بالرغم من قصر العبارة الا أنها تُعتبر أساس الآلية الراقية التي تنظم العلاقة بين المريض والجهة الراعية لصحته، وتطبيق هذه الحقوق والواجبات على أرض الواقع ستساعد الجهتين على تجاوز بعض العقبات لبناء علاقة جيدة ومتعاونة.
هدفي من كتابة هذه المقالة هو ازالة الالتباس في هذه العلاقة الخاصة والمهمة ،فمن جهة، ما يراه المريض حقاً من حقوقه لا يراه ،أحياناً، الطرف الراعي الا نوعاً من فضول لا داعي له. وبذات الوقت، يتم عادة مناقشة مزايا الأطباء والمراكز الطبية مع اهمال طرح سؤال بغاية الأهمية حول واجبات المريض التي قد تلعب دوراً أساسياً أيضاً في انجاح المعالجة وتوطيد الثقة بين المريض والجهة الراعية لصحته عموماً.
لقد عرف مركز (أم دي أندرسون) حقوق وواجبات المريض مع الجهة الراعية بالشكل التالي:"نحترم حقوقك كمريض وندرك أنك فرد، لك احتياجات فريدة من الرعاية الصحية. لذا نود أن نؤكد على حقوقك كمريض، وكذلك التزامك تجاه نفسك، وطبيبك، والمرضى الآخرين. نشجع قيام شراكة بينك وبين الفريق الذي يقدم لك الرعاية الصحية. ويتمثل دورك في هذا الفريق في أن تمارس حقوقك وأن تتحمل المسؤولية، من خلال الاستفسار لاستيضاح أي أمر لا تفهمه."
ها هنا أعرض لكم لائحة ببعض حقوق المريض وواجباته.
من "حقك" كمريض الحصول على:
1- رعاية طبية قائمة على الاحترام ومراعاة المشاعر، كما أن لك الحق في أن تطلب من جميع أفراد الطاقم المشارك في رعايتك تعريف أنفسهم، وبيان الدور الذي يقومون به من خلال رعايتك، وشرح العمل الذي سيقومون به لخدمتك.
2- رعاية طبية مستمرة ومنظمة، مع الاحالة الى مستويات العلاج المختلفة اذا ما اقتضت الحالة.
3- المعالجة من أية حالة طبية طارئة قد تؤدي الى تدهور حالتك الصحية كنتيجة لعدم حصولك على علاج.
4- معلومات حول علاجك: من واجب فريق الرعاية الصحية أن يشرح لك العلاج المقترح من أجلك، فوائد ومخاطر العلاج المقترح، البدائل المتاحة وفوائد ومخاطر كل تلك البدائل. بكلمات أدق، الحصول على معلومات كافية من الطبيب المعالج عن التشخيص والعلاج بلغة بسيطة ومفهومة.
5- اسم الطبيب المعالج وتخصصه ووسيلة الاتصال به.
6- الحق في الاستعانة باستشارة طبية ثانية في حال رغبت ذلك، ولمقدم الخدمة الصحية اقتراح الممارس الصحي الذي يراه ملائما.
7- معالجة الألم والذي يشكل جزءاً هاماَ من رعايتك وعلاجك، وذلك بحسب طبيعة مرضك وما يقرره الطبيب المعالج.
8- تقرير عن حالتك الصحية ونتائج الفحوصات بدقة وموضوعية.
9- الاستجابة المعقولة لمطالبك والاحتياجاتك.
10- امكانية تقديم شكوى شفوية أو خطية أو تقديم مقترحات للجهة الراعية دون التأثير على جودة الخدمة المقدمة لك.
11- معلومات عن تكاليف الرعاية الصحية مقدماً ان وجد.
كما أن عليك كمريض أن تتحمل "المسؤوليات" التالية:
1- تقديم معلومات طبية كاملة حول حالتك الصحية الحالية، وتاريخك الطبي الكامل.
2- طلب الحصول على شروح واضحة عن حالتك الصحية، واذا لم تكن واضحة، فاطرح ما شئت من الأسئلة الى أن يصبح كل شئ مفهوما، ثقافة المساءلة، وذلك لتجنب لوم الجهة الثانية في المستقبل.
3- الالتزام التام بالمواعيد المعطاة لإجراء الفحوصات الطبية أو لزيارة الطبيب المعالج، حتى عند الشعور بالتحسن.
4- الالتزام ببرنامج العلاج المقرر لك من قبل الفريق الطبي المشرف عليك.
5- ابلاغ طبيبك عن أية تغيرات في حالتك الصحية.
6- تحمل المسؤولية كاملة في حال رفضت العلاج أو اتباع الارشادات المعطاة.
7- احترام خصوصية الآخرين من المرضى واحترام مشاعرهم، واحترام الفريق الراعي لصحتك.
8- الالتزام بأنظمة وتعليمات الجهة الراعية لصحتك، وقبول التزاماتك المالية وتسديدها بأسرع وقت.
9- مغادرة المرافق الطبية وبدون تأخير في حال انتهاء الاجراءات التامة للعلاج.
وبعد:
فاذا كانت الآلية جيدة فان العبرة ليست فيها بل بمن يطبقها. هل ندع تطبيقها للظروف؟ يتم حسم هذا السؤال بطريقتين، اما، وهو الشائع، تقبل الأحداث بدون مناقشة الأسباب وأخذ العبر، أو المطالبة بتحديد الآلية أكثر والالتزام بها لأنها تتعلق بمصيرك أنت كمواطن، ممثل هذا الوطن، وبسمعتك أنت أيها الطبيب، ممثل الصحة في هذا الوطن. عزيزي بما أن هدفي الوحيد مخاطبة عقلك، فلدي ايمان بأن صعوبات اليوم ستكون تسهيلات الغد، وفشل اليوم سيؤدي الى نجاح الغد، ومقالات اليوم ستكون وقائع الغد.