية السورية بزيارة رسمية للجمهورية الاسلامية الايرانية على رأس وفد رفيع المستوى وذلك فى الفترة من 28 الى 29 شهر بهمن لعام /1385/ ه ش الموافق ل/17/ الى 18 شباط 2007 وخلال هذه الزيارة جرت مباحثات حول العلاقات الثنائية والتطورات الاقليمية وتم تبادل الاراء بشأنها حيث أكد الجانبان فى اطار العلاقات الثنائية على ان اللقاءات جرت فى جو مفعم بمشاعر الود والتعاون

البناء تناول العلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية بين البلدين وقد ابدى الجانبان ارتياحهما للمستوى الرفيع الذى وصلت اليه علاقاتهما السياسية مؤكدين على اهمية تعزيز وتعميق وتطوير العلاقات الودية الاخوية القائمة بين البلدين فى جميع المجالات.

واكد الجانبان ضرورة قيام جميع الاجهزة والموءسسات فى كلا البلدين بالعمل على انجاح اجتماع اللجنة الاقتصادية المشتركة العليا بين البلدين والمزمع عقدها بطهران.

واعرب الجانبان عن ارتياحهما للتطور الذى شهده التعاون الاقتصادى والفنى بينهما وطالبا بالمزيد من التعميق والتطوير لهذا التعاون مؤكدين ضرورة الاستخدام الامثل للطاقات المتاحة فى كلا البلدين.

وحول قضية الشرق الاوسط ادان الجانبان استمرار سياسات الاحتلال والعدوان الاسرائيلى وعبرت ايران عن تأييدها لحق الشعب السورى فى استعادة اراضيه فى الجولان المحتل حتى خط 4 حزيران 1967.

وفى الشأن الفلسطينى رحب الجانبان بالاتفاق الذى تم التوصل اليه فى مكة المكرمة بين الفلسطينيين لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية واعربا عن حرصهما على وحدة الشعب الفلسطينى ودعمهما لحقه فى العودة واقامة دولته المستقلة على ترابه الفلسطينى.

وادان الجانبان الاجراءات الاسرائيلية المتمثلة فى انتهاك حرمة المسجد الاقصى ومحاولة تقويضه وهدم اجزاء منه فى محاولة لطمس هويته الاسلامية والتاريخية.

ودعيا الاوساط الدولية ولاسيما منظمة الموءتمر الاسلامى الى التحرك الجدى لوقف هذه الاعمال العدوانية والانتهاكات للاماكن المقدسة.

وحول الوضع فى العراق عبر الجانبان عن دعمهما للحكومة العراقية ولوحدة العراق ارضا وشعبا ولسيادته ولاستقلاله بما يضمن خروج قوات الاحتلال منه وكذلك الحفاظ على هوية العراق العربية والاسلامية.

كما اعربا عن دعمهما لجهود الحكومة العراقية والجهود الاخرى الهادفة لتحقيق المصالحة الوطنية ونبذ الفتنة الطائفية ومواجهة المؤامرات التى تحاك فى هذا المجال وناشدا الشعب العراقى التمسك بوحدته الوطنية.

وناشد الجانبان القادة فى العالم الاسلامى فى هذه الظروف الخطيرة ودعوهم للوقوف بوجه كل محاولات اثارة الفتنة التى تستهدف المسلمين جميعا وان يوحدوا جهودهم لمواجهة الاخطار المحدقة بالعالم الاسلامى.

وحول لبنان قال البيان المشترك.. ان البلدين اذ يوءكدان ضرورة تعزيز الوحدة الوطنية والوفاق الوطنى يدعمان كل ما يتفق عليه اللبنانيون جميعا بما يضمن امنه واستقراره وسلامة اراضيه.

كما اكد الجانبان دعمهما لحق الشعب اللبنانى فى مقاومة الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة ضد السيادة اللبنانية واستعادة ما تبقى من اراضيه المحتلة وطالبا المجتمع الدولى بوضع حد لهذه الانتهاكات.

وفى موضوع نزع السلاح والملف النووى الايرانى اكد الجانبان الحق الثابت للدول الاعضاء فى معاهدة حظر الانتشار النووى فى الاستخدام السلمى للطاقة النووية معلنين ان اى تمييز فيما يتعلق بممارسة الدول النامية لهذا الحق هو امر لا يمكن القبول به ومن ثم لابد من احترام قرارات وسياسات الدول الاعضاء فى هذه المعاهدة بما فيها الجمهورية الاسلامية الايرانية فيما يخص امتلاك دورة انتاج الوقود النووى.

واعرب الجانبان عن قناعتهما الراسخة بأن ملف الانشطة النووية السلمية الايرانية يجب تداوله فى الوكالة الدولية للطاقة الذرية وهما على قناعة بضرورة معالجة هذا الموضوع عبر الطرق الدبلوماسية ومن خلال الحوار ودون شروط مسبقة.

كما اعرب الجانبان عن قناعتهما الراسخة فى ضرورة جعل الشرق الاوسط منطقة خالية من اسلحة الدمار الشامل وانهما اذ يسترعيان انتباه المجتمع الدولى الى ما تنطوى عليه الاسلحة النووية الموجودة لدى الكيان الاسرائيلى من تهديد للسلام والامن الاقليميين والدوليين يؤكدان ضرورة قيام المؤسسات الدولية المسوءولة باتخاذ خطوة سريعة لمواجهة هذا التهديد.

وقد عاد السيد الرئيس بشار الاسد الى دمشق بعد ظهر اليوم اثر زيارة رسمية الى الجمهورية الاسلامية الايرانية استغرقت يومين كما عاد مع السيد الرئيس الوفد الرسمى المرافق.

وكان الرئيس الاسد قد غادر طهران بعد ظهر اليوم حيث كان فى وداع سيادته السادة منوشهر متقى وزير الخارجية الايرانى و محمد باقرى مساعد وزير الخارجية للشوءون العربية وسفير سورية فى طهران وسفير ايران فى دمشق واعضاء السفارة السورية فى طهران.







رد مع اقتباس
قديم 28-01-2011, 02:39 AM رقم المشاركة : 31
معلومات العضو
المحامي هلال حسين
عضو مميز جداً

الصورة الرمزية المحامي هلال حسين

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


المحامي هلال حسين غير متواجد حالياً


افتراضي رد: كلمات السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد

الرئيس الاسد يدلي بحديث الى صحيفة البايس الاسبانية - 01/10/2006


اجمل السيد الرئيس بشار الاسد فى حديث لصحيفة البايس الاسبانية واسعة الانتشار اليوم مواقف سورية من التطورات التى تشهدها المنطقة على الساحتين الاقليمية والدولية وخاصة بعد الحرب الاسرائيلية على لبنان اضافة الى عدد من المواضيع المتعلقة بالشأن الداخلى وقال الرئيس الاسد00 ان احد الاخطاء التى تقع فيها الدول الكبرى هى انها تتعامل مع الحدث بشكل زمنى قصير موءكدا فى الوقت نفسه ان موقع سورية لم يتغير لا قبل الحرب ولا بعد الحرب وان احد الاسباب التى أدت الى الحرب هو عدم فهم دور سورية ومشاكل المنطقة اضافة الى عدم فهم دور اليونفيل السابق .

وقال الرئيس الاسد 00 انه بالنسبة لقرار مجلس الامن الدولى 1701 الذى يتحدث عن قوات دولية اتت الان الى لبنان فان لسورية موقفا قديما مفاده انها تدعم اليونيفيل وانها حذرت فى العام 2000 من تخفيضها فى ذلك الوقت0 واضاف الرئيس الاسد ان موقف سورية المعلن من القرار 1701 هو انه غير متوازن تماما ولكن علينا ان نتعامل مع ايجابياته مشيرا الى وجود جوانب غامضة فى القرار تأخذ تفسيرات ايجابية وسلبية موءكدا ان الحل النهائى يكمن فى تحقيق السلام

وحول المشاركة الاسبانية فى اليونيفيل قال الرئيس الاسد 00 طالما اننا ندعم اليونيفيل فمن الطبيعى ان ندعم مشاركة اى دولة فيها وان اسبانيا بحد ذاتها دولة لديها مصداقية لدى العرب وانه اذا بقيت اليونيفيل ضمن صلاحياتها القانونية المعروفة اى تحت الفصل السادس وليس الفصل السابع وتنجح هذه القوات بدورها وهى بحاجة للاستقرار فى المنطقة وبالتوازى مع وجود هذه القوات للدول المختلفة فان العمل السياسى الموازى مهم جدا لنجاح اسبانيا ورأى الرئيس الاسد ان دور اوروبا فى السلام مهم وان كان يبدو بعيدا مشيرا الى ان هذا الدور تراجع كثيرا فى العام الماضى خاصة بسبب انشغال الاوروبيين بالدستور الاوروبى او بسبب الانقسام قبل الحرب على العراق واسبانيا جزء من اوروبا لذلك نرى ان هذه المشاركة ايجابية بشرط ان توجد البيئة لكى تبقى ايجابية

وحول عودة القوات الاسبانية المشاركة فى اليونيفيل الى بلدانها سالمة اوضح الرئيس الاسد انه اذا اعتمد الاسبان او الدول الاخرى الالتزام بموقف اسبانيا الحيادى و ليس كموقف الالمان الذين قالوا انهم يأتون لحماية اسرائيل وقال00 يجب الا تأتى هذه القوات لكى تكون جزءا من المشكلة اللبنانية وهذا يعنى اذا صدر لاحقا قرار من مجلس الامن تحت الفصل السابع اصبحت هذه القوات جزءا من المشكلة فأهمية هذه القوات ليست بالسلاح00 وانما اهميتها بأن كل مجموعة تمثل دولة وهذا يشكل بحد ذاته رادعا حقيقيا على الارض مشيرا الى ان هذه النقاط تسمح للجنود الاسبان بأن يعودوا ناجحين فى مهمتهم وسالمين0

واضاف الرئيس الاسد 00 اما اذا ارسلت القوات لكى تبقى فقد تبقى الى الابد00 فمشكلتنا مع قرارات الامم المتحدة بأنها تصدر وبعدها ينام العالم00 اما اذا اعتبرنا ان القرار 1701 هو حل مؤقت وعلينا ان نعود لعملية السلام00 فأعتقد بأن الموضوع قد يكون سنوات قليلة جدا00 مثلا كانت رؤيتنا لعملية السلام انها تستغرق سنتين لا أكثر00 منذ بداياتها فى مؤتمر مدريد ولو اردنا ان نبتدىء من حيث انتهينا فان المفاوضات تحتاج الى ستة اشهر0

وبشأن ضبط الحدود السورية اللبنانية قال الرئيس الاسد 00قمنا بتعزيز الحدود مع لبنان ولكن طبعا هذا الشىء أدى لان ننقل جزءا من قوات حراسة الحدود من حدود العراق الى حدود لبنان وربما يصدر القرار 1800 لاعادة قواتنا من لبنان الى العراق0 واشار الرئيس الاسد الى تعاون سورية مع مسالة وجود تجهيزات تقنية لمراقبة الحدود التى طرحها كوفى انان والايطاليون موضحا فى الوقت نفسه ان هذه الاجراءات كلها مضيعة للوقت لانها هروب من الحل الكبير وقال ان التجربة أثبتت لدينا فى منطقتنا عبر العقود أن المقاومة اذا كان لديها دعم شعبى ستستطيع ان تحصل على ما تريد لذلك يجب عدم اضاعة الوقت فى أشياء بسيطة مثل هذا الموضوع لافتا الى انه لا خيار للدول المهتمة الا ان يثقوا بسورية لانه اذا كان هناك رغبة حقيقة بالتهريب لا قرارات مجلس الامن ولا كل تقنيات ولا جيوش العالم تستطيع أن تمنع هذه العملية مؤكدا انه لابد من العودة للسلام0

وجدد الرئيس الاسد دعم سورية للمقاومة طالما ان هناك احتلالا للاراضى خاصة أن أراضينا محتلة ايضا لافتا الى ان قوة حزب الله بالدرجة الاولى ليست قوة عسكرية بل هى قوة شعبية وليست محصورة بطائفة كما يصور البعض ولا يمكن أن تكون بهذه القوة لو لم يكن لديه ى لبنان واشار الى ان سورية تساعد الان فى عملية اعادة اعمار القرى التى تهدمت وهناك جوانب أخرى من التعاون ولكن اهمها الدعم السياسى00 وهذا اهم دعم لاننا مقتنعون بأنهم يدافعون عن قضية عادلة لاننا كما قلت نعانى من الوضع نفسه0

وحول الشروط التى تجعل الدولة اللبنانية تسيطر على البلد وحل مسالة حزب الله ضمن الدولة اشار الرئيس الاسد 00الى الحوار الذى جرى فى لبنان قبل الحرب بعدة اشهر00 وقال ان هذا الحوار لم تكن ترعاه الدولة بل كانت الدولة مقسمة الى اطراف0 وأوضح الرئيس الاسد00 أن الدولة هى التى من المفترض ان تمتلك قوة البلد وان الدولة هى التى تملك قوة الردع وعندما تتوفر هذه الشروط وتكون هناك دولة تمثل كل اللبنانيين فان الامور تذهب بهذا الاتجاه0

وحول مساندة سورية للمقاومة اللبنانية التى هى مقاومة اسلامية اكد الرئيس الاسد ان السيد حسن نصر الله الامين العام لحزب الله بخطابه السياسى وبالممارسة وكذلك اغلب القوى المتحالفة معه هى قوى علمانية ومنها قوى مسيحية ولو لم يكن لديه هذا الدعم لايمكن ان يكون قويا وهو يدافع عن قضية وطنية وليست قضية اسلامية فقط لذلك هناك اجماع من قبل الطوائف المختلفة فى الدول العربية وليس فقط فى لبنان حول سياسته مشددا على انه لا يوجد قلق اطلاقا من هذه النقطة0

وحول دور سورية فى منع ايصال القوى اللبنانية الوضع فى لبنان الى حافة الهاوية قال الرئيس الاسد 00 لابد فى البداية من ان نحدد السبب لكل ما حصل00 البداية كانت القرار 1559 فى مجلس الامن وعندما يصدر قرار من مجلس الامن يتدخل فى الشوءون الداخلية لبلد ما ينقسم البلد او يدمر وتحديدا عندما يكون البلد فيه مشكلة بالاساس انقسام طائفى أو سياسى بالاضافة للدور الدولى الخاطىء قبل اغتيال الحريرى وبعد اغتياله0

وتابع الرئيس الاسد موقفنا فى سورية من الوضع القائم فى لبنان هو تشجيع الحوار اللبنانى لكن بكل تأكيد نحن نقف مع التوجهات التى نعتبرها توجهات وطنية لبنانية محددا التوجه الوطنى بكل بساطة بمن لا يقبل التدخل الخارجى لان الانقسام الان هو بين قوى لبنانية تعمل مع القوى الدولية وقوى لبنانية لا تعمل مع هذه القوى0

وحول وضع بعض المعتقلين فى سورية أشار الرئيس الاسد الى أن أحدا لم يتدخل فى السابق مع المجموعات التى تنتقد الدولة فى سورية بشكل مستمر واوضح الرئيس الاسد ان الموضوع مختلف تماما لان هناك مجموعات من لبنان دعت بشكل علنى ورسمى الولايات المتحدة لاحتلال دمشق وضرب سورية وهذه بالقانون السورى اصبحت فى موقع العدو وان أى دولة وأى شخص يدعو لاحتلال بلدك هو عدو0 وهذه المجموعات تعاملت مع هذه القوى مباشرة واصبح هناك لقاء رسمى وتنسيق مباشر معها وهذا بالقانون يدخل الى السجن فورا لانه تعامل مع عدو مشيرا الى ان عثر من مئتى شخص دخل منهم الذين اعتبروا مسوءولين وعددهم عشرة فى البداية وبالتحقيقات خرج منهم ستة وعملية المحاكمة مستمرة كأى محاكمة أخرى هناك محامون ربما يخرج أشخاص اخرون لا نتدخل فى هذا الموضوع فالقضية ليس لها علاقة بالرأى أو بشىء من هذا القبيل بل هى قضية علاقة مع شخص يعتبر عدوا .

وعما يقلق سورية بشأن تقرير براميرتس قال الرئيس الاسد يقلقنا اذا كان لاهداف سياسية اما اذا كان التوجه هو لمعرفة الجريمة فهذا شىء يخدمنا مباشرة ولمصلحتنا00 والشىء المهم فى التقرير هو أنه أظهر أن سورية كانت متعاونة كما فى التقرير الماضى00 أما المحكمة الدولية فهناك سؤال بسيط00 ما هى المعطيات الموجودة لكى تبنى عليها المحكمة الدولية00 علينا أن ننتظر نتائج التحقيق وعلى ضوء هذه النتائج نحدد اذا كان هناك من حاجة الى محكمة دولية أم لا0

وبشأن رؤية الرئيس الاسد لدور الولايات المتحدة فى عملية السلام الشامل قال ان الولايات المتحدة لم تلعب دور الراعى النزيه ولكن مع كل أسف لا يوجد أى قوى دولية تستطيع أن تحل محلها وفى الوقت نفسه لا تستطيع الولايات المتحدة أن تكون لوحدها وهنا يأتى دور أوروبا مشيرا الى ان أحد الاخطاء التى وقع فيها بعض الاوروبيين فى السابق انهم لعبوا دور المسوق لفكرة أميركية0

وأوضح الرئيس الاسد ان أميركا بعيدة عن المنطقة جغرافيا وسياسيا وهى بحاجة لحوار معنا أى مع المنطقة لكى تفهم المشكلة وهى بحاجة للدور الاوروبى لفهم المنطقة أكثر وقال ان ثقتنا بأوروبا تاريخيا أكثر من الولايات المتحدة ونستطيع أن نقول ان الولايات المتحدة اساسية00 وأوروبا مساعدة أساسية لها وكذلك الامم المتحدة لكى تتوازن المعادلة . اذا كانت أوروبا أكثر قوة بمعنى أكثر استقلالية عن الولايات المتحدة ومتكاملة معها واذا كان هناك توازن فى دور الامم المتحدة فهذا سيجعل الدور الاميركى أكثر توازنا وعندها يتحقق السلام .

ودعا الرئيس الاسد الادارة الاميركية الى سماع الاخرين وان تكون البداية بأصحاب المشكلة انفسهم ولكن المشكلة انهم لا يستمعون لحلفائهم الاوروبيين00 وقال عليهم ان يستمعوا اترفوا بأنهم وقعوا فى اخطاء كبيرة00 وتساءل الرئيس الاسد اذا كانت هذه الدولة مهمة واساسية فى عملية السلام00 فهل هناك ارادة اميركية لهذه العملية000 وماهى الرؤية ايضا000 واشار الرئيس الاسد الى ان عملية مكافحة الارهاب لم تفشل فقط بل ساهمت ايضا فى زيادته اذ ان الارهاب اليوم هو اقوى من 11 ايلول وعلينا ان نتحرك نحن والاوروبيون لكى نقنع الادارة الاميركية بأن مذهب الحرب الاستباقية اضر بالولايات المتحدة وبالعالم0

وحول الوضع القائم بين سورية واسرائيل اوضح الرئيس الاسد ان المشكلة مرتبطة بطرفين وليس بطرف واحد00 وان هذا الوضع يربطه شىء واحد هو السلام00 او ربما الحرب اذا لم يكن هناك عملية سلام00 وقال الرئيس الاسد نحن لدينا رؤية واضحة واثبتت الاحداث اننا نفكر بالاتجاه الصحيح للمستقبل وان رؤيتنا لم تعتمد على مبدأ القوة والضعف00 وانما اعتمدت على المبادىء والتاريخ ورغبات الشعب00 بينما الرؤية الاسرائيلية تعتمد ومع الاسف على مبدأ بأن هناك جيشا قويا حيث اثبتت احداث العراق وافغانستان والحرب الاخيرة ان مبدأ القوة العسكرية لا يحقق اى شىء0 واكد الرئيس الاسد انه لا يوجد حاليا روءية لدى اسرائيل00 وهذه مشكلة أخرى00 لان مبدأ القوة قد نسف وان الروءية الاسرائيلية قد فشلت وبقيت رؤيتنا0

وعن دور سورية فى تخفيف القلق العربى بشأن الملف النووى الايرانى ومساهمتها فى حل هذه المشكلة قال الرئيس الاسد00 انه من الواضح ان التصريحات الايرانية وبحكم علاقتنا مع ايران فانها تهدف الى شىء هو حق لها فى القانون الدولى وايران الان هى قوة نووية شئنا أم أبينا ونحن نقوم بشرح هذه الفكرة للدول العربية مباشرة وايران تقوم بذلك ايضا00 هذا من جانب ومن جانب اخر اذا كان القلق من القدرة النووية او من قنبلة نووية مفترضة فلماذا لا نناقش القنابل النووية الاسرائيلية0

واكد الرئيس الاسد انه من غير المعقول ان نقلق من ايران ولا نقلق من اسرائيل واصفا ذلك بأنه غير منطقى فى الوقت الذى تقوم فيه اسرائيل بالاعتداء علينا وليس ايران . وذكر الرئيس الاسد بالمبادرة التى قدمتها سورية الى مجلس الامن عام 2003 والتى تؤكد ضرورة نزع اسلحة الدمار الشامل فى الشرق الاوسط موضحا ان من وقف بوجه هذه المبادرة هى الولايات المتحدة متسائلا اذا كانوا صادقين لماذا لم يوافقوا على المبادرة السورية معربا عن اعتقاده أن قضية الملف النووى الايرانى لا تدار بطريقة جيدة من قبل القوى الدولية المعنية المهتمة ولان بل توجد فيها معايير مزدوجة وفيها تناقض بالمواقف هذا هو الشىء المقلق فى الموضوع0

وحول تصريحات الرئيس الايرانى محمود احمدى نجاد ازاء اسرائيل اشار الرئيس الاسد00 الى أن هناك حاخاما اسرائيليا صرح بشكل رسمى ومعلن أن العرب هم أفاع يجب أن نبيدهم وهناك مسؤول اسرائيلى صرح بأنه يجب ابادة العرب بقنابل ذرية ولا نستطيع أن نتوقف فى الاداء السياسى عند التصريحات فقط ربما يكون التصور يختلف من دولة الى أخرى ومن ثقافة الى أخرى علينا أن نأخذ على الواقع والعمل لذلك00 نحن لا نتوقف كثيرا عند هذه النقاط .

وبشأن خطر ضرب سورية وايران قال الرئيس الاسد00 طالما ان مذهب الحرب الاستباقية موجود فكل العالم يجب أن يكون قلقا ونحن جزء من هذا العالم وقلقون من هذا المذهب بشكل عام00 واضاف الرئيس الاسد فى الحرب العسكرية تدافع الدولة بقدر ما تستطيع عن نفسها ولا يوجد خيار اخر ولكن ربما ما يهم هنا هو ما هى تداعيات مثل هذه الحرب على ايران كما يطرح الان أنا اعتقد بأنه الخطأ الذى لن يتحمله العالم كله وسيخلق فوضى كبيرة جدا فى المنطقة خاصة ان ايران الان هى دولة نووية متسائلا ماهى تداعيات ضرب دولة بهذه القوة والامكانيات العسكرية والسياسية والاقتصادية00 اعتقد انها حرب ليست لها نهاية فى المدى الذى يمكن ان نراه ومن الصعب حساب تداعياتها0

ووصف الرئيس الاسد العلاقة بين سورية واميركا بأنها شبه مقطوعة الان على الاقل على المستوى السياسى والامنى وقال00 ان المشكلة مع الادارة الاميركية هى أنهم لا يريدون أن يسمعوا الحقيقة00 كل ما قلناه لهم قبل حرب أفغانستان وقبل حرب العراق وحول الارهاب يحصل بالتفصيل واكتشفنا بعد فترة من التعاون معهم بأننا نخسر حتى فى التعاون السياسى والامنى ولا نربح وهم يخسرون أيضا0 واضاف الرئيس الاسد انه يمكن لهذه العلاقة أن تتغير عندما يتقبلون الواقع كما هو ويعترفون به وعندما يعرفون أننا دولة لنا مصالح أيضا واننا يمكن أن نعمل من أجل مصالح مشتركة ولا يمكن أن نعمل لخدمة مصالحهم وخاصة عندما تكون ضد مصالحنا.

وحول عملية التطوير والتحديث التى تشهدها سورية والاسباب التى ادت الى شىء من البطء فى بعض المراحل اوضح الرئيس الاسد ان هناك عدة عوامل مرتبطة بهذا الموضوع وان ما يتم حاليا هو تطوير للدولة التى يرتبط بها البلد بكامله . ولفت الرئيس الاسد الى المشاكل التى تعترض هذه العملية والمرتبطة فى احد جوانبها بالطابع التقنى وايضا بطبيعتنا الاجتماعية وكذلك بمقدار الدعم الذى يأتينا من الخارج حيث فشلت كل المحاولات فى الاعوام الماضية فى تلقى الدعم الحقيقى من الدول المتطورة اضافة الى اننا نقوم بمراجعة اخطائنا ونصلحها0

واشار الرئيس الاسد الى ان الجانب الاخر يرتبط بالظروف السياسية الداخلية والخارجية التى تتداخل بشكل كبير فيما بينها وتؤثر فى التطوير والتحديث وبين الرئيس الاسد اننا فى منطقة تعيش على الايديولوجيات ونتأثر بما يحصل حولنا من حرب فى العراق والحرب على الارهاب والسياسة الدولية الخاطئة خاصة سياسة الولايات المتحدة التى خلقت رد فعل سلبيا جدا داخليا زاد الانغلاق ولم يزد الانفتاح وزاد التوتر لدى الانسان العادى0 وقال الرئيس الاسد00 ان لذلك عدة تأثيرات00 حيث لا يمكن ان يكون هناك انفتاح سياسى مع انغلاق اجتماعى لان الانفتاح السياسى يعتمد على قبول الاخر وعندما يزداد التعصب والانغلاق يزداد رفض الاخر لذلك عدنا نرى العمليات الارهابية منذ عام 2004 فى سورية بعد ان نسيناها منذ منتصف الثمانينيات وأهم شىء ان تعرفوا ان هذه العمليات ليست مرتبطة بمنظمات ارهابية وليست مرتبطة بما يحصل لدينا او مرتبطة بدول00 وهنا الخطر00 هى تشكل حالة اجتماعية محلية تتحرك لوحدها00 وهذه الحالة تحيط بها حالة تعصب كبيرة0

وأضاف الرئيس الاسد00 ان الاحباط السياسى فى منطقتنا اضر بعملية التطوير00 نموذج الديمقراطية الاميركى العظيم فى العراق اضر بالديمقراطية على سبيل المثال00 وحتى من كان متحمسا للديمقراطية بدأ يتخوف هل هذه ديمقراطية00 سجن ابو غريب00 المجازر المختلفة00 وغيرها من الاوضاع التى تعرفونها00 فكما قلت فى البداية نعم تأخرت عملية التطوير فى سورية00 وطالما بقيت الظروف كذلك ستبقى هنالك معوقات كبيرة0







رد مع اقتباس
قديم 28-01-2011, 02:40 AM رقم المشاركة : 32
معلومات العضو
المحامي هلال حسين
عضو مميز جداً

الصورة الرمزية المحامي هلال حسين

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


المحامي هلال حسين غير متواجد حالياً


افتراضي رد: كلمات السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد

ادلى السيد الرئيس بشار الاسد بحديث شامل لصحيفة الحياة الصادرة فى لندن اجراه السيد غسان شربل رئيس تحرير الصحيفة وفيما يلى نص الحديث..

سؤال.. سيادة الرئيس ..أتيت الى دمشق من عمان ولمست لدى الملك عبدالله الثانى قلقا عميقا مما يعتبره تراجع الدور العربى لمصلحة الدور الايرانى فى المنطقة.. فهل لديكم انطباع بأن هذا الدور تراجع الى هذا الحد...

السيد الرئيس.. أولا.. علينا أن نحدد ان كان الدور العربى موجودا أم لا .

لا أعتقد بأننا كنا نرى دورا عربيا مهما عدا الدور الشكلى. الدور الاعلامى فى مايخص لقاءات وزيارات الوفود والتصريحات يظهر دورا عربيا. لكن لا اعتقد أنه كان هناك دور عربى حقيقى فى المضمون.

فى كل الاحوال ليس هناك ما يمنع أى دولة اخرى فى المنطقة أن تلعب دورا فاعلا.. ومنها ايران كدولة مهمة. لكن الاهم من ذلك اذا كنا نقلق أو نخشى أو نعترض على دور أى دولة فى هذه المنطقة فالحل هو بأن يكون هناك دور عربى. كى نبتعد عن الطريقة العربية التقليدية..وهى البكاء على الاطلال..فلنتحرك فى شكل فاعل وليكن هناك دور عربى . لا أحد يمنعنا من

ان نقوم بدور عربى فاعل .

اما الدور الايرانى فأعتقد بأنه دور مهم وايران دولة مهمة فى المنطقة ودورها ضرورى لاستقرار المنطقة بالتكامل مع دور عربى وليس بديلا عن دور عربى . الدور العربى مهم جدا بالتوازى مع أى دور اخر لايران أو لغيرها.. لكن بشرط أن نقرر نحن أننا نريد أن نلعب هذا الدور. اذا لم نقرر هذا الشىء لا يحق لنا أن نتحدث عن أى دور اخر.. سلبا أم ايجابا .

سؤال.. هل نستطيع القول ان الدور الايرانى فى المنطقة ضرورى لاستقرارها لكنه ليس بديلا عن الدور العربى..

السيد الرئيس تماما .

سؤال.. سالت الملك عبدالله الثانى عن سبب الفتور فى العلاقات السورية الاردنية.. واذ به يفاجئنى بالقول انه قبل نصف ساعة كان فى محادثة هاتفية معكم..

السيد الرئيس صحيح

سؤال.. هل هناك توجه لاعادة شىء من الدفء الى هذه العلاقات...

السيد الرئيس العلاقات العربية فى شكل عام ينقصها التواصل.

نقوم بعملنا ونحتفل به. واذا كان هناك حدث أو أكثر.. سواء كان لقاء قمة أو اجتماع لجنة مشتركة او اتصالا هاتفيا.. فلا تكون له متابعة وتبقى الامور على مستوى القمة . لذلك فى أغلب العلاقات يظهر هذا الفتور ليس فقط بين سورية والاردن وانما فى معظم العلاقات العربية العربية .نحن نسعى لاعادة الحيوية الى هذه العلاقة..خصوصا أننا مقبلون على اجتماع اللجنة المشتركة السورية الاردنية.. لكن الهدف منه ان نستمر بمتابعة هذا الاجتماع من خلال علاقة بين الملك والرئيس .وأنا دعوت الملك

عبدالله الثانى فى هذا الاتصال لزيارة دمشق فى الوقت الذى يراه مناسبا .

سؤال.. هل العتب الاردنى على سورية ينطلق من ملفات أمنية...

السيد الرئيس.. أحيانا لا نرى سببا لخلاف جوهرى بين الدول العربية.

لايوجد خلاف جوهرى بيننا وبين الاردن . لدينا وجهات نظر فى السياسة تختلف قليلا أو كثيرا مع الاردن أو مع غيره . هناك علاقة بين الاجهزة الامنية تتأثر سلبا وايجابا.. بحسب الاداء المشترك بين هذه الاجهزة .

لا أعتقد بوجود عتب لان الهدف مشترك .لا يوجد عتب فعلا . فى الموضوع الامنى تحديدا كل الانظمة العربية الان لديها القلق نفسه.. وخصوصا بعد حرب العراق..هناك تطرف وهناك ارهاب ينتشر.. الجميع يعانى منه. ففى الملف الامنى لا توجد خلافات.. بل أخطاء تحصل نحمل مسؤوليتها لموظف أو مسؤول بمستوى معين .

يحصل هذا الشىء وتتم تسويته . الان نحاول اعادة الحرارة من خلال الملف الاقتصادى والعلاقة السياسية.. وأيضا الملف الامنى.

سؤال.. هل لمستم لدى الرئيس حسنى مبارك نوعا من القلق من تصاعد الدور الايرانى فى المنطقة فى لقائكما الاخير ...

السيد الرئيس.. لا يمكننى أن أتحدث نيابة عن الرئيس حسنى مبارك.

طبعا..أنا والرئيس مبارك نتحدث بصراحة فى كل الامور.. وقد تطرقت الى الدور الايرانى فى الجواب عن السؤال الاول . وتحدثت مع الرئيس مبارك حول الدور العربى..وقلت بصراحة ان هناك من يتحدث عن دور ايرانى فى شكل سلبى..فالحل يكون فى وجود دور عربى..لذلك دعونا نتحرك عربيا فى الاتجاه العراقى لانه هو المحور الاساس للحديث عن الدور الايرانى .

وتحدثنا فى الموضوع الفلسطينى.. لكن هذا كان المدخل الى موضوع الدور الايرانى من خلال الحديث عن دور عربى .

سؤال.. هل لنا أن نعرف المزيد عن لقائكم مع الرئيس مبارك... هل حاول بذل جهود لتحسين العلاقة السورية الاردنية...

السيد الرئيس.. تحدثنا بهذا الموضوع لكن كان الاتصال بينى وبين الملك عبدالله الثانى قد حصل قبل ذلك بيوم.. فكانت الامور تسير فى شكل طبيعى باتجاه اعادة الحرارة.. كى لا اقول تحسين العلاقة وهى ليست سيئة انما فيها بعض الثغرات. لكن الرئيس مبارك كان حريصا.. من خلال حديثه على الاطمئنان على هذا الجانب وشرحت له أن الامور تسير باتجاه طبيعى.

سؤال.. لا شك فى ان موضوع العلاقات اللبنانية/ السورية كان حاضرا فى القمة...

السيد الرئيس.. مرور الكرام. كان الحديث الاساسى الموضوع الفلسطينى والعراقى. قد تتساءل لماذا... ليس لان لبنان غير مهم. انه مهم لسورية ولمصر ولكل الدول العربية والجميع يحاول الاطمئنان على العلاقة السورية.. اللبنانية فى شكل عام. لكن الحقيقة ان اداء كثر من السياسيين.. أفقد لبنان على المستوى السياسى الصدقية على الساحة العربية. والشىء الذى نسمعه من اغلب الرؤساء والملوك والامراء العرب الذين زاروا سورية اخيرا يصب فى هذا الاتجاه. هذا ليس محورا سياسيا وانما موضوع يتم تداوله فى شكل عاجل.

سؤال.. هل تمنى الرئيس مبارك مجددا عليكم استقبال رئيس الوزراء اللبنانى فؤاد السنيورة...

السيد الرئيس ..الرئيس مبارك يتحدث ويسال دائما.. ماذا تستطيعون ان تفعلوا لتحسين هذه العلاقة... وأنا اشرح له. أما بالنسبة الى السنيورة..

فالكل يعرف أننا قلنا له تفضل مرتين. المرة الاولى عندما كنا فى القمة العربية وقال لى بعد السلام.. أريد أن اتى الى دمشق. فقلت له.. أهلا وسهلا.. لكن ضع جدول أعمال واصدقوا معنا وأهلا وسهلا بكم. فلم يأت ولم يضع جدول أعمال ولم يطلب أى موعد. فى المرة الثانية بعد زيارة رئيس مجلس النواب نبيه برى. قال الرئيس برى.. نريد أن يأتى الرئيس السنيورة

ومن دون جدول أعمال.

قلنا.. لا مانع بعد جلسة الحوار التى كانت تجرى فى ذلك الوقت حيث أعلن الرئيس برى للاعلام ان أبواب دمشق مفتوحة ولم يأت الرئيس السنيورة..

فماذا تفعل سورية أكثر من ذلك...

سؤال.. هل نفهم ان مسؤولية عدم حصول الزيارة تقع على الرئيس السنيورة...

السيد الرئيس.. طبعا. سورية رحبت به مرتين على لسانى أنا. لم يكن هناك شخص ثان أو ثالث.. لم يكن هناك وسيط فى هذا الموضوع.

سؤال.. الرئيس نبيه برى قال ان ابواب دمشق مشرعة أمام كل اللبنانيين وكان يقصد الرئيس السنيورة. هل أبواب دمشق مشرعة أمام العماد ميشال عون...

السيد الرئيس.. طبعا. بكل تأكيد.

سؤال.. هل هناك اتصالات لترتيب مجيئه الى دمشق...

السيد الرئيس ..ليس بعد.. خصوصا أننا ننتظر نتائج الحوار اللبنانى.

أحيانا نبتعد عن بعض التفاصيل لئلا تتهم سورية بأنها جزء من الحوار.

وبالتالى ستتهم بأنها الجزء المعرقل فى حال حصلت عرقلة أو انها توقف الحوار أو أى شىء من هذا القبيل. لكن.. كمبدأ.. أبواب سورية مفتوحة بكل تأكيد.

سؤال..هناك جلسة قريبة للحوار لو سالناكم نصيحة لانجاح الحوار من دون أن نضعها فى خانة التدخل السورى فى الشؤون اللبنانية.. ما هى نصيحتكم للمتحاورين اللبنانيين كرئيس لدولة مجاورة...

السيد الرئيس.. أولا.. أن يكونوا صادقين. ثانيا.. أن يكون الحوار انطلاقا من الايمان بلبنان الوطن وليس لبنان الطائفة.. ولا لبنان المصالح المحلية التى ربما لا تتجاوز بضع حارات. هذا هو المبدأ الاساسى.

هذا لا يعتبر تدخلا وكل شىء يصب فى هذا الاتجاه سيكون جيدا.

سؤال.. نقل اليوم عن النائب سعد الحريرى قوله للرئيس جاك شيراك او تلميحه.. ان سورية تحاول تعميق الانقسامات فى لبنان...

السيد الرئيس.. هل الانقسام الحالى الموجود فى لبنان هو وليد الايام والاشهر والسنوات الاخيرة... انه جزء من تاريخ لبنان. لم ينشأ لا فى الحرب الاهلية ولا فى وجود سورية. انه موجود قبل الوجود الفرنسى نفسه.

فأولا.. الحديث عن الانقسام مستحدث ومختلق وهو كلام غير واقعى. النقطة الثانية.. ماذا تربح سورية... هذا سؤال بسيط. أول سؤال يجب ان تساله..

ما هى مصلحة سورية فى تعميق الانقسام... سورية دفعت دماء فى لبنان. لم تقبض أموالا بل دفعت دماء.. وهى أغلى شىء.. وتحملت ضغوطا دولية لعقود من اجل لبنان. فلنفترض الان أنها ستقوم بهذا العمل اى تعميق الانقسام ... وهذا سيعنى أن يؤدى الوضع من جديد الى حرب أهلية.. فهل كانت الحرب الاهلية عندما بدأت فى 1975 ضارة لسورية واليوم أصبحت مفيدة

لها... هذا كلام غير منطقى.. أى انقسام مع تبعاته هو ضرر مباشر لسورية.

سؤال.. لو تولى سعد الحريرى رئاسة الحكومة.. هل يبقى كلام الرئيس برى عن الابواب المشرعة صالحا...

السيد الرئيس.. نعم. وهذا الكلام طرح علينا منذ خمسة أو ستة أشهر وقلنا الكلام ذاته بمعزل عن المنصب. طرح الكلام حول اذا أتى.. تحديدا.. سعد الحريرى الى سورية.. فهل يستقبل.. فقلنا طبعا. لم يكن يشكل لنا مشكلة. نحن فى سورية لن ننزل فى سياستنا الى مستوى التصريحات اللبنانية.

أبقينا أنفسنا أعلى. ودائما فى السياسة لا توجد عوامل شخصية وانما مصالح عامة.

سؤال.. هل نفهم أن جهة عربية حاولت ترتيب العلاقة بينكم وبين النائب سعد الحريرى...

السيد الرئيس ..لم تصل الى مستوى ترتيب العلاقة.. وانما طرح هذا السؤال كما هو.. أى..هل تستعدون لاستقباله... ولم نكن نعرف اذا كانت هناك رغبة حقيقية فعلا بأن يأتى أم كان مجرد استفسار. لا أعرف ولا نسال بالتفاصيل.

سؤال.. حتى نكمل المحور اللبنانى.. أشادت سورية بتقرير المحقق سيرج براميرتز وبمهنيته وحرفيته.. وهناك رأى بين منتقدى سورية يقول ان لبنان قرر الفصل بين التحقيق والعلاقات اللبنانية السورية.. لكن سورية لا تزال قلقة من التحقيق. هل هذا صحيح...

السيد الرئيس.. القلق ليس من التحقيق حتى الان. صدرت اربعة تقارير حتى الان.. اثنان منها أيام اللجنة السابقة وكان الهدف منها ادانة سورية.. ومع ذلك التقريران الاول والثانى لم يتمكنا من ادانة سورية. اتهما سورية من دون أى شىء وبالتالى كان التقرير ضعيفا. والتقريران الاخران يبدو أنهما مهنيان كما تقول سورية ولم يتهما سورية. اذا.. فى المضمون سير

التحقيق بمراحله المتناقضة هو مطمئن لسورية وليس العكس. أنا اقول أحيانا ان القسم الاول مطمئن ربما كالقسم الثانى لانه عندما أتى بهدف الادانة لم يتمكن من ذلك. فعندما يكون مهنيا سيكون طبعا لمصلحتنا أكثر. لكن القلق ليس من هذا الموضوع لاننا اتخذنا موقفا منذ البداية ولن نغيره منذ اتهام سورية فى المرة الاولى.. وانما القلق هو من حجم الضغوط الدولية التى تحصل من أجل حرف مجرى التحقيق. نتمنى الا ينجحوا فى التدخل وفى حرفه عن المهنية وهذا هو القلق الوحيد. نحن لسنا قلقين من

سير التحقيقات.. لاننا نرى الامور تسير باتجاه توضيح أن سورية ليس لها يد فى هذا الموضوع.. خصوصا مع ازدياد الاحتمالات. وهذا هو السير الطبيعى للتحقيق أن تكون هناك احتمالات مختلفة كما يوردها التقرير الاخير.

سؤال.. بما فيها الاحتمال الانتحارى...

السيد الرئيس.. كل الاحتمالات.. نحن لم نقل أن لا يضعوا سورية كاحتمال.. لكن ليس من المعقول أن تكون سورية الاحتمال الوحيد. هذا هو الفرق بين التقرير الحالى وبقية التقارير.

سؤال.. سيادة الرئيس.. اعلنتم انه اذا ثبتت علاقة أى شخص سورى سيسلم...

السيد الرئيس.. هو خائن.. وقبل ان يسلم سيحاسب بالقانون السورى.. والقانون السورى قاس جدا تجاه هذا الموضوع.

سؤال.. هل هناك زيارة جديدة لبراميرتز الى سورية.. هل طلب المجى ء...

السيد الرئيس.. كلا.. لم يطلب.

سؤال.. هل كنتم مرتاحين بعد لقائكم معه...

السيد الرئيس.. قبل اللقاء وبعد اللقاء.. لانه.. بالاساس.. كان توجهنا نحن كسورية بأن المحقق عندما يأتى ليسمع وجهة نظرك فأنت رابح. فميليس طلب مرتين أن يلتقى بى ورفضت فى المرتين. حتى اننا لم نعطه جوابا.. بغض النظر عن أى وضع دولى وغيره.. مثل مجلس الامن لان الهدف معروف.

عندما أتى براميرتز كان الوضع مختلفا بالنسبة الينا.. اذ كنت أنا شخصيا متحمسا لان الخلفية السياسية مهمة فى مثل هذا النوع من التحقيقات. كنت مرتاحا قبل اللقاء وخلاله وبعده. وكان اللقاء جيدا.

سؤال.. كم دام اللقاء...

السيد الرئيس.. حوالى الساعة.

سؤال.. هل لديه طلبات من سورية لم تلب بعد...

السيد الرئيس.. كلا.. كان واضحا فى التقرير عندما قال ان تعاون سورية مرض. وفى ظل الظروف السياسية الحالية هذا جيد. لا يمكن أن يقول ان التعاون مرض وسورية لم تتعاون ولو فى بند واحد ولو كان بندا بسيطا.

كان سيذكر عدم تعاون سورية.. عندما لم يذكر عدم تعاون سورية فهذا معناه ان سورية تعاونت فى كل شىء.. وهذا التعاون مستمر ومفتوح ضمن اطار التحقيق وضمن اطار المهنية فى التحقيق.

سؤال.. لماذا هناك مخاوف من ان تكون القوى الحليفة لسورية فى لبنان تسعى الى اسقاط الحكومة لتعقيد قصة المحكمة الدولية فى المرحلة المقبلة...

السيد الرئيس.. لم اسمع بهذا الكلام باستثناء طروحات غير واسعة. ولكن فى شكل منطقى هدف المحكمة الدولية هو الوصول الى نتائج بنيت على تحقيقات.

لم تنته التحقيقات. عادة عندما تحصل جريمة تأتى الشرطة أو المحققون ويعطون المعطيات للمحكمة.. كيف تشكل المحكمة ولم ينته التحقيق ولا توجد معطيات بناء على أى شىء. الهدف منها سياسى.. واللعبة واضحة.

سؤال ..اذا تولى غدا رئاسة الحكومة سياسى لبنانى صديق لسورية.. فهل نرى سفارة لسورية فى لبنان...

السيد الرئيس.. بالنسبة الى موضوع السفارة.. أنا الذى طرحت موضوع السفارة فى الاجتماع الاخير للجنة العليا السورية اللبنانية عندما كان الرئيس اميل لحود والرئيس برى والرئيس عمر كرامى فى دمشق فى اذار /2005/ ولم تكن هناك ضغوط لبنانية.. وقلت.. نحن لا توجد لدينا مشكلة.. اذا كنتم تعتقدون بأن هناك حاجة لسفارة ادرسوها ولنر ما هو التعارض بينها وبين المجلس الاعلى السورى اللبنانى. نحن كمبدأ لا نرفض سفارة.. ومن غير المنطقى ان ترفض سفارة او تقول لا يجوز أن تكون هناك سفارة.. وسورية لم ترفض فى يوم من الايام فكرة سفارة فى لبنان.. بل كانت تقول ليست ضرورية.. خصوصا أن المسافة بين بيروت ودمشق هى أقرب من المسافة بين دمشق وحمص. هذا هو المبدأ.. أى ان العلاقات تسير من دون هذه السفارة.. اذا لا يوجد مبدئيا اعتراض على السفارة.. لكن لا يمكن أن تأتى السفارة بفرض.. لا دولى ولا محلى ولا اقليمى.. هذه هى وجهة نظرنا بالنسبة الى السفارة.

سؤال.. يطرح موضوع ترسيم الحدود.. والقرار 1680 يطالب سورية بترسيم الحدود.. ما هو موقفكم...

السيد الرئيس فى تشرين الثانى قبل القرار.. جاء الرد مباشرة من رئيس الوزراء السورى على رسالة الرئيس السنيورة بموافقة سورية على ترسيم الحدود. لكن اللعبة واضحة.. حتى عندما وافقنا كنا نعرف ما هى اللعبة التى يرغب بها السنيورة. كان الموضوع فى ذلك الوقت موضوع مزارع شبعا. بالنسبة الينا مزارع شبعا لا يمكن تحديدها الان. عليك أن تبدأ من الشمال أولا أو أى مكان اخر. لكن ليس مزارع شبعا فى ظل الاحتلال الاسرائيلى. هذا هو موقفنا فى شكل واضح. أما موضوع ترسيم الحدود فكما تعلم حصل ترسيم حدود مع الاردن منذ سنتين ولم تكن هناك أى مشكلة.

سؤال..الوزير وليد المعلم تحدث فى القاهرة عن لجان تعمل.. هل هناك فعلا لجان تعمل أم ماذا...

السيد الرئيس.. بحسب المعلومات.. هذا موضوع قديم..منذ عقود. فعلا كانت هناك لجان.. لا أعرف الان اذا كانت تجتمع أم لا. لكن فعلا هذا الموضوع أعتقد انه من السبعينات. كمبدأ لا توجد لدينا مشكلة.. لكنهم يريدون خلق مشكلة من هذا الموضوع.

سؤال.. عودة الى الموضوع اللبنانى.. هل ستنتظر سورية نتائج الحوار اللبنانى أم ستنتظر تدهورا فى لبنان والطلب اليها لاحقا ان تسهل لملمة الاوضاع فى لبنان...

السيد الرئيس ..عندما كانوا يطرحون سؤالا عن كيفية تعاملنا مع لبنان..

حتى قبل الخروج السورى.. كنت أقول لهم أى لبنان... بالنسبة الينا من خلال الطبقة السياسية نرى لبنانات. فالان عندما نتحاور مع طرف لا يعنى ذلك أننا نتحاور مع بقية الاطراف. على اللبنانيين أولا أن يوحدوا أنفسهم. وهذا الكلام أعتقد بأنك تسمعه حتى فى بعض الاعلام العربى وفى مقالات صحافية أو غيرها.. لان المشكلة هى فى لبنان. أولا.. على اللبنانى أن يحسم مشكلته ويضع تصورا واضحا ونحن مستعدون عند ذلك للقيام بمبادرة للتعامل معه باتجاه معين. لكن هناك الان اتجاهات

وتناقضات فى ما بينها.. وأى اتجاه تتعامل معه يعتبر الطرف الاخر أنك تتعامل مع الطرف الذى لا يمثله. عندما يتفق اللبنانيون على الشكل النهائى والتفاصيل النهائية لكل المواضيع المطروحة.. تستطيع سورية عند ذلك ان تتعامل معه وهى مرتاحة من دون عقد.

سؤال.. هل أدى خروج القوات السورية من لبنان الى تغيير فى علاقة دمشق مع حزب الله...

السيد الرئيس.. لا.. أبدا. العلاقة لم تكن مبنية على الوجود العسكرى اطلاقا.

سؤال.. معنى ذلك ان الحرارة التى ميزت علاقتكم بالسيد حسن نصر الله ما زالت مستمرة...

السيد الرئيس.. مستمرة كما هى ولم تتغير على الاطلاق.. على الاطلاق.

سؤال.. هل قلت الاوراق التى فى يد سورية بعد انسحابها من لبنان...

السيد الرئيس.. بالعكس.. لاننا كنا نحم ل كل السلبيات.. حتى ولو لم تكن لنا علاقة بها. الان من الصعب تحميلنا كل السلبيات بكل التفاصيل. الان واضح تماما أين هى المشكلة على رغم الاتهامات الاعلامية.. لكن فى المضمون بالنسبة الى المواطن فى لبنان فهو يعرف أن سورية لم تعد لها علاقة بمعظم الامور. وحتى ان كانت هناك أخطاء.. تحدثت عنها فى السابق.. فهى غير موجودة الان. كانت هذه الاخطاء موجودة عندما كنا موجودين فى لبنان. الان غير موجودة.. اذا من يتحمل الاخطاء... الامور لم تتحسن ولم يظهر أن هذه القضايا التى كانت تحمل لسورية.. أن سورية مسؤولة عنها. بل على العكس أنا أعتقد.. حتى بالنسبة الى الشعب السورى.. كان البعض منهم يسال ماذا نفعل فى لبنان... الان أصبح الجواب واضحا.. أين تكمن المشكلة.

سؤال.. هل كانت ليلة اتخاذ قرار الخروج من لبنان صعبة...

السيد الرئيس.. لا. ليس لان القرار صعب.. وانما لان ظروف الخروج كانت على خلاف مع القواعد اللبنانية وليس مع السياسيين. السياسيون لهم مصالحهم ويبقون محدودين.. لكن عندما تكون لديك شريحة واسعة من الشعب اللبنانى تعتقد بأنك سبب مشكلة فى لبنان أو بأنك خلف اغتيال الحريرى.. أو بأنك كنت محتلا.. أو كل هذه الاتهامات... فهذا بكل تأكيد يسبب جرحا لكل سورى من دون استثناء. ومن يقول لك غير هذا الكلام يكذب عليك. هنا كانت الصعوبة. وعندما كنا نقرر خروج القوات السورية على مراحل.. فان وجود القوات فى أى مكان هو عبء. عبء على القوات وعلى الدولة وعلى البلد

الاخر. هذا شىء طبيعى.. ومن الطبيعى ان تعود القوات. كلما سحبنا المزيد من القوات كنا نرتاح أكثر بالممارسة.. لكن شكل العلاقة مع الشعب اللبنانى هو الذى اذى السوريين كثيرا.

سؤال.. هل نستطيع القول ان سورية لا تحن للعودة الى لبنان.. سواء كان عسكريا أم اداريا...

السيد الرئيس.. أقول لك لو سالت العسكريين السوريين سيقولون لك لا.. قبل غيرهم. لانها كانت مهمة صعبة.. كانت مسؤولية كبيرة ولم تكن قضية نزهة.

اذا كان البعض مرتاحا.. فلا يعنى ذلك أن عشرات الالوف من المقاتلين السوريين كانوا مرتاحين. كانوا يعيشون فى العراء ولم تكن هناك لا مخيمات ولا شىء فى العراء. عندما يوجدون فى بلدهم تكون هناك معسكرات وتأمينات مستمرة.. أما فى لبنان فعلى العكس كانت الظروف صعبة. طبعا هذا لا يعنى أن سورية لن تقف مع لبنان.. أنا لا أتحدث الان عن الشكل السياسى. لكن أقف عند كلمة الحنين. الحنين شىء وأن تقوم سورية بمساعدة لبنان فى ظرف ما شىء اخر. لكن ربما يخلط القارىء بين الاثنين. فقضية الحنين بمعنى أنها قضية عاطفية.. لا. كانت لدينا مهمة وسورية ستبقى مسؤولة عن مهماتها فى المستقبل فى أى ظرف.

سؤال.. هل التواصل مع الرئيس اميل لحود قائم...

السيد الرئيس.. لم يتوقف ولم يتغير.. كل سبت نتصل صباحا.. واليوم صباحا تحدثنا مع بعضنا بعضا.

سؤال.. كيف أحواله...

السيد الرئيس.. لم يتغير. الرئيس لحود معنوياته لا يمكن أن تنزل تحت اى ظرف من الظروف.

سؤال.. لو تساعدوننى فى مسالة بسيطة.. من سيكون الرئيس المقبل فى لبنان...

السيد الرئيس.. الان نستطيع ان نجيب بكل سهولة لانه لم يعد واضحا الان. الحوار هو الذى سيحسم مستقبل الامور فى لبنان. لا أعرف اذا كانوا لم يتفقوا حتى الان حول أى موضوع من القضايا الجوهرية. ولنقل على سبيل المثال موضوع قانون الانتخاب. الشرخ الطائفى كان موجودا حتى خلال وجود سورية وحتى بعد الطائف. ونراه يكبر الان. كيف سيتعاملون مع كل هذه المواضيع... الطائف لم يطبق منه أى بند من بنوده.. وفى مقدمها الغاء الطائفية. كل هذه الامور ستلعب دورا فى تحديد شكل لبنان وسرعة انتخاب الرئيس المحتمل. ولا أعتقد بأن هناك أحدا يستطيع أن يحدد من هو الرئيس المقبل.. ومن المبكر الحديث عن هذا الموضوع.

سؤال.. هل لديكم شعور بأنه يمكنكم أن تقيموا مع العماد ميشال عون علاقة شبيهة بتلك التى تقيمونها مع الرئيس لحود كونهما عسكريين...

السيد الرئيس.. نحن لدينا مبدأ بالنسبة الى الرئيس لحود.. يعنى لم تكن علاقة شخصية. المبدأ بالنسبة الينا هو مبدأ مؤسساتى. الرئيس لحود حقيقة كان من أصعب الاشخاص الذين من الممكن لسورية أن تتعامل معهم.. على عكس ما يعتقد الاخرون.. وهو يستطيع أن يشرح لك الكثير من المواقف التى حصلت بين سورية وبينه. معروف عن الرئيس لحود أنه صلب لا يتراجع عن مواقفه بسهولة.. ولا يقوم بعمل غير مقتنع به. هذه هى الميزة الاولى للرئيس لحود.. والميزة الثانية انه وطنى.. والثالثة أنه غير طائفى.. والرابعة أنه.. طبعا بمعزل عن التسلسل.. يؤمن بالعلاقة العربية وبلبنان العربى.

كل هذه الامور أساسية لاستقرار لبنان. أى رئيس يأتى بهذه المواصفات سنتعامل معه بالحد الاقصى. أما بالنسبة الى العماد عون.. فأنا لا أعرفه شخصيا.. ولكن لو أجرينا مقارنة منطقية.. فمن كانوا يسمون أنفسهم حلفاء سورية هم الذين يتامرون على سورية.

العماد عون كانت علاقتنا به غير جيدة وصدامية فى بعض الاحيان.. هو لا يحاول الانتقام من سورية.. ولا الاساءة اليها. على العكس يدافع عن سورية.. وهذا شىء لا نستطيع الا أن نراه.. ولا نستطيع ان ننكره.. وبالتالى لا نفكر هنا بالمنصب وانما بالشخص أولا.

سؤال..هل هناك مشروع زيارة لعون الى سورية.. وهل هناك اتصالات معه...

السيد الرئيس.. الان.. كما قلت.. نحن قبل أن ينتهى الحوار اللبنانى لا نحاول أن نقحم أنفسنا بعلاقات واسعة جدا مع الاطراف اللبنانية.. ولكن لدينا مصلحة فى أن نقيم أوسع العلاقات مع اللبنانيين.. وطبعا مع تياراتهم السياسية المختلفة.. ومنها العماد عون.

سؤال.. هل باب العلاقات مقفل نهائيا مع النائب وليد جنبلاط...

السيد الرئيس لم نقفله.. هو من أقفله. أقفل سياسيا ومن ثم أقفل أخلاقيا. تم تجاوز كل الحدود. لا يوجد أى اتصال على الاطلاق.

سؤال الا يوجد مجال لذلك...

السيد الرئيس صعب.

سؤال يتحدث جنبلاط كثيرا عن مخاوفه الامنية.

السيد الرئيس هذه مشكلته.

سؤال فى موضوع اخر.. هل من الصعب على رئيس الجمهورية العربية السورية اقامة علاقات ندية مع لبنان كالتى يطالب بها الرئيس السنيورة...

السيد الرئيس.. على العكس.. عندما تكون العلاقات ندية.. فمعنى ذلك أن لبنان ليس بحاجة الى أمهات حنونات.. أى يصبح عربيا. أما عندما لا يكون نديا فسيبقى الوضع على هذا الشكل. على العكس.. سورية كانت دائما..

حتى خلال الوجود العسكرى.. تحاول أن تبنى هذه العلاقة الندية.. لكن قسما كبيرا من السياسيين اللبنانيين لا يؤمن بقوة بلده أو لا يراها ربما أو لا يهتم. هذه هى المشكلة لدى بعض السياسيين فى لبنان وليست المشكلة فى ايمان سورية. يريدون من سورية أن تؤمن باستقلالية لبنان.. هل يؤمنون هم باستقلالية لبنان... هم أنفسهم الذين يتحدثون عن الندية.. هل هم نديون بعلاقتهم مع فرنسا أو مع أميركا. يأخذون الاوامر من السفراء أو من بعض المسؤولين.. فقضية الندية هى عبارة عن كذبة.. قناع. كان يقال

ان الرئيس السورى لا يزور لبنان لئلا يحيى العلم.. لانهم السوريون لا يعترفون بلبنان. فقمت أنا بزيارة لبنان عام/ 2002/ ونزلت فى المطار وحييت العلم. انتقلوا الان الى موضوع السفارة. لكنهم هم أنفسهم هؤلاء المجموعة. نحن لا نخسر من وجود سفارة.. لكن ربما هم يقولون ليتنا لم ننشىء سفارة.

سؤال.. نفهم من كلامكم.. ان العلاقة مع فرنسا لا تزال سيئة جدا...

السيد الرئيس.. تحديدا فقط مع الرئيس جاك شيراك . أما مع المؤسسات الفرنسية فالعلاقات جيدة.. وهذا هو الشىء الغريب لم تتأثر العلاقة مع فرنسا ككل.

سؤال..هل هناك شق سياسى ممتزج بشق شخصى فى موقف الرئيس شيراك...

السيد الرئيس.. هذا ما نسمعه فى شكل مستمر من أصدقاء الرئيس شيراك الاجانب والعرب.

سؤال.. اذا.. العلاقات السورية الفرنسية تنتظر انتهاء عهد الرئيس شيراك...

السيد الرئيس.. لا يهمنا هذا الموضوع ونعتبره شأنا داخليا فرنسيا.

قلنا للفرنسيين فى شكل واضح فى أكثر من رسالة.. لا يمكن ان نسمح لعلاقتنا مع أى دولة أخرى بأن تمر عبر دولة ثالثة. وبالتالى اذا كانت فرنسا تريد ان تبنى علاقة جيدة مع سورية فيجب أن تبنيها مع سورية وليس عبر لبنان. هذا هو جوهر المشكلة. أما بالنسبة الى الجانب الشخصى أو غير الشخصى.. فأنا لا أعرف فى هذا الاطار تحديدا.

سؤال.. الرئيس الايرانى أحمدى نجاد أرسل رسالة الى الرئيس جورج بوش يدعوه فيها للحوار.. هل من الممكن أن تدعو الرئيس بوش الى الحوار...

السيد الرئيس.. نحن دائما ندعوهم الى الحوار.. بمعزل عن شكل الدعوة.. سواء برسالة أم عبر طرف ثالث.. أم بتصريحات اعلامية.. نحن فى أغلب خطابنا السياسى نتحدث عن ضرورة الحوار وتحديدا مع أميركا.. لكن هل هذه الادارة قادرة على الحوار... هذا هو السؤال الاهم. حتى الان لا يبدو أنها قادرة.

سؤال.. هل الباب مقفل تماما حاليا.. لا يوجد تبادل رسائل أو تبادل اشارات.. وسورية بارعة فى الاشارات...

السيد الرئيس ..هناك تبادل رسائل.. لكن هذا النوع من الرسائل هو الذى يعطى الفرصة للطرف الرسمى بأن يقول لا علاقة لى بهذه الرسائل. أى يتبرؤون منها لئلا يغيروا موقفهم بأنهم مع سياسة عزل سورية أو عدم التعاطى معها. لكن فى الواقع هناك وفد أميركى جاءنا الاسبوع الماضى.. على سبيل المثال.. وطلب الا يكون اللقاء علنيا.. فوافقنا.. وجلس ساعتين وقال اعضاؤه.. الادارة تستمع الى رأينا.. وربما يكون نصف الوفد من الادارة.. الله أعلم.. لكنه يأتى تحت أسماء مختلفة.

سؤال.. هل تشعر سورية بأنها فى حال من العزلة نتيجة الضغط الدولى الشديد عليها...

السيد الرئيس.. كلا.. فى الحقيقة موضوع العزلة عرفته فى خطابى الاخير أمام المحامين العرب. قضية العزلة قضية شكلية.. عندما نبحث عن دور شكلى نكون الان فى حال عزلة. وسورية لم تكن تسعى الى دور شكلى.. دائما كانت تسعى الى دور حقيقى فاعل. بالنسبة الى العرب اصبح دورهم فى السنوات الاخيرة تحديدا..خصوصا بعد/ 11 / ايلول .. شكليا. لم يعد هناك

دور عربى حقيقى. حاليا تبدو سورية معزولة فى الشكل.. لكن فى المضمون لم يتغير شىء على الاطلاق. ما زال دورنا هو دورنا وعلى العكس اصبح الدور السياسى السورى الان أفضل من قبل سنوات قليلة بكثير. والسبب فى ذلك أن الرؤية السورية تثبت أنها كانت صحيحة.

سؤال..هل أنتم قلقون من الملف النووى... هل ترى أن احتمالات الحرب واردة.. أى حرب أميركية ايرانية...

السيد الرئيس.. اذا فكرنا فى شكل منطقى.. لا أرى هذا الاحتمال.. لان لا افاق واضحة له. ولا أحد يستطيع أن يحدد اين تنتهى الامور.. لا بحدودها الجغرافية ولا بحدودها التدميرية.. بالمعنى النوعى وليس بالمعنى الجغرافى. لا اعتقد بأن هناك عاقلا الان فى الولايات المتحدة وغيرها يعتقد بأن هناك امكانا لحسم الامور فى هذا النوع من الحرب. فى البداية كان الحوار مرفوضا.. الان بدأ الحديث عن الحوار ونتمنى أن يبدأ الحوار فى شكل فعلى. الامور تسير بالاتجاه الصحيح كما نراها.

سؤال.. اليس لدى سورية مخاوف من حدوث صفقة ايرانية أميركية تتضمن اعتبار ايران لاعبا اقليميا كبيرا.. ما يعنى تهميش دور سورية والعرب اقليميا...

السيد الرئيس.. كلا.. خصوصا بالنسبة الى سورية. لا أريد ان اتحدث عن بقية العرب. سورية لديها دور فى القضايا المطروحة المختلفة وخصوصا فى موضوع العراق.. وسيكون لها دور ايجابى لمصلحة العراقيين الذين نستقبل كثيرين منهم. سورية كدولة عربية وكدولة مجاورة للعراق لا يمكن تجاوز دورها. لئلا اقول كلمة صفقة.. فهذه الكلمة لها معنى سلبى أو انتهازى أحيانا. لنقل تسوية. أى تسوية بين أميركا وايران. أعتقد بأنها ايجابية لانها تخدم الاستقرار وتخدم الوضع السورى بكل أبعاده. لذلك أقول نحن لسنا قلقين أبدا ونقول ان الحوار جيد.. الحوار فى النتيجة هدفه الوصول الى تسوية.. وليس الحوار لمجرد الحوار.

سؤال.. هل يمكن أن نرى ذات يوم أن سورية تدخل الى الحوار مع أميركا من النافذة الايرانية...

السيد الرئيس.. كلا.. فى الواقع الحوار مع أميركا يجب أن يكون حوارا مباشرا. لكن أعود الى الفكرة نفسها.. اذا كانت أميركا مستعدة للحوار مع ايران فهى الان قادرة وستكون قادرة على الحوار مع كل العالم. الان هى غير قادرة على الحوار مع حلفائها الاوروبيين والعرب. وهذا الكلام نسمعه من الحلفاء الذين يقولون انهم غير قادرين على الحوار مع اميركا. عندما تصل الى الحوار مع ايران فبكل تأكيد ستكون قادرة على أن تحاور سورية أو غيرها.

سؤال.. هناك من يتحدث عن سيناريو كارثى فى المنطقة.. بمعنى أن يستيقظ أهل المنطقة ليروا الطائرات الاميركية تضرب المفاعلات النووية الايرانية. وتتمة السيناريو تقول بأن حزب الله فى لبنان سيمطر اسرائيل بترسانة من الصواريخ.. وان حماس تستكمل هذا الدور فى الاراضى المحتلة. هل تخشى سورية مشهدا من هذا النوع يطرح أمن النفط وأمن المنطقة...

السيد الرئيس.. بكل تأكيد.

سؤال.. هل سورية جزء من هذا السيناريو.. سيناريو الرد فى حال هجوم أميركى على ايران...

السيد الرئيس لا.. لسنا جزءا من سيناريو الرد. لكن بكل تأكيد عندما تدخل المنطقة فى هذه الفوضى فمن غير المعقول أن تبقى الامور مستقرة لديك. فربما تدفعك الاحداث كى تكون جزءا من هذه الفوضى.. عندها سيكون الموضوع كبيرا وخطرا جدا. لكن هناك السؤال الاهم.. بمعزل عن السيناريوهات العسكرية.. عندما تقوم بهذه العملية فأين تذهب المواد المشعة... ماذا يحصل... أنت اذا فكرت بضرب دولة لديها قدرة نووية.. تخيل فوضى فى دولة نووية ماذا تعنى... الموضوع أخطر بكثير من قضية مجرد رد عسكرى هنا واطلاق صاروخ هناك. انه أخطر بكثير من الحديث عن موضوع مضيق هرمز.

سؤال.. اذا صنعت ايران قنبلة نووية.. فهذا يعنى أن العرب يقيمون بين قنبلتين.. ايرانية واسرائيلية.. هل تخشى ان يكون فى الشرق الاوسط الجديد تقاسم للادوار بين تركيا وايران واسرائيل...

السيد الرئيس ..يجب عدم التشبيه بين الدول الثلاث كدور وكأهداف.. لكن هذا يعيدنا الى السؤال الاول. اذا لم تكن هناك رغبة بدور عربى فلن نكون موجودين. هذا هو الذى يحدد هذه الصورة التى تتحدث عنها. اذا اردنا أن نكون هامشيين لا نستطيع ان نطلب من الاخرين أن يكونوا هامشيين كى نبقى أقوياء. يجب أن نكون أقوياء وعندها لا نقلق من الادوار التى تتحدث عنها. لكن على ما يبدو هذه الدول لديها الرغبة فى لعب دور. وأقصد تركيا وايران ولا أتحدث عن اسرائيل.. فهذا موضوع اخر.. لانها دولة احتلال ومبادئها مختلفة. وهذا شىء وطنى أن ترغب هذه الدول بلعب دور اقليمى. وكل دولة يجب أن تتمنى أن تلعب هذا الدور.. لكن ليس بالتناقض فى ما بينها.

سؤال.. هل الموضوع الايرانى حاضر فى لقاءاتك او اتصالاتك مع المسؤولين السعوديين...

السيد الرئيس نتحدث فيه ايضا. بكل تأكيد بالمنطق نفسه الذى نتحدث به مع الرئيس مبارك. أعود دائما للحديث عن أن المشكلة هى الدور العربى وليس عن طبيعة الدور الايرانى.. بمعزل عن المدح او الهجوم او الدفاع عن الدور الايرانى. القضية هى أين هو الدور العربى...

سؤال.. لكن.. هناك عتب عربى على سورية بأنها ذهبت بعيدا مع ايران ووقعت اتفاقات أمنية معها فى ظل الازمة والمخاوف من الطموحات النووية...

السيد الرئيس.. اذا كان المطلوب عزل ايران.. فلماذا بدأت هجمة المسؤولين العرب باتجاه ايران أخيرا.. هذا أولا. وثانيا هذا يعنى أننا كنا نرى الامور الى أين تذهب.. وأنا تعرضت لهجوم شديد عندما زرت ايران فى الشهر السابع من العام الماضى.

سؤال.. ممن...

السيد الرئيس.. من الاعلام المختلف.. لنقل انه ليس من الاعلام وانما من نقد بعض المسؤولين العرب فى بعض جلساتهم والان يقومون بالشىء نفسه الذى قمنا به. اذا.. كنا نعرف اين تسير الامور. القضية ليست أن نذهب مع ايران. نحن لا نذهب مع أحد. سورية لها موقعها وايران لها موقعها.. والعراق بيننا. الان العراق هو الموضوع الاهم فى المنطقة. وكل منا يستطيع أن يلعب دورا من زاويته من دون تعارض وليس بالضرورة أن يكون أحدنا تابعا للاخر. لكن ليس المطلوب أن نعزل ايران كى نقول ان سورية تلعب دورا عربيا نحن نلعب دورا عربيا بالتعاون مع ايران.

سؤال.. فى الثمانينات لعبت سورية دورا فى تخفيف التوتر بين ايران ودول الخليج. هل تلعب سورية حاليا هذا الدور أم تحاول أن تلعبه أم ان العلاقات الخليجية الايرانية لم تعد بحاجة الى وسيط...

السيد الرئيس.. نحن نلعب هذا الدور ونلاحظ فى الوقت ذاته أن هناك وعيا لدى الدول العربية بأن الصدام مع ايران ليس فى مصلحة أحد. فهم يتحركون اذا. ونحن نحاول دائما فى كل لقاء وحديث عن ايران.. وفى كل لقاء مع ايران وحديث عن الدول العربية أن نرعى هذا الموضوع. العلاقة الايرانية العربية الجيدة الايجابية ضرورية لاستقرار المنطقة.. نحاول أن نلعب هذا الدور.. ولكن كما قلت الدول العربية تتحرك بوعى حول هذه النقطة.

سؤال.. هل هناك احتمال للعودة الى المثلث السعودى المصرى السورى الذى كان يعتبر نوعا من الضمانة لضبط الانهيارات العربية...

السيد الرئيس هذا المثلث مهم ويلعب دورا.. ربما ليس من طريق اجتماع ثلاثى على طريقة القمة أو اجتماع وزراء الخارجية ..انما التنسيق السورى السعودى.. السورى المصرى.. والمصرى السعودى موجود الان فى القضايا نفسها وننسق فى شكل مستمر.. فهو كمضمون الان موجود ولكن فى شكل مختلف.

سؤال.. كيف تصفون العلاقات السورية السعودية الان...

السيد الرئيس.. جيدة.. خصوصا مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز. لم يتغير مع سورية.. على عكس ما شاع من انطباعات العام الماضى من أن الملك عبدالله غاضب عندما كان وليا للعهد. طبعا.. هذا الكلام لم يكن صحيحا. العلاقة مع الملك عبدالله تحديدا لم تتبدل على الاطلاق.

سؤال.. هل هناك اتصالات سعودية سورية حاليا... وما هى القضايا المطروحة فى هذه الاتصالات...

السيد الرئيس.. طبعا هناك اتصالات حول كل القضايا العربية. الموضوع العراقى أولا . والان الموضوع الفلسطينى بعدما بدأت الصدامات فى الاسابيع الاخيرة أصبح من المواضيع المستجدة والعاجلة.

سؤال.. يقول المسؤولون الايرانيون انهم على استعداد لمساعدة أميركا لاخراج قواتها من العراق لان ذلك فى مصلحة الشعب العراقى.. هل سورية مستعدة لمساعدة أميركا على الخروج...

السيد الرئيس.. سورية كانت ضد الحرب بالاساس وبقيت من اليوم الاول وحتى الان مع خروج القوات المحتلة من العراق فى شكل معلن. فمن البديهى جدا.. أن نقدم كل مساعدة ممكنة من اجل خروج قوات الاحتلال.. أو لنقل كل تسهيل.. لان المساعدة ربما تأخذ معانى أخرى. بكل تأكيد نحن مستعدون.

سؤال.. اذا عدنا الى العلاقات السورية الاميركية تقول واشنطن انها لا تريد تغيير النظام فى سورية وانما تريد ادخال تغيير على سلوكه.. برأيكم أين العقدة... هل هى العراق.. لبنان.. العلاقة مع حماس و الجهاد...

اين العقدة...

السيد الرئيس.. أفضل أن اعطيك واقعا وليس رأيا. الرأى ربما هو تحليلات. لكن الواقع هو ما يطلب من سورية. كان المطلوب أولا المشاركة فى حرب العراق فرفضنا. كان المطلوب لاحقا العمل على نزع سلاح الفلسطينيين فى لبنان ونزع سلاح حزب الله وخصوصا فى مرحلة ما بين صدور القرار 1559 واغتيال الرئيس رفيق الحريرى. هذه المرحلة كانت مرحلة مساومات.. بأن سورية تستطيع أن تبقى فى لبنان ولكن عليها أن تقوم بكذا وكذا.

سؤال.. من طلب ذلك... الاميركيون...

السيد الرئيس.. الاميركيون طبعا. المبعوث الدولى تيرى رود لارسن.

البعض من الاوروبيين على شكل وساطات ينقلون لنا رسائل أميركية.

سؤال.. أى ان سورية تستطيع البقاء فى لبنان...

السيد الرئيس.. كان الطرح بهذا المعنى أيضا فى مرحلة أخرى. بعد الحرب كان المطلوب من سورية أن تسوق خريطة الطريق وسورية لم تعارضها.. لكن لم توافق عليها. كانوا يريدون من سورية ان تعطيها الغطاء بأنها عملية جيدة وبأنه طرح جيد. نحن لم نكن مخطئين. على الاقل فى الاتجاه السورى بأنه طرح غير جيد. كان المطلوب منا أن نحاصر حماس.. أن نضرب حماس

هذا هو التغيير المطلوب فى السلوك السورى.

سؤال ..هل سورية مستعدة لتغيير سلوكها...

السيد الرئيس.. لو كنا مستعدين.. كنا قمنا بهذا العمل منذ زمن طويل.

سؤال.. بالنسبة الى الوضع الدولى.. هل الرهان.. اذا كانت الكلمة دقيقة.. على الدور الروسى والصينى.. أثبت جدواه فى مساعدة سورية فى شكل عام...

السيد الرئيس.. فى شكل عام لا يوجد شك. كانت هذه الدول تقف معنا فى المراحل الصعبة فى شكل حازم وواضح. لكن أيضا من ضمن سياسة سورية أن توسع العلاقات مع مختلف الدول. هذه الدول مهمة من خلال عضويتها الدائمة فى مجلس الامن.. لكن أيضا نوسع علاقاتنا مع دول اسيا فى شكل عام ومع دول أميركا اللاتينية.. وهذه العلاقات مهمة الان فى هذه الظروف الدولية التى فيها تفرد أميركى فى قيادة العالم.

سؤال.. تردد أن سورية مستعدة لبذل جهود لاقناع حماس بقبول مبادرة السلام العربية...

السيد الرئيس.. لاوضح هذه النقطة على خلفية القمة المصرية السعودية التى طرحت الطلب من حماس الموافقة على المبادرة العربية. نحن التقينا مع القياديين الموجودين فى سورية.. وتشاورنا معهم.. وسالناهم رأيهم.

أنت تعرف أن حماس كمنظمة.. لديها اعتراضات على المبادرة. هى ترفضها.. ولها اعتراضات على أشياء اخرى كثيرة ربما سورية توافق عليها. لكن نحن كان سؤالنا.. حماس من موقعها فى السلطة كيف ستتعامل مع هذه الطروحات وما هو رأيها... طبعا.. لم نكن نتوقع جوابا عاجلا.. لان هذا الموضوع بحاجة الى حوار وأنت تعرف أن حماس جزء منها موجود فى الخارج

والجزء الاكبر فى الداخل. فلا بد من أن يحصل حوار بين الداخل والخارج.. خصوصا انهم لم يكونوا قد اتخذوا موقفا واضحا تجاه هذا الشىء.

الان نحن ننتظر حوارا داخل حماس حول هذه الطروحات.. لكن من جانب اخر.. الموضوع مطروح على أن حماس غير مرنة. دعنا نطرح سؤالا أولا قبل موضوع المرونة. السؤال البديهى هو على أى أساس نستطيع أن ننصح حماس أو ان نقنعها أو أن نضغط عليها فى موضوع المبادرة العربية والتى لا توافق اسرائيل عليها فى الاساس. عندما ننصح يجب أن يكون لدينا جواب على هذه النقطة. حتى الان لا يوجد لدينا جواب فى سورية. فماذا نقول لحماس... لنفترض أنها وافقت.. المبادرة تعتبر فى حكم الميتة طالما أن الطرف الثانى لا يعتبرها موجودة.. ولن يعتبرها على ما يبدو. نحن نضغط على شىء قد يبدو أحيانا وهميا.. اذا يجب أن نحدد جوابا لهذه النقطة. النقطة الاخرى..حماس فى موقعها الجديد فى السلطة لم تقم حتى الان بالغاء الاتفاقات. وهى طبعا لا تتحمل مسؤولية الاتفاقات الموقعة.. فنحن نعتقد بأن هناك نوعا من المرونة فى موقف حماس حتى الان.. لذلك يجب قبل أن نتحدث عن النصيحة أو الضغط على حماس أن نقيم حوارا. أن نرى ما هو رأى حماس.. ونعطيهم الوقت كى يتحاوروا.. لانهم منظمة ولديهم قواعد قبل أن نبدى رأيا نهائيا فى هذا الموضوع.

سؤال.. لوحظ أن مدير الاستخبارات المصرية اللواء عمر سليمان كثير التردد على دمشق... هل حماس هى الموضوع الاساسى فى المحادثات مع سليمان...

السيد الرئيس.. هذا الموضوع كان للتحضير للمواضيع التى ستطرح مع الرئيس مبارك فى القمة.. وكما قلت كان الحوار حول الموضوع الفلسطينى والعراقى وكيف نتحرك عربيا. وخلال زيارتى الى مصر تابعنا الحوار وحضرنا افكارا لهذين الموضوعين.

سؤال.. فهمت ان هناك توافقا بين نائب الرئيس فاروق الشرع وخالد مشعل على عدد من النقاط كأساس لتحرك سورى باتجاه الدول العربية.. فما هى...

السيد الرئيس.. نعم.. طبعا واحدة منها تعتمد على رأى حماس بموضوع المبادرة العربية. لكنها نقطة تعتمد على ماذا تقول حماس هذا أولا.

النقطة الثانية هى موضوع توسيع منظمة التحرير الفلسطينية.. كونها الممثل الوحيد للشعب الفلسطينى. وبهذه الحالة.. فى حال انضمت حماس وبقية الفصائل الى منظمة التحرير تقل فرص الخلاف بين الجهات المختلفة وتصبح منظمة التحرير الوعاء الذى يجمع كل الاراء الفلسطينية ويأخذ القرار الصحيح.. أو الذى يعتقد الشعب الفلسطينى بأنه صحيح. كما جرى التوافق على دعم الحوار الفلسطينى الفلسطينى والعمل على تشكيل حكومة ائتلاف وطنى.

سؤال..هل تخشون من حرب أهلية فلسطينية...

السيد الرئيس.. نعم.. وهذا الموضوع ليس جديدا.. فقد طرحته عندما بدأ رئيس الوزراء الاسرائيلى ارييل شارون يتحدث عن غزة أولا. قلت لهم.. هذا مشروع حرب أهلية فلسطينية بمعزل عن الظروف التى كانت ستأتى. لم نكن نعرف أن حماس ستدخل انتخابات ولم نكن نعرف أنها ستفوز. لكن الهدف الاسرائيلى يتطابق مع ما يحصل الان أو يحضر له الان بظروف مختلفة.

ونعتقد بأن بعض الفلسطينيين يقدم لاسرائيل من خلال هذه الصدامات ما لم تحلم به منذ وجودها.

سؤال.. كيف هى علاقتكم مع الرئيس محمود عباس...

السيد الرئيس ..جيدة. ميزة محمود عباس أنه واضح. هناك وضوح وان كنا لا نتفق حول قضايا سياسية. فعلى سبيل المثال سورية لا تزال لديها وجهة نظر بالنسبة الى أوسلو والى عملية السلام على المسار الفلسطينى منذ بداياتها.. لكننا لا نناقش هذه المواضيع. ما يهمنا الان هو وحدة الفلسطينيين قبل هذه الامور.

عندما التقيت بالرئيس محمود عباس فى مناسبات مختلفة فى سورية وفى القمة العربية قلت له.. ما يعنينا هو وحدة الفلسطينيين. وعلى هذا الاساس نتعامل مع الرئيس عباس وهو مرتاح لهذا الشىء.. على ما أعتقد ونحاول ان نقف فى الوسط على مسافة واحدة من الجميع.

سؤال.. هل تخشى سورية من حرب أهلية مفتوحة فى العراق تكون لها جاذبية اقليمية على أبناء الدول المجاورة...

السيد الرئيس.. بكل تأكيد.. نطرح هذا الامر فى شكل مستمر.. خصوصا عندما نشرح للاجانب تأثير التفاعلات التى تأتى على خلفية أشياء من هذا النوع فى العراق بالنسبة الى بقية الدول فى المنطقة التى تتشارك فى البيئة الاجتماعية نفسها سيكون لها تأثير بعيد المدى.. وسورية ستتأثر بكل تأكيد.. فنحن نحذر دائما من هذه النقطة.

سؤال.. هل هناك شىء عملى يتبلور فى الاتصالات بين سورية والسعودية ومصر.. أى تحرك ما لاستعادة العراق...

السيد الرئيس.. الان على الاقل سورية بدأت. ونحن طرحنا مع الاخوان فى السعودية وفى مصر أننا سنتحرك لان اجتماع دول الجوار لم يحقق النتائج المرجوة. طبعا هناك اجتماع مقبل لدول الجوار ستحضره سورية.. لكن بعد ثلاث سنوات.. ماذا حقق هذا الاجتماع... بيانات. البيانات لا تحل مشكلة العراق.. يجب أن تكون هناك أسس معينة نتحرك من خلالها. نلتقى الان مع كثير من الوفود العراقية خصوصا فى شكل غير معلن.. ونأخذ منها الطروحات ونبحث عن شىء مشترك.. وهذا الشىء المشترك يجب أن تقوم الدول العربية المهتمة فى الموضوع بايجاد صيغة سياسية تتوافق مع هذا الطرح المشترك وتوحد العراقيين.. والصيغ السياسية الموجودة الان نسمع هناك الكثير من الاعتراضات عليها.. البعض يعترض على الدستور وعلى أشياء اخرى.. وهناك فئات فى المجتمع العراقى تعتقد بأنها خاسرة ورابحة.. وهناك فئات تعتقد بأنها مظلومة.. هذا شىء خطير بالنسبة الى مستقبل العراق.. بمعزل عن وجود الاحتلال وعدمه. فالى الان علينا ان نوحد هذه الامور.. ونحن نرى فى سورية.. وهذا شىء دائما نضعه كمقدمة فى خطاب سياسى.. أن عروبة العراق هى الاساس.. العراق عربى.. وكل شىء يستند الى هذه العروبة. على سبيل المثال السيد مقتدى الصدر طرح وثيقة تتضمن عددا من المبادىء..

ورأينا أن معظم العراقيين يتفق مع هذه المبادىء . اذا.. علينا أن ننطلق من مثل هذه الطروحات كى نخلق حوارا. فى الوقت ذاته هناك اجتماع كان سيحصل فى الايام المقبلة وأرجىء . كان هناك حوار عراقى عراقى كانت سورية ستشارك فيه. هذه الخطوات نقوم بها الان فى شكل فعلى لتمتين العلاقات مع العراقيين والمساعدة على خلق حوار متين بينهم. هذا مبدئيا.. ولكن هذا الحوار سيحدد ما هى الاليات المقبلة.. لا تستطيع أن تضع رؤية كاملة للمستقبل ولا تمتلك الان سوى معلومات أولية.. لا يوجد لديك شىء واضح تماما.

سؤال.. كان مقررا ان يشارك وزير الخارجية وليد المعلم فى اجتماع الوفاق الوطنى العراقى فى حزيران ويقال الان ان هناك زيارة قريبة منفصلة للوزير الى بغداد... هل هناك اتصالات لاستئناف العلاقات الديبلوماسية بين سورية والعراق...

السيد الرئيس.. بدأنا اتصالات اولا لاعادة العلاقات الديبلوماسية يتبعها تعيين سفير أو فتح سفارة.. ومن ثم هناك حديث باتجاه لقاءات بين الوزراء. طبعا لم نحدد بالتفاصيل المواعيد.. لكن المبدأ مطروح. لا نقول لا للعلاقات الديبلوماسية.. لكن المرحلة ما زالت مبكرة.. لاننا نتحدث الان عن علاقات سياسية ونحن نتطلع لاقامة علاقات ديبلوماسية مع العراق.

سؤال.. لوحظ فى الفترة الاخيرة ان الصدامات بين أجهزة الامن السورية ومجموعات تكفيرية تتزايد. هل لهذه الاشتباكات علاقة بالمناخات فى العراق... هل هذه المجموعات تشبه القاعدة أم ماذا...

السيد الرئيس.. العلاقة مباشرة وفى الصميم مع ما يحصل فى العراق وهذا من التحقيقات وليس تحليلا. بحسب التحقيقات جزء كبير منهم لا يرتبط ب القاعدة ولا يرتبط بأحد. أغلبهم حالات تفاعلت مع الوضع فى العراق والبعض منهم عبر التلفزيون والبعض الاخر ذهب الى هناك وتفاعل أكثر وعاد بفكر مختلف تماما. وأحيانا يخلط هؤلاء بين الكره للاميركى الذى يقتل

العراقى وبين ان يكونوا متطرفين ويخرجون عن دينهم ويذهبون باتجاه التطرف. وهو خروج طبعا عن الدين عندما يتطرف الانسان فى هذا الشكل ويصبح ارهابيا يخرج عن الدين.. فهم يعتقدون بأن الامر واحد وأحيانا يخلطون بين موضوع اخر ثالث وهو انهم يجب ان يقاتلوا كل من ليس مثلهم بالنسبة الى الشعب والى الدول. موضوع القاعدة يطرح وكأن هناك منظمة

لها هيكلية أو كأنها حزب. القاعدة هى تيار فكرى.. وبالتالى أغلب هؤلاء هم عبارة عن مجموعات.. اما أشخاص فى شكل منفرد واما مجموعات صغيرة لا يربط بينها شىء سوى الفكر التكفيرى. وهذا الفكر.. كما قلت.. يتأثر بما يحصل فى العراق.

سؤال.. هل يتلقون مساعدات من جهات معينة...

السيد الرئيس.. لا.. أغلبهم لا. أغلبهم يحاول الحصول على أموال لتمويل عملياته.. لانه يجاهد.. كما يعتقد.. فى سبيل الاسلام.

سؤال ..هل هو أمر مزعج لسورية اذا تبين أن القاعدة عثرت على موطىء قدم لها فى لبنان...

السيد الرئيس.. هذا الشىء اصبح أمرا واقعا.

سؤال ..هناك وجود ل القاعدة فى كل لبنان...

السيد الرئيس.. عندما كانت سورية موجودة فى لبنان كانت القاعدة موجودة فيه.. لكن فى شكل ضيق. وما حصل من أحداث فى منطقة الضنية فى/1998/ دليل واضح على هذا الكلام.

سؤال..هل لدى سورية معلومات عن تزايد نفوذ القاعدة فى لبنان بعد خروج القوات السورية...

السيد الرئيس.. طبعا. بديهى ان نربطه بهذه القضية.. والان كثير من المجموعات التى نطاردها.. جزء منها يفر من سورية الى لبنان لانه الاقرب والاسهل والطرق جبلية.. فلا شك فى أن جزءا من المعلومات الموجودة لدينا يؤكد هذه الحقيقة.

سؤال.. سيادة الرئيس لماذا تأخر الاصلاح فى سورية... هل الاسباب الاقليمية الضاغطة.. من العراق الى وجود شارون فى الحكم فترة طويلة... هل صعوبة تبديل الذهنيات فى سورية...

السيد الرئيس.. من حدد سرعة الاصلاح كى نقول بأنه تأخر. هذا سؤال بديهى. أنا سالت دائما ولم يأتنى أى جواب. ما هى سرعة الاصلاح... الاصلاح هو أن تسير بأقصى سرعة بأقل خسائر.. ويبقى من يقدر هذا الموضوع بالدرجة الاولى هو المسؤول عن الاصلاح.. المسؤول الاكبر فى الدولة. هذا اذا أردنا ان نقول ان الاصلاح بطىء أو سريع. أعتقد بأن هذا النوع من التقييمات هو مضيعة للوقت. بطىء أو سريع.. كل انسان يراه فى شكل ذاتى. المهم.. هل نسير الى الامام أم لا... هذا أولا.. نحن نسير الى الامام بخطوات كبيرة.. والدليل.. أو أحد الادلة الرقمية أولا.. أن النمو فى عام 2000 كان فى حدود الصفر. واليوم.. بحسب تقرير صندوق النقد الدولى.. فان نسبة النمو فى القطاع غير النفطى هى/5ر5/ فى المئة. لولا الاصلاح لما كنا حصلنا على هذا الرقم من الناحية الاقتصادية. لكن علينا أن نحدد أولويات الاصلاح. أولويات الاصلاح بالنسبة الينا كانت دائما الوضع الاقتصادى.. وتركيزنا كله على هذا الاتجاه. الجانب الاخر هل الظروف السياسية تخدمنا... لا انها لا تخدمنا.. لان الظروف السياسية الموجودة لدينا فى سورية وحولها الضغوط التى حصلت خلال السنة الاخيرة والعراقيل الواضحة والمباشرة من أميركا وبعض الدول الاوروبية لعملية الاصلاح فى سورية.. كل هذا يعنى أننا استطعنا أن ننجز

اصلاحا على رغم هذه الظروف.. فكيف لو كان الوضع طبيعيا أو كان هناك دعم دولى واقليمى للاصلاح. الحقيقة لا يوجد دعم وانما توجد عرقلة فى شكل مباشر.. اضافة الى العرقلة التى تحصل من خلال الظروف السياسية المختلفة. الاصلاح فى حاجة الى ابداع.. والابداع لا يمكن ان يكون مع وجود الانغلاق.. والانغلاق هنا يعبر عنه بالتطرف.. التطرف او الارهاب لان

الهامش بينهما قليل. نحن نسير فى عملية الاصلاح.. أما من يحدد السرعة فهو الادوات التى تمتلكها. أنت تسير فى باخرة أو سفينة ولكنك لست الربان الوحيد. السفينة هى المنطقة وهناك الكثير ممن يشاركك فى هذه القيادة داخليا وخارجيا. لذلك عملية الاصلاح ليست عملية تقودها أنت فى شكل مطلق وتسال عنها فى شكل مطلق. يجب أن تأخذ فى الاعتبار كل هذه الظروف المحيطة.

سؤال.. فى ما يتعلق بالخطة الخمسية العاشرة هى أقرت فى البرلمان.. هل يمكن القول ان هذه تمثل رؤية سورية فى السنوات المقبلة سياسيا واقتصاديا...وهل لديكم تفاؤل بأنها ستنفذ فعلا...

السيد الرئيس.. طبعا كتصور بكل تأكيد هى التصور لسورية المستقبلية. لكن امكان التنفيذ يعتمد على الخطط التنفيذية التى ستطرح والتوافق عليها. وأنا شددت فى أحد لقاءاتى الاخيرة مع الحكومة على هذه النقطة. هذا الموضوع يعتمد على امكان خلق حوار بين الجهات المختلفة المعنية بهذا الموضوع فى سورية.. خصوصا الاتحادات والنقابات والمنظمات.. اضافة الى الدولة.. والغرف المختلفة. ربما أحيانا نتفق على مبدأ عام.. لكننا لا نتفق على الالية خصوصا عندما نعرف أن الالية للوصول الى هذا البند تؤثر فى المصالح أحيانا.. أو بمعنى أنها تتطلب القليل من شد الحزام.. وربما يرفض هذا الكلام. لذلك لا يكفى ان نتفاءل بأننا أقررنا الخطة. هذا غير كاف. علينا أن نضع اليات للحوار.

سؤال.. قلتم فى حديثكم الاخير الى ال بى بى اس الاميركية ان الاولويات تغيرت.. والان الاولوية للامن بحكم الظروف الموجودة فى سورية.. الى أى حد يؤثر هذا فى الاصلاح... وماذا يعنى على أرض الواقع...

السيد الرئيس.. أتمنى الا يؤثر.. لكن فى اعتقادى سيؤثر لان الاولويات هى ان تتحرك بأقصى سرعة وبأكثر قوة باتجاه معين. هذا الاتجاه الذى يتحدد يعتمد على شيئين.. الاول.. ما هو امكان الانجاز فى هذا المحور... فمن الطبيعى ان تعطى الاولوية لمحور سهل. والثانى.. ما مدى الالحاح والعجالة.. بمعنى الخطورة. ما هو التأثير الخطر لمحورها. وفى هذا الجانب نقول ان ما يحصل فى سورية من تكرار لعمليات ارهابية وتصدى قوات الامن لها يجعل هذا المحور حرجا وعاجلا تجب معالجته بسرعة وفى شكل أولوى.. ولا أستطيع أن اقول ان هذا المحور هو قبل الاقتصاد وقبل الطعام والوضع المادى للناس. لكن الان اضعه بالتوازى معه.. ما فائدة ان تكون شبعانا اليوم ولكن تجوع غدا.. يجب ان تعيش كى تشبع وتشبع وتعيش لكى تحقق تطويرا فى المجالات الاخرى.. هذا هو المنطقى.

سؤال.. فى الفترة الاخيرة ظهرت مؤشرات فى الخطاب الرسمى السورى حول توافق ما بين العروبة والاسلام...

السيد الرئيس.. عندما تحدثت امام مؤتمر الاحزاب العربية قلت العروبة مرتبطة بالاسلام.. ولا ننسى أن العربية لغة السيد المسيح. بمعنى انها هى التى تربط بين كل الشرائح المختلفة. لكن عندما نرعى العروبة والاسلام فانهما يتكاملان. فبعد استقلال سورية ومعظم الدول العربية كان هناك مخطط غربى لضرب العروبة والاسلام. لذلك يحصل انقسام فى المجتمع.. وتكون هناك اضطرابات تلعب عليها هذه القوى. فالربط بين الموضوعين مهم جدا لخلق استقرار داخل المجتمعات. النقطة الثانية.. هناك بعض من يتحدث عن الاسلام وكأن العروبة غير موجودة. وهذا خطير لان العروبة هى التى تجمع بين مختلف الشرائح الموجودة فى مجتمعاتنا.. سواء دينيا أو طائفيا او قوميا. دائما أقول ان العروبة ليست فكرة شوفينية.. كما يقال او فكرة عنصرية او عرقية. فكرة العروبة هى فكرة حضارية. ما يجمع بين مختلف الفئات ان الاسس التى يرتكز عليها المجتمع العربى هى عروبة واسلام.. فلا بد من ان يكون هذان المحوران مستقرين كى تستقر بقية المحاور.

سؤال.. كيف استقبلت القيادة السورية والسلطة السورية موضوع قيام جبهة الخلاص الوطنى...

السيد الرئيس.. باستخفاف.

سؤال.. لماذا باستخفاف...

السيد الرئيس.. لان أى عمل تغييرى يجب ان يعتمد على الشعب. نحن نعيش فى سورية. أنا أعيش مع الشعب وأعرف تماما كيف ينظر الشعب الى هؤلاء. من يريد أن يقوم بعمل تغييرى ويدعى أنه قادر.. عليه أن يمتلك الشعب أولا. أما عن قيام جبهات فى الخارج.. ودعم دولى.. أو نصف دولى.. فكل هذا الكلام لا قيمة له. هذا الكلام يؤخذ باستهزاء على المستوى الشعبى أيضا.

سؤال.. هل تعتقد بأن جبهة الخلاص الوطنى تحظى بدعم دولى...

السيد الرئيس.. نعم. فى شكل أو فى اخر.

سؤال.. مالى أم سياسى...

السيد الرئيس.. لا أعرف ان كان ماليا. سياسى مبدئيا نعم.. لكن مالى لا أعرف.

سؤال.. هل فوجئتم بأن يكون عبد الحليم خدام طرفا فيها... وهل توقعتم ذلك...

السيد الرئيس.. كلا.. لم نفاجأ. وليس بالضرورة أن نتوقع. الاداء واحد والنهج واحد.. لا يهم ما هو الشكل.

سؤال.. هل العاصفة مرت...

السيد الرئيس.. لا.. نعتقد بأن العاصفة طويلة.

سؤال.. تهديد النظام لا يبدو مقلقا.. او هذا هو الانطباع...

السيد الرئيس.. هناك فارق بين القول ان الهجمة خفت وبين اننا عرفنا كيف نتعامل مع الهجمة. الرؤية السورية فى الاساس كانت واضحة. الامور فى المضمون مستمرة.. لكننا أكثر ثقة بأنفسنا وأكثر قدرة على التعامل مع معطيات جديدة او هجمة جديدة.

سؤال.. طالما أن سورية واثقة من نفسها.. لماذا حصلت الاعتقالات الاخيرة...

السيد الرئيس.. أولا.. عندما نقوم بعمل داخلى يكون توجهنا داخليا. أى عمل نقوم به يكون الداخل هو الذى يعنينا ولا ننظر الى ردود الفعل.. أى موضوع داخلى لا نسمح لاحد بالتدخل به. ثانيا.. لا ننظر الى هذا الموضوع من زاوية اذا كنا نثق بأنفسنا أم لا. وعندما طرح الموضوع.. طرح وكأن النظام خائف.. الواقع لا. الاشخاص نبهوا لان البيان يمس الامن القومى السورى وحصل بالتعاون مع قوى لبنانية معادية لسورية.. فى السر والعلن.. وبالتالى هذا خروج على القانون وخروج على الحالة الوطنية. من الطبيعى ان يطبق عليهم القانون وهم يحاكمون الان فى محاكمة عادية وليست استثنائية.







رد مع اقتباس
قديم 28-01-2011, 02:42 AM رقم المشاركة : 33
معلومات العضو
المحامي هلال حسين
عضو مميز جداً

الصورة الرمزية المحامي هلال حسين

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


المحامي هلال حسين غير متواجد حالياً


افتراضي رد: كلمات السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد

عقد السيد الرئيس بشار الأسد والسيد طوني بلير رئيس وزراء بريطانيا مؤتمرا صحفيا بعد ظهر الثلاثاء 17 / 12 / 2002في مقر رئاسة الحكومة البريطانية في /تن داوننغ ستريت/.

استهله رئيس الوزراء البريطاني بالترحيب بالسيد الرئيس في مقر رئاسة الوزراء البريطاني ثم قال: ‏

اجرينا محادثات مهمة وجيدة ومثيرة للاهتمام تناولت عدة مواضيع تهمّ البلدين.. ونحن مهتمون ببرنامج الاصلاح المستمر في سورية.. وناقشنا طرقا عديدة لدعم ذلك الاتجاه. ‏

كما ناقشنا الوضع الدولي.. وكما تعلمون هناك خلافات في وجهات النظر ولا ننكر هذه الخلافات.. لكن من جهة اخرى من الجيد ان تكون سورية وبريطانيا مؤيدتين للقرار الخاص بالعراق.. نحن كلنا نريد ان نرى عملية السلام الخاصة بالشرق الاوسط وهي تحل بطريقة معينة حيث تعيش شعوبه جنبا الى جنب في سلام ونحن ندرك ان سورية لها مصالح تكسبها من نجاح الكفاح ضد الارهاب.




هناك خلافات بيننا.. هذا صحيح لكنني اعتقد ان الاهتمام بالترابط مع سورية له اهميته واشكر السيد الرئيس بشار الأسد لقبوله دعوتنا للزيارة وللمجيء الى هنا. ‏

ثم تحدث السيد الرئيس قائلاً: شكراً على دعوة السيد بلير لكي اكون اليوم في بريطانيا.. وأنا سعيد ان أكون هنا في بلد عشت فيه لمدة عامين وعملت فيه كطبيب وتعرفت على المواطنين البريطانيين.. تعرفت عليهم بتفاصيلهم اليومية وخلق ذلك بيني وبينهم علاقات مودة واحترام متبادل.. المحادثات كانت بناءة وواقعية وكما اشار السيد بلير تحدثنا في المواضيع الأساسية المطروحة: الارهاب، العراق وقضية السلام وكما ذكر فمن الطبيعي ان يكون هناك نقاط نختلف فيها باختلاف مواقع الدول وباختلاف الثقافات وباختلاف المصالح لكننا كنا متفقين في معظم النقاط الاساسية.. أهم شيء ركزنا عليه هو تطبيق قرارات الامم المتحدة ومجلس الامن بالنسبة للقضايا المختلفة.. اما بالنسبة لموضوع الارهاب، فسورية دورها معروف في مكافحة الارهاب منذ عقود وليس منذ سنوات.. وكدولة ترفض سورية مبدأ الارهاب وتمتلك الخبرة.. ودائما نضع خبرتنا في تصرف كل من يريد ان يكافح بصدق الارهاب في العالم.. مرة اخرى اشكر السيد بلير على هذه الدعوة وأؤكد ان المباحثات سوف تعطي دفعا قويا للعلاقة بين سورية وبريطانيا بالاضافة الى العلاقة الشخصية بيني وبين السيد بلير. ‏

. سؤال: السيد الرئيس بشار الأسد لقد أبدت الحكومة البريطانية رغبتها في قيامكم بانهاء نشاطات المجموعات المتمركزة في دمشق والتي تدعم العمليات الانتحارية داخل «اسرائيل» هل ستقومون بذلك؟ أو برأيكم ما هي المساعدة التي يمكن ان تقدمها سورية فيما يتعلق بالازمة العراقية او الحرب هناك؟ ‏

.. جواب.. طبعاً لا يوجد لدينا في سورية ما يسمى مجموعات تدعم الارهاب.. لدينا مكاتب إعلامية.. هذه المكاتب الإعلامية هي عبارة عن مكاتب لمنظمات فلسطينية تمثل فلسطينيين يعيشون في سورية وفي فلسطين.. حوالي اربعة ملايين منهم يعيشون في الدول العربية وليس فقط في سورية وبضعة ملايين يعيشون في اراض محتلة في فلسطين.. هذه المكاتب تعبّر عن رأي هؤلاء الفلسطينيين في داخل فلسطين وخارج فلسطين ومن حق الفلسطينيين ان يكون هناك من يعبّر عن رأيهم لكن في هذا الموضوع لابد لنا من الدخول الى المشكلة بدلا من الحديث عن المصطلحات.. لابد من الوصول الى قلب المشكلة وهو ان نطبق قرارات مجلس الامن المتعلقة بقضية السلام كلها.. اما عن الاختلاف بالمصطلحات فقد نتفق معكم وقد نختلف معكم بالنسبة للعديد من المصطلحات.. السبب هو البعد الجغرافي.. المناطق المختلفة.. الثقافة المختلفة.. ولكن بالنسبة لما قلتم فالمكاتب في منطقتنا تسمى مكاتب اعلامية ولا تسمى منظمات ارهابية. ‏

بلير: سيكون هناك فوارق بيننا وهذا واضح.. نحن ندين كل من يشارك في ‏

عملية ارهابية في العالم اينما كان لكنني اعتقد ان من المهم ان نتحادث مع سورية.. نفتح حواراً لأن سورية لها دور مهم في بناء سلام مستقر في المنطقة.. ورغم اختلافاتنا معها فإن من الضروري ان يستمر الحوار معها.. كنت في دمشق قبل عام وشعرت بأهمية الحوار ولاأزال اشعر بهذه الاهمية اليوم. ‏

. سؤال من التلفزيون والاذاعة السورية الى السيد بلير: الانطباع العام في العالم العربي بأنكم تدعمون شخصيا الرئيس بوش في حربه ضد العراق.. وبعض المصادر البريطانية سربت معلومات بأنك استطعت ان تقنع الرئيس بوش بأن يبحث عن حل سلمي من خلال الامم المتحدة.. أين موقفك الحقيقي سيدي رئيس الوزراء؟ ‏

.. جواب: موقفي بسيط جدا.. يجب علينا جميعا أن نعالج مشكلة اسلحة الدمار الشامل.. هذه خطر على الامن في العالم وعلينا ان نفعل ذلك عن طريق الامم المتحدة..وهذا الطريق الذي نسلكه.. وفي الوقت نفسه يجب ان ندفع عملية السلام في الشرق الاوسط.. أحب ان أقوله بعاطفة عميقة للعالم العربي اليوم.. يجب ألا تختاروا بين الخطر الذي يمثله العراق واسلحة الدمار الشامل لديه.. وبين معالجة مسألة الفلسطينيين وعملية السلام في الشرق الاوسط.. يجب ان نعالج الموضوعين معا.. يجب ان نقف ضد الارهاب وضد اسلحة الدمار الشامل وكذلك ايضا نقف بقوة لتحقيق العدالة القائمة على اساس قيام دولتين في الشرق الاوسط. ‏

. سؤال للسيد بلير: على ضوء ما رأيتموه من الملف الذي قدمه العراق هل ‏

تعتقدون ان صدام حسين قد انتهك قرارات الامم المتحدة وان الحرب حتمية؟ ‏

. وسؤال آخر للسيد الرئيس بشار الأسد: اذا ما تبين ان صدام حسين قد خرق القرارات الدولية على ضوء التقرير ما ستكون ردة فعلكم؟ ‏

.. جواب السيد بلير .. عليّ ان أدرسه أولا.. لم ننه دراستنا له بعد وعلينا ان ننتظر النتائج من قبل الدكتور بليكس والمفتشين..وفيما يتعلق بالامم المتحدة فإن موقفها واضح.. هناك مهمة اعطيت للمفتشين وقد اوضحنا انه اذا كان هناك خلاف فسنقول ذلك. ‏

.. جواب السيد الرئيس بشار الأسد: طبعا لا أحد يبحث عن الحرب بشكل عام مهما يكن السبب.. من يبحث عن الحرب كهدف هو مريض نفسيا لذلك اعتقد أن الشيء الاساسي هو ان نقوم بعمل وقائي وليس علاجياً.. اولا لدينا الآن قرار واضح من مجلس الأمن وهذا يشمل القرارات التي صدرت سابقا علينا ان نسعى لتطبيق هذا القرار.. وقد صوتت سورية وبريطانيا والدول الاخرى الى جانب هذا القرار.. وهذا يعني طبعا اعطاء الفرصة للمفتشين لكي يقوموا بعملهم.. ليست مهمتنا ان نتوقع او لا نتوقع.. لكن أنا متفائل الآن.. ما نراه هو تعاون جيد من الحكومة العراقية ونتمنى ان يستمر الوضع كما هو لكي نتجاوز هذه المشكلة بسلام ودون حرب. ‏

. سؤال للسيد بلير: لقد دعوت مؤخراً لعقد مؤتمر للسلام حول الشرق الاوسط لكن لم تكن هناك اشارة الى مبادرة السلام العربية التي وافق عليها العرب في مؤتمر قمة بيروت.. هل تعتقد ان الربط بين مبادرتك للسلام والمبادرة العربية للسلام يمكن ان يقدم اطاراً ناجحاً ثابتاً لحل مشكلة الشرق الاوسط؟ ‏

.. جواب: أعتقد ان المبادرة التي بدأت مع بيان الامير عبد الله وخطاب الرئيس بوش يسيران معاً في هذا الطريق أي ان يدرك الجميع انه في آخر الامر يجب ان يكون الحل حلاً بوجود دولتين.. ان تكون «اسرائيل» واثقة من أمنها وأن تكون هناك دولة فلسطينية قابلة للعيش وكل ذلك ضمن اطار الامم المتحدة وقراراتها التي تنطبق على الجميع بمعنى ما.. ان هناك طريقة.. ان كل هذه المبادرات يمكن تجميعها معا لانه يبدو انها مقبولة من الجميع. ‏







رد مع اقتباس
قديم 28-01-2011, 02:43 AM رقم المشاركة : 34
معلومات العضو
المحامي هلال حسين
عضو مميز جداً

الصورة الرمزية المحامي هلال حسين

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


المحامي هلال حسين غير متواجد حالياً


افتراضي رد: كلمات السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد

السيد الرئيس مع الرئيس اليوناني


عقد السيد الرئيس / بشار الاسد / والسيد الرئيس/قسطنطينوس ستيفانوبولس/ في ختا م محادثاتهما فى قصر الشعب في دمشق مؤتمرا صحفيا استعرضا فيه المحادثات التى جرت فى الاجتماع :

وقد استهل السيد الرئيس/ بشار الاسد/ هذا المؤتمر الصحفى بكلمة ترحيبية فقال
ارحب بالسيد/ ستيفانوبولس/ رئيس الجمهورية اليونانية الصديقة فى سورية وهذه الزيارة تأتى فى اطار العلاقات السورية/ اليونانية المتينة فاليونان دائما وقفت الى جانب القضايا العربية دون تردد كذلك كان العرب بالنسبة لليونان وهذه العلاقة المتينة تأتى كنتيجة طبيعية للعلاقات التاريخية بين الحضارة اليونانية والحضارات العربية سواء الحضارات العربية التى عاصرت الحضارة اليونانية أو التى اتت بعدها وتأثرت بها وهذا التمازج بين الحضارتين العربية واليونانية كان ظاهرا من خلال نقل العديد من المفكرين والفلاسفة العرب لافكار هذه الحضارة الى اماكن مختلفة من العالم استنادا الى كل ذلك كانت المباحثات ايجابية جدا ومثمرة وتم التطرق لمواضيع مختلفة على رأسها العلاقات الثنائية بين البلدين وفى مقدمتها موضوع تطوير النقل بين سورية واليونان خاصة النقل فى المجال البحرى ايضا تحدثنا حول ضرورة تطوير العلاقات السياحية بين البلدين والتعاون فى المجالات العلمية والاكاديمية كما تحدثنا حول ضرورة تطوير الاتفاقيات الموقعة بين البلدين وتوقيع اتفاقيات اخرى غير موجودة بالشكل الذى يفتح ابواب الاستثمار امام المستثمرين فى البلدين وتطرقنا ايضا لمواضيع سياسية على رأسها موضوع الارهاب وكان هناك توافق كامل حول مختلف النقاط التى طرحت ضمن هذا الموضوع خاصة ضرورة تعريف وتحديد مفهوم الارهاب من خلال مؤتمر ترعاه الامم المتحدة واتفقنا على اهمية دور الدول التى تمتلك حضارات قديمة فى هذا المجال فالحضارات مهما اختلفت جوهرها واحد وهو جوهر انسانى والانسانية او الجوهر الانسانى هو نقيض للارهاب وبالتالى فالشعوب التى تمتلك هذه الحضارات هى اساسية فى موضوع مكافحة الارهاب وقد اكدت من ناحيتى ضرورة التفريق بين المقاومة والارهاب وهذا التفريق اعتقد أنه مطروح فى مختلف دول العالم لكن هناك من يسعى دائما لتجاهل هذا التفريق اتفقنا ايضا على ضرورة تطبيق قرارات الامم المتحدة ومجلس الامن بالنسبة للقضايا المختلفة القضايا التى تخص اليونان أو التى تخص الدول العربية سواء بالنسبة للقضية القبرصية أو بالنسبة لفلسطين أو الجولان أو لبنان واكدنا رغبتنا فى التوصل الى السلام فى منطقة الشرق الاوسط كلها وعلى اطفاء بؤر التوتر فى منطقتنا استمعت من السيد الرئيس الى تصوراته عن موضوع القضية القبرصية ومن ناحيتى اكدت على رغبة سورية فى التوصل الى سلام بشأن قضية الجولان واكدت على ضرورة ان تضغط دول العالم على اسرائيل كى تقوم بتطبيق قرارات الامم المتحدة ومجلس الامن طبعا سوف نتابع المباحثات فى اللقاءات القادمة خلال اليومين القادمين
اترك الحديث الان للسيد الرئيس

ثم تحدث السيد الرئيس ستيفانوبولس فقال
اريد أن اتوجه بالشكر بحرارة وبكلام صادر من القلب بعيدا عن الشكليات على الاستقبال الحار والحفاوة اللذين احطنا بهما هذا اليوم وخاصة من قبلكم يافخامة الرئيس ان روح الصداقة قد سادت المباحثات خاصة انه لاتوجد اية مشكلة او قضية معلقة بين سورية واليونان ان روح الصداقة هذه ظهرت خلال المحادثات التى اجريناها معكم يافخامة الرئيس وانا اعتذر جدا عن تأخرنا فى اجراء هذه المحادثات ولايظنن احد ان تأخرنا عائد الى خلافات كنا نحاول أن نحلها لقد اتفقنا على امور عديدة واتفاقنا كان سهلا جدا وروح التفاهم كانت متبادلة فى مابيننا واتفقنا حول القضيتين اللتين شرحهما السيد معاون الوزير وخاصة فى المجال الاقتصادى الذى هو اساس كل تقدم فى العلاقات بين البلدين واتفقنا على ان نتجاوز كل الامور الشكلية التى يمكن أن نواجهها خاصة فى ما يتعلق بسعر النقل فى سبيل ان نصل الى حل جيد لكل الاتفاقات التى اجريناها مع الحكومة السورية ان توقيع الاتفاقات التى ذكرتها ستساعد كثيرا فى ازدهار وفى توطيد العلاقات بين البلدين وقد ابدى الطرفان اهتماما خاصا باعادة تسيير الخط البحرى بين طرطوس وفولوس الذى كان يعمل فى القديم ولكن توقف منذ وقت طويل وقد شرح السيد وزير الملاحة بالتفصيل المعطيات التى يجب ان تكون موجودة من اجل نجاح تسيير الخط البحرى بين البلدين وقد طرح فخامة الرئيس/ بشار الاسد/ فكرة التعاون فى المجال الاكاديمى بين سورية واليونان ونحن نوءيد بكل قوة العمل من اجل التعاون بين البلدين كما تحدثنا عن امور تتعلق بالطاقة وعن انابيب نقل النفط والغاز ولكن طبعا من الصعب ان نحل فى هذه المباحثات قضايا تتعلق بمثل هذه الامور لكننا طرحنا الاسس لمعالجة مثل هذه القضايا وقد خصصنا وقتا طويلا من اجل اجراء محادثات تتعلق بالشؤون السياسية وتحدثنا مطولا عن الموضوع الذى يتعلق بالارهاب واكدنا انه يجب الا تتصف اعمال المقاومة بالارهاب وقد شرح لى فخامة الرئيس/ الاسد ان هذا الوصف بالارهاب لاينطبق على اعمال وافعال حزب الله وتحدثنا مطولا حول السياسة الخارجية وشرحت لفخامة الرئيس/ بشار الاسد/عن القضية القبرصية دون التعرض لتاريخها خلال الست والعشرين سنة الماضية ولكن تحدثنا عن الوضع الراهن الذى تجتازه القضية الان وشكرت بهذه المناسبة فخامة الرئيس/ الاسد/ على التأييد الكامل الذى تقدمه سورية فى مايتعلق بالقضية القبرصية وخاصة فى مجال منظمة المؤتمر الاسلامى وخاصة التفهم الذى تبديه سورية فى مايتعلق بالقضايا السياسية التى تهم اليونان واستمعنا بانتباه كثير الى كل الامور التى شرحها الرئيس/ الاسد/ وخاصة فى مايتعلق بمرتفعات الجولان وبهذه المناسبة اكد الطرفان ان الخلافات يجب ان تحل بناء على قرارات الامم المتحدة والحوار واختم كلامى فاكرر شكرى وسرورى وارتياحى لانه اتيحت لى الفرصة لا تحدث مطولا حول هذه المواضيع الهامة مع فخامة الرئيس بشار الاسد ثم اتيحت الفرصة للاعلاميين لطرح اسئلتهم

وكان السؤال الاول موجها الى السيد الرئيس/ بشار الاسد/ من احد الاعلاميين اليونانيين الذى بدأ سؤاله بتوجيه الشكر الى السيد الرئيس/بشار الاسد/ على الوقت الذى خصصه لهم للاجابة عن اسئلتهم ثم قال

سيادة الرئيس:
دول كثيرة فى العالم فى المرحلة الاخيرة تبدى اهتماما كبيرا حول القضايا المطروحة فى هذه المنطقة من العالم نظرا لاهميتها ففى واشنطن يسمون دولتين فى منطقتكم بانهما مركز الارهاب وفى اسرائيل وضعوا الرئيس ياسر عرفات فى الاقامة الجبرية رغم ان الدول الاوروبية تعترف بمنصبه وسورية فى هذه السنة وفى السنة القادمة عضو فى مجلس الامن وهذا مركز هام فكيف ستستعملون هذا السلاح اذا صح التعبير من اجل تخفيف حدة التوتر فى المنطقة

اجاب السيد الرئيس قائلا:
لا يوجد الا حل واحد او اتجاه واحد نسير به وهو السعى لتطبيق قرارات مجلس الامن والامم المتحدة المتعلقة بحل المشاكل فى المناطق المختلفة من العالم المشكلة ان هناك الكثير من القرارات تصدر ولاتطبق اما لعدم وجود الية لتطبيقها اولاسباب اخرى اذن سنسعى خلال هاتين السنتين لتطبيق كل قرار وافق عليه المجتمع الدولى بالاجماع سواء بالنسبة لقضايانا او بالنسبة للقضايا الاخرى

وكان السؤال الثانى موجها الى الرئيس ستيفانوبولس / من الجانب السورى وجاء فيه على مدى التاريخ ارتبطت سورية واليونان بعلاقات ثقافية وحضارية وانسانية عميقة ونتج عن هذه العلاقات الانسانية العميقة حضارات راقية وصلت اصداؤها الى العالم كله فهل ننتظر من هذه ا لزيارة الكريمة تفعيلا للعلاقات الثنائية بين الدولتين الصديقتين فى المجالات كافة ولاسيما فى الجانب الاقتصادى وصولا الى الشراكة الكاملة بين البلدين الصديقين وشكرا

فاجاب الرئيس اليونانى قائلا:
اؤكد على ما ذكرتموه فى مايتعلق بالعلاقات التاريخية التى كانت موجودة وماتزال بين البلدين ورغم ان العلاقات بين الدول تتبدل احيانا عبر القرون الا ان علاقات الصداقة مازالت موجودة وهى ثابتة بين سورية واليونان فلنتكلم بشكل ملخص عن العلاقات بين بلدينا بعدما حاز البلدان على استقلالهما لقد كانت علاقاتنا دائما ودية وتتأكد هذه العلاقات مرة اخرى بمناسبة زيارتى الحالية لسورية و اسمحوا لى فى هذه اللحظة ان اوجه دعوة رسمية لفخامة الرئيس بشار الاسد/ لزيارة اليونان لكى نكمل مسيرتنا فى دعم التعاون بين بلدينا فزيارتكم ستمنحنا فرحا كبيرا وبما انه لاتوجد بين بلدينا قضايا معلقة او مشاكل فلذلك نخصص حديثنا حول تنمية العلاقات بين بلدينا فى المجال الاقتصادى وكما ذكر فخامة الرئيس / الاسد / واكملت انا كذلك فقد خصصنا وقتا طويلا من محادثاتنا للامور المتعلقة بالقضايا الاقتصادية وانا متفائل جدا لاننا تمكنا من خلال هذه المحادثات من تحقيق دفع كبير نحو مزيد من تحسين للعلاقات فى ما بيننا

ووجه مندوب الاذاعة اليونانية سؤالا للسيد الرئيس/ بشار الاسد/ جاء فيه:
من المعلوم ان توزيع مياه نهر الفرات يشكل شوكة فى العلاقات بين سورية وتركيا فكيف تواجهون هذه القضية

فاجاب السيد الرئيس:
الشىء الجيد ان قرارات ومواثيق الامم المتحدة والقانون الدولى اوجدت حلولا لمثل هذه القضايا الخلافية ونحن دائما فى هذا النوع من القضايا نحتكم للقانون الدولى بالاضافة للمفاوضات المباشرة مع الجانب التركى ونعتقد بانه لسورية وتركيا مصلحة فى حل هذا الموضوع بالشكل الذى يحقق مصلحة البلدين : وكان السؤال الاخير موجها الى الرئيس/ ستيفانوبولس/ من الجانب السورى وجاء فيه لقى بيان الاتحاد الاوروبى الاخير وتصريحات بعض المسؤولين الاوروبيين فى انتقاد العدوان الاسرائيلى وسياسة التدمير والهدم ترحيبا من دول المنطقة لكن هذه الدول تعلق امالا اكبر على دور اوروبى اكثر فاعلية فى المنطقة ينسجم مع دورها وعلاقاتها التاريخية ومصالحها ايضا هل ترون سيادة الرئيس امكانية لموقف اوروبى يحدث اختراقا ويعيد بعض الامل لمسيرة السلام المتوقفة فى المنطقة الرئيس ستيفانوبولس كما ذكرتم فان دول الاتحاد الاوروبى اعربت عن اهتمامها البالغ وعن مساعيها لايجاد حل عادل لقضية الشرق الاوسط وهذا الامر لا ينحصر من الناحية النظرية بالاعراب عن اهتمام الدول الاوروبية المشترك لايجاد حل عادل وسلمى فى الشرق الاوسط ولكن نراه عمليا فى الزيارات التى يقوم بها اهم واكبر المراجع ومن اعلى المستويات فى دول الاتحاد الاوروبى لدول المنطقة لتبادل الاراء ومن اجل السعى لايجاد حل عادل لهذه القضايا واليونان لاتوءيد هذه السياسة فحسب وانما تأمل بان تتوصل الدول الاوروبية الى ايجاد خط مشترك فى معالجة السياسة الخارجية ليكون دورها فعالا اكثر فى ايجاد الحلول المناسبة فبينما نلاحظ ان هناك اتفاقا شبه كامل فى مايتعلق بمعالجة القضايا الاقتصادية بين الدول الاوروبية الا ان هناك نقصا فى معالجة قضايا السياسة الخارجية ولذلك لنا امل كبير فى ان تسعى دول الاتحاد الاوروبى لايجاد سياسة مشتركة لمعالجة قضايا السياسة الخارجية ففى مثل هذه الحالة انا لى كل الامل والثقة بان دور دول الاتحاد الاوروبى سيكون فعالا اكثر فى ايجاد حل لهذه القضايا







رد مع اقتباس
قديم 28-01-2011, 02:44 AM رقم المشاركة : 35
معلومات العضو
المحامي هلال حسين
عضو مميز جداً

الصورة الرمزية المحامي هلال حسين

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


المحامي هلال حسين غير متواجد حالياً


افتراضي رد: كلمات السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد

السيد الرئيس مع رئيس الوزراء البريطاني (طوني بلير)


عقد السيد الرئيس / بشار الاسد/ والسيد/تونى بلير/ رئيس وزراء بريطانيا في ختام زيارة السيد بلير لدمشق مؤتمرا صحفيا مشتركا فى قصر الشعب بدأه السيد الرئيس بكلمة ترحيب برئيس وزراء بريطانيا قال فيها:

أرحب بالسيد/ تونى بلير/ رئيس الوزراء البريطانى والوفد المرافق له فى سورية وأود أن أنوه بأنها الزيارة الاولى لمسوءول بريطانى بهذا المستوى منذ استقلال سورية فى الاربعينات وبكل تأكيد قبل ذلك ايضا بعقود طويلة وهذا له دلالات كثيرة ومعان عميقة ويدل على مدى التطور الذى تشهده العلاقة بين سورية وبريطانيا بالرغم من قصر هذه الزيارة الزمنية فان المحادثات كانت غنية جدا وكان لدينا الوقت لنتطرق الى مواضيع كثيرة وكان هناك توافق أو اتفاق حول الكثيرمن التحليلات التى طرحت خلال النقاش وكان هناك الكثير من نقاط التفاهم وايضا كان هناك بعض نقاط التفهم المواضيع الاساسية التى طرحت خلال هذه الجلسة تركزت على موضوعى الارهاب وعملية السلام فى الشرق الاوسط طبعا كان هناك مرور سريع على موضوع العلاقات الثنائية بين البلدين واتفقنا على تدعيمها من خلال الافكار التى طرحت فى لقاءات عديدة بين مسؤولين سوريين وبريطانيين سواء فى سورية أو فى بريطانيا بالنسبة لموضوع الارهاب كانت هناك ادانة لما حصل فى/11/ ايلول فى الولايات المتحدة ونحن طبعا نعتقد أن هذا الشىء بديهى فلا يوجد الان بلد فى العالم يقول أنه مع الارهاب هذا مبدأ الكل ملتزم به لكن الادانة السورية لم تأت نتيجة لما حصل فى/11/ ايلول بل هى نتيجة لامور أو عوامل أخرى هى نتيجة لمبادىء قديمة فى سورية موجودة عبر التاريخ مبادىء اجتماعية ونتيجة للمبادىء الدينية الموجودة فى منطقتنا العربية سواء كمسلمين أو مسيحيين هى نتيجة لمعاناتنا من الارهاب خاصة فى منتصف السبعينات والفترة التى تلتها وفى نفس الوقت طبعا فرقنا وأنا شخصيا فرقت بين المقاومة والارهاب وبين الاسلام والارهاب هناك فرق كبير المقاومة هى حق اجتماعى هى حق دينى هى حق قانونى وهى حق مكفول من خلال قرارات الامم المتحدة ان الاسلام وأية ديانة سماوية بل الاديان السماوية كلها منشأها واحد أو انزلت من اله واحد ولايمكن أن تكون انزلت من اجل الحرب بل انزلت من أجل السلام ومن اجل مكافحة الارهاب فى الارض تحدثنا عن اسباب الارهاب وذكرت أنا اسبابا كثيرة ولكننى توقفت عند سبب مهم00 وهو سبب يشعر به الكثير من المواطنين سواء فى المنطقة العربية أو المنطقة الاسلامية وهو شعور بفارق القيمة بين المواطن فى هذه المنطقة والمواطن فى الغرب بشكل عام خاصة ان الارهاب موجود منذ زمن طويل وسورية فى عام/1985/ الرئيس/ حافظ الاسد/ فى ذلك الوقت ارسل مجموعة من المسؤولين الى دول اوروبية مختلفة لكى يطالبوا بمؤتمر دولى لتعريف ومكافحة الارهاب فاذا الموضوع قديم وصحيح ان المكافحة متأخرة لكن يجب أن نبدأ بها المهم أن موضوع الارهاب كان يجب ان يكون البدء به من قبل والشعور الان لدى المواطنين هو أن هناك فجوة يجب على الدول الغربية أن تتعامل معها بشكل دقيق الانسان انسان فى أى مكان فى العالم الارهاب ارهاب سواء كان فى الولايات المتحدة أو فى اوروبا أو فى الشرق الاوسط أو فى اسيا أو فى أى مكان اخر وقيمة الانسان واحدة تكلمنا عن معالجة الارهاب وذكرت أن المعالجة تبدأ من تعريف هذا المصطلح لايمكن أن نقاتل عدوا لانعرف من هو ماهو شكله أين يوجد شرقا غربا شمالا جنوبا لابد من أن نعرف هذا العدو ولابد من أن نحدد شكله وطبيعته من ثم ننتقل الى تحليل الاسباب التى أدت لوجود هذا الارهاب وبالتالى علينا لكى نكافح هذا الارهاب أن نتعامل مع الاسباب وليس مع النتائج حتى الان هناك تعامل مع نتائج الارهاب لكن لم تبدأ المعالجة الحقيقية للاسباب أو أنها فى بداياتها معالجة الاسباب تكون كما عبرت معالجة سياسية بالدرجة الاولى هى معالجة ثقافية هى معالجة اعلامية معلوماتية هى قد تكون معالجة أمنية الارهاب له شكل أو يعمل بشكل شبكات لايعمل بشكل رأس معين سواء أكان هذا الرأس شخصا أو منظمة أو دولة انها شبكة الارهاب ينتشر فى كل مكان وبالتالى معالجة هذا الارهاب ومعالجة أسبابه تكون بشكل تعاون دولى وليس بنفس الطريقة أى أن جهة واحدة تقاوم الارهاب الارهاب منتشر فى كل مكان ويجب أن تكون مكافحته من كل الدول فى العالم تطرقنا الى موضوع السلام طبعا وكما نقول دائما ان سورية لم تغير مواقفها من السلام أى نريد التوصل الى سلام عادل وشامل فى المنطقة بالرغم من كل الظروف الصعبة والقاسية التى مرت بها عملية السلام وبالرغم من كل الانتكاسات التى نشهدها حتى هذه اللحظة لم يتغير موقف سورية من السلام فهو موضوع استراتيجى وليس موضوعا تكتيكيا لكن بالمقابل فان اسرائيل بالنسبة لوجهة نظرنا تثبت يوما بعد يوم أنها ضد هذا السلام وبالتالى لايمكن أن تتوافق الرغبة مع السلام مع الرغبة بالقتل ولايمكن أن تكون لوائح الاغتيالات المعلنة هى الدليل على الرغبة فى التوصل الى سلام حقيقى ومستقر أى الى استقرار فى المنطقة أيضا تكلمنا بالنسبة لموضوع السلام عن الاجماع الدولى الموجود حاليا فى العالم خاصة ماحصل فى/11/ ايلول حول ضرورة تحقيق السلام فى منطقة الشرق الاوسط وقلت ان هذا الاجماع فرصة قد لاتتكرر فى المستقبل فرصة للعالم ولكن بمقدارأكبر هى فرصة للادارة الاميركية التى تستطيع الان أن تتحرك من دون الاخذ بالاعتبار الكثير من العوامل الداخلية التى من الممكن أن تؤثر على دورها الحيادى كراع لعملية السلام لم نفصل فى الحوار بين موضوع السلام وموضوع الارهاب البعض يربط قضية الشرق الاوسط بالارهاب بشكل مباشر ويفهم من هذا الكلام أن قضية الشرق الاوسط هى منبع للارهاب هذا الكلام غير صحيح بغض النظر عن وجهة نظرنا نحن كعرب لان اسرائيل هى دولة مارست الارهاب بشكل منظم وهو ارهاب دولة هذا موضوع اخر لكن قضية الشرق الاوسط من الممكن أن تؤثر أو غالبا تؤثر فى تفعيل الارهاب من خلال كون الارهابيين بحاجة دائما الى غطاء قد يكون غطاء فى قضية وطنية قد يكون غطاء فى قضية قومية فى قضية دينية فى قضية اجتماعية وبالتالى فان حل المشاكل ازالة بؤر التوتر البؤر الساخنة فى العالم يسحب الغطاء من فوق هؤلاء الارهابيين اخر نقطة أقولها بالنسبة للسلام نحن لانستطيع فى سورية أن نرى بعين واحدة كما يرى البعض أى لانستطيع أن نفصل موضوع الارهاب الذى نراه يوميا ونعيشه بشكل مستمر فى اسرائيل مع الفلسطينيين أو ضد الفلسطينيين لانستطيع أن نفصله عن الارهاب الموجود فى العالم الروءية بعين واحدة تعنى نصف الحقيقة والبعض يرى بعينين مغمضتين والبعض الاخر يغمض عينيه ويريد من العالم أن يغمض أعينه نحن ننظر الى الامور بعينين مفتوحتين لكى نرى رؤية ثلاثية الابعاد وبالتالى نستطيع أن نرى الامور على حقيقتها وكما هى وبالتالى لايمكن للانسان أن يرى التفاصيل الصغيرة والبعيدة ان لم يكن قادرا على رؤية الاشياء الكبيرة والقريبة وبالتالى فان الشعوب فى هذه المنطقة العربية وحتى الاسلامية لايمكن أن ترى الارهاب العالمى اذا لم تر الارهاب الاسرائيلى وبالتالى فان معالجة هذا الارهاب واحدة من حيث معالجة الارهاب البعض يقول ان التوصل الى السلام يحقق خطوة كبيرة لصالح مكافحة الارهاب فى العالم هذا الكلام صحيح ولكن ايضا معالجة الارهاب فى اسرائيل يساعد فى التوصل الى السلام فى هذه المنطقة وفى كل العالم أختم هذه المقدمة بأن اقدر عاليا ماسمعته من السيد رئيس الوزراء حول تقديره العالى ونظرته العميقة للاسلام كدين عظيم وحول اهتمامه الشخصى بالجالية المسلمة فى بريطانيا شكرا جزيلا سيادة الرئيس لدعوتكم لى هنا اليوم وأرحب كثيرا بالمحادثات التى أجريناها وكما قلتم لى ان هناك علاقة ليس فقط بين بريطانيا وسورية كجزء من تاريخنا بل هناك بالنسبة لكم علاقة شخصية لانكم عشتم فى بريطانيا ودرستم هناك وامل ان هذا الحوار الصريح الذى بدأناه اليوم يمكن أن يتعزز على الدوام لان هناك خلافات ضخمة فى الفهم بين الغرب والاسلام وبين الغرب والعالم العربى ومع ذلك اذا أمكن أن تسفر احداث/11/ ايلول الرهيبة عن شىء فهذا الشىء هو محاولة جسر هوة عدم التفاهم وخلق الظروف السليمة للشراكة فى المستقبل واعتقد ان هذا ممكن ولذلك امل أن يستمر الحوار الذى بدأناه اليوم فى المستقبل بحيث نحقق الاهداف التى نريد كلانا أن نحققها وهى انهاء الارهاب حيثما كان وبأى شكل كان وان نحقق السلام السلام الدائم والصحيح وايجاد حل لمشاكل الشرق الاوسط

شكرا سيادة الرئيس

السؤال الأول
موجه الى السيد /بلير/ من /اندرو مار/ من هيئة الاذاعة البريطانية
هل يمكن أن نسال القائدين اذا كانا قد ناقشا مايحدث فى افغانستان حاليا خلال محادثاتهما وهل هناك وعود أو تعهدات أو اى شىء من هذا القبيل سعى اليه السيد الرئيس /الاسد/ واستجاب له أو لم يستجب رئيس الوزراء بلير

بلير: طبعا نحن ناقشنا الوضع الراهن فى افغانستان وأظن ان الشىءالاهم هو أن يقبل الناس أن ماحدث فى الحادى عشر من ايلول كان خطأ وان من الضرورى للمجموعة الدولية أن تتصرف نحن نؤدى الان عملا فى افغانستان وحددنا أهدافنا هناك بكل الوضوح وأعتقد أن رغبة الجميع هى أن نتأكد من المضى بعملنا الى خاتمة ناجحة بأسرع مايمكن هى رغبتنا وأظن أنها رغبة كل الناس فى هذه المنطقة وفى كل مكان اخر

السيد الرئيس : بالنسبة لنا فى سورية نحن منذ البداية أعلنا عن موقف واضح تماما يدين الارهاب ومع تعاون دولى لمكافحة الارهاب ولكن يجب أن نفرق بين مكافحة ارهاب وحرب نحن لم نقل أننا مع تعاون دولى من اجل اقامة حرب نحن دائما كمبدأ ضد الحروب فالحروب دائما لها نتائج سلبية على المجتمعات كما أننا نعتقد فى سورية بان الحرب لاتكافح ارهابا وقلت انا قبل قليل أن المكافحة هى سياسية ثقافية تعاون أمنى شبكة تعاون معلوماتى وامنى وسياسى بين الدول المعنية وبالتالى نحن على الاقل لانرغب برؤية مزيد من الحروب فى العالم فنحن عانينا الكثير منها خاصة مانراه الان من ابرياء يسقطون يوميا

السؤال الثانى
السيد رئيس الوزراء /تونى بلير/ الرئيس الاميركى/جورج بوش/ وسيادتكم اعلنتم تأييدكم لقيام دولة فلسطينية مستقلة لضمان الاستقرار فى المنطقة كيف ترون امكانية ذلك عمليا فى ضوء التصعيد الخطير الذى تقوم به اسرائيل من هدم للمنازل وتوسيع للمستوطنات واغفال لكل المناشدات الدولية بما فيها مناشداتكم ومناشدات الادارة الاميركية

السيد بلير: من الضرورى حدوث شيئين اذا اردنا البدء بعملية السلام فى الشرق الاوسط أولا يجب أن نتفق ماهى النقاط والمبادىء الثابتة وهى فى ذهنى أن اسرائيل لها الحق فى الوجود ومن حقها أن توجد مطمئنة الى أمنها وسلامها ضمن حدودها وثانيا ان توجد الى جانب دولة اسرائيل دولة فلسطينية تتوفر فيها المساواة والعدل للناس اعتقد أنه على هذا الاساس وعلى أساس قرارات الامم المتحدة من الممكن اعادة البدء بعملية صحيحة قادرة على تحقيق هذين الهدفين بيد أن الامر الثانى الذى لايقل لزوما عن لزوم الاتفاق على نقاط المبدأ الثابتة هو انهاء العنف بكل أنواعه لكى نحصل على الفسحة والوقت من اجل بداية ثانية لعملية السلام لانه مادام العنف مستمرا بأى طبيعة كان فمن الصعب للعملية السلمية أن تنجح واذا سمحتم أن اخذ مثالا من عملية السلام فى ايرلندا الشمالية التى لها فى سياق مختلف تماما بعض أوجه التشابه من حيث وجود مجموعات سكانية منقسمة وشعور كبير بالمرارة والعداء ولذلك انه امر حيوى من اجل أن تنجح العملية السياسية أن يتوقف العنف بكل الانواع لان الناس الذين يستخدمون العنف هم الذين يريدون أن يستبعدوا العملية السياسية وماأود رؤيته انما يقوم على أساس هذه النقاط المبدئية الثابتة وعلى أساس قرارات الامم المتحدة وأعنى بذلك عملية سلام تبدأ ثانية وتتيح لنا أن نعود الى التحكم بالوضع من اجل السياسة لا من اجل العنف

السؤال الثالث
من/ ايلين غودمان / من قناة الاخبار الرابعة
هل يمكن ان اسال رئيس الوزراء/ بلير/ مااذا كنتم بحثتم وضع المجموعات الارهابية التى يعتقد الاميركيون أنها تعمل فى هذا البلد وهل طلبت من السيد الرئيس أن يضبطها وهل يمكننى أن اسال السيد الرئيس هل أنتم مستعدون لاتخاذ اجراءات ضد هذه المجموعات وخاصة تلك التى اعلنت مسؤوليتها عن الاغتيال الاخير فى اسرائيل

بلير : اولا: اذا امكن ان اقول وفق ما اوضحت للتو اعتقادنا هو ان كل المجموعات المنخرطة فى العنف يجب ان توقف انشطتها لكى تعطى العملية السياسية فرصة النجاح بيننا الان اختلافات فى وجهات النظر بشان عملية السلام فى الشرق الاوسط وبشان العمل الذى نقوم به فى افغانستان ولكنى اعتقد ان الامر المهم هو ان نعترف بانه مالم نوجد الوضع الذى يتوقف فيه العنف فعلا فى الشرق الاوسط وتبدأ معه العملية السلمية فانه سيكون من الصعب جدا ان نرى كيف يمكن ان نحصل على حل عادل عن طريق التفاوض للمشاكل التى نواجهها نتحرك الى الامام والى جانب قولى انه مهما كانت الخلافات فى وجهات النظر اقول ان الحوار كان صريحا واعتقد ان هذا أمر مقبول لكلينا فنحن كلانا نريد ان نرى وضعا ينتهى فيه العنف وينتهى كليا لدى كل الاطراف لكى تبدأ عملية السلام مرة اخرى

السيد الرئيس : اريد ان اعقب طبعا القضية اعنى قضية الشرق الاوسط هى قضية الدول المعنية بها ونحن من اوائل الدول المعنية بها ونحن الاقدر على تحديد طبيعة المنظمات او الجهات او الافراد الموجودة لدينا فى منطقتنا كما قلت فى البداية المقاومة لتحرير الارض هى حق دولى لا احد يستطيع انكاره وبالتالى نحن لدينا جهات مختلفة وشخصيات وتيارات تدعم التحرير او تدعم المقاومين الذين يسعون لتحرير اراضيهم العمل المقاوم هو غير الارهاب وكما قلت فى البداية نحن نفرق وسأعطى مثالا لديكم مثال فى الغرب فى فرنسا على سبيل المثال احد اهم الشخصيات او احد اهم رموز المقاومة فى التاريخ الحديث هو الرئيس ديغول هو قاوم لتحرير الارض الفرنسية هل يمكن لاحد منكم ان يتهمه بانه ارهابى لايمكن العمل الذى قام به الرئيس ديغول هو نفس العمل الذى يقوم به الان المقاومون فى هذه المنطقة وبالتالى المعيار يجب ان يكون واحدا

السؤال الرابع
عملية السلام انطلقت منذ عشر سنوات ولم يتحقق السلام فى وقت لم يكن فيه العنف طوال هذه السنوات العشر والسلام لم يتحقق حتى الان نتيجة السياسات الاسرائيلية هل هناك مبادرة او نيات دولية وتحديدا اوروبية للشروع فى اعادة عملية السلام الى مسارها وفق قرارات الشرعية الدولية ومبدأ الارض مقابل السلام وهل زيارتكم للمنطقة تخدم هذا الهدف

بلير : طبعا هناك نية لفعل ذلك وهذا بالضبط مانريد ان نحققه نريد ان تبدأ العملية من جديد بحيث تتوفر عبر الحوار امكانيات حل المسائل فى الشرق الاوسط ولكن كى يحدث ذلك المهم هو ان تنتهى كل اشكال العنف وان يكون هناك ضبط للنفس وانهاء للعنف لكى يتمكن الناس من الحديث حول المسائل القائمة وخلال السنوات العشر الماضية كما تعرفون كانت هناك محالاوت كثيرة جدا لتحريك عملية السلام الى الامام ولكن تلك المحالاوت لم تنجح بعد ولكن رسالتى للناس فى اى بقعة من هذه المنطقة التى ازورها خلال اليومين القادمين هى انه لايوجد بديل لذلك عندما يتوقف القتل واراقة الدماء سيعود الناس ليحلوا خلافاتهم بواسطة الحوار لايوجد بديل لهذا الامر كما انه لايوجد اى بديل واقعى لوضع يكون فيه حق اسرائيل فى الوجود مطمئنة الى امنها وحق الفلسطينيين فى ان تكون لهم دولتهم الخاصة هما المبدأن الاساسيان لذلك الحوار وانا الان اعتقد ان ذلك يمكن ان يحدث ولكنه يحتاج الى الوقت والمساحة الكافية من اجل حدوث ذلك حتى قبل /11/ايلول اعلم انه قيل فى هذا الجزء من العالم ان اشخاصا مثلى ومثل الرئيس /بوش/ لم يهتموا بعملية السلام فى الشرق الاوسط الا بعد احداث 11 ايلول هذا غير صحيح عندما التقيت بالرئيس /عرفات / قبل بضعة ايام فى لندن كان ذلك لقائى الحادى عشر معه قبل الحادى عشر من ايلول كانت هناك خطة ميتشل وخطة تنيت وكما تعرفون كان الاميركيون يعدون لعملية جديدة بغية محاولة استعادة وردف عملية السلام ولذلك نحن منذ البداية فهمنا اهمية هذه المسالة ونحن نحتاج الى مساعدة من الجميع وكل بلدان هذه المنطقة كى نفعل ذلك وأهم شيىء وحيد يساعدنا على ان نفعل ذلك هو انهاء العنف من اية جهة وبأى شكل كان

السؤال الخامس
من/ رولا امين/ من شبكة /سى ان ان / يبدو ان التركيز هو تنفيذ خطة ميتشل وخطة تنيت من اجل تعزيز وقف اطلاق النار الهش بين اسرائيل والفلسطينيين هل تعتقدون ان هذه بداية جيدة وانها كافية كبداية 00 وهل سوف تشجعون المقاومة التى ترونها شرعية على وقف هجماتها لاعطاء خطة ميتشل فرصة السيد الرئيس 00 نحن لنا وجهة نظر فى تقرير ميتشل اولا نحن لم نساهم به ولم يؤخذ رأى سورية فى تقرير ميتشل ولكن فشل الكثير من المبادرات التى لم تأخذ بالاعتبار المتطلبات الضرورية لعملية سلام شامل وعادل ومنها حقوق الشعب الفلسطينى وشعوب المنطقة اثبتت صحة وجهة النظر السورية فاذا الشىء الصحيح الذى قلته هو انه اتفاق لوقف اطلاق النار وليس كما يعتقد البعض مرجعية للسلام المرجعية هى قرارات مجلس الامن والامم المتحدة طبعا بالاضافة لمرجعية مدريد عندما نتكلم عن مبادرات بغض النظر عن اسم هذه المبادرة او تلك او عندما نتكلم عن مفاوضات كل هذه ادوات المهم هو الهدف الهدف هو السلام يجب ان نضع قاعدة واحدة للادوات وللهدف لكى نستطيع ان نحقق هذا الشىء لنفترض ان هناك مبادرة طرحت سيسال المواطن الفلسطينى ماهو الهدف من هذه المبادرة وقف العنف احد الاشياء التى قد تكون ضرورية للوصول الى السلام لكن هى ليست كل شىء الاهم منها هو ماهى ما الذى سيحصل عليه هذا المواطن من حقوق عند انتهاء عملية السلام المهم ان تكمل اية مبادرة بالارتكاز الى قرارات مجلس الامن الى مرجعية مدريد وان تكون هناك ضمانات ان تكون ادارة عملية السلام وبشكل خاص الراعى ادارة محايدة نزيهة وهذا مالم يتحقق فى العشر سنوات الماضية ولذلك فشل السلام وفشلت كل المبادرات واذا لم يكن هناك قاعدة جيدة لادارة عملية السلام كما قلت الادوات والاهداف فسوف نلتقى فى مؤتمرات صحفية اخرى ومع مسؤولين اخرين بعد عشر سنوات لكى نسال نفس السؤال كيف نطلق عملية السلام

السيد بلير : اسمحوا لى ان ارد على ذلك اظن ان السيد الرئيس قال امرا هاما جدا ان خطة تنيت وتقرير ميتشل هما خطتان صالحتان لايجاد اوضاع امنية مختلفة ولانهاء العنف ولكنى اوافق ان هذه هى الخطوة الاولى ولكنها ليست نهاية العملية اما الذى يجب ان يحدث بعد ذلك هو حل القضايا الفعلية التى مازالت معلقة واعتقد ان ما قاله السيد الرئيس بالنسبة لقرارات الامم المتحدة هو ايضا هام وامل كثيرا ان نصل الى نقطة من الزمن تتمكن عندها سورية ايضا من استئناف المفاوضات مع اسرائيل من اجل حل المسائل العالقة بينهما وهكذا فانى اوافق على ان انهاء العنف هو السياق الذى يمكن حل المسائل الاساسية من خلاله ولكنه ليس هو الحل للمسائل ذاتها ولذلك يجب ان ننهى العنف ومن ثم نتجه لحل تلك المسائل الاساسية واعتقد انه اذا كان هناك اتفاق على ذلك واذا كان اتفاق كما قلت على نقطتى المرجعية الاثنتين بشأن اسرائيل والدولة الفلسطينية يمكننا البدء باحراز الكثير من التقدم

السؤال السادس
يشعر الكثير من العرب والمسلمين بنوع من الاحباط والقهر والظلم نتيجة لعدم تنفيذ اسرائيل لقرارات الامم المتحدة ذات الصلة ونتيجة للمعايير المزدوجة هل لديكم خطة وخاصة للاتحاد الاوروبى من اجل معالجة هذه النقطة الحساسة والتى تشكل نوعا من التوتر فى المنطقة

السيد بلير: أولا أود أن اتوجه بكلامى بشكل مباشر جدا الى الرأى العام هنا ويجب الا ننسى أبدا أن الرأى العام فى بلدى مختلف وهنا عندكم رأى عام مختلف وفى أميركا كذلك مختلف ولكنى امل أن نتمكن أينما كنا فى أى جزء من العالم من الاتفاق على أن ماحدث فى11 ايلول لايمكن أن يكون له عذر كما أنه لايمكن أن يوجد عذر للذين نفذوا عمليات/11/ ايلول حيث قتل الاف الناس من المسيحيين واليهود والمسلمين وممن لاعقيدة لهم وكما قال السيد الرئيس ان المتطرفين دائما يريدون أن يستخدموا قضية كغطاء لعملهم لكى يقوموا بهجماتهم الارهابية من الهام أيضا امل ان تكون الادانة مقبولة من قبل الجميع ولااحد يجب ان يعتقد أن الناس الذين نفذوا الهجمات فى11 ايلول يمثلون بأى طريقة الرأى العام للمسلمين أو العرب هذا كلام هام اقوله ولكن طبعا نحن نفهم أن هناك قلقا شرعيا بشأن انهيار عملية السلام فى الشرق الاوسط وان هناك رغبة لاحياء هذه العملية ونحن نفهم ذلك ومانريدكم أن تفهموه منا أن هناك قضية نريد أن نحلها ونحن مستعدون ان نضع كل قدراتنا وكل طاقاتنا من اجل محاولة حل هذه القضية ليس الامر عائدا لى لكى اتى واعرض خططا وما الى ذلك ولكن الامر العائد لى هو أن اتى الى هنا وأقول بكل وضوح اننا نريد أن نحل هذه المسالة ونريد احياء عملية السلام فى الشرق الاوسط اعطونا الفرصة لفعل ذلك من خلال ضمان وجود الاحوال التى يستطيع الناس فيها العودة الى الحوار ولذلك أقول لكم يجب ايقاف العنف من أية جهة جاء وطبعا انا افهم الخلاف فى النظرة الذى يمكن ان يوجد بين سورية وبريطانيا او بين سورية واسرائيل ستكون هناك خلافات جوهرية طبعا ولكننا فى النهاية كلنا نعلم انه لايوجد بديل للجلوس والتحدث وايجاد الحلول وليس من خلال العنف وليس من خلال الارهاب ولكن من خلال الحلول البناءة ومن خلال المفاوضات ومن خلال الحوار واعتقد ان هذا يمكن ان يحدث وهذا احد الاسباب التى دعتنى الى القدوم الى هنا وان اقول مااقوله بصراحة مطلقة انه لامر صعب بسبب التاريخ والـــخلافات ان اتى الى هنا واعـــقد مؤتمرا صحفيا كهذا المؤتمـــر ولكنى اعتقد انه اذا امكن ان تســـفر احداث 11أيلول عن اى شىء جيد فهذا الشىء هو محاولة ايجاد فهم جديد وطريقة جديدة لحل خلافاتنا قد يظن كثيرون اننا لانستطيع ولكن دعونا على الاقل ان نحاول ان نفعل هذا وان نفهم وجهات نظر بعضنا بعضا

السؤال السابع
سيادة الرئيس كنت مهتمة بسماع ماقلتم عن العمل العسكرى فى افغانستان هل تطلبون الان من رئيس الوزراء ان يوقف العمل العسكرى وهل تذهبون الى حد القول ان هذا العمل هو نوع من الارهاب

السيد الرئيس : نحن لانطلب شيئا فى كل الاحوال لم نكن طرفا فى بداية هذا الموضوع حتى نطالب بانهائه لكن نحن لدينا وجهة نظر وجهة نظر عامة من هذه الحرب ومن اية حرب اى لو عدت الى التاريخ السورى لستة الاف عام من الان أى اربعة الاف عام قبل الميلاد كان الاشوريون مقاتلين اشداء لكن منذ ذلك الوقت وحتى اليوم يوجد دفاع عن الارض السورية ولكن لم يكن فى يوم من الايام فى تاريخ السوريين اعتداء او احتلال لاراضى بلد اخر او قتل لابرياء فهذا مبدأ لكن فى الوقت ذاته نحن لانستطيع ان نقبل بما نراه يوميا على شاشات التلفزيون من ابرياء أصبح عددهم على ما أعتقد بالمئات الان يموتون يوميا ولا اعتقد بان احدا فى الغرب يوافق على هذا الشىء وختم السيد الرئيس المؤتمر الصحفى قائلا شكرا لكم جميعا وكما قلت للسيد رئيس الوزراء فى نهاية اللقاء مهما كانت الصورة سوداء فيمكن ان يخرج منها ضوء عندما تتوفر الارادة وهذا الشىء يمكن ان يساهم به الاعلام بشكل مباشر وفاعل خاصة فى الغرب
نتمنى من الاعلام ايضا ان يلعب دورا ايجابيا فى هذه الازمة

وشكرا لكم







رد مع اقتباس
قديم 28-01-2011, 02:45 AM رقم المشاركة : 36
معلومات العضو
المحامي هلال حسين
عضو مميز جداً

الصورة الرمزية المحامي هلال حسين

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


المحامي هلال حسين غير متواجد حالياً


افتراضي رد: كلمات السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد

السيد الرئيس مع المستشار الألماني (شرويدار)


عقد السيد الرئيس بشارالاسد والمستشارالالمانى غيرهارد شرويدر موءتمرا صحفيا مساء اليوم بدأه المستشار شرويدر بكلمة رحب فيها بالسيد الرئيس ضيفا عزيزا فى المانيا واشار الى زيارته لسورية العام الماضى ورأى المستشار شرويدر ان تقرير لجنة ميتشل باعتباره الحل المطروح حاليا يعطى الفرصة للحد من العنف واكد اهمية دور سورية المفتاحى فى سلام الشرق الاوسط معربا عن امله فى متابعة الرئيس الاسد لمساعيه من اجل هدف السلام الذى هو لمصلحة جميع شعوب المنطقة ورد السيد الرئيس بشار الاسد على كلمة المستشار شرويدر الترحيبية بالكلمة التالية
اشكر السيد المستشار على هذه الكلمة الترحيبية وانا سعيد ان اكون هنا فى برلين والتقى به للمرة الثانية خلال اقل من عام ولقد كانت فرصة لمتابعة الحديث الذى ابتدأناه فى الخريف الماضى فى دمشق فقد تابعنا مناقشة المواضيع المختلفة فى المجالات السياسية والاقتصاديةوالعلاقات الثنائية بين البلدين0 طبعا الموضوع السياسى كان له حيز واسع فى محادثات اليوم وقد كان التركيز على عملية السلام فى الشرق الاوسط والتى اكدنا خلالها على ضرورة تطبيق كل قرارات الشرعية الدولية لكى نستطيع ان نصل الى سلام عادل وشامل واكدنا على ان اية مبادرة او اجراء سيتم يجب ان يخضع لتلك القرارات اى قرارات الشرعية الدولية وهذا يعنى بشكل الى انه سيخضع لمصالح الشعوب وان يعيد الحقوق لاصحابها وسنتابع المباحثات على العشاء فلم ننته بعد وبكل تاكيد ستكون النتائج ايجابية كما كانت فى الجلسة التى اختتمناها شكرا لكم ونحن مستعدون للاجابة على الاسئلة

س / سيادة المستشار شرويدر تاتى زيارة الرئيس الاسد لالمانيا بعد زيارتين ناجحتين لاسبانيا وفرنسا ويترافق ذلك مع تنامى الاهتمام الاوروبى بدور سياسى على المسرح الدولى يتجلى ذلك بتعيين مسوءول خاص للقضايا الخارجية فى الاتحاد الاوروبى ولفت نظر المراقبين فى زيارة شارون الاخيرةلبرلين انكم نصحتموه باعادة النظر وبالمرونة بشان المستوطنات فى الاراضى الفلسطينية المحتلة غير ان اسرائيل ترفض على الدوام دورا سياسيا اوروبيا فى عملية سلام الشرق الاوسط كيف السبيل بتقديركم لدور اوروبى فاعل وحقيقى ينحاز للشرعية الدولية وينقذ عملية السلام ولايكتفى بالتصريحات بل يسمى الاشياء بمسمياتها

ج/ المستشار الالمانى اسمحوا ان اجيب على هذا السوءال تقرير ميتشل يرى فيه الاوروبيون والولايات المتحدة والامم المتحدةحاليا الالية الوحيدة الموجوده بين ايديناوهو شبيه بالمبادرة المصرية الاردنية ويحتوى على نقاط شبيهه بها ويودان يوصلنا الى حل فى المنطقة يكون فى مصلحة جميع الشعوب وفى مصلحة اعادةالحقوق المبنية على قرارات الامم المتحدة التى هى قرارات دولية وتحقيق مصالح الشعوب فى المنطقة التى هى مصلحة تحقيق السلام ولذلك نحن نودان تجتمع وتتضافر جميع الجهود فى المنطقة وفى العالم لتنفيذ هذا التقرير فى اقرب وقت ممكن وبشان سوءالكم حول زميلى الاسرائيلى الذى زارنا فان ماقلتموه فى سوءالكم صحيح

س / هل سيتم اثناء هذه الزيارة توقيع اتفاقيات اقتصادية ثنائية

ج / السيد الرئيس
طبعا تباحثنا بهذا الموضوع وسيتم توقيع اتفاقيات فى مجالات التعليم العالى وسنتباحث لكى يتم توقيع اتفاقيات ايضا فى المجالات الصناعية بشكل خاص

س / سيادة المستشار قلتم انه بدون سورية لايكون هناك سلام وتحدثتم ايضا عن تقرير ميتشل الذى لم يتطرق اطلاقا الى سورية فكيف تكون هناك اليه لايجاد دور فاعل لسورية ضمن سياق حالة فاعلة من السلام فى الشرق
الاوسط والفعل الاوروبى والفعل الامريكى معا وتقرير ميتشل

ج / شرويدر
انا قلت فيما يخص تقرير ميتشل انه الية لا ارى غيرها حاليا بغض النظر عن التفاصيل الموجوده فى هذا التقرير ونحن رغبتنا ان نبدأ بتنفيذ هذا التقرير اما فيما يخص المشاركين فنحن نرغب فى ان يكون لسورية وهى دولة مهمة فى الشرق الاوسط دور فى هذا التقرير سس/ من صحيفة تاغس تسايتونغ الصحيفة اليومية اعتقد بان المنحى فى
مفاوضاتكم مع المستشار او التوجه العام هو ان يكون للاقتصاد دور فاعل وبارز هل سيحظى مستقبلا قطاع الاتصالات بحيز من هذه الاتفاقيات السيد الرئيس هو احد المحاور الهامة للتطوير فى سورية فلا يوجد محور لن نطوره خاصة فى المجال الاقتصادى والعلاقات التى تقوم بين سورية والمانيا الان تقوم ايضا بين سورية ودول عديدة اخرى فى هذا المجال وفى مجالات عديدةاخرى وبكل تاكيد سيحظى باهتمام لكن لم نفصل به الان فى جلستنا انا والسيدالمستشار فهذا المجال له تقنيون مختصون يتباحثون مع بعضهم البعض س/ تتم فى بلجيكا محاكمة شارون وهى دولة عضو فى الاتحاد الاوروبى وهذا مادفعه لالغاء رحلته اليها الم يحن الوقت لاتخاذ مواقف اوضح تجاه شارون / او مايقوم به ضد الفلسطينيين من استخدام مفرط للقوة ودفعه للتوقف عن ذلك

ج/ المستشار شرويدر
انا لا اعتقد ذلك ومايحدث فى هذا الموضوع خطأ وليس راى المانيا س / المستشار شرويدر فى المانيا تسود حرية الصحافة والصحف الاكثر رواجا فى المانيا تتوجه بالسوءال الى المستشار عن كيفية ملاءمة ذلك مع العلاقات مع سورية

ج/ شرويدر/ فيما يخص العلاقات الدولية المانيا لها سياسة خارجية وهى تتعامل مع الدول الاجنبية تعاملا نابعا من هذه السياسة ومع الشركاء والاصدقاء والدول الاخرى وطبعا نحن حتى لو لم نكن نتفق مع سورية فى كل ارائها فاننا نعرف ايضا ان سورية لا تتفق معنا فى كل الاراء ونحترم ذلك السيد الرئيس اهم شىء اننا اتفقنا على تطبيق قرارات الامم المتحدة المستشار شرويدر صحيح







رد مع اقتباس
قديم 28-01-2011, 02:46 AM رقم المشاركة : 37
معلومات العضو
المحامي هلال حسين
عضو مميز جداً

الصورة الرمزية المحامي هلال حسين

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


المحامي هلال حسين غير متواجد حالياً


افتراضي رد: كلمات السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد

السيد الرئيس - مؤتمر صحفي خلال زيارته لفرنسا

كانت الزيارة ناجحة بكل المقاييس فقد كانت هناك محادثات سياسية واقتصادية وثقافية وتم توقيع العديد من الاتفاقيات فى المجالات المختلفة خاصة فى مجالات الاقتصاد والنقل والتعليم العالىكما تم توقيع اتفاقيات فى مجال التأهيل الادارى مع المعهد الوطنى للادارة / الاينا/ واتفاقيات تعاون فى مجال البحث العلمى والتكنولوجيا وفى مجالات النقل والسياحة وفى مجالات اخرى وكان لى لقاءان هامان جدا مع الرئيس/ جاك شيراك/ورئيس الوزراء / ليونيل جوسبان/ تم التركيز فيهماعلى الوضع فى منطقة الشرق الاوسط والدور الاوروبى والدور الفرنسى كما تم الحديث عن العلاقات الثنائية بين البلدين وكان هناك توافق حول اغلب المواضيع والنقاط المطروحة وبشكل خاص ضرورة التزام الدول المعنية بعملية السلام كافة بتطبيق قرارات الامم المتحدة ومجلس الامن والالتزام بمرجعية مدريد والان نبتدىء الاجابة على الاسئلة

سؤال السيد الرئيس لقد ناقشتم مع الرئيس الفرنسى قضية الشرق الاوسط
هل ناقش معكم افكارا ومقترحات جديدة لعرضها على الجانب الاسرائيلى خاصة كما تعلمون سيادتكم ان/ شارون/ سيزور باريس خلال عدة ايام فهل يقوم الفرنسيون بدور الوساطة بينكم وبين اسرائيل

جواب السيد الرئيس
لاتوجد اى مقترحات جديدة ولاتوجد اية وساطة من اى دولة بيننا وبين الاسرائيليين كان هناك حوار بينى وبين الرئيس / شيراك/ ورئيس الوزراء/ جوسبان/ وتم فى تلك المقابلة اجراء تحليل للوضع فى منطقة الشرق الاوسط واسباب تعثر عملية السلام بعد عشر سنوات من انطلاقها اين تم واين لم يتم الالتزام بمرجعية مدريد وبتطبيق قرارات الامم المتحدة ومجلس الامن ومسوءولية كل طرف من الاطراف المعنية عن دفع او عرقلة عملية السلام سؤال كريستان مالار من القناة الثانية الفرنسية تتمنون سيادة الرئيس ان تلعب اوروبا وفرنسا خاصة دورا فى الشرق الاوسط من اجل محاولة حل المشكلة هل تعتقدون ان ذلك ممكن سيما وان الاميركيين والاسرائيليين لايتمنون ذلك لانهم يصفون السياسة الفرنسية بأنها موالية جدا للعرب جواب السيد الرئيس الموقف الفرنسى صحيح هو موقف عادل وموقف واضح انت تكلمت عن السبب او احد الاسباب التى تمنع اوروبا من ان تكون فاعلة فى عملية السلام خلال العشر سنوات وهذه النقطة نحن طرحناها مع المسوءولين الاميركيين فى شكل واضح وصريح وطرحناها مع المسوءولين الاوروبيين واعتقد ان الموضوع يحل بالحوار بين الاوروبيين وبين الادارة الاميركية بين الاوروبيين كمجموعة اوروبية او كدول اوروبية منفردة والادارة الاميركية فيقدم شرح للاميركيين ان دور اوروبا هو دور مكمل ومساعد وليس مناقضا ولا يأخذ احد محل الدور الاميركى لكن دور اوروبا ضرورى جدا للقرب الجغرافى للقرب الثقافى لتواجد فرنسا بشكل خاص فى منطقة الشرق الاوسط لعقود طويلة مما يعطيها الامكانية لفهم مشاكلنا وفهم الخلفيات التى ننطلق منها بشكل عام

سؤال من وكالة الصحافة الفرنسية
زيارتكم الحالية الى فرنسا والزيارة المرتقبة لالمانيا بعد اسابيع تعتبر دفعة جديدة على طريق الاصلاحات الاقتصادية من ناحية ومن ناحية ثانية اين وصلت المفاوضات الجارية حول توقيع اتفاق شراكة مع الاتحاد الاوروبى ومتى تتوقعون انتهاءها جواب السيد الرئيس ان المفاوضات مع المجموعة الاوروبية بدأت منذ زمن طويل كانت هناك توقعات فى انهاء هذه المفاوضات خلال الاشهر القليلة القادمة بكل الاحوال هذا الموضوع يخضع للفنيين الذين مازالوا يناقشون بعض النقاط الخلافية التى اعتقد بأنها بسيطة أما من ناحية المبدأ فنحن مقبلون على هذه الشراكة ونتمنى أن لاتتأخر

سؤال كيف تستطيع الموءسسات الصغيرة والمتوسطة الاهتمام بالسوق السورية لانه حتى الان يتعلق الامر بالموءسسات الكبيرة وخاصة النفطية

جواب السيد الرئيس
أهم شىء فى منطقتنا هو اولا الاستقرار ثانيا وجود مواطنسورى يحب أن يتعلم يحب أن يتطور وهذا يتماشى مع التطور المطلوب الان فى العالم نحن فى سورية ايضا كدولة وكمجتمع نقوم بالتطوير والتحديث بهدف الوصول الى الافضل فى مجالات مختلفة طورنا العديد من القوانين فى مجالات الاستثمار بشكل خاص وطبعا مازال الطريق طويلا وأحد اهداف الزيارة الحالية لفرنسا هو تعزيز التعاون بين بلدينا بهدف دفع عملية التطوير وأستطيع ان اضيف الى ماذكرته أن مستقبل الاستثمار فى سورية يتجه نحو الافضل وكان هناك لقاءات بينى وبين وفد رجال الاعمال الفرنسيين/ ميديف/ صباحا وكانت ايضا هناك لقاءات بين المسوءولين فى الوفد السورى برجال الاعمال الفرنسيين فى غرفة التجارة لمناقشة سبل التعاون بيننا وبينهم وللاستفادة من ملاحظاتهم لكى توءخذ بالاعتبار فى الاصلاحات التى تجرى الان فى سورية

سؤال من ميشيل ابو نجم صحيفة الشرق الاوسط
سيادة الرئيس هل هناك من تخطيط او خطة معينة للقاء مع الرئيس الاميركى / جورج بوش/ وبعد ستة اشهر من تسلم الادارة الاميركية الجديدة ماهو تقييمكم للتحرك الاميركى والسياسة الاميركية فى المنطقة

جواب السيد الرئيس
لم يطرح بعد موضوع اللقاء مع الرئيس/ بوش/ ولانعلم ان كان لديه جولة فى المنطقة ام لا اما بالنسبة للتحرك الاميركى فكما تعلم لم يبدأ بشكل واضح هناك مبادرات ابدينا رأينا فيها بشكل معلن لكن حتى الان لاتوجد مشاركة فعلية من الادارة الاميركية الجديدة فى عملية السلام او فى دفع عملية السلام علينا ان ننتظر حتى نقيم سؤال حمدى كريتلى من صحيفة الاتحاد سيادة الرئيس يراهن الاميركيون على انجاح مشروع القرار البريطانى المطروح على مجلس الامن بخصوص العراق على دول الجوار من بينها سورية ويراهن العراق على افشال هذا المشروع من خلال تعاونه مع دول الجوار ومن بينها سورية ماهو الموقف السورى بالتحديد من مسألة احكام الرقابة البرية على الحدود مابين العراق ودول الجوار وفى حال تمت الموافقة على مشروع القرار هل ستقبل سورية بهذا المشروع وبوجود مراقبين دوليين على الحدود السورية لاحكام الرقابة جواب السيد الرئيس القسم الثانى من السؤال يصب فى القسم الاول نحن طرحنا التالى على السيد/ كوفى انان/ وعلى المسوءولين الاخرين الذين التقينا بهم طبعا لم تظهر حتى الان الصيغة النهائية لهذا القرار او لمشروع القرار المقترح لكن هناك نقطتان يجب الا يمسا اولا سيادة الدول سواء أكان العراق او اى دولة اخرى مجاورة او غير مجاورة وثانيا الحالة الانسانية او الحالة الصعبة التى وصل اليها العراق والمعاناة التى يعانيها الشعب العراقى يجب الا تكون اسوأ نتيجة لهذا القرار نحن ننتظر الشكل النهائى لمشروع القرار حتى نعلن موقفا محددا وواضحا منه

سؤال فوءاد ابو منصور من الانوار ومجلة الصياد سؤالى لسيادتكم هو التالى هل لاحظتم كما تسرب من معلومات اعلامية ان المسوءولين الفرنسيين قلقون تجاه التطورات على المدى القريب فى لبنان وايضا على المدى البعيد فهل تشاطرونهم هذا القلق ماهى قراءتكم لتطور الوضع اللبنانى فى السنوات القليلة القادمة السيد الرئيس اى تطورات ابو منصور تطورات المعطيات السياسية الامنية الاقتصادية ككل السيد الرئيس الداخلية ابو منصور طبعا داخل لبنان اى الوضع الداخلى

جواب السيد الرئيس
تم التطرق للموضوع الداخلى اللبنانى بشكل عام وعبروا عن قلقهم من الوضع الاقتصادى بشكل خاص وعبرنا نحن عن موقفنا الثابت بضرورة الوقوف الى جانب لبنان سوريا وعربيا ودوليا لم يتجاوز النقاش هذا الحد موقفنا موحد من هذه النقطة ضرورة الوقوف الى جانب لبنان من اجل تجاوز كل المصاعب او المشاكل المطروحة

سؤال من جريدة الحياة/
السيد الرئيس تفضلت البارحة واقترحت اسلوبا جديدا من اجل السلام فى ادارة السلام من الولايات المتحدة واوروبا اذا امكن الامر فما هو هذا الاسلوب الذى تقترحه هل تطالب بمدريد ثانية/

جواب السيد الرئيس/
انا بالاساس لم اطرح اسلوبا جديدا انا طالبت بالعودة الى الاسلوب الاساسى وهو اسلوب وحيد فما تم تطبيقه خلال السنوات العشر الماضية هو الاسلوب الذى لايتوافق بالاساس مع المبادىء التى انطلقت من خلالها عملية السلام اى قرارات الامم المتحدة ومجلس الامن ومرجعية مدريد ماحصل ان اسلوب ادارة المفاوضات لم يكن يتطابق مع هذه المرجعيات وهذا احد اسباب فشل عملية السلام بعد عشر سنوات من انطلاقها ومااكدنا عليه هو العودة الىالاسلوب المطروح فى السابق الذى لم يطبقهذا هو ماقصدت بانه اسلوب جديد او اسلوب أخر لادارة عملية السلام

سؤال سيادتكم امس فى البرلمان الفرنسى قلتم بأن المنطقة تذهب نحو الحرب هل هناك اشارات محددة الى ان المنطقة تذهب حقيقة نحو الحرب ام ان هناك تخوفا بشكل عام/

جواب السيد الرئيس
لا انا لم اقل هذه الكلمة بالضبط انا قلت بأن شارون يدفع المنطقة باتجاه الحرب وسورية لاتريد الحرب والدول العربية لاتريد الحرب بل تعمل بالاتجاه المعاكس لكن حتى هذه اللحظة مازال الاداء الاسرائيلى يتجه باتجاه دفع المنطقة باتجاه الحرب هذا ماقلته بالتحديد

سؤال اذاعة فرنسا الدولية/
فى حال تدهورت الاوضاع الامنية فى المناطق الفلسطينية وانهار وقف اطلاق النار ماذا سيكون موقفكم من التنظيمات الفلسطينية الموجودة فى سورية وهل ستقوم بتحرك ما وكذلك الامر بالنسبة لحزب الله على الحدود اللبنانية الاسرائيلية هل يمكن لهذه التنظيمات ان تبقى مكتوفة الايدى فى حال تدهور الوضع ميدانيا/

جواب السيد الرئيس/
انا لاارى ربطا مباشرا بين هذه النقاط الثلاث لكن هذه المنظمات هى التى تحدد وليست سورية اما اذا كان هناك دخول للاراضى الفلسطينية فهذا يعنى بشكل رسمى اعلان من قبل اسرائيل بأنهاء عملية السلام وكل ماله علاقه بالسلام اما بالنسبة للمنظمات فأعتقد ان هذا السؤال يوجه لتلك المنظمات فهى ليست تابعة لسورية/

سؤال لان هناك حدودا مشتركة اعنى وجبهات مشتركة بين سورية ولبنان واسرائيل وهذا كان الربط هل ستطلقون ايدى هذه التنظيمات لتقوم بعمليات ما

جواب/ سورية تلتزم بالاتفاقيات الدولية التى وقعتها وهناك اتفاقيات دولية نحن ملتزمون بها وأى شىءفى المستقبل سيأخذ بالاعتبار هذه الاتفاقيات/

سؤال من / لوسيان بيترلان/ السيد الرئيس ماهى انطباعاتكم فى نهاية زيارتكم لفرنسا هل تعتقدون انكم نجحتم فى اعطاء صورة اخرى عن سورية لمحدثيكم الفرنسيين/

جواب السيد الرئيس/
لااستطيع ان احدد انا مقدار النجاح هذا يقيم لاحقاويقيم فرنسيا بكل الاحوال انا اتيت الى هنا وقمت بشرح الموقف واعطاء الصورة الحقيقية الموجودة فى المنطقة واستمع المسوءولون الفرنسيون الى كل ذلك باهتمام وكما قلت كان هناك توافق بأن الصورة ليست غائبة عن الفرنسيين سواء الحكومة والمسوءولون المختلفون ام الشخصيات الاخرى
التى التقيناها هم مطلعون على الاوضاع فى المنطقة لكن هناك حوار بهدف وضع صورة مشتركة وازالة كل النقاط العمياء التى من الممكن ان تتواجد فى هذه الصورة/

سؤال من وكالة الانباء الفرنسية/
السيد الرئيس ستذهبون قريبا الى المانيا ماذا تنتظرون من هذه الزيارة وهل هناك زيارات اخرى متوقعة لبلدان اوروبية/

جواب السيد الرئيس
مبدئيا هناك زيارة فقط لالمانيا والشىء الطبيعى ان يكون الهدف الاساسى لاى زيارة هو تعزيز العلاقات الثنائية بالدرجة الاولى وبالدرجة الثانية اجراء تقييم شامل للاوضاع سواء فى المنطقة او فى العالم واى موضوع اخر يهم البلدين كان هناك زيارة للمستشار الالمانى/ شرويدر/ الى سورية منذ حوالى سبعة اشهر وكان هناك خطوات جيدة لدفع العلاقات الالمانية السورية واتفقنا على متابعة هذه الخطوات فى زيارة لاحقة اقوم بها انا لالمانيا وهذه الزيارة محددة فى الشهر القادم/

سؤال من سامى كليب صحيفة/ السفير/ اللبنانية/
سيادة الرئيس امس تحدثت فى ردك على اسئلة النواب عن اعادة الانتشار السورى فى لبنان وقلت ان لمسألة تتعلق بالعسكريين بين البلدين هل هذا يعنى ان القرار السياسى قد اتخذ للانسحاب الشامل من لبنان ثم لماذا لم تزر لبنان حتى اليوم رغم انك تزور دولا اخرى هل من مشروع/ واود ان اسألك سؤالا اخيرا اذا سمحت عن الوضع الداخلى فى سورية الكثير يتحدث عن امال واصلاحات كبيرة/ فى سورية ماهى الاصلاحات الحقيقية سياسيا واقتصاديا التى ستغير النهج السابق/

جواب السيد الرئيس
هذا ماقالته الصحافة فى الامس أنا لم اقل بان اعادة الانتشار يقوم بها العسكريون أنا كنت اتحدث عن الخطوات التى تمت فى الماضى حول اعادة الانتشار فى نيسان عام/2/ وفى تشرين الاول عام/2/ وفى بداية حزيران/21/ كنت اتكلم عن الازمنة قلت من يحدد الزمن والطريقة هم العسكريون لكن العسكريون يخضعون لموءسسات اخرى يخضعون للقرار السياسى فهم ليسوا موءسسة منفصلة لم اكن اتكلم عن مبدأ اعادة الانتشار او عن القرار انا كنت اتحدث عن اختيار الزمن المناسب والاسلوب او الشكل المناسب هو قرار عسكرى وبالتالى هو بكل تأكيد يخضع للقرار السياسى وزيارة لبنان بكل تأكيد مطروحة لكن يبقى اختيار الزمن ولاتوجد مشكلة فى هذه النقطة بينى وبين الرئيس/ لحود سيكون بكل تأكيد زيارة للبنان سيحدد زمنها لاحقا/ تكلمت انا عن التطوير فى سورية هو تطوير شامل فى كل المجالات لايوجد مجال لن نطور فيه لكن هناك اولويات للتطوير هذه الاولويات تستند الى امكانية تحقيق شىء فى مجال قبل مجال اخر من خلال توفر الامكانيات نستند الى الامور الضاغطة نعالج الامور الضاغطة اكثر او قبل الامور التى تضغط بشكل اقل على المواطن اعطيت الافضلية بالنسبة للتطوير الى المجال الاقتصادى والافضلية لاتعنى ان ننتهى من مجال وننتقل لمجال أخر وانما تعنى ان نعطى الاهتمام اكثر لمجال قبل المجالات الاخرى فالاولوية للمجال الاقتصادى وفى المجال الاقتصادى الاولوية للتأهيل فى مجال التأهيل اعطينا الاولوية للادارة/ هناك اولويات دائما فى اى عمل لكن لم نقل باننا نطور فى مجال ولا نطور فى مجال اخر وفى سورية قمنا بالتطوير فى مختلف المجالات فىخطوات قد تكون بطيئة فى مجال وسريعة فى مجال اخر وهكذا

سؤال القناة الثانية للتلفزيون الفرنسى/كريستان ملار/
السيد الرئيس هل تعتقدون مثلما كان يعتقد والدكم ان احد العوامل الرئيسية لعدم التوصل الى حل يعود لكون الادارات الاميركية جمهورية كانت أم ديمقراطية رهينة للوبى الصهيونى فى الكونغرس

جواب السيد الرئيس
منذ انطلاق عملية السلام تم تحديد طريق واضح ووحيد لعملية السلام اعود واقول المرجعيات الدولية قرارات المجتمع الدولىمجلس الامن الامم المتحدة مرجعية مدريدوهذه قرارات دولية اتفق عليها المجتمع الدولى بديهى جدا بعد عشر سنوات عندما لانتمكن من تحقيق السلام من البديهى ان نقول هناك عقبات موجودة هذا شىء بديهى والا لماذا لم تتحقق عملية السلام/ مع هذه العقبات علينا ان نتساءل ماهو الطريق المحدد لعملية السلام الطريق المحدد هو اولا اعلان الهدف اى عملية السلام ثانيا السير بهذا الطريق السير من قبل القيادات علينا لاحقا ان نجرى تقييما من الدول المعنية سواء اطراف الصراع او الدول التى ترعى عملية السلام وعندما نصل الى هذا التقييم نستطيع ان نعرف ماهى العقبات بالنسبة لنا فى/سورية/منذ البداية اعلنا عن موقفنا بشكل واضح عن هدفنا بشكل واضحو عن التزامنا بكل المرجعيات الدولية بشكل واضحولن نغير بالمقابل حتى الان بعد عشر سنوات لايوجد تصريح اسرائيلى واحد يقول بضرورة الالتزام بالمرجعيات الدوليةفاذا عدت وبحثت فى كل ماقيل وماصرح وماكتب فى/اسرائيل/لايوجد شىء يدل على اهتمامهم او رغبتهم بتطبيق قرارات مجلس الامن اذا كانت هذه هى العقبة الاساسية وهى واضحةفلا نستطيع ان نبحث عن بقية العقبات لان هذه العقبة هى أساس عملية السلام كيف يمكن ان نحقق سلاما اذا لم نكن قادرين او قابلين او راغبين فى تطبيق قرارات الشرعية الدولية

سؤال قاسم سويد/من تلفزيون/ن ب ن/ من/بيروت/
سيادة الرئيس اود أن أسألك عن مزارع شبعا اللبنانية الامم المتحدة تقول ان هذه المزارع موضع خلاف بين/اسرائيل/و/سورية/تحديدا سؤالى هل طلبت/فرنسا/منكم العمل على تحييد التوتر من هذه المنطقة وهناك نقد دائم حول موقف/سورية/فى هذا المجالهل /سورية/توءكدرسميا لبنانية هذه المزارع/

جواب السيد الرئيس
تم التأكيد بشكل رسمى على لبنانية هذه المزارع طبعا لم يتم التطرق فى هذه الزيارة لهذا الموضوعلكن من يحدد جنسية هذه المزارع بالقانون الدولى هو الدولتان الموجودتان على جانبى الحدودالامم المتحدة يمكن ان نسميها مستودعا للاتفاق النهائى بين الدولتين الموجودتين على طرفى الحدودنحن اعلنا بشكل رسمى ان مزارع شبعا لبنانية هذه المناطق محتلة الانلايمكن الحديث فى هذا الموضوعوفى المستقبل بعد ان يتم تحديد الحدود تقوم الدولتان بتسجيل هذا التحديد فى الامم المتحدة

سؤال روءوف أبو زكى مجلة /الاقتصاد والاعمال/
سيادة الرئيس أعتقد ان احد اهداف الزيارة هو الترويج للاقتصاد السورى والانفتاح الحاصل فى ضوء الاجراءات التى اتخذتها الحكومة ولكن هذه الاجراءات مازالت فى منتصف الطريق فهل هناك نية لمتابعة هذه الاجراءاتوهل تعتقدون بأن ماتم حتى الان يكفى لان تكون/سورية/ بلدا جاهزا للاستثمار الخارجى/

جواب السيدالرئيس
انا اشكرك بأنك تعتبر أننا فى منتصف الطريق انا اعتقد بأننا مازلنا فى البدايةوالطريق طويل جداوطالما اننا فى بداية الطريق فمن الطبيعى ان نبقى مستمرينطبعا لايوجد نهاية لاى طريق له علاقة بالتطوير طالما ان العالم يتطورولايوجد سقف فلا نستطيع ان نحدد اساسا اين هو المنتصفيبقى ان الانسان دائما يجب ان لايكون راضيا عما يقوم به لكى يبقى هناك دافع للمزيد من التطوير وهذا مانشعر به

سؤال من شريف الشوباشى مدير مكتب الاهرام فى/باريس/
سيادة الرئيس فى الحقبة الماضية حاولت او سعت كل دولة عربية على حدة او كل طرف عربى على حدة بما فى ذلك الفلسطينيون لايجاد سلام مع/اسرائيل/ألم يحن الوقت لان يكون هناك موقف عربى مشترك/ حتى اوروبا و/الولايات المتحدة/لاتأخذنا مأخذ الجد طالما انه لايوجد موقف عربى موحد ومشتركوقوى تجاه عملية السلامماذا تستطيع/سورية/ ان تفعل فى هذا المجال حتى نحصل على سلام مشرف لنا جميعا نحن العرب/

جواب السيد الرئيس
الشىء الوحيد الذى نستطيع ان نفعله هو ان نبادر تجاه الاخوة العرب لكى ننسق معهم ونتمنى ان يبادروا لكى ينسقوا معنا هذا ماقمنا به ومانقوم به اليوم ودائماوفى موءتمر القمة العربى فى/عمان/ التقيت بالرئيس/ياسر عرفات/على هامش القمة ودعوته لزيارة/دمشق/ ومنذ حوالى الشهر اكدنا على هذه الدعوة وطلبنا من الاخوة الفلسطينيين ارسال وفد للتحضير لهذه الزيارة مضت الان عدة اشهر ومازلنا ننتظر لانعرف اذا كان لديهم ظروف معينة لكننا منفتحون على كل تعاون وتنسيق مع الفلسطينيين ومع اى طرف عربى سؤالمن عونى الكعكى سيدى الرئيس مارأيك بموضوع بناء المستوطنات فى/الجولان/ وماهو تأثيرها على عملية السلاموالسؤال الثانى لو تكرمت هل هناك احتمال للقيام بزيارة الى/الولايات المتحدة الاميركية/ جواب السيد الرئيس بالنسبة للزيارة لم يطرح هذا الموضوع الانكل زيارة فى وقتها تخضع للظروف المحيطة بها هذا الموضوع غير مطروح الانوبالنسبة للمستوطنات اكيد موقفنا بديهىمستوطنات لعدو محتل على ارضك غير مقبولة لاانسانيا ولاشرعيافلا الشرعية الدولية ولا أى شرعية تقبل بهذا الشىءوبكل تأكيد نحن ضد بناء المستوطنات فى /الجولان/وفى اى ارض عربية وقرارات مجلس الامن والامم المتحدة وكل المواقف الدولية ضد بناء المستوطن اتو اعتقد بأنه لاتوجد خلافات حول هذه النقطة

سؤال حسن الحسينى من اذاعة مونت كارلو
سيادة الرئيس احدثت سابقة خلال زيارة الدولة التى قمت بها الى/فرنسا/ اذ تكلمت باللغة الفرنسية فى خطابينوعادة المسوءولون السوريون يتكلمون فقط باللغة العربية فى الخارج وعادة يتحدث المسوءولون السوريون فى الموءتمر الرسمية باللغة العربية فقطفأحدثت سابقة جديدة هذا موءشر نحو الفرانكوفونية كما اعتقد وخاصة انك طلبت من الفرنسيين دعم تطوير اللغة الفرنسية فى/سورية/السؤال الاولهل ستشارك فى قمة الفرانكفونية وقد ابديت حيزا من تكلمك باللغة الفرنسيةثانيا وجهت دعوة لرئيس الوزراء الفرنسى/جوسبان/لزيارة/سورية/هل وافق على زيارة /سورية/وهل تم الاتفاق على تحديد موعد لهذه الزيارة/

جواب السيد الرئيس
تم توجيه الدعوة وقد وافق الرئيس/جوسبان/ على زيارة/سورية/ لكن لم يتم تحديد هذا الموعد وسيحدد لاحقابالنسبة للقمة الفرانكوفونية من المحتمل ان تحضرها /سورية/بكل الاحوال /سورية/ثقافتها فرنسية القانون فيها ارضيته فرنسية والمدارس تدرس اللغة الفرنسية وهى اللغة الثانية فى/سورية/صحيح ان/سورية/ليست منتسبة الى المنظمة الفرانكوفونية لكنها تعتبر نفسها ليست بعيدة عنها ومن هنا تأتى اهمية الزيارة /لفرنسا/ودعوة المسوءولين الفرنسيين لزيارة/سورية/على كل انا لم اخرج عن البروتوكول أنا تكلمت باللغة الفرنسية وبالمقابل طلبنا
من المسوءولين الفرنسيين فى زيارتهم الى/سورية/ان يتكلموا باللغة العربية

سؤال صلاح سلام/ اللواء/ اللبنانية
سيادة الرئيس تتكلمون عن عقبات تعترض عملية السلام وتتكلمون عن سياسة/ شارون/ التى تقود المنطقة الى الحرب السؤال هل الموقف العربى المشترك كاف حاليا لوقف التدهور فى المنطقة وهل المبادرة الاميركية قادرة على وقف هذا التدهور

جواب السيد الرئيس
الموقف العربى الموحد ضرورى ولكن العرب هم طرف فى اى تحليل لمستقبل عملية السلام ولابد ان يخضع لكل المعايير الموجودة لدى الاطراف المختلفة هناك طرف اسرائيلى هناك اطراف عربية هناك اطراف دولية معنية بعملية السلام كما قلت قبل قليل حتى الان لم تظهر اسرائيل اية رغبة بالالتزام بالمرجعيات بالاضافة الى اعمال القتل التى تقوم بها بشكل مستمر حتى هذه اللحظة الدور الاوروبى غير فاعل حتى انتهاء ولاية الادارة الاميركية السابقة لم يكن هناك عمل حيادى لدفع عملية السلام بشكل جدى حتى هذه اللحظة لم تتحرك الادارة الجديدة باتجاه المنطقة لدفع عملية السلام فالعامل العربى هو عامل اساسى ولكن هناك عوامل اخرى هذه العوامل الايجابية لم تتوفر بشكل كاف حتى الان وهذا هو احد الاسباب الاساسية للتدهور الموجود الان فى المنطقة سؤال مراسل قناة ابو ظبى فى فرنسا معذرة اذا عدت الى الشأن الداخلى السورى للحديث عما يسميه بعض الصحفيين هنا فى فرنسا بربيع دمشق فى اشارة واضحة الى الاصلاحات التى دشنتموها بمجيئكم الى سدة الحكم فى فرنسا يعتقد البعض بان عملية الاصلاحات توقفت بسبب مايسمونه بمعارضة الحرس القديم فى سورية هل انتم مع هذا الرأى اولا هل مايسمونه بالحرس القديم داخل سورية هو الذى يعارض هذه الاصلاحات والذهاب قدما فيها مارأيكم بهذا التحليل

السؤال الثانى يتعلق بصحفى يثير اهتمام الصحافة
الفرنسية تحديدا طبعا زملاء المهنة خاصة فى الخارج هو نزار نيوف الذى صرح لاكثر من وسيلة عربية واجنبية انه يود لو تسمحون له بالرحيل والخروج الى اوروبا للمعالجة هل تسمحون له بالمغادرة السؤال الاخير معذرة سيدى الرئيس يتعلق بالحملة التى شنتها بعض الدوائر اليهودية هنا ولاشك انه تناهى الى مسامعكم اخبار بعض المظاهرات ماتعليقكم على هذه الحملة

جواب السيد الرئيس
بالنسبة للصحفى الذى تسأل عنه هو خارج السجن وهو غير ممنوع من السفر مسموح له السفر لكن قد يكون ليس له الرغبة فى الخروج لسبب او لاخر لكن هناك قرار رسمى من السلطات السورية بالسماح له بالنسبة لموضوع ربيع دمشق والحرس القديم سئلت هذا السؤال فى مقابلتى مع صحيفة/ لوفيغارو/ ومع القناة الثانية فى التلفزيون
الفرنسى واعطيت تحليلا واضحا كلمة ربيع لاتعنينا كمصطلح فالربيع هو فصل موءقت والربيع فصل يعجب البعض والبعض الاخر يحب الشتاء واذا اردنا ان ندخل فى التحليل نقول ان الثمار تأتى فى الصيف ولكن لايوجد ثمار من دون ربيع تتفتح فيه الازهار ولايوجد ربيع دون امطار تهطل فى الشتاء ثانيا لانبحث عن التكرار بالاف وملايين السنين هذه الفصول الاربعة موجودة عبر التاريخ ونحن نبحث عن التطوير كلمة التطوير مناقضة لكلمة ربيع او اى فصل نحن لانبحث عن عملية الفصول الاربعة وانما نبحث عن عملية تطوير حقيقية موضوع الحرس القديم ايضا سئلت هذا السؤال سابقا وقلت كلمة حرس قديم مصطلح اعلامى من هم الحرس القديم هل هو شخص كبير بالعمر هل له زمن طويل فى وظيفته ام هل هو بالمصطلح المطروح شخص مغلق التفكير قديم بما معناه قديم بالتفكير هذه تفسيرات مختلفة وانا ارى ان هناك اشخاصا مع التطوير واشخاصا ضد التطوير ممن يعتبرون قدامى فى الوظيفة وكبارا فى العمر والعكس صحيح ايضا مع التطوير او ضد التطوير هناك من الجيل الجديد او الداخل حديثا الى العمل فهذا مصطلح غير دقيق ولانستطيع ان نبنى عملية التطوير على مصطلحات غير واقعية وقد حددت بدقة من مع التطوير هو من يعمل من اجل المصلحة العامة مصلحة الوطن ومن ضد التطوير يعمل من اجل مصلحته الشخصية وهوءلاء موجودون فى كل الاجيال انى لاأرى هناك ربطا لاية صفة لها علاقة بالجيل سوى اندفاع الشباب وحكمة الكبار لكن لاارى اية علاقة بين التطوير والتخلف وهذا المصطلح الحملة التى شنتها بعض الدوائر اليهودية بدأت مباشرة من زيارة البابا لسورية وكانت زيارة ناجحة من خلال احاديث قداسة البابا شخصيا او المسوءولين الاخرين فى الفاتيكان كانت زيارة ناجحة يبدو ان ال صورة التى اعطتها سوريا عن التسامح الموجود فيها بين الاديان هى صورة لاترضى البعض هذا هو الواقع بل كانت هناك رغبة من قبل البعض لالغاء هذه الزيارة لفرنسا ولكن كان هناك تصميم واضح من قبل المسوءولين الفرنسيين والسوريين على اتمام هذه الزيارة العلاقة بين سورية وفرنسا علاقة تاريخية وهناك مواقف للبلدين مواقف مشهود لها فى الصدق والعدل والمبادىء الاخرى الانسانية لايمكن ان تتوقف هذه العلاقة التاريخية وعلاقة المواقف عند حملة من هذا النوع وهى لاتوءثر بشكل او باخر







رد مع اقتباس
قديم 28-01-2011, 02:47 AM رقم المشاركة : 38
معلومات العضو
المحامي هلال حسين
عضو مميز جداً

الصورة الرمزية المحامي هلال حسين

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


المحامي هلال حسين غير متواجد حالياً


افتراضي رد: كلمات السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد

السيد الرئيس مع ريئس وزراء أسبانيا (أزنار)

عقد السيد الرئيس/ بشار الأسد/ عقب جلسة مباحثاته في مدريد مع السيد خوسيه ماريا ازنار رئيس وزراء اسبانيا موءتمرا صحفيا مشتركا استهله السيد/ ازنار/ بالكلمة التالية

أود فى المقام الاول ان احيى وجود الرئيس /بشار الاسد/فى /اسبانيا/وأود ان اشكره بصورةخاصة لوجوده معنا هنا متقاسما معنا هذه الايام ومشاركا فى افتتاح معرض تألق الامويين الذى كما تعرفون سوف يفتتح بعد ظهر اليوم وهو معرض يشارك فى رعايته الرئيس/الاسد/ والملك/خوان كارلوس/ ان هذه اول زيارة رسمية لرئيس دولة سورى الى/اسبانيا/ وهى الزيارة الرسمية الاولى التى يقوم بها الرئيس/بشار الاسد/الى اوروبا وبالتالى فان هذه الزيارة تكتسى بعدا هاما ولها مغزى كبيرا وأود هنا ان اشدد بصورة خاصة جدا على هذه الناحية فى المحادثات التى سوف نواصلها لاحقا كما هو منطقى وطبيعىتناولنا علاقاتنا الثنائيةالعلاقات السورية مع الاتحاد الاوروبى وشرعنا كذلك فى الحديث عن عملية السلام فى الشرق اولاسط أود ان اقول اننا قد اتفقنا على انه فى نهاية شهر حزيران المقبل سنعد اعلان اطار حول العلاقات الجديدة بين/اسبانيا/ و/سورية/يقوم أساسا على الاتفاقات التالية

أولا/تعزيز الحوار السياسى المنتظم بين/اسبانيا/و/سورية/

ثانيا/اعادة النظر فى الاتفاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين حاليا حجم التبادل التجارى بين/اسبانيا/و/سورية/هو فى حدود/25/مليون دولار اميركى فقط وهذا غير كاف بطبيعة الحال وفى المقام الثالث سوف نضع استقرارا لنظم التعاون بين البلدين وذلك فى اطار اللجان المعنية التى ستكون اولوياتها الاساسية تطوير التأهيل والتدريب للمهنيين فى الادارة السورية وكذلك للمؤسسات السورية ولهذا الغرض سننشىء المجلس الاستشارى لرجال الاعمال بين اسبانياو سورية ولقد اتفقنا كذلك على انشاء اطار جديد للعلاقات الثقافية بين البلدين وسنقوم كذلك فى اطار هذا الاعلان بتطوير كل النواحى التى تتعلق بالجوانب السياحية بين اسبانياوسورية فى جملة القول من الان حتى نهاية الشهر المقبل سنكون قد انتهينا من اعداد هذا الاطار الجديد المتجدد للعلاقات بين/سورية/ و/اسبانيا/الرئيس /الاسد/وانا شخصيا التزمنا دفع هذا الاطار بصورة نهائية واضعين ثقتنا فى وزيرى الخارجية اللذين سنحملهما مسؤولية تنفيذ هذه الاتفاقات ونحن نتعهد ونلتزم دفع هذه الاتفاقات بصورة ملحوظة

ثالثا علاقات/سورية/مع الاتحاد الاوروبى
ان/اسبانيا/راغبة فى ان تتقدم بسرعة المفاوضات حول اتفاق الشراكة بين/سورية/و/الاتحاد الاوروبى/وان يوقع هذا من شأنه ان يوطد اطار العلاقات السورية الاوروبية كما سيعزز سياسيا واقتصاديا فى ان معا هذه العلاقات كما اود ان اقول ان هذا سيتيح فرصا جديدة امام الوجود الاسبانى فى/سورية/وفى المنطقة ولهذا الغرض أود ان اقول اننى قد شجعت الرئيس/الاسد/على المضى فى عملية الاصلاحات فى /سورية/بما يساعد على ان يكون اتفاق الشراكة هذا مبرما فى فترة وجيزة جدا وحبذا لوتم ذلك فى اطار الرئاسة الدورية الاسبانية للاتحاد الاوروبى فى الفصل الاول من العام المقبل

رابعا/ بدأنا فى الحديث عن الوضع فى الشرق الاوسط وذلك من وجهة نظر شخصية قلقة ازاء الوضع الراهن فكما تعرفون عندما أتيحت لى الفرصة للقيام بزيارتى الاخيرة الى المنطقة اعربت عن مشاعر القلق ومازلت اشعر بهذا القلق ليس هناك من موءشر يحول دون الاعراب عن هذا القلق العميق ازاء الوضع الراهن فى المنطقة وأود ان اكرر مرة اخرى موقف /اسبانيا/ازاء هذا الموضوعلابد ان نسعى الى حل دائم عادل وشامل لابد أن نعمل فيما هو اطار واضح احتراما للشرعية الدولية واحتراما للاتفاقات التى وقعت فى مؤتمر/مدريد/والتى تعتمد مبدأ الارض مقابل السلام

خامسا/ لابد ان نحدد اطارا لانخسر فيه ماانجز حتى الان بحيث ان الاتفاقات المبرمة اللاحقة او الاعلانات او البيانات يمك ان تشكل أساسا للاتفاقات الاكثر استقرارا التى يمكن ان تكون نهائية سادسا لابد ان نوفر الشروط التى تتيح لنا تجاوز الوضع الراهن اى ان تستأنف المفاوضات قريبا هذا فى رأينا يستوجب امرين اولا الوقف التام لاعمال العنف وثانيااعتماد اجراءات ثقة بين الطرفين من شأنها ان تسهل العودة الى عملية التفاوض أخيرا وفى رأيى كذلك من وجهة نظر شاملة سياسية لنهاية هذا الوضع بامكاننا ان نتقدم فى مجالات محددة خطوة خطوة تعزيزا للاستقرار والحرية للجميع فى المنطقةفى جملة القول هذا هو ماطرحناه الرئيس /الاسد/وأنا حتى الان وهذه هى المقدمة التى رغبت فى ان اقدمها لحضراتكم والان نحيل الكلمة الى الرئيس/الاسد/وأود ان اكرر مرة اخرى امتناننا والاهمية التى نوليها لهذه الزيارة التى يقوم بها الرئيس/الاسد/ للعلاقة بين/سورية/و/اسبانيا/وللعلاقة بين/سورية/ والاتحاد الاوروبى ثم تحدث السيد الرئيس/بشار الاسد/ فى الموءتمر الصحفى فقال فى البداية اشكر السيد /خوسيه ماريا أزنار/على هذه المقدمةكما أشكر جلالة الملك/خوان كارلوس الاول/على دعوته لى للزيارة/اسبانيا/ وكانت فرصة طيبة للقاء المسوءولين الاسبان الاصدقاء وعلى رأسهم السيد/ازنار/رئيس الحكومة وكما قال فقد تحدثنا فى المواضيع المختلفة وفى مقدمتها العلاقات الثنائية بين/سورية/و/اسبانيا/وعن دور الاتحاد الاوروبى فى القضايا المختلفة المطروحة على الساحة فى منطقة الشرق الاوسط وأيضا فى الوضع الاقليمى وعملية السلام والوضع الدولى السيد/ازنار/ تكلم عن كل التفاصيل التى دارت فى الاجتماع طبعا لم ننته بعد امامنا جولة اخرى من المحادثات على الغداء ولكن أعبر عن سرورى فى ان اكون اليوم حاضرا للمشاركة فى افتتاح معرض //الامويون فى قرطبة//الامويون الذين أتوا من/سورية/عبر العالم العربى الى /اسبانيا/وأيضا هى فرصة طيبة للقاء الاعلام الاسبانى والاجابة على التساؤلات وعلى الاسئلة

سؤال سيادة الرئيس هل هناك امكانية لان تتوصل/سورية/الى اتفاقية سلام مع/اسرائيل/قبل ان يتوصل الجانب الفلسطينى الى اتفاقية سلام تشمل/القدس/ايضا

جواب نحن نتحدث عن السلام الشامل فى منطقتنا ومن الصعب أن يكون هناك سلام مجزأ ممكن ان تكون هناك اتفاقيات سلام مجزأةلكن اتفاقيات سلام ان لم تكن على كل المساراتلن يكون هناك سلام حقيقى على الارض وبالتالى فنحن لانسعى لكى نصل الى سلام قبل الاخرين او ان يصل الاخرون اى المسارات الاخرى الى سلام قبل المسار السورى لابد من ان نصل كلنا سوية بهدف تحقيق السلام العادل والشامل هذا مانؤكد عليه دائما التوازى بين المسارات والتنسيق بين المسارات فالمشكلة واحدة لاتنفصل والحل الجزئى سيوءدى للمزيد من الاضطرابات فى المستقبل

سؤال السيد/ازنار/فى شهر تموز الذى ستسافر خلاله الى/المكسيك/فى محادثاتك مع السيد/فوكس/هل ستبحث فى موضوع الارهاب بصورة خاصة الموضوع الذى أشار اليه السفير/مايورو ريخس/وللارهابيين الباسك الذين مازالوا موجودين هناك جواب اذا سمحت نحن الان فى موضوع/سورية/

سؤال أود أن أطرح سوءالى على الرئيسين طالبا رأيهما بشأن مشروع الدرع الوقائى الذى تريد الادارة الاميركية أن تنشئه وهل يوءثر ذلك على الاوضاع السياسية الدولية التى توءثر كذلك على الوضع فى الشرق الاوسط

جواب السيد/أزنار/أعتقد ان هناك بعض المواضيع التى يمكن ان أعلق عليها بشأن هذه المبادرة الاميركية اى انشاء هذا الدرع الواقى من الصواريخ ولاشك اننا ازاء وضع جديد بعد الحرب الباردة لابد من مواجهة مشكلة جديدة وأوضاع جديدة وتحديات جديدة ولابد ان نواجهها استنادا الى اوضاع العالم الراهن ومخاطرة وتقديراتنا للمستقبل وليس استنادا الى ماكانت عليه الاوضاع فى السابق الحرب الباردة وضعت أوزارها وبطبيعة الحال لابد لنا ان نعرف الان ماهى تحديات العالم الذى نحن مقبلون عليه من وجهة نظرى هذه يمكن ان ننظر الى هذه المبادرة الاميركية والتى لابد ان نأخذ بالاعتبار رغبة الادارة الاميركية التى أعربت عنها بأن تكون منسقة مع حلفائها وبالتالى ان تأخذ بالاعتبار المواضيع الحساسة التى من شأنها ان توءثر على المصالح الاميركية وان نأخذ فى ذلك المواضيع العامة التى تؤثر على الامن بالمفهوم الاشمل الواسع اى امن الحلفاء ولذلك فان الحلفاء يبحثون فى هذا الموضوع فى الحلف المناسب ألا وهو الحلف الاطلسى انطلاقا من هنا نعتبر ان تطوير هذه المبادرات لابد ان ننظر فيه بتأن وان نسعى كى لاتتحول هذه المبادرات الى سباق تسلح فى مناطق شتى من العالم وأن ندرك بأننا نتحدث عن مخاطر قد تنشأ عن بلدان قد تكون لها تسمية مختلفة على الصعيد الدولى ولكنها دول لايوثق بها او دول عدوانية من وجهة نظر الامن الدولىوان ينظر الى ذلك فى اطار تحالف واضح والتعاون من اجل اكبر قدر ممكن من النجاعة فى مواجهة هذه المخاطر الجديدة والمشكلات المستجدة ولمزيد من الامن للاطراف كافة وبصورة خاصة لمزيد من الامن للحلفاء جواب السيد الرئيس أول سؤال يطرح عندما نقول نشر سلاح ما لابد أن يكون لك هدف وعدو لنشر هذا السلاح ضده نحن لانرى هذا العدو لكى نكون مع نشر سلاح فى مكان ما من العالم ثانيا نحن نعيش فى منطقة الشرق الاوسط وهى منطقة مضطربة ونحن فى سورية نسعى لكى تكون منطقتنا خالية من اى نوع من الاسلحة لكى تكون منطقة مستقرة ومنطقة سلام وبشكل بديهى لن نكون مع نشر اى سلاح فى اى منطقة من العالم سؤالأود أن أطرح سوءالى على الرئيسين /هل من الممكن التوصل الى اتفاق سلام مع رئيس حكومة اسرائيلى مثل /ارئيل شارون/ام ان هذا مستبعد كليا كذلك أود أن أطرح سؤالا على الرئيس/ بشار الاسد/ الذى أعرب عن اعجابه بعملية التحول فى /اسبانيا/ومن بين مفاتيح هذا التحول كان الانفتاح على كل الاحزاب السياسيةهل فى نية/سورية/ ان تنفتح على كل الاحزاب السياسية بدون استثناء وان كان ذلك بصورة تدرجية أم أنه سينسج على المنوال السابق جواب السيد الرئيس لايوجد شىء غير ممكن عندما تريد ان تطور البلد او الوطن او المجتمع فأنت تطور فى كل المجالات لكن تضع اولويات دائما تضع اولويات بحسب المشاكل الموجودة لديك فى وطنك تضع اولويات بحسب الامكانيات المتوفرة لديك لكى تحقق شيئا قبل شىء اخر وماهى الاشياء التى تفيد بشكل اكبر ان تم تحقيقها الان فلايوجد مجال لم نطور فيه وكل المجالات خاضعة للنقاش وهناك مجالات ابتدأنا بها ومجالات مازلنا بشأنها على الطريق أما بالنسبة لامكانية قيام سلام مع/شارون/فهو كشخص معروف لديكم فى اوروبا معروف تاريخه فى القمع وفى خرق حقوق الانسان وقرارات مجلس الامن وقتل العديد من الاشخاص الابرياء لا أريد ان أغوص فى هذا الموضوعنحن بالنسبة لنا فى /سورية/لاننظر الى من هو الشخص الذى يأتى لكى يقدم شيئا للسلام بل ننظر لعملية السلام ككل هناك أسس لهذه العمليةهناك قرارات مجلس الامن وهناك مرجعية موءتمر/مدريد/التى تنص على مبدأ الارض مقابل السلام هناك حقوق للدول العربية المختلفة المحاذية/لاسرائيل/ وهذه القرارات قرارات مجلس الامن ومبدأ الارض مقابل السلام فى مرجعية/مدريد/تتطابق مع هذه الحقوق وبالتالى القضية من يأتى او المشكلة الاساسية من يأتى لكى يتعامل مع هذه الحقوق ومن يأتى فى/اسرائيل/لكى يخضع للشرعية الدولية ويسير مع مرجعية/مدريد/ انقضت الان عشر سنوات على قيام هذا الموءتمرهذه المرجعية والمبادىء التى أقرها العالم ككل ايضا قرارات مجلس الامنأقرت من كل دول العالم بعد عشر سنوات مازالت/اسرائيل/ترفض تنفيذ هذه القرارات التساؤل هل هذا الموضوع مرتبط فقط بشخص /شارون/ ام بمن سبقه أعتقد ان الدور الاساسى لدول اوروبا هو ان تضغط على كل دولة لاتطبق قرارات مجلس الامن ولاتخضع للشرعية وقراراتها والامور التى تتوافق عليها الشرعية الدولية والمجتمع الدولى ثم تحدث السيد/ازنار/فقال لقد سبق لى ان تحدثت حول هذا الموضوع فى زيارتى الاخيرة للمنطقة اعتقد انه لابد ان نترك بابا مفتوحا امام المبادرة السياسيةولاشك فى ان الوضع مثير للقلق فى الوضع الراهنولكن اعتقد ان الامور لاتحصل من باب الصدفةلقد شهدنا تحولا سياسيا هاما فى/اسرائيل/وفى الشرق الاوسط وكانت هناك فرص لم تقتنص وبالتالى فان هذا تنشأ عنه انعكاسات فقط من وجهة نظر الطرح الشامل لهذه الاوضاع يمكن ان نتقدم انطلاقا فى المقام\ الاول من اجراءات ثقة تتيح لنا ان نعود الى طاولة المفاوضات والا فمن المستحيل ان نتحدث عن اى شروط او اى ظروف اخرىليس هذا بالامر اليسير فقد انقضت عشر سنوات منذ موءتمر/مدريد/ومر كذلك عدة رؤساء وزراء ومازلنا نحن هناعلى اى حال على كل منا ان يعمل قدر امكاناته فى مجال التعاون لتحسين هذه الاوضاع سؤال غالبا ماتكتفى اوروبا بالتعبير عن القلق حيال مايحدث فى الشرق الاوسط و/اسبانيا/الان سوف تصبح بعد شهرين عضوا فى /الترويكا/ومنذ بداية العام القادم سوف تصبح رئيسا للاتحاد الاوروبى فهل هناك مشروع محدد او خطة ملموسة من اجل القيام بعمل محدد فى الشرق الاوسط ومن اجل اعادة احياء عملية السلام فأجاب السيد/ازنار/اعتقد ان هناك خططا كثيرة فى الشرق الاوسط فى الواقع الخطط كثيرة جدا ومايلزمنا هو ارادات وتطبيقات للارادات السياسية وبطبيعة الحال هذا يتوقف أساسا على القادة الرئيسيين فى المنطقة ثانيا ان اوروبا تقوم بأكثر من الاعراب عن قلقها لانه من وجهة نظر التعاون الاقتصادى لها دور بارز جدا لكن بالاضافة الى كل ذلك أرى من باب الاهمية ان تضطلع اوروبا بدور سياسى اوضح بالنسبة لسير عملية السلام هذا هو احد المواضيع المطروحة على مائدة المحادثات أنا أعقد الامل فى أن نتمكن من تحقيق ذلك بصورة تدريجية فى الاشهر المقبلةوبالتالى نتمنى ان تكون هذه المحادثات محادثات مفيدة جدا لكى نطور ولكى نتقدم فيما يمكن ان تكون عليه الادوار الاوروبية فى هذه العملية التى امنا بها دائما ودافعنا عنها ونعتقد انها مازالت تحمل فى طياتها امكانات التقدم سؤال موجه الى الرئيس/بشار الاسد/ هل تعتقد ان السياسة الجديدة للادارة الاميركية بالنسبة للشرق الاوسط من شأنها ان تسهل او تعقد التوصل الى اتفاقات سلام وأود أن أعرف منك ماهو رأيك بالمبادرة المصرية الاردنية لتحقيق الاستقرار فى المنطقة ووقف اعمال العنف كما قلتأظهروا اهتماما بقضية/العراق/اما بالنسبة لقضية السلام فلا يوجد حتى الان شىء واضحهناك مانسمعه من تصريحات توءكد على ضرورة العودة الى المفاوضات وهذا الكلام العام الذى باعتقادنا لم يعد يجدى او يعطى اية قيمة لان الارض هى الاساس لابد من التعامل مع الواقعوأقصد الواقع مع المواطنين مع الشارع العربى بمفاهيمه وبطموحاته ومن خلال حقوقه بالنسبة للمبادرة المصرية الاردنية نحن لسنا طرفا فى هذه المبادرة ولكن اى شىء يقيم من خلال النتائج ايضا ويستند موقفنا من هذه المبادرة الى ماتستطيع ان تقدمه هذه المبادرة لعملية السلام واعادة الحقوق حتى الان يبدو لدى الكثيرين فى منطقتنا ان/اسرائيل/تستغل هذه المبادرة للالتفاف على عملية السلام علينا ان ننتظر حتى نرى النتائج وعندها نحكم من خلال النتائج

ثم أجاب السيد/ازنار/قائلا بالنسبة لسؤالك الاول أود أن أذكر بما يلى
تعرف تمام المعرفة انه منذ بضعة أسابيع قام جلالة الملك بزيارة رسمية الى/الولايات المتحدة/حيث أتيح له ان يعقد لقاء مطولا فى البيت الابيض مع الرئيس/بوش/ وتعرف كذلك أن وزير الشوءون الخارجية قام بزيارة /للولايات المتحدة/وتعرف كذلك ان وزير الدفاع قام بزيارة الاسبوع الماضى وتعرف تمام المعرفة ان الرئيس/بوش/أعلن انه سيقوم بزيارة الى/اسبانيا/يوم الثانى عشر من الشهر المقبل وستكون /اسبانيا/اول دولة أوروبية يزورها وستكون الدولة الوحيدة الى جانب/بولونيا/التى يزورها ايضا وهى المرة الاولى التى يبدأ بها رئيس اميركى زيارة اوروبا من/اسبانيا/تعرفون انه فى اجتماع المجلس الاوروبى اجتمع رؤساء ووزراء الدول الاعضاء فى الحلف الاطلسى وتعرف كذلك ان فى نية الرئيس/بوش/ ان يجتمع مع رؤساء الدول ورؤساء الوزراء فى الدول الاعضاء فى المجلس الاوروبى وأعتقد ان جدول الاعمال واضح جدا سواء على الصعيد الثنائى او على صعيد العلاقات الاوروبية اذا النية والارادة هى التى ينبغى ان نقومها فى هذه المساعى البناءة فى مبادرة تثير مثل هذا الجدل اعنى بذلك مبادرة الدرع الواقى من الصواريخ وفى معرض الحديث عن هذا الدرع الواقى وصلنا الى حالة الغواصة نحن قلنا ان الغواصة ستخرج من جبل طارق فى هذه الايام وهذا كل ما بامكاننا ان نقوله لكن لم تنشأ اى مشكلة والغواصة ستغادر جبل طارق فى غضون ايام قليلة هناك من قال اننا قد واجهنا مشكلة والغواصة ستخرج من جبل طارق وذلك بما فيه امن وسلامة المواطنين ربما بالنسبة للبعض لن يكون هذا نبأ جيدا لكن بالنسبة للجميع هذا سيكون نبأ جيدا ثم سئل السيد الرئيس/بشار الاسد/ هل تساهمون فى وقف العنف فى الشرق الاوسط وماهى شروطكم للقاء /شارون/

فأجاب قائلا عندما نلتقى بشخص فلابد ان نلتقى من اجل هدف طبعا الهدف فى هذه الحالة من اللقاء مع شخصية اسرائيلية هو السلام أولا فالهدف طبعا هو السلام وليس الهدف اللقاء بالدرجة الاولى هل الظروف الان مهيأة للسلام هل انتخاب شخص بهذه المواصفات المعروفة دوليا يعبر عن رغبة اسرائيلية بالسلام هل قتل المئات من الفلسطينيين خلال اشهر قليلة هو تعبير عن رغبة فى السلام أيضا رفض الاستجابة لقرارات مجلس الامن وللقرارات الدولية بشكل عام كل مانراه لايدل على ان هناك رغبة حقيقية حتى الان بالنسبة للاسرائيليين فى اقامة سلام مع العرب بالرغم من ان كل الدول العربية المنغمسة او المشتركة فى عملية السلام التزمت بكل القرارات الدولية منذ بداية عملية السلام فاذن نحن نبحث عن الهدف وهو السلام وأية خطوة نقوم بها يجب ان تخدم هذا الهدف وسئل السيد/ازنار/ أنت ستزور/المكسيك/فى شهر تموز وفى محادثاتك مع السيد/فوكس/ستعودون الى بحث موضوع الارهاب بصورة محددة الموضوع الذى أشار اليه السفير/روريخا/حول الارهابيين العشرين هناك فأجاب ان علاقاتنا مع/المكسيك/ليست علاقات محصورة بموضوع الارهاب انها علاقات ممتازة كما يدل على ذلك تسليم/المكسيك/الارهابيين الى/اسبانيا/مؤخرا تحدثت مع رئيس/فوكس/حول هذا التعاون وانا على يقين أننا فى زيارتنا المقبلة فى تموز المقبل سوف نوطد هذه العلاقات الممتازة بين/المكسيك/و/اسبانيا/ وسئل السيد الرئيس/بشار الاسد/ فى القمة العربية التى انعقدت فى شهر اذار وصفتم الاسرائيليين بالعنصرية وهذا لم يلق ترحيبا عالمياهل مايزال السلام ممكنا اذا كنتم تحملون مثل هذه الاراءوهل تعتقدون ان الرئيس/بوش/ملتزم بالعملية السلمية فأجاب السيد الرئيس قائلا بالنسبة لوصف/اسرائيل/بالعنصرية التى اقصد بأنها عنصرية لم يسبقها مثيل فى التاريخ وقد تجاوزت النازية الى حدما أنا سأعطيك امثلة وانت عليك ان تحكم أحد الوزراء ويدعى/زئيفى/قال بأن الحل لفلسطين هو ترحيل الفلسطينيين منها وبهذا الشكل يستطيعون ان يحافظوا على نقاء العرق اليهودى هذا ماقاله هو النقطة الثانيةنفس الشخص طالب الحكومة الاسرائيلية بأن تفرض على الفلسطينيين الذين يعيشون فى/اسرائيل/ويحملون الجنسية الاسرائيلية ان يضعوا اشارة صفراء او بطاقة صفراء او علامة صفراء على ثيابهم لكى يميزوا عن الاسرائيليين الاخرين فى/اسرائيل/وهذا ماقام به النازيون فى/المانيا/ الحاخام الاكبر/عوباديايوسيف/منذ ثلاثة اشهر وصف العرب انهم قردة ومن ثم لاحقا قال انهم ثعابين وبأن الله ندم على خلق العرب بعد ان خلقهم لانهم ثعابينومن ثم قال منذ اسبوعين يجب ان نبيد العربوطالب الحكومة الاسرائيلية بابادة العرب بضربهم بكل انواع الصواريخ لكى لايبقى منهم احد فأترك المحاكمة لك وأترك لك ان تحدد مااذا كان هذا التصرف هو نازى ام حضارى ام انسانى أم ما شابه ذلك هذا الموضوع انتم تقدرونه كل انسان يقيم التصرفات انا اعطيك امثلة قليلة طبعا عدا عن المجازر الاخرى لاأريد ان اعود لمجزرة شارون فقد قام فى العام/1982/بأسرع مجزرة فى تاريخ البشريةطبعا بعد القنبلة الذرية قتل اكثر من ثمانية الاف فلسطينى فى /بيروت/خلال اقل من ساعتين أنا لاأعتقد بأن احدا سمع بمجزرة بهذا الحجم وبهذا الزمن بالنسبة للرئيس/بوش/نعتقد بحسب مانسمع وبحسب ماسمعنا منه شخصيا بأنه ملتزم بعملية السلام يبقى ان ننتظر الحركة الدبلوماسية الاميركية لنرى ماذا فى جعبته وسئل السيد/ازنار/بالنسبة للحملة الانتخابية فى بلاد الباسك أود أن أعرف مامدى الصدقية التى تعطونها لتصريحات الرئيس الاقليمى /ايباريتشى/الذى قال انه لن يتحالف مع/ايتا/بعد الانتخابات

فأجاب/ازنار/ هناك امور ليست غريبة على عندما يقول أنه لن يتحالف مع الذراع السياسى للارهابيين او مع حكومات ارهابية او بأنماط اخرى الامور ليست بغريبة على وبالتالى اود ان اقول انه بالنسبة للبعض وبالنسبة للقادة الوطنيين الحاضرين فى هذه الاسابيع يبدو انهم يحاولون الغش والتزوير لانه لابد ان تكون ذاكرتنا قصيرة لكى ننسى ان ماحصل تماما كان العكس اى ان الحالة الوحيدة لحكومة اوروبية وصلت الى الحكم وانتخبت بدعم من الذراع الارهابية هى الحكومة القومية فى بلاد الباسك أى هى الحالة الوحيدة فى اوروبا وهذا لاينبغى ان ننساه لاننا عندما نقول الان هذا لن يحصل فى المستقبل ماهى ضمانات الصدقية التى يمكن ان اعطيها لذلك الا اذا كانوا يحاولون ان يخدعونا ام انه عندما تقدموا للانتخابات فى عام/98/لم نعرف ولم نكن نعرف ان هناك اتفاقا بين الحزب القومى الباسكى ومنظمة/ايتا/الارهابية فذلك الشخص الذى انتخب/لنداكارى/انذاك بأصوات/اريباتاسونا/بمافى ذلك اشخاص بارزون مثل/جوشوترنيرا/الذى قبل اضافة الى ذلك بأن يكون عضوا فى لجنة حقوق الانسان فى/البرامى/الباسكىلم يكونوا يعرفون ذلك أن هناك اتفاقا أو تحالفا مع المنظمة الارهابية والان يريدون من المواطنين الباسك ان يعتقدوا العكس هذا ماعلينا ان نجيب عليه ألم يكونوا يعرفون انهم مولوا بلديات من هذه الاموال من حلف/استيا/ألم يستفيدوا خلال هذه السنوات من ثمار حلف/استيا/هذه هى المسائل التى لابد ان نجيب عنهاألم يشجعوا اصدار بطاقة هوية باسكيةخلال هذه الشهور يمكن ان يحاولوا خداعنا لكنهم لن يفلحوا فى ان ننسى وان نتنازل عن هذه المطالب الديمقراطيةلابد ان نجيب على موضوع أساسى الا وهو كيف امكن لاولئك القادة التحالف مع الارهابيين لضمان استقرار الحكومة الباسكية هذا المكان الوحيد فى اوروبا الذى حصل فيه ذلكوثانيا لابد أن نجيب فيما اذا كنا على استعداد لان نشرع فى بلاد الباسك ببديل للحرية يضمن للمواطنين مستقبل الاستقرار والرفاه الذى يرغبون فيه وكل ماهو خلاف ذلك يشكل جزءا من الخداع







رد مع اقتباس
قديم 28-01-2011, 02:48 AM رقم المشاركة : 39
معلومات العضو
المحامي هلال حسين
عضو مميز جداً

الصورة الرمزية المحامي هلال حسين

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


المحامي هلال حسين غير متواجد حالياً


افتراضي رد: كلمات السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد

اللقاءات التلفزيونية
أكد السيد الرئيس بشار الأسد أن سورية دائماً تريد الحوار وأن هناك أفقاً كبيراً للتعاون السوري الفرنسي في كل قضايا المنطقة لأن المصلحة مشتركة للبلدين والشرق الأوسط.

وأضاف الرئيس الأسد في حديث مع التلفزيون الفرنسي القناة الثالثة في سياق رد على سؤال حول لقائه مع الرئيس الفرنسي وقيام حوار حقيقي بثته القناة مساء أمس ..أن الرئيس ساركوزي عندما أتى الى موقعه في الرئاسة الفرنسية وضع هدفاً هو الاستقرار في قضايا السلام ولبنان وما يحصل الآن في القوقاز وأراد لفرنسا أن يكون لها دور هام في حل كل هذه القضايا وأراد لأوروبا الشيء ذاته.

وأشار الرئيس الأسد الى ان سورية دائماً تدعو الى ذلك وفي السنوات الماضية قلنا إن أوروبا غائبة ويجب على أوروبا ان تلعب دوراً مهماً في القضايا المطروحة وهذه الأشياء نراها الآن موجودة ونستطيع ان نقول نعم هناك أفق كبير للتعاون السوري الفرنسي في كل هذه القضايا لأن المصلحة المشتركة لنا ولفرنسا ولأوروبا وللشرق الأوسط.

ورداً على سؤال حول القمة الرباعية بين الرئيسين الأسد وساركوزي وأمير قطر ورئيس وزراء تركيا قال الرئيس الأسد: بكل تأكيد هذا في جوهر العمل من أجل الاستقرار ومن أجل أن يكون هناك دور أساسي لأوروبا من خلال فرنسا ودور أساسي لعدد من الدول العربية من خلال سورية وقطر.. ونحن رئيس القمة العربية الآن وقطر رئيسة المجموعة الخليجية من دول مجلس التعاون الخليجي.. وفرنسا رئيسة الاتحاد الأوروبي.. وتركيا هي الدولة الوحيدة التي تمكنت من إطلاق عملية السلام ولو بشكل مفاوضات غير مباشرة.

وجواباً عن سؤال بأن تحسن العلاقة بين لبنان وسورية هو نتيجة جزئية لتحسن العلاقات بين فرنسا وسورية أو ربما هي ولادة حقبة جديدة بين البلدين قال الرئيس الأسد: لا أستطيع أن أقول إنها نتيجة لإننا تحدثنا سابقا عن ضرورة تحسين هذه العلاقة أي نحن في سورية ولكن الفرق هو ان سياسة فرنسا السابقة أيام الرئيس شيراك لم تكن تساعد على قيام علاقات طبيعية بين سورية ولبنان..كانت تلعب دوراً سلبياً.

ووصف الرئيس الأسد إدارة الرئيس ساركوزي بأنها إدارة واقعية وتسعى للاستقرار في لبنان لأنها تعرف أن الاستقرار في لبنان ضروري للاستقرار في الشرق الاوسط وهذا العامل استطيع ان اقول انه عامل مساعد لأن تقوم علاقات طبيعية بين لبنان وسورية وبالطبيعي بين لبنان والدول العربية.

ورأى الرئيس الأسد ان هناك حقبة جديدة بين سورية وفرنسا مبنية على سياسة فرنسية جديدة وهي سياسة براغماتية.. سياسة واقعية تتحدث أو تضع هدف الاستقرار وتتبنى وسائل أهمها الحوار وهذا ما ندعو إليه وهنا تكمن مصلحتنا لذلك التقينا مع هذه الادارة ونستطيع ان نقول بأن هناك حقبة جديدة تسعى للاستقرار.

وحول عملية السلام وفيما إذا كانت المفاوضات السورية الاسرائيلية غير مباشرة بوساطة تركية تسير بالاتجاه الصحيح أوضح الرئيس الأسد أن الانطباع صحيح بأن هناك مجالاً للسلام ولكن لا أستطيع القول إننا اقتربنا من تحقيق السلام نحن في مرحلة التحضير لمفاوضات مباشرة وعندما نصل الى هذه المرحلة نستطيع أن نقول إننا بدأنا نقترب من السلام والآن نستطيع فقط أن نقول إننا فتحنا الباب من اجل السلام واعطينا فرصا اكبر لتحقيق السلام.

وأشار الرئيس الأسد الى انه عندما تبدأ المفاوضات المباشرة بدور أمريكى ودور فرنسي ودور تركي وربما دول أخرى عندها نستطيع ان نقول نعم بأننا نقترب من السلام ولكن من المبكر أن نعطي جواباً على هذا الشيء.

وحول ربط الاقتراب من السلام أكثر بمجيء إدارة امريكية جديدة قال الرئيس الأسد..نعم هذا أكيد والسبب ان هذه الادارة بعد سبع سنوات من وجودها بدأت تتذكر بأن هناك شيئا اسمه السلام يعني في السنة الاخيرة وبقي من عمر هذه الادارة اربعة اشهر ومن المستحيل ان يتم تحقيق السلام أو أن تكون هناك جهود جدية لتحقيق السلام في الأشهر الاربعة الاخيرة.

وأضاف الرئيس الأسد.. بكل تأكيد لابد من انتظار الادارة الامريكية المقبلة لنرى توجهاتها عندها نستطيع ان نتحدث عن مفاوضات مباشرة.

ورداً على سؤال حول خشية سورية من هجوم اسرائيلي وشيك على ايران قال الرئيس الأسد: لدينا اعتقاد بأن اسرائيل تسعى لحرب ربما بأكثر من اتجاه وقد تكون الأولوية لها ايران وربما تكون الاولوية الاخرى هي لبنان ولا نستبعد سورية بما أنها اعتدت على سورية سابقاً.

وأشار الرئيس الأسد الى أن أي حرب من هذا النوع سواء كانت من اسرائيل أو أي طرف آخر ستكون لها نتائج كارثية كبيرة ليس فقط على المنطقة وانما على العالم بشكل عام ونتمنى ألا تحصل مثل هذه الحرب ولكن يبقى لدينا القلق في الأشهر المقبلة من أن يكون هناك تخطيط لتنفيذ مثل هذا العمل.

وجواباً على سؤال حول دور الرئيس الأسد في تقليص الخلافات بين روسيا وايران من جهة وفرنسا والولايات المتحدة من جهة أخرى ودور الرئيس ساركوزي في تقليص الخلافات بين سورية من جهة والولايات المتحدة من جهة أخرى وتفادي أي نزاع قد يهدد المنطقة والعالم قال الرئيس الأسد: طبعاً هذه النقطة التي ذكرتها هي نقطة قوة للعلاقات السورية الفرنسية وليست نقطة ضعف..المطلوب أن يكون لدينا تنوع في العلاقات والمهم كيف نرى القضايا المطروحة.

ولفت الرئيس الأسد الى ان هناك قضايا كبيرة.. موضوع السلام.. عملية السلام.. والخلاف الجديد او ربما القديم الجديد في القوقاز.. وقضايا الملف النووي الايراني وغيرها من القضايا.. هذه الدول التي ذكرتها لها بشكل مباشر أو غير مباشر تأثير فيها فلابد أن يكون هناك حوار سوري فرنسي حول كيف نوحد الرؤية بالنسبة لحل القضايا ومن ثم تتحرك فرنسا مع الدول التي لها علاقة جيدة بها وتتحرك سورية مع الدول التى لها ايضا علاقات جيدة بها.







رد مع اقتباس
قديم 28-01-2011, 02:49 AM رقم المشاركة : 40
معلومات العضو
المحامي هلال حسين
عضو مميز جداً

الصورة الرمزية المحامي هلال حسين

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


المحامي هلال حسين غير متواجد حالياً


افتراضي رد: كلمات السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد

أكد السيد الرئيس بشار الأسد أن الظروف الإقليمية والدولية تغيرت الأمر الذي ساعد على تغير هذا العالم وأن ذلك تصادف مع تغير الرئيس في فرنسا وبالتالي السياسة الفرنسية.

وأوضح الرئيس الأسد في مقابلة مع قناة دبي التلفزيونية أجراها الإعلامي حمدي قنديل الليلة قبل الماضية رداً على سؤال عن سبب الاستقبال الحار الذي منحته فرنسا لسيادته وهل حدث تغير في سورية.. أن الشيء الوحيد الذي لم يتغير هو السياسة السورية والسبب أن الظروف لم تتغير كثيراً بالنسبة لنا في المنطقة فالاحتلال بقي احتلالاً والهيمنة أو محاولات الهيمنة علينا وعلى الدول العربية بشكل عام بقيت هي نفسها وبالتالي لم تتغير طالما أن هذه الظروف لم تتغير في جوهرها بغض النظر عن بعض التفاصيل في الموضوع.

وأضاف الرئيس الأسد أن الشيء الأساسي الذي تغير هو العلاقة الأوروبية الأميركية وهناك رؤية ظهرت منذ أكثر من عام بالنسبة للكثير من المسؤولين الأوروبيين .. كنا نسمعهم في اللقاءات الخاصة يتحدثون حول عدم الثقة برؤية هذه الإدارة وإحراج الأوروبيين والضرر بالمصالح الغربية بشكل عام في الشرق الأوسط وفي مناطق اخرى من العالم مشيراً إلى أن الطرح كان خجولاً دائماً حيث يحاولون الظهور بأنهم في الغرب موحدون حول القضايا المختلفة لكن الحقيقة ليست كذلك.. مضيفاً أن ذلك كان واضحاً بالنسبة لنا إلى أن أتى الرئيس الفرنسي الذي أعلن هذا الشيء.

وأشار الرئيس الأسد إلى أن إعلان الرئيس الفرنسي عن قطيعة بينه وبين السياسات السابقة يعني لنا اتجاهات عدة .. يعني دور فرنسا في عملية السلام والموضوع اللبناني والاستقلالية الفرنسية عن الدور الأميركي واستعادة الدور الفرنسي التقليدي.

وأضاف الرئيس الأسد أن الرئيس الفرنسي أراد أن يتبع سياسة واقعية لا تعني بأننا نتفق حول كل شيء أو ربما حول الكثير من الأشياء إنما تعني في السياسة أن نتعامل مع من يقوم بدور فاعل.

ورداً على سؤال حول الثمن الذي قدمته سورية على الاستقبال الحافل لسيادته في وجود أكثر من خمسين دولة يحضرون العيد الوطني الفرنسي.. قال الرئيس الأسد: لم ندفع ثمناً لأي شيء .. مواقفنا هي نفسها وأنا قلت للرئيس ساركوزي ولغيره من المسؤولين الذين التقيت بهم في السابق أنا لست الشخص الذي يحمل جوائز في جيوبه ويقدمها للمسؤولين لكي يقوموا بإعطائه مقابلاً.

وأضاف الرئيس الأسد: هم يتبعون أحياناً سياسة أعطني شيئاً لكي أستطيع أن أسوق لك فكنا دائماً نقول لهم لا توجد لدينا هدايا في جيوبنا لدينا حقوق وهذه الحقوق ليست لي بل لسورية .. ليست ملك الرئيس وليست ملك أي مسؤول وبالتالي لا يمكن أن نعطيكم هذه الحقوق لكي تقولوا إننا تنازلنا .. هذه الحقوق لا تنازل عنها .. هناك واقع معين من يريد أن يلعب دوراً في المنطقة فعليه أن يتعامل مع هذه الدول ومن ضمنها سورية.

وأوضح الرئيس الأسد أن ما حصل كان تفهماً للموقف السوري حقيقة واحتراماً لهذا الموقف ورغبة في لعب دور .. عرفوا من خلال الوقائع أنه دور يعمل باتجاه مصلحة المنطقة ويسعى للاستقرار وخصوصاً منذ أشهر حول الموضوع اللبناني.

وأضاف الرئيس الأسد أن ما حصل في الدوحة كان اقتراحاً سورياً بالأساس لم يتمكن الفرنسي لأسباب داخلية أو مع بعض الدول المعنية في الغرب وفي الشرق من تسويق هذا الموضوع موضحاً سيادته أن القطيعة المؤقتة حصلت لسبب أو لآخر وعندما تم الحل في الدوحة عرفوا أن سورية كانت على حق مشيراً إلى أننا لا ننكر الدور القطري الذي كان أساسياً في هذا الموضوع.

وأكد الرئيس الأسد أن الضجة التي أثيرت حول زيارته لفرنسا ساعدت في نجاحها .. هذا الشيء تم لأسباب داخلية فرنسية أو لأسباب أوروبية أو لأسباب لها علاقة بكل من هو متضرر من هذه الزيارة بالمحصلة كل هؤلاء خدموا الزيارة فظهرت بهذا الشكل وأصبح التركيز الإعلامي على هذه الزيارة.

وحول سؤال عما إذا كانت سورية عدلت عن سياسة الممانعة وعن سر التحرك المفاجئ في اتجاهات عدة والمفاوضات مع إسرائيل والانفتاح على فرنسا أوضح الرئيس الأسد .. نحن دائماً نمانع أي شيء ضد مصالحنا وعندما يغير هذا الشيء اتجاهه باتجاه مصالحنا فلا داعي للممانعة.

وأضاف سيادته نحن ضد أي مفاوضات إن لم تلتزم إسرائيل من خلال وسيط نثق به بأنها ستعيد الأرض كاملة .. وعندما سمعنا هذا الكلام من رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان نقلاً عن إيهود أولمرت بكلام مباشر معه .. وقد اعتبرنا أن الأمور أخذت الاتجاه الصحيح فذهبنا باتجاه مفاوضات السلام التي قد بدأناها في التسعينيات من أجل استعادة حقوقنا موضحاً أن الرئيس أردوغان بالنسبة لنا هو شخص موثوق والدولة التركية بشكل عام موثوقة.

ورداً على سؤال حول طلب الرئيس ساركوزي من سورية التوسط لدى ايران بعد أن كان مطلوباً منها التخلي عن تحالفها الاستراتيجي معها ... أشار الرئيس الأسد إلى أن إعلان الرئيس ساركوزي عن طلب من سورية أن تلعب دوراً هذا يعني بانهم لم يطلبوا الثمن الذي يطرح في الإعلام مؤكداً أنه لم يطرح معنا ... ولا أعتقد أن أحداً يجرؤ على طرح هذا الموضوع لأنهم يعرفون الجواب مسبقاً وهذا يعني بأنه لم يطلب ثمناً وبنفس الوقت يعني أن سياسة الرئيس ساركوزي واقعية وهو يعرف أن سياسة العزل لا تؤدي إلى شيء مؤكداً أنه من الأفضل الانخراط السياسي في الموضوع.







رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع